رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

نعيمة عبدالوهاب المطاوعة

مساحة إعلانية

مقالات

1467

نعيمة عبدالوهاب المطاوعة

شيء من الانتباه من الغفلة !

22 سبتمبر 2024 , 02:00ص

للأسف نحن في غفلة وسبات في الكثير من أمور حياتنا التي أصبحت عبارة عن ملاقاة يومية لما يبث في ما يسمى التواصل الاجتماعي الذي ألهى الجميع فلم يعد هناك شاب أو فتاة رجل أو امرأة في أعمار مختلفة أو طفل إلا وهي متابع لكل ما يبث خلال تلك الوسائل وأصبحت الأسرة تجتمع ولكن هذا الاجتماع يصبح صامتا لأن الكل لاهٍ مع هاتفه يتنقل من خلاله بين التطبيقات والمواقع والحسابات للاطلاع على ما تبثه تاركين فلذات أكبادهم مع العاملات في المنزل والمربيات يتحملن كل المسؤولية الحياتية، فالأم والأب مشغولان بالعمل والكد من أجل توفير الوسيلة التي توفر لهؤلاء الفلذات أمهر المربيات وأفضل الأطعمة وأجمل وأغلى الملابس وأفخم البيوت المؤثثة والألعاب التي تمتلئ بها الدواليب، يلهو بها الطفل سويعات ثم يلقيها ليحصل على أخرى في اليوم الثاني.

وبالتالي يكون هناك الغياب ليس بالبدن ولكن بالعقل فالأبناء تهتم بهم المربية والبيت تنظفه الخادمة ومشاوير الأطفال يهتم بها السائق، فأين الأبناء من هذا كله، هم تائهون بين ما يتعلمه في المدرسة أو الروضة وما يراه أمام عينيه في البيت، فلا يجد أما تحتضنه وتصطحبه من المدرسة ولا أبا يحنو عليه ويبتسم في وجهه وهو على مائدة الطعام، ولا يجد الطفل كليهما وقت الحاجة والرغبة في التحدث والإفضاء عما يعتمل داخل نفسه مما يفعله ويشاهده ويسمعه في المدرسة، فالوالدان وفرا له مدرسة خاصة تقوم بمراجعة دروسه والمذاكرة له بل ومتابعته في المدرسة، والمراهق سواء كان ذكرا أو أنثى لا يجد الصدر الذي يتسع لما يصدر منه من مشاغبات تحتاج إلى الحوار أكثر من الصراخ والضرب ولا تكون هناك آذان صاغية لما يعتمل في نفس ذلك المراهق ويريد أن يبثه لوالديه لتبدأ بعد ذلك المشاكل والخصومات وإلقاء التهم من قبل الوالدين لبعضهما البعض!!

نعم أصبحنا غافلين عما يصلح حالنا وحال أبنائنا وخاصة في تنشئتهم على مبادئ الدين والفضائل وخاصة تعليم الصغار الصلاة ومبادئ الدين والأخلاق قبل أن نبدأ في اختيار تلك المدرسة الخاصة والتي تعلم اللغات والمناهج العليا لهم وتتباهى أن (الأولاد في مدارس أجنبية)، ونهمل الجانب الديني الذي أمرنا الله به في تربية الأبناء وتعليمهم لتكون لهم درعا قويا يصدون به كل ما يواجههم من توجهات غربية وغريبة عنا ولا تمت لعاداتنا وتقاليدنا النابعة من الدين الإسلامي بصلة، ولقد اندهشنا كثيرا من بعض الأطفال الذين وصلوا سن العاشرة وهم لا يعلمون من الصلاة شيئا ولا من عاداتنا الجميلة بل أصبح اهتمامهم بتلك الأجهزة التي تبث لهم السم في العسل وتقضي على عقولهم وحواسهم ووقتهم ساعات طوالا، وهناك الكثير من الأمور التي قد تحتاج لكتب ومحاضرات لا تنتهي عما نغفل عنه من أمور حياتنا.

إن الأمر يحتاج إلى وقفة متأنية من الوالدين والجلوس مع بعضهما البعض لمناقشة ما يحتاجه هؤلاء الفلذات من اهتمام ومتابعة ورعاية عقلية وروحية قبل أن تكون جسدية ومادية.

ولنبدأ بشيء من الانتباه واليقظة من تلك الغفلة والعودة إلى روح الأسرة ومعناها الحقيقي.

مساحة إعلانية