رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مكافحة الفساد وتشديد الدور الرقابي

لاشك أن الفساد يقف حجر عثرة أمام رقي وتطور الأمم، ويُحدث إرباكاً في الخطط المعدة لبرامج التنمية ولا تنحصر القضية في اكتشافه، غير أن المعضلة تتمثل في التعطيل وهدر الوقت لمعالجة تبعات إفرازات سوء الخلق، إن العنصر الفاسد لا يجني على نفسه بقدر ما يجني على الآخرين الذين تتعطل مصالحهم ويلحقهم الأذى جراء مغامراته المخزية، وحينما يتسلل الضعف ليصيب القيم فإن هذا الاهتزاز لا يبرح أن يشكل هلاكاً للقيمة الأخلاقية التي أسستها العقيدة السليمة، وتمتد آثار الفساد البغيض لتصيب الأخلاق في مقتل سواء من حيث التعامل كالتفرقة والتمييز والتجني أو من خلال التعاطي واستغلال المواقع الوظيفية لتحقيق مآرب نفعية، لا تلبث أن تنعكس على من يمارسون هذه المسالك وبالاً وخسراناً مبيناً في الدنيا والآخرة، في حين أن البركة ستمحق في المال السحت، أي أن الأموال التي يتم كسبها بطرق غير مشروعة ستهلك صاحبها بشكل أو بآخر فضلاً عن عذاب مطرقة الضمير الموجعة، وإذا كان التذكير لا يجدي نفعاً على من ألقى السمع وهو شهيد، فإن السبيل إلى قطع دابر هؤلاء الفاسدين المفسدين هو تشديد الدور الرقابي، وعدم التراخي أو التساهل بأكل أموال الناس بالباطل، فضلاً عن إنهاك الاقتصاد وهدر المال العام بهذه الصيغ الفجة، ومن ضمن الأطر التي يمكن الاتكاء عليها بهذا الخصوص الزيارات المفاجئة، هذا الأسلوب الإداري الفذ معززاً بعنصر التخفي وارتباط بعض المراجعين الثقات بالمسؤول مباشرة، لا تنحصر إيجابياته على المتلقي فقط، بل على مؤدي الخدمة كما أسلفت، فضلاً عن تحقيق الانضباط الوظيفي بما يحتويه من إثراء لثقافة العمل، والتي تقتصر عند البعض بالوقت وساعات العمل فقط، بغض النظر عن النتائج ونوعية الإنجاز، في حين أن المسؤولية الأدبية إذا لم تلامس الإحساس وتبسط نفوذها على الشعور فإن قيمة الإنجاز ستتضاءل وفقاً للغياب المعنوي لهذا الإحساس، بصريح العبارة.. لماذا لا يتم الاستعانة بمراجعين وهميين خصوصاً في القطاعات الخدمية لارتباطها المباشر بمصالح المواطنين؟ وقد يقول قائل إن هذا الأسلوب يتكئ على التخويف والتخوين؟ فأجيبه إذا كان التخويف سيعدل المسار، ويمنع المستغلين الفاسدين من الإبحار في شواطئ الخطيئة فليكن حماية لهم من شرور أنفسهم فالإنسان السوي الذي تغمر سلوكه الاستقامة لا يخاف سواء دلف إلى مكتبه المدير أو الوزير، ومن فسد قلبه تردت أخلاقه ولن يوقف مده البائس سوى كشفه وتعرية سلوكه لكي لا يسوغ إفلاته من قبضة النظام تسهيلاً للآخرين في طرق مسلكه البائس، أي أن المتردد سيرتكب المخالفة بإيعاز ولو بشكل غير مباشر من إفلات المتجاوز وتحايله على الأنظمة عبر تشفيره المعاملات بمعادلات يستعصى فك رموزها إلا داخل أسوار الأنفاق المظلمة فيظلم نفسه ويجر المرتبطين بمصالحهم إلى دائرته المخزية وهم كارهون لهذه الصيغ البعيدة كل البعد عن القيم والأخلاق، غير أن الواجب بهذا الخصوص عدم الإذعان لرغبات هؤلاء القاصرين والإبلاغ عنهم لأن السكوت عنهم أو تحقيق طلباتهم يعد إعانة على الظلم وإشاعة للمنكر، واثق كل الثقة بأن اتصالهم بالمسؤولين سيكون محل الاهتمام وسينفضح هؤلاء، وهكذا نجتث هذه الديدان البغيضة التي ما فتئت تنقض على القيم الأخلاقية دون أدنى وازع من دين وبمعزل من احترام للأنظمة، إن كثيراً من المظالم تقع نتيجة لإفرازات الفساد المؤذية ناهيك عن فساد التعامل مع الآخرين حينما يقتحم التمييز معايير تقييم الأداء وتجثم المحسوبية على صدر النظام، إن محاربة الفساد بكل أشكاله المنتنة وأنماطه المختلفة، مسؤولية مشتركة بمعنى أن العقاب وحده ليس كافياً للردع ما لم يتم اختراق الحس الوجداني، وتفعيل الرقابة الذاتية، ومحاسبة النفس في حين أن تجسيد هذه الأطر لن يتحقق ما لم تتوافر العوامل المساندة لترجمتها على الأرض، سلوكاً سوياً، ينبري له الإخلاص في القول والعمل واستشعار قيمة الدعاء المبارك المؤصل لصدق النفس وارتباطها بالمولى عز وجل اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، إن الحواجز المعنوية المؤثرة تسهم في التنبيه والتحذير من مغبة هذه الطرق المؤذية في الدنيا والآخرة، إن استشعار تبعات التجاوزات وإدراك فداحتها هو السبيل لإيقاف هذا النزيف الأخلاقي إلى جانب تشديد الدور الرقابي وإصلاح ما أوشك أن يفسده الكم الوافر من اللامبالاة وغياب الشعور بمغبة المخالفة، الحث على الأمانة وتفعيل عناصر النزاهة والشفافية وإبراز آثارهما الإيجابية من الأهمية بمكان، ولم يكن الشخص الأمين، وهو يتعامل مع ذاته بشفافية ويقنن رغباته طبقاً لما أحل له في تكيف بديع مع المعطيات، وما تقتضيه المصلحة، مؤدياً دوره بإتقان تغمره البراعة، وتكسوه القناعة، منطلقاً من قوة إيمانه، وتشبثه بمبادئه وهو يحقق الإنجاز تلو الإنجاز ليسطر الوفاء حروفاً من ذهب ترصع سجله الفريد وتجد الشخص الأمين، يفرض احترامه، لأنه يستحق الاحترام،. ويظل الإصلاح في العمق أساساً لبناء قاعدة صلبة متماسكة أساسها الاستقامة.  

833

| 05 مايو 2012

مسيرة الإصلاح وحرفية التمرير

لاشك أن للإصلاح دورا بارزا في تأصيل طرق الفضيلة وحماية الأخلاق، غير أن الفارق بين المفهوم والتطبيق يخلق في بعض الأحيان فجوة بين انسيابية وسلامة تمرير المفهوم من جهة، والممارسة على أرض الواقع من جهة أخرى، إذ إن بعض الممارسات لا تعكس سلامة التوجه مما يؤثر سلباً ليس في أداء المهام بل قد يؤدي إلى تمرير تصور مغاير وهذا بلا ريب لا يخدم المصلحة العليا، طبيعة الجهود الإصلاحية تحتم الاحتكاك المباشر مع الناس على اختلاف أفكارهم وأعمارهم، ويفرض الاحتكاك بهذا الصدد توعية الناس وحمايتهم ومساندتهم وبلوغ المستوى المأمول لذا فإن هذا الأمر يتطلب قدراً كبيراً من المرونة والقدرة على التعامل مع مختلف الأطياف في حين أن المواءمة بين الاستيعاب والتطبيق تطغي عليها في بعض الأحيان منغصات تؤثر على مسار التطبيق لاسيَّما إذا كان الإفراط في الحماس معياراً للإقناع وهو على النقيض من ذلك، وبالتالي فإن الشرخ الناجم عن هذا الأمر لا يلبث أن يقدم صورة مبتورة للمفهوم وهكذا يتم حصر الجهد في نطاق ضيق ولا يتجاوز تطبيق الإجراءات دون النظر إلى الهدف الأسمى وهو نتائج الإجراءات والتي تنحو إلى التصويب والإصلاح وتقويم السلوكيات، أي أن الخلل ليس في الهدف بقدر ما هو بالوسيلة هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن مسألة التصويب والإسهام في إصلاح المجتمعات يتطلب كذلك مهارات كمهارة الاتصال وإدراك لمستوى النفسيات والتعامل معها وفقاً لتباين المستويات سواء من ناحية العمر أو الجنس أو الديانة، إن خير من يتصدى لهذه المسائل الحساسة في تقديري خريجو كليات علم النفس والاجتماع والتربية وغيرها من الكليات المتخصصة حيث إن الفائدة ستشمل الجميع في هذه الناحية وستسهم إيجاباً في رفع مستوى الأداء وتحقيق مستوى كبير من الانسجام، وتعزيزاً لتمرير المهارات المكتسبة من جهة في الوقت الذي سيفسح الطريق المجال لاحتواء المخالف وتوجيهه ونصحه بطرق علمية حضارية من جهة أخرى، إن إصلاح الاعوجاج وترميم الانحراف السلوكي لا يؤتي أكله ما لم تتم الإحاطة بالجزئيات والدوافع التي تؤدي إلى التوجه نحو هذا السلوك أو ذاك، فالمخالف من حيث المبدأ سيقبل النصح ويمضي ولن يلبث أن يعاود الكرة طالما أن القناعة لم يصلها مستوى التأثير ولم تحاكِ الإحساس بجدوى العزوف عن هذه المخالفة أو تلك، وليست العبرة في رصد المخالفات بل بالحد منها وإقلاع الأفراد عنها بقناعة محضة، وهذا بدوره يحيلنا إلى إشكالية تمرير القبول أو بالأحرى جدية التقبل مضموناً لا شكلاً قناعة لا خوفاً فهو أي المخالف حينما يتقبل النصح شكلاً فإنه ما إن يصبح في مأمن حتى يساوره نفس الشعور، ومسألة التمكن من ملامسة الجانب المعنوي تتطلب كما أسلفت مهارة فاعلة وحرفية يواكبها الرفق واللين والسماحة، إن التكامل المنهجي في هذا الإطار سيؤسس للبيئة الحاضنة والملائمة في سياق المعالجات وفق أسس موضوعية لا تقف عند ردع المخالف فحسب، بل تتجذر لتصل إلى العمق والإجابة على لماذا؟ وكيف؟ فلكل شيء سبب وهذه طبيعة الخلق، فإذا عولجت الأسباب أو بالأحرى تم رصد وتحديد الدوافع بدقة، فإن مؤشر المخالفات سينخفض طبقاً لدرء التفكير في المخالفة ووأدها في مهدها، وهنا تكمن حرفية تمرير البرامج الإصلاحية، الخبرة في الميدان وقراءة الواقع بدقة وتجرد شأن لا يستهان به، وعلى هذا فإن مزج الخبرة بالمعرفة العلمية، سيسهم في تذليل الصعاب ويسير بالجهود نحو الإصلاح الاجتماعي بآفاق أوسع وتطلع يرنو إلى معالجة الأسباب وليست النتائج في حين أن التكامل بهذا الإطار يجب أن يحظى بالاعتبار ودراسة القضايا عن كثب والمساهمة كذلك بشكل فاعل في معالجة أوضاع المخالفين فيما إذا كانت الأسباب نفسية المنشأ وهي في الغالب كذلك، فضلاً عن ذلك فإن التنوع الثقافي والذي تحتضنه بلادنا يوجب كذلك مراعاة الفوارق وإتقان بعض اللغات الأجنبية، لاسيَّما الإنجليزية في التخاطب مع بعض الفئات، فلم يعد الوضع محصوراً في فئة معينة كما هو في السابق فالتوسع والنهضة الاقتصادية التي تعيشها البلاد تفرض استقدام الخبرات المهنية والعلمية المختلفة من مختلف دول العالم.

476

| 29 أبريل 2012

الخيط الدقيق بين المجاملة والنفاق

ربما تمُتزج المجاملة بالنفاق الاجتماعي من خلال التصور الذي ينبني في بعض الأحيان على فرضيات قد تجانب الواقع، سواء من خلال التسرع في الحكم أو عبر تصوير المجاملة وإدراجها في خانة النفاق الاجتماعي، أو العكس من ذلك، وتسهيل تمرير التصور للنفاق الاجتماعي على أنه مجاملة، وفي واقع الأمر فإن التشابه بين الصفتين من حيث الشكل لا المضمون يسهم في خلط الحابل بالنابل بهذا الخصوص، إذ إن تلك الصفتين وهي المجاملة المحمودة والنفاق والمذموم تنبع ولا ريب من النية في إتيان هذه الصفة أو تلك فقد يجلد المجامل ذاته، حينما يتوجس من نظرة الآخرين له وفقا لهذا المنظور، وقد يختبئ المنافق خلف المجاملة لتحقيق مآربه النفعية عبر الاستجداء المبطن وهو في قرارة نفسه يدرك أن المعبر الرئيسي لتحقيق منافعه سيتم من خلال استدرار العواطف واستمالة المشاعر والعبث في مسارها، وهكذا تحاصر المجاملة الرقيقة الجميلة ويتضاءل تداولها وفقا لنظرات التوجس المريبة من قبل الآخرين، غير أن ما يعزز من فرص حضورها الأخاذ هي الثقة بالنفس عطفا على النية السليمة الصادقة، وطالما أن من يمتهن النفاق الاجتماعي ويتسلق على هذا النحو البائس، لا يلحق مضرة للآخرين من حسد وغيبة ونميمة وغير ذلك وإنما منفعة شخصية له، فإن ذلك بلا ريب أخف وطأة، ممن يعلم بأن نفاقه سيتسبب في إلحاق المضرة للآخرين، وهذا الأمر يعود بالتالي إلى ضميره الذي يحاسبه لحظة بلحظة ومرافقا له كظله، وتسهم الثقافة وزيادة المعرفة في تحجيم بعض السلوكيات غير المرغوبة، ذلك أن المرء كلما اتسع اطلاعه وزادت معرفته كلما كان قريبا من تشخيص المواقف بدقة وتحديد السلوك النبيل بصيغة يظللها الاحترام، ويعتبر الاعتدال في التعاطي مع هذه الأمور فرس الرهان، إذ إن الاعتدال، يبعث على الارتياح ليحلق الاتزان بالنفس ويبلغ آفاق الاطمئنان الملهم لكل تصرف جميل لبق، ومن ضمن الحواجز المقلقة ربط الضعف بالمجاملة، وهذا الربط المجانب للصواب، فضلا عن خلخلته للمسار الموضوعي المتزن، فإنه قد يجلب في معيته، أموراً ليست محببة كالقسوة والجفاء، فقد يعزو البعض إظهار الاحترام من موظف لرئيسه، أو طالب لمعلمه، أو مريض لطبيبه، إنما هو ناتج ضعف لتتسربل هذه المنغصات تحت هذا الغطاء الوهمي في حين أن احترام العقل والتأسيس للإرادة المستقلة سيلفظان تراكمات الجهل السلبية والتي ما برحت تحاصر الأطر الجميلة الخلاقة، فعسر الحق أوجب من يسر الظلم وتحري القسط أجدر من التغاضي عن دفع العدوان أيا كان شكله وصفته، وأكاد أجزم بأن حقوقا كثيرة تضيع أو تسلب طبقا للخلط بين مفهوم المجاملة والنفاق وجدير كذلك تفعيل ثقافة الحقوق والواجبات وتعزيز الجانب الحاضن لرقي الفكر والسلوك من خلال المحافظة على المكتسبات بطريقة جميلة فذة تؤطرها المجاملة الرقيقة، وعلى صعيد ذي صلة فإن المبالغة توقع الإنسان في حرج هو في غنى عنه وستدرجه تلقائيا في خانة هو في الواقع لا يقبلها أو يرتضيها، فيما تتعثر السيطرة على التصور، حيث إن الناس يحكمون بالظاهر، ولا يعلم ما في السرائر إلا علام الغيوب، لذا فإن مراعاة هذه الجوانب يجب أن تؤخذ بالاعتبار، والمبالغة تتواجد في هذا التنافس لتضخ المزيد من وقودها لاسيَّما في حالة المنافق وأذكر طرفة بهذه المناسبة وترتبط بالمبالغة، إذ قال الابن الصغير لأخيه الكبير: شفت فار كبر الفيل، فأجابه معاتباً: أنا قلت لك ستين مليون مرة لا تبالغ.

1855

| 22 أبريل 2012

التربية في المقام الأول

إذا كان العلم هو جسر عبور رقي الأمم فإن الأخلاق هي المقياس الحقيقي لتقدمها، وكما أن على المعلم واجبات ومسؤوليات يضطلع بها فإن له حقوقا ويأتي في مقدمتها احترامه وتقديره وهو الذي حمل على عاتقه أمانة وأية أمانة، إنها أمانة نقل العلوم والمعارف إلى مستحقيها من الطلبة، وكم يأسى القلب عندما يسمع أن طالباً تطاول على معلم فضلاً عن الإساءة إليه، وإن كانت ولله الحمد لا تشكل ظاهرة بقدر ما تشكل سلوكاً شاذاً وحالات فردية لا تعكس أخلاق الطلبة في هذا البلد المبارك، والذين عرفوا بحبهم للعلم واحترامهم للمعلمين، وإذا كان هناك ثمة تساؤل يجول في خاطرك فهو لماذا؟ لكل قاعدة شواذ لاسيَّما أن القاعدة اتسعت لتستوعب آلاف الطلبة والطالبات وهذا يجب أن يوضع بعين الاعتبار إذ يجب ألا تقاس حالة أو اثنتان أو عشر أو عشرون على أنها ظاهرة، ولكن يجب التوقف هنا والتفكير ملياً، وطرق هذا الجانب والذي بلا ريب يؤرق المجتمع والتربويين على حد سواء، ولست في صدد إبراز المسببات من تطور سريع في مجال التقنية والاتصالات لتقذف هذه الأجهزة ما في جوفها بعد أن اختلطت مصارينها ببعضها البعض، أسودها بأحمرها، بأصفرها ليلقف الطالب الغث والسمين والطالب في نهاية الأمر يتأثر بهذه المسببات سلباً أو إيجاباً، إن اتساع الهوة بين الطالب ووعيه يشكل هاجساً وطنياً أمنياً بكل المقاييس، فهؤلاء هم رجال المستقبل، وبقدر ما تشكل الحالات الشاذة قصوراً في الوعي بقدر ما تتطلب جهدا مضاعفاً وجرعات مكثفة أساسها الأخلاق ومخافة المولى تبارك وتعالى، المسؤولية أصبحت أشبه بالكرة تقذف من ملعب إلى آخر تقع على المدرسة كما هي رغبة ولي الأمر في تمريرها ليتنصل من المسؤولية ويلقي باللائمة على المدرسة في اعوجاج سلوك ابنه في حين أن ولي الأمر يقع عليه جزء بل والجزء الأكبر من المسؤولية، فإذا لم يستطع ولي الأمر كبح جماح التصرفات الصبيانية والسلوكيات الغريبة والتي لا أعلم كيف تسللت في جنح الظلام أو على جناح طائرة لتجنح بالطالب وسلوكه المفضي إلى تصرف يسيء إليه وإلى أهله ومجتمعه، فإن ولي الأمر والحالة تلك يجب أن يترك مساحة للمدرسة وهامش من الحرية لتساعده في هذا المضمار ولا يجب أن يتدخل في دور المدرسة ورؤيتها في تأديب ابنه، وألا يهرع إلى التحامل والتجني قبل التريث والتروي إذ يتعين عليه استقاء المعلومات الدقيقة والموثقة من الأطراف مجتمعة، وكان آباؤنا في السابق يقولون الكلمة المشهورة «لكم اللحم ولنا العظم» لإدراكهم مدى أهمية التربية، فالتربية قبل العلم، بل العامل الفاعل والمساعد في تهيئة المناخ وجسر الطالب لنهله العلوم والمعارف. فإذا لم يجتاز الطالب هذا الجسر فإنه حتماً سيسقط ويسقط الآخرون معه في إحباطات متلازمة وتأنيب للضمير متواتر للمعلم ولولي الأمر جراء إخفاقهم في تقويم سلوك الطالب. ومن نافل القول إن التركيز على النشء وتحديداً المراحل الأولية بغرس القيم والمثل العليا سيكون له أكبر الأثر في تعميق هذه الأطر وتأصيلها في ذهن الطالب انطلاقاً من مبدأ الترغيب كسياق الأمثلة وابتكار أساليب تتجاوز النمطية من التلقين إلى التفعيل والتشويق والحث على الاستقامة والاتزان بأسلوب يتناغم ويتناسب مع عمر الطالب وطاقته الاستيعابية في التفاعل والتمازج مع هذه الأهداف النبيلة، قال الشاعر ملأى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ  إن دور المرشدين والموجهين التربويين هي معالجة هذه الحالات، وفي تقديري بأن المعالجة تكمن في عدم خنق وإرهاق الطلبة بالتعليمات دون إعطائهم الحق الاعتباري في إبداء رأيهم وهذا دور المرشد، فلو تم منح المرشد صلاحيات محددة وألا يكون مرتبطاً بإدارة المدرسة بمعنى أن يكون مستقلاً ومرتبطاً بجهة في الوزارة مباشرة سيكون له الأثر الإيجابي فمن غير المعقول أن تكون المدرسة وإدارتها هي الخصم والحكم في الوقت نفسه ما يشعر الطالب بالغبن في هذه الناحية، ومن ثم تمرير هذا الإيحاء إلى ولي الأمر والذي بطبيعة الحال يتعاطف مع فلذة كبده ليتسع الشق، وهنا يكمن دور المرشد في تضييقه والاستعانة كذلك بخبراء الصحة النفسية بهذا الخصوص ليكون حلقة وصل بين الطالب والمدرسة وولي الأمر وتفعيل التواصل مع أولياء الأمور من الأهمية بمكان لاسيَّما وأن وسائل الاتصال ميسرة إذ يستطيع المرشد في ثوانٍ معدودة الوصول إلى ولي أمر الطالب، وهذا في رأيي من أهم الأسباب المؤدية بإذن الله إلى المعالجة وفق رؤى متكاملة في هذا الصدد ومنح الطالب أيضاً الفرصة وسماع رأيه بكل حيادية وتجرد، من هنا فإننا سنضع المبضع على الجرح ويبقى الجراح ودوره الرئيس في هذه المسألة وهو المرشد بطبيعة الحال، وخير من يقوم بهذه العمليات الحرجة والدقيقة في نظري هم خريجو تخصصات علم النفس، وعلم الاجتماع والتربية، لأنهم درسوا الحالات عن كثب من خلال نهلهم هذه العلوم والتي توليها الدول جل اهتمامها لما لها من مساس مباشر في أمن المجتمع وأمانه وإذا كانت المسؤولية كما شبهتها بالكرة وهي حائرة بين ملعبين فإن وسائل الإعلام المنصفة والموضوعية هي الحكم والحكم يحرص دائماً على خروج المباراة نظيفة بمعزل عن الكروت الصفراء والحمراء، لتخرج المباراة نظيفة وخالية من الكروت، وإن سألتني من سيأخذ الكأس فإني سأجيبك؟ بأن الكرة في ملعب الطلبة، فمتى ما التزموا في تنفيذ خطة المدرب بكل دقة وطبقوها بإتقان والمتمثلة بالالتزام بالأخلاق الحميدة فإن الكأس بلا شك سيكون من نصيبهم.

519

| 17 أبريل 2012

الكتابة باسم مستعار تحت المجهر

تعود الكتابة باسم مستعار لأسباب عدة، لعل أبرزها هو خوف الكاتب من أن يطوله ما لا يسره جراء طرحه، خصوصا إذا كان الطرح يتطرق إلى الجهة التي يعمل بها، من هنا فإن نظرة رؤسائه إليه ستكون مفعمة بالريبة وقد يصاحبها شك في عدم ولائه، ولكي يكون الكاتب منصفا وصادقاً مع نفسه قبل أن يرسل طرحه فانه يتوجب عليه بأن يخاطب رؤساءه بهذا الشأن أو ذاك، وتقتضي الحكمة والأمانة كذلك بألا يتجاوز رؤساءه إذا كان الإصلاح في أمر من الأمور سيتم من الداخل فانه بلا ريب أجدى من أن يضع دائرته في موقف هي حتما لا ترغبه، وعندما يصدح صاحب الشأن بما يعتلج في صدره وما يكتنز جوارحه من مآس وآلام وربما غيره لم يستطع الوصول ويؤثر الصمت مكرهاً فإن الصمت ليس بالضرورة علامة الرضاء، ولئن كان الصوت خافتا فإن الله سبحانه وتعالى يقيض له من يوصله ليجلجل في الأركان ويسمعه القاصي والداني، وغالبا ما يتسم الطرح المرسل باسم مستعار بالشفافية والمكاشفة ويكون أكثر جرأة في ملامسة الواقع، وقد يشبع هذا الأمر غريزة الوسيلة الإعلامية بهذا الصدد، بل إن الوسيلة حينما تتفاعل مع الطرح وموضوعيته فإنها تستشعر بذلك دورها الفاعل ونقل الكلمة الصادقة متوخية بذلك الدقة من منطلق التزامها الأدبي في حين أن الوسيلة الإعلامية في قناعتها من الطرح ونشره فإنها بذلك تتجرد من الهيمنة الضبابية والتي ما برحت تحيط ما يدور خلف الكواليس بأسوار الغموض والذي يساهم بشكل أو بآخر في التضليل، وهذا قطعاً لا يتناسب مع سياسة وسائل الإعلام ولا يتوافق مع مبادئها من منطلق التزامها الأدبي والمهني، وبقدر ماتبدي الوسائل المرونة الكاملة إزاء هذا الوضع فإن البعض لا يرى غضاضة في عدم نشر الاسم الصحيح في الطرح في حالة رغبة الكاتب لحساسية موقفه في هذا الجانب وتشير إلى ذلك محققة بذلك التوازن في عدم الإساءة وإلحاق الضرر بالآخرين وتجسد المصلحة الوطنية من خلال السعي للإصلاح وكشف مكامن القصور والخلل والحيلولة دون استفحالها، بل والمساهمة كذلك من خلال التواصل في طرح رؤى مناسبة للمعالجة بعيدا عن المسائل الكيدية، ولاشك أن غالبية وسائل الإعلام لديهم من الخبرة وعمق الرؤية وبعد النظر ما يتيح لهم التمييز في هذا الجانب من واقع خبرتهم وممارستهم في هذا المجال، ويظل السؤال حائرا وهو لماذا الكتابة باسم مستعار؟ ولماذا يظل الانعكاس السلبي مهيمناً؟ ولماذا الخوف من أن تتربص الجهة بهذا الكاتب أو ذاك ومعاقبته ولو معنوياً؟ فهل يبلغ الحقد والغل في قلب المسلم إلى الحد الذي يجرده من أخلاقه الفاضلة، قال حكيم (رحم الله امرءاً أهدى إلى عيوبي) في هذه المقولة تتجلى النفس النقية المفعمة بالرفعة وسمو الأخلاق والإيمان الصادق بعزم وثبات المؤمن فاعتبر الإشارة إلى العيب هدية ودعا لمن أهداه إياه بالرحمة أين نحن من هذه القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة، وهمنا الأول هو الركض خلف المكاسب الآنية الزائلة والتي لن تفتأ أن تتبخر ونلهث خلف سراب يحسبه الظمآن ماءً، ومن يضمر الشر ويتعمد إلحاق الضرر بشخص أراد نقل معاناته إلى حيث تجد الإنصاف فإنه بذلك يجهض سنين التربية التي استقاها من منبع الأخلاق ومن المعين الذي لا ينضب كتاب الله وسنة نبيه، وينطوي هذا التصرف على قصور في الوعي وانعدام للحس ويصيب المثل العليا في مقتل ليتقوقع هو وعمله الشائن وينصهر في بوتقة مزيفة لا تبرح أن تقذف به إلى حيث سولت له نفسه الإمارة بالسوء لينحشر مع الظلمة حينئذ لن يجديه منصب ولا جاه، وإما خسارة الدنيا فإنها بلا ريب تأنيب الضمير وتعنيفه لصاحبه إذا كان هناك ثمة ضمير وإذا لم يتحول إلى ضمير منفصل ويؤثر الابتعاد عن صاحبه ليكون بلا ضمير شأنه في ذلك شأن أي دابة في الأرض لا تعي ولا تدرك، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن انعكاس العمل السيئ على صاحبه يتواكب مع سمعته وذكره فإما أن يدعى له بالتوفيق والنجاح أو يدعى عليه بالويل والثبور، فالطريقان أمامه طريق الخير وطريق الشر، والله سبحانه وتعالى أكرمه ومنحه العقل ليميز ويفصل بين الخبيث والطيب ولا ادري كيف يتم استقاء العنفوان الزائف والشعور المفعم بالمكابرة ونبرة التعالي ولسان الحال يقول ليس هناك ثمة من يخطئ من قال ذلك، إذا كان المسلم يستغفر ربه آلافاً بل ملايين المرات طلبا للمغفرة والرحمة حصانة ولجوءا إلى الخالق البارئ على تجاوز إحدى الجوارح والوقوع في الإثم عن غير قصد، فما بالك في المعاملات بين الناس، ولماذا هذه الحساسية الزائفة تجاه الوضوح والمكاشفة؟ ولماذا لا ترتبط الشفافية بالعمل في ظل وجود صفاء النية والقصد والإخلاص في القول والعمل، إلى متى تظل هواجسنا حبيسة لوساس وأوهام شيطانية لن ترفع من قدرنا بقدر ما تخسف بنا وتجعل من المظلومين ودعائهم سبباً لانتكاساتنا، فحري بمن ائتمنوا على مصالح البلاد والعباد بأن يتقوا الله في معاملاتهم وأن تكون الحكمة هي المقياس في تسييرها (ورأس الحكمة مخافة الله) قبل الوقوف أمام العزيز الجبار يوم تشخص الأبصار وترى الناس سكارى وماهم بسكارى.

507

| 04 أبريل 2012

الهلال الأحمر - الدفاع المدني .. أفسحوا المجال لهؤلاء الرجال

حينما فكر سائقو سيارات الإسعاف في الانخراط في هذه المهنة الإنسانية النبيلة وهم يدركون أن هذه المهنة محفوفة بالمخاطر، والحديث عن هؤلاء الرجال الشرفاء ومهنتهم يتخذ طابعاً إنسانياً بالدرجة الأولى كون هذه المهنة ومهامها مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالحوادث المرورية والحرائق وحالات الغرق والحالات الطبيعية التي تتم بمعزل عن هذه الأسباب، كتفاقم الأمراض أعاذنا الله وإياكم من شرورها. والتعاون في هذا المجال من قبل المواطنين لتيسير عمل هؤلاء مطلب ملح بل وأمرنا ديننا الحنيف بذلك، لأن مساهمتك في بلوغ هؤلاء مقاصدهم بيسر وسهولة من باب التعاون على البر وربما تكون بإذن الله سبباً في إنقاذ نفس من الموت إذ إن الوقت عامل رئيسي ومهم للغاية في هذه المجالات ومن ضمنها أيضاً تسهيل مرور سيارات الدفاع المدني والمرور، وهذا في الواقع يتطلب جهداً جماعياً مؤداه مصلحة الإنسان والحفاظ على حياته، وندائي إلى إخواني السائقين بأن يفسحوا المجال لهؤلاء الرجال فأقول لأخي السائق عندما تسمع صوت الإسعاف فعليك بأن تبادر إلى إتاحة مرورهم بيسر وسهولة، وعلى صعيد ذي صلة فإن تكثيف المعرفة بخصوص الإسعافات الأولية من الأهمية بمكان، ومن المعلوم ما للإسعافات الأولية، من أثر في تخفيف الألم على المصاب، والمساهمة كذلك في عدم تفاقم الجروح، وكيفية إعطاء التنفس الصناعي في حالة الاختناق، وكذلك العمل على تطهير الجروح وتعقيمها بسرعة، ما يساهم بلا ريب في عدم تعرضها للجراثيم المؤذية والتي تجد ملاذا آمناً فيها، وقد تصعب محاربتها عندما تتوغل داخل الجسم، بينما إمكانية عدم دخولها قد تكون متاحة متى ما روعي هذا الجانب. والحروق أيضاً والكريمات التي يجب استعمالها بهذا الصدد. وتجدر الإشارة إلى نقطة من الأهمية بمكان ألا وهي إعطاء التعليمات والإرشادات السليمة في حالة وقوع الحوادث لا قدر الله، إذ تجد البعض -جزاهم الله خيراً ومن منطلق التعاون والتكاتف والشعور الإنساني النبيل- يساهمون في إنقاذ المصاب وهو في داخل السيارة، وتفكيرهم منصبّ في هذه الحالة في إخراج المصاب من السيارة، ربما خوفا من الاحتراق من جراء احتكاك الحديد بعضه ببعض وتسرب البنزين، وقد تكون عملية إخراج المصاب من السيارة بطريقة غير صحيحة سبباً -لا قدر الله- في حصول الإعاقة خصوصا إذا كانت الإصابة بالعمود الفقري لذا فإن للإرشادات بهذا الخصوص دوراً مهماً في الوقاية والحماية كذلك الطريقة المثلى لإيقاف النزيف ريثما يصل المسعفون لعدم فقدان كمية كبيرة من الدم ما يؤثر على أداء الخلايا نتيجة لهذا النقص. طريقة التعامل مع لدغات العقارب والثعابين بحيث يتم ربط الجزء الأعلى لمنع تسرب السم عبر الشرايين إلى موقع القلب حيث موقع الخطر. كيفية التعامل مع هذه الإصابات وفقاً للإرشادات الطبية. ولعلي هنا أسوق اقتراحاً إلى إدارة المرور في إعطاء درس في الإسعافات الأولية وكيفية التعامل الصحيح مع الحالات آنفة الذكر من قبل أخصائيين في هذا المجال، عند استخراج رخصة القيادة بمعنى أن تكون من ضمن الأساسيات في تعلم القيادة والحث أيضاً من خلال النشرات التوعوية على ضرورة حمل حقيبة إسعافات أولية صغيرة في السيارة. ولما كانت الإسعافات الأولية تشكل عاملاً مساعدا في التخفيف من تفاقم الإصابات والاستفادة من الوقت في هذا الجانب، فإن إعطاء الدروس في الإسعافات الأولية والدورات يمكن أن توُجه للمشرفين والمشرفات في المدارس وبالتالي فإن المشرف أو المدرس سينقل ما تعَلمه إلى الطلبة بيسر وسهولة وهكذا نرتقي بالمستوى المعرفي العام إلى الحد الذي يتيح تحقيق الهدف النبيل من هذا الأمر، في حين أن إنشاء قناة فضائية تعني بالحماية والوقاية وتحت مظلة مجلس التعاون الخليجي المبارك ستحقق مردودا إيجابيا على كافة الأصعدة وستضيف الكثير بهذا الصدد فضلا عن توافر الجانب التقني والكادر الإداري لرجال الدفاع المدني ورجال الهلال الأحمر والساهرين على حماية الوطن والمواطنين وهم على مستوى كبير يؤهلهم لبلورة جهودهم ونشاطاتهم في قناة فضائية تعرِّف الناس بمجهوداتهم ويطرحون ما لديهم من إمكانات فنية ورؤى مستقبلية وطرح الإرشادات التوعوية المختلفة على غرار برنامج سلامتك سلامتك، حفظ الله الجميع من كل سوء ومكروه وأن يغنينا عن الإسعافات صغيرها وكبيرها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

498

| 20 مارس 2012

الاتزان إحدي ركائز الحكمة

يشكل الإفراط في تناول المعطيات عطفاً على استقاء المفاهيم بهذا المستوى منعطفاً خطيراً ولا يلبث أن يجهض الأهداف النقية بتلبيس ينحو إلى ترسيخ التوعك الفكري، وحينما تتم محاصرة الرؤية الخلاقة للأسس والأهداف النيرة في زاوية ضيقة فإن في هذا اختزال للأبعاد الإيجابية اللائقة للارتقاء بالنفس لتحلق في سماء الصفاء والنقاء الفكري الملامس للوجدان، ومحور ارتكاز الرقي بالنفس يتمثل في تهذيبها عبر ضخ ينابيع القيم المتدفقة لما فيه خير البشرية وتحقيقا للتوازن من حفظ للأنفس وصيانتها وحمايتها من الانحراف الفكري والسلوكي، وذلك بتفعيل دور العقل الكيس الفطن في طرق السبل المثلى المؤدية لنيل رضا رب البلاد والعباد، بكل خضوع وتأمل في مستوى القدرة في تسيير هذا الكون وتدبيره بدقة متناهية لا يملك المؤمن حيالها إلا التسبيح بحمده وشكره على نعمته، ولا ريب أن من أبرز إفرازات الإفراط ودعائمه الرئيسة، التطرف وينشأ التطرف جراء أحد أمرين، أما الإفراط والمبالغة أو التفريط والمماحكة، وقد يقع الإنسان في التطرف من غير أن يقصد، فنبل المقاصد لا يلغي جوانب التقصير من حيث نيله، فيخيل للمرء طالما أن هدفه نبيل فإن ذلك كفيل بدمج التجاوز ولا يستقيم الوضع في الإطار الصحيح على هذا النحو لأن مسألة البلوغ ستتعثر أمام المحاولات المتكئة على اختلال استغلال الوسائل وهي سلم الوصول للهدف، وبالتالي فإن مسألة الوصول ستكتنفها الصعوبات عطفاً على الشوائب العالقة في الوسائل التي تحد من دور الحكمة في هذا السياق، فلا يمكن أن تشرب ماءً ملوثاً وتطلب الصحة، ولا يمكن أن تطلب رحمة الباري ولم ترحم من أمرك ربي برحمته، فبات الإخلاص في هذه الناحية من أجل الأمور وأجملها، الإخلاص في نيل المراد يتطلب الصبر والثبات وسلامة الإعداد، وكلما زادت حدة التطرف كلما ضاق الحيز وتعسرت منافذ الخروج، وحينما يتم تفعيل التكامل في إدراك المسؤولية على النحو المثالي فإن هذا يحتم على المبلغ نقل العلم والمعرفة بحكمة ودقة، وبالتالي فإن العلاقة بين العبد وخالقه سيحدد أطرها بلاغة الاستقاء واستيعابها بشكل متقن لترسيخ القناعة إزاء هذه المعلومة أو تلك في حين أن المجال الرقابي سينحصر في التوجيه والنصح، كالتعامل مع الشباب المفعم بالحماس ليكون استشعار المسؤولية هو المقياس وجسر العبور نحو تأصيل المعاني القيمة ليتناقلها الأجيال وفق أسس راسخة، ويشكل العمق في الأدلة محوراً رئيساً لتؤدي الثقة دورها في تنمية التفاعل الحسي سواء كان من حيث الترابط أو من خلال الاحتياج الفعلي للمحاكاة المتزنة مع ما يقره العقل ويطمئن له القلب. والإعجاز في كلام المولى عز وجل الذي ليس كمثله شيء قال عزَّ من قائل مخاطباً نبيه: {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ}. وفي نطاق طلبات النفس وإشباعها بالإيمان ليضخ السكينة في القلوب، فإن المعايير المتسقة مع رغبة النفس بهذا الصدد تكمن في ترجمة القيم النبيلة بدءاً من العدل والمساواة، ووصولاً للمثل العليا التي تحتوي الرحمة، والرأفة، والود، والعطف، وغير ذلك كثير، فأداء الواجبات لم تستثن طرفاً دون آخر ولم تفضل طرفاً دون آخر، كما هي الحقوق المترتبة في سياق بديع مؤثر. ويتصور البعض نتيجة لسوء الفهم أن العلم والتعلم قد يتقاطع مع الورع والتدين، وهذا الالتباس الناجم عن تشويش وارتباك في قراءة المعطيات بحس عميق ووعي حصيف منشؤه المبالغة في التوجس، والخوف غير المبرر من تقلص الحيز أو بالأحرى التأثير. سعة الاطلاع والاستزادة المعرفية تعززان من دفع المسيرة نحو آفاق الإحاطة بمكنونات الفوائد المختلفة. ففي مجال الطب والتداوي بلغت الآفاق المعرفية بهذا الصدد شأواً عالياً في التخفيف من المعاناة والآلام، وهكذا بقية الفروع الأخرى، في حين أن البعض وفي خضم ضعف التصور اللائق، يخالجهم هذا الارتباك والاهتزاز كون هذه العلوم، أو جلها قد صدرت عن بيئة غير مسلمة. وفي هذا قطعاً مجافاة للواقع ومجانبة للصواب، بل إنها تسهم في إضعاف الثقة وهذا أخطر ما في الأمر إن لم يكن الأخطر، فمن المعلوم أن العلوم المختلفة لا يستقر مصدرها، فتنتقل من أمة إلى أخرى، ومن فئة إلى أخرى عطفاً على توافر الأدوات المحفزة لتحصيلها. من هذا المنطلق فإن التحفيز للأخذ بالعلوم وتعلمها والعمل بها من صميم الدعوة والأسس الثابتة لا تتأثر. ودور القيم ترسيخ القناعات بأساليب تنحو إلى سعادة البشر، فإلى جانب شحذ النفوس للاستقرار الوجداني المنبثق من عمق الدلالات الموضحة لهذا الأمر، بيد أن الطلب هنا يتمحور في كيفية التعاطي مع هذه العلوم، وفق سياقات متزنة. فالمشرط قد يستخدم للتطبيب وللتجريح. وتقارب المفهوم الدعوي مع الجانب العلمي، يكمن في تحديد الآثار السلبية للمواد العلمية وتجنبها حفظاً للأمانة وأداء للواجب، والأخذ بالفوائد ومسبباتها، وترك ما دون ذلك. وينبغي التسليم بأن العقل والمنطق يفرضان تطويع العلم لخدمة المبدأ وليس العكس. ولم تهلك الأمم السابقة إلا بتخليها عن القيم الأخلاقية الكفيلة بصيانة عقل الإنسان وحفظ كرامته فإذا طغى الجانب المادي على الجانب الأخلاقي فإن ذلك مدعاة لاستدراج الشرور بسوء تقدير الأمور ولله الأمر من قبل ومن بعد.

972

| 08 مارس 2012

قنوات الاتصال تغني عن ذل السؤال

لاشك أن قنوات الاتصال بين بذل الكريم وعطاء نفسه السخية لمن يستحق من الأهمية بمكان، فكل من يدل على الخير كمن يفعله لذا تجده يسلك الطرق الميسرة السهلة في إطار التعاون على البر، القنوات ولاشك متعددة وسمة أهل الخير في بلد الخير البحث عن مصادر امتداد الشعور الإنساني النبيل ليشمل المحتاجين، ومن ضمن القنوات التي يعول عليها في تقديري المرشدون الطلابيون في المدارس فدور المرشد الطلابي مهم ومؤثر وبإمكان المرشد تجاوز النمطية في الأداء إلى الغوص في الأعماق متى ما أتيحت له الفرصة حينما يسهم في إسعاد أسر الطلبة في حين أن اقترابه من الطلبة بحميمية سيتيح له أداء الدور المثالي الخلاق ويمكنه من رصد وضع الطلبة الاجتماعي بشكل دقيق مفضياً إلى وضوح الرؤية، وبالتالي الإسهام في حل المشكلات والعقبات التي تواجه الطلبة من واقع رفع المستوى المعيشي لأسرهم، ومن أبرز المؤشرات وأهمها التواصل مع أولياء الأمور لاسيَّما وأن وسائل الاتصال باتت أكثر سهولة. وقد ذكر لي صديق أن أحد المرشدين الطلابيين وفي إحدى المرات ظل يراقب طالباً من طلبته وتحديداً في وقت الفسحة فوجده منزوياً في أحد الأركان وأقرانه يهرعون لشراء الساندويتشات والعصائر فيما كان هذا الطالب يندب حظه العاثر ويكاد الهم أن يأكل جزءا من كبده الصغير فكيف بوالديه؟، فسأله عن سبب بقائه وعدم شرائه للساندويتش والعصير، فكانت الإجابة لا تقل حزناً وألماً، أي أنه من عائلة فقيرة وليس لديه مصروف كما لدى أقرانه، من هذا المنطلق فإني أود أن أسوق اقتراحاً للمعنيين بالشؤون الاجتماعية لاسيَّما الجمعيات الخيرية، بأن يتم استقاء تقارير من المرشدين الطلابيين عن حالات الطلبة المحتاجين من خلال القنوات التعليمية، وعلى ضوئها يتم تقديم إعانات لهذه الأسر التي لا تسأل الناس إلحافاً إذ إن الإحساس بالآخرين يشكل ذروة الصدق في المشاعر النبيلة الداعمة لكل عمل خير على نحو يجسد علو الهمة بنيل رضا المولى عز وجل، وعندما يقتحم الفقر المنازل سواء أتى على حين غرة أو صاحب الفقير البائس، فإن المولى جلت قدرته يقيض لهذا الضعيف من يجبر كسره، ويشد أزره ويعينه على نوائب الدهر، نعم يقيض اللطيف الخبير لهؤلاء الضعفاء قلوباً رحيمة عطوفة حنونة تنضح بالمحبة والعطاء بلا منة أو عرفان، واحتساب الأجر عند العزيز الرحمن ليثقل الميزان يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً، وفي هذا البلد الطيب المبارك أدام الله عزه ورزقنا شكر نعمه وظلل علينا أمنه وأمانه، تجد من تصل يده الكريمة إلى هؤلاء الضعفاء ويجود بعطائه قبل أن يستقر المال بحسابه، وهذا لعمري نبل الأخلاق وسمو الروح ورقة المشاعر، مؤصلا بذلك روح التكافل في نسق بديع يجسد المعنى المتكامل لصفاء القلب وبُعد النظر إلى زيادة الرصيد في الحساب الثابت المستقر وما عند الله باق قال تعالى: {...الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى* وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى* إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى}، وتتجلى في مواقف الخير هذه وهي ولله الحمد كثيرة، الأبوة الحانية، والأخوة الصادقة، فحينما يشعر المسلم بأنه أسهم في مسح دمعة يتيم فقد أحد والديه أو أسرة فقدت عائلها فإنه بقدر ما يمنح هذه الأسرة الإضاءة ويعيد إليها الابتسامة بقدر ما يضيء الله قلبه الصافي النقي، والألسن تلهج بالدعاء له في جوف الليل، التكافل بين أبناء هذا الوطن سمة بارزة، وتفعيل دوره يكمن في التواصل، ويتطلب منا جميعاً البحث عن هؤلاء والعمل على مساعدتهم كل حسب استطاعته، والمجالات متعددة في هذا النطاق، فإذا كنت لا تملك المال لتعطيهم فإنك تملك القدرة على مد يد العون لهم، سواء بالبحث عن عمل لأولادهم يقيهم ذل السؤال، أو أن تكون حلقة وصل لتنقل معاناتهم إلى من يستطيع أن يعينهم، وهذا بلا ريب نبل السلوك وسمو المشاعر (والدالّ على الخير كفاعله) فالواجب علينا ألا نقف بل نكون وسطاء خير، وأن نفعّل الترابط والتواصل مع هذه الفئة ونساهم بمغادرة الفقر هذا الزائر الشرس إلى غير رجعة.

391

| 02 مارس 2012

الكذب في الميزان

متى ينتهي مسلسل الأرانب؟ يرتبط الكذب بالأرنب تشبيها ولا أدري مدى ارتباط الكذب بالأرنب، والذي حتماً لا يسره هذا الارتباط وفرض عليه قسراً، رغم أنه حيوان وديع وأليف ورشيق بقفزاته الجميلة، وربما كان للقفز نصيب في هذا الارتباط غير السار والذي لا يستطيع فكه أعتى المحامين، صحيح بأنه وباللهجة الدارجة (ما يدري وين ربي حاطه) إلا أن لونه الأبيض أيضاً يوحي بالصدق ويستخدم في غالب التشبيهات، إن انحسار مستوى الثقة بالنفس وغياب الصدق بات يشكل هاجسا مقلقا ويجثم على الصدور كلما اخترقت الوساوس جدار القيم لتوغل في أنهاك المعتقد وتنال من شرف الامتثال لطاعة المولى عز وجل، هذا التراكم الخالي من الأدب والدسم معا يسهم في تشكيل هذه المعضلة الأخلاقية والمتمثلة في الكذب والمبالغة، هاتان الصفتان التي تربطهما علاقة نسب، المبالغة تمهد الطريق للكذب وتستدرجه ليضخ مزيداً من وقوده الذي أتمنى أن ينضب، ولا أعتقد ذلك، في ظل ابتعاد الخلفية الثقافية والموروث الأدبي عن معانقة الإحساس والاكتفاء (بالطبطبة عليه). إن انتفاء حماية الذات وفق تهميش الاعتبار لبناء القيم الصحيحة سيسوق الأسباب التي تتكئ عليها مقومات الهدم المعنوي وبالتالي سيسهل ارتكاب الأخطاء تلو الأخطاء وسينشأ جراء ذلك مشاعر مؤذية كمركب النقص والشعور بالدونية وعدم تحقيق الحد الأدنى من الثقة بالنفس، ومن ثم تبرز العوامل التي من شأنها تمرير هذه (الأرانب) وتسهيل عبورها، واللافت أن حركة التمرير تتباين فهي تكثر تارة وتقل أخرى أي أنها موسمية، ولعل في تكاثر الأرانب وفقاً لتكوينها الجيني سبباً في التسمية (ولله في خلقه شؤون) وأكاد أجزم بأن الكذب والمبالغة لو تم إدراجهما في الإحصاءات فإنك ستجد نسبة مقدرة للاستهلاك لا أكثر، بمعنى أنها مجرد (بهرجة) (وفشخرة) وفي مقابل ذلك تجد نسبة كئيبة يحفها البؤس من كل جانب وتحيط بها أسوار الشر، وهي تنبني على الغش والتدليس والتضليل، وهذه بلا ريب أسوأ أنواع الأرانب إن لم تكن الأسوأ لارتباطها بالضرر ووقوعه على الأشخاص، وإن يكن من أمر فإن الكذب محرم شرعاً، بل جاءت الأحاديث الشريفة الدالة على أهمية الصدق وكيف أنه يهدي إلى البر وإلى الجنة، والتحذير من الكذب لأنه يهدي إلى الفجور، والسؤال هنا لماذا الكذب؟ والكل يدرك بأنه معصية الإجابة تكمن في اهتزاز الثقة بالنفس والسؤال الذي يليه هو من أحدث هذا الاهتزاز وكيف السبيل لردم هذا التصدع الذي ما برحت شقوقه تتسع لتنال من أساسات البناء؟ ففيما يخص تهيئة الاضطراب المعنوي المؤدي لتنامي هذا الاهتزاز فإن الجميع مسؤولون عنه، أي أن المجتمع بأسره مسؤول عنه حيث إن الأساليب لم تأخذ البعد الموضوعي للمعالجة، فنشوء النعرات القبلية يؤدي للكذب، كذب المسؤول يؤدي إلى الكذب، وكذب الأب يؤدي إلى كذب الابن، وكذب المدرس يؤدي للكذب، وحجز القيمة الإنسانية في الشكل دو المحتوى يؤدي إلى الكذب، الواسطة التعيسة تؤدي للكذب، تعطيل الإجراءات يؤدي للكذب وهذا غيض من فيض. مسابح الخيال تٌغرق من لا يتقن السباحة حينما يمزج الكذب بالخيال، أو بالأحرى لا يجيد توظيف الخيال في الإثارة فيختلط الحابل بالنابل وتتنامى التراكمات السلبية في الذهن وبالتالي تنتج الشائعات وقطع غيارها المتوفرة دائما، الكذب مسألة عامة بمعنى أنه موجود في كل أنحاء المعمورة وتتفاوت نسبة تواجده عطفاً على قوة الـتأسيس الثقافي لنقيضه الصدق والذي تحرص الأمم على تحقيق أعلى نسبه منه بمختلف الوسائل لأنها تدرك العائد منه، ولا أعتقد بأن أحداً لم يكذب أو يجرب الكذب ولو على سبيل المزاح إلا من رحم ربي، بيد أن أي كذبة على وجه الأرض تحدث وخزة ولو كانت يسيرة في الضمير، أي أن التأنيب موجود في كل كذبة ومع كل أرنب نط جاب الخط أو ما جابه لا يهم، المهم أن هذه الجزئية المهملة والغائبة عن الرصد والمتابعة والمعالجة تتسع شيئاً فشيئاً، فالجرح الصغير حينما لا يتم علاجه في البداية فإنه يتفاقم ويصعب بعد ذلك علاجه ناهيك عن ارتفاع كلفة علاجه، وقس على ذلك تأنيب الضمير الناجم عن الكذب، فتجد من يكذب الكذبة الأولى يشتد الصراع في داخله ويؤلمه هذا الأمر ويقلقه وفي ظل غياب تعزيز استثمار هذا الشعور بالتذكير والتنبيه فإنه سيستمر بالثانية والثالثة ومن ثم فإن الشعور سيتلاشى ويطغى تبلد الحس، وقد يجره هذا التبلد إلى تطويع الكذب في إلحاق الضرر بالناس حيث الغش والخداع والتدليس ليجدوا بيئة ملائمة للاستيطان، من هنا فإن التركيز على إيقاف تنامي هذا المد المؤذي يكمن في تعزيز الاستشعار ومحاكاة الإحساس بقيمة الصدق بأسلوب يمكن هذه المحاكاة من أداء دورها عبر استئصال هذا الورم والذي ينشأ نتيجة للكذب والتأكيد على هذا الجانب وأن الكذب صفة ذميمة كئيبة وأكبر دليل على ذلك هوتولد الشعور بالذنب لعل وعسى.

1280

| 12 فبراير 2012

التشهير لا يفضي إلى مصلحة

عندما تخترق الخطيئة حائط الصد المعزز بالقيم، وتمعن في استدراج الرغبة لتسهيل عبور المخالفات وتمريرها، وفقا لقياس هش لا تلبث أن تتضح مساوئه، سواء على مرتكب المخالفة وما يعانيه في الداخل، خصوصا الحرب الضروس مع ذاته الرافضة لهذا الإذعان المخزي للخطيئة والمتوافقة مع منطلقاته التي تأسست وفق بيئة تنحو إلى تجريد النفس من مغبة الانسياق خلف الأحاسيس المضللة أو من خلال التبرير المتكئ على الخداع والمواربة، من حيث تطويع المدارك وانتشال المنافع من دائرة الشبهة، عبر تصوير مغالط ينوء بالمفارقات فضلا عن التناقض الذي يستشعره ولا يقره فيكذب هذا الشعور وتصدقه نفسه الأمارة بالسوء، إلا أن مطرقة الواقع لا تهدأ ولا تستكين ويكاد المريب يقول خذوني، وحينما تنكشف الأغطية التي لم تعد قادرة على ستره وفق القياس المضطرب الذي بني على ضوء فرضيات المتهالك وتصورات خاطئة، فإن المعضلة تنتقل من الداخل إلى الخارج حيث المواجهة وتسليط الضوء على مساوئه، ليقف المجتمع ناقدا ناقما على سلوكه وتصرفه، ذلك أنه نسف الخشية من رب العالمين، وتهاون في غفلة صنعتها إرادته الضعيفة والتي لم تكن من القوة بمكان بل أصابها الهوان.والسؤال هنا هل التشهير بالمخالفين يسهم في إصلاحهم؟ وهل في التشهير عبرة وعظة لغيرهم؟ في تقديري أن الفريقين منهم من يطالب بالتشهير ومن يرفض التشهير كلاهما يجد المبررات لسلامة موقفه فمن يطالب بالتشهير حتما سيختار الإجابة عن السؤال الثاني وهو نعم، والفريق الرافض سيختار الإجابة بلا على السؤال الأول، إذن نحتكم إلى القياس المنطقي في هذه الناحية خصوصا المصلحة، لاسيَّما أن ديننا الحنيف أمرنا بالستر لما يترتب على ذلك من عوائد إيجابية تؤثر صلاح النفوس، والستر لا يتقاطع مع تنفيذ العقاب على المخطئ ولو كل مخطئ تم التشهير به لما بقي فرد لم يدخل هذه القائمة إلا من رحم ربي، في حين أن التشهير يسهم في تفريغ العقاب من محتواه وهو بلوغ الإصلاح وبالتالي فإن الهدف منه ربما يجلب نقيضه وهو النقمة والشعور بالانتكاس فضلا عن انعكاس هذا الأمر على أناس ليس لهم يد في هذا التجاوز من أفراد أسرته، والذين سيشعرون بالغبن في هذه الناحية، لانتفاء الإنصاف في حالة التشهير أي أن الإصابة المعنوية التي ستصيب أفراد أسرة المخطئ ليس لها ما يبررها ولا يؤخذ الإنسان بجريرة غيره. من هذا المنطلق تتجلى الحكمة البالغة، بتفعيل الستر كعنصر قيم يتيح المجال للمذنب أن يتوب من فعلته ويطهر نفسه إما بتعويض من أصابهم أو طلب الصفح منهم هذا من جانب ومن جانب آخر فإن شعور المخطئ في حالة التشهير به وفضحه أمام الناس سيغلق حدود العودة إلى رشده واستقامته، أي أن الشعور بالذنب سيتلاشى أمام قسوة التشهير، فإذا كان رب العباد غفارا لمن تاب وأناب فكيف بنا ونحن الضعفاء المعرضون لصنوف الأخطاء في حين أنه في حالة التشهير سيدفع الآخرون ثمنا لذنب لم يرتكبوه، سوى أن فرداً من أفرادها شذ عن الطريق السوي وإقحامهم في هذا الشأن أمر لا يقره العقل والمنطق، إذ ينبغي أن تتم معالجة الأسباب المؤدية للمخالفات، وفق التنوع في الطرح، المفضي إلى تتبع مصدر المخالفة، واستنتاج اللقاح من ذات المصدر، لتقوية الجهاز المناعي وتنشيطه من خلال تفعيل الرقابة الذاتية وتحري الحق وتطبيقه، فمحاربة الفساد تأتي في وأد الفكر العدائي وتحفيز الفكر المتسامح الذي ينشد السكينة والاطمئنان ولكي لا ينتج جراء ذلك أعضاء يستمرئون المخالفة كنوع من التعويض الارتدادي ومعالجة الخطأ بخطأ أشد فداحة. ويشكّل الفساد الإداري إنهاكاً معنوياً ومادياً،.وإذا كان التذكير بمغبة المعاصي على هذا النحو لا يجدي نفعاً على من ألقى السمع وهو شهيد، فإن السبيل إلى قطع دابر هؤلاء الفاسدين المفسدين هو تشديد الدور الرقابي، وعدم التراخي أو التساهل بأكل أموال الناس بالباطل، فضلاً عن إنهاك الاقتصاد وهدر المال العام بصيغ الفجة، ومن ضمن الأطر التي يمكن الاتكاء عليها بهذا الخصوص، الزيارات المفاجئة للمسؤول، فكم تحقق الزيارات آثارا إيجابية، ليس فقط فيما يخص الاهتمام والارتقاء بمستوى الأداء فحسب بل سيسهم في رفع مستوى الإحساس والشعور بالمسؤولية الأدبية إبراءً للذمة، وراحة للضمير.هذا الأسلوب الإداري لا تنحصر إيجابياته على المتلقي فقط، بل على الجميع.إن مسيرة الإصلاح تتطلب جهدا دؤوبا للارتقاء بالمستوى الأخلاقي على نحو يترجم الجهود المخلصة وفي إطار تفعيل القيم النبيلة، الداعمة لكل توجه يصبو إلى خدمة الأمة من خلال التزامها بمبادئها الثابتة والراسخة ويجب ألا ينخفض مستوى هذا الإحساس إذ إن استشراف المعالي برقي الفكر وسمو العزيمة من شأنه ترويض الرغبة وفقاً لتحكيم العقل المتقد لتنصاع وتخضع إلى مفرزة الخطأ والصواب في اختبار لا يقبل أنصاف الحلول، فإما إلى الهاوية وبئس المنقلب، وإما إلى الباقية حيث يجزي الله الصادقين بصدقهم.

747

| 23 يناير 2012

غلاء الأسعار والمعالجة الموضوعية

لأول مرة في حياتي تلسع يدي طماطة اقصد جمرة وفقاً للصندوق الصغير الملتهب الذي يضم بين جنباته الحبات الحمراء التي أصابها إعصار تسونامي الأسعار، ففي حين أن موجات الغلاء وبكل أسف تعرف طريقها جيدا ولا تضل الطريق فإن موجات الرخص هي التي ضلت الطريق بل إنها أصبحت من دون تردد، غير أنّ الملاحظ في الموجة الأخيرة هي القفزة غير المعتادة، فالغلاء نسبياً أمر لا مفر منه قياساً للمؤثرات ووفقاً للقوة الاستهلاكية، وليست الشرائية ولن أخوض في تحليل اقتصادي ينبني على فرضيات قد تخطئ وقد تصيب، وهي على كل حال توقعات في ضوء المعطيات شأنها بذلك شأن الأرصاد الجوية وآمل ألا تكون على غرار نشرة الأحوال الجوية قبل عقدين إذ بالمذيع يقول ويكون الجو غائما جزئيا وستنزل حبيبات صغيرة من المطر إلاّ أنّ المطر نزل وأوشك أن يغرق المدينة وما جاورها، وحينما تحتضن كيسة ليمون أبو زهيرة وتطبطب عليها فإن هذا حتماً لم يأتي من فراغ ولا تستطيع أن تطبق عليه المثل القائل (من تغلي يخلى لو هو بالحيل غالي)، أدرك بأنّ تغيير النمط الاستهلاكي هو أحد الحلول وهو أمر ليس بالأمر الهين لاسيَّما وأن الشهية لا تتعامل مع الحرمان بقياس العقل بل بقياس العاطفة،إلا أن الوعي الاستهلاكي بمفهومه الشامل من شأنه علاج كثير من الأمور، الاتزان في هذه الناحية من الأهمية بمكان وهو أن توائم بين الحاجة ومقدار هذه الحاجة وهذه المسألة تقديرية، وهناك حتماً ما يفيض ولكن بنسبة معقولة، قد تصل إلى الربع كحد أعلى وليس إلى الضعف، ومن النصائح التي قد تفيد فيما يخص الاستهلاك هي عدم اصطحاب الأطفال عند التسوق لأن تفكير الطفل يشبه تفكير رجل صائم في عز الصيف داخل سوبر ماركت، غير أن المعضلة الحقيقية تكمن في الخوف من إطلاق صفة البخل وهي صفة ذميمة لا تسر ولا تسعد بل إنها تصيب المعنويات في مقتل، لاسيَّما إذا أطلقت على الشخص وهو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف فهو بين أمرين، إما أن ينتصر لوعيه وإدراكه ورؤيته الثاقبة للأمور ويمضي في قراره، وهذا الأحرى والأجدر والأصوب، وإما أن ينأى بنفسه عن وجع الرأس وهو بهذه الروح الانهزامية سيؤسس لحالة انفصام لن تفتأ أن تؤرقه خصوصاً نهاية الشهر وهو يصارع الأقساط المختلفة، وفيما تواصل الأسعار التهابها الحاد وقدر لك أن تتوقف في أحد المطاعم لتناول وجبة خفيفة تفاجأ بالفاتورة. فيقف بعض من شعر رأسك لقيمتها المرتفعة وتسأله عن الفاتورة ولماذا الأسعار غالية، فيبادرك بالجواب السريع والجاهز لا تنسى الإيجار والموقع حتى وإن كان (بقلعة وادرين) ولا تقف المشكلة عند هذا الموقع المتواري عن الأنظار ةوالسعر الملتهب بل تتعداه إلى افتقاره أيضاً للنظافة حتى إذا تصارعت مصارينك مع بعضها البعض مصارعة رباعية تبعاً لوضعك البائس وكيف أصبحت فريسة لفراغ الأمانة من محتواها، فإنك حتماً ستهرع إلى أقرب مستوصف ليستقبلك الطبيب ويرمقك من خلف نظارته السميكة ليضع السماعة على بطنك ويمررها على أجزاء جسمك وعيناك لا تغادر عيونه. ليشير بعمل تحليل وبعد إجراء التحاليل اللازمة وغير اللازمة ويصف لك الدواء فتهمّ بالخرج من المستوصف مروراً بطبيعة الحال بالاستقبال ليستقبلك الموظف والابتسامة لا تغادر محياه ليهتز جيبك نتيجة لعاصفة كمبيوترية مدوية ليقف ما بقي من شعر رأسك فتسأل عن سبب هذه القيمة المرتفعة لتجد الإجابة نفسها الإيجار ولا تنسى& nbsp; الموقع حتى وإن كان في أحد الدواعيس وبالكاد يرى، وإذا كان لك موعد مع طبيب أسنان عفواً أقصد (مليونير) فاستعن بالله وتوجه إلى أقرب شركة مقاولات. إذن الكرة في ملعب ملاك العقار وإن كانوا هم الآخرين لا يخفون أنينهم من هذا الغلاء مع أن جزءا من الحل في متناول أيديهم، إذ أن صاحب المستوصف والمطعم والمشغل والمدارس يعزو سبب ارتفاع سعره إلى الإيجار العالي ويرفق معها الكلمة المتداولة دائماً وهي الموقع، المشكلة الحقيقية لا تحتاج إلى مجهر ليتم التعرف عليها وهي في المباني الخالية والتي لم تؤجر بسبب تعنت بعض المُلاك وإصرارهم على فرض سعر معين بمعزل عن عامل العرض والطلب أضف إلى ذلك صعوبة فرض مقاييس دقيقة لتحديد قيمة الإيجار بقدر ما هي تقديرية، أن إبداء قدر من المرونة من لدن ملاك العقار ضرورة حتمية وسيسهم بفاعلية في تحقيق أكبر قدر من التوازن والعائد بطبيعة الحال سيصب في مصلحة الجميع بمن فيهم الملاك أنفسهم لأن الأسعار ستنخفض تباعاً طالما انتفت مبررات ارتفاعها.

422

| 17 يناير 2012

الأمانة رأسمال كل مسؤول مخلص

قيل لتاجر: كم رأسمالك، فقال إني أمين وثقة الناس بي عظيمة، هذا التاجر يدرك معنى الأمانة والعائد الإيجابي ليس فقط في صدقه مع ربه وصدقه مع نفسه فحسب بل إنه يدرك أن السمعة العطرة الطيبة هي التي تدوم حتى بعد مماته حينما يقال ابن فلان إذ تتجلى الصورة الجميلة في الذهن حينما ترافقها كلمة (والنعم) تأكيدا للسيرة العطرة الذي جسدها والده بطيب العمل فالتاجر مسؤول عن تجارته وكيف يكسب ماله وكيف ينفقه، الأمانة قيمة عالية وتتكئ على أسس متينة ومتماسكة من حيث التعاطي والتفاعل والاتصاف بهذه الخصلة الجميلة الرائعة، فهي المقياس للتعامل فضلاً عن تحقيقها التوازن الفكري والنفسي المنبثق من اثر الصدق مع الذات، في تفاعل يجسد هذه القيمة القيّمة لبلوغ آفاق ارحب لتنطلق وثابة تثري الأركان الفسيحة وتفصح عن صدق في العزم وثبات في الحزم وهو يتعامل مع ذاته ويقنن رغباته طبقاً لما هو متاح له أو بالأحرى كما أحل له في تكيف بديع مع المعطيات وما تقتضيه المصلحة، ومن أسوأ ما يمارسه الإنسان حينما يستغل مركزه، أو موقعه في تمرير التجاوزات، متخطياً بذلك حدود الأدب، ومخترقاً الأمانة التي حملها على عاتقه بهذا الصدد في تكريس للأنانية وحب الذات، في حين أن إدراكه بمغبة خيانته للأمانة بلغ صفراً إن لم يكن تحت الصفر وبذلك تتجمد كل المعايير الأخلاقية لشرف المهنة وينحي بالاستقامة جانباً، ضارباً عرض الحائط بكل القيم التي استقاها إبان مراحل التعليم والتدريب بل قد يكون أعجب بها في وقت ما، إلا أن زخرف الحياة الدنيا لم يمهله فاحتواه، وحاصره في زاوية نسج منها البؤس صنوف المخالفات تلو المخالفات، مسقطاً المرحلة الذهبية حين تفتق ذهنه في مرحلة معينة ولامس فيها إدراكه العميق لذة الانتماء للمبدأ ليجهض الإدراك الجميل بمجرد بلوغه مركزاً لم يكن سوى استدراج ليقع في الفخ الذي نصبه الإيحاء المخادع، هذا الصنف من البشر يعاني الأمرين إذ تجده من الداخل يحترق ليقينه بأن ما يعمله مجانب للصواب، وفي الخارج ينعت بالتقصير وعدم تلحفه بالوجاهة الزائفة لعدم توسطه لأقربائه وأصدقائه وهذا بدوره يحيلنا إلى اشكالية التناغم الاجتماعي واتساقه مع الوعي المعرفي للحقوق والواجبات بل للصح والخطأ، فبقدر ما يجسد التكافل الاجتماعي الترابط بين أبناء الأمة الواحدة، بقدر ما يسطر عناوين بارزة ومؤثرة في تمازج بديع، بيد أن هذا قطعاً لا يسوغ الركون إلى الضغط على هذا المسؤول والتوسط في تمرير التجاوز فإما أن يذعن المسؤول لصوت الوجاهة النشاز ويمرر هذا التجاوز مخالفاً بذلك قيمه ومبادئه، وأما أن يشتري العزة والكرامة حينما يرفض هذا الأمر ليقينه بأن البقاء للأصلح والأصلح هو الصحيح، والصحيح هو الإمساك بتلابيب القيمة الباقية حينئذ فإن المطرقة الاجتماعية لن تنفك محاصرة له بكل ما خاب وخسر من أوصاف لا تعدو أن تكون استفزازاً ينخر في صدق العزيمة ويضعف من صلابة الاتزان، من هذا المنطلق فإن البعض يمارس تضييقاً ليس له ما يبرره، فبدلاً من الإشادة بموقفه ي يجد النقد والتجريح (وفلان ما فيه خير) و(فلان ما ينفع أحد) في حين أن هذه الأقاويل تكبل عنفوان النزاهة وصدق الاستقامة، فكيف تقبل النفع من شخص يضر نفسه بالدرجة الأولى، ناهيك عما سيلحقك من هذه المضرة لمجرد الوصول بغض النظر عما يترتب على ذلك من تبعات في إقصاء فج للإنصاف وإعاقة واضحة لتطبيق الأنظمة، وقد تجد شخصاً استفاد من هذه الهفوة وتسلق متسللاً جدار النظام بموجب (فزعة) هذا المسؤول وحينما يدلف إلى إحدى الدوائر لتخليص معاملة له فإن لمح تجاوزاً واضحاً بأن قدم شخص جاء بعده صاح بأعلى صوته (ما فيه نظام) عجباً كيف تطالب بتطبيق النظام وأنت لم تلبث (تزن) على المسؤول في تمرير معاملتك بطريقة غير نظامية، مستميلاً كل المؤثرات الضاغطة من خال وعمة وجدة، هذه الازدواجية المريعة هي سبب المشكلة، وهذا على الأقل تجاوز النظام بمرأى منك إلى الحد الذي أتاح لك أن تصرخ بأعلى صوتك بينما أنت مارست الحالة المخزية في جنح الظلام وبت أشد خطراً منه،(الفزعة) أمر محمود وطيب ولكن لا تكون على حساب الأمانة، بمعنى أن المسؤول النزيه يتمنى أن يدفع من ماله الخاص على أن يقع تحت مطرقة الضمير الموجعة، الإصلاح لا يمكن أن يتم بمعزل من صلاح الفرد وتمسكه بالأخلاق الفاضلة، الفرد الصالح نواة المجتمع الصالح، ولكي نصل إلى هذا المستوى ينبغي أن نكون على قدر كبير من الوعي والإدراك بالكف عن التحريض وتمرير المخالفات من خلال الضغط على المسؤول الذي يرهقه هذا الأمر أدبياً ومعنوياً حينما تفرض عليه التجاوز في أمر ما، أن المسؤول الذي لايرضى عن النقاء بديلاً يدرك بأنه انما يرضي ضميره حينما سطر الاتزان بشجاعة لا تقبل الانحناء للأقاويل، وتوحي بضمير حي يتقد اشعاعاً، وهو ينير الطريق للأجيال تلو الأجيال بان هذه مكارم الأخلاق، مع العلم بأن النظام كفل لكل مستحق حقه وفق ضوابط لا تخلو من معايير منصفة في جميع المجالات فمسيرة الإصلاح لا يمكن أن تؤتي أكلها إذا فقدت الإخلاص مقروناً بالإحساس الصادق في حب الوطن، وثق بان رقي الأمم وتقدمها يكمن في أخلاقها الفاضلة وصلابة موقفها والثبات على المبدأ الذي لن تحيد عنه

707

| 04 يناير 2012

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4557

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

3387

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1350

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1197

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

1095

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1059

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

885

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

852

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

762

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

675

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
كورنيش الدوحة بين ريجيم “راشد” وعيون “مايكل جون” الزرقاء

في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...

627

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النعمة في السر والستر

كيف نحمي فرحنا من الحسد كثيرًا ما نسمع...

615

| 30 سبتمبر 2025

أخبار محلية