رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قدمت وأوضحت في مقالي في الشرق الأسبوع الماضي: دلالات وأهمية قرار الرئيس ترامب الشراكة الأمنية مع دولة قطر وبناء الثقة لدلالات تطوير العلاقات العسكرية والأمنية بين دولة قطر والولايات المتحدة خلال العقد الماضي وخاصة منذ عام 2022 بعدما رقى الرئيس جو بايدن العلاقة الاستراتيجية مع قطر إلى مستوى «حليف رئيسي من خارج حلف الناتو». وذلك تقديرا لمكانة ودور دولة قطر بالمساهمة بدعم الاستقرار في أفغانستان والمساعدة في إجلاء حوالي 70 ألف مواطن أمريكي وغربي ومترجمين ومساعدين أفغان وإدارة مطار كابول وتمثيل الحكومة الأمريكية دبلوماسيا في أفغانستان، ونقل السفارة الأمريكية في كابول إلى الدوحة.
استدعى عدوان إسرائيل السافر وغير المسبوق على قطر قبل شهر (في 9-سبتمبر الماضي) تنديداً خليجياً-عربياً-ودولياً وغضب الرئيس ترامب. وأجبر ترامب نتنياهو على الاعتذار علنا ونشر البيت الأبيض صورة اعتذار نتنياهو النادر، بمكالمة هاتفية باتصاله برئيس الوزراء معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بعد الاعتداء على سيادة دولة قطر بمحاولة فاشلة لاغتيال قادة حماس في الدوحة. وتعهد بعدم تكرار الاعتداء بضمانة الرئيس ترامب نفسه.
وجدد سمو الشيخ تميم التأكيد للرئيس ترامب في لقاء ثنائي في نيويورك وسبقه اتصال هاتفي من الرئيس ترامب- استمرار وتصميم دعم دولة قطر لجهود إحلال السلام»، والثقة «بقدرة الدول الداعمة لخطة الرئيس ترامب للوصول إلى تسوية عادلة تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة وتصون حقوق الشعب الفلسطيني».
ما يعزز دور ومكانة دولة قطر الاستراتيجية لدى الرئيس ترامب. وصولا لإعلان الرئيس ترامب بأمر تنفيذي، وللمرة الأولى مع دولة عربية وخليجية الأسبوع الماضي. «تعتبر الولايات المتحدة أي اعتداء مسلح على أراضي أو سيادة قطر أو بنيتها التحتية الحيوية تهديدا للسلام والأمن وتهديدا لمصالح الولايات المتحدة». وفي حال وقوع اعتداء ستتخذ الولايات المتحدة جميع الإجراءات القانونية الملائمة بما في ذلك الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية، وإذا لزم الأمر العسكري- للدفاع عن مصالحها ومصالح دولة قطر واستعادة السلام والاستقرار».
ورحبت وزارة الخارجية القطرية بقرار الرئيس ترامب، بالتأكيد أن أي هجوم مسلح على أراضي دولة قطر أو سيادتها أو بنيتها التحتية الحيوية يعتبر تهديداً للسلام والأمن في الولايات المتحدة.» وبرغم كون الأمر التنفيذي ليس معاهدة ملزمة قانونيا ودستوريا، لكن أمر الرئيس ترامب التنفيذي يكتسب أهمية ويضيف طبقة جديدة لشبكة أمن قطر، وبالتبعية لدول مجلس التعاون ويشكل طمأنة مطلوبة لتعيد الثقة بالحليف الأمريكي. تضاف إلى تعهد وزراء الدفاع ورؤساء الأركان الخليجيين في اجتماعهم في الدوحة بالعمل على التنسيق والتعاون الأمني لمجلس الدفاع الخليجي المشترك وهذا مطلوب بإلحاح.
وفي استمرار للتعاون والتقارب العسكري والاستراتيجي بين دولة قطر وإدارة الرئيس ترامب بالتحديد، خاصة مع الإشادة المتكررة من الرئيس ترامب بمكانة ودور ومساهمات قطر بتوجيه شكره للوسطاء بالاسم، بعد نجاح تدخل الرئيس ترامب وموافقة حماس والحكومة الإسرائيلية على المرحلة الأولى من خطة الرئيس ترامب. سيحضر الرئيس ترامب اليوم شخصيا لإسرائيل ويلقي خطابا في الكنيست، ويشارك بحفل التوقيع على الاتفاق في القاهرة.
وتستمر ويتصاعد تقدم العلاقات بين دولة قطر والولايات المتحدة- عسكريا وأمنيا واستراتيجيا بشكل سريع ولافت ومتصاعد وذلك بعد أيام من إصدار الرئيس ترامب لأمر تنفيذي نهاية سبتمبر بعد اعتداء إسرائيل على قطر. يعتبر أي اعتداء مسلح على قطر أو سيادتها تهديدا للسلام والأمن ولمصالح الولايات المتحدة الأمريكية. وصولا للدفاع عسكريا عن مصالحها ومصالح قطر لاستعادة السلام»..
خطوات اتخذت من شأنها تعزيز العلاقة المتميزة بين إدارة ترامب ودولة قطر. وخاصة بتوثيق العلاقة الشخصية بين الرئيس ترامب وسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد - منذ زيارة الرئيس ترامب التاريخية الناجحة للدوحة في مايو الماضي وتوقيع اتفاقيات واستثمارات وصفقة طائرات بوينغ للركاب. وكذلك تقديراً لوساطة دولة قطر واستمرار لعب دور فعال بدبلوماسية الوساطات وحل النزاعات.
لذلك شاركت قطر بوساطة فعالة منذ بدء طوفان الأقصى. ونجحت مع بدء حرب الإبادة بالتوصل لهدنة وتبادل السجناء. آخر وساطات قطر كان مشاركة رئيس الوزراء- وزير الخارجية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن على رأس وفد قطري في شرم الشيخ في اجتماع الوسطاء في الأسبوع الماضي لدعم والدفع لإنجاح خطة الرئيس ترامب بين حماس وإسرائيل ومشاركة الوسطاء المصريين والأمريكيين. مما ساهم بإنجاح الوساطة والتوصل لاتفاق طال انتظاره-في الثامن من أكتوبر الجاري. بالموافقة على المرحلة الأولى من ثلاث مراحل لخطة الرئيس ترامب، والتي تضمن الانسحاب على ثلاث مراحل وإطلاق سراح الأسرى من الطرفين.
لكن يبقى الشيطان في التفاصيل في تطبيق المرحلتين الثانية والثالثة بتسليم سلاح حركة حماس، وتقديم ضمانات ودخول قوات الاستقرار العربية والدولية لضمان الأمن وتقديم ضمانات من الوسطاء، الولايات المتحدة وقطر ومصر والأمم المتحدة لضمان عدم عودة إسرائيل للحرب بعد تسلم الأسرى يوم الاثنين حسب الخطة المعدة.
لذلك يبقى دور الوساطة القطرية مطلوباً وأساسياً، لما تملكه قطر كوسيط نزيه وخاصة علاقتها مع حركة حماس للمساعدة والمساهمة بالانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلتين الثانية والثالثة، لضمان انسحاب إسرائيل لخارج المدن الكبرى ومحيطها وعدم العودة للحرب وتدفق المساعدات الإنسانية والمساعدات والخيام والغذاء والدواء والماء والكهرباء والإغاثة. لهذا يراهن الرئيس ترامب وإدارته على وساطة دولة قطر الفعّالة.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تويتر @docshayji
@docshyji
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2022
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1635
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1152
| 24 ديسمبر 2025