رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

نعيمة عبدالوهاب المطاوعة

مساحة إعلانية

مقالات

486

نعيمة عبدالوهاب المطاوعة

المعلم والتحديات

06 أكتوبر 2024 , 02:00ص

كلما جاء يوم المعلم تلوح أمامي صورة لم ولن أنساها، صورة لمعلمة فاضلة بذلت جهودا كبيرة من أجل أن تحقق لبنات قطر أمنيتهن في التعليم وطرقت الأبواب على الأهالي من أجل إقناعهم بقبول تعليم بناتهم وتواصلت مع أولياء الأمور في البلاد من أجل الحصول على الموافقة بفتح مدرسة للبنات استكمالا لما بدأته في بيتها من دراسة لبعض البنات في حفظ القرآن وتعليم بعض حروف وكلمات في اللغة العربية، وكان لها ذلك وافتتحت مدرسة بنات الدوحة الذي كان العموم يطلق عليها (مدرسة آمنة محمود).

تلك المعلمة الأولى التي كانت أول من يحضر للمدرسة وآخر من يخرج منها تطمئن على هذه وتستعلم عن تلك، هيبتها كانت تجعل كل من حولها يهابها احتراما لها وتقديرا، وكانت تتعامل مع المعلمات في المدرسة مثل الأم مع بناتها.

هكذا كانت المعلمة الأولى (رحمة الله عليها وجزاها الله عن بنات قطر الخير) السيدة آمنة محمود الجيدة.

نعم، المعلم سواء كانت ذكرا أو أنثى يقوم بمهمة ويعمل بمهنة تعادل كل المهن، بل إنها أم المهن التي يتخرج منها الذين يعملون في مجالات مختلفة، والمعلم هو من يبدأ مع الإنسان أولى خطواته في التعليم والفهم ويعطيه المعلومات والمعطيات التي تهمه في حياته كلها ويتعامل معه في سنوات حياته كلها حتى يتخرج ويعمل.

المعلم يدخل الفصل وهو بالتأكيد يحمل نفسية معينة وخلفية ثقافية وقدرة معينة فيرى الطلاب في زي موحد وسن واحدة ولكنه يدرك أن كل واحد منهم يختلف عن الآخر في اتجاهاته والبيئة واختلاف المستوى الفكري والعقلي، لذا فإنه لابد أن يحاول أن يصل إلى عقولهم ويوصل المعلومات إليهم بحيث يستوعبونها وتحقق نتائجها ويتعامل مع كل واحد حسب قدرته الفكرية بل أحيانا يضطر إلى أن ينزل إلى مستواهم العقلي بشكل يمكنه من توصيل معلوماته.

المعلم يقضي تقريبا معظم حياته للمدرسة فهو في الصباح يدرس ويعلم وفي المساء يقيم الطلاب ويتابع قدرتهم على الاستيعاب في البيت.

والتحدي الكبير الذي يجده المعلم من الجنسين عندما يكون من معلمي الطلاب الذين يحتاجون إلى قدرة معينة وكفاءة في توصيل المعلومات ممن هم من ذوي الاحتياجات الخاصة أو كما يطلق عليهم الآن (أصحاب الهمم) وكذلك الذين لديهم ظروف خاصة مثل التوحد وضعف التعلم والتشتت التي لم تقصر الدولة بإنشاء مدارس خاصة لهم، وهذا التحدي الذي يعمل على تخريج طلبة كانوا في الماضي أطفالا تخجل أسرهم منهم ليظلوا في طي النسيان دون أدنى تعليم بحيث يمثلون عالة عليها، ومعلم هذه المدارس يبذل قصارى جهده ليؤدي دوره المطلوب منه وتأتي النتيجة كما هو المأمول منها.

لا يمكن لأحد منا أن ينكر أن هناك معلما أو معلمة كانوا دافعا قويا لمساعدتهم في اجتياز بعض الصعوبات والتأثير في مستقبلهم ودعم طموحاتهم وظل ذلك المعلم المثل الأعلى الذي يضعه الطالب طول حياته أمام ناظريه.

فتحية لكل من كانت له بصمة في تعليم طفل وقدوة له ومثلا يحتذى به، تحية لكل معلم ومعلمة وقائم على إدارة مدرسة ومتابعة طلابها، تحية وإجلال ورحمة واسعة لمن كانت له البصمة الأولى في التعليم في قطر.

مساحة إعلانية