رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حمد عبدالرحمن المانع

حمد عبدالرحمن المانع

مساحة إعلانية

مقالات

9300

حمد عبدالرحمن المانع

الإحساس بالآخرين قمة النجاح

24 يونيو 2011 , 12:00ص

يشكل الإحساس بالآخرين ذروة الصدق في المشاعر النبيلة الداعمة لكل عمل خير، ويعد حافزاً خلاقاً لبذل العطاء على نحو يجسد علو الهمة بنيل رضا المولى - تبارك وتعالى - وكسب الحسنات لتثقل الميزان، ويعتبر الإحساس الإنساني النبيل المفعم بالرحمة مثار اعتزاز وفخر كلما جادت النفس وترجم السلوك هذا التعاطي الخلاق إلى واقع تفاعلي متميز يسهم في التخفيف من معاناة الآخرين، إذ إن ارتفاع المنسوب الذي يفيض تألقاً ونبلاً سينثر جداوله الوارفة رقراقة على شواطئ العز والأمان والاطمئنان، وكلما واكب هذا العمل المبارك إخلاصاً يشي بارتقاء فكري وخلق رفيع لا يشوبه رياء ولا تلحقه منة فإنه للقلب أقرب ودروب الخير تتسع لمبتغيها، ودعم الرصيد الباقي من خلال العمل الصالح سهل وميسور قال تعالى {وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ} ومساعدة المحتاجين على اختلاف حاجاتهم لا تضيع سدى بل إنها حسنات تلو الحسنات، ودرجات رفيعة عالية عند مليك مقتدر، بل إن الخير وعمله لا يلبث أن ينعكس على عامل الخير في الدنيا من رزق طيب إلى صحة دائمة، فالدعوة الصادقة حينما تخرج من مكروب فك الله ضيقته على يديك، فإن سرعة الاستجابة كفلها علام الغيوب وهناك فئة غالية على قلوبنا، ممن كبلتهم ظروف قاسية وباتوا أسرى للعون والمساعدة، سواء كان قصوراً ذهنياً أو جراء حوادث مرورية مؤلمة، وهم ليسوا بحاجة إلى إعانتهم مادياً، فالدولة أعزها الله سخرت إمكاناتها لخدمة أبنائها ودعمهم مادياً ومعنوياً، بل وتأهيلاً علمياً وعملياً لكي ينخرطوا في المجتمع أعضاء فاعلين منتجين، ويبقى الدور الرئيسي في هذه المرحلة منوط بالمجتمع، فحتمية النهوض بمستوى الإحساس لخدمة هؤلاء لا يتطلب جهداً عسيراً، بقدر ما تؤطر الابتسامة الجميلة عمق الإخاء هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن مساعدة هؤلاء الشرفاء لا تتجاوز دقائق معدودة، وحسبك بهذه الدقائق رقياً في نفسك الأبية وشهامة تخضب خصائلك بالمآثر النبيلة، فضلاً عن انعكاس هذا الأثر عليهم إيجاباً، أن المشاركة الوجدانية تعبر عن مكنونات المجتمع المترابط.ولما كان التكافل سمة أهل هذا البلد المبارك، فحريٌ بنا تفعيل التوجهات الطيبة للأخلاق الفاضلة النبيلة وترجمتها على الأرض، والبعد كل البعد عن نظرة العطف أو الشفقة، لأن الإنسان الصحيح قد يمسي في لحظة رهيناً لهذا الابتلاء، كذلك ما تحمله هذه النظرة من سهام تنفذ إلى القلب وتنخر في الروح المعنوية في تجريح بغيض يوحي بالجهل وانعدام الأدب والثقافة. وأخيراً فإننا مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى في الرعاية والعناية بأبناء الوطن ومن يقيم على أرضه المباركة، بحس رفيع يعكس مستوى أخلاق هذا البلد الطيب المبارك، بل ومشاركة القطاعات العامة والخاصة بتأمين وظائف، كالوظائف التي لا تتطلب جهداً بدنياً، وأعني بذلك على سبيل المثال، السنترالات والخطوط الخلفية للمؤسسات والشركات والبنوك كإدخال البيانات في الحاسب الآلي، وعمليات المراجعة والتدقيق، ومراقبة الحركة وغير ذلك من الأعمال، ذلك أن البركة ستحل - بإذن الله - في إعانتهم والاستفادة من قدراتهم بما يكفل لهم العيش الكريم من جهة، وإحساسهم بأنهم أعضاء فاعلون منتجون من جهة أخرى، لاسيَّما وأن الأعمال باتت تتكئ على الجانب التقني، وهناك الكثير منهم ممن يتمتعون بقدرات عالية متى ما منحوا الفرصة، امنحوهم الفرصة يبارك الله فيكم وفي أعمالكم، وستجدونهم عند حسن ظنكم وهم كذلك، وفي سياق متصل فإن الجمعيات الخيرية هي الأخرى تضطلع بدور فاعل وهي تسارع في الخيرات طمعاً في نيل الأجر والمثوبة من المولى عز وجل، إذ إنها لا تفتأ أن تصنع الابتسامة تلو الابتسامة على شفاه قدر الله لها أن تكابد مشقة الحياة وتكاليفها، إلا أن الخير لا يزال يتدفق في القلوب المؤمنة التي آلت على نفسها إعانة الأسر المحتاجة بنوايا صادقة سليمة يملأها الحنان ويسقيها العطف بينابيع الرحمة، جزاهم الله خير الجزاء على ما يبذلون في سبيل التسهيل والتيسير على الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة، وأود في هذا السياق بأن أورد اقتراحاً يتعلق بالجمعيات الخيرية حيال الملابس التي تستقبلها الجمعيات وهي ولله الحمد كثر، ويتمحور الاقتراح في فكرة إنشاء مصنع لحياكة الملابس، أو بالأحرى إعادة تدويرها، أي أن المواد الخام متوفرة، وفي الغالب تكون من الأقمشة الجيدة، ويتم دعم هذا المصنع من أهل الخير الذين لن يبخلوا وما بخلوا يوماً في مساندة إخوانهم وفي إطار التكافل الاجتماعي السمة البارزة لبلد الخير وأهله، ولعلي أوضح بعض النقاط الإيجابية التي ستتمخض عن هذا المشروع فعندما يستلم المحتاج لباساً جديداً فإن أثره المعنوي بالغ الأهمية ويخرجه من دائرة الحرج والمن والأذى كما أمر ربنا تبارك وتعالى ناهيك عن التحكم في مسألة المقاسات التي قطعاً ستؤخذ بعين الاعتبار من ناحية التصنيع أو الحياكة.فضلاً عن شعور المتبرع نفسه بالارتياح لهذا الجانب وأن ما يقدمه له قيمته المادية والمعنوية وإن كانت مبادرته بحد ذاتها تنم عن نبل وكرم في الأخلاق كذلك يسهم هذا الأمر في إيجاد فرص عمل للفتيات اللواتي يجدن الحياكة، وقد يكون الاختيار من نفس الأسر المحتاجة، وتعليمهن صنعة من خلال التدريب والإسهام كذلك في التوزيع عدا عن إتاحة المجال للخياطة النسائية التي تتم حالياً من قِبل الرجال فمن باب أولى أن تكون الخياطة والمشاغل النسائية بأيادٍ نسائية.

هذا ما رغبت في طرحه سائلاً المولى عز وجل بأن يجزي كل من يسعى في طريق الخير الأجر والمثوبة وبالله التوفيق.

مساحة إعلانية