رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); توقع بعض المراقبين أن يغير ترامب من أطروحاته في المناظرة الثالثة والأخيرة التي جمعته مع منافسته هيلاري كلينتون خاصة أن متوسط استطلاعات الرأي يشير إلى حصول منافسته على 46% من إجمالي الأصوات المشاركة في الاستطلاعات مقابل 39% له. وكذلك أشارت استطلاعات أخرى إلى خسارته ولايات رئيسية بسبب الاعتداءات الجنسية المنسوبة إليه وبسبب ما أصبحت تحظى به منافسته من شعبية متزايدة لدى النساء والأقليات ورغم هذا كله إلا أنه أصر على مواقفه ورهاناته بل ونفخ في نارها لتزداد توهجا حيث خاطب غرائز الأمريكيين مستخدما سوسيولوجيا الخوف من الآخر ولم يتراجع عن طرحه بإقامة سور على طول الحدود المكسيكية الأمريكية وتعهد بإبعاد حوالي (9) ملايين مهاجر غير شرعي زاعما أنهم السبب في وجود الجريمة وتداول المخدرات. وفي هذا السياق رفض أي تعديل لقوانين حيازة السلاح وتعهد بتعيين قضاة ذوي ميول محافظة في المحكمة العليا ليغيروا قانونا أساسيا جعل من الإجهاض أمرًا قانونيًا في الولايات المتحدة وليصونوا حقوق الأفراد الخاصة بحيازة السلاح كما رفض الاعتراف بنتائج الانتخابات المزمع إجراؤها في الثامن من نوفمبر القادم إلا إذا صبت في صالحه واتهم الإعلام بالوقوف ضده وبإمكانية تزوير الانتخابات لصالح منافسته وقد اعتبر السناتور الجمهوري ليندسي جريام كلام ترامب هذا إساءة "للحزب والبلاد " وكان الإعلام قد نعت ترامب بالكاذب والديماغوجي الخطير بينما وصف ترامب وسائل الإعلام بالفاسدة والمثيرة للاشمئزاز ووصف أيّ محاولة تمنع فوزه بالتزوير وعدم النزاهة وقد واصل بذاءاته وأكاذيبه بعد المناظرة ووصف القادة الأمريكان بأنهم "أطفال رضع" و"خاسرون"، بينما أثنى على بوتين الذي رفضت الولايات المتحدة طلب بلاده بالسماح لمراقبين روس بالتواجد في مراكز الاقتراع الأمريكية في الثامن من الشهر المقبل واعتبرت وجودهم "عملا جنائيا". دونالد ترامب الذي يكذب ويكره الأجانب ويهين النساء يستخدم نفس الأساليب التي استخدمتها الأحزاب اليمينية في أوروبا في ردة مرعبة لليبرالية الغربية ولكن يبدو أن رهانه لم يؤت أكله حتى الآن ولا يبدو وفقا للمعطيات الحالية أنه سيعطي النتائج التي يتمناها ومؤيدوه فقد انتهت المناظرة الثالثة لصالح هيلاري كلينتون فقد قال 52% من المشاركين في استطلاع أجرته شبكة سي إن إن أداء كلينتون كان الأفضل خلال المناظرة وأنها فازت في النقاش بينما قال 39% إن أداء ترامب كان الأفضل ولا شك أن ما أبداه دونالد ترامب من أداء سيئ خلال حملته الانتخابية كلها قد أكد أنه شخص ديماغوجي وعبثي ولا يملك ما يقدمه ومهما قيل في منافسته كلينتون فستظل الخيار الأفضل لأمريكا والعالم.
812
| 24 أكتوبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جاء قرار اليونسكو المؤكد لعروبة القدس الشرقية والأماكن المقدسة فيها وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، ليعكس وحدة الموقف العربي والإسلامي والدولي في مواجهة التحالف الأمريكي الإسرائيلي، وفي مواجهة التطرف المسيحي الأصولي الذي يدفع صانع القرار الأمريكي إلى الانحياز لإسرائيل، خصوصا في مسألة تهويد القدس الشرقية، كما يأتي في مواجهة التزوير الصهيوني ومحاولة طمس الهوية العربية الإسلامية للقدس الشرقية وفي وقت حرج تتداعى فيه الأمم على وطننا العربي الكبير. القرار الذي أصدرته اليونسكو في الأيام القليلة الماضية بشأن حق العرب في الأماكن المقدسة ذو أهمية وأبعاد ومعان يمكن إجمالها فيما يأتي: أولا- يأتي القرار انسجاما مع قرارات الأمم المتحدة السابقة التي اعتبرت القدس الشرقية أرضا محتلة، وبالتالي فإنه يعزز عروبة القدس ويأتي انسجاما مع القرارين (476) و(478) الصادرين عن مجلس الأمن في عام 1980، والذي بموجبهما تم التنديد بضم إسرائيل للقدس الشرقية عام 1980 وببطلان كل الإجراءات التي غيرت معالم مدينة القدس الشريف ووضعها الجغرافي والسكاني والتاريخي مع استمرار سريان اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 على العرب الفلسطينيين في المدينة، كما يبطل القرار الخرافة الصهيونية التي تقول بالأحقية التاريخية لليهود في المدينة قبل 3000 سنة.ثانيا- يأتي قرار اليونسكو نافيا أي حق لليهود في المسجد الأقصى خاصة والقدس الشرقية عامة، وبالتالي يُعد باطلا أي تغيير لملامح القدس الشرقية بما في ذلك الكنس التي بنتها إسرائيل على مقربة من المسجد الأقصى، وكذلك أعمال الحفر والتنقيب عن الهيكل المزعوم التي طالبت اليونسكو دولة الاحتلال بوقفها، كما يطالبها وفقا لالتزاماتها بموجب اتفاقيات وقرارات اليونسكو ذات الصلة بالتخلي عن مشاريع ربط جبل الزيتون بالبلدة القديمة في القدس عن طريق العربات المعلقة بالأسلاك، بالإضافة إلى بناء مركز كيدم وهو مركز للزوار يقع قرب الحائط الجنوبي من المسجد الأقصى المبارك و"بيت ليبا" و"مبنى شتراوس"، ومشروع المصعد في ساحة البراق ووقف العدوان على الأملاك الوقفية شرقي الحرم القدسي الشريف.ثالثا- يعد القرار إدانة للعدوان الإسرائيلي ولهجوم المتطرفين اليمينيين والجنود الإسرائيليين الذين اعتادوا اقتحام الحرم الشريف والمسجد الأقصى ويطالب إسرائيل باتخاذ ما يلزم لوقف هذه الاعتداءات، وكذلك وقف الاعتداء على رجال دين مسلمين وعلى كهنة مسيحيين من قبل مسؤولين في دائرة الآثار الإسرائيلية. رابعا- يؤكد القرار عروبة حائط البراق وأن الادعاء بأنه حائط المبكى باطل، فلا سند قانونيا ولا تاريخيا لهذا الادعاء، فقبل القرن السادس عشر الميلادي لم يكن ثمة شيء اسمه حائط المبكى وحتى ثورة البراق 1929 كان التصدي الفلسطيني الشجاع لمحاولات اليهود جلب الكراسي أمام الحائط وقرار اليونسكو يبطل الدعاوى اليهودية الصهيونية ويوجب على العالم حماية الهوية الثقافية للمعالم التاريخية الفلسطينية بما فيها حائط البراق بنزع أي صفة يهودية عنه في الكتب والدوريات ووسائل الإعلام.خامسا- ينزع القرار أي ولاية إسرائيلية على المعالم الدينية والثقافية في القدس الشرقية، ويعتبرها كما اعتبرتها قرارات الأمم المتحدة السابقة أرضا فلسطينية محتلة لا يجوز تغيير ملامحها، ويطالب بعودة الولاية على المسجد الأقصى إلى دائرة الأوقاف الأردنية الإسلامية كما كانت عليه قبل سنة (2000).سادسا- أكد القرار أهمية القدس الشرقية للديانات السماوية الثلاث وأدان رفض إسرائيل تعيين ممثل دائم لليونسكو فيها رغم تكرار طلب الأخيرة ذلك منها مرات عدة، ويؤكد أيضا مسؤولية دولة الاحتلال عن صيانة الإرث الثقافي للحرم الشريف ويطالبها بعدم إعاقة مشاريع الإعمار الهاشمي في المسجد الأقصى المبارك وبفتح باب الرحمة أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك الذي أغلقته السلطات الإسرائيلية منذ عام 2003.أهمية قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" تكمن في نفيه أي علاقة تاريخية بين اليهود والمسجد الأقصى وحائط البراق، وهو الأمر الذي ينسف من الأساس الدعاوى التي قام عليها الكيان الصهيوني، كما يشكل القرار ضربة نافذة لليمين المسيحي المتصهين الذي يدعو أكثر من اليهود أنفسهم إلى بناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى. ومن هنا فمن المتوقع أن تشن الدولة العبرية التي جن جنونها واعتبرت القرار سخيفا ومخالفا للتوراة، حربا شعواء على المنظمة حتى تعدل عن قرارها.وواجبنا -نحن العرب والمسلمين- التصدي للجهود الصهيونية ودعم اليونسكو حتى لا تستجيب للضغوط الصهيونية التي لن تتوقف بعد اليوم في هذا الاتجاه.
