رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في كل بيت قبل يوم العيد يستعد الأهل لتجهيز ملابس العيد للأطفال واختيار أفضل الماركات والأقمشة وشراء لوازم العيد من حلويات وفواكه وكل ما لذ وطاب، وأعتقد جازمة أن كل أب وأم يشعر بالسعادة وهم يرون أبناءهم فرحين مستبشرين بالعيد وفرحته، وفي نفس الوقت يتمنى كل منهما لو يستطيع أن يساهم بنفسه بإدخال الفرحة في قلوب أطفال غزة الذين يعانون من الدمار والجوع والتشرد بعد أن دمر العدو الصهيوني كل ملامح الحياة في غزة وهو يعتقد أنه يدمر الإنسان هناك ولكنه يجهل أن من كان الله عز وجل في قلبه وفكره ومع الله فلن يخذله أبدًا، وقوافل الشهداء التي تزف إلى الجنة زمرا من الأطفال والنساء والرجال فهم أحباب الله أراد لهم الآخرة ونعيمها ولم يرِد لهم الدنيا وزيفها وزخرفها، فما عند الله باق وما عند العباد زائل. وهنا علينا أن نشعر أطفالنا أنهم يعيشون في نعمة لا تقدر بثمن، نعمة يتمناها الكثير من المسلمين ألا وهي نعمة الأمن والأمان والاستقرار ونعمة العيش الكريم، وعليهم أن يتوجهوا لله عز وجل بالشكر والحمد دائما وأن يحافظوا على ما يملكون من نعمة ولا يسرفوا فيها ولا يبذروا، وخاصة يوم العيد الذي يحصلون فيه على العيدية بمبلغ كبير بالنسبة لهم وقد يتصرفون بها بدون إدراك في أمور لا تنفع وأن نحرص على أن يخصصوا مبلغاً لدعم أهالي غزة وأطفالها من هذه العيدية. ونجزم أن جميع الأسر تأمل أن تصل المساعدات قبل يوم العيد إلى أطفال غزة الذين فقدوا كل عوامل العيش الكريم والحياة من طعام وشراب وتعليم وصحة وأهم شيء الأمان ويتمنى البعض لو يوصلها بنفسه ويخفف من معاناتهم التي يواجهونها بدون ذنب إلا أنهم مستمسكون بدينهم ووطنهم، ونحن نشاهد كل يوم على شاشات التلفاز ما يجري لهؤلاء من قتل وتدمير لكل مقومات الحياة وتشريدهم ليعيشوا في خيام ممزقة يعانون برد الشتاء وحرارة الصيف الشديدة التي لا نطيقها ونحن نعيش في أجواء التكييف والتبريد في نواحي حياتنا. وفي هذه الأيام الفضيلة نبتهل إلى الله عز وجل أن ينصر أهل غزة ويعيد لهم حياتهم ويحفظ أمنهم ويأمن خوفهم وهذا ليس ببعيد على الله تعالى الذي ينصر عباده الصالحين، وكل عام وأنتم بخير.
489
| 16 يونيو 2024
نعيش هذه الأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة وهي أيام فضيلة، وقد أقسم بها الله عز وجل في سورة الفجر حيث قال تعالى ( والفجر وليال عشر والشفع والوتر)، وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أعظم أيام الدنيا والأعمال الصالحة فيها من أفضل الأعمال فقال (ما من أيام العمل الصالح أفضل من هذه الأيام العشر فقالوا: ولا الجهاد في سبيل الله قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء). وقد حثنا الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام على التكبير والتهليل والتحميد في هذه الأيام والإكثار من الصوم وقراءة القرآن والعمل الصالح والبعد عن الذنوب، فالذنب يضاعف في هذه الأيام، وفيها يوم عرفة وهو يوم مغفرة الذنوب وصيامه صيام سنتين وفيه يوم النحر وهو يوم عيد الأضحى الذي تنحر فيه الأضاحي تيمنا لما فدى الله تعالى إسماعيل بالكبش. وبالطبع هذه الأيام دائما نحث أنفسنا وغيرنا على عدم ضياعها والغفلة عنها والكثير منا يعاهد نفسه فيها كما هو الحال في شهر رمضان والأيام الأواخر منه بالتوبة والبعد عن الذنوب وإصلاح حاله ونحاول أن نؤدي حق هذه الأيام على أكمل وجه، ولكن للأسف بعدها نعود كما كنا سابقا من الغفلة وإهمال الواجبات الدينية والبعد عن الأخلاق الإسلامية والتعامل مع الغير بالتعالي والتفاخر وارتكاب بعض الذنوب التي كنا نعاهد الله في تلك الأيام البعد عنها وتجنبها، بل وقد يغفل بعضنا عن هذه الأيام أيضا، يعدها فرصة للسفر وللاستجمام والترفيه وقضاء العيد خارج البلاد متناسين أن أجمل الأعياد عندما تشارك فرحتها أهلك وأقاربك وفي بلدك وتشاهد أطفالك يتعودون على عاداتهم وتقاليدهم التي لا شك أنهم سوف ينقلونها للأجيال القادمة. لقد ابتعدنا للأسف عن الكثير من عوايدنا الجميلة وتعلقنا بالقشور الحديثة وما ورد علينا من أجهزة ووسائل ألهتنا عن الكثير من واجباتنا وابتعدنا عن أسرنا وأهلنا وأبنائنا وانشغلنا بمتابعة ما تبثه تلك الأجهزة التي أصبحت في أيدينا ولا تحتاج لوجودنا في بيوتنا وحول أهلنا، فأيدينا لا تفارقها تلك الأجهزة وعيوننا تتنقل من صفحة لأخرى. إن من حق الأطفال الذين سيكونون الأجيال القادمة أن نعطيهم حقهم ونغرس في نفوسهم معاني هذه الأيام العشر وأهميتها وماذا يعني الحج وما هو يوم عرفة ولماذا ننحر الذبائح في عيد الأضحى ولماذا سمي هذا العيد بالأضحى، ناهيك عن أهمية العيد وقضائه مع الأهل. كما أنه لابد أن نظل على الاستفادة من الأيام المباركة في هذا الشهر وشهر رمضان ونحاول أن نصلح أنفسنا ونهذبها ونقوى ونجدد إيماننا بالله عز وجل ونقدر الله عز وجل حق قدره، ولا تضيع الأيام عبثا نندم بعدها حيث لا ينفع الندم.
591
| 12 يونيو 2024
أيام وتبدأ الإجازة الصيفية وسوف يأخذ الطلاب والطالبات وقتا للراحة واسترجاع الطاقة بعد جهد المذاكرة والدراسة، وبالتالي تكون الأسرة قد بدأت بالفعل تخطط أو الأخرى خططت لكيفية قضاء هذه الإجازة سواء داخل البلاد والاستمتاع بالمنتجعات والأماكن الترفيهية التي تناسب الصيف من مدن مائية وفنادق والحمد لله، وقد يختار البعض خطة السفر للخارج ليستمتع بالمناظر الطبيعية والتعرف على معالم الدول التي سيتم زيارتها واستمتاع الأطفال بما فيها من أماكن ترفيهية لهم. وخطة السفر ليست أمرا جديدا على المواطن القطري بالذات أو غيره من المقيمين، فهذه الخطة بدأت من سنوات طويلة حيث كانت الرحال تشد إلى الدول العربية التي تتمتع بكل مقومات السياحة من مناظر طبيعية ومناخ مناسب ومنتجعات جبلية جميلة مثل لبنان وسوريا والأردن ومصر ولكن للأسف بعض هذه الدول تغيرت ظروفها وبالتالي توجهت الانظار وقوافل الصيف إلى الدول الاوروبية وامريكا والآسيوية التي استفادت حق المنفعة من خيراتنا من وراء هذه القوافل التي تشد رحالها كل عام إليها، وتنفق كل ما ادخرته طوال العام هناك بل للأسف قد يلجأ البعض للاستدانة من البنوك وجدولة ديونه فيها من أجل السفر للخارج بحجة الحر رغم أن الأجواء هذه السنوات في تلك الدول تتسم بالحرارة والرطوبة التي قد يتضايق منها البعض. ومن منطلق الأخذ بالأسباب لابد من أمور يجب أن يقوم بها المسافر لتك الدول قبل الأمر وهي عدم أخذ المقتنيات الذهبية والثمينة معه وعدم الثقة في أي شخص يقابلنا حتى تصل إلى الخداع والنصب وضرورة إعلام سفارتنا في البلد التي نذهب إليها عن وجودنا هناك وعنوان السكن وعددنا والأسماء الخاصة بنا، حيث للأسف قد يتصرف البعض في السفر وكأنه في بلده فيلبس الملابس الثمينة ويتقلد الساعات الذهبية والفخمة وقد يشحن أحدهم سيارته الثمينة من قطر إلى الخارج ليبرز ما لديه، وتتجهز المرأة بالماركات العالمية من ملابس وساعات وشنط ومجوهرات بالإضافة إلى إقامة الحفلات والتنقل ما بين المطاعم ليس للأكل بل للمباهاة وتصوير السنابات، وقد يغفلون عن تلك العيون التي تراقب كل ذلك وتتحين الفر صة للانقضاض عليهم وسرقة ما لديهم مما أحيانًا يعرضهم لخطر أكثر من السرقة وهذا ما أثبتته الحوادث التي نسمع عنها كل صيف وموسم للسفر إلى تلك الدول التي تنهب فيها الأموال وتعرضنا للخطر. إن الأمر يحتاج إلى أخذ الحيطة والحذر من اقتناء تلك الأشياء الثمينة والبعد عن الشبهات وتجنب الأماكن الخطرة التي نتورط فيها والأهم من ذلك الاهتمام برعاية الأطفال وضرورة مراقبتهم والحرص على سلامتهم وخاصة في الأسواق والمجمعات والأسواق الشعبية والاماكن الترفيهية التي يكثر فيها الزحام وقد ينسحب الطفل من أيدي الأهل وهناك خطورة كبيرة على هؤلاء الاطفال وخاصة في تلك الدول، وكذلك أهمية مراعاة القوانين والقواعد الأمنية في تلك الدول وعدم ترك مقتنياتنا الخاصة إلا في أماكن آمنة في أمانات الفندق والخزانة، ناهيك عن خطر حمل الأموال بكميات كبيرة قد تعرضنا للسرقة أو المساءلة مع أهمية الرقية الشرعية وقراءة الأذكار حتى نستلهم أمن الله، ولقد أصدرت وزارة الخارجية إرشادات للسفر يمكن الحصول عليها.
324
| 02 يونيو 2024
بدأ الصيف وأوشكت الامتحانات أن تنتهي وعام كامل من الجهد والمثابرة قارب على الانتهاء، وستبدأ الاستراحة الطويلة نوعا ما للطلاب والطالبات والكادر التعليمي بإجازة يتنفس فيها الجميع الصعداء من عناء هذا العام الدراسي. وبالطبع تتجه العيون والعقول للسفر للخارج طلبا للطقس المناسب والمناظر الطبيعية وغيرها من عوامل الجذب في السفر، ولكن هناك من سوف يعجزهم مجاراة هؤلاء ويظل صامدا في البلاد مكتفيا بما لديه من مقومات متاحة في البلاد ليستمتع مع أبنائه وأسرته. وقد أحسنت الدولة بفتح ملاعب مائية للأسر حتى تستمتع فيها مع أطفالها وانتشرت المنتجعات في العديد من الشواطئ وإن كان هناك بعض المآخذ عليها بارتفاع أسعارها مما قد يحد من قدرات بعض الناس المحدودة ولكن الحمد لله ما زلنا بخير حيث الشواطئ ذات المنظر الجميل المجانية والتي قد لا تكلف شيئا إلا فيما ندر. وللأسف نجد أن الملاعب المائية في المدن الترفيهية لا تتناسب مع الدين ولا العرف حيث الاختلاط الواضح بين الرجال والنساء والأطفال بحيث لا تستطيع المرأة أن تأخذ راحتها في المكان وتستمتع مع أطفالها، ومن هنا يبدأ الاحراج والحد من الاستحمام للأسرة، فلماذا لا تخصص أماكن معينة للنساء والأطفال في نفس المدينة المائية بحيث تستمتع مع أطفالها وتراقبهم بدل أن تتركهم مع الخدم، فمن حق المرأة المسلمة أن تستمتع وتقضي وقتها سعيدة مع أطفالها بعد تكبدها الكثير من النفقات للاستمتاع بما في المنتجع، ناهيك عن البعد عن تلك المناظر غير المستحبة من بعض النساء الاجنبيات من خلال ارتدائهن لملابس البحر التي تكشف الجسم أكثر مما تغطيه !! وهذه المشاهد بدأت تنتشر وبكثرة في المنتجعات وفي الفنادق وعلى الشواطئ المجانية والتي تعف النفس عن مشاهدتها. ومن هنا نؤكد على أهمية وجود أماكن خاصة للسيدات عدا تخصيص يوم للسيدات في هذه المدن المائية الممتعة التي تخفف من حدة حر الصيف حتى لا نعرض أطفالنا لمناظر لا تسر ولا تبهج لدرجة أن طفلة صغيرة سألتني لماذا هذه المرأة ما عليها ثياب ما عندها فلوس !! الشواطئ والفنادق وهذه المدن الترفيهية متاحة للجميع ولكن لابد من مراعاة الدين والعرف والذوق العام ولا يجب التمادي بما يفعله البعض من سلوكيات تزعج الناس وتسبب القلق لهم، وخاصة أن رؤية قطر ٢٠٣٠ تؤكد على أهمية احترام العادات والتقاليد التي تنبع من ديننا الحنيف والموازنة بين ما نريد وما يأمر به هذا الدين والعقيدة التي تميزت قطر بالحفاظ عليها. ومن هذا المنطلق لابد من ايجاد الحلول المناسبة لمثل تلك الأماكن الترفيهية واحترام خصوصية المرأة المسلمة وحقها في الاستمتاع بما يتناسب مع محافظتها على دينها وعاداتها وتقاليدها، بالإضافة إلى ضرورة الحث على الاحتشام المناسب في هذه الأماكن التي يختلط الرجال بالنساء والأطفال وخاصة من المقيمين الأجانب الذي يعتبر هذا الأمر مسلم به عندهم، فالدول الغربية تحتج على من ترتدي النقاب وغطاء الوجه من النساء وقد تمنع من ترتديه من دخول أماكن معينة، فلماذا لا نحتج نحن على ما ترتديه المرأة الغربية في بلادنا بعيدا عن كل أنواع الاحتشام. ومن هنا لابد من وضع هذه المدن الترفيهية وخاصة المائية والمسابح وبعض الشواطئ تحت المجهر والحد من تصرفات لا تليق بالذوق العام وبالدين والعادات والتقاليد النابعة منه وبكون بلادنا تتمسك بكل هذا.
1782
| 26 مايو 2024
لا شك أن الفرحة في هذه الأيام تنتشر في أغلب بيوت قطر وتزغرد في قلوب الآباء والأمهات وهم يشاهدون فلذات أكبادهم تمشى على الأرض لتتسلم شهاداتها الجامعية التي قضت سنوات في دراسة مناهجها ومتابعة أبحاثها حتى نالتها وهي تشعر بالاعتزاز والفخر، الدموع النابعة من عيون فرحة كانت حاضرة مع تلك الجموع من الطلاب والطالبات في جامعة قطر وجامعات المدينة التعليمية المتعددة التخصصات المتنوعة المناهج، وهذا ما تعهدت به دولة قطر من بدء نهضتها وأول مدرسة افتتحتها في البلاد في الخمسينات من القرن الماضي، وما تواصلت به قطر من دعم للتنمية البشرية خلال العقود الماضية وما زالت تدعم ذلك في رؤيتها الوطنية لعام ٢٠٣٠ التي جعلت الإنسان محور تلك الرؤية والتي جعلت الموازنة بين الانجازات التي تحقق النمو الاقتصادي وبين مواردها البشرية والانسانية وأهم اهدافها سكان متعلمون وأصحاء بدنيا ونفسيا يسعون من أجل خدمة هذا الوطن. تبارك الله آلاف من الخريجين من مختلف التخصصات بذلوا سنوات من أعمارهم من أجل تحصيل هذا العلم ومن ثم تطبيق ما تحصلوا عليه في العمل في العديد من وزارات الدولة ومؤسساتها. لقد حقق هؤلاء ما تمنت لهم أسرهم وما حلموا به من هدف سام، وما تعهدوا به للوطن وبما وفر لهم هذا الوطن من وسائل وأساليب ومؤسسات تحقق ذلك الحلم الذي أصبح حقيقة. والمفرح أكثر أن نرى بين الخريجين من هم تعدوا سن الدراسة ولكنهم لم ييأسوا وواصلوا الليل بالنهار من أجل أن يترقوا إلى مستوى أبنائهم وإخوانهم الذين حصلوا على الشهادات العلمية بالإضافة إلى الذين لم يكتفوا بالشهادة الجامعية بل وصل هدفهم الدراسات العليا للحصول على درجات الماجستير والدكتوراه والذين وفرت لهم الجامعات في قطر الوسائل للحصول على تلك الدرجات دون الحاجة للسفر للخارج وتكملة الدراسة. لقد استطاعت دولة قطر بما لديها من مقدرات وإمكانيات أن تسخر ذلك في خدمة أبناء الوطن ومن يعيش على أرضها ليكونوا أعضاء ومشاركين في التنمية والتطور بهذا البلد. بعد تلك الاحتفالات والتهاني وإقامة الحفلات والأفراح بهذه المناسبة،لا بد من وقفة للنظر إلى مصير هؤلاء الخريجين وإمكانية استيعابهم في مجال العمل بما يتناسب مع تخصصاتهم وتعليمهم وكيفية استقبال جهات الدولة لهم وخاصة بهذه الأعداد الكبيرة. إن المنطق يقول لابد من توفير وظائف للقطريين كأولوية في تقلد وظائف في وطنهم وخدمته ومن ثم توزيع كل من يرغب في العمل على القطاع الخاص والمختلط، وهذا يستلزم بعض خطط الإحلال الوظيفي في جهات لا بد أن يعمل فيها المواطنون في المقام الأول، كما لابد من توفير الاستراتيجيات المناسبة لذلك والوسائل التي تؤهل هؤلاء الخريجين للعمل من دورات تدريبية تؤهلهم لفهم أسس العمل والتعامل مع مستجدات المرحلة الجديدة في حياتهم بالإضافة أهمية استيعاب ذلك الكم من التخصصات بما يفيد البلاد والتنمية. وفي آخر المطاف هنيئا لمن حقق حلمه وهدفه وأفرح أهله وأسرته ووطنه، وعليه أن يعاهد الله على الإخلاص في العمل وخدمة كل من يحتاج لذلك العمل ووضع ما يعمل به أمانة في رقبته يخلص فيها ويحافظ عليها، وفق الله الجميع.
351
| 12 مايو 2024
للأسف صرنا نسمع عن تلك القضايا التي تم القبض فيها على أشخاص خانوا الأمانة التي وُكِّلَت لهم في العمل وهو في خدمة الوطن الذي وفر لهم الراتب المناسب والمعيشة الطيبة والسكن المريح وكل أنواع الترفيه في البلاد وأهم من ذلك كله الأمن والأمان الذي نعيشه في هذا الوطن والعين الساهرة على ذلك. هؤلاء الأشخاص الذين وضعوا ضميرهم في ثلاجة الموتى وتغافلوا عن رب يراقبهم ويتابع أعمالهم ويحصيها عليهم كل ثانية من حياتهم، رب يدركون ويعلمون أنه البصير والسميع والعالِم بكل الخفايا في النفوس والصدور، وضيعوا الأمانة التي كان لابد من أدائها بكل إخلاص وصدق وإنهاء معاملات المواطن والمقيم الذي يضع أمله في أن تنتهي في أقصر وقت ولكنهم لم يصدقوا في ذلك مما أخَّرَ هذه المعاملات، بل إنهم يتناسون تلك الأعمال ويغفلون عنها لسنوات، وتضيع حقوق أناس بسبب ذلك وهم يلهون ويلعبون ويقضون أوقاتاً سعيدة خلال ساعات العمل التي يحاولون بشتى الطرق والوسائل أن يجدوا المخرج منها حتى لو كانت تلك الطرق غير سليمة وتخالف التعليمات، وهؤلاء للأسف يفعلون ذلك دون أدنى إحساس بالمسؤولية أو تأنيب ضمير، وقد يكون هناك من يساعدهم على ذلك من القائمين على العمل وممن تهاونوا في أداء الواجب. ألا يشعر هؤلاء وهم يستلمون الراتب آخر الشهر أنهم لا يستحقونه لأنهم لم يؤدوا العمل الذي يتوجب أن يحصلوا على هذا الراتب بسببه؟!، ألم يسألوا أنفسهم ولو لمرة واحدة هل لديهم فكرة عن العمل الذي تم أداؤه، وكيف سيطعمون أهلهم من هذا المال الذي أخذوه من غير وجه حق؟! وغيرهم من استحلَّ المال العام وبدأ يستنزف منه ويغرف بدون أي إحساس بالذنب ولا تأنيب ضمير عندما يعلن عن مبالغ لم تستخدم فيما أُعْلن عنه من خدمات وأدوات لم تكُن موجودة ولم يتم شراؤها ألا على ورق مُلطخ بأيدٍ ملوثة بالسرقة والخيانة للوطن والاستيلاء على أموال الدولة لمصالح خاصة أثروا من ورائها بدون وجه حق، ولا نعتقد أنهم لا يعلمون أن ما يفعلون سرقة ونصب يستحقون عليه قطع اليد كما هو الحكم الشرعي للسارق قال تعالى (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). إن هذا الأمر لا شك أنه لا يحتاج إلى رقابة من الدولة ومن الهيئات المسؤولة أكثر ما يحتاج إلى رقابة ذاتية تنبع من نفس طاهرة نقية ترفض الحرام وتنوء عن اتباع طريق الخطأ والاستيلاء على حقوق العباد من أموال الدولة التي تنفقها في سبيل خدمتهم وسعادتهم وما يقومون به من عمل مخلص من أجل الوطن، وقبل كل شيء نفس تخشى الله وتخاف عقابه الذي لا شك أنه أشد وأقوى من عقاب الدنيا. إن ما يفعله هؤلاء هو وقوف في وجه التنمية والتطور ومحاولة القضاء على أمن وأمان البلاد وخيانة للوطن الذي أعطى ولم يبخل، فيجب مراعاة الله عز وجل في كل أمور حياتنا وصيانة الأمانة التي عجزت عن حملها السماوات والأرض والجبال وحملها الإنسان الذي كان ظلوما جهولا، والأمانة الذي حملها الإنسان (هي التعفف عما يتصرف فيه الإنسان من مال وغيره، وما يوثق به من الأعراض والحرم مع القدرة عليه، ورد ما يستودع إلى مودعه). ولكن الإنسان لم يستطع صيانة الأمانة وخان القيام بها لجهله وظلمه. يجب أن توضع إستراتيجية من أجل الرقابة الدائمة على المال العام والمحاسبة أولا بأول على كل ما يخص هذا المال، والله يحفظ البلاد والعباد من كل من تُسول له نفسه الخيانة وخاصة أمن البلاد وأمانه.
2256
| 05 مايو 2024
من أهداف دولة قطر ضمن رؤيتها الوطنية وإستراتيجياتها العمل في قطاع السياحة لاستقطاب ٦ ملايين سائح سنويا مع حلول عام ٢٠٣٩، وتتركز في التزامها بتوفير المناخ المناسب للسياحة واستثمار مجالات واسعة من المتاحف والمعالم الثقافية واستضافة المعارض والأحداث والفعاليات العالمية، ولم تقصر الدولة في ذلك فقد رأينا الكثير من هذه الفعاليات والمعارض، وأبرزها ما كان في كأس العالم ٢٠٢٢ وكأس آسيا ٢٠٢٤ ومعرض (إكسبو) للبيئة الذي جذب الكثير من الزوار من داخل قطر وخارجها والفعاليات التي صاحبت هذه المعارض والأحداث ولم تقصر هيئة السياحة في افتتاح العديد من المنتجعات والشواطئ من أجل تنشيط السياحة والترفيه عن المواطن والمقيم. ومن هذا المنطلق ونحن قد اقتربنا من استقبال فصل الصيف واقتراب الدراسة على الانتهاء، فإن ذلك يلقي بعض الأعباء على عاتق الدولة ممثلة في هيئة السياحة منذ الآن للعمل على تهيئة الأماكن السياحية المناسبة للصيف كالشواطئ والأماكن الترفيهية وإعداد الفعاليات المناسبة للصغار وخاصة لمن لا يمكنه السفر والهروب من الحر للخارج، وتهيئة الأماكن التي تعمل على توفير الراحة والاستجمام لجميع المستويات الاجتماعية بأسعار مناسبة، بحيث يمكن للجميع الاستمتاع بالإجازة واستثمار أوقات الفراغ لدى الطلاب واستجمام العاملين من أجل تجديد النشاط عند العودة للعمل. والأمر يحتاج إلى التخطيط الجيد وعمل إستراتيجية مرنة في تنفيذ الفعاليات وتجهيز الأماكن الترفيهية بعيدا عن الازدحام والفوضى التي نراها للأسف قد بدأت مبكرة وشاهدناها خلال إجازة العيد حيث امتلأت الشواطئ بالناس من كل الجنسيات ولم تجهز بشكل جيد بحيث يمكن للجميع الاستمتاع، وقد ذهبنا مع الصغار إلى هناك وكانت المفاجأة بعدم وجود مقاعد كافية ولا مظلات وقد احتل الآلاف من الناس كل الأماكن لدرجة عجرنا عن مشاركة الصغار في الاستمتاع بالشاطئ، إن الأمر يحتاج إلى تنظيم وتنسيق مع جميع الجهات المعنية بالسياحة بدءا من هيئة السياحة ووزارة البلدية ووزارة الداخلية وهيئة المتاحف وغيرها من الجهات حتى يمكن تنظيم موسم سياحي جميل خلال فترة الصيف، وخاصة ونحن نرى أن قطر أصبحت وجهة للسياحة يقصدها القريب والبعيد، وخاصة أن لدينا أماكن سياحية أدهشت كل من زار قطر وشاهد معالمها وتملك مقومات السياحة الكاملة إذا ما تعاون الجميع من أجل رسم صورة جميلة لقطر الحبيبة.
543
| 28 أبريل 2024
تدخل محلا من المحلات في اي مجمع تجاري أو جمعية او غيرها وأنت تتوقع أن الأسعار فيها كما تعودت من قبل ولكن تصيبك الدهشة وينعقد لسانك وأنت تريد سؤال البائع عن سبب ارتفاع السعر بعد أن كان أقل من ذلك بأكثر من ٢٠ ريالا، ولكنه يسكت بلا جواب، وما عليك أنت إلا أن تسكت أيضا وتقرر إما أن تشتري وإما أن تخرج دون أن تلتفت إلى البضائع الأخرى التي جئت من أجلها وتصطدم بالسعر!. نعم.. الأسعار عندنا كل يوم وليس كل شهر ترتفع وبشكل كبير رغم أننا بلد والحمد لله لا تفرض الدولة علينا ضرائب على التسوق، والأدهى أن ترى ذلك الارتفاع الأكبر في مؤسستنا الوطنية التي المفروض أنها تراعي المواطن واحتياجاته، كما بدأت من قبل ولكن للأسف بعد تحولها لشركة مساهمة أصبحت من أكثر المجمعات ارتفاعاً في الأسعار. وخلال فترة شهر رمضان ومن بعده العيد ترى في ارتفاع الأسعار العجب، كل يضع السعر الذي يعجبه دون دراسة للقدرة الشرائية ليس لفئة معينة بل للسواد الأعظم من الشعب الذي يعتمد اعتمادا كبيرا على دخله من راتبه الشهري دون أي دخل إضافي مما يجعله في حيرة بين ما لديه من قدرة مالية وبين احتياجاته التي لابد منها ليس الكمالية بل الأساسية من مأكل ومشرب وتعليم وملبس وغيره. قد نعذر أن نجد الارتفاع والانخفاض في السعر بسبب سياسة العرض والطلب وهذا قد يكثر في مسألة الاحتياجات الغذائية أكثر، ولكن يكون الارتفاع في السلع التي لا تشملها هذه السياسة وخاصة ألعاب الأطفال وأسعار الأماكن الترفيهية التي تشتعل نارا وشرارا مما يجعل بعض الأسر غير قادرة على ترفيه أطفالها خلال المناسبات. إن الأمر يحتاج إلى سياسة حازمة وخطط مدروسة من قبل وزارة الاقتصاد والتجارة من قسم حماية المستهلك بالذات لتنظيم الأسعار ومراقبتها وليس ترك الحبل على الغارب لمن هب ودب يتحكم ويتلاعب في الأسعار ويخنق المواطن والمقيم بذلك الحبل، بالإضافة إلى اهمية مراقبة مميزات الكثير من السلع التي تدخل البلاد ولا تراقب وتحتوي على الكثير من العيوب الفنية ويشتري المرء هذه السلع ويحتار إلى أي جهة يتوجه حتى يقدم شكواه. لذا لابد من السرعة في اتخاذ تلك الخطوات ومراقبة الأسعار بين فترة وأخرى وملاحظة الفرق وخاصة أن الدولة قد كبرت وزادت المجمعات التجارية واختلفت السلع وتنوعت وزادت الدول التي نستورد منها، وبالتالي الحاجة ماسة إلى تكثيف الحملات وزيادتها حتى يمكن السيطرة على الأمور وعدم تركها تتحكم في المواطن والمقيم.
966
| 21 أبريل 2024
ما أن انتهى شهر رمضان، وعسى الله تعالى يتقبل صيامكم وقيامكم وبدأت أيام العيد السعيد، هلت علينا بطاقات دعوة للأعراس ودخول عدد من بناتنا وشبابنا القفص الذهبي الله يسعدهم ويهنيهم، وبالطبع فإنه بمجرد أن تبدأ الخطبة ويتم الاختيار والموافقة، تبدأ الحياة الزوجية ويرتبط كل من العروسين ببعضهما البعض ويرسمان معا نموذجا لحياتهما المقبلة وترتيبها وكيفية التعايش مع بعضهما البعض واكتشاف كل منهما للآخر، رغم أن هذه الفترة وهي فترة الخطبة قد يخفي كل منهما بعض ما لديه من سلوكيات وأطباع حتى يظهرا بصورة جميلة ومتكاملة، ولا يمكن أن نلومهما، فكل منهما يأمل أن تختفي تلك السلوكيات التي أخفيت بعد دخول الحياة الزوجية والعيش مع بعضهما البعض في بيت واحد. وقد يكون الاختيار تم بسبب مناسبة الشاب للفتاة من الناحية الاجتماعية والمالية والنسب والعمل وغيرها، ولكن قد يتناسى البعض أو ينسى أن هناك نقاطا مهمة لابد أن تتوافر في كل من الطرفين، على الأهل إيضاحها للزوجين قبل حفل الزفاف الذي للأسف قد يأخذ قدرا كبيرا من الاهتمام من ناحية تجهيز القاعات بكل مظاهر الفرح والأناقة من أكبر مصمم قاعات الأفراح، وتوزيع بطاقات الدعوة والاهتمام بالعشاء للمدعوين. تلك النقاط التي هي أساس كل حياة زوجية تريد أن تستمر وتعمر بدون أي خلافات قد تعصف بها وتدمرها مثلما حدث ويحدث في الكثير من البيوت، نقاط يغفل عنها من يريد دخول الحياة الزوجية بل قد يجهلها تماما وكذلك الأهل!. نقاط تبنى عليها حياة أسرة تزيد في المجتمع ومنها تخرج أجيال متتالية، وأولى هذه النقاط الاحترام بين الزوجين وتقدير كل منهما للآخر والتفاهم بين الزوجين ومحاولة تهدئة الأمور والتفكير بحكمة عند حدوث أي اختلاف في وجهات النظر وإتاحة الفرصة لكل منهما بتوضيح تلك الوجهة والرأي ومن ثم مناقشته واختيار الأفضل من الآراء والحلول حتى تتوحد الوجهات، وكذلك إيمان الزوجين بأن الحياة الزوجية تحتاج إلى شيء من التنازل والتضحية ليتم التوافق وعدم الإصرار على فكرة تخالف فكرة الطرف الآخر، والتأكد من أن الحياة الزوجية شراكة لابد أن تقوم على حسن الظن والاتفاق على بنود معينة حتى تنجح، والأهم من ذلك عدم دخول أطراف خارجية في أي اختلاف بين الزوجين وخاصة من الأهل والمعارف، الأمر الذي قد يزيد النار اشتعالا، وذلك بإضافة وجهات نظر قد تسبب زيادة الخلاف وقبل كل شيء هناك نقطة المودة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه العظيم حيث قال: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)، فهذه الآية الكريمة تجسد كل الحياة الزوجية من السكن والطمأنينة والأمن والمودة والرحمة والتي تنبع منها الحب والعشرة الطيبة، وبذلك تستمر الحياة وتثمر. ومن هذا المنطلق وبسبب حالات الطلاق الكثيرة لابد من إيجاد دورات ومحاضرات للمقبولين على الزواج يحصل هؤلاء فيها على شهادات تؤهلهم لإتمام الزواج.
909
| 14 أبريل 2024
ها قد اقتربت أيام شهر رمضان على الانقضاء وسترحل إلى السنة القادمة التي نأمل أن نعود إليها، وقد ينتابنا بعض الضيق والحزن لأن شهر رمضان سوف يغادرنا ولكن علينا أن نبعد عن كل ذلك، فلا يجب أن نحزن لهذا الرحيل بل نودعه على لقاء آخر، بل أن نستمر في الشعور بأننا ما زلنا في أيامه ولياليه نستمتع بروحانية جميلة وشعور بالخشوع ورغبة ملحة في التقرب إلى الله عز وجل والتماس العفو والمغفرة منه، ونظل على العهد مع الله أن نكون طوال حياتنا كما كنا في شهر رمضان. ومن هذا المنطلق لابد أن نستقبل العيد بفرحة ونعطيه حقه بالاستمتاع بأيامه لأن هذا العيد هو جائزة أعطاها الله لعباده الصائمين القوامين طوال الشهر المبارك الكبار والصغار، وهو بهجة للجميع. ولذا لابد ألا نفقد شغف العيد ولا نقوم بما يجب فيه من فرح وأكل وشرب ولبس الجديد كل على حسب قدرته وإمكانياته، فالفرحة الحقيقية تنبع من داخل الإنسان وليس فقط بمظهره وهندامه، والفرحة تكون بجمعة الأهل والأقارب والزيارات وتجمع الأطفال وهم يتسلمون العيدية بفرحة مهما كانت قيمتها. فالإنسان يحب أن ينمي شغفه بالعيد وفرحته حسب ما يراه فقد يسافر ليستمتع مع أطفاله خلال العيد في منطقة أخرى يشاهد فيها مظاهر العيد في تلك الدول ويسعد بفرحته بالعيد بأنه قد استمتع بالعيد بطريقته، وللأسف البعض قد يفقد الشغف بالعيد ويظل يتذكر أحزانه على من فقد من أحبابه ووجودهم حوله فيبتعد عن من حوله ليعيش الأحزان مرة أخرى أو يحلو له أن يتذكر الظلم والغبن الذي تعرض له في أي مكان وترى التعاسة والعبوس على وجهه. علينا في هذا اليوم أن نسعد وننشر الفرحة على من حولنا، ونفرح بالعيد كما أراد الله لنا أن نفرح ونسعد ونأمل أن يكون العيد فرحة وأجمل وكل عام وأنتم بخير.
975
| 08 أبريل 2024
يتساءل بعض من يتابع مقالاتي عن غيابي أحيانا عن الكتابة وبالطبع هذا يكون بشكل طارئ حيث إنني أحيانا أكون بوعكة صحية تجعلني أبتعد قليلا عن الكتابة وخاصة في هذه الأشهر التي يتقلب فيها الطقس، وقد أعجز عن الكتابة وأتأخر فأعتذر. ولكن عاهدت نفسي أنني سأظل أكتب وأتواصل مع الحياة ومن حولي بكلماتي حتى أصل إلى حد العجز عن التفكير والكتابة. نعيش هذه الأيام في أجواء روحانية رائعة في شهر رمضان المبارك الذي بدأت حبات مسبحته تتناثر بسرعة، متمنية للجميع قضاء صيامه وقيامه بكل عافية وخشوع. تمر علينا الأيام وتنقضي ونحن نعيش مع من نحب وعندنا يقين أننا سنظل معهم إلى الأبد وهذا الأبد قد ينتهي بفقد أحدهم واختفائه من بيننا، ولكن تظل أشياؤه حولنا تذكرنا به، وخاصة في شهر رمضان حيث كان في البيت يدور ويلف حولنا وهو يتفقد هذا ويطمئن على ذاك، ولا يمكن أن تغمض له عين حتى يشعر أن هذا في راحة واطمئنان، هؤلاء نفتقدهم ونتذكر كل لحظاتنا معهم وخاصة في هذا الشهر. في هذا الشهر تكثر التجمعات العائلية التي نلتقي بمن باعدتنا بيننا الكثير من العقبات والمشاغل التي جعلت أحدنا لا يرى الآخر إلا في مثل هذه المناسبات، فقد تمر الشهور وتنقضي الأيام ولا نكاد نرى أو نسمع عن أحدنا وهو يكاد لا يتذكرنا إلا في لحظات قد يشتاق إلينا فنرى رقم هاتفه يضيء على شاشة الهاتف فتعود المودة واللهفة لسماع صوته، لتعود الذكريات والسوالف الجميلة والوعد بالزيارة واللقاء، فمهما بعدت المسافات والطرق تظل القلوب والنفوس هي الأقرب وخاصة إذا كانت تلك المكالمة في شهر رمضان، فهذا الشهر قد نستقبل منه من كان بعيدا لدرجة أننا كنا نعتقد أننا لن نراه أبدا ولكن الحمد لله أن نعطي هذا الشهر حقه في التواصل والتزاور مع الأهل والمعارف والأصدقاء حتى من ابتعدت عنهم عيوننا لسنوات ولكن ما بيدنا من تكنولوجيا ساعدتنا على ذلك التواصل والبقاء على المودة والبر، فهذا الشهر مهما ظهرت عليه بعض التغييرات التي أحدثها الناس بحكم التقدم والتطور سيظل شهر الخير والبركة والتواصل وشهر النفحات الطيبة والعودة إلى رحاب الله عز وجل وزيادة طاعته وفعل ما يأمرنا به من معروف وينهانا عنه من منكر وإن كان هناك ما يسيء له من تصرفات وسلوكيات من بعض الناس من تلك الولائم والاحتفالات والتي تنفق فيها الأموال الباهظة ناهيك عن تلك الزينة التي ابتدعت لهذا الشهر والتي لابد أن يدرك من يقوم بها خطأ ما يفعل. ولا ننسى أن ندعو الله عز وجل ونبتهل إليه أن يعيده علينا باليمن والبركات وطول العمر في فعل الخير والبر وأن يهدي من أضله الله ويشرح صدره ويعود تائبا مستغفرا وأن نظل دائما في تواصل ومحبة وإعطاء رمضان حقه الصحيح.
231
| 31 مارس 2024
اليوم يحتفل الأطفال في دول الخليج وبعض الدول العربية في النصف من رمضان وكل دولة لها مسمى لهذا اليوم، فعندنا في قطر نقول (القرنقعوه ) وفي دولة الإمارات (حق الليلة ) وفي الكويت (القرقيعان ) وفي البحرين الناصفة وفي المملكة العربية السعودية القرقيعان ) وأما في عمان فتسمى ( القرنقشوه). وفي هذه الليلة يطوف الصغار على البيوت ويرددون أغنية القرنقعوه ويعطيهم أهل البيت الحلويات والمكسرات وكان في الماضي يرتدي الأولاد الثوب والبنات الدراعة والبخنق ويجتمع الأهل يتدارسون القرآن بعد صلاة التراويح وكانت من أروع الليالي في شهر رمضان. أما هذه الأيام فقد ابتدع الناس طرقا مختلفة للأطفال بهذه الليلة من تجهيزات القرنقعوة في أشكال مختلفة وإضافة حلويات أخرى بالإضافة إلى إقامة الحفلات المليئة بأنواع المأكولات والمشروبات والهدايا وتوزيع الدعوات بتكاليف باهظة بل أصبحت المحلات تتسابق في تغليف الهدايا من القرنقعوه من أجل التوزيع على المعارف والأصدقاء، وللأسف أن كل ما يقدم من حلويات ومكسرات لا يتناولها الصغار بل يكون مكانها صناديق القمامة اعزكم الله للأسف لقد تغيرت المفاهيم للكثير من عاداتنا الجميلة التي كنا نقوم بها في رمضان، فأصبحت تقام ولائم العشاء التي تسمى ( الغبقة ) بشكل فيه الكثير من الإسراف والبذخ في البيوت مع تجهيزها بالزينات التي تكلف بتنفيذها شركات بأسعار عالية فقط من أجل المظاهر والمباهاة، وإذا نعلق على مثل هذه السلوكيات والتصرفات يعتبر البعض ما نقوم به لا يمت لواقعنا المعاصر بشيء وإنه لابد أن نحتفل بشكل راق كما يفعل الغير حتى لا يكون أحدهم أفضل منا !! كما أن هذا الشهر أصبح فرصة لإظهار المباهاة بالملابس والذهب وخاصة النساء اللاتي يحاولن اقتناء أفضل ما في السوق من أجل المنافسة والتباهي فتجد إحداهن وقد جهزت ملابس لها على عدد أيام شهر رمضان بهدف إبراز ما لديها لكل من حولها، وإلى التفنن في إعداد الأطباق والمأكولات التي قد لا تمس الواقع أحيانا، فحدث ولا حرج، فالكل يبدع ويتفنن في إعداد الطعام من خلال العاملات في البيت والطلب من المطاعم المنتشرة في أنحاء البلاد لقد ذهبت روح رمضان من هذا الشهر في أيامنا هذه حتى لو حاولنا أن نصمم الديكورات بأثاث زمان وأيام أول ونعطي نكهة رمضان القديم، فلن نستطيع أن نعيد تلك الأيام لأن ما نفعله الآن ما هو إلا مظاهر لا طعم لها ولا رائحة بل لا روح زمان أول المتسمة بالبساطة والقلب الرحب والبيت المفتوح في أي وقت. مع النقصات الرمضانية بكل بساطة وحب. إن رمضان ليس بهذه المظاهر رمضان شهر عبادة وخشوع واسترجاع لأنفسنا وتطهيرها مما علق بها من سلوكيات وتصرفات لا تمت لديننا الحنيف بشيء، رمضان شهر لأن نعود إلى براءتنا ونؤدي فرائض ديننا بكل اقتدار ونهذب نفوسنا ونملأها حبا وتسامحا وعفوا، ونأمل أن يحاول كل منا ذلك وكل عام وأنتم بخير.
480
| 24 مارس 2024
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم...
8853
| 09 أكتوبر 2025
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت...
5571
| 14 أكتوبر 2025
المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا...
4998
| 13 أكتوبر 2025
منذ صدور قانون التقاعد الجديد لسنة 2023، استبشر...
2655
| 12 أكتوبر 2025
في خطوة متقدمة تعكس رؤية قطر نحو التحديث...
2532
| 12 أكتوبر 2025
مع دخول خطة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ،...
1791
| 10 أكتوبر 2025
قبل كل شيء.. شكراً سمو الأمير المفدى وإن...
1737
| 08 أكتوبر 2025
لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة...
1716
| 08 أكتوبر 2025
قمة شرم الشيختطوي صفحة حرب الإبادة في غزة.....
1425
| 14 أكتوبر 2025
في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر...
1110
| 09 أكتوبر 2025
حين نسمع كلمة «سمعة الشركة»، يتبادر إلى الأذهان...
966
| 10 أكتوبر 2025
سنغافورة بلد آسيوي وضع له تعليماً خاصاً يليق...
954
| 09 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية