رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

روسيا ومجزرة حلب

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); استغل النظام السوري المجرم تعثر المفاوضات حول الأزمة السورية في جنيف والصمت الدولي وقام بفرض حصاره على مدينة حلب وباشر قصفها محاولا السيطرة عليها وحسم الحرب لصالحه. منذ أيام قليلة قالت مجلة نيويورك تايمز إن بوتين خدع الغرب مجددا عندما أعلن سحب قواته من سوريا وقالت إن العكس هو الذي حدث وأن موسكو قد أرسلت مزيدا من القوات إلى سوريا لدعم نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين ومجاميع الميليشيات التابعة لها لحسم الحرب في حلب والسيطرة عليها، وأنها "تقوم حاليا بتحريك قوات مدفعية نحو الشمال السوري لمساعدة نظام بشار الأسد وحلفائه الإيرانيين في شن هجوم بري واسع على حلب وريفها" وهو الأمر الذي سيترتب عليه نزوح نحو 400 ألف سوري في اتجاه الحدود التركية. ويبدو أن النظام وحليفيه روسيا وإيران يعلمون أن الاتفاق الأمريكي ـ الروسي مجرد وهم ويستغلون الصمت الدولي ودي ميستورا وجنيف والموقف الأمريكي المتردد والمتخاذل لكسب الوقت وقلب ميزان القوى تماما على الأرض ويشجعهم على ذلك غياب أي قوة رادعة لهم وإمعانا في الخداع والكذب زعمت وسائل الإعلام الروسية في وقت سابق أن المعارضة هي التي تقصف حلب والمدنيين وتلحق الدمار بمرافقها ومستشفياتها والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة هو لماذا تصر روسيا بعد كل هذا الوقت على دعم الأسد ومشاركته في مجازره؟صحف أجنبية عديدة أجابت هذا الأسبوع عن هذا السؤال فصحيفة نيويورك تايمز قالت بأن بوتين يفعل ذلك لسببين أولهما أن موسكو تريد بوجودها حول العالم أن تبعث برسالة مفادها أنها قوة عالمية كما تريد استخدام نفوذها في سوريا لتأمين موقف قوي في المفاوضات مع الغرب على مسائل أخرى مثل أوكرانيا بينما قالت صحيفة دي فيلت الألمانية إن الرئيس فلاديمير بوتين يفعل ذلك ليحرر روسيا من عزلتها ويجعل الولايات المتحدة بحاجة إلى الجلوس إلى مائدة المفاوضات، و"أن أشباح الثورات الملونة التي وقعت في جورجيا 2003 وأوكرانيا 2004 وجمهوريات آسيا الوسطى وما حدث في الشيشان تطارده في منامه"، واستطردت وقالت "وفقا لمنطق بوتين إذا نجحت عملية الإطاحة بالأسد فمن المحتمل أن تنجح ثورة في روسيا نفسها"، فما يجري في سوريا في رأي بوتين ثورة ملونة وقد وصف رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال جيراسيموف في كلمته أمام مؤتمر الأمن الدولي في موسكو ما يجري في سوريا بأنه ثورة ملونة وهو نفس رأي جنرالات الجيش الروسي الذين يخوضون الحرب في سوريا فهم يرون ما يجري اضطرابات شعبية سلمية ــ مدعومة من الغرب ـ فشلت فتحولت إلى صدام مع الجيش وتستهدف القضاء على السلطة والدولة وبالتالي فمن حق الجيش القضاء عليها لأن وجود الدولة أهم من أي شيء آخر وطبقا لهذا المنطق بحسب الصحيفة ــ فهم لا يعتبرونها ثورة شعب انتفض لحريته وكرامته وإنما مؤامرة غربية ". أما صحيفة التايمز البريطانية فقالت إن الحفاظ على الأسد يضمن لروسيا موطئ قدم في الشرق الأوسط ويمثل نصرا شخصيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لذلك تتوقع الصحيفة أن تتصاعد المجازر في حلب لأنه ليس هناك التزام من قبل نظام الأسد وموسكو بمفاوضات جنيف فهما ينظران إلى العملية السياسية كغطاء للعمليات العسكرية فيما يركز الغرب فقط على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ولا يلتفت لأي شيء آخر ولو كان المجازر، ولذلك فإن الهدنة التي أعلن عنها فجر يوم 5/5/2016 لم تكن إلا ذرا للرماد في العيون وإمعانا في استخدام الغطاء السياسي لتوسيع دائرة المجازر في حلب وريفها إذ لم تصمد هذه الهدنة سوى وقت قصير .

401

| 10 مايو 2016

هل انتهى دور قناة السويس

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تواجه قناة السويس التي يعوّل المصريون على إيراداتها من العملات الصعبة، الكثير من التحديات، وفي الوقت الذي صوّر الإعلام فيه مشروع تفريعة القناة بأنه المشروع الذي سيغير خارطة العالم وسيضاعف إيرادات القناة إلى نحو 13.3 مليار دولار في العام، إذا بعدد السفن المارة بالقناة يتناقص وإذا بإيراداتها تنخفض إلى أرقام غير مسبوقة. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما التحديات التي تواجه قناة السويس وما مدى أثرها على الدور الذي تلعبه في العالم؟ لا شك أن التحديات التي تواجه القناة جمة، ومنها تحديات قائمة بالفعل ومنها تحديات محتملة، ويأتي في مقدمة التحديات القائمة: تباطؤ حركة التجارة العالمية نتيجة انكماش الاقتصاد الصيني والأوروبي، وقدر بعض الخبراء تراجع حركة التجارة العالمية بنسبة 25% عن عام 2014، كما أكد تقرير لصندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي لن يتعدى نموه في العام الجاري 2016 نحو 3%، وقالت وكالة موديز للتصنيف الائتماني أن مضاعفة إيرادات قناة السويس تعتمد على فرضية الانتعاش الحاد في التجارة العالمية ومضاعفة عدد السفن التي تعبر القناة إلى 97 يوميا مقابل أقل من 50 في الوقت الحالي، وهو أمر لا يبدو ممكنا في العامين القادمين، فقد تراجعت قيمة الواردات في 11 دولة من دول الاتحاد الأوروبي وأظهرت البيانات بلوغ معدل البطالة في دول الاتحاد الأوروبي 9.6%، كما تراجعت قيمة واردات بلد عملاق كالصين بعد انخفاض معدل النمو لديها في العام الماضي إلى أقل من 7%، ومن بين التحديات التي تواجه القناة قيام التكتلات الاقتصادية وارتفاع حجم التجارة البينية بين أعضائها، بما يعني أن التجارة لم تعد كما كانت من الشرق إلى الغرب وبالعكس، وتحول بعض الناقلات العملاقة إلى رأس الرجاء الصالح بالنظر إلى انخفاض أسعار الوقود وثبات رسوم القناة ومن التحديات، كذلك اعتماد دول أوروبية على غاز ونفط روسيا الاتحادية وتطوير العديد من الدول لوسائل الحصول على الطاقة البديلة واكتفاء الولايات المتحدة من حاجاتها النفطية بعد زيادة إنتاجها من النفط الصخري وتطور تقنيات إنتاجه والتوسع في زيادة المصانع المنتجة للسيارات اليابانية في أوروبا والولايات المتحدة وهو ما قلل من حجم صادرات السيارات إلى أوروبا بالإضافة إلى استخدام الصين لخط سكك حديد شونكينغ دويسبورغ، وهو خط بطول 11 ألف كم وأسرع بمرتين من النقل البحري وأرخص بمرتين من النقل الجوي. أما التحديات المحتملة فيأتي في مقدمتها توسيع قناة بنما لتستوعب الناقلات العملاقة، والمتوقع الانتهاء منه في نهاية هذا العام 2016، ومعلوم أن قناة بنما تربط بين المحيطين الهادي والأطلنطي وتعد ممرًّا أساسيًّا للمبادلات التجارية بين أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسي،ا ويتوقع أن تتأثر قناة السويس سلبا في خطوط ثلاثة وهي خط نيويورك –هونج كونج، ونيويورك- شنجهاي، ونيويورك- ملبورن، إذ إنها توفر طرقا أسرع من التي توفرها قناة السويس ومن التحديات المحتملة طريق الحرير البحري والبري الذي أعلن عنه الرئيس الصيني في مؤتمر دولي 2014، وهو طريق سيمتد برا وبحرا من وسط الصين إلى آسيا الوسطى ثم إلى أوروبا عبر البوسفور عابرا دول كثيرة. وربما كان الممر الشمالي الغربي المار عبر القطب الشمالي هو الأكثر إلحاقا للضرر بقناة السويس، فيما لو استمر ذوبان الثلوج، وخاصة بعد أن طالبت صحيفة الصين الرسمية يوم 20/4/2016، شركات الملاحة باستخدامه نظرا لأنه يوفر مسافة كبيرة بين دول أوروبا والصين لأنه يقلص المسافة بين يوكوهاما في اليابان وبين روتردام في هولندا بمقدار حوالي 4450 ميلا، ووفقا للتوقعات الحالية فإن 18000 سفينة من المتوقع أن تستخدم هذا الطريق في المستقبل، وهو تقريبا الرقم نفسه الذي يمر سنويا عبر قناة السويس، وقد اعتبرت وسائل الإعلام الغربية هذا الممر نذير شؤم لقناة السويس سيقلل من قيمة مصر الإستراتيجية، بينما يعزز من القيمة الإستراتيجية لروسيا التي تسيطر على شرق هذا الممر. ومن المشاريع التي تشكل خطرا على قناة السويس ذلك المشروع الذي دشنه بنيامين نتنياهو في سنة 2014 ويتضمن بناء ثلاثة موانئ في كل من أشدود وحيفا وتل أبيب وربطها بخط سكك حديد يصلها بميناء إيلات لنقل الركاب والبضائع ليكون بديلا ومنافسا قويا لقناة السويس المصرية. ويشكل الإرهاب الذي يضرب سيناء والصومال وباب المندب تهديدا محتملا إذا لم يستأصل وربما أرغمت هذه التحديات المسؤولين على خفض رسوم عبور القناة، وهو ما سيؤثر بشكل سلبي في حياة المصريين الذين أنفقوا 8.5 مليار دولار على تفريعة القناة. ولكن مع كل هذه التحديات القائمة والمحتملة فإن لقناة السويس دورا تلعبه لما تنفرد به من مزايا ليس لها نظير، وربما قللت هذه الطرق البديلة والمشاريع المحتملة -في المنظور القريب وربما البعيد أيضا- من عائدات القناة وأهميتها، ولكنها لن تستطيع بأي حال من الأحوال إنهاء دورها في الربط بين الشرق والغرب.

1555

| 04 مايو 2016

برلمان طبرق يفشل في منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في الوقت الذي بدأت حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، تعزز فيه من وجودها في طرابلس بحصولها على تأييد البنك المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط والاتحاد الوطني لعمال ليبيا وهيئة الاستثمار الليبية والمجالس البلدية، وباستلامها من أيام قليلة مقري وزارتي الشؤون الاجتماعية والإسكان للمرة الأولى منذ دخولها العاصمة طرابلس وفي الوقت الذي بدا فيه الحل ممكنا بل وقريبا، فشل البرلمان -المعترف به دوليا- مجددا في عقد جلسة للتصويت على منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، فقد دب الخلاف بين المؤيدين والمعارضين وحال دون انعقاد الجلسة ودون تحديد موعد آخر لانعقادها، فثمة من يرى أن يكون التصويت على منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني أولا، وثمة من يرى أن يكون التصويت على تضمين الاتفاق المبرم برعاية الأمم المتحدة في الصخيرات في الإعلان الدستوري لعام 2011 أولا، بينما يرى المحللون أن الخلاف الحقيقي يكمن في المادة الثامنة من الاتفاق التي تجرد قائد الجيش المثير للجدل والظنون خليفة حفتر -الذي عينه برلمان طبرق- من منصبه ولا تمنحه أي دور يلعبه وتجعله بلا مستقبل سياسي في العملية السياسية الجارية، أي أن الصراع في حقيقته بين الجيش بقيادة حفتر والمجلس الرئاسي برئاسة فايز السراج، خاصة بعد أن عين الأخير العقيد المهدي البرغثي وزيرا للدفاع في حكومة الوفاق، وهو الأمر الذي رفضه حفتر رفضا شديدا.الاتحاد الأوروبي هدد المعارضين للاتفاق بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2259 الذي يتضمن وقف الدعم والاتصال الرسمي مع المؤسسات الموازية، والذي يطالب مجلس النواب في طبرق ألا يقوم بغير الدور المرسوم له، وهو منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني وطبقا لاتفاق الصخيرات ولقرار مجلس الأمن، فلا يحق لبرلمان طبرق تعديل المادة الثامنة من الاتفاق، ما يعني خروج حفتر من المشهد الليبي برمته، وهو أمر لا يروق للعديد من أعضاء برلمان طبرق، كما لا يروق للرئيس السيسي الذي يعول على عملية الكرامة -التي يقودها حفتر- الكثير، وقد صرح الرئيس السيسي علنا وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس الفرنسي بالقاهرة أنه يدعم خليفة حفتر في مواجهة الفريق الآخر الذي أبدى إشارات قوية بقبوله حكومة الوفاق. برلمان وحكومة طبرق ليس من السهل عليهما إخراج حفتر وجنوده وبقايا العسكريين القدامى من المشهد السياسي الليبي، خاصة أنهما شرعنا عملية الكرامة واتخذا من أدواتها العسكرية سلاحا ضد خصومهما، كما أن برلمان طبرق هو الذي أسند إلى حفتر منصب القائد العام ورقاه إلى رتبة فريق أول في فبراير من العام الماضي 2015 بدعم ومساندة من القاهرة التي تحاول استخدام الملف الليبي ضد خصومها الأوروبيين الذين يؤيدون حكومة السراج لمقايضتهم ملف الهجرة بملف حقوق الإنسان كما قال صراحة الخبير العسكري الإستراتيجي الإيطالي "كارلوجان"، بيد أن تطورات المشهد السياسي الليبي الآن تصب في صالح خصوم حفتر .

506

| 26 أبريل 2016

الليبيون أمام اختبار صعب

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نالت حكومة الوفاق الوطني الليبية التي يرأسها المهندس المعماري ورجل الأعمال الليبي فايز السراج، تأييد مؤسسة النفط والبنك المركزي والاتحاد الوطني لعمال ليبيا، إضافة إلى بلديات 10 مدن ساحلية غرب ليبيا. وأيا كان الجدل الدائر حول الرجل، فقد باتت حكومة الوفاق الوطني واقعا، وهي تحظى باعترافدولي ومدعومة من الأمم المتحدة ومن عواصم المنطقة ومن الاتحاد الأوروبي، وقد وصل سفراء إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا إلى طرابلس، وعقدوا تباعا اجتماعات مع أحمد معيتيق نائب رئيس وزراء حكومة الوفاق في قاعدة أبو ستة البحرية بطرابلس، وقد أعربوا تباعا عن دعمهم حكومة فايز السراج والوحدة الوطنية الليبية والمسار السياسي. الغرب كما يبدو لن يسمح بمعارضة حكومة الوفاق ومجلسها الرئاسي، وهذا الأمر حمل البرلمان المعترف به دوليا في طبرق على الوعد بالتصويت على حكومة السراج ومنحها الثقة في الثامن عشر من أبريل الجاري، وهو ما سيضطر رئيس حكومة الأمر الواقع في طرابلس خليفة الغويل، الذي اعتبر زيارة السفراء الأوروبيين لطرابلس غير مقبولة ولا يزال يصر على عدم ترك منصبه رغم تنحي حكومته ، سيضطره إلى القبول بالأمر الواقع، خاصة بعد انحياز عمداء 10 مدن غربي العاصمة إلى حكومة السراج.الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يدعمون الخيار السياسي والوحدة الوطنية الليبية لأسباب عديدة، منها أن الصراع بين الفرقاء الليبيين ليس بالإمكان حسمه عسكريا لصالح طرف واحد بعينه، وثانيا لأن ليبيا تعد بوابة كبيرة للهجرة إلى أوروبا، وثالثا لوجود تنظيم الدولة الإسلامية وسيطرته على منطقة سرت وتوغله في اتجاه حقول مرادة النفطية ( 350 ) كم جنوب مدينة سرت في الأيام الماضية وفرار العاملين والموظفين من أربعة حقول، هي: البيضاء، وتيبيستي، السماح، والواحة، بعد مشاهدتهم سيارات التنظيم وهي ترفع أعلامها على مقربة من هذه الحقول. ورابعا لأن تنظيم الدولة اتخذ من مدينة سرت مقرا له ويتمدد وفق خطة ممنهجة للسيطرة على حقول مرادة المذكورة، ثم يخطط للتمدد شرقا وشمالا للاستيلاء على حقول النفط وموانئ التصدير ومن بينها ميناء السدرة ورأس لانوف على بعد 250 كم شمال مرادة، ثم الانتشار شرقا في اتجاه بنغازي وغربا في اتجاه مصراتة والخمس وطرابلس توطئة لاتخاذ ليبيا موطنا بديلا للتنظيم في حال هزيمته في سوريا والعراق، وقد اعترف جيمس كلابر مدير الاستخبارات القومية « داعش » الأمريكية في تصريحات له أمام الكونجرس، بأن فرع في ليبيا يعد أحد أكثر الفروع تطورا خارج سوريا والعراق، وبأن وضعه الجيد يسمح له بتوسيع الأراضي الخاضعة لسيطرته وخامسا لأن الدول الأوروبية تحرص على .» في هذا العام 2016 استمرار تدفق النفط الليبي عالي الجودة إلى مصافيها، وكذلك الغاز. ومن ناحية أخرى فإن معاناة الليبيين قد تضاعفت فيالسنتين الماضيتين بسبب الاقتتال الدائر بين فرقاء اليوم شركاء ثورة 17 فبراير 2011 أمس، ولا شك أن الوقت قد حان لنبذ الانقسام والحزبية والفصائلية.

436

| 19 أبريل 2016

العلاقات التركية الأمريكية ولقاء أردوغان بـ أوباما

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); التقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره التركي في واشنطن على هامش القمة النووية. والسؤال المطروح هو: ما موضوع هذا اللقاء وما المتوقع منه؟ من المعلوم أن واشنطن تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه المسلحة وحدات حماية الشعب وهو الأمر الذي ترفضه تركيا علنا وتطالب الولايات المتحدة بإيقافه على اعتبار أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ليس إلا فرعا لحزب العمال الكردستاني البي كي كي (PKK) في سوريا وأنه يستخدم ساحة الحرب ضدها لا ضد داعش ويشكل خطرا على أمنها لكن واشنطن لم تلق بالا لاعتراضات تركيا وواصلت دعمها للقوات الكردية زاعمة أنها القوات الأقدر على محاربة داعش وبالمقابل شنت القوات التركية حربا على التنظيمات الكردية في سوريا معتبرة هذه التنظيمات امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يباشر حركة تمرد ضد تركيا منذ 1984. الولايات المتحدة لا تخفي دعمها للأكراد لكنها تزعم أنها لا توافق على مطالبهم المتمثلة بإقامة حكم ذاتي في سوريا وترى أن دعمها لا يؤدي إلى تلك النتيجة بينما ترى تركيا أن هذا الدعم سيؤدي إلى هذه النتيجة ولذلك كان هذا الموضوع من أهم الموضوعات التي ناقشها أردوغان مع أوباما إذ قدمت تركيا للولايات المتحدة بحسب مصادر تركية قائمة من نحو ألفين وخمسمائة رجل من العرب والتركمان الذين صنفوا كمعارضة سورية معتدلة ليكونوا بديلا عن وحدات حماية الشعب الكردية في الحرب على تنظيم الدولة لكن ورغم اعتراف أوباما بأن الولايات المتحدة وتركيا شركاء في مواجهة داعش إلا أن الموقف الأمريكي ظل على حاله وانتقدت الصحف الأمريكية التي وصفها الأتراك بالسوداء ملف حقوق الإنسان وحرية التعبير في تركيا واتهمت الأخيرة برعاية داعش متجاهلة أربعة تفجيرات داعشية أزهقت أرواح العشرات من الأتراك وفي ملف الهجرة ناقش الزعيمان كيفية التعاون لحل أزمة اللاجئين وبينما ترى تركيا أن إقامة منطقة آمنة تعد جزءا من الحل ترفض الولايات المتحدة إقامتها وقد اقترب السيناتور الأمريكي جراهام ليندسي -وهو من صقور الحزب الجمهوري- من الموقف التركي حين أثنى على مخيمات اللاجئين التي أقامتها تركيا للسوريين وقال إنه لم ير أفضل منها ولكنها ليست الحل الدائم لهؤلاء اللاجئين. واعتبر استعادة مناطق من داعش وفرض مزيد من الضغوط على بشار الأسد ليس كافيا لحل هذه الأزمة وطالب بضرورة وجود منطقة آمنة للاجئين السوريين داخل سوريا وهو موقف يقترب من الموقف التركي الذي يرى الحل في رحيل الأسد وخلاص سوريا من القوات الأجنبية التي دخلتها. انتهى اللقاء بين أردوغان وأوباما دون نتائج ملموسة على الأرض فلم تغير الولايات المتحدة سياستها إزاء الأكراد واستمرت في دعمهم رغم اعترافها بأن الحزب الديمقراطي الكردي ليس إلا فرعا لحزب العمال الكردستاني المصنف كإرهابي مما دعا جراهام ليندسي لأن يقول للصحفيين من مقر الكونجرس (7/4/2016) بعد زيارته لمخيمات اللاجئين السوريين أوائل أبريل الجاري في غازي عنتاب "لا أستطيع أن أصف لكم مدى انزعاج الأتراك بخصوص سياستنا تجاه سوريا"، واستطرد وقال "الفراغ الذي تركه أوباما في سوريا شغلته عناصر داعش وقوات نظام الأسد، وروسيا وإيران" وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي "ليست لديه سياسة أصلًا تجاه سوريا".إصرار الولايات المتحدة على موقفها من الأزمة السورية التي تعد بما يلاقيه السوريون من معاناة مأساة القرن الواحد والعشرين يعزز القول بأن الولايات المتحدة وروسيا تستغلان اليوم التحديات التي تواجه تركيا في الداخل والخارج وحالة الضعف العربي من أجل إعادة صياغة الإقليم على أسس جديدة دون الالتفات للمصالح التركية والعربية وبينما تسمحان لإيران ووكلائها بالعمل في العراق وسوريا لا ترحبان بقوات سعودية تركية برية للعمل ضد داعش ولا تسمحان لتركيا بالعمل على حدودها ضد القوات الكردية بل وتساعد الولايات المتحدة وروسيا حزب الشعوب الديمقراطي والمعارضة التركية وحزب العمل الكردستاني ووحدات الشعب الكردي وجماعة جولن من أجل زعزعة استقرار تركيا وما لم يتوحد العرب والأتراك في مواجهة ما يجري من مخططات باتت واضحة للعيان فلن تغير الولايات المتحدة ولا غيرها سياساتها إزاء تركيا أو العرب.

617

| 11 أبريل 2016

هشام جنينة يخرج منتصرًا

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا يكاد يمر يوم إلا وتتغول فيه السلطة التنفيذية في مصر على غيرها فبعد تشكيل المؤسسة الأمنية للبرلمان وهيمنة أهل الثقة والموالاة عليه وتصديقه على كل القوانين التي تريدها السلطة وبعد السيطرة على القضاء وتوجيهه من خلال أحكام سريعة صادمة صدرت من أول جلسة بحق إسلاميين وليبراليين أحياء وأموات ومنهم أطفال لم يبلغوا الحلم وآخرها قرار مجلس التأديب الأعلى للقضاة بإحالة 33 قاضيا للمعاش بتهمة اشتغالهم بالسياسة والتوقيع على "بيان رابعة" الأمر الذي دفع أحدهم وهو محمد جبال إلى القول "إن أباطرة القضاة هتكوا عرض القانون واغتصبوا العدالة كرهًا" وقال موجها كلامه إلى قضاة مصر "كان الناس في مصر يقولون إن في مصر قضاة لا يخشون إلا الله وهم الآن يقولون إن في مصر قضاة لا يخشون حتى الله". (المصريون 2016/4/1) . وفي سياق هذا التغول جاء عزل المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات لتحكم السلطة التنفيذية وفي مقدمتها مؤسستا الرئاسة والأمن سيطرتها على التشريع والرقابة.عزل المستشار هشام جنينة لم يكن فقط كما قالت مصادر مقربة منه خطوة استباقية من الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي نما إلى علمه أن جنينة الذي سبق وتقدم باستقالته ثلاث مرات كان ينوي تقديم استقالته الرابعة في الصباح لشعوره بعدم جدية الدولة في مواجهة الفساد ولوقوف شخصيات تشارك في صنع القرار وراء حملة التشويه التي تعرض لها طوال فترة شغله لمنصبه وتحديدًا منذ الثالث من يوليو 2013 ولا جاء عزله أيضا لإعادة التوازن مع "لوبي" المستشار أحمد الزند، الذي أبدى استياءه من إقالة السيسي له من منصبه لتعرضه لمقام النبوة باعتبار أن تهدئة هذا التيار ذي النفوذ الواسع داخل مؤسسات الدولة تكون بإبعاد خصم الزند الأول والذي لديه وثائق تثبت ارتكابهم لمخالفات واستيلاءهم مع الزند على أراض وأموال بطرق غير مشروعة كما لم تكن الإقالة بسبب نشر جنينة لجوانب من التقرير في وسائل الإعلام وإنما كانت لأن هشام جنينة لم يلب طلب الرئيس السابق (المؤقت) عدلي منصور بتسوية خلافاته مع المستشار أحمد الزند وعادل عبدالحميد الوزير الأسبق قائلا لمنصور "كيف أضع يدي في يد أناس طالتهم اتهامات مؤكدة بالاستيلاء على الأراضي في الحمام والحزام الأخضر وغيرها من الأراضي"، ولأن هشام جنينة اجتمع مع رئيس الوزراء إبراهيم محلب ليشكو إليه عدم تعاون النائب العام الراحل هشام بركات في التعاطي مع (71) بلاغا قدمها ضد شخصيات نافذة في الدولة فطلب إليه محلب أن يحيلها إلى رئيس جهاز الكسب غير المشروع الذي كان هو الآخر متورطا في الاستيلاء على أراضي الحزام الأخضر والريف الأوروبي وهو ما رفضه أيضا المستشار جنينة ولأن الرئيس السيسي لم يستدع النائب العام ويسأله عن أكثر من 400 بلاغ تقدم بها إلى النيابة طالبًا منه التحقيق في وقائع فساد مثبتة بالأرقام والوثائق.

520

| 04 أبريل 2016

أزمة الدولار في مصر ونظرية المؤامرة

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يعد خافيا على أحد أن مصر الآن تعاني أزمة دولار غير مسبوقة فقد ارتفع سعره مقابل الجنيه المصري حتى تجاوز العشرة جنيهات لكل دولار ورغم أن معرفة أسباب هذه الأزمة لا تحتاج إلى كبير عناء فإن بعض المقربين من دوائر الحكم في مصر أرجعوا هذه الأزمة إلى الإخوان بل وتقدم أحد المحامين ببلاغ إلى النائب العام يتهمهم بالتسبب في الأزمة، وهي اتهامات باطلة لأن أزمة الدولار انعكاس لضعف أداء الاقتصاد المصري من ناحية ومن ناحية أخرى فلا أحد من المصريين أو من العرب يريد الإفلاس والفوضى لمصر فاستقرارها مطلب لجميع أبنائها وللعرب أيضا، أما بالنسبة لإسرائيل فالسيسي هو الصديق الأبدي الأفضل لها على حد تعبير الباحثة الأمريكية ميشيل دن المتخصصة السابقة في شؤون الشرق الأوسط بالخارجية الأمريكية وكما قال الأستاذ فهمي هويدي "فليس هناك سبب واحد يدعو تلك الدول بما فيها إسرائيل للتآمر ومحاولة إسقاط النظام القائم في مصر الآن" ("المؤامرة التي تدبر" الشروق 17 نوفمبر 2015). الأزمة الاقتصادية في مصر وفي قلبها أزمة الدولار ليست مؤامرة من أحد وتعود بداياتها إلى سبعينيات القرن الماضي وقد ارتبطت بتدشين الرئيس الراحل أنور السادات لسياسة الانفتاح والتي أدت من خلال تأكيدها للطابع الاستهلاكي إلى اتساع الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك فكانت الاستدانة بقوة من الداخل وتبعتها الاستدانة من الخارج لسد الفجوة الكبيرة بين ما تنتجه مصر وما تستهلكه ووسعت هذه الفجوة سياسات الحكومات المصرية المتعاقبة وبعد 3 يوليو 2013 ازداد الأمر سوءا بتمزيق وحدة الشعب المصري وبتدشين الرئيس السيسي مشاريع كبرى ابتلعت جانب من مدخرات المصريين والعملات الصعبة دون أن تعطي أي مردود وقد تفاقم نتيجة كل هذه السياسات إجمالي الدين العام المحلي حتى بلغ 2.259 تريليون جنيه مصري حتى نهاية سبتمبر 2015 كما بلغ الدين الخارجي لمصر48.1 مليار دولار في نهاية سبتمبر 2015 بزيادة قدرها 11% عن عام 2013 رغم حصول السيسي على مساعدات قدرت بـ40 مليار دولار من دول الخليج وتحويل المصريين العاملين في الخارج خلال الأعوام من (2011 ــ2016) لـ 170 مليار دولار. ونجم عن السياسات الفاشلة بلوغ فوائد الدين العام في موازنة العام المالي (2015/2016) 244 مليار جنيه وهو رقم يفوق رواتب الموظفين البالغ عددهم 6.5 ملايين والمقدرة في الموازنة الحالية بـ218 مليار جنيه والذي يحاول السيسي من خلال قانون الخدمة المدنية تقليصهم إلى مليون فقط. الاقتصاد المصري يعاني من خلل هيكلي ومن تآكل في قوى الإنتاج وازدياد للفجوة في الميزان التجاري بين ما يصدر وما يستورد ويعاني من انهيار في مصادر العملات الصعبة فالسياحة انهارت وقناة السويس دخلها بقي ثابتا عند 5.5 مليار دولار والجيش يسيطر على نحو 40% من الاقتصاد المصري ويعوق حرية السوق، وتحويلات العاملين المصريين في الخارج في تراجع بينما فواتير الاستيراد في ازدياد، إذ أن 65% من مستلزمات الإنتاج مستوردة و70% من السلع الغذائية مستوردة ولذلك أدى ارتفاع سعر الدولار إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع والأدوية بل واختفاء سلع وأدوية مهمة ويبدو أن مؤشرات المستقبل سلبية فالبرلمان الأوروبي أوصى الدول الأوروبية بحظر المساعدات إلى مصر على خلفية قضية ريجيني وحالات التعذيب ومصادرة حق التعبير والتظاهر وأحكام الإعدام الجماعية الصادمة السريعة وحالات الاختفاء القسري التي بلغت في العام الماضي وحده بحسب الإندبندنت البريطانية 1840 حالة وانخفاض أسعار النفط أدى إلى تفكير الكويت وفقا لصحيفة الوطن الكويتية بإعادة هيكلة العمالة المصرية والاستغناء عن جانب منها وربما لنفس السبب ستُخفض المساعدات الخليجية إلى مصر أو تتوقف وبالإضافة إلى ذلك فقد أدى انخفاض سعر النفط إلى تحويل السفن لمسارها من قناة السويس إلى رأس الرجاء الصالح بما يعني توقع انخفاض عائدات القناة ومضي إثيوبيا قدما في بناء سد النهضة وتنازل السيسي عن حق مصر في مياه النيل الأزرق بتوقيعه اتفاق إطار معهاـ سيزيد حتما من تكلفة تعويض المياه التي بدأت في التناقص في محافظات الصعيد كما أن شركة الكهرباء الإسرائيلية حصلت على حكم بـ1.7 مليار دولار كتعويض لها من الحكومة المصرية لوقف الأخيرة ضخ الغاز في وقت سابق وفي محاولة لبث الأمل قدم السيسي الرؤية المتوقعة لمصر 2030 ويرى الخبراء أنها لن تكون مجدية لأن التنمية عملية مجتمعية تتوقف بالكامل على تفعيل حرية الشعب وإذا كانت التنمية تنجز من أجل الإنسان فإن الإنسان كما هو هدفها هو وسيلتها، ولا يمكن لهذا الإنسان أن ينجز شيئا إلا إذا تحرر هو من الخوف والظلم والإقصاء والتهميش والحرمان وما لم تتحقق المصالحة بين مكونات الشعب المصري وتمارس الديمقراطية ويجرى إصلاح هيكلي في الاقتصاد المصري لصالح الفقراء وتتحول الدولة من دولة تمييز إلى دولة مساواة ومن دولة بوليسية إلى دولة مدنية ومن دولة للرئيس ورجال الأعمال إلى دولة للشعب فلن تنفرج الأزمة.

1155

| 20 مارس 2016

لماذا المؤامرة على تركيا؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إذا سلمنا بفرضية المؤامرة على تركيا فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو لماذا المؤامرة على تركيا؟ لا شك أن ثمة مجموعة من العوامل المتضافرة تجمعت لتحرض بعض الدول على التآمر ضد تركيا ولعل أهمها ما أرساه حزب العدالة والتنمية من استقرار وما انتهجه من سياسات رشيدة أخرجت تركيا من عزلتها وقربتها من محيطها العربي والإسلامي فأصبح لها دور فاعل في قضايا أمتها الإسلامية وفي طليعتها قضية فلسطين، فإسرائيل لم تنس لأردوغان مواقفه في منتدى دافوس، ولا محاولاته فك الحصار عن غزة، ولا احتضانه المظلومين، ولا الشروط الصعبة التي وضعتها الحكومة التركية لعودة العلاقات التركية، ولا إلغاءها الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين، ولا وقف تعاونها الأمني والعسكري، ولا يزال المسؤولون الإسرائيليون غير قادرين على السفر خارج إسرائيل بسبب الدعاوى القانونية التي رفعتها تركيا ضدهم، والتي من المتوقع أن تنظر فيها المحاكم حال خروجهم. ومهما قيل عن التغيرات الإقليمية والدولية التي جرت خلال السنوات التي تلت موقعة أسطول الحرية البحرية فإن الرئيس أردوغان ظل ثابتا على اشتراطاته حتى بعد أن ساءت علاقات بلاده مع روسيا على إثر إسقاط الطائرة الروسية السوخوي في نوفمبر الماضي ودخول إسرائيل في تحالفات سرية وعلنية مع روسيا وإيران وتعثر العلاقات التركية مع كل من إيران والعراق، فأبقى التعاون الأمني والعسكري مع إسرائيل مجمدا، كما لم يتنازل عن حق تركيا في ملاحقة المسؤولين العسكريين الإسرائيليين عن الاعتداء على أسطول الحرية الذين أصبحوا محصورين داخل إسرائيل بسبب الدعاوى القانونية المرفوعة ضدهم في المحاكم ولا فرط في حقوق الشعب الفلسطيني.مواقف تركيا المناهضة للحصار والعدوان على غزة تعد واحدة من أهم أسباب التآمر على الجمهورية التركية، وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية تنفذان خطة لصالح أمن واستقرار إسرائيل، وثمة قاعدة تقول بأنه كلما ازدهرت علاقات تركيا مع محيطها العربي والإسلامي ساءت علاقتها بإسرائيل، فالغرب والأخيرة لا يريدان لتركيا علاقات تجارية وثقافية ودينية مع محيطها العربي والإسلامي، بينما عملت تركيا قبل الأزمة السورية وبعدها على تفعيل هذه العلاقات لتنتقل من كونها اقتصادية إلى كونها علاقات ثقافية ودينية وشعبية، وبالمثل فإن أوروبا تريد لتركيا أن تظل في حاجتها رغم أنها حتى الآن لم تضمها إلى الاتحاد الأوروبي رغم استيفاء تركيا لكل الشروط المطلوبة -رغم أنها قبلتها في حلف الناتو- وهو ما حمل كثيرا من الأتراك على الاعتقاد بأن الاتحاد اﻷوروبي منظمة مسيحية ﻻ مكان لبلادهم فيها، وقد صرحت بذلك فعلا تانسو تشيلر رئيسة حكومة تركيا قبل نحو عقدين من الزمان مستندة إلى تصريحات بعض الساسة اﻷوروبيين، وبالتأكيد فإن تركيا علمانية منطوية على نفسها تعادي الإسلام وتصنع ثقافة وطنية للشعب التركي المسلم يعادي فيها دينه وحضارته وتاريخه وتغتال الانقلابات نموها وازدهارها، هي الأفضل بالنسبة إلى إسرائيل والغرب، وتمزيق تركيا وعزلها عن محيطها وشغلها واستنزافها في حروب داخلية كتلك التي مع حزب العمال الكردستاني أو خارجية كتلك التي مع الحزب الديمقراطي السوري ووحدات حماية الشعب ينزع عن تركيا استقرارها ويحرمها النمو والازدهار المتحقق خلال خمسة عشر عاما التي حكم فيها وخلالها حزب العدالة والتنمية، ومهما حاول الغرب إخفاء وجهه الحقيقي فإن الشعب التركي العظيم لم ينس محاولة اليونان -بدعم من الغرب وخاصة بريطانيا- احتلال بلاده بعد الحرب العالمية الأولى مستغلا هزيمة تركيا في هذه الحرب، فيما عرف تاريخيا بالحرب التركية اليونانية من 1919 وحتى 1922 في محاولة لتقسيم تركيا بين اليونان وأرمينيا وتجزيء ما تبقى منها، ولا يزال إضعاف تركيا وإفشال مشروعها الحضاري النهضوي حلما يراود أعداء تركيا التاريخيين وكذلك إسرائيل التي لا ترى في أردوغان رجلا يمكن أن يحقق لها طموحاتها في المنطقة، فالغاز المكتشف فيها لا يمكن تصديره بسهولة إلا عن طريق تركيا كما أن وقوف أردوغان مع الفلسطينيين كان أيضا من بين أهم الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى محاولة تقويض استقرار بلاده، ومن ناحية أخرى فإن إضعاف تركيا مطلب روسي باعتبارها دولة داخلية مهيمنة على المضائق وطريقها إلى المياه الدافئة. ولقد كان هذا ضمن ما اتفق عليه في اللقاء الذي جمع كلا من بوتين ونتنياهو في موسكو العام الماضي، وهو ما يفسر لنا كيف ألغت روسيا شراكتها الاقتصادية مع تركيا ولم تدخر وسيلة إلا واستخدمتها ضدها ومن بينها قصف التركمان ودعم حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردي السوري.تركيا ذات الموقع الجيوسياسي المهم وربما الأهم في العالم، ونقول هذا لأنها ملتقى القارتين أوروبا وآسيا ومجمع البحرين الأبيض والأسود والمهيمنة على المضيقين البوسفور والدردنيل والجسر الشرقي الذي عبرت عليه الحضارة الإسلامية إلى أوروبا في أوج ازدهارها، حاولت انتهاج سياسة صفر مشاكل، واتخذت من التعاون الاقتصادي وسيلة للتقارب مع دول المنطقة ووقعت اتفاقية مودة وسلام مع المكون الكردي التركي الذي نقضها حزب العمال الكردستاني فيما بعد، وكان من نتيجة ذلك أن نما الاقتصاد التركي بمعدل سنوي قدره 4.7 بالمائة في الفترة مابين 2002 إلى 2014 وقد نجح حزب العدالة والتنمية في إعادة هيكلة الاقتصاد التركي في عام 2003 فازدهرت تركيا جديدة بناتج محلي يصل إلى نحو 1.5 تريليون دولار ليصبح اقتصادها السادس عشر عالميا وأكبر سادس اقتصاد في أوروبا ولتصبح عضوا فاعلا ومهما في مجموعة العشرين، واحتلت تركيا المركز الثاني كأكبر مُنتِج للصلب بين بلدان الاتحاد الأوروبي الـ27 والمركز الثامن عالميًا، كما تتوقع أن يتيح لها موقعها الإستراتيجي سوقا محتملة يبلغ تعداد سكانها 1.5 مليار نسمة بناتج محلي إجمالي كلي قدره 25 تريليون دولار أمريكي وبحجم تجارة خارجية قدره 8 تريليونات دولار أمريكي، وهي الآن بعد أن أكدت هويتها الإسلامية تتطلع من خلال برنامج تنموي شامل لتصبح مع حلول عام 2023 في المركز العاشر عالميا وقادرة على إنتاج كل ما تحتاجه من سلاح وعتاد من البندقية حتى الطائرة، وهذا ما قاله أردوغان "هدفنا هو تخليص صناعات الدفاع بالكامل من الاعتماد على الخارج بحلول عام 2023"، لذلك كله فإن الغرب لا يريد لتركيا أن تبقى مستقرة حتى لا تتمكن من إنجاز ما تريد ولا ما تحلم به لنفسها ولفلسطين ولعالمها الإسلامي لذلك فهم يتآمرون عليها.

3006

| 14 مارس 2016

أبو تريكة أم توفيق عكاشة؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أيهما أولى بالمثول أمام النيابة نجم مصر أبو تريكة أم توفيق عكاشة؟ وأي الفريقين أحق بالأمن نجم مصر الأول وأسطورة كرة القدم أبو تريكة ومن على شاكلته من شرفاء مصر أم توفيق عكاشة ومن على شاكلته ممن وثقوا علاقاتهم بأعداء مصر وبرعوا في التطبيع والارتماء في أحضان العدو الصهيوني الذي قتل من المصريين الآلاف ودفن الكثير منهم أحياء في رمال سيناء الحارقة في يوم قائظ حار من صيف عام 1967في تشف من شعب مصر الأبي؟من الصعب أن نحصي ونعد البطولات والأهداف والجوائز والأوسمة والكؤوس التي أنجزها أبو تريكة لفريقه الأهلي ولبلده مصر وللعرب جميعا، فحب مصر والنادي الأهلي يتجاوز الحدود السياسية ليغزو القلوب خارج مصر، وأبو تريكة بوطنيته وعصاميته وباعتزازه بمصريته وعروبته وإسلامه وبتمسكه بالثوابت وبحرصه على التحلي بالأخلاق الحميدة أضحى رمزا تخطى كرة القدم وعالمها ومحيطها إلى عالم أكثر رحابة واتساعا ليصبح محبوبا من قبل كل الشباب على امتداد الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج، فمن منا لا يعرف النجم الخلوق المتدين أبو تريكة الذي رد على الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم رافعا شعار "نحن فداك يا رسول الله" في المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية 2006، ومن منا لم يقدر مواقفه الوطنية المصرية فقد شارك في ثورة 25 يناير ورفض على الهواء مباشرة مصافحة المشير طنطاوي في قاعدة ألماظة الجوية عند عودة فريق الأهلي من بورسعيد بعد مذبحة بورسعيد وكأنه يحمله المسؤولية عن كل أرواح الشباب التي أزهقت والدماء الزكية التي أهرقت منذ 25 يناير 2011 دون أن يُحدد المجرمون القتلة أو يُحاسبوا وكلنا قرأ كيف واسى أسر الشهداء بقلبه ولسانه وماله وتضامن مع روابط الألتراس التي أصرت على عدم استئناف الدوري حتى يتم القصاص من القتلة وكلنا رأى تضامنه مع شعب غزة المحاصر الصابر أثناء مباراة دولية جمعت بين مصر والسودان واليوم يحاسب على موقفه من المشير وعلى موقفه المطالب برفع الحصار عن غزة ويحاسب على حبه لغزة هذا الحب الذي بلغ كمال ذروته وتمام صدقه بوصيته "أن يوضع قميصه الذي كتب عليه تضامن مع غزة في قبره" وهو ما يدل على مدى إيمان أبو تريكة بعدالة قضية فلسطين وبحق شعبها في الحياة والحرية وهو ما جعله يطمع أن يكون هذا العمل في ميزان حسناته يوم يلقى الله تعالى ولذلك يتعرض للمضايقة ويطلب للنيابة ويتحفظون على أمواله وعلى شركته التي كان ينوي غلقها لولا أنها كما قال في حديثه الوحيد لجريدة الأهرام ــ تفتح بيوتا كثيرة من إيراداتها وموقفه النبيل هذا من شعب غزة المحاصر، هو عكس موقف توفيق عكاشة الذي خلع على الهواء حذاءه لشعب غزة ووصفهم بالنعاج وقال في أحد فيديوهاته "إنه سيذهب إلى الكنيست وأنه يهودي أكثر من اليهود" وطالب بفتح مدارس إسرائيلية في مصر واستضاف السفير الإسرائيلي في القاهرة في بيته على حفل عشاء غير آبه بمشاعر الشعب المصري وفي وقت تعاني فيه دولة الاحتلال من المقاطعة وسواء أكانت الزيارة مرتبة من قبل النظام المصري بهدف إلهاء الناس عن تردي الأحوال المعيشية وسد النهضة أو التقرب من إسرائيل كما قالت منابر ومواقع مصرية أم كانت بمبادرة من عكاشة فقد كشفت عورات النظام الذي يكرم العميل ويبطش بالشريف فقد أوقف القضاء الشامخ حكما نهائيا صدر في ديسمبر 2012 بحبس عكاشة ليواصل حملته الشعواء على الرئيس مرسي وقيل يومها إن جهة ما قدمت له شهادة تفيد بعدم سلامة قدراته العقلية، وقيل إن وزير الداخلية محمد إبراهيم طلب ذلك كما أن عكاشة متهم اليوم بالاستيلاء على5500 فدان بالكردون الغربي الجديد لمدينة 6 أكتوبر وبينما تشفت القناة السابعة الصهيونية بأسطورة كرة القدم ونجم مصر الخلوق أبو تريكة وتمنت له السجن في زنزانة الإخوان انبرت وصحيفة يديعوت إحرونوت بالدفاع عن عكاشة وكيل المديح له.عكاشة الذي لم يسلم من لسانه أحد وبعض أبواق الإعلام الزاعق الناعق لطالما زعموا أن الإخوان عملاء لأمريكا وإسرائيل وهاهي القنوات التلفزيونية الإسرائيلية تكشف عن التعاون الأمني البيني والمكالمات النصف شهرية بين نتنياهو والسيسي وهاهي صحيفة يديعوت احرونوت تصرح بأن مصر عضو في حلف أمني اقتصادي يضم كلا من اليونان وقبرص وإسرائيل وبشكل غير مباشر الأردن، كما أكدت النيويورك تايمز في عددها الصادر يوم 3 مارس الجاري على وجود تعاون أمني بين مصر وإسرائيل وأن العلاقة بينهما هي الأهدأ منذ 37 عاما، وهاهو عكاشة يقول أيضا بعد ضربه بالجزمة تحت قبة البرلمان "نتنياهو هو اللي توسط للسيسي عند أوباما للاعتراف به رئيسا منتخبا وبـ30 يونيو كثورة شعبية وليس انقلابا على الرئيس المنتخب محمد مرسي" و"أن نتنياهو هو مَن حضّر لقاء السيسي بأوباما وأن الثلاثة اجتمعوا سويا على هامش أعمال الأمم المتحدة. ولا ينبغي أن ننسى أن مصر اليوم أدخلت معاهدة السلام لأول مرة في مناهج التعليم وعينت سفيرا لها في تل أبيب بعد غياب دام ثلاثة أعوام. في هذا المناخ السياسي يرى البعض أن من هم على شاكلة أبو تريكة في مصر قلة ومن هم على شاكلة عكاشة كثر ومنهم على سبيل المثال لا الحصر عزمي مجاهد المتحدث باسم اتحاد الكرة المصري الذي قال "لا توجد مشكلة في اللعب في إسرائيل" أما مسألة إسقاط البرلمان لعضوية عكاشة فبمقدوره استردادها إذا رفع دعواه إلى محكمة النقض لأنها وفق المادة 107 من دستور 2014 هي المختصة في الفصل بصحة العضوية وغلق قناته الفراعين رغم أهميته لن يمنعه من مواصلة هذيانه على قنوات أخرى وكان الأحرى أن يمثل هو لا أبو تريكة أمام النيابة العامة ليلقى جزاء أفعاله وخروجه عن إجماع وقيم وثوابت الشعب المصري.

674

| 07 مارس 2016

هل هناك مؤامرة على تركيا ؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يذهب بعض المحللين والخبراء حين يقرأون المشهد الشرق أوسطي إلى فرضية عنوانها هناك مؤامرة على المنطقة وعلى تركيا تقوم بها القوتان الأعظم والقوى التي تدور في فلكها كإيران وميليشياتها والنظام السوري وكذلك إسرائيل ومن أهم أدوات هذه القوى تنظيم الدولة الإسلامية الذي يتخذ الآن مبررا لتواجد القوى اللاعبة في المنطقة وهذه القوى ليست راغبة في القضاء عليه حتى يحقق لكل منها مآربه فالتحالف الدولي فشل حتى الآن في القضاء عليه بل إن الجنرال أبو زيد القائد السابق للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط أعلن منذ أيام أن الولايات المتحدة خسرت أرض المعركة ضد الإرهاب وأنه لابد من إيجاد أفضل السبل لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وإعادة رسم حدود المنطقة لتحقيق الاستقرار وبناء هياكل أكثر سلاما، وقال إن محاولة إعادة وضع الخريطة كما كانت في السابق لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع وتأجيج المزيد من العنف وهذا الكلام يتزامن مع التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي قال "إنه قد يكون من الصعب الحفاظ على وحدة سوريا" إذا لم يقع الالتزام بوقف إطلاق النار والانتقال إلى العملية السياسية وأن هناك خطة بديلة في حالة فشل هذا الوقف، ولكن لافروف نفى فيما يشبه التحدي وجود أي خطة بديلة لدى الولايات المتحدة مما يعني أن الولايات المتحدة سلمت الملف السوري لروسيا وهي بامتناعها عن الفعل وبتخليها عن الخطوط الحمر ساعدت وتساعد على تحويل سوريا إلى مستعمرة روسية أو دويلات ممزقة كما أنها بترددها في قبول تدخل بري تركي سعودي تكون قد خذلت حلفاءها تركيا ودول الخليج ومنحت الفرصة الكاملة لروسيا والنظام لفرض تسوية فوقية وإفراغ الأزمة من بعدها الشعبي الثوري. تصريحات كيري والجنرال أبو زيد لم تكن الوحيدة فهي مسبوقة بتصريحات لمسؤولين أمريكيين كثر منهم رئيس أركان القوات الأمريكية راي أوديرنو وجو بايدن نائب الرئيس وآشتون وزير الدفاع وهؤلاء جميعا قالوا بالتقسيم بل واجتمعت وفود أمريكية لهذا الغرض مع أكراد العراق وسوريا كما أبدى نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن تعاطفا مع المعارضة التركية وانتقد غير مرة الحكومة التركية فنظرة الولايات المتحدة للمكون الكردي السوري والمكون الكردي التركي هي نفس نظرتها للمكون الكردي العراقي ومن هنا استخدمت الإثنية والطائفية في سوريا كما استخدمت في العراق كأداة تفتيت وجاء دعم الولايات المتحدة وروسيا للأكراد السوريين الممثلين في الحزب الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب بهدف إقامة حكم ذاتي كردي على الحدود مع تركيا ليتطور فيما بعد إلى دولة تفتت ما حولها وقد أعلن أوباما في نوفمبر 2011 أن إستراتيجية الولايات المتحدة تتجه نحو تركيز أكبر على جنوب وشرق آسيا وبالتالي لم يعد يشغل بالها إلا أمن إسرائيل الذي لا يمكن أن تقوم له قائمة على المدى الطويل إلا إذا تم تفتيت ما حولها وهو الأمر الذي تم إنجازه في العراق ويجري إنجازه في سوريا واليوم يستخدم أكراد تركيا من قبل القوتين الأعظم روسيا والولايات المتحدة لنفس الغرض وقد أكد مايكل ويز في "الديلي بيست The Daily Beast"هذا المعنى فقال "إن تصريحات كيري تعد اعترافا منه بواقع تقسيم سوريا وأن الخطة "ب" هي نسخة من الخطة "ألف" التي اقترحها جوزيف بايدن بعد غزو العراق عام 2003 والتي كانت تقضي بتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات طائفية شيعي وسني وكردي" ويرى بعض الخبراء أن روسيا "ستعترف بمحور تأثير إيراني يتعاون مع المحور الكردي المدعوم من الولايات المتحدة وهذا المحور في سوريا سيكون معاديا لتركيا على خلاف المحور الكردي العراقي". الحكومة التركية تدرك ما يدبر وأصبح لديها اعتقاد بأن الولايات المتحدة ليست جادة في محاربة الإرهاب ولذلك اتهم نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش دولاً بالوقوف خلف المنظمات الإرهابية لاستخدامها كأدوات وذلك في إشارة إلى الدول التي تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي السوري وحزب العمال الكردستاني وأبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وقال كورتولموش: التنظيمات الإرهابية تقف من خلفها دول وأضاف في مؤتمر صحفي في العاصمة أنقرة: "القوى العظمى تستخدم القوى الإرهابية كبيادق في الحرب "وبينما ترى الحكومة التركية أن القوى الفاعلة في الساحة السورية تعمل بدعمها للحزب الديمقراطي ووحدات حماية الشعب على تهديد أمن وسلامة ووحدة تركيا يرى بعض الكُتاب الأتراك أن هذه القوى بما فيها الولايات المتحدة والدول الغربية لا تكتفي بذلك بل تسعى إلى توريط تركيا في المستنقع السوري لإضعافها والقضاء على دورها في الشرق الأوسط من أجل تحسين علاقاتها بإيران بعد إبرام الأخيرة للاتفاق النووي. وتدرك تركيا أن الولايات المتحدة حين تدعم الحزب الديمقراطي الكردي السوري ووحدات حماية الشعب فهي في واقع الحال تدعم حزب العمال الكردستاني المصنف كحزب إرهابي لأن تفجيرات أنقرة أكدت لها بما يدع مجالا للشك التنسيق بين الحزبين الكرديين كما أنها ترى أن "توسع الأكراد في المناطق الحدودية قد تم بغطاء من طائرات إم-18 الأمريكية في الجو ومن قوات دلتا الخاصة على الأرض بما يعني وضوح المؤامرة التي تتعرض لها تركيا. روسيا التي جاءت بحجة القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية لم توجه سوى 15% من ضرباتها له وال 85% منها وجهتها للمعارضة والمدنيين وتسعى لعزل تركيا وتجييش الدول المجاورة ضدها وتحرض المجتمعات الأرثوذكسية ضد ما أسمته السلطان العثماني أردوغان وتدفع الأقليات العرقية والدينية والطائفية والسياسية داخل تركيا للخروج على الثوابت الوطنية بل وتقيم صلات مع حزب الشعوب الديمقراطي وبعض المعارضين وتعتبر تأكيد الهوية الإسلامية للشعب التركي تطرفا وعملا إرهابيا أما إيران وميليشياتها وتابعها حزب الله فقد باتوا لعبة في يد إسرائيل والدب الكبير روسيا والولايات المتحدة لنفس الغرض وإذا كانت المؤامرة على تركيا والمنطقة قائمة فالسؤال الذي ينبغي أن يطرح هو كيف يمكننا التصدي لها قبل فوات الأوان؟.

846

| 28 فبراير 2016

مؤتمر ميونخ حبر على ورق؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); على مدار خمس سنوات مضت اتسمت السياسة الأمريكية خاصة والغربية عامة بخصوص الثورة السورية بالتخبط والتسويف والقرارات والتوصيات المعطلة والتصريحات المتناقضة الجوفاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع وكان آخر هذه المواقف ما جاء في مؤتمر ميونيخ في دورته الثانية والخمسين المنعقدة في الثاني عشر من الشهر الجاري فقد نجحت روسيا في جعل موضوع الإرهاب موضوعا رئيسيا للمؤتمر ونجحت في حصر الإرهاب في داعش وحدها مستثنية نظام الأسد الذي تسبب في كل هذا الدمار والقتل والخراب ولم ينجح المؤتمر لا في وقف القتال ولا في إيصال المساعدات كما اتفق عليه بين القوتين الأعظم الولايات المتحدة وروسيا فبعد مرور أكثر من عشرة أيام على المؤتمر يبدو أن حصيلته ليست إلا حبرا على ورق كما قال كيري عندما عبر عن آماله في تنفيذ وقف الأعمال العدائية وهذا ما اعترف به يوم الجمعة الماضي مارك تونر الناطق باسم الخارجية الأمريكية إذ أقر باستمرار القصف الروسي ورغم علم الولايات المتحدة بالتسويف الروسي وبمحاولته كسب الوقت كما قال كيري إلا أنها استمرت هي الأخرى في منح الغطاء الدولي وفي مساعدة كل من النظام السوري وروسيا وإيران في ضرب المدنيين والمعارضة السورية في حلب وإضافة إلى ذلك قال مارك تونر إن الولايات المتحدة بصدد تسليم خرائط مواقع المعارضة لروسيا. مؤتمر ميونيخ ليس إلا حلقة من حلقات التسويف الأمريكي الغربي واستهلاكا للوقت شأنه في ذلك شأن قرار مجلس الأمن الذي تضمن وقفا لإطلاق النار في سائر أنحاء سوريا متزامنا مع بدء المفاوضات اعتبارا من أول يناير الماضي وكذلك جنيف واحد واثنين وربما يكون جنيف 3 على نفس الشاكلة فليس ثمة آليات تضمن تنفيذ قرار وقف الأعمال العدائية أو وقف إطلاق النار واتضح في الأيام القليلة الماضية أنه لم يكن موجها إلى الجلاد بل كان موجها إلى الضحية وهما هنا الشعب السوري والمعارضة التي طلب منها أن تتوقف عن الدفاع عن نفسها وبتواطؤ مع روسيا والنظام السوري رفعت الولايات المتحدة الدعم عن المعارضة المعتدلة فهي لا تريد لهذه المعارضة أن تقاتل النظام وحلفاءه وإنما داعش فقط وإلا اعتبر أفرادها متمردين وكما قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية قبل أسبوع فقد اختار أوباما أن يترك النظام السوري والطيران الروسي يدكان المعارضة السورية في حلب دون شفقة أو رحمة فلا حل لديه إلا الحل السياسي ولا حل لدى روسيا إلا الحل العسكري وبعد أكثر من أسبوع على اجتماع ميونيخ لا تزال قوات النظام وحلفاؤها الإيرانيون وحزب الله والطيران الروسي يقصفون ويهاجمون حلب وريفها ويتقدمون شمالا صوب الحدود التركية رافضين على أرض الواقع وقف إطلاق النار واضعين المعارضة أمام خيارين لا ثالث لهما فإما أن تقبل بالحل السياسي كما يراه النظام السوري وروسيا وتذهب صاغرة إلى جنيف 3 وإما أن يتعرض ما تبقى منها للقتل والتشريد وقد قال الأسد لوكالة فرانس برس "لا بد من مسارين في سوريا أولاً التفاوض وثانياً ضرب الإرهابيين والمسار الأول منفصل عن المسار الثاني" أي أن توصية مؤتمر ميونخ بخصوص وقف الأعمال العدائية لا تساوي الحبر الذي كتبت به فالمطلوب أن تتوقف المعارضة عن الدفاع عن نفسها لا أن يتوقف النظام وحلفاؤه عن القصف وإطلاق النار فالنظام له الشرعية وما سواه فاقد لها. تواصل الأعمال الحربية وقصف المعارضة وتواصل دعم كل الأطراف الأخرى أي روسيا والنظام السوري وإيران وإسرائيل والولايات المتحدة للحزب الديمقراطي الكردي السوري ووحدات حماية الشعب وجيش الثوار المتحالفين في إطار ما يسمى " قوات سوريا الديمقراطية " لم يترك للحكومة التركية إلا أن تتدخل للدفاع عن نفسها ولمواجهة الخطر الكردي الذي بات يهدد وحدتها وأمنها خاصة بعد تفجير أنقرة الذي نفذته وحدات حماية الشعب وقد اعترف مارك تونر النـاطق باسم الخارجية الأمريكية يوم الجمعة الماضي أن الولايات المتحدة والنظام السوري يدعمان الأكراد كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز صراحة أن الولايات المتحدة حليف قوي للحزب الديمقراطي الكردي السوري الموجه من البي كيه كيه ولذلك ليس مستغربا القول بأن هذه الأطراف جميعا مدت هذه الوحدات بكل ما يلزمها لتتقدم بغطاء جوي روسي نحو الحدود التركية للاستيلاء على مزيد من الأراضي التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المدعومة من تركيا على طريق تأسيس شريط حدودي كردي يهدد وحدة وسلامة الأراضي التركية وقد نجحت الميليشيات الكردية بالفعل في التقدم وقطعت طريق الإمداد التركي في اتجاه حلب واستولت على تل رفعت ومطار وبلدة منغ وبلدة مارع رغم القصف التركي المدفعي في محيط أعزاز مما وضع الحكومة التركية أمام خيارات صعبة من بينها ضرورة توحيد المعارضة السورية سياسيا وعسكريا وتجاوز السقف الأمريكي بمدها بأسلحة نوعية وصواريخ مضادة للدروع والطائرات لدعم صمودها. وإذا كان مؤتمر ميونخ قد نجح في إيصال النزر اليسير من المساعدات الإنسانية ـ التي أفلتت من تجار الشبيحة ولجان النظام والسراق ــ إلى بعض المدن والقرى المحاصرة فقد أخفق في وقف العدوان على المعارضة والمدنيين السوريين كما أكد وجهة النظر الروسية القائلة بشرعية النظام السوري وبضرورة تشكيل تحالف دولي لمواجهة داعش فقط فغياب المشروع العربي الإسلامي طيلة السنوات الخمس الماضية مكن مشاريع الغير من التقدم على حسابنا جميعا وهو ما جعل قرارات جميع المؤتمرات المتعلقة بالأزمة السورية حبرا على ورق لا ينفذ منها إلا ما يخدم أجندات هذه المشاريع.

596

| 22 فبراير 2016

alsharq
وزارة التربية.. خارج السرب

هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور...

13599

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
صبر المؤمن على أذى الخلق

في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...

1797

| 21 نوفمبر 2025

alsharq
المغرب يحطم الصعاب

في لحظة تاريخية، ارتقى شباب المغرب تحت 17...

1173

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
ثقة في القرار وعدالة في الميدان

شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا...

1128

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
عندما تتحكم العاطفة في الميزان

في مدينة نوتنغهام الإنجليزية، يقبع نصب تذكاري لرجل...

1047

| 23 نوفمبر 2025

alsharq
حديث مع طالب

كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية للبنين في...

996

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
العزلة ترميم للروح

في عالم يتسارع كل يوم، يصبح الوقوف للحظة...

918

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
حوكمة القيم المجتمعية

في زمن تتسارع فيه المفاهيم وتتباين فيه مصادر...

738

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
العائلة الخليجية تختار قطر

أصبحت قطر اليوم واحدة من أفضل الوجهات الخليجية...

735

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
الخيال هدية الصّحراء للعربيّ

حينما تنطلق من هذا الجسد لتحلّق في عالم...

702

| 21 نوفمبر 2025

alsharq
اليوم العالمي الضائع..

أقرأ كثيرا عن مواعيد أيام عالمية اعتمدتها منظمة...

657

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
شعار اليوم الوطني.. رسالة ثقة ودعوة لصناعة المستقبل

مع إعلان شعار اليوم الوطني لدولة قطر لعام...

624

| 19 نوفمبر 2025

أخبار محلية