رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
اليوم يحتفل الأطفال في دول الخليج وبعض الدول العربية في النصف من رمضان وكل دولة لها مسمى لهذا اليوم، فعندنا في قطر نقول (القرنقعوه ) وفي دولة الإمارات (حق الليلة ) وفي الكويت (القرقيعان ) وفي البحرين الناصفة وفي المملكة العربية السعودية القرقيعان ) وأما في عمان فتسمى ( القرنقشوه). وفي هذه الليلة يطوف الصغار على البيوت ويرددون أغنية القرنقعوه ويعطيهم أهل البيت الحلويات والمكسرات وكان في الماضي يرتدي الأولاد الثوب والبنات الدراعة والبخنق ويجتمع الأهل يتدارسون القرآن بعد صلاة التراويح وكانت من أروع الليالي في شهر رمضان. أما هذه الأيام فقد ابتدع الناس طرقا مختلفة للأطفال بهذه الليلة من تجهيزات القرنقعوة في أشكال مختلفة وإضافة حلويات أخرى بالإضافة إلى إقامة الحفلات المليئة بأنواع المأكولات والمشروبات والهدايا وتوزيع الدعوات بتكاليف باهظة بل أصبحت المحلات تتسابق في تغليف الهدايا من القرنقعوه من أجل التوزيع على المعارف والأصدقاء، وللأسف أن كل ما يقدم من حلويات ومكسرات لا يتناولها الصغار بل يكون مكانها صناديق القمامة اعزكم الله للأسف لقد تغيرت المفاهيم للكثير من عاداتنا الجميلة التي كنا نقوم بها في رمضان، فأصبحت تقام ولائم العشاء التي تسمى ( الغبقة ) بشكل فيه الكثير من الإسراف والبذخ في البيوت مع تجهيزها بالزينات التي تكلف بتنفيذها شركات بأسعار عالية فقط من أجل المظاهر والمباهاة، وإذا نعلق على مثل هذه السلوكيات والتصرفات يعتبر البعض ما نقوم به لا يمت لواقعنا المعاصر بشيء وإنه لابد أن نحتفل بشكل راق كما يفعل الغير حتى لا يكون أحدهم أفضل منا !! كما أن هذا الشهر أصبح فرصة لإظهار المباهاة بالملابس والذهب وخاصة النساء اللاتي يحاولن اقتناء أفضل ما في السوق من أجل المنافسة والتباهي فتجد إحداهن وقد جهزت ملابس لها على عدد أيام شهر رمضان بهدف إبراز ما لديها لكل من حولها، وإلى التفنن في إعداد الأطباق والمأكولات التي قد لا تمس الواقع أحيانا، فحدث ولا حرج، فالكل يبدع ويتفنن في إعداد الطعام من خلال العاملات في البيت والطلب من المطاعم المنتشرة في أنحاء البلاد لقد ذهبت روح رمضان من هذا الشهر في أيامنا هذه حتى لو حاولنا أن نصمم الديكورات بأثاث زمان وأيام أول ونعطي نكهة رمضان القديم، فلن نستطيع أن نعيد تلك الأيام لأن ما نفعله الآن ما هو إلا مظاهر لا طعم لها ولا رائحة بل لا روح زمان أول المتسمة بالبساطة والقلب الرحب والبيت المفتوح في أي وقت. مع النقصات الرمضانية بكل بساطة وحب. إن رمضان ليس بهذه المظاهر رمضان شهر عبادة وخشوع واسترجاع لأنفسنا وتطهيرها مما علق بها من سلوكيات وتصرفات لا تمت لديننا الحنيف بشيء، رمضان شهر لأن نعود إلى براءتنا ونؤدي فرائض ديننا بكل اقتدار ونهذب نفوسنا ونملأها حبا وتسامحا وعفوا، ونأمل أن يحاول كل منا ذلك وكل عام وأنتم بخير.
495
| 24 مارس 2024
من فترة وجيزة تم تدشين ميثاق الأسرة في قطر، وذلك إدراكًا لأهمية الأسرة في المجتمع وكونها العمود الذي يبنى عليه المجتمع فإذا صلحت الأسر صلح المجتمع، وهذا الميثاق دشن من أجل الحفاظ على نواة الأمن والاستقرار وتوضيح الحقوق والواجبات الأسرية التي يجب أن تسير عليها كل أسر ضمن قيم ومبادئ الدين الإسلامي والأخلاق. وهذا الميثاق يتفق كما أكدت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة مع الأهداف الدولية دون الاصطدام مع الدين وسيادة الوطنية والقانون والأخلاق. وأوضح الميثاق حقوق كل فرد في المجتمع لتكوين أسرة والحياة في أمن وسلامة وعدم التعرض بأي أذى ورعاية الأمومة والطفولة، مع أهمية أن يكون هناك السكن الآمن من أجل الاستقرار بالإضافة إلى حقوق التعبير والحوار والمساعدة والحماية وأهمية التعرف على الموروث الثقافي والديني للمجتمع. ولم ينس الميثاق الواجبات التي تقابل الحقوق من أهمية تنشئة أجيال صالحين وأصحاء نفسيا وعقليا وجسديا ومرتبطين بموروثهم الديني والحضاري بالإضافة لكيفية تعامل الوالدين مع الأبناء وتحقيق لهم التعليم الكامل والرعاية الصحية والترفية ومن ثم واجب الأبناء تجاه الوالدين واحترامهم، وواجب الأسرة تجاه تعزيز الانتماء الوطني والولاء للوطن والتثقيف الأسري وأهمية التماسك واتباع القيم الإسلامية بجانب توفير الاحتياجات الأساسية والحياة الكريمة دون عنف ولا إجبار وتحقيق التفاهم بين أفراد الأسرة. وهذا الميثاق يحتاج إلى التفعيل الجيد من أجل توضيحه لأفراد المجتمع من خلال وضع خطط من جانب جميع الجهات المعنية لتوضيح ذلك الميثاق في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وأنشطة المدارس والمسرح التي قد يكون لها التجاوب الايجابي من قبل الأسر وتكثيف التوعية من خلال التواصل بين الأسرة والمدرسة للتعرف على مدى تحقيق ذلك الميثاق من خلال الملاحظات ومتابعة الإشراف الاجتماعي فيها على الطلاب والطالبات، حيث يتضح مدى وجود مقومات الميثاق داخل الأسرة. فهناك للأسف الكثير من تلك الحقوق والواجبات تائهة وغير مكتملة عند بعض الأسر مما ينتج عنها الكثير من المشكلات التي أحيانا تؤثر على الجيل وبالتالي على الأسرة كلها وتسبب أن يتعرض أحد أفرادها للعنف والتجريح وقد يؤدي ذلك إلى أبغض الحلال «الطلاق» مما يؤثر على الأبناء بصورة أخص مما يعرضهم للعديد من الآثار النفسية والاجتماعية التي بالتالي تؤثر على مستواهم العلمي والاجتماعي ويدخلون في دوامة لا تنتهي وخاصة عند عدم وجود ذلك التفاهم بين الوالدين لرعاية الأبناء بعد الطلاق. إذا لنكن يدا واحدة تعمل على تفعيل هذا الميثاق من أجل حياة أسرية سعيدة مستقرة بعيدا عن توترات الحياة.
645
| 03 مارس 2024
نعم هذه قطر دوما تبهرنا بإنجازات في كل المجالات وأثبتت أنها رغم صغر مساحتها إلا إنها على قدر كبير من التحدي والنجاح الذي أدهش العالم في كأس آسيا، الانجاز في كأس آسيا بالفوز الكبير الذي أسعد كل من يقيم على هذه الأرض رغم خسارة المنتخب الأردني الذي أعطى جهده وبذل ما لديه من أجل أن يحوز الفوز ولكنها هذه هي كرة القدم (كرة قال عنها الوالد رحمه الله مدورة تسير على كيف من يشوتها). نعم هي كرة كان الأولاد يلعبونها في الفرجان، ومن ثم صار لها صيت ومسابقات واحتفالات فهي تجمع الشعوب وتألف وفي نفس الوقت يحدث فيها اشكاليات وتغضب النفوس وقد تثير الأحقاد وتسبب المشاكل ومن هنا لابد من الوعي بالروح الرياضية التي يجب أن يتحلى بها كل من يحب كرة القدم ويتابع مبارياتها حتى لا تمتلئ القلوب حقدا وبغضا والنفوس حسرة، وفي النهاية تذهب الكرة لمن كان له نصيب بها. لقد قدمت قطر كل جهدها من أن تنجح هذه البطولة وتوفير كل الإمكانيات التي تحتاجها ويحتاجها من جاء للتشجيع، وكانت قطر كلها فرحة وسعيدة وهي تستقبل الأشقاء والأصدقاء في قارة آسيا وتشاهدون وهم يتابعون الإنجازات ويكتشفون قطر ويتعرفون على معالمها، وسوف تقام في الدوحة الكثير من الفعاليات الرياضية التي توفر لها قطر كلطاقاتها وإمكانياتها. كانت القلوب كلها مع المنتخب ويكفينا في ذلك الانجاز تلك الفرحة التي أشرقت وجه صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وسمو الأمير الوالد اللذين كانا قلبا وقالبا مع المنتخب، فرحة جعلت كل القلوب في قطر تزغرد وتسعد أنها في بلد الأمن والأمان حيث كانت القيادة الحكيمة وراء ذلك الإنجاز وسعت بكل جهدها لتوفير الإمكانيات للمنتخب ليخوض هذه البطولة ويحقق الإنجاز. وبعيدا عن كل الأقاويل والإشاعات ستظل قطر رمزا للأمانة والصدق وعلى قدر من المسؤولية في تقديم ما يمكن أن يسمى إنجازًا.
627
| 18 فبراير 2024
الحمد لله أن أصبحت قطر وجهة سياحية للكثير من الجنسيات سواء الخليجية أو العربية والاجنبية التي تقضى أوقاتا ممتعة وخاصة في هذه الأيام التي تتميز بالأجواء الشتوية الجميلة التي ترافقها الفعاليات الكثيرة التي تقام لمناسبة استضافة قطر لبطولة كأس آسيا كما كان الحال في مونديال كأس العالم ٢٠٢٢. وبالطبع فإن هذه الفعاليات تمتع الجمهور وخاصة الخليج الذي يجد في قطر وجهة سياحية عائلية مناسبة كما أخبر بذلك العديد من السياح من دول الخليج. إن الفعاليات التي تقام في هذه المناسبات تشد السائح بالإضافة إلى وجود الأماكن الترفيهية التي بدأت تنتشر في قطر توفر له كل ما يحتاجه من المتعة والترفيه . ونحن نجدها فرصة كبيرة لنتوجه إلى هيئة السياحة وخاصة بعد الإدارة الجديدة أن تدرس احتياجات المواطن من أماكن ترفيه وسياحة داخلية ومرافق يمكنه أن يتمتع فيها بدل أن يضطر للسفر للخارج وذلك بعمل استراتيجية جديدة للتوجه السياحي نحاول من خلالها أن نلبي كافة احتياجات المجتمع على مختلف فئاته لا أن تخصص ما نقوم به من ترفيه إلى فئة قادرة على الانفاق للحصول على الترفيه، وخاصة أن بلادنا فيها نواحٍ كثيرة يمكن استثمارها كمشاريع للسياحة كالشواطئ والأراضي الصحراوية التي يمكن استغلالها بشكل جيد وإقامة منتجعات جميلة فيها وفعاليات شتوية تناسب المواطن والسائح حيث يتعرف السائح الاجنبي على الصحراء وكيفية الاستفادة منها للترفيه والمتعة، وإقامة منتجعات على الشواطئ تناسب الجميع بحيث يشعر كل من يعيش على هذه الأرض أن له الحق بالتمتع بما فيها، بالإضافة إلى اهمية زيادة الأماكن الترفيهية للأطفال والذين في سن المراهقة حيث ندرس احتياجاتهم وننشئ ما يتناسب مع هذه الاحتياجات مثل ساحات للسيارات مثل الفرومولا، والتزلج، والأماكن الرياضية التي يستطيع الطفل أو المراهق قضاء وقت في ممارسة هواياته الرياضية التي نشاهدها فقط في اليوم الرياضي، فالأطفال لديهم طاقات كبيرة يريدون إفراغها باللعب والانطلاق، وكان الأطفال في الماضي وخاصة الذكور يقضون الوقت في لعب كرة القدم في الفريج أمام أعين الأهل والجيران وكم من مواهب خرجت لنا من هذه الفرجان، وهذا يحتاج ايجاد نواد صغيرة في كل منطقة مخصصة للذكور وأخرى للإناث لممارسة هواياتهم بعيدا عن الأجهزة الالكترونية التي أتلفت ذاكرتهم وعقولهم وأصبحوا مستمعين فقط . إن الأمر يحتاج إلى من يقف وقفة صادقة لمعرفة كيف ندير سياحة داخلية جيدة وإقامة فعاليات جيدة يستفيد منها المواطن والسائح في كل الأوقات لا تقتصر على المناسبات الرياضية فقط.
531
| 04 فبراير 2024
شيء يفرح القلب ويجعلنا فعلا فخورين بأننا قطريون، وذلك بعد سماع الكثير من الناس المعروفين أو من عامة الناس وهم في حالة من الإعجاب والامتنان للشعب القطري الذي وصفوه بالشعب الطيب الخلوق وخاصة الشباب الذين لا يمكن أن ترى أحدهم إلا وهو في كامل زينته وأناقته التي تشمل أيضا أخلاقه من حيث الاحترام لمن يزور قطر وإكرامه وتقديره وتقديم كل ما يمكنهم، وعدم وجود ذلك الشباب المتسكعين الذين ينتظرون أي فرصة مواتية لمحاولة إلقاء شباكهم على الفتيات وابتذال الكلام وغير ذلك من السلوكيات المرفوضة بجانب تمسكهم بالثوابت الدينية والأخلاقية ورفضهم تقليد الغرب حتى باللبس وهم داخل بلادهم، فالشباب متمسك بالثوب والغترة والعقال والفتيات بالعباءة والتستر ومحاولة كل الطرفين الابتعاد عن أي وسيلة للاختلاط القميء، وهذا ما أكدت عليه القيادة الحكيمة لهذا البلد في كل الخطابات فقد أكد صاحب السمو أمير البلاد المفدى على ذلك في كلمته للشباب في خطابه أمام الدورة الواحدة والخمسين في مجلس الشورى (على أن المواطن المسؤول القادر على أن يكون ركيزة للتنمية والذي يعرف واجباته الوطنية وحقوقه ويتطلع إلى ما يتجاوز القيم المادية الاستهلاكية ويقدم الجوهر على المظهر وأن الدين أخلاق قبل كل شيء وأن العمل والمبادرة أفضل من الاتكالية). ومفرح مشاهدة تلك الأفواج من السياح الخليجيين وغيرهم الذين أكدوا في أكثر من وسيلة إعلامية أن قطر وجهة سياحية عائلية تتوفر كل مقومات السياحة التي تؤمن للعائلات الخليجية الأجواء المناسبة التي تحترم الثوابت الدينية والأعراف وتقدر الحياة الأسرية بالإضافة إلى الأماكن السياحية المتاحة وخاصة الفعاليات التي تتزامن مع الأحداث الرياضية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية التي تقام في قطر. نعم نحن سعداء بهؤلاء الزوار الذين هم بمثابة ضيوف والواجب علينا إكرامهم وتقديرهم وخاصة أنهم من لحمنا ودمنا ! وتسعدني كلمة (قطر بلد الأمن والأمان) التي نسمعها من الزوار والمقيمين الذين يعيشون على أرضها والبعض منهم وصلت سنوات وجودهم إلى أكثر من خمسين عاما الذين يعيشون على هذه الأرض دون أن يمسوا بأي سوء. لقد اثبتت قطر بفضل الله عز وجل وحكمة قيادتها الرشيدة للعالم أنها رغم صغر مساحتها فقد أعطت لجميع الدول القدوة الحسنة في حسن الاستضافة والتنظيم وذلك في مونديال كأس العالم الذي أبهر البعيد قبل القريب وحاليا كأس أمم آسيا بالإضافة إلى وجودها على الساحة السياسية الدولية ودورها في حل الكثير من القضايا التي تثبت قدرتها على إدارة الأزمات الأمر الذي استدعى تقدير الدول الكبرى لهذا الدور، ولا نقول إلا الحمد لله على هذه النعمة التي نعيش فيها والله يديمها علينا ويحفظ بلادنا من أي غدر وقيادتها الحكيمة. وكل ما علينا نحن الشعب القطري أن نعطي الصورة الجميلة النقية هنا سواء داخل قطر أو خارجها وأن يكون عطر سمعة قطر يفوح في كل أنحاء العالم.
555
| 21 يناير 2024
يحتفل الناس بما يسمون يوم الحب الشهر القادم ويقدمون فيه الهدايا والورود وهو الذي لا يمت لنا نحن كمسلمين بصلة ولا علاقة له بنا، بل إنه من قصة غير مناسبة والحب عندنا يختلف، فالحب يسع كل شيء، نحب الله عز وجل ونعبده ونطيعه ونبتعد عن نواهيه، نحب رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ونحب صحابته ونحب آباءنا وأمهاتنا وأبناءنا وكل من حولنا. من فترة التقيت بإحدى الفتيات قالت أبي توفي ولكني أشعر أني لم أوفيه الحب الذي يجب أن تحبه البنت لأبيها لأنني كنت أعتبر هذا غير ضروري، فهو لابد أنه يعلم أنني كنت أحبه، وهذا ما اكتشفته عندما رأيت جنازته تخرج من البيت، إنني كنت أحبه كثيرا ولكني لم أعبر عن ذلك وكنت أريد أن ألحق به وأقول له أحبك يا أبي!. نعم أحيانا قد لا نستطيع أن نعبر عما تكنه قلوبنا من حب لمن حولنا وندرك أنهم بحاجة إلى ذلك من بعض الكلمات التي ينطقون بها ولكن نحن نبادلهم بشيء من الجفاف وكأننا نبخل عليهم بكلمة (أحبكم). الكثير من حولنا يحتاجون إلى حبنا ورعايتنا ومودتنا وكلماتنا الرقيقة، الأطفال الصغار الذين يتراكضون لك وأنت عائد من العمل، الآباء والأمهات الذين لا تزورهم إلا يوم الإجازة، الزوجة التي تبذل الجهد لكي تبدو أجمل من تراه، الأقارب الذين انقطعت عنهم شهورا بل سنوات لم ترهم، خالاتك، عماتك، أجدادك، وغيرهم. الحب ليس مقتصرا على الحب بين الرجل والمرأة بل الحب هو حب من حولك، ابرز لهم هذا الحب عيشهم معناه، عبر عنه بلفتة جميلة وحضن دافئ وقبلة على الجبين، هذا الحب لا تستطيع أن تقدمه لهم عندما نفارقهم ويغادرونا إلى دار القرار، لا تنفع مشاعر الحب بعد تلك المغادرة ولن يشعر من غادر بحبكم، نفتقدهم ونأمل عودتهم حتى نعبر لهم عن صدق مشاعرنا وكما يقول المثل (لو فات الفوت ما ينفع الصوت). قدموا الحب في وقت ولا تحددوا بوقت معين، فالمشاعر الصادقة تظهر في كل وقت ولا تحتاج إلى توقيت أو تاريخ، فكلمة أحبك تقولها لمن حولك مهما كان ذلك الشخص تغني عن ألف باقة إضاءة. بمناسبة الحب؛ حبوا وطنكم، عبروا عن هذا الحب بحماية مقدراته وعدم تدمير بيئته البرية والبحرية التي للأسف البعض لا يقدرها ويلوثها بأبشع الملوثات التي تقتل الكائنات الحية، حبوا الوطن بخدمتكم له بإخلاص وصدق وتقدير كل ما يفعله هذا الوطن لنا.
918
| 14 يناير 2024
غدا يبدأ عام ميلادي جديد والكل للأسف يركز على هذا العام ويهمل العام الهجري الذي بدأ فيه فجر الإسلام وانتشاره ليعم العالم من مشرقه إلى مغربه من جنوبه إلى شماله ليظل هو الدين الذي يجمع بين الدنيا والآخرة. ونجد الكثير منا يهنئ الآخر بهذا العام رغم أنه لا يعنينا، ويضع خططه وأهدافه لهذا العام، وذلك لما جرى تداوله من خلال وسائل الإعلام في السابق وما تلاها من تطورات في تلك الوسائل نهاية مع وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت من العالم غرفة صغيرة تنتشر فيها أخباره كالنار في الهشيم يعرف العالم ما يدور حولنا قبل أن نعرفه نحن، وللأسف أصبحنا نعتمد اعتمادا كبيرا عليها في تلقي المعلومات والأخبار وتوارت الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة إلى الخلف حيث لا تجد من يلتفت إليها إلا قلة ما زالت متعلقة بالعادات والتقاليد والحفاظ على الهوية. إذا قد نجد أنفسنا نعتبر هذا العام الميلادي بداية عام في حياتنا وعلينا أن نحاول تغيير ما كنا عليه إذا كان غير مناسب أو حدث لنا شيء أزعجنا أو أزعج من حولنا فالله لا يغير من أنفسنا قبل أن نغير نحن من هذه الأنفس لما فيه الخير، ونضع لنا أهدافا نريد أن نحققها ليس هذا العام فقط ولكن في بقية حياتنا، أن نوسع مداركنا أو نحاول التحاور مع من يختلف معنا وأن لا مخاصمة إذا لم يتجاوب معهما، أن يكون صدرنا واسعا للجميع لا يضيق من أي نقد أو ملاحظة حول حياتنا، أن نعطي الغير فرصة ليعبر عن نفسه وخاصة أطفالنا وأبنائنا ومن نترأسهم في العمل ومن هم أقل منا مستوى، أن نضع خططا لحياتنا بحيث تكون مرنة ومتوافقة مع الظروف الطارئة التي قد تمر علينا، يجب أن تكون لنا نظرة استشرافية للمستقبل نضع فيه أهدافنا، أن نتعامل مع من حولنا بحب وود ونبعد عن تفكيرنا ما قد يفسد هذا التعامل من خبرات سابقة مر عليها زمن تلقي بظلالها علينا ليتحول ذلك الحب إلى شيء من الجفاء والبعد، أن نجمع من نحب حولنا، فالحب والتجمع لا يكون أحيانا إلا في الدنيا وأن ندعو الله أن يجمعنا عند يوم يجتمع فيه الخصوم، كل هذا لابد أن نبحث داخلنا عنه ونزيل ما قد يسيء إلى حسن التعامل واللقاء ونمحو ما بأنفسنا من أي حقد أو ضغينة لنستقبل الحياة بالتفاؤل والنظرة الايجابية.
306
| 31 ديسمبر 2023
بادرة جيدة قامت بها الخطوط الجوية القطرية بعمل تخفيضات والبطاقة الفضية طول العمر للمتقاعدين القطريين الذين أعطوا جزءا كبيرا من حياتهم للعمل في خدمة الوطن واختاروا استراحة المحارب لمزيد من العطاء في مجال الأسرة والمجتمع. وهذا الخبر لا شك أنه قد أثلج صدور هؤلاء وأسرهم وخاصة أن هذه البادرة جاءت من الناقلة الوطنية، ويا حبذا لو نظر الأمر فيما يخص ذوي الاحتياجات الخاصة والمنتفعين من الضمان الاجتماعي وخاصة الأرامل والمطلقات اللاتي ليس لديهن وظيفة يتعايشن منها ورغم أن البطاقة التي يحملها ذوو الاحتياجات الخاصة من قبل الجمعية التابعة لهم تلزم شركات الطيران بعمل تخفيض فيها إلا أن الشركات لا تقوم بذلك. إننا نفتخر بأن ناقلتنا الوطنية قد شعرت بهذه الحاجة الماسة لمثل هذه البادرة، وكانت من أول قرارات المدير التنفيذي الجديد للخطوط القطرية. إن بلادنا تبذل الجهود الكبيرة من أجل خدمة المواطن وتوفير الرفاهية والراحة له في كل مكان، وهذا يقع تحت بند بناء الإنسان القطري والقوة البشرية في رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠ التي تهدف في الأساس الأول لتحقيق التقدم للمواطنين، حيث إن الإنسان الذي تقوم عليه الإستراتيجيات التي تتبناها الرؤية. وفي هذا السياق ننبه أن هناك فئة في المجتمع تحصل على حقوقها في كثير من المجالات وخاصة رحلات الطيران ألا وهم الصحفيون أو الأخرى الإعلاميون الذين ينقلون الأحداث والأخبار التي تجعلنا نلم بما يحدث حولنا من قضايا وأحداث، وقد طالب البعض بهذه الميزة من زمن طويل ولكن لا من مجيب، فلماذا لا تكون البادرة الأولى للصحفيين القطريين من الناقلة الوطنية؟!!
1044
| 24 ديسمبر 2023
قطر تستقبل يومها الوطني غدا بذكرى توحيد القبائل القطرية على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، طيب الله ثراه، الذي حرص على أن تحافظ قطر على استقلالها وسيادتها ودافع عنها من أجل أن تظل قطر حرة أبية. احتفال قطر غدا اقتصر على بعض الفعاليات التي نظمتها الدولة وألغت الكثير من الاحتفالات السنوية بهذه المناسبة تضامنا مع ما يحدث في غزة لإخواننا الفلسطينيين الذين يعانون من القصف اليومي على المدنيين وخاصة الأطفال والنساء الأمر الذي حد في نفوس كل العرب وتألمت له القلوب ونزفت العيون دما بدل الدموع لرؤية تلك المشاهد المؤلمة في غزة، فقدرت قطر كل تلك الآلام، واستغنت عن كلفة تلك المظاهر. ولكن قطر وشعبها يظل يتذكر تلك الذكرى الثرية للمؤسس وما قام به من أجل قطر وأمنها واستقرارها، وسار على نهج من جاء بعده من الحكام الذين اتبعوا الطريق وحافظ على قطر وسيادتها التي كان هذا خطا أحمر لا يمكن أن يتجاوزه أحد، وأن يحد أحد من الحكام عن ذلك ولكنه زاد على ذلك ما حدث من تطورات في العالم استلزمت مزيدا من التطور والبناء والعطاء وخاصة بعد أن تدفقت الثروة النفطية والغاز وأتم الله علينا بالخير الذي أسعد به كل من حكم قطر شعبه حتى يعيش في رغد وسعادة ورفاهية. وها نحن نشاهد تلك النهضة والإنجازات التي قامت بها القيادة الحكيمة بقيادة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله وأيده، وبدعم متواصل من سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أطال في عمره. وما برز العام الماضي من إنجاز كبير باستضافة قطر للمونديال الذي أقيم دون أي تشويه لقيمنا وأخلاقنا، وكان فرصة كبيرة لقطر، حيث تحققت أهداف قبل تحقيق الأهداف الكروية، وأبهرت العالم بما قدمت خلال المونديال سواء على المستوى الرياضي أو الشعبي وأصبح اسم قطر له دوي عالٍ وصدى لن ينساه أحد كلما حدث مونديال في أي دولة، فالمونديال في قطر كان مختلفا ولا نعتقد أن هناك دولة قد تصل إلى ما وصلنا إليه من تنظيم وتنسيق فيه. قطر إنجازاتها ليست في مجال الرياضة بل في كل المجالات الحياتية والاقتصادية أدهشت العالم. وستظل قطر رافعة رأسها عاليا ويفتخر أبناؤها بكل خطوة مدروسة تقوم بها. وكل عام وقطر وشعبها بخير.
996
| 17 ديسمبر 2023
فوجئت الأم بطفلها الذي لم يتجاوز السادسة من العمر يمسك بالهاتف ويقلب به ويطالع بعض المناظر المرفوضة لعمره من خلال صفحة تطبيق السناب، فسحبت منه الهاتف بصعوبة مع غضب انتابه !! نعم هذا هو الحال الذي وصل إلى بعض أطفالنا الذين لا تخلو أيديهم من الهواتف التي استسهل الوالدان شراءها لهم وترك الحبل على الغارب دون مراقبة ولا إشراف بحجة إننا نريد أن نطمئن عليهم وقت غيابنا. تسير في المجمعات والأماكن العامة وتدخل البيوت والمجالس وترى بعض الأطفال يتصفحون الهاتف وهم في اندماج كامل، البعض قد يدخل غرفته الخاصة والأهل لا يعرفون ما يتصفحه هذا الابن او تلك الابنة ومعهم الهاتف! ومن هنا ظهرت سلوكيات غريبة على الأطفال وخاصة في المدارس قد تصدم الأهل عندما يعلمون بها والتي تحتاج إلى مراجعة من هؤلاء ومتابعة الصغار الذين لا يدركون خطر ما يفعلونه وهم يشاهدون على وسائل التواصل الاجتماعي نماذج قد تبهرهم وهي تزين لهم تلك الأفعال وتبرزها وكأنها أمور عادية لا يستنكرها لا الدين ولا الأخلاق ولا العرف، حيث لم يجدوا من يوضح لهم هذا الخطر !! ان الحاجة ماسة إلى تكاتف كامل بين الأسرة وجهات مختلفة في الدولة من اجل توعية هؤلاء الصغار وكذلك الأسرة التي قد تكون مهملة لأطفالها وتعاني من التفكك، جهات اجتماعية وأمنية ونفسية وإعلامية تعمل على تلك النوعية، وبشكل مكثف وخاصة من قبل الوالدين لأن هؤلاء الاطفال أمانة في أعناقهم سوف يحاسبون عليها عند رب العزة لأنهم هم من كانت مسؤوليتهم التربية والرعاية لهؤلاء الاطفال، ان هؤلاء الصغار في حاجة إلى من يوضح لهم ماهية تلك الهواتف واستخداماتها وسبب وجودها في الحياة، وأن وسائل التواصل الاجتماعي التي يشاهدونها فيه الشيء الجيد والغير مناسب لأعمارهم بل غير مناسب لما تربينا عليه من مبادئ الدين الحنيف وتعاليمه، وأن هذه الوسائل يمكن استخدامها في أمور مفيدة كالتواصل مع الأهل والتعرف على خبرات تعليمية وحياتية تفيدنا في الحياة وتستمد منها معارف كثيرة بجانب التعرف على عادات وثقافات الدول الأخرى وغيرها من الفوائد بالإضافة إلى بيان خطورة بعض ما يبث خلال تلك الوسائل من أمور قد تلوث أفكارنا ومبادئنا. نعم لا بد من اتخاذ تلك الخطوات بذلك التكاتف بين جميع الجهات المسؤولة عن تربية الأطفال حتى نبني جيلا سليما بعيدا عن ذلك التلوث المعلوماتي ونحفظهم من أي خطر.
813
| 10 ديسمبر 2023
آه وآه على قلوب الأمهات والآباء في غزة الذين تقطعت أنياطها وانكسرت وهي ترى فلذات أكبادها تموت أمامها وتحملها إلى مدفنها وهي تنزف دما. إن الشعب الفلسطيني عانى وما يزال يعاني وهو متمسك بأرضه ودياره لم يغادرها وظل ينسج فيها حياته التي تتدمر يوما بعد يوم بيد العدو الذي أخذ على نفسه عهدا أن يمسح ما هو فلسطيني من على وجه الأرض ويبيد الصغير والكبير وخاصة الأطفال لأنه يدرك ان هؤلاء الأطفال هم الرجال الذين سيقاومون ويصبحون قوة تدافع عن الأرض والعرض وسينجبون أطفالا آخرين من أجيال قادمة سيكون النصر على يدها. لا غرابة أن يصف أحدهم صمود وصبر واحتساب أهل غزة أمام آلة العدو بأنهم كالصحابة الذين كانوا يقدمون الغالي والنفيس من أجل نصرة الإسلام والدفاع عن الأراضي والمقدسات الإسلامية. ان أهل غزة قد سطروا أروع صفحات النضال والصمود وأعطوا درسًا في الصبر ومجاهدة النفس واحتساب من فقدوهم شهداء عند الله عز وجل. لقد شهد العالم لأهل غزة بطولتهم وشجاعتهم في مواجهة آلة العدو الذي تغدر بهم ليلا والناس نيام، وأدركت شعوب الغرب أنهم كانوا في غيبوبة سببها لهم الإعلام الذي يسيطر عليه اليهود ومن والاهم في تصوير العرب والقضية الفلسطينية بشكل مسيء لدرجة لم يدركوا مدى الظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل، فخرجت تلك الشعوب تندد وتطالب بوقف تلك الحرب الهمجية على شعب غزة وأطفالها ونسائها ورجالها الذي فاق عدد من استشهدوا أكثر من ١١ ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء وكأن هذه الحرب تستهدف هؤلاء كونهم من سيكونون رجال المستقبل وأمهات أطفال المستقبل. لقد أيقظت هذه الحرب المدمرة ضمائر شعوب الغرب وأحيت فيهم روح الإنسانية وحقوق الإنسان وأدركوا أن القوانين الدولية تكيل بمكيالين ولا عدالة فيها حتى أنها في أغلب الأوقات تنصف الظالم على المظلوم، ولن ينسى هؤلاء ما حدث وسوف ينقلونه إلى الأجيال القادمة وسيدرك العالم خبث ودناءة وعداوة اليهود لما هو إنساني، الذي جعل هتلر يجعلهم في محرقة كبيرة ما زالوا يذكرونها ويلومون الألمان عليها. ولكن هذه الحرب ستظل تذكر العالم بإن هناك شعبا قاوم أعتى الأسلحة بالصمود والصبر وتحدى كل آلات الدمار، وما زال يقاوم حتى يمن الله عليه بالنصر القريب. هذا الشعب يستحق الكثير، ودولتنا تدرك هذا الاستحقاق منذ زمن طويل وتمد يد العون والدعم لأهل غزة والقضية الفلسطينية وتهب لنجدة المنكوبين والمحتاجين دون أي مقابل وتبادر قبل الكل في ذلك وأفضل دليل على أن ترسل قيادتنا الحكيمة المساعدات وعلى رأسها سيدة فاضلة من قطر تمثل الدولة وكل نساء قطر لتمسح جراح الأرامل والثكالى من نساء غزة وتعزيهم بمن فقدوهم سيدة آمنت بالقضية الفلسطينية ومازالت كلماتها كانت كالبلسم الذي يداوي الجروح، لولوة الخاطر مثلت بلادها خير تمثيل وأعطت صورة مشرفة لنساء قطر. حفظ الله بلادنا من كل مكروه وأزال شر الحرب عن أخوتنا في غزة خاصة وفلسطين عامة ونصرهم على أعدائهم.
498
| 03 ديسمبر 2023
من العنوان نبدأ.. كثيرا ما تدور تلك الكلمات للأسف في العديد من البيوت التي غالبا ما تكون حديثي الزواج أو لم يمر على حياتها الزوجية غير سنوات قليلة لا تعد على أصابع اليد. نعم لقد أصبت بقلق كبير عندما قرأت أن بلادنا قطر تعتبر الثانية في حالات الطلاق التي بلغت ٤٠٪ بالنسبة لدول الخليج، وهذه نسبة كبيرة إذا ما قورنت بمجتمع مثل مجتمعنا القليل الكثافة السكانية، وللأسف اعتقد بل وأجزم أن هذه النسبة صحيحة وذلك لما نراه من حالات الطلاق التي امتلأت ساحات المحاكم في استقبالها ومحاولة وجود ولو ثقب من أمل في إعادة الوئام إلى الأسرة التي سيتم تدمير حياتها بكلمة واحدة لم يكلف الطرف الذي نطقها أن يفكر فيها. الكثير من حالات الطلاق التي تقع، البعض قد يلقي اللوم فيها على غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج وهذا سبب لبعض التراكمات من الديون والقروض التي ترهق كاهل الرجل فيشعر أن ما يعيشه هو نتيجة ذلك الزواج وتبدأ المشاكل، وقد يلوم البعض الأهل في تدخلهم في حياة الزوجين أو اختلاف الثقافات والبيئة التي لم يلتفت لها أحد قبل الزواج، بل البعض قد ألقى اللوم على خروج المرأة للعمل وغيابها عن البيت وإهمالها له، هذا السبب لا يعد من الأسباب، فالمرأة لم تخرج فقط هذه السنوات للعمل، وعمل الزوجة في قطر بدأ من السبعينيات عندما دخلت المرأة مجال التدريس والقليل في التمريض، ولكن من بداية الثمانينيات تزايد عدد النساء في العمل، أغلبهن تزوجن وأنجبن وحافظن على بيوتهن وحياتهن الزوجية واستطعن التوفيق بين العمل والمنزل رغم قلة الخدم وقتها واعتماد الزوجة على نفسها بمشاركة الزوج الذي كان يساهم في رعاية الأبناء ويتحمل مسؤوليتهم، وهناك الكثير من الأسباب التي طرحت في الندوات والمؤتمرات والأحاديث الصحفية والمقالات وغيرها، ونحن هنا نطرح سببا كبيرا ومؤثرا قد يغيب عن البعض وان كان البعض يعرفه ويتجاهله، ألا وهو البعد عن تعاليم الله عز وجل وما أنعم علينا من نعمة الإسلام الحنيف وسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الكثير من أمور حياتنا وتعاملاتنا ومن مجال الحياة الزوجية، ولم نعد نعمل لذلك أي حساب بل أصبحت المادة والحسب والنسب والأصل هي الاختيار ناهيك عن المستوى الثقافي والبيئة. فالزواج يبدأ بالخطبة التي قد ينظر فقط فيها من هو الشاب ومن هي الفتاة وما أصلهما ونسبهما وما لدى كل منهما من ثروة ومال ووظيفة مرموقة وننسى أو نتجاهل الدين ومدى التزام كل منهما بتعاليم دينه التي ستقوم عليها أعمدة البيت الذي ستبنى عليه حياتهما، بالإضافة إلى تلك التكاليف الباهظة التي يتكلفها الرجل ليس بطلب من الزوجة في أغلب الأحوال، بل تفاخرا وتباهيا من أهل العريس حتى يجدوا ذلك الصدى من المدح ووجود علامات الدهشة في المجتمع، ناهيك أن عدم وجود نوع من التفاهم بين الزوجين في كثير من الأمور رغم وجود فترة بين الخطبة والزواج يمكن لكل من الطرفين معرفة الآخر والاتفاق على شيء من التنازل والتضحية في بعض الأمور التي قد لا يمكن لأحد الطرفين تحملها ومن ثم التغاضي عنها بالإضافة إلى قلة الصبر منهما على أقل مشكلة تحدث بينهما وأول ما يخطر على بالهما كلمات الطلاق رغم وجود أطفال صغار لا ذنب لهم إلا أنهم أبناء لهؤلاء الذين لم يطق أحدهما الآخر وخاصة في حالة عدم وجود تلك الصفة التي تبنى عليها الحياة الزوجية وذكرها الله عز وجل في كتابه. وقال تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليهم وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون). نعم المودة والمحبة ومن ثم الدعوة للتفكر والتعقل قبل اتخاذ أي قرار لانفصال الحياة الزوجية. إن ما يحدث من حالات الطلاق ناهيك عن حالات الخلع التي تقوم بها المرأة أحيانا دون أن يعلم بها الرجل وحتى أهلها والتي أصبحت تمثل شيئا من الظاهرة التي تهدد الحياة الأسرية في مجتمعنا الذي كان متماسكا منسجما ثابتا على تعاليم الدين الحنيف، وكل ذلك يعود إلى تلك المؤثرات التي أصبحت تنقل عن طريق وسائل الإعلام والترفيه ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت الشغل الشاغل للجميع الى جميع المستويات وانتشرت فيها تلك النماذج التي تبث مظاهر الثراء والغنى والملذات وغيرها التي قد يتأثر فيها كل من الطرفين كل حسب اهتماماته وأفسدت الذوق العام وأثر بشكل سلبي على العلاقات الأسرية والاجتماعية وأصبحت بالوحش الكاسر الذي يطوق المجتمع ويخنقه ويفكك الأسر ويشتت الأطفال وتتبعثر الحياة. إن هذا الأمر يحتاج إلى دراسة متعمقة من كثير من الجهات في الدولة لتوعية المتزوجين وبث الوعي بأهمية الأسرة والمحافظة عليها.
2208
| 19 نوفمبر 2023
مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
3543
| 04 نوفمبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...
2589
| 30 أكتوبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
2154
| 03 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
2070
| 04 نوفمبر 2025
نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...
1554
| 30 أكتوبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1266
| 04 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
921
| 04 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
897
| 05 نوفمبر 2025
تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...
876
| 03 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
876
| 05 نوفمبر 2025
ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...
831
| 02 نوفمبر 2025
أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...
768
| 30 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية