رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إجازة ممتعة وفعاليات مطلوبة

تتزامن إجازة اليوم الوطني مع إجازة منتصف العام الدراسي لهذا العام، وبالطبع ستكون إجازة طويلة نوعا ما وسوف يتمتع الأبناء بهذه الإجازة ولكن لا نريد أن يرتحل المواطن والمقيم إلى الخارج للبحث عن الترفيه عن الأطفال ونحن نجد الحل بيد العديد من الجهات التي لابد أن تتعاون مع بعضها البعض من أجل خلق متعة حقيقية للأطفال في هذه الإجازة وذلك بوضع برامج لهم وفعاليات يستمتع بها الصغار والكبار خاصة في هذه الأجواء الجميلة من السنة. والعبء الأكبر يقع على قطر للسياحة التي أوكلت إليها مهمة نشر الثقافة السياحية وإقامة الفعاليات والأنشطة التي تزيد من السياحة واستقبال السواح من مختلف أنحاء العالم، ونحمد الله عز وجل على أن حبا الله بلادنا بمزايا سياحية تحتاج فقط إلى المزيد من الاهتمام والتنوع. كما أن هناك كتارا للضيافة التي تمتلك العديد من الفنادق والمنتجعات والتي يقع عليه مسؤولية تنوع الفعاليات التي تقدم في هذه الفنادق وعمل عروض تشجيعية للسواح مما يساعد على الجذب والاستمتاع ووضع حد لارتفاع الأسعار خاصة أن أغلب الفنادق تقع على البحر مما يعمل على وجود فعاليات كثيرة تقام هناك. إن إدارة سوق واقف عليها عبء متابعة الأنشطة التي تقام وتنفيذ بعض الفعاليات المشابهة لتلك التي كانت في مونديال ٢٠٢٢ التي شجعت الكثير من السواح للاستمتاع بما كان ماضي هذا السوق وما يحتويه من تراث يعبر عما كان يعيش فيه الأجداد وخاصة أن هذا السوق قد أصبح وجهة سياحية يهفو إليها السائح الذي يريد زيارة قطر لأنه معلم جميل وتراثي. ولا يمكن أن ننسى أيضا المؤسسة القطرية للإعلام التي لابد أن تكون لها المساهمة الكبيرة من خلال برامجها في الإذاعة والتلفزيون وأهمية تنشيط هذه البرامج لتتناسب مع هذه الإجازة والفعاليات التي تقام في هذه الإجازة. وهناك أماكن ومقار كثيرة لإقامة مثل هذه الفعاليات مثل لوسيل بوليفارد ودرب الساعي وسوق واقف ومنطقة ميناء الدوحة والكورنيش بالإضافة المواقع الأثرية مثل الزبارة والعديد والخور والمناطق الشمالية حيث الأجواء الجميلة. وتستطيع الشركات والهيئات الخاصة المتمثلة في القطاع الخاص أن يكون لها مشاركة وحضور ومساهمة فعالة في مثل هذه الفعاليات بالتعاون مع الجهات السابقة التي ذكرناها والمسؤولة عن الأنشطة السياحية وذلك بفعاليات تناسب الأطفال والكبار والتي تعرف السواح بقطر، قطر العادات والتقاليد الجميلة والفنون التراثية كالعرضة ويمكن إنشاء قرية تراثية تبرز أهم تلك العادات والفنون والأطباق الشعبية التي ما زال الكل يتناولها ويقبل عليها. ولا ننسى أن نعمل على ايجاد مرشدين سياحيين في تلك المناطق وخاصة سوق واقف والمناطق الأثرية حتى تساعد السواح على التعرف على تاريخ السوق والحضارات التي عاشت في قطر في العصور الماضية وذلك تحت إشراف قطر للسياحة، إضافة إلى أهمية وجود كتيبات ومطويات فيها معلومات عن قطر والسياحة فيها وإرشادات للسواح تساعدهم على معرفة البلد وحضارتها والاستمتاع بما فيها من معالم.

222

| 03 نوفمبر 2024

المتقاعدون.. ما قدمنا لهم ؟

التقاعد سنة الحياة، فمهما أعطى الإنسان من عمره وحياته وجهده في العمل وأنتج وأبدع،فلابد أن يأتي اليوم الذي يرتاح فيه ويحط رحاله ويغادر العمل سواء حسب العمر أو حاجة العمل،لتحل دماء جديدة في العمل تعطي بروح مختلفة تتناسب مع الوقت والزمن. وهناك العديد من حدث لهم ذلك وكان البيت هو المكان الذي سيرتاحون فيه ويقضون بقية حياتهم من خلاله، ومنهم من استطاع أن يجد له نشاطا يجدد حيويته فيه ويعطي ما يستطيع من انتاج في عمل يحبه أو هواية كان يتوق إلى ممارستها وعمله كان يقف حاجزا بينه وبينها.، ومنهم من استكان للراحة والاستقرار في المنزل وجعله نشاطه بين البيت والجلوس في المقاهي والمجالس ومصاحبة الأصدقاء القدامى وملاحقة الأخبار والحكايات ليعود للمنزل ويحكي كل ما رآه لأسرته التي قد تتضرر بشكل بسيط من وجود رب الأسرة بلا عمل حيث يتدخل في شؤون البيت التي لا تناسب ويبحث عن أي شيء قد يراه غير صحيح في المنزل لينتقده أو يصلحه وأحيانا يتدخل في شؤون المطبخ وغيرها لأن يشعر أنه ما زال قادرا على العمل والانتاج. وبالطبع أن مثل ذلك المتقاعد يحتاج إلى إيجاد ما يشغله ويقضي على وقت الفراغ الهائل لديه وخاصة أن البعض قد تقاعد وهو في الستين وهذا العمر يكون الرجل او المرأة في قمة النشاط والحيوية وبالأخص من كان يعمل في مجال ديناميكي وحركي وفكري وهؤلاء لابد أن نلتفت إليهم ونوليهم الرعاية والاهتمام ونقدم لهم فرص عمل متاحة بين فترة وأخرى يمارس فيه خبراته وقدراته التي يمكن أن ينقلها لمن شغلوا مكانه من قبل، كما يمكن أن يتاح لهم فرصة للعمل في قطاعات معينة يستطيعون من خلالها استثمار قدراتهم وخبراتهم فيها وتعليم الجيل الجديد أساسيات العمل وبذلك نشعرهم أنهم ما زالوا بصحة وعافية بعيدا عن الهموم والركود. والحمد لله أن دولتنا العزيز منحت هؤلاء المتقاعدين بطاقة تخفيضات في كل الخدمات التي تؤدي لهم بالإضافة إلى منح الخطوط القطرية تخفيضًا مناسبا على الدرجة السياحية ورجال الأعمال مما يساعدهم على تحمل التكلفة، ولكن للأسف غفلت وزارة الصحة عن أن تمنح تأمينا شاملا للمتقاعدين قد يحتاجون إليه أحيانا سواء في الداخل أو الخارج لأنهم أولى بذلك من غيرهم وهذا ما يحدث في الدول المجاورة وغيرها وبذلك نكافئهم على ذلك الجهد الذي بذلوه بعضهم لسنوات قد تزيد عن أربعين عاما أو أكثر.

762

| 27 أكتوبر 2024

كلنا في قطر أهل

كلمة قالها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بكل صدق ومن القلب (كلنا في قطر أهل)، كلمة تعني الكثير، تعني أننا لا فرق بين مواطن ومقيم، كلنا يد واحدة تعمل وتؤدي دورها في خدمة هذا الوطن المعطاء الذي تحكمه قيادة أخذت على عاتقها أنها ستعمل على راحة ورفاهية شعبها وتعطي كل ذي حق حقه، وتساعد المظلوم والمحتاج، وتمد يد العون للدول الشقيقة والصديقة. كلمة وجهها سموه الكريم من قاعة مجلس الشورى بيت الشعب الذي يستطيع أن يناقش وتطرح فيه مشكلات المجتمع في دور الانعقاد السنوي الثالث والخمسين للمجلس. نعم إنها كلمة كان لها الصدى الكثير والأثر الايجابي في نفوس الشعب الذي شعر أنه واحد بكل المواطنين والمقيمين، خاصة بعد ما تعرض له الوطن من أزمة حاول البعض زعزعة الأمن والاستقرار فيه، ولكن تعاضد أهل قطر كان هو الدرع الذي حمى الوطن وكانت الروح الوطنية واحدة بين المواطنين من شتى الأسر والقبائل، وهذا ما أكد عليه صاحب السمو الأمير المفدى في كلمته (وحدتنا الوطنية مصدر قوتنا بعد التوفيق من الله سبحانه وتعالى، في مواجهة كل التحديات التي مررنا بها، ومن هنا فإن علينا دائما أن نراجع تجاربنا وأن نضع وحدتنا وتماسكنا فوق أي اعتبار).ومن هذا المنطلق يؤكد سموه على أهمية وحدة الشعب والمساواة في المواطنة من حيث الحقوق والواجبات من اجل البعد عن كل ما يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار اللذين ننعم بهما في هذا الوطن التي قد تضر به وتعمل على الفرقة وشيء من التعنصر، وأكد على أن العدل هو الأمر من الله عز وجل به ولا نقبل بغيره وقال سموه (المساواة أمام القانون وفي القانون أساس الدولة الحديثة وأيضا واجب شرعي وأخلاقي ودستوري).لذا فإن كلمته التي جمعت كل من يعيش على هذه الأرض كأهل وفي بيت واحد سوف تترجم من خلال إجراء تعديلات دستورية تعرض للاستفتاء حيث قال سموه (حرصا على أن يشترك جميع المواطنين معنا في بناء صرح الوحدة الوطنية وإقرار المواطنة المتساوية وتعزيزا للمشاركة الشعبية في الشأن العام، سوف تطرح التعديلات الدستورية للاستفتاء الشعبي، وأدعو جميع المواطنين والمواطنات للمشاركة فيه) وهذه الدعوة الصادقة من قائد صدق مع الله وآمن به وأيقن بضرورة جمع اللحمة الوطنية له دليلا قويا على حكمة هذه القيادة في هذا الوطن الغالي وايمانها القوي بأهمية جمع المواطنين ومن يعيش على هذه الأرض على قلب واحد وهدف واحد لحمايتها والدفاع عنها وسنظل بإذن الله تعالى ورعاية قيادتنا الحكيمة (أهل) تجمعنا الكلمة الواحدة ونخشى على بعضنا البعض من أي شر أو ضرر.

1374

| 20 أكتوبر 2024

المعلم والتحديات

كلما جاء يوم المعلم تلوح أمامي صورة لم ولن أنساها، صورة لمعلمة فاضلة بذلت جهودا كبيرة من أجل أن تحقق لبنات قطر أمنيتهن في التعليم وطرقت الأبواب على الأهالي من أجل إقناعهم بقبول تعليم بناتهم وتواصلت مع أولياء الأمور في البلاد من أجل الحصول على الموافقة بفتح مدرسة للبنات استكمالا لما بدأته في بيتها من دراسة لبعض البنات في حفظ القرآن وتعليم بعض حروف وكلمات في اللغة العربية، وكان لها ذلك وافتتحت مدرسة بنات الدوحة الذي كان العموم يطلق عليها (مدرسة آمنة محمود). تلك المعلمة الأولى التي كانت أول من يحضر للمدرسة وآخر من يخرج منها تطمئن على هذه وتستعلم عن تلك، هيبتها كانت تجعل كل من حولها يهابها احتراما لها وتقديرا، وكانت تتعامل مع المعلمات في المدرسة مثل الأم مع بناتها. هكذا كانت المعلمة الأولى (رحمة الله عليها وجزاها الله عن بنات قطر الخير) السيدة آمنة محمود الجيدة. نعم، المعلم سواء كانت ذكرا أو أنثى يقوم بمهمة ويعمل بمهنة تعادل كل المهن، بل إنها أم المهن التي يتخرج منها الذين يعملون في مجالات مختلفة، والمعلم هو من يبدأ مع الإنسان أولى خطواته في التعليم والفهم ويعطيه المعلومات والمعطيات التي تهمه في حياته كلها ويتعامل معه في سنوات حياته كلها حتى يتخرج ويعمل. المعلم يدخل الفصل وهو بالتأكيد يحمل نفسية معينة وخلفية ثقافية وقدرة معينة فيرى الطلاب في زي موحد وسن واحدة ولكنه يدرك أن كل واحد منهم يختلف عن الآخر في اتجاهاته والبيئة واختلاف المستوى الفكري والعقلي، لذا فإنه لابد أن يحاول أن يصل إلى عقولهم ويوصل المعلومات إليهم بحيث يستوعبونها وتحقق نتائجها ويتعامل مع كل واحد حسب قدرته الفكرية بل أحيانا يضطر إلى أن ينزل إلى مستواهم العقلي بشكل يمكنه من توصيل معلوماته. المعلم يقضي تقريبا معظم حياته للمدرسة فهو في الصباح يدرس ويعلم وفي المساء يقيم الطلاب ويتابع قدرتهم على الاستيعاب في البيت. والتحدي الكبير الذي يجده المعلم من الجنسين عندما يكون من معلمي الطلاب الذين يحتاجون إلى قدرة معينة وكفاءة في توصيل المعلومات ممن هم من ذوي الاحتياجات الخاصة أو كما يطلق عليهم الآن (أصحاب الهمم) وكذلك الذين لديهم ظروف خاصة مثل التوحد وضعف التعلم والتشتت التي لم تقصر الدولة بإنشاء مدارس خاصة لهم، وهذا التحدي الذي يعمل على تخريج طلبة كانوا في الماضي أطفالا تخجل أسرهم منهم ليظلوا في طي النسيان دون أدنى تعليم بحيث يمثلون عالة عليها، ومعلم هذه المدارس يبذل قصارى جهده ليؤدي دوره المطلوب منه وتأتي النتيجة كما هو المأمول منها. لا يمكن لأحد منا أن ينكر أن هناك معلما أو معلمة كانوا دافعا قويا لمساعدتهم في اجتياز بعض الصعوبات والتأثير في مستقبلهم ودعم طموحاتهم وظل ذلك المعلم المثل الأعلى الذي يضعه الطالب طول حياته أمام ناظريه. فتحية لكل من كانت له بصمة في تعليم طفل وقدوة له ومثلا يحتذى به، تحية لكل معلم ومعلمة وقائم على إدارة مدرسة ومتابعة طلابها، تحية وإجلال ورحمة واسعة لمن كانت له البصمة الأولى في التعليم في قطر.

486

| 06 أكتوبر 2024

ضحايا ما بعد الطلاق

كثرت حالات الطلاق التي يستغرب منها الجميع سواء كانت قبل الزفاف او بعده وتشعبت أسبابه واختلفت مما حدا بالبعض من الشباب من الجنسين أن يبتعد عن فكرة الزواج أو يؤجلها. ولكن ما بعد الطلاق حيث تكمن تلك المآسي للبعض ممن اتخذ من الطلاق سببا للعناد والانتقام كل من الآخر سواء المرأة أو الرجل خاصة لمن كان لديه أطفال من ذلك الزواج. ترى المرأة تترك اطفالها لزوجها ورعايته ولا تطالبه بشيء فقط من أجل أن تتخلص من حياتها السابقة التي كثيرا ما تصفها (البائسة) أو (التعيسة) أو (كالنار) وتكون الضحية الاطفال الذين ينحرمون من الأم ويتشوقون لحضنها التي حرمتهم منه بعنادها وتكبرها ورغبتها بأن تكون بلا مسؤولية، اعتقادا منها أنها بذلك سوف تجعل طليقها يرتبط بالأطفال ولا تتاح له الفرصة للزواج، وتكون غالبا مخطئة فالرجل يستطيع أن يرتبط بأخرى ويطلب منها رعاية أطفاله وإن لم يحدث ذلك ورفضت الزوجة الجديدة ذلك يترك فلذات كبده عند والدته ويوفر لهم احتياجاتهم المادية ساهيا أن هؤلاء الأطفال احتياجاتهم العاطفية أكثر من احتياجاتهم الأخرى ولكن يظلون في ظروف محرومين من الأم والأب كالأيتام . ومن ناحية أخرى بعد الطلاق تطلب الأم حضانة الأطفال ورعايتهم وتطالب بالنفقة لهم وتوفير السكن المريح لحياة كريمة مع الاتفاق على رؤية الأطفال باوقات معينة كما يتم الاتفاق بين الزوجين وهنا يبدأ بعض الآباء بدافع الضغط على المرأة حين تطالب بالنفقة بالتحايل حتى لا يدفع قيمة النفقة المطلوبة من المحكمة وذلك بالإدعاء أنه في وضع صعب من الديون والقروض من البنوك ولا يتبقى له إلا جزء بسيط ومنه يستطيع دفع نفقة بسيطة حتى لو اضطر إلى الاقتراض لفترة انعقاد المحكمة ومن ثم ارجاع القرض وتظل المرأة تطالب بزيادة النفقة كل حين ووقت ولكن يظل ويستمر التحايل والكذب ! والمؤلم أكثر أن بعض الآباء أو الأمهات يصرون على أن تكون اللقاءات بينهم وبين الأبناء فقط في مركز (وفاق) الاستشارات العائلية سابقا مما يحز في نفس هؤلاء الأطفال الذين قد لا يشبعون من رؤية والدهم أو والدتهم ويظل التمزق والألم داخل نفوسهم حيث لا يتمتعون بحنان وعطف الوالدين وتظل في نفوسهم الحسرة والقهر !! وللأسف بعض الآباء قد لا يلتزمون بالنفقة للأطفال كما الزمتهم المحكمة بل إنهم قد ينقصون منها أحيانًا أو يتأخرون عن دفعها لتتراكم ! معتمدين على أن الأم تعمل ولا بد أنها سوف تنفق من عندها ! للأسف أن البعض يعتبر الطلاق معركة لابد أن ينتصر أحدهما على الآخر بغض النظر عن الخسائر التي تكون في نصيب الطرف الثالث وهم الأطفال. إن الأمر يحتاج إلى شيء من التعقل وتدخل الأطراف المعنية من الأهل والشؤون القانونية لان يحصل كل طرف على حقه وخاصة الأبناء دون أن يتضرر أحد وأن يعمل الوالدان قبل اتخاذ قرار الطلاق التفاهم من أجل مصلحة أبنائهما ويعتبران المرحلة التي مضت مرحلة جميلة شابها شيء من الغبار حتى غشاها ولم تعد تصلح للعيش، وإن الأبناء لا يجب أن يجنوا ما حصدا هما، فهم جيل يحتاج إلى الحب والاحتضان حتى ينشأ نشأة سليمة يقدر بها أن يواجه العالم ومعطيات الحياة اذ قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق).

753

| 29 سبتمبر 2024

شيء من الانتباه من الغفلة !

للأسف نحن في غفلة وسبات في الكثير من أمور حياتنا التي أصبحت عبارة عن ملاقاة يومية لما يبث في ما يسمى التواصل الاجتماعي الذي ألهى الجميع فلم يعد هناك شاب أو فتاة رجل أو امرأة في أعمار مختلفة أو طفل إلا وهي متابع لكل ما يبث خلال تلك الوسائل وأصبحت الأسرة تجتمع ولكن هذا الاجتماع يصبح صامتا لأن الكل لاهٍ مع هاتفه يتنقل من خلاله بين التطبيقات والمواقع والحسابات للاطلاع على ما تبثه تاركين فلذات أكبادهم مع العاملات في المنزل والمربيات يتحملن كل المسؤولية الحياتية، فالأم والأب مشغولان بالعمل والكد من أجل توفير الوسيلة التي توفر لهؤلاء الفلذات أمهر المربيات وأفضل الأطعمة وأجمل وأغلى الملابس وأفخم البيوت المؤثثة والألعاب التي تمتلئ بها الدواليب، يلهو بها الطفل سويعات ثم يلقيها ليحصل على أخرى في اليوم الثاني. وبالتالي يكون هناك الغياب ليس بالبدن ولكن بالعقل فالأبناء تهتم بهم المربية والبيت تنظفه الخادمة ومشاوير الأطفال يهتم بها السائق، فأين الأبناء من هذا كله، هم تائهون بين ما يتعلمه في المدرسة أو الروضة وما يراه أمام عينيه في البيت، فلا يجد أما تحتضنه وتصطحبه من المدرسة ولا أبا يحنو عليه ويبتسم في وجهه وهو على مائدة الطعام، ولا يجد الطفل كليهما وقت الحاجة والرغبة في التحدث والإفضاء عما يعتمل داخل نفسه مما يفعله ويشاهده ويسمعه في المدرسة، فالوالدان وفرا له مدرسة خاصة تقوم بمراجعة دروسه والمذاكرة له بل ومتابعته في المدرسة، والمراهق سواء كان ذكرا أو أنثى لا يجد الصدر الذي يتسع لما يصدر منه من مشاغبات تحتاج إلى الحوار أكثر من الصراخ والضرب ولا تكون هناك آذان صاغية لما يعتمل في نفس ذلك المراهق ويريد أن يبثه لوالديه لتبدأ بعد ذلك المشاكل والخصومات وإلقاء التهم من قبل الوالدين لبعضهما البعض!! نعم أصبحنا غافلين عما يصلح حالنا وحال أبنائنا وخاصة في تنشئتهم على مبادئ الدين والفضائل وخاصة تعليم الصغار الصلاة ومبادئ الدين والأخلاق قبل أن نبدأ في اختيار تلك المدرسة الخاصة والتي تعلم اللغات والمناهج العليا لهم وتتباهى أن (الأولاد في مدارس أجنبية)، ونهمل الجانب الديني الذي أمرنا الله به في تربية الأبناء وتعليمهم لتكون لهم درعا قويا يصدون به كل ما يواجههم من توجهات غربية وغريبة عنا ولا تمت لعاداتنا وتقاليدنا النابعة من الدين الإسلامي بصلة، ولقد اندهشنا كثيرا من بعض الأطفال الذين وصلوا سن العاشرة وهم لا يعلمون من الصلاة شيئا ولا من عاداتنا الجميلة بل أصبح اهتمامهم بتلك الأجهزة التي تبث لهم السم في العسل وتقضي على عقولهم وحواسهم ووقتهم ساعات طوالا، وهناك الكثير من الأمور التي قد تحتاج لكتب ومحاضرات لا تنتهي عما نغفل عنه من أمور حياتنا. إن الأمر يحتاج إلى وقفة متأنية من الوالدين والجلوس مع بعضهما البعض لمناقشة ما يحتاجه هؤلاء الفلذات من اهتمام ومتابعة ورعاية عقلية وروحية قبل أن تكون جسدية ومادية. ولنبدأ بشيء من الانتباه واليقظة من تلك الغفلة والعودة إلى روح الأسرة ومعناها الحقيقي.

1425

| 22 سبتمبر 2024

دورات إرشادية وتوعويّة في المدارس

أيام وتبدأ المدارس ويدخل فلذات أكبادنا سنة دراسية جديدة نأمل من الله عز وجل أن تكون سنة كلها اجتهاد وفائدة ووعي للجميع سواء الاولاد أو البنات. وحاليا الكل في تسابق مع الزمن لاقتناء احتياجات المدارس من محلات القرطاسية والمجمعات والأهل يسارعون في ذلك . الكل يرحب بالتعليم ويحرص كما تحرص الدولة أن لا يكون هناك طفل بلا تعليم ، ويجتهد الأهل في اختيار أفضل المدارس وأرقها بل أكثرها غلاء من أجل حصول أبنائهم على أحسن تعليم . ولكن هناك قبل التعليم التربية.. الكلمة التي اختفت من اسم وزارات التعليم في الدول العربية والتي كانوا يحرصون أن تسبق كلمة التربية كلمة التعليم ، وذلك لإدراكهم إن التربية مقدما دوما على التعليم والأدب قبل العلم . من هنا نقول مع أفضل تعليم وأرقى مدرسة ،علينا أن نحرص على حصول الابناء على الأدب والتحلي بالخلق و التمسك بالقيم بجانب التوعية المجتمعية والأخلاقية و هنا تكمل المدرسة دور الأسرة في التربية وتتواصل معها ليحصل الطالب على المؤمل منه من الأدب وغرس المثل والأخلاق الحميدة في نفوس الطلاب والطالبات . ولا يخفى على أحد ما يحدث الآن في العالم من أمور ومحدثات تحاول تدمير عقول الشباب وتعوديهم على عادات سيئة انتشرت في العالم ومنها الله يكفينا شر تعاطى المخدرات والمسكرات والتي للأسف بدأت تنتشر بين شباب الأمة وتدمر عقولهم وسلوكهم وتقضى على كل ما يمت للأخلاق بصلة وخاصة أن هناك أجندات عالمية هدفها الأول هو القضاء على قوة الشباب المسلم العربي وزرع الهون والخذلان فيه وانغماسه في الملذات والملهيات التي كثرت وسافر إليها الشباب في الخارج ، بل الأمر للأسف وصل إلى جذب الأطفال لمثل هذه السلوكيات ودس السم في السمن من خلال ألعاب إلكترونية وحلويات ،تلك الألعاب التي قد لا يدري عنها الأهل شيئا وهم يشاهدون أطفالهم يلعبونها وهي في الحقيقة تدمرهم وخاصة وقد أصبح لكل فرد في العائلة غرفته المستقلة التي تتوفر فيها كل تلك الأدوات الإلكترونية ناهيك على ما يبث في وسائل التواصل الاجتماعي التي ألهت الصغير والكبير والشاب والمسن ، فلن ترى الآن أحدا لا يشاهد شاشات الهواتف وهو يمشي أو يأكل ،في البيت ،في السوق ،في الشارع . إن ما يحدث لشبابنا الآن شيء مؤلم حقا ، وخاصة في غياب بعض الأهل عنهم وانشغالهم في أمورهم الخاصة ، وانقطاع التواصل بينهم وبين الأهل إلا من خلال الهواتف !! إننا يمكن أن نجنّد كل طاقتنا في المدارس والجامعات في إبعاد هؤلاء الأبناء عن تلك المؤمرة التي يحيكها الغرب تجاه شبابنا من خلال العديد من الرسائل وأهمها المدارس حيث أهمية عمل حملة توعية من خلال دورات إرشادية اجتماعية ودينية تتعاون فيها بعض الجهات مع المدارس حتى تتحقق الفائدة ويحدث الوعي لدى الأبناء مثل وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة ولاننسى وسائل الإعلام سواء المرئية أو المسموعة والمقروءة من خلال برامج ومقالات توعية مع اختيار الأوقات المناسبة وحتى وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تكون أكثر فاعلية وذلك لأنها أكثر تأثير على الشباب بالإضافة إلى التوعية في الشوارع والمجمعات التجارية من خلال الملصقات والمنشورات التي تبث روح البعد عن كل ما يمكن أن يؤثر في سلوكيات هؤلاء الشباب ، ولا يمكن أن نتغافل عن دور الأسرة التي هي الأساس في تنشئة الأجيال وأهمية الحرص على غرس المثل والأخلاق في نفوس أبنائها وأهمية القدوة الحسنة من الأسرة حتى يشعر الطفل بأهمية ما يتعلمه منها . الواجب يحتم شد العزم وبذل الجهد من أجل الحفاظ على شبابنا من الجنسين مما يحاك لهم في الظلام ولا نقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل والله يحفظ شبابنا من كل شر ويحفظ بلادنا من مكر الماكرين .

879

| 25 أغسطس 2024

عندما نعيش الأمن والأمان

ليس دائما الرزق في المال، وعندما نسأل الله عز وجل أن يرزقنا ليس فقط المال بل في كل شيء، والحمد لله في بلادنا الغالية قد رزقنا الله بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى وهذه نوع من الأرزاق وأهمها الأمن والأمان في كل شيء. فالإنسان هو ركيزة التنمية الذي تحرص الدولة على توفير كل الوسائل الممكنة له وهو يمثل الثروة البشرية لأي دولة وهذا ما قامت عليه ركائز رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠ التي تحاول الدولة أن تنفذ استراتيجيتها على أكمل وجه من خلال ما توفره لهذه الثروة من حياة سعيدة من خلال التعليم والصحة والوضع الاجتماعي والاقتصاد الكبير وتوفير كل وسائل الرفاهية، أبناؤنا في مدارسهم وجامعاتهم يتوفر لهم كل المستلزمات والمستوى المطلوب العالي في التعليم، والحرص على أن كل طفل يتعلم في مختلف المدارس سواء الحكومية أو الخاصة أو المتخصصة لحالات معينة حتى لا يظل من يعيش على هذه الأرض بدون تعليم من خلال مناهج تعليم وبرامج تدريب تتناسب مع طموحات وقدرات كل فرد وحسب حاجة سوق العمل سواء في الوقت الحاضر أو المستقبل، مع الحرص على ترسيخ قيم وتقاليد المجتمع والحفاظ على التراث الوطني ناهيك عن تشجيع النشء على الابداع والابتكار. وهذه الثروة تحتاج إلى الرعاية الصحية التي تقوم على نظام بأحدث المعايير تلبية في العالم، وتغطية علاج المواطنين بالمجان في البلاد، وإذا ما استعصى العلاج في الداخل، يوجه المريض للخارج في أفضل مستشفيات العالم وتنفق الدولة المبالغ الكبيرة لحصول المواطن على العلاج والرعاية هناك، وهذا ما شاهدناه بأنفسنا حيث توفر الدولة للمريض العلاج والنفقة اليومية حتى يشعر أنه يعيش في بلاده. وتقوم المكاتب الطبية في السفارات والقنصليات بدور كبير وتحرص على تلقي المواطن العلاج في أحسن المستشفيات وعلى يد أمهر الأطباء، مهما طالت المدة. وإذا ما جئنا إلى الرعاية الاجتماعية فقد شملت كل من يحتاج إليها من أرامل وعجزة ومطلقات وذوي الهمم من الذين لا تستغني عنهم دولتنا ويحصلون على كل حقوقهم في مختلف المجالات. وتستطيع تلك الثروة السكانية الحصول على الأمن والأمان أيضا في سكن متوفر فيه كل وسائل العيش الكريم من خلال أراض ومنازل يسكنها بأقساط مريحة مع أسرة متكاملة بجانب بيئة نظيفة بعيدة عن التلوث وبنية تحتية تخدم الجميع بمرافق ومنشآت أبهرت كل من زار قطر وسار في شوارعها ومجمعاتها وتجول على شواطئها. فالإنسان إذا ما اكتملت له وسائل الراحة التي تأتي من ضمن الأمن والأمان، فلابد أنه سيعمل كل جهده على أن يؤدي ما عليه من واجبات تجاه الوطن الذي أعطاه نعمة يتمناها كل فرد في دول العالم، فالحمد لله على ما أنعم الله علينا بهذا الرزق.

435

| 18 أغسطس 2024

أزمة الهوية لدى المغتربين - 2

عندما تلتقى ببعض العرب والمسلمين في الغرب وبالتحديد من قابلناهم في هيوستن وأمريكا بالذات ترتسم على وجوههم حيرة وشيء من القلق والتفكير العميق، فهم يكدحون طوال النهار حتى الساعة الخامسة عصرا ثم يتوجب عليهم الانتقال لبيوتهم من خلال خطوط المترو ومن ثم يتوجهون لسياراتهم المركونة في مواقف المترو للوصول للمنزل وكل هذا يستغرق أكثر من ساعتين خاصة إذا كان مقر العمل بعيدا عن السكن، ناهيك عما يسكن أنفسهم من القلق على أطفالهم وأبنائهم المراهقين الذين تركوهم في المنزل أو عند المربية المؤقتة، وتجري المرأة العاملة لتؤدي دورها كأم تجهز الطعام وترتب المنزل وتنهي كل أعماله، ولا تكاد تنتهي إلا وقد خارت قواها وداهمها النوم، لتبدأ مع دوامة اليوم التالي. وأكثر ما يربك الأمهات والآباء ما يتعلمه الأبناء في المدارس وما يكتسبونه من عادات تختلف عن عادات العرب والمسلمين بالإضافة إلى التوجهات المختلفة بيننا وبين الغرب، فهؤلاء الأمهات والآباء يحاولون بكل جهد أن يغرسوا في نفوس الأبناء المبادئ الإسلامية والعادات والتقاليد المستمدة منه وعدم محو هويتهم العربية والإسلامية، ولكن يصعب عليهم ذلك لضيق الوقت الذي يقضونه مع أبنائهم، والمحيط الذي يعيش فيه الأبناء طوال الوقت في المدرسة ومع الأصدقاء. وقد اشتكى بعض من نقابلهم من ضيق الوقت وعدم القدرة على التمتع بصحبة الأبناء والجلوس معهم لأن العمل يأخذ جل الوقت، لذا تراهم في شيء من الارتباك والتوتر الواضح على وجوههم. كما أن البعض يعاني من تمرد الأبناء وخروجهم عن طاعة الوالدين والتهرب من المسؤولية والتعلق بما هو موجود من عادات الغرب، لدرجة أن البعض منهم يحلم بالحصول على وظيفة في احدى الدول العربية أو الإسلامية حتى يحافظ على هوية الأبناء. ولقد صدمتنا إحدى الأخوات المسلمات التي تعمل في الفندق أنها لا تنتمي لأي دين ولا تعرف أي شيء عن الأديان السماوية رغم أنها بنت إحدى العائلات العربية المسلمة وجاء أهلها من سنوات إلى أمريكا وولدت فيها، ولكنها لا تعرف أي دين تنتمي إليه اللهم الا أنها تؤمن بأن هناك إلها واحدا فقط! وقد فوجئنا عندما قدمنا لها تهنئة بعيد الأضحى واستغربت لذلك فهو لا تعرف أي شيء عن هذا العيد ولا الحج ولا رمضان!. فقد أصبحت لا هوية تنتمي إليها ولا وطن تعرفه، كل ما تعرفه أنها تعمل لتنفق على أطفالها الذين تركهم والدهم بالطلاق. إن ما يحدث لهؤلاء المغتربين الذين لم يجدوا الأمن والأمان الوظيفي في أوطانهم فتعلقت بحبال واهية سرعان ما تهوي بهم، ولا يدرون إلى أين.

522

| 11 أغسطس 2024

المغتربون بين تحقيق الحلم وحيرة الهوية

من دخول المرء المرحلة التعليمية وتتابعه فيها للوصول للصفوف العليا التي تؤهله لدخول الجامعة التي هي جواز السفر للمستقبل لأنه يحدد مستقبله بما يدرسه ويتعلمه ومن ثم يعمل به لخدمة وطنه ونفع نفسه وتكوين حياته كإنسان ذي مسؤولية في المجتمع، وما إن ينهي دراسته الجامعية وخاصة في التخصصات العلمية كالطب والهندسة، يصطدم بالواقع أمامه، لا وظيفة ولا مستقبل وانتظار لما هو حلم أو شيء غامض ويطول الانتظار وتختفي الفرص في الوطن، ويتلاشى حلم الأهل بمن سوف يعمل على مساعدتهم ورفع بعض العبء عنهم. ومن هنا يبدأ التفكير في فرصة أخرى لتحقيق الحلم، فرصة يعلم أنها مؤلمة وصعبة وتحتاج إلى إرادة قوية تتخذ القرار الصحيح، فيبحث عنها ليجدها هنا في دول فتحت أذرعها لاحتضان الكفاءات والقدرات التي أحبطت في وطنها لتكون لهم الحضن البديل الدافئ الذي سيحقق لهم الحلم. وهناك في البلاد البعيدة تفتح الأبواب لهؤلاء الذين فقدوا الأمل بوجود الوظيفة لتحقيق المستقبل، وتتاح لهم العديد من الإمكانيات التي تؤهلهم لاغتنام الفرصة للبحث والإبداع والابتكار، فتتلقفهم المراكز العلمية وتهيئ لهم الإمكانيات وتوفر لهم الوسائل التي تساعدهم ليكونوا متخصصين بارعين، هذا ما شاهدته حيث كنت في مدينة هيوستن الطبية حيث تجد الكفاءات العربية في أغلب التخصصات تعمل بجد وإتقان تحظى بالثقة والتقدير ممن حولها، أطباء وفنيين ومساعدي أطباء ومترجمين للمرضى من دول عربية جارت على الزمن قبل أن يجير عليها، واضطهدت مواطنيها وضيقت عليهم لدرجة أنهم اختاروا الغربة على المعاناة في الوطن. تفتخر هنا في هيوستن حين ترى تلك الفتاة العربية الطبيبة في أحسن المستشفيات يتهافت عليها المرضى ومتخصصة في أدق التخصصات وذلك الطبيب العربي الأستاذ في الجامعة الذي يتدرب على يديه العديد من الطلبة الأجانب ويقف كل واحد منهم احتراما وتقديرا له. لقد حصل هؤلاء على كل الامتيازات وتوفر لهم العيش الكريم والمسكن وكل ما يتمناه الإنسان للحياة ولكن تظل هناك أمور كثيرة تشغلهم وقد تكدر عليهم حياتهم وتجعلهم يعيشون ما يسمى (أزمة الهوية) وخاصة لمن لديه أبناء سواء الذكور أو الإناث الذين يتعلمون في المدارس الأجنبية ويتعاملون مع زملائهم من مختلف الأجناس والأديان والمعتقدات ويعودون لبيوتهم ليجدوا معتقدات مختلفة، فهؤلاء تائهون بين هوية الوطن الذي يعيشون فيه وهوية الوطن الذي تركه والداهم، وبالتالي تحدث تلك الأزمة وذاك الخوف في نفوس هؤلاء الذين تغربوا في هذه الديار، فمن يستطيع أن يوازن بين ما هو فيه وما كان من قبل وما سيكون في المستقبل. وهذه الأزمة تحتاج إلى مقال آخر نأمل أن نستفيض فيه

432

| 04 أغسطس 2024

بين دماء تهدر وتصفيق يجلل

غريب ما يحدث بيننا شاشات التلفاز أصبحت كل يوم حمراء تخرج منها صرخات الثكالى واليتامى ألما وحسرة وجوعا وعطشا، نساء يستنجدن من حولهم لإنقاذ أطفالهن ورجال خارت قواهم وهم يرون تلك الأشلاء حولهم وذلك الدمار يغطى كل شيء بعد أن كانت هناك بيوت آمنة وضحكات الأطفال تجلجل فيها وأمهات يخبزن خبز التنور الحار مع مناقيش الزعتر والزيتون، فأصبح كل ذلك حلما قد يطول تحقيقه. كل صباح نستقبل بدل زقزقة العصافير وصياح الديك صراخا وعويلا ودماء تنزف وأصوات سيارات الإسعاف تنقل المصابين والشهداء ومذبحة تشهدها غزة ومدن أخرى حولها كانت آمنة مطمئنة بعد قصف من عدو غاشم تحجر قلبه وماتت كل أحاسيس الإنسانية فيه ! أصبحنا نتسمر أمام الشاشة وكأننا نشاهد فيلما تتجسد فيها مناظر الرعب والخوف والألم وكلمات الأمهات وهي تخرج من حناجرهن ( آه آه يمة) نساء لبسن خمارهن استعدادا للشهادة وأطفال كتبوا أسماءهم على أيديهم ليعرفوا بعد موتهم واستشهادهم. كل ذلك يحدث لإخواننا عاشوا وما زالوا يعيشون مأساة الظلم والاحتلال الغاشم والقهر من سنين طويلة، والبعض منا في حفلات ومهرجانات لأغان يرددها مطربون وضعوا نصب أعينهم الربح السريع المريح وتلقتهم أجهزة وشركات تنتفع من ورائهم بأناس تحب الطرب وتهوى الغناء ويشتد بها كل ذلك ليبدأ الرقص وتترنح طربا، شبابا ذكورا وإناثا نسوا حظا مما ذكروا به من تعاليم الدين ومبادىء الأخلاق ليقضوا ساعات من الغفلة والبعد عن كل ما تشهده ساحات القتال في غزة وما حولها. وقد نتساءل ويتساءل معنا البعض لماذا لا نترك هذه الحفلات والمهرجانات لبعد النصر ونضع قيمتها لتكون سندا لمن يعيشون معاناة الحرب وويلاتها ألما وقهرا رغم سعادة الشهادة وترقب الأمل بالنصر. ونعتقد جازمين أن الغالبية من الناس ترفض هذه التفاهات في زمن القهر وتستنكرها، بل البعض لا يترك شاشات التلفاز ويتألم مع المصابين ويبكى على الشهداء ويلج لسانه بالدعاء لهم، فالمصاب كبير ولكن النصر قريب إن شاء الله، وسوف نحتفل ونقيم المهرجانات والحفلات ونشارك فيها احتفالا بالنصر على العدو الذي تجبر وطغى. لنوقف إقامة الحفلات وسماع الأغاني التي قد تسىء أكثر مما تنفع ونكون قلبا وقالبا مع أخوة لنا يواجهون عدوا مجرما تقف وراءه عصابات أكثر منه إجراما، تريد أن تقضى على كل ما يمت للإسلام بصلة وتدمر كل ما هو عربي ومسلم. ولماذا لا نسخر تلك الحفلات للدعم والمساندة وأناشيد التشجيع وتعزيز الصمود وبث روح المقاومة في النفوس والحث على مزيد من التبرعات كما كان يحدث في الماضي وقت الحروب والأزمات ولنكن قلبا واحداً ويدا واحدة مع إخواننا في غزة وفي فلسطين المحتلة كلها.

540

| 22 يوليو 2024

توصيات معهد الأسرة ما لها وما عليها

نسمع للأسف من المتزوجين حديثا بأنهم لا يرغبون في إنجاب أكثر من الطفلين بحجة المسؤولية وتكاليف الحياة وهموم الدراسة بالنسبة للأبناء، ومن ثم نرى الكثير من الأسر يقتصر عدد الأطفال لديهم على اثنين أو ثلاثة وإن زادوا فهم أربعة. إن بلادنا تعمل على زيادة مسيرة التنمية المستدامة والتطور وتحتاج إلى أبنائها وسواعدهم لينهضوا بها، ونعتقد أن أبناء الوطن هم الأولى بذلك، ولكن بالمعدلات التي نراها في عدد سكان قطر الأصليين، فإن الأمر يحتاج إلى وقفة نراجع فيها أنفسنا، ونقرأ توصيات معهد الأسرة الأخيرة لزيادة معدلات الخصوبة وعدد أفراد الأسرة القطرية، وهي بحق توصيات مثمرة وقابلة للتطبيق ومنها منح الموظفة القطرية إجازة أمومة لمدة ٦ أشهر لرعاية طفلها وإعطائه العناية اللازمة حيث نرى الأمهات اللاتي لديهن أطفال رضع في حيرة من أمرهن في كيفية إيجاد البديل عن الأم بعيدا عن المربيات والخدم، وهذا يجعلنا ننتقل إلى التوصية الثانية بإلزام أصحاب العمل بتأمين دار حضانة ممن لديهم ٢٠ موظفة، وهذا ما كنا وما زلنا وطرح الكثير من الكتاب والباحثين أهمية وجود دور الحضانة في أماكن عمل المرأة بحيث تستطيع أن ترعى طفلها في فترة مخصصة وهي تشعر بالأمان وهو بالقرب منها مما يساعدها على زيادة الإنتاج والاجتهاد في عملها. والتوصية الثالثة منح الأب إجازة مدفوعة الأجر لمدة أسبوعين من ولادة الطفل للعمل على مساعدة الأم في رعاية طفلها والعمل على تحمل الرجل مسؤولية مشتركة مع الأم، وهذا ليس انتقاصا من هيبة الرجل لأنه جزء هام في الأسرة وهو عمود المنزل الذي يستند عليه كل أفراد الأسرة ولا غنى عنه في مساعدة أسرته ورعاية طفله والاستمتاع به ومداعبته في أيامه الأولى في الحياة. وتتابعت التوصيات بتسهيل الإجراءات الخاصة بتأمين مساكن للمتزوجين الجدد بحيث يوفر لهم الأمان والاستقرار والحرص على إنجاب أطفال سيكونون نواة لمواطنين صالحين يقومون بخدمة الوطن والمشاركة في التنمية، وهذا الأمر والحمد لله موجود على نطاق جيد من حيث توفير الدولة مساكن للشباب المتزوجين من الإسكان الحكومي والحصول على فرصة لإيجاد مسكن خاص من جانب الدولة بتقديم الأرض مجانا لبناء مسكن للأسرة وقرض، وهنا نقف قليلا، ونطالب بأن تسارع الدولة بإيجاد الأراضي للشباب المتزوج حديثا وتقديم القرض المناسب الذي يعمل على إنجاز المسكن بأسرع وقت، وهنا نقترح أن تعمل الدولة على اختيار أرض مناسبة كما كان الأمر في بداية بناء مساكن لكبار الموظفين في منطقة الدفنة، ومن ثم تخصيص أرض لكل شاب مقبل على الزواج واقتراح تصاميم معينة يختار الشاب ما يناسبه ويمكن أن يعدل عليها حسب اختياره ومناسبتها للأسرة، وبذلك يخفف على الشباب متابعة الحصول على الأرض والقرض واختيار المقاولين الذين كثيرا لا يوفق معهم وقد يقفون حجر عثرة في طريقة إنجازه مسكن العمر. وتتحدث التوصية التالية بإنشاء صندوق يدعم المتزوجين ولمن ينوي الزواج وهذا ما تتكفل به الدولة حاليا من المعونات التي تقدمها للمتزوجين الجدد من مبالغ تساعدهم على إتمام الزواج ولكن وجود ذلك الصندوق الذي يمكن أن يتعاون فيه أصحاب الأعمال والبنوك لخدمة الشباب الذين في حاجة إلى دعم في بداية حياتهم مما يضطرهم للاستدانة من البنوك وتراكم الديون عليهم، وأما التوصية الأخيرة وهي إنشاء صندوق لتنمية الطفل يقدم إعانات شهرية للأطفال، فهذا الصندوق قد يساعد الأسر ذوي الدخل المحدود التي قد تقع في ضائقة مادية وخاصة في كبر عدد أفراد الأسرة وخاصة من الأطفال الذين قد يعجز رب الأسر عن توفير احتياجاتها، وهذا يحتاج إلى دراسة ميدانية لمعرفة الأسر القطرية من ذوي الدخل المحدود حتى يمكن مساعدتها في توفير احتياجات الأطفال أيام المدارس والمناسبات وغيرها. ولا شك أن هذه التوصيات بادرة طيبة من معهد الأسرة لرفع معدل الإنجاب لدى الأسرة القطرية مما يعمل على زيادة القطريين الذين سينهض الوطن بسواعدهم وإخلاصهم في العمل والمشاركة في التنمية. والحمد لله أن رؤية قطر الوطنية تركز في المقام الأول على الإنسان الذي هو مشارك فعال في التنمية من خلال ركائز هامة أهمها التنمية البشرية والتنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والتنمية البيئية والتي تهدف كلها لخدمة الإنسان ورقيه ورفاهيته ولكن لن تكتمل أي تنمية أو تطور إذا لم يكن الإنسان مهيأ لها ومستعدا لمواجهة كل متطلباتها.

843

| 10 يوليو 2024

alsharq
TOT... السلعة الرائجة

كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...

5349

| 06 أكتوبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

4737

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
الإقامة الدائمة: مفتاح قطر لتحقيق نمو مستدام

تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...

4188

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
الذاكرة الرقمية القطرية.. بين الأرشفة والذكاء الاصطناعي

في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها...

1806

| 07 أكتوبر 2025

alsharq
بكم نكون.. ولا نكون إلا بكم

لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة...

1485

| 08 أكتوبر 2025

1308

| 08 أكتوبر 2025

alsharq
حماس ونتنياهو.. معركة الفِخاخ

في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...

1017

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

900

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
هل قوانين العمل الخاصة بالقطريين في القطاعين العام والخاص متوافقة؟

التوطين بحاجة لمراجعة القوانين في القطــــاع الخـــــاص.. هل...

795

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

777

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
لا يستحق منك دقيقة واحدة

المحاولات التي تتكرر؛ بحثا عن نتيجة مُرضية تُسعد...

729

| 07 أكتوبر 2025

alsharq
بين دفء الاجتماع ووحشة الوحدة

الإنسان لم يُخلق ليعيش وحيداً. فمنذ فجر التاريخ،...

720

| 06 أكتوبر 2025

أخبار محلية