رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الغضب وقود الخطيئة

لاشك أن الغضب متى ما ستقر واستنفذ جهدا وأهدر وقتاً لا يستحقهما فإن هذا مؤشر الاتصال السلبي السيئ لمفردات الخطأ وزرع الحقد طالما استمرت شلالات الغضب بالتدفق لتزيح مكامن الخير، ومن المعلوم بأنه ليس ثمة إنسان على ظهر هذه البسيطة يخلو من صفة الغضب، وتتباين حدته من شخص لآخر فتجد من هو سريع الغضب أو كما يقال عصبي ومن هو بطيء الغضب أو (وسيع صدر) كما يحلو للبعض أن يسميه، ومحور الارتكاز في هذه العملية هو التحكم بالمشاعر في حالة حدوث ما يستوجب الغضب، ومسألة التحكم هنا ترتبط بعوامل مؤثرة في هذا الجانب لعل أبرزها التمالك وهي أن يملك الإنسان نفسه في هذه الحالة لا أن تضيع منه ويفقدها، ولا يوجد على الإطلاق من يرغب في فقدان نفسه إلا أعمى البصيرة، وتحقيق التوازن في هذه الحالة لا يجلب الراحة فحسب، بل نبل الذات وسمو الأخلاق وصفاء الروح يحلقون معا في سماء صافية مؤثرين العفو عند المقدرة وكظم الغيظ وضاربين أروع الأمثلة في البعد الأخلاقي الذي تكسوه الرحمة انطلاقاً من مبدأ العفو عند المقدرة والتسامح في وقت الشدة، هذا المبدأ الجليل والنبيل ما برح مانحاً الفسحة لمن أساء وندم، ودائماً ما نسمع بأن فلاناً طيب القلب وحينما تُخلع عليه هذه الصفة، فإنها من واقع الاحتكاك مع الشخص الطيب، وغالباً ما يتم القياس في طيبة قلبه من عدمها في حالات الغضب، إذ إن الإناء ينضح في هذه المرحلة بالذات ليتضح ما فيه بجلاء مع الأخذ بالاعتبار إثر الخلوة مع النفس وفي هذا الوقت الحرج والحساس إذ من شأنه كبح جماح الميل إلى النبرة العدائية داخل النفس البشرية، وقطع الطريق على مؤذي البشرية في السر والعلن الشيطان اللعين، وإذا كنت تمارس التأديب مع أحبابك بأسلوب يقطع باليقين بأن غضبك لن يضرهم أو يسيء إليهم، فلماذا لا ينسحب هذا الأسلوب مع الآخرين؟ التأديب الذي لا يلحقه مضرة تمرير للإصلاح بمفهوم يعكس دماثة الخلق وبُعد النظر وسلامة الاعتقاد، ولما كانت هناك عوامل تسهم في تأجيج الخلاف وإثارة الشحناء والبغضاء بين الناس ففي مقابل ذلك ثمة عوامل تساهم في الوقوف سداً منيعاً صلباً، تتكسر عليه محاولات إبليس اللعين وأعوانه وتئدها في مهدها بل وتجهز على ملوثات الفكر وتقطع دابرها، ويرتكز هذا في المقام الأول على مخافة الله سبحانه وتعالى وسلك الطرق السهلة والميسرة في العيش الكريم الذي يحتويه الشرف والعزة ويكسوه السؤدد وتحفه العدالة من كل جانب منضوياً تحت لواء المحبة ومحاطاً بالوئام، الابتعاد عن الإساءة يتطلب الهدوء حينما يسوق الرزانة والرصانة كعناوين مؤثرة في سياق التعقل والتدبر متألقاً كأنه البدر يضيء كل ليلة ويسطع في سماء المودة ويزداد ضياءه لمعاناً وبريقاً كلما همس اللسان بكلمة جميلة رقيقة وكلما تم غض الطرف عن تجاوزات طفيفة حينها يسجل الاتزان حضوره في حلة بهية من الترفع والنقاء وهذه من صفات النبلاء، فحرى بنا أن نمسك بالهدوء قبل أن يفلتنا ونكبح جماح النفس قبل أن تهلكنا ونزيد في الخير نستشعر قبل أن نقرر ونتدبر قبل أن نتهور وليكن شعارنا (العفو عند المقدرة) والتسامح يسبق المعذرة وسأختم حديثي بأبيات لشاعر عربي هو عويف القوافي الفزاري ويصور الشاعر موقفاً إنسانياً كريماً يدور حول تعرض أحد أعدائه لمحنة وإحساسه بالعطف عليه والإخلاص له ونصحه رغم العداوة التي تزول وقت الشدة وسيادة الروابط الإنسانية فهو يصور أرقه وحزنه عند بلوغه خبر الكارثة وسجن عدوه وانطلاقه لمساعدته بمجرد سماعه الخبر يقول الشاعر: ذهب الرقاد فما يحس رقاد مما شجاك(1) ونامت العواد(2) خبر أتاني عن عيينه موجع كادت عليه تصدع(3) الأكباد بلغ النفوس بلاؤه فكأننا موتى وفينا الروح والأجساد يرجون عثرة جدنا ولو أنهم لا يدفعون بنا المكاره بادوا(4) لما أتاني عن عيينه أنه أمسى عليه تظاهر الأقياد(5) نخلت له نفسي(6) النصيحة أنه عند الشدائد تذهب الأحقاد شرح الكلمات (1) شجاك: أحزنك (2) العواد: جمع عائد وهو الزائر للمريض الذي يهمه أمره. (3) تصدع: تتمزق (4) بادوا: فنوا (5) تظاهر الأقياد: تتراكم القيود (6) نخلت له نفسي: أخلصت له.

559

| 17 سبتمبر 2011

التهكم والسخرية أسلوب يمارسه المفلسون

من الأمور المقيتة والتي بكل أسف أصبحت متداولة بين الناس وانتشر هشيمها أيضا عبر التقنية وتحديدا من خلال أجهزة الاتصال المتطورة ، و يتم استخدام هذه الأجهزة استخداما خاطئا التنابز بالألقاب والتهكم والسخرية ، وليتهم أطفال لكان الأمر هيناً وقلنا إنهم صغار وغير مدركين، ولكن تجد الرجل طول بعرض "ويمشي على زنده الفيل"، يبعث برسالة أو بالأحرى طرفة سخيفة مفعمة بالتهكم والسخرية وتنم عن جهل مرسلها وإدراكه المحدود ويفترض وضع لوحة إرشادية تفيد بأن الوعي مغلق والعقل تحت الصيانة ، ومن المعلوم ما لهذه الأساليب القبيحة من آثار سلبية تعصف بأواصر المحبة وتفتك بجذور الألفة وتطرح باحترام النفس أرضاً مثيرة بذلك الضغائن والفرقة، ومذكية التنافر بين أبناء الأمة الواحدة إذ تسهم هذه الآفة في تنمية الكُره في النفوس، وقد يستعملها البعض معتقدا بأنها لا تعدو كونها ترفيهاً عن النفس أي ترفيه هذا؟ بل أي سقوط وتمزيق للأخلاق شر ممزق ، وإذا عجز الإنسان عن حماية أخلاقه وصيانتها من الرذيلة فإنه سيصبح صيداً سهلاً للشيطان وبالتالي فإن ضعف الإيمان سيكون جسراً سهلاً لعبور المخالفات تلو المخالفات فيما يعتقد البعض وهو اعتقاد مجانب للصواب بأن هذه المعصية صغيرة، وهذا لعمري من وساوس الشيطان لأن من يستمرئ ارتكاب المعصية الصغيرة فإن الكبيرة في نظره ستصغر وقيل "لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى من عصيت" وإذا كان تقدير المخاطر وغالبا ما يستخدم هذا المصطلح من قبل الاقتصاديين يتعلق بالاستثمار، فإن الاستثمار الحقيقي مع الله، وتقدير المخاطر في هذا الاستثمار هو الأجدى والأبقى والحياة كلها استثمار، والفطن من يستثمرها بالشكل الصحيح وإذا كان رجال الأعمال والتجار لم يبلغوا ما بلغوه إلا بعد جهد جهيد، وبعدما أضناهم الشقاء والتعب فتجدهم في بداياتهم يهتمون ويحرصون أشد الحرص على المبالغ الصغيرة لتتضاعف وتصبح فيما بعد كبيرة، ونتيجة لهذا الحرص بلغوا ما بلغوا، والاستثمارات المالية تتعرض لهزات، ربما لانخفاض أسعار السلع، أو قلة الطلب وكذلك سوء التقدير، وعدم استشعار المخاطر جيدا والدخول في صفقات لم تتم دراسة جدواها الاقتصادية بشكل سليم، بيد أن الاستثمار الحقيقي في عمل الخير من قول وعمل، وإضافة الرصيد من الحسنات، وكما أن هؤلاء التجار قد بدأوا من الصفر بجمع دقاق المال، فحري بك ان تحرص وتحافظ على حسناتك بل وتساهم في زيادتها لا التفريط فيها وفقدانها الواحدة تلو الأخر ، ولك أن تتخيل الوقع النفسي السيئ على من يصيبه لسانك وقد تدور الدوائر وتكون أنت كبش الفداء كما كنت قد جعلتهم مضغة في فمك، فإذا كنت لا ترغب في أن يساء إليك فلا تبادر بالإساءة للآخرين، وثق بأن الذين أضحكتهم عبر التهكم والسخرية لم يضحكوا لبراعتك في صياغة الطرفة، بل ضحكوا عليك لأنك أصبحت مهرجاً وألعوبة تميل بك الريح كلما "استخفيت دمك" لينفض الاجتماع وتهوى بك الريح إلى حيث أطلقت العنان للسانك، فإن كنت أصبت أحداً فإن الوزر لن يحمله أحد غيرك، وحصاد لسانك لن يكتوي بناره غيرك ، والترفيه عبر الضحك أمر جميل وبقدر مايكون للضحك من آثار إيجابية بقدر مايحمل آثاراً سلبية ، لاسيما إذا كان على صيغة التهكم والسخرية، حينها يكون بلا طعم ولا رائحة، أي منزوع الأدب والدسم معاً، كذلك فإن كثرة الضحك والإفراط فيه سينعكس بشكل سلبي، لأن الشيء إذا تجاوز حده انقلب ضده، فمقدار الطاقة التي ستضخها في هذه الحالة ستضخ مثلها في حالات الحزن، بمعنى أن مضاعفة العطاء تبعاً لاختلال التوازن في هذه الناحية سينسحب على الحالات الأخرى، وهكذا دواليك، فلا إفراط ولا تفريط ، والضحك أمر جميل كما أسلفت بل أن الكل يبحث عنه، وأجمل من هذا وذلك حين يكون للضحك معنى وقيمة، وأعني بذلك أن يكون هادفاً، ومثيراً للتحليل والتأمل وهلم جرا. طرفة اشترى أحدهم سيارة جديدة وبداخلها جهاز كمبيوتر، فلما بلغ مؤشر السرعة 120 كلم، قال الجهاز هدئ السرعة ، فأجابه يالله بس فلما بلغ المؤشر 160 كلم قال الجهاز هدئ السرعة أولادك بانتظارك فقال أنا ماتزوجت وبعدين إنت ماتدري عن غلاء المهور، فلما بلغ المؤشر 180 صاح الجهاز قائلاً أرجوك وقِّف ونزلني

9471

| 08 سبتمبر 2011

الأثر المعنوي في محاربة الفساد

عندما يتسلل الضعف ليصيب الفكر المعتدل وينال من الاتزان فإن الاهتزاز الناجم عن هذا التسلل لا يبرح أن يشكل هلاكاً للقيمة الأخلاقية التي أسستها العقيدة السليمة، وعززت من تكوينها بأطر صائبة من خلال زرع القيم المؤصلة لحسن الخلق، وحينما يجهز هذا التسلل على الرادع الحسي المتكئ على صلب الوقاية المستندة على قوة التأسيس والتأثير من جهة والقناعة المطلقة تجاه هذا الأمر من جهة أخرى، فإن السؤال الذي يطرح نفسه وبإلحاح هو كيف يتم الاختراق على هذا النحو؟ ففي الوقت الذي يحافظ فيه الإنسان على الشرف والكرامة كعناصر مؤثرة تساعد على الاستقرار النفسي المؤدي إلى الاطمئنان، تنبري خلايا الشر من خلال غزو الإحساس المطمئن لتضعف المناعة وتنال من هذه الثقة بأساليب مختلفة بدءاً بتمرير المخالفات البسيطة التي لن تغدو بسيطة بحال من الأحوال حينما يستشري الوباء، وفقاً لاستغلال متقن واستدراج محكم بإيحاء ينبئ بأن هذه المخالفة صغيرة ولا تستوجب كل هذا العناء، غير أن خلل الرماد لا يلبث أن يشعل فتيل النيران لأن من يستهين بالأمر السهل لن يشكل عليه الأمر الصعب غضاضة، في استسهاله والإتيان به، وهكذا يُحاصر الضمير اليقظ في زاوية ضيقة إذ إن إنهاكه بهذه الصيغة لم يكن سوى استمالة الجانب الضعيف في النفس بإغراءات قد تبدو للوهلة الأولى مجدية، إلا أنها في واقع الأمر طعم يؤدي إلى هذا الطريق المظلم، ورغم توافر الوسائل التي كان يعتقد بأنها السبيل إلى بلوغ السعادة، إلا أن الفكاك من مشاعر الأذى الراسخة في الوجدان حتماً ستحيله إلى مجموعة من اللحم المترهل، الذي لا قيمة له البتة، وهذا ما يؤرقه، لأنه يشعر بفقدان القيمة تلك وفرض النتيجة الحتمية المخزية، ولعل من أبرز المفاهيم المهيئة لاستمرار هذا الوقوع المزري هو الإحساس الخاطئ، بأن الرجوع عن الخطأ وإيقاف مده قد فات، وأن السبيل إلى التصحيح صعب المنال، وهذا الخطأ بعينه، فمجرد الاستمرار يعني سبقاً للإصرار ولو أنه استجاب لوخزة الضمير الأولى إبان شروعه في ارتكاب الخطأ الصغير وعاد ليشتري نفسه وكرامته التي سُلبت في غفلة منه، لحرر نفسه من قيود الشعور بالذنب الملازم له كظله، فيما يعد التشديد بتطبيق الأنظمة على المخالفين ضرورة حتمية لحماية المخالف من نفسه الأمارة بالسوء ولحماية البلاد والعباد من شره وشروره، لأن إساءة الأدب لن تجد غطاءً أفضل من التهاون، وفي واقع الأمر فإن محاربة الفساد وبكل أشكاله المنتنة، وأنماطه المختلفة، مسؤولية مشتركة بمعنى أن العقاب وحده ليس كافياً للردع ما لم يتم اختراق الحس الوجداني، وتفعيل الرقابة الذاتية، ومحاسبة النفس وتجسيد هذه الأطر لن تتحقق ما لم تتوافر العوامل المساندة لترجمتها على الأرض، سلوكاً سوياً، ينبري له الإخلاص في التوجه بشعور يفيض حباً ورحمة في انتشال المخالف من أوحال الخطيئة رحمة به لا شماتة تحاصره في زاوية الازدراء والنبذ، فلم يكن الخطأ ليقصد المخطئ، ويتمكن منه لو أن الحواجز المعنوية المؤثرة أسهمت في التنبيه والتحذير من مغبة هذا الطريق المؤذي في الدنيا والآخرة، واستشعار الخطأ الذي لا يبرز تأثيره إلا بعد وقوع الفأس في الرأس، بيد أن الفأس بالأثر المعنوي، أي بمعنى أدق مطرقة الضمير حينما تمارس دورها في الطرق فإنها السبيل لإيقاف هذا النزيف الأخلاقي وإصلاح ما أوشك أن يفسده الكم الوافر من اللامبالاة في ظل غياب الشعور النبيل ويقظة الضمير التي لا تحتاج إلى منبه، بقدر ما تسوق القيم المتأصلة العنفوان المستعصي على الارتهان لمكاسب لن تعدو عن كونها ذلاً يهين صاحبه في كل حين، في الوقت الذي ينسج فيه السمو خيوطاً مطرزة بالعز والكرامة. ويظل التطرق إلى تفعيل دور القيم المؤثرة والتذكير عبر وسائل الإعلام المختلفة، محور ارتكاز التصحيح والإصلاح، فبالإضافة إلى تشديد العقوبة يبيت الإصلاح في العمق أساساً لبناء قاعدة صلبة متماسكة، فلتتضافر الجهود الخيرة للسعي في هذا الأمر المبارك على جميع الأصعدة لأن الذكرى تنفع المؤمنين.

934

| 03 سبتمبر 2011

التهاب الجيوب وغلاء الأسعار

كلما احتقن الوضع السياسي كانت الجيوب معرضة للعواصف قدر لي قبل بضع سنوات أن أتجه إلى الطبيب وكنت أعاني من احتقان في الأنف وتراكم الإفرازات مما يسهم في ضيق التنفس من جهة والصداع الشديد من جهة أخرى، ومن طبيب نشيط إلى آخر أشد بأساً منه ومن مضاد حيوي إلى آخر وكلها تفضي إلى نتيجة إيجابية ولكنها مؤقتة، أي سرعان ما يعود الأنف للتمرد، طالما أمن ضربات المضاد الحيوي الموجعة، ومن المعلوم أن الإفراط في استخدام المضاد الحيوي له أضرار وخيمة، واستمرت الحالة على هذا المنوال (شيل وحط) مع الجيوب، حتى طلب الطبيب إجراء أشعة مقطعية واتضح وبشكل قطعي حتمية التدخل الجراحي، فتم ذلك وقرر الطبيب إجراء العملية علما بأنه قال لي وتحت إصراري على معرفة مدى نجاح العملية بألا أتوقع الكثير أي أنه قدر نسبة النجاح وترك نسبة أخرى نظرا لحساسية هذه العمليات، من جهتي كنت متفهماً الوضع لأني قرأت كثيراً عن الجيوب الأنفية فضلا عن التجارب التي مرت ببعض الزملاء ممن عملوا مثل هذه العمليات. حزمت أمري وتوكَّلت على الحي الذي لا يموت فدخلت المستشفى ومن يد (نشيط) إلى يد (نشيطة) من الممرضات وفنيي المختبرات والأشعة عموماً أجريت العملية، وأفقت من البنج وجاء الطبيب وسحب القطن الذي تجاوز نصف متر وعيوني طايرة وكأني أمثل في سيرك والأمر المؤسف أن برنامج المواهب لم يكن يعرض في ذلك الوقت وإلا لكان لي نصيب، وبهذه المناسبة فإن مشاعر الأطباء عند مواجهتهم لبعض الصعاب أو الحظ السيئ أنهم يـتألمون من عدم تحقيق طموحهم ومن واقع إخلاصهم لعملهم وحبهم لمهنتهم ورغبتهم القصوى في راحة المريض، ولكن تكون الاستجابة للرغبة على غير ما يتمنى الطبيب الذي يبذل ما في وسعه، وكنت أقيس النجاح من عدمه برؤية موضوعية فحالتي لم تستجب للمبضع وهذا حتماً لا يبرر الأخطاء الطبية الناتجة عن القصور والإهمال وكل حالة تختلف عن الأخرى لاسيَّما في هذه العمليات الحساسة وحققت العملية نسبة مقدرة من النجاح، وأحمد الله وأشكر فضله ومن بعده الطبيب الذي ربما وازى حزنه الألم الذي أتكبده إزاء هذا الأمر، على أية حال خففت العملية كثيرا من الاحتقان الذي كان يلازمني ولكي أساير هذا الوضع فإني أخضعت نفسي للتكيف مع الحالة لا الخوف منها أو القفز عليها وزج الإسقاطات على الطبيب وفريقه، فطالما ولله الحمد تحققت نسبة معينة من النجاح فإن الروح المعنوية قادرة على رفع هذه النسبة بمزيد من التفاؤل والتعاطي مع حسن الظن كمعيارٍ يشي بالتقدير لهؤلاء الأطباء والطبيبات الذين يشعرون بالألم بقدر شعور المريض في مثل هذه الحالات عدا أن التكيف المعنوي فرس الرهان في تحقيق الهدف، وفي الأيام الأولى وعند المراجعة الأسبوعية (عينك ما تشوف النور) فإذا خرجت من العيادة كأني خارج من معركة حامية الوطيس، وما إن هدأت حالة الاحتقان في الجيوب الأنفية إلى حد ما، حتى بدأ الاحتقان يضرب أطنابه بجيوب الملابس، وبما أن لكل حالة ملابساتها ولباسها فإن ملابسات التهاب جيوب الملابس ومعاناتها مع فيروس الغلاء كان أشد وطأة، والأشعة المقطعية للغلاء تترجم الأسباب بشكل يتوافق مع الرؤية الاقتصادية في هذا المضمار، فكلما احتقن الوضع السياسي عطفا على التصريحات المختلفة وتحليلات الاقتصاديين لهذا الأمر كانت الجيوب معرضة للعواصف التي يتم التنبؤ بحدوثها، فتهرع شركات التأمين إلى مضاعفة الأسعار والبنوك ترفع نسبة الفائدة عطفاً وفقا للاستنتاجات التي يتم استنباطها من المحللين، ليضعوا (العصاية) وهو الغلاء قبل الفلقة وقد لا يكون هناك فلقة ولا يحزنون، ونرزح نحن كمستهلكين تحت وطأة تقدير المخاطر، وهو مصطلح اقتصادي استباقي لتغطية الخسائر المحتملة من هذه الفرضية أو تلك، وإذا سألت شركات التأمين ركلوا الكرة إلى ملعب البنوك وفوائدها والتي هي الأخرى تبالغ في مخاوفها، وهكذا تئن جيوبنا من الاحتقانات التي تتراكم في ضوء تنظيرات محللي شركات التأمين والبنوك والتي تجني الأرباح ولا تسهم في قراءة الواقع برؤية متزنة، فطالما أن الوضع لا يستوجب الاتكاء على المبررات الاستباقية، فلماذا تقدر الشركات البلاء قبل وقوعه؟ ولماذا ندفع نحن ثمن رؤية محلل اقتصادي أو سياسي طبقا لافتراضات ينسجها الخيال لتعطي التاجر مبررا لرفع الأسعار، ولماذا ترفع شركات التأمين الأسعار وهي بالأصل تضع نسبة مقدرة لحالة المخاطر؟، وقياسا على الأشعة المقطعية التي عملت على الغلاء وبروز المتسبب بهذا الالتهاب بشكل جلي، فإن المطلوب التدخل الجراحي الذي لا مناص عنه في هذه الحالة وهو تكاتف الحكومات والضغط على شركات التأمين والبنوك بعدم المبالغة ورفع الأسعار ونسب الفوائد لأسباب لا تمت إلى الموضوعية بصلة، فشركات التأمين ترفع السعر على المورد أو المُصنع وهو بدوره يرفع السعر على التاجر وهكذا دواليك مفضياً هذا الأمر إلى اختلال في التوازن، بيد أنه من غير المقبول نسبة الارتفاع تلك فإذا كانت شركات التأمين ستؤمن خسائرها المحتملة فإن النسبة يجب أن تكون موضوعية فرحمة بالناس أوقفوا نيران غلاء الأسعار، واكبحوا جماح هذه المبالغات لعل عملية الجيوب هذه المرة يكتب لها النجاح ولله الأمر من قبل ومن بعد.

633

| 17 أغسطس 2011

مشاكسات الصغار ومهارة الاحتواء

تتخذ الرحلة التربوية لاسيما مع الصغار أنماطاً مختلفةً طبقاً لمواكبة المدارك، وإذ يتسع الأفق شيئاً فشيئاً تبرز الصيغ المختلفة لتعليم الصغير، وتأديبه وتوجيهه في ظل رعاية أبوية حانية، غير أن ما يؤسف له هو اتسام البعض في هذا بالرعونة وفي هذه الناحية بالذات وفقاً لسوء الفهم لطبيعة الصغار من ناحية، والقصور المعرفي من ناحية أخرى، فتجد البعض يتعامل مع الصغار وكأنه يتعامل مع الكبار، بمعنى أنه يصور الواقع من جهة واحدة، وهي التعامل مع الخطأ بأنه خطأ، بغض النظر عن التعامل مع مصدر الخطأ، فالصغير أو الصغيرة حتماً سيرتكب الأخطاء لأن أفقه الصغير لا يحتمل إدراك مغبة الأخطاء فبات حرياً التعامل مع الصغار تبعاً للمراحل العمرية المختلفة بمنظور موضوعي ومرن ينحو إلى إتاحة الفرصة، وتأصيلاً لمبدأ الرحمة في إطار الألفة والروابط الأسرية فضلاً عن عنصر الأمانة بهذا الصدد وهذا أمر بالغ الأهمية لأن الأب مسؤول مسؤولية كاملة تشاركه الأم بطبيعة الحال عن تربية الصغار، وإذا مرض أحدهم - لا قدر الله - فإنَّ الأب يهرع إلى الطبيب وهو يدعو خالقه بأن يشفي فلذة كبده، وحينما يخطئ فإنه لا يتورع عن ضربه بأساليب تفتقر إلى الحس الإنساني في غلظة لا تلبث أن تخلف وراءها تراكمات سلبية، لا تصيب صحة الطفل فحسب، بل تذهب أبعد من ذلك حينما تورث نسقاً عدائياً، يجر خلفه اهتزازات لا تبرح أن تؤثر في شخصيته، وما تحدثه من ارتباك في المستوى الذهني فضلاً عن نشوء حالة من الكره، وهذا الكره ليس لأبيه بل لقسوته عليه، وبالتالي فإنه ينعكس تلقائياً ضد الأب، ولم تكن القسوة عنصراً فاعلاً في التأديب بقدر ما تعد معولاً يقوض عرى الترابط الأسري، وتفشي حالة انعدام التوافق في تكريس للخلخلة الفكرية، وما ينسحب عليها من آثار سلبية على تعليمه وصحته، بل على مستقبله، وهناك محاور عدة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في هذه الناحية، إذ إن الاستفزازات التلقائية التي تصدر من الصغار لم تكن أنت من يعاني منها، فأطفال العالم لا يخلو منهم أحد في الانسلاخ من هذه الطبيعة الفطرية، بل ربما وأنت صغير كنت تمارس أشد منها، ومن ضمن الأساليب المؤثرة في تقديري كنوع من التأديب أو العقاب أسلوب الحظر الاقتصادي، بمعنى أن تمتنع عن شراء لعبة له أو حلوى، حينئذ فإنه يربط الخطأ بالمصلحة، ولا أعتقد بأنه سيخطئ المصلحة، هذا الأسلوب الحضاري الراقي كفيل بتعليمه وتأديبه، بعيداً عن (العقال)، و(العقال) صنع ليكون فوق الرأس لا فوق الظهر، وقد ينشأ الطفل في صراع مرير مع مجاراة المعطيات، وهذا في الغالب ينجم عن اختلاف النمط التربوي بين الأم والأب، فالأم تفرط في دلال وليدها بموجب محبتها له وعطفها عليه، والأب تطلع (قرونه) لأسباب تافهة ولا تستوجب كل هذا الأمر وربما يكون قد خسر في الأسهم، فيرتبط التأزم النفسي المنبثق من خسارته مع سلوكه تجاه أبنائه، هذا الخلط المريع، مقبرة للإنصاف فضلاً عن التعقل، وكذلك قد يسهم دلال الأم الزائد في جرأة الولد أمام والده ليوقعه هذا القياس المتذبذب أمام فوهة مدفع الأب، الذي لم تنقصه ذخيرة الخسارة ليحيلها إلى جسد ابنه النحيل، مقرونة بالعبارات إياها من حيوان إلى كلب، وقد يخطئ في ذروة الانفعال ويقول ابن الكلب وهنا فقط يكون قد أنصف لأنه لا يختلف عنه كثيراً طالماً كان هذا دأبه وطريقته المعوجة في التأديب. ولاحتواء هذا التأزم المنبعث من هذه الهزات الارتدادية فإن السبيل إلى ذلك يكمن في تحقيق الحد الأعلى من التوازن بكل ما يحمله من أساليب راقية لا تجانبها الحكمة، ولا يغيب عنها العقل الفطن، ومن أبرزها بلا ريب توافق الزوج والزوجة على الأطر التربوية لكيلا ينسف التناقض الاستقرار النفسي والفكري للطفل، فالأم تشحن الطفل وتؤلبه من جهة وهذا أخطر ما في الأمر، لأنها ستكتوي بنار هذا الشحن حينما يبيت التمرد ملازماً للطفل، وقد يتعدى هذا الأمر نطاق الأسرة إلى المجتمع، وهذا ما لا ترغبه حتماً كل أم، فضلاً عن (العلقة) الساخنة أو الباردة التي سيأكلها من والده، فكان لزاماً تشجيع الابن على طاعة والده الذي يرغب في مصلحته.وعندما تكابد الأم مشقة الولادة وإجهاد يخالجها شعور بالسعادة وإرهاق ترافقه ابتسامة، بينما هي لا تعبأ بالآلام حيث تداعبها الأحلام هذا الشعور الفطري النقي هو رمز الارتباط وعمق الالتصاق وترجمة الاشتياق وتجسيد للأمومة حيث يلتصق قلب الأم بالصغير أو الصغيرة، ويقف الأب في حالة ترقب ويتسمَّر خلف الزجاج السميك، ينظر إلى صغيرته.. يستقرئ ملامحها.. تقفز أمام خياله صور من الذاكرة لأفراد العائلة، وهو بالتأكيد يرغب في هذه اللحظة الجميلة بأن يحضنها ويضمها إلى صدره ثم يقبلها، إنه شعور أبوي تحفه الرحمة وتحلق به المودة نحو آفاق المعنى الجميل للأبوة الحانية وللمسؤولية الأدبية وللمشاعر الصادقة. تكبر الصغيرة وتكبر معها أحلام والديها ويستوعب إدراكها الضئيل بعض الأشياء ثم يبدأ الأفق الضيق بالخربشة ومراوغة المنطق وقلة الدراية والتمرد التلقائي كسلوك انسيابي لا تجانبه البراءة. ينهر الأب ابنته الصغيرة ويزجرها بينما هي تمسك بخصلات شعره وتداعبها، مثلما تجر معطفه وتسقط قلمه وأوراقه وتبعثرها، حيث لا يستوعب أفقها الصغير التفريق بين الخطر والمطر وبين الفرح والغضب وبين الرضا والعتب، إذ لم يكن التلقي في مقياس الصغير أو الصغيرة سوى أحجية زاخرة بالتساؤل مقرونة بالتفاؤل، وفي خضم هذا الصخب لا تفتأ تبادر أين الحلوى، يزحف العمر نحو إدراك أوسع وآفاق أرحب بيد أنه لا يصل إلى مستوى يخوِّل العقاب على نحو يوجع الأحباب. فإلى الآباء والأمهات الرحمة.. الرحمة.. الرحمة.. بفلذات الأكباد، خذوهم بالرأفة والحنان، واجتنبوا غضب الكريم المنان، فرحابة صدوركم تعزز مهارة احتواء مشاكسات الصغار وعقولكم الكبيرة لن تعدم الحكمة بإذن الله في صقلهم وتربيتهم وتأديبهم، حفظ الله الصغار والكبار وجعلهم ذخراً لوطنهم ومجتمعهم أبناءً بارين مخلصين لدينهم إنه على كل شيء قدير.

668

| 03 أغسطس 2011

جبر الخواطر هدف نبيل وغاية سامية

لاشك أن مراعاة مشاعر الآخرين فن يجيده الشرفاء حينما يرتفع منسوب الإحساس الجميل ويفيض خلقاً رفيعاً يعكس رقياً في المستوى الفكري والثقافي والأخلاقي بعيداً عن كسر الخواطر، كل شيء يتكسر بل ويتهشم فالصحون تتكسر والأطباق تتكسر والكؤوس والفناجين كذلك بيد أن انكسار الخاطر يكون عادة بلا صوت ولا ضجيج أي أنه يتكسر ويتحطم في جوف من انكسر خاطره في حين أنه يحمل من الأذى المعنوي ما يفوق قيمة الأطباق والصحون وخلافها، بمعنى أن مراعاة المشاعر يظل أمراً بالغ الأهمية لاسيَّما وأن لنا مع الانكسارات ألفة لدرجة أن وقعها على القلب لم يعد يحرك المشاعر ويستنهض الهمم إذ لا تبرح أن تعبر جسر النسيان لتقبع في ذاكرة التاريخ وخزة موجعة، وغالباً ما يرتبط انكسار الخواطر بقسوة القلب في ظل غياب الأطر النبيلة المؤسسة للسلوك الإنساني، فيما تلعب قسوة القلب أدواراً موغلة في القبح من حيث تكبيل المشاعر وبلورتها وفقاً للرعونة الناجمة جراء الارتخاء القيمي، مسهماً هذا الارتخاء في تشكيل هذا النمط البائس التعيس، لأن البؤس لا يلبث ملازماً لهذه الثقوب المنبثقة من هذا الشرخ لتحيل هذا الكيان الفارغ من الحب والود والحنان إلى مجرد شكل إنسان آل على نفسه استمراء استفزاز الآخرين إمعاناً في أذيتهم حينما أفرغ وجدانه من محتويات تنبض بالحس الإنساني، في حين أن ارتكاسه في ساديته وعنجهيته حال دون بلوغه الأجر طبقاً لانتفاء الدعاء له، فضلاً عن الدعاء عليه والذي لا محالة سيصيب حسناته إن كان ثمة شيء منها، عدا عن نظرة الناس وتقييمهم له ولعمله المرتبط حتماً بسمعته إذ أن طيب الفعل لا يفتأ أن يترجم الرقي في السلوك ويشكل منظومة أخلاقية تفيض نبلاً حينما يقال: إن فلاناً رمز للشهامة، ولا تبرح كلمة (أو نعم) حاضرة في سيرته ليجد عمل الخير وانعكاسه الإيجابي على قرارة نفسه لتضفي عليه استقراراً نفسياً يتوق إلى كسبه كل ذي لب وبصيرة، واثق يقيناً بأن مسألة الكسر الآنفة تمارس وبشكل يومي منها ما يكون مقصوداً، ومنها ما يتم عن غير قصد، من هذا المنطلق يبيت التذكير للفئة الثانية غير القاصدة محورا ً رئيساً من خلال تأصيل مفاهيم الرحمة والود، فجرح المشاعر يبقى في النفس مخلفاً وراءه تركة ثقيلة تنوء فحواها بأمراض نفسية، قد لا يكون علاجها بالأمر اليسير سيما إذا استقرت في ذهن المتلقي. وفيما يخص الصنف الأول والذي يمارس التجريح وإلحاق الأذى عن سبق إصرار وترصد فهذا النموذج المخزي المريض لا يستحق الحبر الذي يكتب عنه فضلاً عن المساحة، وهم في الواقع بحاجة إلى إعادة تأهيل لترميم التصدعات التي أجهزت على الأساسات أي إنهم سقطوا في أوحال الخطيئة وأفرز هذا السقوط أشكالاً مهترئة، وفي مقابل ذلك تجد أعمدة الخير الباسقة والمطعمة بالنبل والصفاء وحسن النية، تدمدم وتمسح وتجبر الكسور بالفعل الطيب والكلمة الحانية، وحق لهؤلاء الشرفاء أن يقفوا مزهوين بحسن صنيعهم وحق علينا أن نكافئهم بالدعاء لهم والإشادة بهم ليس لأنهم يستحقون ذلك فحسب بل في تجسيدهم للسلوك السوي من خلال مآثر تعلو شامخة حين أمسى الخلق الكريم سمتهم البارزة مفضياً إلى الترفع عن الوقوع في الزلات، خصوصا ما يتعلق منها بالمشاعر وتحاشي شرخها، لأن مستواهم الحسي الرفيع أصبح متسقاً مع الفضيلة ولإدراكهم الكامل بأن طيب الحصاد يتمثل في سمو الأخلاق وترجمته واقعاً ملموساً، بل إنها تمثل الوطنية الصادقة بكل ما تعنيه من تلاحم وترابط وتكافل وحب للوطن وساكنيه. أن المواطن الصالح الشهم إنما هو انعكاس يتلألأ إشراقاً حينما يرتبط الانطباع بهذه القلوب المحبة كأنماط مشرفة تشي بالفخر والاعتزاز والأثر البالغ المترسخ بالنفوس وإذا كان الابن عنوان أبيه فإن المواطن عنوان وطنه من خلال تسطيره بصمات مضيئة تستشرف الأمانة وتبليغها للناس كافة عبر أطر سليمة يحفها الصفاء ويحتويها النقاء في المظهر والمخبر بالكلمة الرقيقة اللينة، والرفق في التعامل ليترجم الإحسان كل هذه المعاني الجميلة، وهذا هدف المسلم السامي وغايته النبيلة.

4404

| 27 يوليو 2011

مبدأ الإنقاذ وسمو الروح

في هذا الصيف المشمس والحر اللاهب يتبادر إلى ذهن القارئ الرجال الشجعان رجال الدفاع المدني الذين وهبوا أنفسهم لخدمة هذا الوطن الغالي ومن على أرضه الطاهرة مجابهين ألسنة اللهب غير آبهين بالضرر الذي قد يصيبهم استشعاراً للأمانة وانتماءً لهذه المهنة الإنسانية النبيلة. ومن المعلوم أن العمل الميداني لرجال الدفاع المدني يتضمن نسبة كبيرة من المخاطر من مقابلة ألسنة اللهب التي لا ترحم إلى الغوص في أعماق البحار، وكذلك البحث في الصحاري القاحلة لترسيخ المبدأ العظيم ومن أحيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعا، وبما أن الوقاية غاية كل إنسان على هذه الأرض المباركة وكلٌّ مسؤول عن حماية الأرواح والممتلكات فإن كل ذرة في هذا التراب الطاهر أمانة في أعناقنا وعلينا الحفاظ عليها فإذا كانت الوقاية غاية الجميع فإن الوسائل المساندة وتأمينها أيضاً من الأهمية بمكان كشراء طفاية حريق زنة 6 كيلو ولن تعدم لها مكاناً فهي صغيرة الحجم وربما قيمة استهلاك وقود خمسة مشاوير تعادل قيمتها أغنانا الله وإياكم عنها. ويعتقد البعض أنها بالمئات ربما لأن شكلها مبهر وأداءها مذهل، وقد تكون التقنية أضافت مزيداً من البريق لهذه الصناعة وقيمتها لا تتجاوز 100 ريال، وحسب التقديرات فإن الطفاية زنة كيلو بودرة كفيلة بمشيئة الله بإخماد حريق مساحته 6 أمتار مربعة وما يجعلنا نشعر بالفخر جميعاً تطور آليات الدفاع المدني وما وصل إليه هذا القطاع الحيوي من مستويات عالية في الأداء وما يتميز به كذلك منسوبوه من الدراية والإتقان اللذين اكتسبوهما من خلال الدورات المكثفة والممارسة العملية التي تصقل خبرات ومواهب رجل الدفاع المدني. وأود أن أشير في هذا السياق إلى ما يكتنف مهمة رجل الدفاع المدني من معوقات خاصة من قبلنا نحن، فعامل الوقت مهم ومهم جداً خصوصا في هذه الحالات الحرجة ولا شك أن التجمهر عند حدوث الحرائق يعيق جهود هؤلاء الرجال ولأن تفكير رجل الدفاع المدني في هذه المواقف العصيبة منصب في التركيز في أداء مهمته في هذه الدقائق الحرجة والتي لا تحتمل التأخير، فلنكن سنداً لهم لا عائقاً وإفساح المجال لهؤلاء الرجال وعدم التجمهر، وكذلك إبعاد السيارات عن الموقع كي يتسنى لسيارات الدفاع المدني الوصول بأسرع وقت، ورجل الدفاع المدني متمرس ولديه خبرة في معالجة هذه المواقف ويدرك أن الدقيقة الواحدة قد تكون سبباً في إنقاذ نفس من الهلاك أو الحد من انتشار النار وعدم التهامها للممتلكات، وما يسعد رجال الدفاع المدني ويثلج صدورهم أن يكون الجميع على قدر كبير من الوعي والمسؤولية في حين أن تنفيذ تعليمات وإرشادات الدفاع المدني هي الأساس في التعاون وما يسعدنا أيضاً أن ينجح هؤلاء الرجال في مهامهم الجسام وأن نكون عوناً لهم في تحقيقها وعندما يحدث حريق - لا قدر الله - فإن الإنسان يرتبك وهذا شيء بدهي لأن الأمر خطير ومفزع وسيكون أوفر حظاً إن وجد إحدى الوسائل المساندة ألا وهي الطفاية، وربما يقضي على مصدر الخطر في دقائق ما يتطلب إطفاؤه ساعات في حالة امتداده - لا قدر الله - «وقد تولد النار من مستصغر الشرر». وأود أن أشير إلى نقطة في غاية الأهمية خصوصا في هذا الجو الحار جداً والشمس المحرقة حتى إن البيض ربما لا يحتاج سلقا أو قليا فقط دع الخبزة تحضن محتوى البيضة بكل أريحية، وألا ندع في السيارة أي مواد قابلة للاشتعال خصوصا معطر الجو فهذا المعطر إذا وقع تحت درجة حرارة معينة فإنه يتحول إلى قنبلة موقوتة. لا ريب أن الإرشادات والمواد الإعلامية المختلفة تطورت هي الأخرى من حيث الوسائل وأساليب الجذب والتشويق أو من خلال الإثراء المعرفي وهذا بيت القصيد إذ تزخر المكتبات العالمية بأفلام وثائقية بل كذلك مواد فنية من أفلام ومسلسلات ترشد الذاكرة بطريق غير مباشر إلى كيفية شحذ المعرفة وتطويعها لأجل الوقاية والحماية، إن إنشاء قناة فضائية تعنى بالحماية والوقاية وتحت مظلة مجلس التعاون الخليجي المبارك ستحقق مردودا إيجابيا على كافة الأصعدة وستضيف الكثير بهذا الصدد فضلا عن توافر الجانب التقني والكادر الإداري، ورجال الدفاع المدني على مستوى كبير يؤهلهم لبلورة جهودهم ونشاطاتهم في قناة فضائية تعرِّف الناس بمجهوداتهم، ويطرحون ما لديهم من إمكانات فنية ورؤى مستقبلية، عدا عن ذلك فإن القناة ستكون ملتقى رحبا للمستثمر والمستهلك على حد سواء، حفظ الله الجميع من كل سوء ومكروه.

621

| 21 يوليو 2011

تجانس الهموم يفضي إلى تعزيز وحدة الصف

الحديث عن الوطن العربي بتاريخه العريق ذو شجون وقد ينخفض مستوى الشعور بذلك عند المحبطين في الوقت الذي ينال هذا التصنيف في المشاعر من إطار التكامل للاعتبار والاعتداد بالهوية وهذا الشعور مقلق ولا ريب فالهزيمة في الروح بالدرجة الأولى معنوية فإذا نتج خلل ما وأدى إلى خلخلة الوحدة بابتعاد أبنائه بعضهم عن بعض، فإن هذا لا يلغي الإخلاص بحال من الأحوال، وحينما يكون الاجتهاد معياراً لبلوغ الهدف فإن عدم التحقيق ينبغي ألا يكون المقياس لتحديد حب الوطن والانتماء إليه بقدر ما يسهم التشكيك والحكم على النوايا بموجب المعطيات التي تتنامى بتبجيل الاجتهاد في حالة الفوز وإلغائه تماماً في حالة الهزيمة مؤدياً إلى اختلال في التوازن إذ تشيح المبررات الموضوعية بوجهها إذا قوبلت بصيغة عدم القبول عطفا على الحكم المسبق ويفرز هذا المنعطف بطبيعة الحال جنوحا للذات عن التقييم الموضوعي والدقيق، ناهيك عن انتفاء التقبل للمبررات بصيغة تتناغم مع الرؤية المنصفة أياً كانت النتائج، فعلى سبيل المثال حينما يجتهد الابن ولا يحقق النتيجة المأمولة من قبل الأب فإن هذا لا يسوغ عدم تحقيق النتيجة المرجوة التبرؤ منه أو نبذه، قطعاً لا بل يعالج المسألة بموضوعية لا تخلو من الارتباط والعتب ودراسة أسباب عدم التحقيق، إن تحليل المواقف بواقعية وبمعزل من عاطفة مفرطة في نشد الكمال، يحتم اكتمال العناصر وتحديد الأطر المفعلة لبلوغ هذه المرحلة، ولو كانت الأمم تحاسب أفرادها بهذه المقاييس غير المتزنة والمنصفة في ذات الوقت لما نهضت أمة من كبوتها وجعلت التخلف وراءها واستلهمت العبر، فيما يشكل رؤية الحجم الطبيعي لهذا الإشكال دفعة قوية لتستفيد من هذه التجربة وتلفظ الشك خارجاً، وتنظر إلى متطلبات المراحل بوعي يساند التوجه إذ أن أقسى من الهزيمة الشعور الملازم لها وتكراره مراراً بينما الأيام تسير ولم يكن هذا الاستهلاك المحبط بمرارة الهزيمة إلا وقوداً للضعف، وحاجزاً ضبابياً يفضي إلى الخنوع والاستسلام المر لتبعات مراحل ندفع ويدفع ثمنها الأجيال، بينما هي قد استوفت استحقاقاتها، ومن يراهن على علاقة العرب بعضهم ببعض، فإنه يخوض سباقا خاسرا بكل المقاييس، فلم تكن هذه الأواصر محملاً للاهتزاز، وإن اكتنفها بعض الغموض، فإن هذا قطعاً لا يسوغ النيل من هذه العلاقة بأية صفة وأية وسيلة، لأن الروابط لم تكن قط مرهونة بمرحلة معينة بل هي امتداد لتاريخ مضيء وسيظل بإذن الله كذلك، ولكي نتحرر من هذه الهيمنة الضبابية المؤلمة، فإن السبيل يكمن في تفعيل التواصل على جميع الأصعدة والاقتصادي تحديداً إذ إن الوعي الاستهلاكي يصب في هذا التكامل وإذا كانت قوة الاقتصاد مؤشراً لقوة البلاد والعباد، فمن باب أولى دعم هذا التوجه بحس وطني يتسق مع الشعور بالانتماء لهذا الوطن الكبير، فالتكامل الاقتصادي طريق يسهل من خلاله عبور الوشائج لتثري هذا التوجه، بتوهج لا يقل لمعاناً عن تفعيل مسار التكامل الثقافي حيث تنهمر الرؤى وتصب في قوالب لتزيح الهواجس المترسبة والكامنة في مظاهر الأسى بأنماط انبرى لها ربما غياب الإعداد السليم، بيد أن التهيئة الحصيفة الحكيمة مرهونة بسواعد أبناء الأمة وفق معايير تنشد التطور ودعم الاستقرار بكل متطلباته واللحاق بالركب في طريق العزة والكرامة، إن الإخلاص وصدق التوجه كفيل بزحزحة هذه الصخور العنيدة المتراكمة عن صدر هذه الأمة، وصولاً بإذن الله بزوال الغمة والعودة إلى الأصل، والأصل في التواصل المفضي إلى الانعتاق من النظرة التشاؤمية الانهزامية، وإذا كانت الثقافة جذوة الفكر فإن ما يعد عاملاً رئيساً ومسانداً هو اللغة الواحدة، ما يضفي التميز والانسيابية في ذات الوقت عبر التكامل الثقافي مشكلاً هذا الأمر قوة لا يستهان بها، من حيث إبراز الواجهة المشرقة للوطن بقوة ثقافية متكئة على موروث هائل، فخصوبة الإبداع تكمن في عنصر التهيئة، واستثارة مكامنه وفق آلية منظمة تفسح للتلاحم مجالاً رحباً حينما تتلاقح الأفكار إيذاناً بتجديد لا يخشى التغريب وفي اتكاء صلب على قيم راسخة لينسج الانتماء خيوطاً متشابكة مرتبطة بالهدف الأسمى وصولاً لتحقيق الوحدة المنشودة وما ذلك على الله بعزيز. مقولة: أشد ساعات الليل ظلمة هي التي تسبق الفجر

585

| 18 يوليو 2011

الرؤية السطحية لا تبني قناعة

يسهم في بعض الأحيان وفي ضوء ضعف الثقة بالنفس تهميش لا إرادي للاعتبار أو بالأحرى ضعف الثقة في الشخصية حيث الاهتزاز الذي يستقر لينسحب هذا الأمر على تسطيح المقومات المرتبطة والنيل من مستوى القناعة رغم توافر المخزون الفكري، ويسهم في تشكيل النمط الفكري عوامل عدة، منها ما يتم استقاؤه وفقاً لكينونة الإرث الثقافي المؤصل لاستمرار النهج على وتيرة متوازنة حيث القياس المنضبط وفي إطار المحافظة كإطار لا يمكن المزايدة عليه أو إخضاعه للارتهان لخلل في طبيعة إدراك المعاني والأبعاد بمفهوم شامل، وبمعزل عن تحوير السياقات المنطقية المنبثقة من مضمونه لأغراض يتم استغلال حسن النية من خلالها نتيجة لغياب تعزيز الجانب المعرفي والإلمام الشامل للمعطيات بكل ما تعنيه الشمولية من فهم واستيعاب، فيما يشكل الجزء الغامض وغير المعلوم في بعض الأحيان رؤية ضبابية تسهم في خلخلة مستوى الاتزان، وبالتالي القفز على المعنى، فيكون عرضة للاستغلال الفكري والاستلاب المعنوي في ظل انتفاء عنصر الإحاطة بهذا الصدد، وقد يكون الغرض من تحوير السياقات الدلالية عن سوء نية، واستثمار التداخلات التي يكتنفها عسر الفهم لأغراض دنيوية، ولا تعدو كونها انتفاعاً لتحقيق مآرب ومصالح معينة، ولتحرير النص من هيمنة النمط المفتقر إلى الدقة فإن ذلك يتم من خلال محاربة الجهل ومواجهته بضخ مزيد من الجرعات المستنيرة وتعزيز الثقة بالنفس وكذلك منح هامش معتبر لاحترام الرأي الذي يؤدي في النهاية إلى الاعتداد بالفكر تأصيلاً للثقة على هذا المنوال إذ يعتبر الجهل آفة تستعصي على العلاج ما لم تتم مكافحته الدؤوبة من خلال نشر العلم والمعرفة، ولاشك أن استثمار عدم المعرفة واستغلاله لتحقيق مآرب نفعية معضلة أخلاقية بكل المقاييس، وهذه مشكلة انفصال الأخلاق عن العلم، فكما أن هناك علماً ينتفع به يوجد علم يسوق الضرر طبقاً لتكريس الاختلال في المعايير الأخلاقية الكفيلة بتشكيل الإطار المنظم للعلم غير أن قوة تأثير المتعلم على غير المتعلم وتأثر غير المتعلم بهذه القوة، لا يمكن بحال من الأحوال الحد من آثارها السلبية، حيث إن السيطرة تكرس بطبيعة الحال التبعية وسهولة الانقياد، وبالتالي تحريك تلك الأدوات بمعزل عن إيمان رادع وأخلاق تصون كرامة الإنسان وعزته، ولا ريب أن الإفراط من العوامل التي يجيد هؤلاء المستثمرون الطالحون كيفية استغلالها، بغية ترسيخ السيطرة من تجييش للعواطف مروراً بغرس المبالغة في الشعور بالذنب لدى المتلقي، ووصولا إلى التضخيم وتفخيم مكانة المتعلم من جهة أخرى في هالة إعلامية لا تعدوان تكون طعماً لاصطياد السذج كبنية لمشروعاتهم والسيطرة على عقولهم، إن من يستغل علمه في إلحاق الضرر بالآخرين لا حاجة للناس في علمه فإذا انتفى النفع بالعلم فإن الجهل به أرحم، وكما أن هناك فئة قليلة بخست مبادئها، ورهنتها للمصالح الشخصية فإن هناك الكثير ولله الحمد تتوهج ضياء مشعاً وورعاً يتحلى به ذوو القلوب الأصيلة والبصائر النيرة التي تخشى الله في نشر العلم والمعرفة بتواضع لا يعرف الرياء وإخلاص لا يعتريه النفاق ومخافة ممن علم الإنسان ما لم يعلم، إن الفارق بين الفئتين يكمن في استشعار الأمانة الملقاة على عواتق المتعلمين وأدائها على الوجه الأكمل، في حين أن تجاوز النمطية في نشر العلوم والمعارف وعدم حصرهما في نطاق ضيق بات أمراً حتمياً، ولاسيَّما أن الظروف تتغير من مرحلة إلى أخرى، ولا ريب أن اتباع الأساليب المغرقة في الاتجاه الواحد والبعيدة عن مجاراة الواقع في ظل غياب التنوع في الطرح ستضعف الثقة في آثار الجوانب العلمية والتي تعنى بالاقتصاد، والفلك، والطب، والفيزياء، والكيمياء، والهندسة، وعلم الاجتماع والإدارة وغير ذلك من العلوم من خلال الرؤية الشاملة، وفي إطار المحافظة على المبادئ للتعاطي مع متطلبات العصر، لكي تنتج أجيالاً تكتسب المهارات الإدارية، والتأهيل المعرفي على أسس علمية تواكب متطلبات العصر في حين أن هذا التنوع سينعكس إيجاباً في إثراء الثقافة وسيسهم في تأسيس بنية فكرية مستقلة صلبة تستعصي على الاستمالة والاستغلال ونحو ذلك.

804

| 07 يوليو 2011

الحقد يورث القلق

لا شك أن الحقد من الأمراض المستعصية التي تستوطن القلوب وتجثم على الصدور لتنتشر سمومها وتسري في الشرايين في إقصاء لكل البوادر الطيبة التي تدعو إلى حسن الخلق وتنحية للحيز الإيجابي المتناغم مع الطبيعة البشرية والتعامل الإنساني اللائق ومن المعلوم أن وظيفة الفلتر هي تصفية الشيء وتنقيته من الشوائب العالقة والتي تضر المركبة أو المُعدة. ومهمة هذا الفلتر حساسة ودقيقة وضرورية أيضا وقد يتسبب عدم أداء دوره بالشكل المطلوب إلى تدمير المركبة أو المعدة جراء ما يعلق فيها من شوائب تعيق الحركة الانسيابية لبقية المحركات، وإن جاز لي أن أشبه الفلتر في الإنسان فإنه القلب، فحينما تسمع من شخص ما يسيئك فإن أول ما يكون في استقبال هذه الإساءة بطبيعة الحال العقل، ليحيلها بدوره إلى الشعور، وهنا يكمن دور القلب ليقوم بتصفية وتنقية هذا الشعور وتطويع ما بلغك وتجييره حتى وإن كانت إساءة إلى مكسب، أما كيف؟ فإنه يتمثل في رفض ذاتك الانصياع إلى رد الفعل المضاد بإيعاز من القلب بأن لا يكون الجزاء من جنس العمل بقدر ما يكون لصفاء النية وبُعد النظر دور فاعل في تحقيق التوازن وجلب المصلحة وعدم التفريط فيها يعزز من ذلك عمق الإيمان، في حين أن ذاتك المتوقدة نبلا قد أسهمت في زيادة رصيدك من فعل حسن. فمتى ما أدى القلب دوره بإتقان وقام بتصفية وتنقية هذا الشعور ليلفظ الشوائب خارجا غير عابئ بها عطفا على صفاء القلب ونقاء السريرة فإن ذلك من الحكمة بمكان ليتبلور ما أصابك إلى حسنات تضاف إلى ميزان عملك، وتُسهم في إثقال ميزانك عدا عن أن العفو والصفح من شيم الكرام، وأنت بهذا العمل الكريم تثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن إرادتك قوية وإدراكك بأن هذا الأمر يحسب لك لا عليك في ابتعادك عن الغل والحقد لتسهم وبشكل فاعل في زوال قلقك بزوال أحد أسبابه وتجفيف منابعه، ومن ألقى عليك الكلام الذي أساءك فإن ضميره لن يفلته ولن يبرح مؤرقا له فضلا عن أنك بهذا العمل والقدرة في التحكم بالمشاعر وبعد النظر تؤسس للقدوة الحسنة ما يؤثر في الآخرين بل ربما على من بلغك الإساءة، وتجد بعض الأشخاص حينما يبدر منه إساءة لشخص ما نتيجة للانفعال والغضب والتسرع المرافق دائما للخطأ والمتسبب في وقوعه، فإنه إذا خلا إلى نفسه يندم على فعلته تبعا لتأنيب ضميره له وربما يصده كبرياؤه عن التراجع والاعتذار لا سيَّما إذا كان أكبر قدرا في المقاييس الدنيوية الزائلة، بيد أنك بعملك الطيب أكبر قدرا بالمقاييس الحقيقية، وقد يرى في التراجع والاعتذار انهزاما أو نيلا من كبريائه، بينما هو في واقع الأمر شجاعة وانتصار للذات وتغليب للقيم والمبادئ على الفوارق الطبقية والتمايز غير المستحب، فتجده يجنح إلى تعويض إساءته له بشكل غير مباشر كأن يسدي إليه خدمة من باب التعويض، وهذا أمر طيب ولا شك غير أن تفعيل ثقافة الاعتذار أحرى أن تترجم إلى طيبة القلب فالرجوع عن الخطأ فضيلة، وكل يخطئ والكمال لله وحده، وحسب المسلم انتفاء القصد في الإساءة، وفي السياق ذاته فإن الكرم ليس مقترنا ببذل المال فقط، بل مرتبط ارتباطا وثيق الصلة بالنفس، فصاحب النفس الكريمة متسامح ودود عطوف، يشع وجهه نورا، وهذا يعكس ما بداخله من قوة في الإيمان وثقة بالنفس وكذلك فإن الهم لن يجد منفذا إلى قلبه لأنه أوصد الأبواب دونه. بينما تجد سيء الظن والنية وجهه شاحبا مكتئبا دائم الصراخ قلقا متوترا ذلك لأنه فتح الباب على مصراعيه ومنح الهم تأشيرة دخول إلى قلبه وغالبا ما تنجم التوترات والزلات من التسرع وغياب ضبط النفس، وحينما يسافر الإنسان وينتقل من مكان إلى مكان آخر، فإنه يراعي فارق التوقيت، ويضبط ساعته على وقت البلد الذي وصل إليه ليتمكن من أداء واجباته، على الوجه المطلوب، فإذا كان فارق التوقيت ومراعاته مرتبطاً في المكان، فإنه لا يقل أهمية عن هذه الحالة بمعنى أن مشاعره تختلف في حالة الفرح عنها في الحزن وكذلك الغضب، في حين أن قناعته حيال التعامل مع كل الصفات ثابتة يعززها الثبات على المبدأ وحسن النية وسلامة القصد، ولأنه قطعا سيشعر بالندم إذا أقدم على عمل متسرع نتائجه سيئة، لأنه يخالف قيمه ومبادئه، فلم لا تتم مراعاة هذا الفارق شأنه بذلك شأن الوقت، وأن يضبط مشاعره في كل حالة لكي يكون مضبوطا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ودلالة قيمة. قال حكيم: الصدق يوجب الثقة، والأمانة توجب الطمأنينة، والمنفعة توجب المحبة والألفة، والمضرة توجب البغض والعداوة، والعدل يوجب اجتماع القلوب، والجور يوجب الفرقة والتنافر، وحسن الخلق يوجب المودة، وسوء الخلق يوجب المباعدة، والانبساط يوجب المؤانسة، والانقباض يوجب الوحشة، والكبر يوجب المقت إضاءة إياهم فارحم قال رجل لعمرو بن عبيد: إني لأرحمك مما يقول الناس فيك قال: أسمعتني أقول فيهم شيئا قال: لا قال: إياهم فارحم

1433

| 30 يونيو 2011

الإحساس بالآخرين قمة النجاح

يشكل الإحساس بالآخرين ذروة الصدق في المشاعر النبيلة الداعمة لكل عمل خير، ويعد حافزاً خلاقاً لبذل العطاء على نحو يجسد علو الهمة بنيل رضا المولى - تبارك وتعالى - وكسب الحسنات لتثقل الميزان، ويعتبر الإحساس الإنساني النبيل المفعم بالرحمة مثار اعتزاز وفخر كلما جادت النفس وترجم السلوك هذا التعاطي الخلاق إلى واقع تفاعلي متميز يسهم في التخفيف من معاناة الآخرين، إذ إن ارتفاع المنسوب الذي يفيض تألقاً ونبلاً سينثر جداوله الوارفة رقراقة على شواطئ العز والأمان والاطمئنان، وكلما واكب هذا العمل المبارك إخلاصاً يشي بارتقاء فكري وخلق رفيع لا يشوبه رياء ولا تلحقه منة فإنه للقلب أقرب ودروب الخير تتسع لمبتغيها، ودعم الرصيد الباقي من خلال العمل الصالح سهل وميسور قال تعالى {وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ} ومساعدة المحتاجين على اختلاف حاجاتهم لا تضيع سدى بل إنها حسنات تلو الحسنات، ودرجات رفيعة عالية عند مليك مقتدر، بل إن الخير وعمله لا يلبث أن ينعكس على عامل الخير في الدنيا من رزق طيب إلى صحة دائمة، فالدعوة الصادقة حينما تخرج من مكروب فك الله ضيقته على يديك، فإن سرعة الاستجابة كفلها علام الغيوب وهناك فئة غالية على قلوبنا، ممن كبلتهم ظروف قاسية وباتوا أسرى للعون والمساعدة، سواء كان قصوراً ذهنياً أو جراء حوادث مرورية مؤلمة، وهم ليسوا بحاجة إلى إعانتهم مادياً، فالدولة أعزها الله سخرت إمكاناتها لخدمة أبنائها ودعمهم مادياً ومعنوياً، بل وتأهيلاً علمياً وعملياً لكي ينخرطوا في المجتمع أعضاء فاعلين منتجين، ويبقى الدور الرئيسي في هذه المرحلة منوط بالمجتمع، فحتمية النهوض بمستوى الإحساس لخدمة هؤلاء لا يتطلب جهداً عسيراً، بقدر ما تؤطر الابتسامة الجميلة عمق الإخاء هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن مساعدة هؤلاء الشرفاء لا تتجاوز دقائق معدودة، وحسبك بهذه الدقائق رقياً في نفسك الأبية وشهامة تخضب خصائلك بالمآثر النبيلة، فضلاً عن انعكاس هذا الأثر عليهم إيجاباً، أن المشاركة الوجدانية تعبر عن مكنونات المجتمع المترابط.ولما كان التكافل سمة أهل هذا البلد المبارك، فحريٌ بنا تفعيل التوجهات الطيبة للأخلاق الفاضلة النبيلة وترجمتها على الأرض، والبعد كل البعد عن نظرة العطف أو الشفقة، لأن الإنسان الصحيح قد يمسي في لحظة رهيناً لهذا الابتلاء، كذلك ما تحمله هذه النظرة من سهام تنفذ إلى القلب وتنخر في الروح المعنوية في تجريح بغيض يوحي بالجهل وانعدام الأدب والثقافة. وأخيراً فإننا مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى في الرعاية والعناية بأبناء الوطن ومن يقيم على أرضه المباركة، بحس رفيع يعكس مستوى أخلاق هذا البلد الطيب المبارك، بل ومشاركة القطاعات العامة والخاصة بتأمين وظائف، كالوظائف التي لا تتطلب جهداً بدنياً، وأعني بذلك على سبيل المثال، السنترالات والخطوط الخلفية للمؤسسات والشركات والبنوك كإدخال البيانات في الحاسب الآلي، وعمليات المراجعة والتدقيق، ومراقبة الحركة وغير ذلك من الأعمال، ذلك أن البركة ستحل - بإذن الله - في إعانتهم والاستفادة من قدراتهم بما يكفل لهم العيش الكريم من جهة، وإحساسهم بأنهم أعضاء فاعلون منتجون من جهة أخرى، لاسيَّما وأن الأعمال باتت تتكئ على الجانب التقني، وهناك الكثير منهم ممن يتمتعون بقدرات عالية متى ما منحوا الفرصة، امنحوهم الفرصة يبارك الله فيكم وفي أعمالكم، وستجدونهم عند حسن ظنكم وهم كذلك، وفي سياق متصل فإن الجمعيات الخيرية هي الأخرى تضطلع بدور فاعل وهي تسارع في الخيرات طمعاً في نيل الأجر والمثوبة من المولى عز وجل، إذ إنها لا تفتأ أن تصنع الابتسامة تلو الابتسامة على شفاه قدر الله لها أن تكابد مشقة الحياة وتكاليفها، إلا أن الخير لا يزال يتدفق في القلوب المؤمنة التي آلت على نفسها إعانة الأسر المحتاجة بنوايا صادقة سليمة يملأها الحنان ويسقيها العطف بينابيع الرحمة، جزاهم الله خير الجزاء على ما يبذلون في سبيل التسهيل والتيسير على الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة، وأود في هذا السياق بأن أورد اقتراحاً يتعلق بالجمعيات الخيرية حيال الملابس التي تستقبلها الجمعيات وهي ولله الحمد كثر، ويتمحور الاقتراح في فكرة إنشاء مصنع لحياكة الملابس، أو بالأحرى إعادة تدويرها، أي أن المواد الخام متوفرة، وفي الغالب تكون من الأقمشة الجيدة، ويتم دعم هذا المصنع من أهل الخير الذين لن يبخلوا وما بخلوا يوماً في مساندة إخوانهم وفي إطار التكافل الاجتماعي السمة البارزة لبلد الخير وأهله، ولعلي أوضح بعض النقاط الإيجابية التي ستتمخض عن هذا المشروع فعندما يستلم المحتاج لباساً جديداً فإن أثره المعنوي بالغ الأهمية ويخرجه من دائرة الحرج والمن والأذى كما أمر ربنا تبارك وتعالى ناهيك عن التحكم في مسألة المقاسات التي قطعاً ستؤخذ بعين الاعتبار من ناحية التصنيع أو الحياكة.فضلاً عن شعور المتبرع نفسه بالارتياح لهذا الجانب وأن ما يقدمه له قيمته المادية والمعنوية وإن كانت مبادرته بحد ذاتها تنم عن نبل وكرم في الأخلاق كذلك يسهم هذا الأمر في إيجاد فرص عمل للفتيات اللواتي يجدن الحياكة، وقد يكون الاختيار من نفس الأسر المحتاجة، وتعليمهن صنعة من خلال التدريب والإسهام كذلك في التوزيع عدا عن إتاحة المجال للخياطة النسائية التي تتم حالياً من قِبل الرجال فمن باب أولى أن تكون الخياطة والمشاغل النسائية بأيادٍ نسائية. هذا ما رغبت في طرحه سائلاً المولى عز وجل بأن يجزي كل من يسعى في طريق الخير الأجر والمثوبة وبالله التوفيق.

9285

| 24 يونيو 2011

الإفراط والتفريط وجهان لعملة واحدة

المسرف ينتفع آخرون من يده و البخيل لا ينفع حتى نفسه الفرق بين الإسراف والبخل شاسع وواضح وضوح الشمس في رابعة النهار، ولو ألزمت في أي من هذه الصفات أرغب في أن أندرج في نطاقها فهي حتماً الإسراف لأن البخل من السوء ما يحيل القلب إلى صخرة صماء لا مشاعر فيها البتة. والإسراف صفة ذميمة وما اختياري لها إلا أهون الشرين، إذ أن الإسراف لا تمتد آثاره البغيضة إلى الانتقاص من قيمة الأشياء واختزالها فحسب، بل تتعداه إلى إيذاء مشاعر من لا يملك هذا الشيء أو ذاك ليجده متسللاً وبكل برود فيتراءى أمام ناظريه وهو بالكاد لا يستطيع امتلاك نصف هذا الشيء أو ربعه، ومن جهة أخرى فإن الإسراف يعتبر إنفاقاً للأموال في غير مكانها، في حين أن الوجاهة الاجتماعية الزائفة تفرض أنماطاً مختلفة، ولا تلبث أن تسلب وبكل اقتدار صيغ التفاعل والتعاطي المنطقي حينما تمتزج أطر التعالي وتذعن لأصوات الفوقية النشاز مع مقتضيات لا تعدو عن كونها تزييفاً مقنناً لطموح أرعن لم يرتق بحال من الأحوال إلى مستوى تحقيق الجانب الإيجابي من خلال ضخ هذا الفائض الضائع في قنوات خير تعين اليتامى والمحرومين ما يستوجب دوام النعم بشكر المولى عز وجل على كريم فضله، ولما كان الإسراف في إنفاق الأموال وما يفرزه من آثار سلبية على المجتمع فإن الإسراف كذلك في جوانب اجتماعية أخرى لا يقل أهمية وخطراً، فعلى سبيل المثال الإسراف في المديح يسهم ومن دون قصد إلى تسلل العجب إلى قلب الممدوح ومن ثم نشوء حالة من الكبر المنهي عنه، بل قد يكون سبباً وبشكل غير مباشر في التضليل وفي المقابل فإن الإسراف كذلك في النقد والذم يكون سبباً في النفور ويبتعد عن مسار التصحيح والإصلاح وقيل (النقد كالمطر ينبغي ألا يكون شديداً لأنه سيقتلع الجذور بدلاً من أن يرويها) وعلى صعيد ذي صلة فإن المبالغة في التدليل عبر ضخ سيل هادر من مشاعر إعجاب ونحوها قد تنعكس سلباً لأن من منحك هذا الكم غير المقنن لن يغفر لك ولو زلة ضئيلة، وأي خطأ صغير قد ينسف كل هذه المشاعر لأن الذي رشقك بهذا الكم الهائل سيحاسبك وفقاً لما منحك لا بما تستحق عطفاً على عطائه المفرط محدثاً هذا الأمر اختلالاً في التوازن وبالتالي غياب تام للمعايير الموضوعية والمنصفة في ذات الوقت، وعلى ضوء ما تقدم يتضح بأن التوازن في المنح والعطاء أمسى ضرورة حتمية فلا إفراط ولا تفريط وفي المقابل فإن البخل لا يقل سوءًا وقبحاً من الإسراف، فالمسرف قطعاً سينتفع آخرون من يده المخرومة بيد أن البخيل يقبع في هامش النسيان ولا ينفع حتى نفسه بعدما أضحى أسيراً ذليلاً لماله ومكبلاً بأصفاد سوء الخلق والأدب معاً، ونتيجة لحرصه المفرط على عدم زوال شيء من ماله فإنها للضياع والتلف أقرب منها إلى الحفظ والاستمرار ذلك أن البركة تزول بزوال العائد من هذه الأموال، وينبغي عدم الخلط في المفاهيم والتفريق الدقيق بين الإسراف والسخاء والبخل والحرص فعلى سبيل المثال حينما يقوم كبار السن بإطفاء الأنوار خصوصاً إذا كان المكان خالياً، يسيطر على الذهن البخل بثوبه القبيح، فيخيل إلى الشاب بأن هذا بخل لكي يتم توفير (الطفسه) أو قيمة الفاتورة والريالات التي ربما لا تتجاوز عدد أصابع اليد، غير أن المفهوم الأوسع والأشمل لهذا الكبير سناً وإدراكاً يسبق تصور الشاب، أولاً امتثالاً لأمر الله عز وجل بعدم التبذير والإسراف، ثانياً لأنه يدرك أن هذه طاقة واستخدامها على الوجه الأمثل يعني أيضاً إتاحة الفرصة لكي يتسنى للآخرين الاستفادة منها، فكما هو معلوم كلما اشتد الضغط على الطاقة خصوصا الكهرباء، كلما كان هذا سبباً في انقطاع الكهرباء على الأحياء الأخرى، هذا نموذج من عدة نماذج تتكرر ليس في مجال الكهرباء فحسب بل في شؤون الحياة المختلفة ومقوماتها فإن تكن سخياً كريم النفس لا يستوجب أن تكون مسرفاً، وأن تكون حريصاً على مالك لا يستوجب أن تقفل جميع المخارج فإذا كانت الأرصدة في الدنيا تخضع لمقاييس من شد وجذب وزيادة أو نقصان فإن هناك رصيداً لم يزل في ازدياد قال تعالى: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ. انطلاقاً من هذه المعطيات المؤثرة فإن البخل صفة ذميمة وقبيحة والشواهد بهذا الصدد كثيرة ولا يتسع المجال لحصرها، مجمل القول إن هناك من هم في أمس الحاجة إلى مد يد العون لهم ونحن في حاجة ماسة إلى دعائهم الصادق لتحل البركة في الأموال والأولاد (إن الله يحب المحسنين) ولئن كان البخل في المال أساسه متصدع فإن البخل كذلك في المشاعر لا يقل قسوة، عندما تجف الأوردة ويشوبها الفتور والضمور وتندرج تلقائياً في نطاق البخل حينما تجهز على الأحاسيس الرقيقة قسوة المشاعر وقسوة القلب كذلك، قيل (لا شيء أرق من القوة الحقيقية ولا أقوى من الكلمة الرقيقة) فالكلمة الرقيقة تخضب الوجدان بعنفوان جمال أخاذ وتسمو بالروح في آفاق من الود والتلاحم والوئام. من نوادر البخلاء: يحكى أن اثنين من البخلاء عمل لهم مسابقة بأن يغطسوا في الماء ومن يخرج أولاً سيفقد خمسة جنيهات وحتى كتابة هذه السطور لم يخرج أحد

4147

| 17 يونيو 2011

alsharq
بائع متجول

يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...

6123

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4494

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

3342

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الفن ضد الدمار

تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...

1605

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1338

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1197

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1059

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

999

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

873

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

831

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

657

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
خطاب عربي يكسر الصمت العالمي!

لم تكن كلمة سموّ الأمير تميم بن حمد...

630

| 26 سبتمبر 2025

أخبار محلية