1083
| 17 أكتوبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يكتف أوباما بما فعله فينا في أكثر من مكان بعالمنا العربي فأراد قبل أن يرحل غير مأسوف عليه أن يقدم لنا هديته الأخيرة قانون جاستا الذي يطمع من خلاله أن يأخذ الذي له الحق ممن ليس عليه الحق فقانون جاستا الذي سلب الحصانة السيادية للدول اسم على غير مسمى وبينه وبين العدالة بعد المشرقين وقد كان بإمكان أوباما أن يضغط على المشرعين وعلى النواب من حزبه لكنه لم يفعل كما قالت نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي وكان بإمكانه أن يساعد في كتابة القانون بطريقة مختلفة تراعي مخاوف الغير ولكنه لم يفعل فتمت المسرحية بإخراج الرئيس أوباما الذي لم يسبق أن أُبطل له أي فيتو رغم استخدامه لهذا الحق في مواجهة الكونجرس المسيطر عليه من الجمهوريين اثنتي عشرة مرة. قانون جاستا ابتزاز غير مسبوق في التاريخ فلجنة التحقيق في هجمات سبتمبر لم تعثر على أي دليل يدين المملكة العربية السعودية ولا أي طرف عربي آخر لا على مستوى الحكومات ولا على مستوى المؤسسات ولا على مستوى المسؤولين كما أكدت الاستخبارات الأمريكية وهي أقوى جهاز استخباراتي في العالم عدم وجود أي علاقة للمملكة في هذه الهجمات كما أن أسرار ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر لم تزل مجهولة وتتعمد السلطات الأمريكية إخفاءها ومن ذلك الحريق الذي نشب في البناية الملحقة بالبيت الأبيض وانهيار المبنى رقم 7 لمقر التجارة العالمي الذي لم تصطدم به أي طائرة مما يضع علامات استفهام كبيرة وثمة أكثر من نظرية لتفسير ما حدث لم تهتم بها الإدارة الأمريكية. المتخلفون الهمج الذين اعتدوا على البرجين الأكبر والأقدم في نيويورك والبنتاجون لم يكنوا أصلا إلا صناعة غربية أمريكية بامتياز باعتبار أنهم منتمون للقاعدة التي عانى ويلاتها العرب أكثر من غيرهم وهؤلاء قدموا أجل الخدمات وأعظم الهدايا للمحافظين الجدد الذين كانوا بحاجة إلى مبرر يقدمونه للرأي العام لتنفيذ مخططاتهم المعدة سلفا والمستقرة عقيدة لتفكيك العالمين العربي والإسلامي وسرقة ما بهما من ثروات فالمحافظون الجدد يؤمنون بأن المجتمع الأمريكي كما قالت غريس هالسل مجتمع متفوق ومتميز على كل مجتمعات العالم ويحق له ما لايحق لغيره لأنه تم اختياره إلهيًا لتشكيل جمهورية إلهية على غرار دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) والشعب الأمريكي هو شعب الله المختار الجديد الذي اختاره الإله ليقود العالم ومن جورج واشنطن إلى جورج بوش الابن سيطرت الفكرة على الرؤساء الأمريكيين حتى أن بوش الصغير تجرأ وقال: إن العناية الإلهية اختارته لمحاربة الإرهابيين وإنه يشن حربا باسم السماء وأن الله اختار الشعب الأمريكي للقيام بهذا الدور ووصل به الأمر إلى الإدعاء بأن الله زاره في بيته وألهمه شن الحرب على العراق فأحداث 11 سبتمبر 2001 لم تكن هي السبب في غزو العراق ولا السبب في مواصلة حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وإنما اتخذت ذريعة وغطاء فقد أخذ بوش الابن بتوصيات معهد الإستراتيجيات المتقدمة والدراسات السياسية الذي يرأسه اليهودي الصهيوني ريتشارد بيرل التي خلصت إلى أن ازدهار إسرائيل واستمرار تفوقها العسكري يقتضي قيام الولايات المتحدة بغزو العراق وتحطيمه كما دعت الدراسة إلى ضرورة انتهاج سياسة عدوانية هجومية ضد الفلسطينيين وعدم منحهم فرصة لالتقاط الأنفاس والتخلي عن فكرة السلام الشامل لصالح فكرة " السلام القائم على ميزان القوى على الأرض " فالدين والقوة والنفعية محددات أساسية للسياسة الأمريكية وهي وراء سياسات بوش العدوانية والبربرية ضد الشعوب وقد أتم أوباما رسالة الأخير فالحروب التي شنها بوش الابن وأكملها أوباما بطريقته الخاصة لم تكن في حقيقتها حروبا ضد الإرهاب وإنما كانت حروبا عدوانية شنتها أمريكا وحلفاؤها ووكلاؤها ضد المسلمين العرب من أجل إسرائيل الكبرى ومن أجل النفط ومن أجل السيطرة على الثروات ويأتي قانون جاستا كواحد من تلك الأدوات التي تستخدمها الولايات المتحدة لنفس الغرض الذي من أجله جرى تحطيم العراق وتمزيق سوريا وإنهاك الفلسطينيين ولتحقيق أهداف منها أولا الحفاظ على وقوة وسلامة إسرائيل بإضعاف محيطها العربي وفي قلبه المملكة العربية السعودية وثانيا كرد على مجمل السياسات التي اتخذتها المملكة لتحقيق الاعتماد على الذات وتوحيد الصف العربي وثالثا لأن السعودية قللت من اعتمادها على العتاد الأمريكي واتجهت نحو بلاد أخرى لشراء ماتحتاج إليه فقد ابتاعت في العام الماضي (50) طائرة ركاب إيرباص بقيمة (8) مليارات دولار ورابعا للاستيلاء على أموال المملكة فبحسب البيانات الأمريكية فإن السعودية تأتي من بين الدائنين العشرة الأوائل للولايات المتحدة ولها أصول قدرت بنحو (750) مليار دولار وللعرب عامة أصول وأموال تفوق (2) تريليون دولار ومعلوم أن المملكة اعتمدت خطة عريضة للإصلاح الاقتصادي والتنمية تحت عنوان رؤية السعودية 2030 بهدف النهوض باقتصادها وتحريره من الاعتماد على النفط وحرمانها من أموالها يعطل هذه الخطة أو يقلل من اندفاعها على الأقل كما أن ألولايات المتحدة كانت في عام 2011 على وشك إعلان إفلاسها ودينها العام اليوم بلغ (20) تريليون دولار وهو ما يناهز 98% من ناتجها المحلي الإجمالي ونصفه تقريبا من جهات خارجية وتجميد الأموال العربية أو الاستيلاء عليها يمثل مخرجا لها من أزمة ديونها وخامسا معاقبة المملكة لتوجهها شرقا نحو تركيا والصين والهند واليابان وللتقليل من الخسائر المحتملة فإن على العرب القيام بعدة خطوات لمواجهة هذا القانون منها الوحدة والتماسك وتوحيد المواقف وسرعة سحب هذه الأرصدة وتنويع المحافظ الاستثمارية بتفعيل الشراكة الاقتصادية مع البلدان العربية وتركيا واليابان والهند والصين وغيرها والتقليل من التعاون العسكري والأمني مع الولايات المتحدة وأخيرا فمهما تكن تداعيات هذا القانون وأيا كانت الأسباب التي دعت إلى سنّه فلا ينبغي أن يفت في عضد المملكة أو يثنيها عن توجهاتها.
814
| 10 أكتوبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); انحازت الصحف الروسية وكذلك التلفزيون الروسي الرسمي لدونالد ترامب بعد المناظرة التي جرت بينه وبين هيلاري كلينتون في الأسبوع الماضي إذ رددت مقولاته التي هاجم فيها غريمته وهو الأمر الذي يفضح رغبة روسيا وربما سعيها بما تمتلكه من قوة استخباراتية ومعلوماتية إلى فوز ترامب على منافسته وإذا صحت هذه الفرضية ــ وهي فرضية رجحها أوباما في تصريحاته ــ فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تريد روسيا وصول ترامب إلى البيت الأبيض؟ تناول الكتاب والسياسيون الروس مواقف كل من المرشحيْن من القضايا الدولية الشائكة ومدى قرب أو بعد هذه المواقف من المصالح الروسية وانطلاقا من هذا الاعتبار جاء تفضيل المرشح الجمهوري دونالد ترامب فالمحلل السياسي الكسي ماكاركين نائب رئيس المركز الروسي للتكنولوجيات السياسية يرى أن وصول ترامب إلى الحكم سيكون الأفضل لروسيا ومصالحها لأن وصوله يمكن موسكو من"صناعة سياسة خارجية جيدة وسهلة وإذا تعذر ذلك فإن سياسات ترامب سوف تجعل أمريكا أكثر ضعفا" ويستند "ما كاركين" إلى ما كان أعلنه ترامب من نوايا بصدد بحث رفع العقوبات عن روسيا والاعتراف بانتماء شبه جزيرة القرم المقتطعة من أوكرانيا إلى روسيا وهي أمور من المحرمات لدى الإدارة الأمريكية الحالية التي ستكون هيلاري كلينتون في حالة فوزها استمرارًا لها فقد رفض الرئيس باراك أوباما وكل أعضاء الكونجرس تقريبًا هذه الفكرة بشدة ومن ناحية أخرى فإن نظرة ترامب إلى حلف الناتو نظرة مختلفة تماما فهو لا يرى أن تحمي الولايات المتحدة وهي القوة الضاربة في حلف الناتو ــ الدول الأعضاء في الحلف مجانا وبدون مقابل وفي هذا الصدد رد ترامب على سؤال يقول ماذا تفعل لو اعتدت روسيا على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي كدول جمهوريات البلطيق التي باتت قلقة من النشاط العسكري الروسي فكان رده بأنه لن يقدم المساعدة العسكرية لهذه الجمهوريات إذا اعتدت عليها روسيا ــ إلا إذا "سددت التزاماتها نحونا" ففكرة الصفقة تسيطر على تفكير ترامب وتضيق من أفقه السياسي فلا عون لحلفاء الولايات المتحدة إلا بمقابل وهذا ما كرره في المناظرة الأخيرة بقوله "لا يدفعون لنا ما يكفي. نحن ندافع عن ألمانيا، كوريا الجنوبية...وهم لا يدفعون لنا ما يكفي مقابل الخدمات المذهلة التي نعطيهم إياها. نحن نخسر المال، وهذا هو السبب الذي يجعل دولتنا خاسرة". وربما كان موقف ترامب هذا من الحلف واحدا من أقوى الدوافع التي حفزت روسيا لتأييد ترامب وإن صرح الكرملين مرارا بأنه على مسافة واحدة من المرشحيْن وفي المناظرة الأخيرة أكد ترامب أيضا على التفوق النووي الروسي ولكنه اعتبر السلاح النووي سلاح ضار يجب الاستغناء عنه بيد أنه لن يقوم بتقليص ترسانته أو التخلص منها أولا بينما ترى هيلاري كلينتون كسائر الديمقراطيين أن تطوير وتحديث الترسانة النووية الأمريكية ونشرها في دروع ومنظومات وتوسيع رقعة وجودها في دول أخرى لتلامس حدود روسيا مباشرة أمر في غاية الأهمية. وفي مقابلات عديدة سابقة قال ترامب إنه لن يحارب الأسد إذا فاز بما يعني أن أمريكا لن تتدخل في الشأن السوري وتحارب الأسد وعلل ذلك بأن لدى الولايات المتحدة مشاكل أكبر من الأسد على حد تعبيره ولقد ردد دونالد ترامب ما رددته وتردده روسيا من أن المشكلة ليست الأسد بل تنظيم الدولة (داعش) إذ قال في إحدى المقابلات "لا أقول الأسد رجل جيد، لأنه ليس كذلك، ولكن مشكلتنا الكبيرة ليست الأسد، بل تنظيم الدولة الإسلامية، داعش" كما يلتقي ترامب مع روسيا في مناهضته للثورة السورية واللاجئين الذي وعد بإعادتهم دون أن يوضح الطريقة التي سيعيدهم من خلالها إلى بلادهم أما هيلاري كلينتون فقد كانت ترى لما كانت وزيرة للخارجية ضرورة تسليح المعارضة السورية كما ترى في محاولة تدشين روسيا للاتحاد الأوراسي إحياء للاتحاد السوفيتي البائد بما يعني تبنيها لأفكار بريجينسكي التي بثها في كتابه رقعة الشطرنج الكبرى الذي اعتبر المعركة الحقيقية لأمريكا هي في منع نشوء أي قوة منافسة للولايات المتحدة في هذه المنطقة بينما يتبنى ترامب سياسة انعزالية مختلفة. دونالد ترامب الذي أعلن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين كقائد قوي طلب من روسيا أن تساعده في نشر البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون خاصة بعد اتهام الولايات المتحدة لها بالقرصنة. ومع أن في روسيا من يتمنى فوز دونالد ترامب ويعتبره أكثر من ضربة حظ إلا أن كثيرين يخشون من هذا الفوز ومنهم بافل ديميدوف الأستاذ في الجامعة الروسية الذي قال في تصريحات صحفية "إن شعبوي طائش وسريع الغضب يغير رأيه ثلاث مرات في اليوم على رأس قوة نووية عظمى قد يشكل خطرًا على العالم، وروسيا على وجه الخصوص". وأيا كانت تمنيات الكرملين فلن يكون في مقدور ترامب ولا غيره تغيير سياسات الولايات المتحدة لأنها دولة مؤسسات لا دولة أفراد ولذلك فإن فوز دونالد ترامب لو حدث لن يغير كثيرا لأن السياسة الأمريكية تصنعها المؤسسات ولا يصنعها الفرد.
1016
| 03 أكتوبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يعتبر كثير من المراقبين أن عهد أوباما هو العهد الذي بلغ فيه الدعم الأمريكي لإسرائيل ذروته وأنه بالفعل أوفى بالعهود التي قطعها على نفسه فقد قال مرة "لا أريد للتاريخ أن يسجل أن إسرائيل ضعفت في عهدي" وأمام جمع من اليهود في كنيس "أداس إسرائيل" قال أوباما "إن التزامي بضمان أمن إسرائيل لا يتزعزع وسيظل دائما هكذا ". وفي هذا السياق وقعت الولايات المتحدة وإسرائيل منتصف الشهر الجاري مذكرة تفاهم تمنح الأولى بموجبها للثانية وعلى مدى السنوات العشر القادمة (38) مليار دولار ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد آثر إبرام الصفقة في عهد أوباما بالشروط الأمريكية مفضلا عدم انتظار الرئيس القادم ورغم الاختلاف حول أهمية هذه المساعدات وتقليل البعض في إسرائيل لأهميتها باعتبار أن اقتصاد إسرائيل اقتصاد متنوع ومتطور ومصدر للسلاح إلا أن ذلك لا يدحض الحقيقة القائلة بأن الدعم الأمريكي الغربي المادي والسياسي هو الذي أبقى هذه الدولة على قيد الحياة حتى الآن. وكما أشارت صحيفة كريستيان منيتور الأمريكية فقد كلفت إسرائيل الولايات المتحدة ماليا منذ العام (1973) وحتى الآن (1.6) تريليون دولار أي أن كل مواطن أمريكي دفع لإسرائيل 5700 دولار ونقلت الصحيفة عن توماس ستوفار وهو خبير اقتصادي في واشنطن قام بحساب تكلفة دعم الولايات المتحدة لإسرائيل ــ أنّ الرقم المذكور يمثل أكثر من ضعف تكلفة الحرب في فيتنام". وفي كتابه الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية قال روجيه جارودي "إن الولايات المتحدة قدمت لإسرائيل في الفترة مابين (1948 ــ 1954) (7) مليارات دولار بينما قدمت لدول أوروبا الشرقية مجتمعة في سياق خطة مارشال (13) مليار دولار أي أن إسرائيل التي يقل عددها ـ آنذاك ـ عن مليوني نسمة قد حصلت على أكثر من نصف ما حصل عليه (200) مليون أوروبي وبعبارة أخرى فقد حصل كل فرد إسرائيلي على خمسين ضعف ما حصل عليه كل فرد أوروبي "فالحروب التي شنتها إسرائيل على جيرانها العرب والفلسطينيين دفعت الولايات المتحدة تكلفتها وما حققته من ازدهار اقتصادي موّله بلا شك دافع الضرائب الأمريكي فإسرائيل ليست مجرد دولة تمتلك جيشا ولكنها جيش يمتلك دولة كما قال يشياهو ليبوفيتزفي كتابه "إسرائيل واليهودية" و"قوة القبضة اليهودية تأتي من القفاز الأمريكي الفولاذي الذي يغطيها ومن الدولارات التي تبطنه"، فإذا انقطع المدد انهارت إسرائيل. الدعم الحقيقي الذي ميز أوباما ليس القبة الحديدية أو طائرات إف 35 أو تمكينه إسرائيل من الحصول على الغواصات التي تحمل الرؤوس النووية أو المساعدات المالية السخية أو إفراجه عن الجاسوس الأمريكي اليهودي جوناثان بولارد الذي لم يقبل أي رئيس قبله الإفراج عنه..إلخ بل يتمثل فيما رتبته سياساته من تغيير في عالمنا العربي فالمتأمل في خريطة الوطن العربي في 20 يناير 2009 يجد تغيّرًا كبيرًا فيها اليوم فدول عربية عديدة أصبحت أشباه دول فإما وهنت أو دخلت في صراعات وحروب وشعب بكامله تقريبا انتهى إلى اللجوء والشتات فإستراتيجية أوباما في سوريا والعراق تعمدت إنجاز هذه النتيجة فقد وقفت منذ اليوم الأول ضد الثورة السورية وقيدت المعارضة واستهدفتها وسمحت للنظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة في الوقت الذي أطلقت فيه يد إيران وميليشياتها ووكلائها ليس في العراق فحسب بل وفي سوريا كما لم تسمح بإقامة منطقة عازلة آمنه للمدنيين الفارين من جحيم الحرب في الوقت الذي تعمل فيه اليوم على إطلاق يد الأكراد ليقتطعوا جزءا من سوريا لإقامة دولتهم ولا تزال رغم تعهداتها لتركيا تلقي لهم الأسلحة من الجو حتى ينفذوا مخططهم في المنطقة على حساب وحدة وسلامة سوريا وتركيا في آن واحد. إستراتيجية أوباما إذن أدت في نهاية المطاف إلى تشريد الشعب السوري ودخول روسيا كلاعب أساسي في الإقليم وتعقيد الأزمة السورية وترجيح تقسيم سوريا ولم تكتف إدارة أوباما التي تخلت عن حلفائها العرب ــ بتفتيت وإنهاك المنطقة حول إسرائيل لتبقى الأخيرة الوحيدة الأكثر أمنا وتماسكا في المنطقة وإنما قامت في الأسبوع الماضي بمنع الكونجرس من التصويت على مشروع قانون يهدف إلى فرض عقوبات جديدة على أي هيئة تتعامل بشكل تجاري أو مالي مع الحكومة السورية أو أجهزة الأمن التابعة لها بما في ذلك روسيا وإيران كما قال جيف داير في الفاينانشال تايمز إن البيت الأبيض هو الذي غلّ يد كيري بشأن إحياء الهدنة بإصراره على عدم التدخل في الأزمة السورية وبتركه الأسد يفعل ما يشاء في المدنيين وبهذه العرقلة لعمل الكونجرس الأمريكي وبهذا الغطاء لأعمال القتل للمدنيين في حلب وباقي المدن السورية تثبت إدارة أوباما أنها الأكثر دعمًا لإسرائيل والأكثر عداءً للعرب.
708
| 26 سبتمبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في الوقت الذي كانت فيه حكومة الوفاق الوطني تحارب تنظيم الدولة وتتكبد من أجل ذلك مئات القتلى والجرحى قام برلمان طبرق بضغط من الفريق حفتر برفض منح الثقة لحكومة الوفاق للمرة الثانية وطلب من المجلس الرئاسي إعادة تشكيل حكومة أقل عددا وأكثر تمثيلا لليبيين وبناء على ذلك انطلقت برعاية الأمم المتحدة جلسات الحوار بين الفرقاء الليبيين في تونس لكن حفتر الذي رفض الاجتماع بمارتن كوبلر والاستماع إليه والذي لا يعترف بحكومة الوفاق ولا بالأجهزة المنبثقة عنها تمكن عن طريق وكلائه من إفشال هذا الحوار الذي دام ليومين في تونس لتعود الأزمة الليبية إلى مربعها الأول ولم يكتف حفتر ولا برلمان طبرق برفض التصديق على حكومة الوفاق أو النظر في الأفكار والحلول التي قدمها المجلس الرئاسي في جلسات الحوار وما بعدها بل قامت قواته بدعم من مجلس نواب طبرق وحكومته الانتقالية المتواجدين في شرق البلاد وبضوء أخضر من راعيه الإقليمي باحتلال منطقة الهلال النفطي التي تضم أكبر موانئ التصدير ورغم استنكار الدول الكبرى لعملية البرق الخاطف هذه في بيان لها عبر ممثليها واعتبارها احتلال الموانئ النفطية عملا من شأنه إلحاق الضرر بالبنى التحتية للطاقة ولعمليات التصدير ودعوتها لقوات حفتر بالانسحاب إلا أنها لم تتخذ موقفا رادعا من حفتر وقواته التي لم تحرز أي تقدم ملموس في حربها على الإرهاب بل وتمارس الإرهاب على حكومة الوفاق الوطني المنهمكة في حربها على تنظيم الدولة في سرت وهو الأمر الذي جعل بعض المحللين يشككون في صدق هذه الدول بل وذهب بعض المراقبين إلى أبعد من ذلك وقال إن حث الدول الكبرى وتشجيعها لحكومة الوفاق الوطني لمحاربة تنظيم الدولة إنما كان لاستنزافها وفتح الطريق أمام قوات حفتر لتمضي قدما في مشروعها الاستئصالي الذي لا يقبل الشراكة مع الفرقاء الليبيين. عملية البرق الخاطف التي نفذتها قوات حفتر تتوخى تحقيق جملة من الأهداف منها إفشال ومنع أي حوار بين الأطراف الليبية لإحداث توافق بينها يخرج البلاد من أزمتها، فحفتر كما أظهر مرارا لا يعترف بغيره ولا يريد لأحد أن يشاركه في الحكم وثانيا تحويل الأنظار عن النصر الكبير الذي حققته عملية البنيان المرصوص على تنظيم الدولة في سرت بل ومحاولة إعاقة هذه العملية التي تشهد الآن المرحلة الأخيرة وثالثا زيادة معاناة حكومة الوفاق الوطني المنهمكة في تطهير سرت من بقايا تنظيم الدولة بحرمانها من الأموال التي كان من الممكن أن تتحصل عليها للإنفاق على وزاراتها ولتلبية حاجات المجتمع الليبي وهي حكومة كانت على وشك أن تستخدم هذه الموانئ لبدء التوسع في عمليات التصدير ورفع الإنتاج إلى مستوى أكبر وستثبت الأيام ما إذا كانت عائدات النفط الذي بُدئ بتصديره ستوجه لليبيين أم سيحرمون منها خاصة أن المؤسسة النفطية الرسمية التي تعترف بالمجلس الرئاسي أعربت في بيان لها موقع من رئيسها مصطفى صنع الله عن مساندتها لقوات حفتر التي يطلق عليها مجلس النواب اسم "الجيش الوطني الليبي". ورابعا محاولة التأثير سلبيا على موقف المجتمع الدولي من حكومة الوفاق الوطني التي بدأت تنال تأييد الحكومات الغربية بعد نجاحاتها الأخيرة ضد تنظيم الدولة في سرت وكانت هذه الدول قد عبرت عن تأييدها بإرسال الوفود إلى طرابلس ومصراتة وخامسا إشعار الدول الغربية والأمم المتحدة أن قوات حفتر قوات مؤثرة على الأرض وأن بيدها ورقة النفط وهي وإن أعادت تصديره إلا أن بإمكانها وقف تصديره من جديد إذا أرادت وسادسا محاولة شق صفوف المؤيدين لحكومة الوفاق وسابعا التمادي في عدم الاعتراف بحكومة الوفاق وإنجازاتها والفصائل المساندة لها والمضي قدما في مشروع حفتر المؤيد من القاهرة والقاضي بالسيطرة على ليبيا واستنساخ نظام شمولي فردي على غرار نظام القذافي سابقا أو السيسي حاليا. الأزمة الليبية لا يمكن أن تحل بالطريقة الحفترية القائمة على إقصاء كل الأطراف وإنما تحل بمصالحة وطنية تتسع لجميع القوى الفاعلة في المجتمع الليبي وإذا استمر الفريق حفتر على طريقته وإذا لم يضغط عليه المجتمع الدولي الذي تركه حتى الآن ينزع الشرعية عن الحكومة المعترف بها وتركه يحرمها عمليا من المال اللازم للتسيير ــ فلن يكون لأي حوار راهن أو قادم أي نتائج تؤدي إلى انفراج الأزمة الليبية فما يفعله حفتر اليوم على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي يؤكد أنه بصدد اغتيال مشروع الدولة المدنية واغتيال الثورة الليبية التي شكلت واحدة من أهم ثورات الربيع العربي.
630
| 20 سبتمبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); اشتدت المنافسة بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب مع الاقتراب من الموعد الحاسم في الثامن من نوفمبر القادم، ولا تزال الاستطلاعات متذبذبة، فقد أظهر استطلاع "رويترز/إبسوس" الذي أجري في أغسطس الماضي تقدم دونالد ترامب بنقطة واحدة منهيا تراجعا كبيرا بعد دعم حزبه له في الأسابيع الأخيرة. ورغم أن أغلبية علماء السياسة الذين يستخدمون نماذج تنبؤ -كما ذكرت الواشنطن بوست- قد أجمعوا على فوز هيلاري كلينتون في نهاية المطاف، فإن بعض الخبراء يرى أن حظ دونالد ترامب في الفوز كبير بل واعتبروه بمثابة الجوكر الذي قد يحقق المفاجأة في أي وقت، ويستندون على جملة من الأسباب منها أولا أنه حقق في الانتخابات التمهيدية مفاجأة غير متوقعة بفوزه الكاسح على منافسيه رغم أن التوقعات كانت مغايرة وهو الأمر الذي قد يتكرر مرة أخرى، ومنها ثانيا خطابه الشعبوي الخارج عن المألوف المفعم بالحماس والتلقائية والمعتمد على العداء للمهاجرين واللاجئين والهجرة والموّجه في الأساس للكتلة البيضاء التي تعد أكبر مجموعة عرقية في البلاد، وهو خطاب له تأثير كبير لا يخضع للحسابات، وقد برهنت الانتخابات الألمانية على نجاعته حين فاز الأسبوع الماضي حزب البديل المناهض للهجرة واللاجئين على الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل في ولاية مِكلنبورج فوربومرن، كما أن الأحزاب اليمينية في معظم دول أوروبا حققت تقدما في الانتخابات المحلية. وخطاب ترامب يحمل نفس الملامح ويحمّل "اللاجئين غير الشرعيين" مسؤولية تدهور السلم الاجتماعي وارتفاع معدلات الجريمة في بلاده. ويتعلق السبب الثالث بأداء وخبرة هيلاري كلينتون أثناء توليها الخارجية الأمريكية، فهي في نظرهم لا تحظى بدعم قطاعات معينة من الشعب الأمريكي وتعد سقطاتها أثناء توليها الخارجية الأمريكية من الأسباب التي تقلل من حظوظها خاصة فضيحة البريد الإلكتروني (ميل جيت). وكذلك اتهمت كلينتون باستغلال وظيفتها وجمع التبرعات السخية رغم تقديمها للإقرار الضريبي. ورابعا فقد قام ترامب بتغيير فريقه المساعد وتوقف عن خطاباته العفوية التلقائية التي كشفت عن غلظته وجهله وقلة خبرته السياسية وبدأ بالاعتماد على الخطابات المكتوبة، ولكن المناظرات المباشرة تبقى مشكلة بالنسبة له. وخامسا يحظى دونالد ترامب بتأييد المسيحيين الإنجيليين الذين سبق لهم احتضان بوش الابن ويقدر أن 78 % منهم سيمنحونه أصواتهم. وقد وصف جيري فولويل الابن دونالد ترامب بـ"مبعوث الرب لقيادة أمتنا". ورغم كل هذه النقاط التي تبدو في صالح ترامب فإن فرص فوز هيلاري كلينتون هي الأقوى. فقد أظهر استطلاع أخير أجرته الواشنطن بوست بالتعاون مع موقع تصميم الاستبيانات الإلكترونية "سيرفى مونكى" شمل 50 ولاية أمريكية تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بأربعة نقاط إذ ضمِنت لنفسها حتى الآن 244 صوتًا في الندوة الانتخابية التي تختار الرئيس، أي أنها في حاجة إلى 26 صوتًا إضافيًا لتضمن الفوز الذي يتطلب أصوات 270 مندوبًا مقابل 126 صوتًا لترامب، ويتبقى 168 صوتًا قد تذهب لها أو له، ما يعني أن فرص كلينتون هي الأقوى. وفي المناظرة التي جمعت بينهما عبر برنامج في تلفزيون "إن بي سي" بدا ترامب مهزوزا وكاذبا ومزورا للمعلومات بينما كانت كلينتون صادقة أو أقرب للحقيقة، فهيلاري كلينتون شخصية قوية ومرنة في الوقت نفسه وتمتلك تاريخا علميا وخبرة متراكمة لا يتمتع بها منافسها، كما أن حزبها متحد خلفها على عكس منافسها ترامب، وبرنامج حزبها معاد للعنصرية ومنحاز إلى العدالة لذا حاز رضا الفقراء والأقليات والمجموعات العرقية وقطاع كبير من البيض المتعلمين والمثقفين والفنانين والمحامين وشخصيات نافذة من الحزب الجمهوري نفسه، كما أظهر استطلاع أن 99% من الأمريكيين السود والملونين ذوي الأصول الإفريقية واللاتينية هم في صف كلينتون هذا فضلا عن المسلمين والأمريكيين من أصول لاتينية. وأظهر استطلاع جرى في يوليو الماضي انحياز 64% من نساء الولايات المتحدة إلى جانب كلينتون. كما أن لترامب سجلا كبيرا من التجاوزات والفساد المالي والتهرب الضريبي، ويفهم من تصريحات كبار المسؤولين في مؤسسات الدولة رفضهم لترامب حتى أن أوباما قال بأنه سيلجأ إلى كندا لو فاز ترامب. وأعرب مسؤولون جمهوريون في الأمن القومي عن دعمهم لكلينتون. ولكن مع تذبذب الاستطلاعات وانطلاق المناظرات في الأسبوع الأخير من هذا الشهر فإن حظوظ المتنافسيْن تبقى قائمة وإن كانت حتى الآن في صالح مرشحة الحزب الديمقراطي.
557
| 13 سبتمبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مع بداية القرن العشرين أي بعد أكثر من قرن على اندلاع الثورة الفرنسية نهض في فرنسا مجتمع تحكمه القيم العلمانية، إذ نصت المادة الثانية من الدستور على أن فرنسا "جمهورية علمانية لكنها تحترم كل الأديان" أي أنها تكفل للجميع حرية المعتقد مع ما يترتب على ذلك من آثار ونتائج، ومع أن فرنسا هي الابنة الكبرى للكنيسة الكاثوليكية الأم إلا أن الدين ظل بمنأى عن التدخل في قرارات الدولة ومسارات الحكم، فالدولة كما قال الفيلسوف الإنجليزي جون لوك تقوم على رعاية مصالح مواطنيها في دنياهم والدين يسعى إلى خلاص النفوس في الآخرة، ولذلك جرى فصل المؤسسات الدينية عن الدولة ومنعت الأخيرة من فرض معتقد أو تقليد أو نمط حياة على أي من مواطنيها، لذلك اتسم المجتمع الفرنسي بالتنوع والتعددية الثقافية فلا الدولة تدخلت في الدين ولا الدين تدخل في شؤون الدولة. ما حدث في فرنسا منذ أن أصبح المسلمون كتلة بشرية مهمة في المجتمع الفرنسي قلب الأمور رأسا على عقب، فالدولة هي التي تتدخل في شؤون المواطنين ومعتقداتهم وأنماط حياتهم.. فبعد الحجاب جاء البوركيني إذ قامت 30 بلدية فرنسية بتأييد من رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس بمنع النساء المرتديات للبوركيني من النزول إلى الشواطئ باعتباره رمزا دينيا لا يحترم العلمانية، وبدا حرص هذه البلديات على التعري أكثر من حرصها على الاحتشام، ومع أن المسيحية لا تفرض أنماطا معينة من الألبسة إلا أنها تُلزم المسيحيين بالحشمة.. فقد أشار الكتاب المقدس إلى حشمة الملابس فقال "وكذلك أن النساء يزيِّنَّ ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لَآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ"، (1تيموثاوس2: 9). وبالرغم من نصوص الاحتشام التي تضمنتها المسيحية إلا أن مسيحيين كثيرين قصروا الاحتشام وتغطية الرأس لدى الدخول إلى دور العبادة، وزعموا أن المهم هو إخلاص القلب لا تعري الجسد فآدم وحواء عليهما السلام كانا عاريين حين كان قلباهما صافيين.. وهم أحرار فيما يفهمونه من دينهم لكن رؤساء هذه البلديات بغض النظر عما إذا كانوا يعلمون شيئا عن وجهة نظر الكتاب المقدس هذه أو لا يعلمون ــ ليسوا أحرارا في فرض رؤيتهم على غيرهم وفي إرغام بعض النساء على خلع ملابسهن لدخول الشواطئ الفرنسية أو منعهن من الدخول.. كما كتبت التقارير الصحفية فهذا مخالف لقيم العلمانية التي يتشدقون بها ومخالف للحريات الأساسية، ومع أن مجلس الدولة الفرنسي قرر تعليق حظر ارتداء البوركيني باعتبار القرار"انتهاكاً خطيراً وغير قانوني للحريات الأساسية"، إلا أن بعض المسؤولين الفرنسيين أصر على مواقفه في مخالفة صريحة لقرار مجلس الدولة وللدستور، وقد ذهب ساركوزي إلى أبعد من ذلك حين دعا إلى فرض حظر شامل في عموم البلاد على البوركيني، وقال "سنعدل الدستور. لقد عدلنا الدستور ثلاثين مرة. ليست ثمة مشكلة". وإذا كان الملبس والحالة هذه عنصرا من بين عناصر كثيرة تمثلها الثقافة فإن رفض المسئولين الفرنسيين للبوركيني ومن قبله الحجاب، يأتي بمثابة رفض للإسلام، لذلك جرى الهجوم على الإسلام نفسه من خلال البوركيني واستغلت القصة لتحميل المسلمين مسؤولية تمزيق الهوية الفرنسية ولذا ادعى رئيس الوزراء الفرنسي "أن البوركيني ترجمة لمشروع سياسي ضد المجتمع مبني على استعباد المرأة".وألمح إلى ضرورة "أن تدافع الجمهورية عن نفسها في مواجهة الاستفزازات".المسؤولون الفرنسيون لم يهتموا بقضايا المسلمين ولم ينجحوا في دمج المسلمين ولا في منحهم حقوقهم ولا في فتح المجالات أمامهم للمشاركة السياسية بمدى أوسع وأفق أرحب كما فعلت بريطانيا وعوضا عن مناقشة أسباب ما يقع في بلادهم من إرهاب نسبوا هذا الإرهاب إلى الإسلام والمسلمين ولم ينسبوه إلى المناهج الدراسية التي تهمل أي دور للمسلمين في التاريخ بل وتصورهم كغزاة وقراصنة يبتغون أسلمة أوربا ونهب خيراتها. ما يجري في فرنسا اليوم هو في نهاية المطاف إدانة لبلد النور والثقافة وانقلاب على شعارات الحرية والإخاء والمساواة التي نادت بها الثورة الفرنسية وإسقاط للتنوع والتعددية وللعلمانية التي قام عليها المجتمع الفرنسي ونص عليها الدستور وعوضا عن الاعتذار للمسلمين واحترام ثقافتهم ودينهم صرح وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف لصحيفة لاكروا الفرنسية "إنه يريد إنشاء مؤسسة تسهم في الترويج لـ "الإسلام الفرنسي" الذي يحترم القيم العلمانية الفرنسية من خلال مشاريع تعليمية وثقافية وتقديم تدريبات غير دينية للأئمة، ودعم البحوث في مجالات العلوم الإسلامية، وتمويل المعارض وكل المشاريع التي لها علاقة بإدماج الإسلام في المجتمع الفرنسي وهو على هذا النحو لا يرأب الصدع بين الدولة الفرنسية والمسلمين بقدر ما يوسع الهوة بينهما لأن أحدا من المسلمين لن يوافقه على اللعب بالإسلام.
555
| 05 سبتمبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كشف استخدام روسيا لقاعدة نوجة الجوية بهمدان عن طبيعة العلاقات الروسية الإيرانية وعن تراجع الدور الإيراني في المنطقة لصالح روسيا التي استغلت فتور الدور الأمريكي واتجاهه إلى آسيا والمحيط الهادي وخروجه من الشرق الأوسط - لتحل مكانه بالتدريج - وقد عكست الأزمة السورية وتداعياتها السياسية وأيضاً الميدانية حجم الحضور الروسي في المنطقة، فروسيا التي ظلت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي لأكثر من عقد من الزمان تبحث لنفسها عن مسار وجدت في الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة وفي حاجة كل من إيران وسوريا إليها مخرجاً لها من محاولات العزل والتضييق التي فرضها الغرب عليها. لم يكن استخدام روسيا لقاعدة نوجة الجوية بهمدان في حد ذاته يمثل مشكلة لإيران ولكن إعلان روسيا منفردة عن ذلك الاستخدام كان المشكلة إذ حمل في ذاته دلالات تبعية إيران لروسيا ولذا فضلت القيادة الإيرانية أن يظل الأمر سرا بينما تصرفت روسيا كقوة عظمى يهمها أن توضح طبيعة العلاقة بين الدولتين وهو ما أثار تباينا وتخبطا في تصريحات المسؤولين الإيرانيين وعكس ما يشبه الصراع بينهم حول الوجود الروسي في سوريا وإيران فبينما أثار الإعلان وزير الدفاع الإيراني حسن دهقان ودفعه إلى وصف ما قامت به روسيا "بالاستعراض وعدم اللباقة " قال لاريجاني "أن استخدام الطائرات الروسية للقاعدة كان مؤقتا ولذلك لم يكن بحاجة إلى إذن من البرلمان" إلا أن تصريحات رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان علاء الدين بروجردي جاءت مناقضة لها إذ قال "إن روسيا تستخدم القاعدة الجوية منذ زمن طويل لكن تم الإعلان عنها بتفاهم إيراني روسي"، وقد أثار الإعلان أيضا غضب البرلمان الإيراني الذي لم يستشر في الأمر لذلك طالب 20 برلمانيا بعقد جلسة سرية للوقوف على حقيقة ما جرى في همدان خاصة بعد أن تلقى البرلمان صفعة أخرى قوية من وزير الدفاع الذي زعم أن "لا شأن للبرلمان" في الأمر. تباين تصريحات المسؤولين الإيرانيين عكس انفراد مجلس الأمن القومي لا البرلمان بالقرار فقد أثبتت الأقمار الصناعية الأمريكية وجود القاذفات الروسية في قاعدة همدان الجوية وهي ثاني أكبر قاعدة جوية في إيران في ديسمبر 2015 وعزز هذا التعاون العسكري الزيارات واللقاءات التي عقدها مع الروس كل من شمخاني مسؤول الأمن القومي الإيراني ووزير الدفاع خلال الشهرين الماضيين وما قبلهما واعتبار الولايات المتحدة استخدام الروس لقاعدة همدان "أمرا مؤسفا لكنه غير مفاجىء" بما يعني علمها المسبق بما جرى. إعلان طهران وقف استخدام الروس لقاعدة همدان الإيرانية وقول المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي "ليس لروسيا قواعد في إيران ولا تتمركز هنا..قاموا بهذه العملية وانتهى الأمر في الوقت الحالي" يعكس تذمر إيران من طبيعة علاقتها مع روسيا التي أعلنت أنها بصدد توقيع اتفاق مع طهران شبيه بذلك الاتفاق المذل الذي وقعته مع دمشق فإيران تعتبر نفسها لاعب أساسي في المنطقة وربما استخدمت علاقتها المتنامية مع روسيا للضغط على الإدارة الأمريكية الحالية لتسريع إنهاء العقوبات عليها خاصة أنها تتخوف من الإدارة الأمريكية الجديدة وفي الوقت نفسه فإن روسيا تستغل علاقاتها مع إيران وتأثيرها في الأزمة السورية وتستخدمها كورقة جديدة في اللعب مع الغرب كما قال الكاتب الروسي دميتري يفستافييف وتختلف مع إيران في مسألة بقاء الأسد من عدمه فالذي يهم روسيا منفذها على البحر المتوسط ولا تمانع من قيام نظام فيدرالي في سوريا أما إيران فتعتبر بقاء الأسد خطا أحمر ومسألة حياة أو موت ولا تسمح بتغيير نظام الحكم في سوريا وفي المحصلة النهائية فإن وجود روسيا في سوريا قلل من أهمية الدور الذي تلعبه إيران بل ويرى بعض المراقبين أن روسيا تعمل على بناء محور شرق أوسطي جديد يستتبع بالتدريج إيران ويرث مناطق نفوذها القديمة والتي تمتد عبر العراق فلبنان فسوريا وقد تمتد إلى اليمن بعد دعوة المخلوع المنشق المتحالف مع عصابات الحوثي على عبدالله صالح روسيا للتحالف معه في صنعاء ضد الإرهاب. ولكن هذا السيناريو يبدو صعبا فروسيا اليوم تعيش أوضاعا اقتصادية صعبة ولها أزمات ووجود في أكثر من منطقة وهي تعلم أن اصطفافها مع إيران يجعلها تخسر أصدقاءها العرب الحاليين والمحتملين خاصة أن إيران بدأت في التعاون العسكري مع الصين وما زالت تتطلع إلى الغرب الذي يملك التكنولوجيا القادرة على تطوير صناعة النفط وغيرها وهو ما لا يتوافر لدى روسيا كما أن إيران لم تعد ترغب بدور أكبر لروسيا في المنطقة يقلل من دورها وأيا كان حجم العلاقات الروسية الإيرانية الراهنة فإن إيران لن تجد شراكة حقيقية ومستقرة إلا مع محيطها العربي وهو الأمر الذي يتطلب منها سرعة وقف مشاريع الهيمنة التي تقف من ورائها في المنطقة.
534
| 29 أغسطس 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أصبحت عملية "البنيان المرصوص" التي أطلقتها حكومة الوفاق الوطني، قاب قوسين أو أدنى من القضاء على تنظيم الدولة، وهي الآن تخوض حرب شوارع لإحكام سيطرتها على سرت. الضربات الجوية التي شنتها الطائرات الأمريكية على تنظيم الدولة شكلت انعطافة مهمة إزاء الصراع الدائر بين حكومة الوفاق الوطني والفصائل المساندة والمؤيدة لها من جهة وقوات حفتر المؤيدة من برلمان طبرق من جهة أخرى. وقد استتبع هذا الموقف الأمريكي انسحاب القوات الفرنسية من بنغازي -كما أفادت مصادر أمنية ليبية- إلى قاعدة أمريكية قريبة من مالطة، وتوافق غربي معلن على مساندة حكومة الوفاق الوطني، لكن حفتر الذي يعاني من الفشل دفع بقواته إلى الموانئ النفطية من أجل الاستيلاء عليها ومقايضة الغرب بها، لكن الدول الغربية (فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) أصدرت بيانا دعت فيه إلى وضع كافة منشآت الطاقة في ليبيا تحت سيطرة حكومة الوفاق التي بدأت بالفعل في تأمين حقول استخراج النفط وموانئ التصدير وفتح ميناء الزويتينة لتصدير النفط وتجهيز حقل الشرارة للتشغيل، مع ما استتبع ذلك من حشد لقوات حرس المنشآت النفطية، وترتب على هذا الأمر وجود قوتين متضادتين على وشك الصدام. الصدام المحتمل بين الطرفين عكس صراعا خفيا بين الولايات المتحدة التي انحازت إلى حكومة الوفاق الوطني وبين فرنسا التي انحازت إلى حفتر المؤيَّد من حكومة شرق ليبيا، والتي لم يكن انسحاب بعض قواتها من بنينة مؤشرا كافيا على توقف تأييدها لحفتر، إذ كشف عيسى عبد المجيد مستشار مجلس نواب طبرق المستقيل من منصبه، أن هناك صراعا أوربيا أمريكيا في ليبيا، فبينما تقف أمريكا في جانب تقف فرنسا في الجانب الآخر، وقد عبرت صحيفة الواشنطن بوست عن انزعاج الولايات المتحدة من حفتر وقالت: "لقد أصبح الجنرال الليبي خليفة حفتر مصدر إزعاج للولايات المتحدة، بعد أن كان رجل الـ"سي آي أيه".. وهو الآن الذي يقف في وجه السلام في ليبيا". وفي هذا السياق أدى الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية زيارة إلى القاهرة بحث خلالها مع وزير الدفاع ورئيس الأركان المصريين تطورات الأوضاع في المنطقة، وذكرت قناة 218 الليبية أن فوتيل ربما يجتمع لاحقا بالسيد فايز السراج في تونس أو القاهرة للغرض نفسه. الموقف الفرنسي المنحاز إلى موقف القاهرة من الأزمة الليبية جاء على خلفية صفقات السلاح التي أبرمتها مصر مع فرنسا إذ كان لها دور في حمل الأخيرة إلى تأييد حفتر، كما يبدو أن تأييد مصر وفرنسا لحفتر كان ولا يزال السبب وراء تعنته وإصراره على تعويق ليس فقط مصادقة برلمان طبرق على حكومة الوفاق، وإنما أيضا عرقلة أي مشروع لإقرار النظام ولمّ الصفوف، بل ومنع حكومة الوفاق من السيطرة على المنطقة النفطية ومباشرة تصدير النفط إذ تتوقع مجلة الإيكونوميست البريطانية صراعًا محتملًا بين قوات حفتر المرابطة قرب ميناء الزويتينة وحرس المنشآت النفطية، وذلك إذا بدأ الميناء بتصدير النفط الليبي للخارج، وهو ما سيفاقم الأوضاع المعيشية سواء لليبيين الذين بدأت احتجاجاتهم تتزايد مع تراجع الأوضاع الاقتصادية في بلد يعد احتياطيه النفطي هو الأكبر في إفريقيا إذ قدر بـ(46.6 ) مليار برميل. نجاح حكومة الوفاق في تطهير ليبيا من تنظيم الدولة يضع الدول الأوربية والولايات المتحدة والمجتمع الدولي -كما الليبيين أنفسهم- أمام تحد كبير، فهل سيتركون حفتر يستولي على حقول النفط وموانئ التصدير ويواصل عرقلة جهود السلام، أم ستتوحد مواقفهم من أجل السلام ويدعمون حكومة الوفاق التي أوشكت على القضاء على تنظيم الدولة وقدمت من أجل ذلك التضحيات؟
512
| 22 أغسطس 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); رغم الغلاء واكتواء الناس بناره، ورغم ضياع الأمل عند أغلبية الشعب المصري في غد أفضل، ورغم أن وعود الرخاء تبخرت وذهبت أدراج الرياح وحلت محلها عبارة الرئيس السيسي الفرعونية اليائسة المحبطة: "أنا مش قادر أديك، لو أقدر أديك أديك من عيني بس أنا مش قادر، هتاكلوا مصر يعني؟ هاتموتوها؟"، ورغم ازدياد معدلات الفقر، فإن الأيام الماضية شهدت ظهور حركة مجهولة تزعم أنها بصدد جمع 40 مليون توقيع، جمعت منها 120 ألف توقيع، لمَد مدة الرئيس السيسي الحالية من أربع سنوات إلى 8 سنوات. وهي حركة تقتفي أثر حركة "تمرد" التي جمعت التواقيع لعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي ولا يستبعد أن تكون هي نفسها وإن تغيرت الوجوه أو الأسماء وهذه المرة جاءت لتثبيت الرئيس لا لعزله، متجاوزة الدستور الذي قيد مدة الرئيس بأربع سنوات ومتجاوزة لأحكام القانون الذي يمنع قيام جماعة بممارسة العمل السياسي دون تصريح مسبق. لكن هذه الحركة مثل توأمها "تمرد" موجهة من جهات عليا ولديها أدواتها وتمويلها وربما أحست الدولة العميقة بأن شعبية الرئيس السيسي تتدنى يوما بعد يوم، وأن قيام البرلمان بتغيير بعض مواد الدستور لتركيز السلطات بيد الرئيس وتمديد مدته لن يلقى الترحيب من الشعب، ولذا دفعت بهذه الحركة للترويج والدعاية للفكرة. وبالتأكيد فإن الغرض منها هو التمهيد لمنح الحكم للرئيس السيسي إن لم يكن لثماني سنوات لكل مدة فلمدى الحياة، ويبدو أن هذه الحركة امتداد لقائمة "في حب مصر" التي أشرف عليها وأدارها الراحل اللواء سامح سيف اليزل وتحول اسمها إلى "ائتلاف دعم الدولة"، وأعلنت صراحة أن هدفها دعم الدولة والرئيس السيسي وأنها من تحت قبة البرلمان ستعمل على تغيير مواد في الدستور لزيادة المدة الرئاسية للرئيس السيسي حتى يتمكن من الإنجاز ومن مواجهة الإرهاب. وهو الأمر الذي لم يتح للرئيس المدني المنتخب محمد مرسي الذي كان يحاسب من الإعلام والنخب المرتبطة بالدولة العميقة باليوم والساعة. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يستحق الرئيس السيسي أن تمدد له المدة إلى 8 سنوات؟ الإجابة جاءت من الإيكونوميست البريطانية التي اعتبرت حتى إعادة ترشيحه في عام 2018 سببا في تفاقم مشكلات مصر، وقالت: "إن تجاوز مصر لأزمتها الاقتصادية الخانقة يتطلب امتناع السيسي عن إعادة ترشيح نفسه للرئاسة في عام 2018 لأنه ليس بالكفاءة المطلوبة للنهوض بمصر". وذكرت أن الشباب في عهده شهد أوضاعا سياسية واقتصادية واجتماعية ومعيشية أسوأ من التي شهدها أيام مبارك، وأن تراكم هذه الأوضاع ينذر بوقوع انفجار في مصر. فسكان مصر البالغ عددهم في أبريل من عام 2015 نحو 88 مليون نسمة يشكل الشباب الذين هم أقل من 40 عاما 74.8 % منهم، وقد وصلت البطالة في مصر إلى 40% خاصة بين المتعلمين الذين لا يجدون وظائف في الدولة التي تحاول من خلال قانون الخدمة المدنية تقليص عدد من يشغلون الوظائف منهم من نحو 7 ملايين إلى نحو 3 ملايين فقط، بينما أدى تراجع حجم الاستثمارات الأجنبية وارتفاع سعر الدولار إلى غلق كثير من المصانع والشركات، الأمر الذي ضيق فرص التوظيف أيضا في القطاع الخاص. السياسات الفاشلة للرئيس السيسي أوجدت الإرهاب عوضا عن إنهائه، وزادت عدد السجون والمعتقلات عوضا عن غلقها، وعطلت الإنتاج عوضا عن زيادته، وفرقت الشعب عوضا عن توحيده، وأفزعت المستثمرين عوضا عن جذبهم، وقضت على السياحة عوضا عن جلبها، وبددت معونات دول الخليج عوضا عن توظيفها، وخفضت الدعم على السلع الأساسية عوضا عن مضاعفته، وخصخصت شركات القطاع العام عوضا عن صونها، وعسكرت الاقتصاد عوضا عن إعطاء الفرصة للقطاعات المدنية، وبددت مدخرات المصريين في مشاريع مظهرية ضخّمها الإعلام؛ فلم تكن قناة السويس الجديدة إلا مجرد تفريعة سبق لرؤساء مصر السابقين عبد الناصر والسادات ومبارك أن حفروا مثلها في صمت، كما ذهبت أموال طائلة في شراء الأسلحة التي لا تبدو مصر في حاجة ماسة إليها هذه الأيام. وكانت النتيجة كارثية إذ أصبحت "مشاكل الاقتصاد المصري أكبر بكثير من قدرة الحكومة على استيعابها"، فبلغت نسبة التضخم السنوية 15% وتراجعت قيمة الجنيه في عام واحد إلى نحو 50% وهبطت الاحتياطات النقدية من الدولار لأكثر من 50% وبلغ العجز في الميزانية نحو 12% من الناتج المحلي الإجمالي، ووصلت نسبة الدين العام من الناتج المحلي الإجمالي 98.4% متجاوزة حد الأمان، وبلغ نصيب كل مواطن مصري من الدين العام بشقيه المحلي والخارجي حتى نهاية ديسمبر 2015 نحو 30310 جنيه مصري. فالسيسي لا يستحق التمديد لأن التمديد له يعني استمرارا لهذا الأوضاع المتردية وتعجيلا للانفجار الذي سيطال استقرار مصر لا محالة.
489
| 16 أغسطس 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تأتي الزيارة التي يؤديها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا في سياق استعادة علاقات بلاده مع الأخيرة بعد أن انقطعت على إثر إسقاط طائرة السوخوي الروسية في نوفمبر من العام الماضي. ولا شك أن استعادة العلاقات الثنائية وتفعيلها وتطويرها بات حاجة ملحة لتركيا كما لروسيا لأسباب منها: - تعد المضايق التركية الممر الإجباري والوحيد لولوج روسيا إلى البحر الأبيض المتوسط. وقد أعطت اتفاقية مونترو 1936 لتركيا الحقوق الكاملة لممارسة سيادتها على المضايق. وتعبر مضيقي البوسفور والدردنيل 28 ألف فينة سنويا أغلبها سفن تجارية وتمر فيهما سفينة حربية روسية واحدة كل 36 ساعة بينما تمر عبرهما 20 سفينة تجارية روسية كل يوم. وتمثل السفن التجارية الروسية % 40 من الحمولة المارة في المضيقين وعودة العلاقات تجنب البلدين التوترات التي قد تحدث بسبب المضايق. - يغطي التعاون التركي الروسي مجالات مختلفة أهمها مجالات الطاقة والزراعة والصناعة والإنشاءات والنقل والسياحة. ويعد التطبيع مهما لروسيا لتتمكن من مواجهة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والتي جرى تمديدها حتى 2017 . وفي اللقاء الذي جمع بين بوتين وأردوغان في سبتمبر من عام 2015 قال بوتين: "إن تركيا هي الشريك التجاري الثاني لروسيا"، بينما قال أردوغان "نتطلع إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2023 ". وكان حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2013 قد بلغ نحو 32.7 مليار دولار أمريكي ونحو 40 مليار دولار قبيل نشوء الأزمة بين البلدين في نوفمبر من عام 2015 .وتفعيل العلاقات التركية الروسية سيمكن البلدين من استكمال تنفيذ مشروع نقل الغاز الروسي إلى حدود تركيا مع اليونان ومشروع الطاقة النووية، كما سيفعل اتفاقيات السياحة والتنقل والاستثمارات التركية في مشاريع البني التحتية والمشاريع العقارية العملاقة. ويتكبد كل من الطرفين خسائر، قدرت ب 8 مليارات دولار للجانب التركي طالت القطاعات الزراعية والصناعية والإنشاء والسياحة، بينما يتكبد الجانب الروسي 9 مليارات دولار طالت بصفة أكبر قطاعات المال والغاز والنفط والمعادن. - يدرك حزب العدالة والتنمية أن تبعية تركيا لحلف الناتو قزّمت دورها في الإقليم بأكثر مما عظمته، وأن الولايات المتحدة قد خذلت الشعب التركي والشعب السوري كليهما بسياساتها وأخيرا بوقوفها خلف الانقلاب الفاشل.والأمر نفسه فعله الاتحاد الأوروبي سواء فيما يتعلق بضم تركيا إليه أو فيما يتعلق بالاتفاق الذي أبرمه مع تركيا بخصوص اللاجئين. لذلك تأتي ضرورة إقامة علاقات قوية مع روسيا أولا ردًا على تعنت الاتحاد الأوروبي وسياسات الولايات المتحدة، وثانيا لإقامة شكل من أشكال التوازن في علاقاتها مع القوى الكبرى وثالثا من أجل استقرار القوقاز وأسيا الوسطى ورابعا لحمل الجانب الروسي على وقف دعمه للإرهابيين الأكراد المناوئين لتركيا وخامسا لزحزحة الموقف الروسي من الأزمة السورية. كشفت التحقيقات التي جرت بعد فشل الانقلاب عدة حقائق، منها أن الانقلاب جرى التخطيط له في الغرب، وأن قاعدة أنجرليك الجوية كانت مركزه، وأن الذي أسقط طائرة السوخوي الروسية كان عضوا في جماعة فتح الله غولن وأنه فعل ذلك بتعليمات موجهة من قادة الانقلاب بغرض إفساد العلاقات التركية الروسية المتنامية. كما كشفت التحقيقات أن التعجيل بالانقلاب كان من بين أسبابه إظهار أردوغان لسياسة خارجية جديدة قوامها بناء شراكة إستراتيجية على محور أنقرة موسكو، وقد خشيت الولايات المتحدة من أن يؤدي هذا المحور على المدى الطويل إلى قيام الاتحاد الأوراسي الذي تعد روسيا والصين في قلبه، وكانت تركيا قد طالبة بالانضمام إلى منظمة شنغهاي التي تمثل تعبيرا عن هذا الاتحاد عام 2014 ومعلوم أن بريجينسكي قد حذر في كتابه "لعبة الشطرنج" من السماح بقيامه تحت أي مسمى واعتبره الخطر الحقيقي على قوة ونفوذ الولايات المتحدة، الأمر الذي يفسر وجود الولايات المتحدة في دول آسيا الوسطى والقوقاز ومحاولتها التدخل في شؤونها. وأخيرا فإن القيادة التركية تدرك أن تنمية الشراكة الإستراتيجية مع روسيا لا تعني الانسحاب من حلف الناتو بقدر ما تعني إقامة توازن في علاقاتها مع مختلف القوى، بما يستجيب لمتطلبات موقع تركيا الجيوسياسي وبما يحقق أهداف تركيا .
796
| 10 أغسطس 2016
مساحة إعلانية
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2454
| 30 نوفمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1131
| 01 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1068
| 02 ديسمبر 2025
في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات...
645
| 28 نوفمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
573
| 30 نوفمبر 2025
كل دولة تمتلك من العادات والقواعد الخاصة بها...
495
| 30 نوفمبر 2025
في كلمتها خلال مؤتمر WISE 2025، قدّمت سموّ...
486
| 27 نوفمبر 2025
استشعار نعمة الأمن والأمان والاستقرار، والإحساس بحرية الحركة...
459
| 27 نوفمبر 2025
للمرة الأولى أقف حائرة أمام مساحتي البيضاء التي...
447
| 26 نوفمبر 2025
يقول المثل الشعبي «يِبِي يكحّلها عماها» وهي عبارة...
438
| 30 نوفمبر 2025
أكدت اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949، في المادّة...
432
| 28 نوفمبر 2025
شاع منذ ربع قرن تقريبا مقولة زمن الرواية....
423
| 27 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية