رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حتى لا نجعل علاقتنا ثقيلة

أحيانا نتحسر على تلك السنوات الماضية عندما كانت القلوب قبل البيوت مفتوحة للجميع دون أدنى تكلف ولا استعداد عند أي زيارة أو مناسبة، ما علينا إلا أن نتواعد ومن ثم نذهب وفي قمة الفرح لأننا سوف نجتمع مع أناس قد يكون طال البعد عنهم أو افترقنا لفترة أو تشاركهم فرحة ما تسعد الجميع وندخل البيت ونجتمع ونتبادل أطراف الأحاديث الشيقة بعيدا عن أي مواضيع قد تكدر البعض أو تثير الضيق وتقدم في الجلسة القهوة والشاي وبعض الحلويات والمأكولات المعدة في البيت مع الفواكه ونغادر ونحن في أشد حالات السعادة والفرح لقاء من نسعد بهم. ولكن في هذه الأيام التي كثرت فيها المناسبات وتنوعت والتجمعات في مختلف الأوقات وحفلات الزفاف والتخرج ومناسبات دخلت علينا من الغرب وأصبحت أساسية في حياة كل بيت ولم يعد أحد يستغربها كما كانت في البداية بل هناك من يشجعها وخاصة أنها مفيدة اقتصاديا لبعض التجار الذين يستفيدون من تلك الهبات كما تسمى أحيانًا وما يتبعها من فعاليات تهدر عليها الأموال ويتكلف بها البعض التي قد يضطر إلى الاستدانة أحيانًا ناهيك عن تلك المجاملات والزيارات في تلك المناسبات التي يتكلف فيها بشراء الهدايا والورود والحلويات بمبالغ كبيرة ومن ثم تكون نهايتها صناديق القمامة - أعزكم الله -، ونحن لا نلوم أحدا في ذلك فالحياة الآن تتطلب منا كل ذلك ولابد من المجاراة لما يجري واعتباره شيئا أساسيًا في الحياة الحالية. ناهيك أن من لديه مناسبة أو استقبال ما لا شك أنه تكلف الكثير ليبدو في صورة مقبولة من الزوار وذلك من خلال المآدب التي تحوي ما لذَّ وطاب من الطعام بالإضافة إلى ما يقدم من مقبلات ما قبل المأدبة والمشروبات من الشاي والقهوة وما يتبعهما من أنواع العصائر وغيرها. ومما يستغرب منه أن الزوار قد لا يتناولون مما قدم شيئا بحجج كثيرة وتظل المأدبة عامرة لم تمس إلا ما ندر. إن مثل هذه الأمور قد تثقل على النفس وتشعر البعض بالإحراج خاصة أن هناك من يصور المأدبة والهدايا والترتيبات التي قد تتناسب مع ميزانية البعض ويشعر بأنه لم يقدم ما يتناسب مع مناسبته ناهيك عن أن المدعوين أحيانًا يتكلفون فوق طاقتهم وخاصة إذا كانت المناسبات متلاحقة وتحتاج إلى الزيارة والمجاملة وشراء الهدايا والبعض قد ينحرج وهو يدخل على الحفلة وهو لا يحمل هدية أو باقة ورد. لذا علينا أن نعود لتلك البساطة رغم صعوبة ذلك أحيانًا وتجميل علاقتنا بروح المودة والألفة بعيدا عن تلك المجاملات التي أرهقت الجميع وجعلتنا مجتمعا قائما على المباهاة والمظاهر والتصنع أحيانًا، فاليوم لا ينظر للإنسان كفرد منتج عامل على خدمة مجتمعه، بل ينظر إليه من هو وما لديه وما يقدم ويعطي وماذا يملك من متاع الدنيا وما يركب من سيارة وغيرها من الكماليات فلنكن نحن كما نحن وليس كما يريد الناس أن نكون حتى تظل علاقتنا خفيفة.

249

| 19 نوفمبر 2024

يوم الولاء والانتماء

كان يوم الثلاثاء الماضي يوماً مميزاً ضمن أحداث قطر التاريخية يوما تجمع فيه أهل قطر في بوتقة واحدة ليعلن الحب والولاء لهذا الوطن بعد مصادقة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على التعديلات الدستورية ودعوة سموه كافة المواطنين القطريين بكافة أطيافهم للمشاركة في استفتاء عام على تلك التعديلات. كان صباح يوم الثلاثاء عامرا بالنشاط ونحن نرى شباب وفتيات ورجال ونساء قطر وقد توافدوا على لجان الاستفتاء ليدلي كل منهم برأيه في ذلك الاستفتاء الذي يؤكد على الولاء والانتماء إلى هذا الوطن المعطاء، وقد دلت تلك المشاركة الشعبية على مدى التلاحم الوطني بين القيادة الحكيمة والشعب بالإضافة إلى ترسيخ الوحدة الوطنية التي هي مصدر قوة هذا الوطن وقد جاءت هذه التعديلات من نظرة ثاقبة لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لتحقيق المصلحة العليا للدولة والمساواة في الحقوق والواجبات وتعزيز قيم العدل وخاصة أن هذه الرؤية تضع الوحدة الوطنية فوق أي اعتبار. ولقد قال الشعب كلمته وأدلى بصوته في صناديق التصويت منذ الصباح حتى المساء بكل شفافية وحرية دون أدنى ضغط وبكل تنظيم وترتيب من قبل القائمين على عملية الاستفتاء تحت إشراف وزارة الداخلية وبرعاية وزيرها الشاب الواعي سعادة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي أشرف بنفسه على دقة تلك العملية وإتمامها على الوجه الصحيح التي أسفرت عن نتائج مبهرة أكدت ذلك التلاحم والحب والولاء والانتماء لهذا الوطن الذي أعطى لمواطنيه مختلف أنواع الأمن والأمان والرفاهية والاستقرار حيث كانت نتيجة الاستفتاء ٩٠.٦٪؜. إن قرار تعيين أعضاء مجلس الشورى له تأثير إيجابي على المجتمع لكونه يأتي من التأكيد على الوحدة الوطنية وتلاحم المجتمع الداخلي وتعاضده بالإضافة إلى أن هؤلاء الأعضاء سيكونون على أعلى مستوى من العلم والفكر مما يثرى مناقشات المجلس وإبداء الرأي في القضايا المجتمعية التي تطرح عليه وخاصة أنه سيغطى كافة أطياف المجتمع القطري. إن هذا كله يستدعي من كل مواطن قطري مخلص أن يكون تحت إطار المسؤولية ومستواها تجاه وطنه، ويعمل بإخلاص وتفان في أي موقع كان موقنا أن ما يؤديه سيعود على الأجيال القادمة بالخير وما زرعه الاجداد حصده الآباء وما يزرعه الآباء سيحصده الأحفاد، وأن نعمل بروح التعاون وعدم التهاون في أي عمل يؤدي لرفعة الوطن بكل انتماء وولاء وإخلاص، فهذا الوطن هو الأرض التي نأكل من خيرها ونعيش فيه بأمن وأمان وسيادتها خط أحمر ندافع عنها ونفديها بأرواحنا ونتعهد لقيادتنا الحكيمة بالولاء والسمع والطاعة لأنها تدرك المصلحة العامة للوطن ولنا نحن الشعب فلنكن على قدر تلك المسؤولية.

1632

| 10 نوفمبر 2024

إجازة ممتعة وفعاليات مطلوبة

تتزامن إجازة اليوم الوطني مع إجازة منتصف العام الدراسي لهذا العام، وبالطبع ستكون إجازة طويلة نوعا ما وسوف يتمتع الأبناء بهذه الإجازة ولكن لا نريد أن يرتحل المواطن والمقيم إلى الخارج للبحث عن الترفيه عن الأطفال ونحن نجد الحل بيد العديد من الجهات التي لابد أن تتعاون مع بعضها البعض من أجل خلق متعة حقيقية للأطفال في هذه الإجازة وذلك بوضع برامج لهم وفعاليات يستمتع بها الصغار والكبار خاصة في هذه الأجواء الجميلة من السنة. والعبء الأكبر يقع على قطر للسياحة التي أوكلت إليها مهمة نشر الثقافة السياحية وإقامة الفعاليات والأنشطة التي تزيد من السياحة واستقبال السواح من مختلف أنحاء العالم، ونحمد الله عز وجل على أن حبا الله بلادنا بمزايا سياحية تحتاج فقط إلى المزيد من الاهتمام والتنوع. كما أن هناك كتارا للضيافة التي تمتلك العديد من الفنادق والمنتجعات والتي يقع عليه مسؤولية تنوع الفعاليات التي تقدم في هذه الفنادق وعمل عروض تشجيعية للسواح مما يساعد على الجذب والاستمتاع ووضع حد لارتفاع الأسعار خاصة أن أغلب الفنادق تقع على البحر مما يعمل على وجود فعاليات كثيرة تقام هناك. إن إدارة سوق واقف عليها عبء متابعة الأنشطة التي تقام وتنفيذ بعض الفعاليات المشابهة لتلك التي كانت في مونديال ٢٠٢٢ التي شجعت الكثير من السواح للاستمتاع بما كان ماضي هذا السوق وما يحتويه من تراث يعبر عما كان يعيش فيه الأجداد وخاصة أن هذا السوق قد أصبح وجهة سياحية يهفو إليها السائح الذي يريد زيارة قطر لأنه معلم جميل وتراثي. ولا يمكن أن ننسى أيضا المؤسسة القطرية للإعلام التي لابد أن تكون لها المساهمة الكبيرة من خلال برامجها في الإذاعة والتلفزيون وأهمية تنشيط هذه البرامج لتتناسب مع هذه الإجازة والفعاليات التي تقام في هذه الإجازة. وهناك أماكن ومقار كثيرة لإقامة مثل هذه الفعاليات مثل لوسيل بوليفارد ودرب الساعي وسوق واقف ومنطقة ميناء الدوحة والكورنيش بالإضافة المواقع الأثرية مثل الزبارة والعديد والخور والمناطق الشمالية حيث الأجواء الجميلة. وتستطيع الشركات والهيئات الخاصة المتمثلة في القطاع الخاص أن يكون لها مشاركة وحضور ومساهمة فعالة في مثل هذه الفعاليات بالتعاون مع الجهات السابقة التي ذكرناها والمسؤولة عن الأنشطة السياحية وذلك بفعاليات تناسب الأطفال والكبار والتي تعرف السواح بقطر، قطر العادات والتقاليد الجميلة والفنون التراثية كالعرضة ويمكن إنشاء قرية تراثية تبرز أهم تلك العادات والفنون والأطباق الشعبية التي ما زال الكل يتناولها ويقبل عليها. ولا ننسى أن نعمل على ايجاد مرشدين سياحيين في تلك المناطق وخاصة سوق واقف والمناطق الأثرية حتى تساعد السواح على التعرف على تاريخ السوق والحضارات التي عاشت في قطر في العصور الماضية وذلك تحت إشراف قطر للسياحة، إضافة إلى أهمية وجود كتيبات ومطويات فيها معلومات عن قطر والسياحة فيها وإرشادات للسواح تساعدهم على معرفة البلد وحضارتها والاستمتاع بما فيها من معالم.

228

| 03 نوفمبر 2024

المتقاعدون.. ما قدمنا لهم ؟

التقاعد سنة الحياة، فمهما أعطى الإنسان من عمره وحياته وجهده في العمل وأنتج وأبدع،فلابد أن يأتي اليوم الذي يرتاح فيه ويحط رحاله ويغادر العمل سواء حسب العمر أو حاجة العمل،لتحل دماء جديدة في العمل تعطي بروح مختلفة تتناسب مع الوقت والزمن. وهناك العديد من حدث لهم ذلك وكان البيت هو المكان الذي سيرتاحون فيه ويقضون بقية حياتهم من خلاله، ومنهم من استطاع أن يجد له نشاطا يجدد حيويته فيه ويعطي ما يستطيع من انتاج في عمل يحبه أو هواية كان يتوق إلى ممارستها وعمله كان يقف حاجزا بينه وبينها.، ومنهم من استكان للراحة والاستقرار في المنزل وجعله نشاطه بين البيت والجلوس في المقاهي والمجالس ومصاحبة الأصدقاء القدامى وملاحقة الأخبار والحكايات ليعود للمنزل ويحكي كل ما رآه لأسرته التي قد تتضرر بشكل بسيط من وجود رب الأسرة بلا عمل حيث يتدخل في شؤون البيت التي لا تناسب ويبحث عن أي شيء قد يراه غير صحيح في المنزل لينتقده أو يصلحه وأحيانا يتدخل في شؤون المطبخ وغيرها لأن يشعر أنه ما زال قادرا على العمل والانتاج. وبالطبع أن مثل ذلك المتقاعد يحتاج إلى إيجاد ما يشغله ويقضي على وقت الفراغ الهائل لديه وخاصة أن البعض قد تقاعد وهو في الستين وهذا العمر يكون الرجل او المرأة في قمة النشاط والحيوية وبالأخص من كان يعمل في مجال ديناميكي وحركي وفكري وهؤلاء لابد أن نلتفت إليهم ونوليهم الرعاية والاهتمام ونقدم لهم فرص عمل متاحة بين فترة وأخرى يمارس فيه خبراته وقدراته التي يمكن أن ينقلها لمن شغلوا مكانه من قبل، كما يمكن أن يتاح لهم فرصة للعمل في قطاعات معينة يستطيعون من خلالها استثمار قدراتهم وخبراتهم فيها وتعليم الجيل الجديد أساسيات العمل وبذلك نشعرهم أنهم ما زالوا بصحة وعافية بعيدا عن الهموم والركود. والحمد لله أن دولتنا العزيز منحت هؤلاء المتقاعدين بطاقة تخفيضات في كل الخدمات التي تؤدي لهم بالإضافة إلى منح الخطوط القطرية تخفيضًا مناسبا على الدرجة السياحية ورجال الأعمال مما يساعدهم على تحمل التكلفة، ولكن للأسف غفلت وزارة الصحة عن أن تمنح تأمينا شاملا للمتقاعدين قد يحتاجون إليه أحيانا سواء في الداخل أو الخارج لأنهم أولى بذلك من غيرهم وهذا ما يحدث في الدول المجاورة وغيرها وبذلك نكافئهم على ذلك الجهد الذي بذلوه بعضهم لسنوات قد تزيد عن أربعين عاما أو أكثر.

771

| 27 أكتوبر 2024

كلنا في قطر أهل

كلمة قالها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بكل صدق ومن القلب (كلنا في قطر أهل)، كلمة تعني الكثير، تعني أننا لا فرق بين مواطن ومقيم، كلنا يد واحدة تعمل وتؤدي دورها في خدمة هذا الوطن المعطاء الذي تحكمه قيادة أخذت على عاتقها أنها ستعمل على راحة ورفاهية شعبها وتعطي كل ذي حق حقه، وتساعد المظلوم والمحتاج، وتمد يد العون للدول الشقيقة والصديقة. كلمة وجهها سموه الكريم من قاعة مجلس الشورى بيت الشعب الذي يستطيع أن يناقش وتطرح فيه مشكلات المجتمع في دور الانعقاد السنوي الثالث والخمسين للمجلس. نعم إنها كلمة كان لها الصدى الكثير والأثر الايجابي في نفوس الشعب الذي شعر أنه واحد بكل المواطنين والمقيمين، خاصة بعد ما تعرض له الوطن من أزمة حاول البعض زعزعة الأمن والاستقرار فيه، ولكن تعاضد أهل قطر كان هو الدرع الذي حمى الوطن وكانت الروح الوطنية واحدة بين المواطنين من شتى الأسر والقبائل، وهذا ما أكد عليه صاحب السمو الأمير المفدى في كلمته (وحدتنا الوطنية مصدر قوتنا بعد التوفيق من الله سبحانه وتعالى، في مواجهة كل التحديات التي مررنا بها، ومن هنا فإن علينا دائما أن نراجع تجاربنا وأن نضع وحدتنا وتماسكنا فوق أي اعتبار).ومن هذا المنطلق يؤكد سموه على أهمية وحدة الشعب والمساواة في المواطنة من حيث الحقوق والواجبات من اجل البعد عن كل ما يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار اللذين ننعم بهما في هذا الوطن التي قد تضر به وتعمل على الفرقة وشيء من التعنصر، وأكد على أن العدل هو الأمر من الله عز وجل به ولا نقبل بغيره وقال سموه (المساواة أمام القانون وفي القانون أساس الدولة الحديثة وأيضا واجب شرعي وأخلاقي ودستوري).لذا فإن كلمته التي جمعت كل من يعيش على هذه الأرض كأهل وفي بيت واحد سوف تترجم من خلال إجراء تعديلات دستورية تعرض للاستفتاء حيث قال سموه (حرصا على أن يشترك جميع المواطنين معنا في بناء صرح الوحدة الوطنية وإقرار المواطنة المتساوية وتعزيزا للمشاركة الشعبية في الشأن العام، سوف تطرح التعديلات الدستورية للاستفتاء الشعبي، وأدعو جميع المواطنين والمواطنات للمشاركة فيه) وهذه الدعوة الصادقة من قائد صدق مع الله وآمن به وأيقن بضرورة جمع اللحمة الوطنية له دليلا قويا على حكمة هذه القيادة في هذا الوطن الغالي وايمانها القوي بأهمية جمع المواطنين ومن يعيش على هذه الأرض على قلب واحد وهدف واحد لحمايتها والدفاع عنها وسنظل بإذن الله تعالى ورعاية قيادتنا الحكيمة (أهل) تجمعنا الكلمة الواحدة ونخشى على بعضنا البعض من أي شر أو ضرر.

1485

| 20 أكتوبر 2024

المعلم والتحديات

كلما جاء يوم المعلم تلوح أمامي صورة لم ولن أنساها، صورة لمعلمة فاضلة بذلت جهودا كبيرة من أجل أن تحقق لبنات قطر أمنيتهن في التعليم وطرقت الأبواب على الأهالي من أجل إقناعهم بقبول تعليم بناتهم وتواصلت مع أولياء الأمور في البلاد من أجل الحصول على الموافقة بفتح مدرسة للبنات استكمالا لما بدأته في بيتها من دراسة لبعض البنات في حفظ القرآن وتعليم بعض حروف وكلمات في اللغة العربية، وكان لها ذلك وافتتحت مدرسة بنات الدوحة الذي كان العموم يطلق عليها (مدرسة آمنة محمود). تلك المعلمة الأولى التي كانت أول من يحضر للمدرسة وآخر من يخرج منها تطمئن على هذه وتستعلم عن تلك، هيبتها كانت تجعل كل من حولها يهابها احتراما لها وتقديرا، وكانت تتعامل مع المعلمات في المدرسة مثل الأم مع بناتها. هكذا كانت المعلمة الأولى (رحمة الله عليها وجزاها الله عن بنات قطر الخير) السيدة آمنة محمود الجيدة. نعم، المعلم سواء كانت ذكرا أو أنثى يقوم بمهمة ويعمل بمهنة تعادل كل المهن، بل إنها أم المهن التي يتخرج منها الذين يعملون في مجالات مختلفة، والمعلم هو من يبدأ مع الإنسان أولى خطواته في التعليم والفهم ويعطيه المعلومات والمعطيات التي تهمه في حياته كلها ويتعامل معه في سنوات حياته كلها حتى يتخرج ويعمل. المعلم يدخل الفصل وهو بالتأكيد يحمل نفسية معينة وخلفية ثقافية وقدرة معينة فيرى الطلاب في زي موحد وسن واحدة ولكنه يدرك أن كل واحد منهم يختلف عن الآخر في اتجاهاته والبيئة واختلاف المستوى الفكري والعقلي، لذا فإنه لابد أن يحاول أن يصل إلى عقولهم ويوصل المعلومات إليهم بحيث يستوعبونها وتحقق نتائجها ويتعامل مع كل واحد حسب قدرته الفكرية بل أحيانا يضطر إلى أن ينزل إلى مستواهم العقلي بشكل يمكنه من توصيل معلوماته. المعلم يقضي تقريبا معظم حياته للمدرسة فهو في الصباح يدرس ويعلم وفي المساء يقيم الطلاب ويتابع قدرتهم على الاستيعاب في البيت. والتحدي الكبير الذي يجده المعلم من الجنسين عندما يكون من معلمي الطلاب الذين يحتاجون إلى قدرة معينة وكفاءة في توصيل المعلومات ممن هم من ذوي الاحتياجات الخاصة أو كما يطلق عليهم الآن (أصحاب الهمم) وكذلك الذين لديهم ظروف خاصة مثل التوحد وضعف التعلم والتشتت التي لم تقصر الدولة بإنشاء مدارس خاصة لهم، وهذا التحدي الذي يعمل على تخريج طلبة كانوا في الماضي أطفالا تخجل أسرهم منهم ليظلوا في طي النسيان دون أدنى تعليم بحيث يمثلون عالة عليها، ومعلم هذه المدارس يبذل قصارى جهده ليؤدي دوره المطلوب منه وتأتي النتيجة كما هو المأمول منها. لا يمكن لأحد منا أن ينكر أن هناك معلما أو معلمة كانوا دافعا قويا لمساعدتهم في اجتياز بعض الصعوبات والتأثير في مستقبلهم ودعم طموحاتهم وظل ذلك المعلم المثل الأعلى الذي يضعه الطالب طول حياته أمام ناظريه. فتحية لكل من كانت له بصمة في تعليم طفل وقدوة له ومثلا يحتذى به، تحية لكل معلم ومعلمة وقائم على إدارة مدرسة ومتابعة طلابها، تحية وإجلال ورحمة واسعة لمن كانت له البصمة الأولى في التعليم في قطر.

492

| 06 أكتوبر 2024

ضحايا ما بعد الطلاق

كثرت حالات الطلاق التي يستغرب منها الجميع سواء كانت قبل الزفاف او بعده وتشعبت أسبابه واختلفت مما حدا بالبعض من الشباب من الجنسين أن يبتعد عن فكرة الزواج أو يؤجلها. ولكن ما بعد الطلاق حيث تكمن تلك المآسي للبعض ممن اتخذ من الطلاق سببا للعناد والانتقام كل من الآخر سواء المرأة أو الرجل خاصة لمن كان لديه أطفال من ذلك الزواج. ترى المرأة تترك اطفالها لزوجها ورعايته ولا تطالبه بشيء فقط من أجل أن تتخلص من حياتها السابقة التي كثيرا ما تصفها (البائسة) أو (التعيسة) أو (كالنار) وتكون الضحية الاطفال الذين ينحرمون من الأم ويتشوقون لحضنها التي حرمتهم منه بعنادها وتكبرها ورغبتها بأن تكون بلا مسؤولية، اعتقادا منها أنها بذلك سوف تجعل طليقها يرتبط بالأطفال ولا تتاح له الفرصة للزواج، وتكون غالبا مخطئة فالرجل يستطيع أن يرتبط بأخرى ويطلب منها رعاية أطفاله وإن لم يحدث ذلك ورفضت الزوجة الجديدة ذلك يترك فلذات كبده عند والدته ويوفر لهم احتياجاتهم المادية ساهيا أن هؤلاء الأطفال احتياجاتهم العاطفية أكثر من احتياجاتهم الأخرى ولكن يظلون في ظروف محرومين من الأم والأب كالأيتام . ومن ناحية أخرى بعد الطلاق تطلب الأم حضانة الأطفال ورعايتهم وتطالب بالنفقة لهم وتوفير السكن المريح لحياة كريمة مع الاتفاق على رؤية الأطفال باوقات معينة كما يتم الاتفاق بين الزوجين وهنا يبدأ بعض الآباء بدافع الضغط على المرأة حين تطالب بالنفقة بالتحايل حتى لا يدفع قيمة النفقة المطلوبة من المحكمة وذلك بالإدعاء أنه في وضع صعب من الديون والقروض من البنوك ولا يتبقى له إلا جزء بسيط ومنه يستطيع دفع نفقة بسيطة حتى لو اضطر إلى الاقتراض لفترة انعقاد المحكمة ومن ثم ارجاع القرض وتظل المرأة تطالب بزيادة النفقة كل حين ووقت ولكن يظل ويستمر التحايل والكذب ! والمؤلم أكثر أن بعض الآباء أو الأمهات يصرون على أن تكون اللقاءات بينهم وبين الأبناء فقط في مركز (وفاق) الاستشارات العائلية سابقا مما يحز في نفس هؤلاء الأطفال الذين قد لا يشبعون من رؤية والدهم أو والدتهم ويظل التمزق والألم داخل نفوسهم حيث لا يتمتعون بحنان وعطف الوالدين وتظل في نفوسهم الحسرة والقهر !! وللأسف بعض الآباء قد لا يلتزمون بالنفقة للأطفال كما الزمتهم المحكمة بل إنهم قد ينقصون منها أحيانًا أو يتأخرون عن دفعها لتتراكم ! معتمدين على أن الأم تعمل ولا بد أنها سوف تنفق من عندها ! للأسف أن البعض يعتبر الطلاق معركة لابد أن ينتصر أحدهما على الآخر بغض النظر عن الخسائر التي تكون في نصيب الطرف الثالث وهم الأطفال. إن الأمر يحتاج إلى شيء من التعقل وتدخل الأطراف المعنية من الأهل والشؤون القانونية لان يحصل كل طرف على حقه وخاصة الأبناء دون أن يتضرر أحد وأن يعمل الوالدان قبل اتخاذ قرار الطلاق التفاهم من أجل مصلحة أبنائهما ويعتبران المرحلة التي مضت مرحلة جميلة شابها شيء من الغبار حتى غشاها ولم تعد تصلح للعيش، وإن الأبناء لا يجب أن يجنوا ما حصدا هما، فهم جيل يحتاج إلى الحب والاحتضان حتى ينشأ نشأة سليمة يقدر بها أن يواجه العالم ومعطيات الحياة اذ قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق).

756

| 29 سبتمبر 2024

شيء من الانتباه من الغفلة !

للأسف نحن في غفلة وسبات في الكثير من أمور حياتنا التي أصبحت عبارة عن ملاقاة يومية لما يبث في ما يسمى التواصل الاجتماعي الذي ألهى الجميع فلم يعد هناك شاب أو فتاة رجل أو امرأة في أعمار مختلفة أو طفل إلا وهي متابع لكل ما يبث خلال تلك الوسائل وأصبحت الأسرة تجتمع ولكن هذا الاجتماع يصبح صامتا لأن الكل لاهٍ مع هاتفه يتنقل من خلاله بين التطبيقات والمواقع والحسابات للاطلاع على ما تبثه تاركين فلذات أكبادهم مع العاملات في المنزل والمربيات يتحملن كل المسؤولية الحياتية، فالأم والأب مشغولان بالعمل والكد من أجل توفير الوسيلة التي توفر لهؤلاء الفلذات أمهر المربيات وأفضل الأطعمة وأجمل وأغلى الملابس وأفخم البيوت المؤثثة والألعاب التي تمتلئ بها الدواليب، يلهو بها الطفل سويعات ثم يلقيها ليحصل على أخرى في اليوم الثاني. وبالتالي يكون هناك الغياب ليس بالبدن ولكن بالعقل فالأبناء تهتم بهم المربية والبيت تنظفه الخادمة ومشاوير الأطفال يهتم بها السائق، فأين الأبناء من هذا كله، هم تائهون بين ما يتعلمه في المدرسة أو الروضة وما يراه أمام عينيه في البيت، فلا يجد أما تحتضنه وتصطحبه من المدرسة ولا أبا يحنو عليه ويبتسم في وجهه وهو على مائدة الطعام، ولا يجد الطفل كليهما وقت الحاجة والرغبة في التحدث والإفضاء عما يعتمل داخل نفسه مما يفعله ويشاهده ويسمعه في المدرسة، فالوالدان وفرا له مدرسة خاصة تقوم بمراجعة دروسه والمذاكرة له بل ومتابعته في المدرسة، والمراهق سواء كان ذكرا أو أنثى لا يجد الصدر الذي يتسع لما يصدر منه من مشاغبات تحتاج إلى الحوار أكثر من الصراخ والضرب ولا تكون هناك آذان صاغية لما يعتمل في نفس ذلك المراهق ويريد أن يبثه لوالديه لتبدأ بعد ذلك المشاكل والخصومات وإلقاء التهم من قبل الوالدين لبعضهما البعض!! نعم أصبحنا غافلين عما يصلح حالنا وحال أبنائنا وخاصة في تنشئتهم على مبادئ الدين والفضائل وخاصة تعليم الصغار الصلاة ومبادئ الدين والأخلاق قبل أن نبدأ في اختيار تلك المدرسة الخاصة والتي تعلم اللغات والمناهج العليا لهم وتتباهى أن (الأولاد في مدارس أجنبية)، ونهمل الجانب الديني الذي أمرنا الله به في تربية الأبناء وتعليمهم لتكون لهم درعا قويا يصدون به كل ما يواجههم من توجهات غربية وغريبة عنا ولا تمت لعاداتنا وتقاليدنا النابعة من الدين الإسلامي بصلة، ولقد اندهشنا كثيرا من بعض الأطفال الذين وصلوا سن العاشرة وهم لا يعلمون من الصلاة شيئا ولا من عاداتنا الجميلة بل أصبح اهتمامهم بتلك الأجهزة التي تبث لهم السم في العسل وتقضي على عقولهم وحواسهم ووقتهم ساعات طوالا، وهناك الكثير من الأمور التي قد تحتاج لكتب ومحاضرات لا تنتهي عما نغفل عنه من أمور حياتنا. إن الأمر يحتاج إلى وقفة متأنية من الوالدين والجلوس مع بعضهما البعض لمناقشة ما يحتاجه هؤلاء الفلذات من اهتمام ومتابعة ورعاية عقلية وروحية قبل أن تكون جسدية ومادية. ولنبدأ بشيء من الانتباه واليقظة من تلك الغفلة والعودة إلى روح الأسرة ومعناها الحقيقي.

1467

| 22 سبتمبر 2024

دورات إرشادية وتوعويّة في المدارس

أيام وتبدأ المدارس ويدخل فلذات أكبادنا سنة دراسية جديدة نأمل من الله عز وجل أن تكون سنة كلها اجتهاد وفائدة ووعي للجميع سواء الاولاد أو البنات. وحاليا الكل في تسابق مع الزمن لاقتناء احتياجات المدارس من محلات القرطاسية والمجمعات والأهل يسارعون في ذلك . الكل يرحب بالتعليم ويحرص كما تحرص الدولة أن لا يكون هناك طفل بلا تعليم ، ويجتهد الأهل في اختيار أفضل المدارس وأرقها بل أكثرها غلاء من أجل حصول أبنائهم على أحسن تعليم . ولكن هناك قبل التعليم التربية.. الكلمة التي اختفت من اسم وزارات التعليم في الدول العربية والتي كانوا يحرصون أن تسبق كلمة التربية كلمة التعليم ، وذلك لإدراكهم إن التربية مقدما دوما على التعليم والأدب قبل العلم . من هنا نقول مع أفضل تعليم وأرقى مدرسة ،علينا أن نحرص على حصول الابناء على الأدب والتحلي بالخلق و التمسك بالقيم بجانب التوعية المجتمعية والأخلاقية و هنا تكمل المدرسة دور الأسرة في التربية وتتواصل معها ليحصل الطالب على المؤمل منه من الأدب وغرس المثل والأخلاق الحميدة في نفوس الطلاب والطالبات . ولا يخفى على أحد ما يحدث الآن في العالم من أمور ومحدثات تحاول تدمير عقول الشباب وتعوديهم على عادات سيئة انتشرت في العالم ومنها الله يكفينا شر تعاطى المخدرات والمسكرات والتي للأسف بدأت تنتشر بين شباب الأمة وتدمر عقولهم وسلوكهم وتقضى على كل ما يمت للأخلاق بصلة وخاصة أن هناك أجندات عالمية هدفها الأول هو القضاء على قوة الشباب المسلم العربي وزرع الهون والخذلان فيه وانغماسه في الملذات والملهيات التي كثرت وسافر إليها الشباب في الخارج ، بل الأمر للأسف وصل إلى جذب الأطفال لمثل هذه السلوكيات ودس السم في السمن من خلال ألعاب إلكترونية وحلويات ،تلك الألعاب التي قد لا يدري عنها الأهل شيئا وهم يشاهدون أطفالهم يلعبونها وهي في الحقيقة تدمرهم وخاصة وقد أصبح لكل فرد في العائلة غرفته المستقلة التي تتوفر فيها كل تلك الأدوات الإلكترونية ناهيك على ما يبث في وسائل التواصل الاجتماعي التي ألهت الصغير والكبير والشاب والمسن ، فلن ترى الآن أحدا لا يشاهد شاشات الهواتف وهو يمشي أو يأكل ،في البيت ،في السوق ،في الشارع . إن ما يحدث لشبابنا الآن شيء مؤلم حقا ، وخاصة في غياب بعض الأهل عنهم وانشغالهم في أمورهم الخاصة ، وانقطاع التواصل بينهم وبين الأهل إلا من خلال الهواتف !! إننا يمكن أن نجنّد كل طاقتنا في المدارس والجامعات في إبعاد هؤلاء الأبناء عن تلك المؤمرة التي يحيكها الغرب تجاه شبابنا من خلال العديد من الرسائل وأهمها المدارس حيث أهمية عمل حملة توعية من خلال دورات إرشادية اجتماعية ودينية تتعاون فيها بعض الجهات مع المدارس حتى تتحقق الفائدة ويحدث الوعي لدى الأبناء مثل وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة ولاننسى وسائل الإعلام سواء المرئية أو المسموعة والمقروءة من خلال برامج ومقالات توعية مع اختيار الأوقات المناسبة وحتى وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تكون أكثر فاعلية وذلك لأنها أكثر تأثير على الشباب بالإضافة إلى التوعية في الشوارع والمجمعات التجارية من خلال الملصقات والمنشورات التي تبث روح البعد عن كل ما يمكن أن يؤثر في سلوكيات هؤلاء الشباب ، ولا يمكن أن نتغافل عن دور الأسرة التي هي الأساس في تنشئة الأجيال وأهمية الحرص على غرس المثل والأخلاق في نفوس أبنائها وأهمية القدوة الحسنة من الأسرة حتى يشعر الطفل بأهمية ما يتعلمه منها . الواجب يحتم شد العزم وبذل الجهد من أجل الحفاظ على شبابنا من الجنسين مما يحاك لهم في الظلام ولا نقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل والله يحفظ شبابنا من كل شر ويحفظ بلادنا من مكر الماكرين .

921

| 25 أغسطس 2024

عندما نعيش الأمن والأمان

ليس دائما الرزق في المال، وعندما نسأل الله عز وجل أن يرزقنا ليس فقط المال بل في كل شيء، والحمد لله في بلادنا الغالية قد رزقنا الله بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى وهذه نوع من الأرزاق وأهمها الأمن والأمان في كل شيء. فالإنسان هو ركيزة التنمية الذي تحرص الدولة على توفير كل الوسائل الممكنة له وهو يمثل الثروة البشرية لأي دولة وهذا ما قامت عليه ركائز رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠ التي تحاول الدولة أن تنفذ استراتيجيتها على أكمل وجه من خلال ما توفره لهذه الثروة من حياة سعيدة من خلال التعليم والصحة والوضع الاجتماعي والاقتصاد الكبير وتوفير كل وسائل الرفاهية، أبناؤنا في مدارسهم وجامعاتهم يتوفر لهم كل المستلزمات والمستوى المطلوب العالي في التعليم، والحرص على أن كل طفل يتعلم في مختلف المدارس سواء الحكومية أو الخاصة أو المتخصصة لحالات معينة حتى لا يظل من يعيش على هذه الأرض بدون تعليم من خلال مناهج تعليم وبرامج تدريب تتناسب مع طموحات وقدرات كل فرد وحسب حاجة سوق العمل سواء في الوقت الحاضر أو المستقبل، مع الحرص على ترسيخ قيم وتقاليد المجتمع والحفاظ على التراث الوطني ناهيك عن تشجيع النشء على الابداع والابتكار. وهذه الثروة تحتاج إلى الرعاية الصحية التي تقوم على نظام بأحدث المعايير تلبية في العالم، وتغطية علاج المواطنين بالمجان في البلاد، وإذا ما استعصى العلاج في الداخل، يوجه المريض للخارج في أفضل مستشفيات العالم وتنفق الدولة المبالغ الكبيرة لحصول المواطن على العلاج والرعاية هناك، وهذا ما شاهدناه بأنفسنا حيث توفر الدولة للمريض العلاج والنفقة اليومية حتى يشعر أنه يعيش في بلاده. وتقوم المكاتب الطبية في السفارات والقنصليات بدور كبير وتحرص على تلقي المواطن العلاج في أحسن المستشفيات وعلى يد أمهر الأطباء، مهما طالت المدة. وإذا ما جئنا إلى الرعاية الاجتماعية فقد شملت كل من يحتاج إليها من أرامل وعجزة ومطلقات وذوي الهمم من الذين لا تستغني عنهم دولتنا ويحصلون على كل حقوقهم في مختلف المجالات. وتستطيع تلك الثروة السكانية الحصول على الأمن والأمان أيضا في سكن متوفر فيه كل وسائل العيش الكريم من خلال أراض ومنازل يسكنها بأقساط مريحة مع أسرة متكاملة بجانب بيئة نظيفة بعيدة عن التلوث وبنية تحتية تخدم الجميع بمرافق ومنشآت أبهرت كل من زار قطر وسار في شوارعها ومجمعاتها وتجول على شواطئها. فالإنسان إذا ما اكتملت له وسائل الراحة التي تأتي من ضمن الأمن والأمان، فلابد أنه سيعمل كل جهده على أن يؤدي ما عليه من واجبات تجاه الوطن الذي أعطاه نعمة يتمناها كل فرد في دول العالم، فالحمد لله على ما أنعم الله علينا بهذا الرزق.

447

| 18 أغسطس 2024

أزمة الهوية لدى المغتربين - 2

عندما تلتقى ببعض العرب والمسلمين في الغرب وبالتحديد من قابلناهم في هيوستن وأمريكا بالذات ترتسم على وجوههم حيرة وشيء من القلق والتفكير العميق، فهم يكدحون طوال النهار حتى الساعة الخامسة عصرا ثم يتوجب عليهم الانتقال لبيوتهم من خلال خطوط المترو ومن ثم يتوجهون لسياراتهم المركونة في مواقف المترو للوصول للمنزل وكل هذا يستغرق أكثر من ساعتين خاصة إذا كان مقر العمل بعيدا عن السكن، ناهيك عما يسكن أنفسهم من القلق على أطفالهم وأبنائهم المراهقين الذين تركوهم في المنزل أو عند المربية المؤقتة، وتجري المرأة العاملة لتؤدي دورها كأم تجهز الطعام وترتب المنزل وتنهي كل أعماله، ولا تكاد تنتهي إلا وقد خارت قواها وداهمها النوم، لتبدأ مع دوامة اليوم التالي. وأكثر ما يربك الأمهات والآباء ما يتعلمه الأبناء في المدارس وما يكتسبونه من عادات تختلف عن عادات العرب والمسلمين بالإضافة إلى التوجهات المختلفة بيننا وبين الغرب، فهؤلاء الأمهات والآباء يحاولون بكل جهد أن يغرسوا في نفوس الأبناء المبادئ الإسلامية والعادات والتقاليد المستمدة منه وعدم محو هويتهم العربية والإسلامية، ولكن يصعب عليهم ذلك لضيق الوقت الذي يقضونه مع أبنائهم، والمحيط الذي يعيش فيه الأبناء طوال الوقت في المدرسة ومع الأصدقاء. وقد اشتكى بعض من نقابلهم من ضيق الوقت وعدم القدرة على التمتع بصحبة الأبناء والجلوس معهم لأن العمل يأخذ جل الوقت، لذا تراهم في شيء من الارتباك والتوتر الواضح على وجوههم. كما أن البعض يعاني من تمرد الأبناء وخروجهم عن طاعة الوالدين والتهرب من المسؤولية والتعلق بما هو موجود من عادات الغرب، لدرجة أن البعض منهم يحلم بالحصول على وظيفة في احدى الدول العربية أو الإسلامية حتى يحافظ على هوية الأبناء. ولقد صدمتنا إحدى الأخوات المسلمات التي تعمل في الفندق أنها لا تنتمي لأي دين ولا تعرف أي شيء عن الأديان السماوية رغم أنها بنت إحدى العائلات العربية المسلمة وجاء أهلها من سنوات إلى أمريكا وولدت فيها، ولكنها لا تعرف أي دين تنتمي إليه اللهم الا أنها تؤمن بأن هناك إلها واحدا فقط! وقد فوجئنا عندما قدمنا لها تهنئة بعيد الأضحى واستغربت لذلك فهو لا تعرف أي شيء عن هذا العيد ولا الحج ولا رمضان!. فقد أصبحت لا هوية تنتمي إليها ولا وطن تعرفه، كل ما تعرفه أنها تعمل لتنفق على أطفالها الذين تركهم والدهم بالطلاق. إن ما يحدث لهؤلاء المغتربين الذين لم يجدوا الأمن والأمان الوظيفي في أوطانهم فتعلقت بحبال واهية سرعان ما تهوي بهم، ولا يدرون إلى أين.

585

| 11 أغسطس 2024

المغتربون بين تحقيق الحلم وحيرة الهوية

من دخول المرء المرحلة التعليمية وتتابعه فيها للوصول للصفوف العليا التي تؤهله لدخول الجامعة التي هي جواز السفر للمستقبل لأنه يحدد مستقبله بما يدرسه ويتعلمه ومن ثم يعمل به لخدمة وطنه ونفع نفسه وتكوين حياته كإنسان ذي مسؤولية في المجتمع، وما إن ينهي دراسته الجامعية وخاصة في التخصصات العلمية كالطب والهندسة، يصطدم بالواقع أمامه، لا وظيفة ولا مستقبل وانتظار لما هو حلم أو شيء غامض ويطول الانتظار وتختفي الفرص في الوطن، ويتلاشى حلم الأهل بمن سوف يعمل على مساعدتهم ورفع بعض العبء عنهم. ومن هنا يبدأ التفكير في فرصة أخرى لتحقيق الحلم، فرصة يعلم أنها مؤلمة وصعبة وتحتاج إلى إرادة قوية تتخذ القرار الصحيح، فيبحث عنها ليجدها هنا في دول فتحت أذرعها لاحتضان الكفاءات والقدرات التي أحبطت في وطنها لتكون لهم الحضن البديل الدافئ الذي سيحقق لهم الحلم. وهناك في البلاد البعيدة تفتح الأبواب لهؤلاء الذين فقدوا الأمل بوجود الوظيفة لتحقيق المستقبل، وتتاح لهم العديد من الإمكانيات التي تؤهلهم لاغتنام الفرصة للبحث والإبداع والابتكار، فتتلقفهم المراكز العلمية وتهيئ لهم الإمكانيات وتوفر لهم الوسائل التي تساعدهم ليكونوا متخصصين بارعين، هذا ما شاهدته حيث كنت في مدينة هيوستن الطبية حيث تجد الكفاءات العربية في أغلب التخصصات تعمل بجد وإتقان تحظى بالثقة والتقدير ممن حولها، أطباء وفنيين ومساعدي أطباء ومترجمين للمرضى من دول عربية جارت على الزمن قبل أن يجير عليها، واضطهدت مواطنيها وضيقت عليهم لدرجة أنهم اختاروا الغربة على المعاناة في الوطن. تفتخر هنا في هيوستن حين ترى تلك الفتاة العربية الطبيبة في أحسن المستشفيات يتهافت عليها المرضى ومتخصصة في أدق التخصصات وذلك الطبيب العربي الأستاذ في الجامعة الذي يتدرب على يديه العديد من الطلبة الأجانب ويقف كل واحد منهم احتراما وتقديرا له. لقد حصل هؤلاء على كل الامتيازات وتوفر لهم العيش الكريم والمسكن وكل ما يتمناه الإنسان للحياة ولكن تظل هناك أمور كثيرة تشغلهم وقد تكدر عليهم حياتهم وتجعلهم يعيشون ما يسمى (أزمة الهوية) وخاصة لمن لديه أبناء سواء الذكور أو الإناث الذين يتعلمون في المدارس الأجنبية ويتعاملون مع زملائهم من مختلف الأجناس والأديان والمعتقدات ويعودون لبيوتهم ليجدوا معتقدات مختلفة، فهؤلاء تائهون بين هوية الوطن الذي يعيشون فيه وهوية الوطن الذي تركه والداهم، وبالتالي تحدث تلك الأزمة وذاك الخوف في نفوس هؤلاء الذين تغربوا في هذه الديار، فمن يستطيع أن يوازن بين ما هو فيه وما كان من قبل وما سيكون في المستقبل. وهذه الأزمة تحتاج إلى مقال آخر نأمل أن نستفيض فيه

441

| 04 أغسطس 2024

alsharq
سابقة قضائية قطرية في الذكاء الاصطناعي

بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...

2592

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

1920

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1548

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1536

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1149

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1143

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

783

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
المجتمع بين التراحم والتعاقد

يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...

618

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

600

| 05 ديسمبر 2025

543

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
التوافد الجماهيري.. والمحافظة على السلوكيات

كل دولة تمتلك من العادات والقواعد الخاصة بها...

510

| 30 نوفمبر 2025

أخبار محلية