رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كشفت الشهور القليلة الماضية التي اعتلى فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز سدة الحكم في السعودية عن تمتع الرجل بقدرة تحليلية صائبة لواقع العالم وتطوراته ومستجداته وعن رؤية إستراتيجية نافذة وقراءة واعية وصحيحة لواقع أمته العربية التي تداعت عليها الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها وهو ما حمله على اتخاذ جملة من السياسات الجريئة والحازمة لمواجهة التحديات التي تواجهها الأمة العربية من الغير والتي يأتي المشروع الصفوي الفارسي في مقدمتها خاصة بعد أن كشر الصفويون عن أنيابهم وتحالفوا مع قوى محلية لتدشين مشروعهم التوسعي المتشح. زورا وبهتانا بالعباءة التبشيرية الشيعية والشعارات الثورية البراقة الخادعة. كان التصدي لجماعة الحوثي والمتآمرين معها أولوية لدى صانع القرار السعودي فبعد تغول إيران في الواقع السياسي والأمني في البلدان التي وقعت تحت تأثير نفوذها المباشر، كالعراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن ورحيل الولايات المتحدة من العراق ونفض يدها منه أخذت تعمل وبشكل مباشر على الإضرار بالمصالح الحيوية والاقتصادية والتركيبة المذهبية لدول الخليج من خلال محاولتها استنساخ حزب الله جديد في اليمن ــ وفي غيره إن استطاعت إلى ذلك سبيلا ــ ممثلا في جماعة الحوثي المنقلبة على الشرعية وفي السيطرة على باب المندب من خلالهم لمحاولة النيل من الصادرات السعودية والخليجية من النفط والغاز المنطلقة من البحر الأحمر إلى أوروبا وإفريقيا وآسيا بل والعدوان على الأراضي السعودية وممارسة التحريض القبلي والطائفي وزرع بذور الفتن والدسائس لتفتيت المملكة وهو ما جعل عاصفة الحزم خيار الضرورة لأمن المملكة ودول الخليج وخيار الضرورة كذلك لتأمين سلامة اليمن التي يعد أمنها تاريخيا جزءا أساسيا من أمن وسلامة المملكة العربية السعودية وباقي دول مجلس التعاون كما جاءت عملية إعادة الأمل رؤية إستراتيجية لبناء يمن موحد آمن مستقر ومزدهر يمكن ضمه إلى دول مجلس التعاون الخليجي في المستقبل. وبينما كان يتوقع البعض دخول المملكة في صراعات وصدامات مع دول عربية انتهجت المملكة سياسة إصلاحية مبناها وأساسها إعادة بناء البيت العربي على أسس سليمة لمواجهة التحديات التي تواجه العرب جميعا والظن أن التقارب التركي ــ السعودي الخليجي سيكون على حساب دول عربية شقيقة ذهب أدراج الرياح ونجحت المملكة في الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الدول العربية في المنطقة معتبرة تحقيق الاستقرار فيها مفتاحا مهما يساعدها في بناء مشروع عربي إسلامي نهضوي قادر على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، أما استمرار حالة الانقسام المجتمعي والتشرذم في بعض الدول العربية فلن يفيد أحدا ولذلك لم تعتبر المملكة حركة الإخوان المسلمين حركة إرهابية وبذلت وتبذل في عهد ملكها الجديد الجهود لإنجاز مصالحات مهمة بين الفرقاء السياسيين وأسفرت الجهود السعودية بالفعل عن إلغاء مصر قرارها باعتبار حماس منظمة إرهابية وبفتحها لمعبر رفح لأيام متواصلة في الاتجاهين ليس فقط أمام الناس بل البضائع أيضا، التي تشمل الاسمنت ومواد البناء وهو أمر غير مسبوق في عهد الرئيس المصري السيسي. وحسب صحيفة الحياة اللندنية فقد تحدث أحد قادة حماس لها وأفصح عن اتفاق مع مصر تتعهد بموجبه حماس بعدم العمل عن طريق الإنفاق وبالكف عن مهاجمة مصر في الإعلام مقابل فتح معبر رفح ولاشك أن المجهود السعودي الخليجي كان وراء هذا الإنجاز الذي رفع المعاناة عن 2 مليون فلسطيني محاصر ولو بعض حين. كما قدمت المملكة دعما ماديا لحماس لحثها على إنهاء علاقتها بإيران التي تتاجر بالقضية الفلسطينية وتستغل دعمها لها لحصد المكاسب السياسية ولاستخدامها ورقة ضد خصومها كما فتحت المملكة الأبواب، أما ممثلو حزب الإصلاح اليمني التابع للإخوان المسلمين وربما كانت على استعداد لمحاورة من هم على استعداد لإلقاء السلاح والعودة إلى الانضواء في حظيرة الشرعية لقد بات واضحا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في عمل دائب لرأب الصدع في العلاقات العربية العربية لتكريس الجهود وتوحيدها وبناء مشروع عربي نهضوي بالاعتماد على الذات تكون المملكة العربية السعودية وشقيقاتها الخليجيات نواته وقوته الأولى ويكون مقاوما للمشاريع القائمة في المنطقة سواء ما تعلق منها بإيران أو ما تعلق منها بأمريكا وإسرائيل أو بمشروع داعش الإرهابي التصفوي الدموي. وسيسجل التاريخ للملك سلمان عمله هذا ونجاحه في إعادة الأمن القومي العربي والخليجي من جديد. وعلى المستوى الدولي، أعادت المملكة هيكلة السياسة الخارجية. وبعد التقارب السعودي مع تركيا، ونجاحها في كسب دعم باكستاني كامل للتحالف الذي تقوده المملكة عملت على خلخلة الموقف الروسي الداعم لنظام بشار الأسد وإقامة شراكة قوية مع روسيا وتعد زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي إلى موسكو والتي تمخضت عن اتفاق للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ومجموعة من الاتفاقيات الأخرى بين البلدين خروجا من سياسة الاعتماد على القطب الواحد والبحث عن شركاء جدد تتقاطع مصالحهم مع المصالح العربية كما يمثل الاتفاق النووي نظرة إستراتيجية بعيدة المدى لقطاع الطاقة وقد وصف اندريه يكلانوف السفير الروسي السابق لدى المملكة الاتفاقية بأنها ليست إلا البداية، ومجرد توقيعها في هذا المجال يؤشر بشكل واضح، إلى اتجاه العلاقات بين البلدين نحو الشراكة الإستراتيجية.وفي نفس السياق جاءت زيارة الأيام الثلاثة الرسمية التي قام بها ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان والتي شهدت التوقيع على عشرة عقود واتفاقيات تبلغ قيمتها نحو 12 مليار يورو وقد رتبت هذه الزيارة شراكة إستراتيجية استثنائية بين المملكة العربية السعودية وفرنسا تتضمن حصول المملكة على التكنولوجيا الفرنسية في مجالات عديدة. وقد عبر وزير الخارجية السعودي الجبير عن فحوى وهدف هذه الزيارة بقوله "إن الرياض حريصة على الحصول على أفضل التقنيات الدفاعية والعسكرية في العالم، مشيراً إلى أن المملكة وفرنسا لهما تاريخ عريق للتعاون الدفاعي والعسكري".. وهكذا تدشن المملكة في عهد ملكها سلمان سياسات غير مسبوقة لتعزيز القوة الذاتية لدول مجلس التعاون الخليجي ومحيطه العربي من أجل مواجهة كافة التحديات الراهنة والمستقبلية من خلال نهوض عربي قوي وجديد.
1036
| 27 يونيو 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مع الشعب المصري كل الحق في الهجوم على وزير العدل على شبكات التواصل الاجتماعي فيما يسمى بموقعة الزبالين.. فتصريحات الوزير بشأن عدم تأهل أبناء عمال النظافة لتولي مناصب في سلك القضاء ليست إهانة لجزء من الشعب المصري يعمل في مهنة النظافة ولكنها إهانة للشعب المصري وإهانة لإنسانيتنا. المستشار محفوظ صابر عبد القادر الذي كان أمينا عاما للجنة الانتخابات البرلمانية في 2010، والتي شهدت عمليات تزوير واسعة النطاق تسببت في اندلاع ثورة يناير، والذي عين وزيرا للعدل في حكومة محلب وكما يقول المثل "المكتوب يقرأ من عنوانه" ــ ألحق إساءة بالغة بالقيم والثوابت التي شكلت ولزمن طويل جوهرا في ثقافة المصريين وأعادنا إلى ثقافة عصر الإقطاع والباشوات وثقافة طبقة النصف بالمية التي حكمت مصر حينا من الدهر وثقافة اقتصاد العائلات والمحاسيب والمميزين التي جاء بها عصر الانفتاح وأنتجتها الخصخصة كما نسفت أهم شعارات ثورة يوليو وقائدها التاريخي جمال عبد الناصر وقولته المشهورة "ارفع رأسك يا أخي عاليا"، ونسفت حلم الدولة المدنية ودولة المواطنة التي صدع المثقفون الليبراليون بالدعوة إليها رؤوسنا من كثرة التكرار والإعادة وهي قبل ذلك وبعده تجاوز لثوابت الإسلام الذي جعل التقوى لا الثروة، والعمل لا الحسب والنسب معيارا للتفاضل والقربى من الله تعالى "أيها الناس إن ربكم واحد. وإن أباكم واحد. كلكم لآدم وآدم من تراب. أكرمكم عند الله أتقاكم. وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى.."، لقد جعل الإسلام من الإنسان لا المادة ولا أعراض الدنيا قيمة أخيرة وكفل له حق الكرامة الإنسانية، وجاء لتحرير الإنسان من كل صور وأشكال التمييز والاسترقاق والعبودية ولم يأت ليؤكد سيطرة فئة أو طبقة أو طائفة أو قبيلة.... إلخ على عباد الله، وهذا هو المضمون الجوهري لكلمة التقوى التي تقوم عليها وبها السموات والأرض "لا إله إلا الله"، وهذا هو أحد المعاني المهمة لقوله تعالى "وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها" فإذا كان الظلم وكان التمييز وكان الاسترقاق انتفت التقوى فلا تقوى مع التمييز ولا تقوى مع الكبر ولا تقوى مع النهب والاستحواذ، فالذي عنده يزاد والذي ليس عنده يؤخذ منه، وإذا اختل ميزان العدل والحقوق كان هلاك الأمم وربنا تبارك وتعالى يعلمنا ذلك فيقول في محكم التنزيل "وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون"، قال الشوكاني أي: ما صح ولا استقام أن يهلك الله سبحانه أهل القرى بظلم يتلبسون به وهو الشرك، والحال أن أهلها مصلحون فيما بينهم في تعاطي الحقوق لا يظلمون الناس شيئا والمعنى: أنه لا يهلكهم بمجرد الشرك وحده حتى ينضم إليه الفساد في الأرض وأكد الطبري هذا المعنى عند تفسير نفس الآية فقال: (وأهلها مصلحون) أي فيما بينهم في تعاطي الحقوق، أي لم يكن ليهلكهم بالكفر وحده حتى ينضاف إليه الفساد، كما أهلك قوم شعيب ببخس المكيال والميزان.. وفي صحيح الترمذي من حديث أبي بكر الصديق قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده"، وقال ابن تيمية: "إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت مشركة ويهلك الظالمة وإن كانت مؤمنة"، وبنحو هذا قال الداعية الدكتور عمر عبد الكافي: "نمنا في النور، واستيقظ غيرنا في الظلام، وإن المخلص في كفره ينتصر على المزيف في إيمانه"، فالعدل ثقافة قبل أن يكون نصوصا مقدسة أو قوانين في قراطيس وكتب وما فائدة المادة الأولى من الدستور المصري التي تقول "إن النظام في مصر ديمقراطي ويقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون "أي أن المواطنين سواء أمام القانون.. وما فائدة المادة 14 من دستور 2014 التي تسوي بين المصريين في تولي وتقلد المناصب العامة، وتنص على "أن الوظائف العامة حق للمواطنين على أساس الكفاءة، ودون محاباة أو وساطة، "وما فائدة صكوك حقوق الإنسان إذا كانت ثقافتنا ثقافة تهميش وإقصاء لكل الذين ليست لديهم أنساب وأحساب وأصول وممتلكات وقصور وعمارات، وكأننا ننتمي إلى ثقافة "معك قرش تسوى قرش...".لقد شهد عام 2012 و 2013 محاولات مستميتة من أوائل كليات الحقوق الذين جرى إقصاؤهم لأنهم ليسوا من علية القوم وحرموا من التعيين في القضاء والنيابة أوكمعيدين في الجامعات وذهبت شكاواهم لمجلس الشورى ولرئاسة الجمهورية أدراج الرياح وظلوا مهمشين دون تعيين ودون الحصول على حقوقهم، وبينما نجح الزند ومئات من القضاة وأعضاء النيابة العامة في مصر حينها في وأد مشروع قانون جديد للسلطة القضائية كانت قد جرت مناقشته في مجلس الشورى السابق والذي حدد سن التقاعد لهم بستين عاما فشل أوائل الطلبة في نيل حقوقهم ولم تلتفت إليهم وقتها آلة الإعلام الجبارة ولم تتبن قضاياهم مع أنها قضايا لها آثار سلبية على المجتمع المصري فالطبقة الوسطى في أي مجتمع هي الطبقة التي تقود التقدم فيه واضمحلال هذه الطبقة وتآكلها وهبوط أعداد كبيرة منها إلى الطبقة الدنيا يعد هزيمة للمجتمع ذاته ولمستقبله لا هزيمة لأولئك الذين انحدروا إلى الطبقة الدنيا التي يمثلها عشرات الملايين من الفقراء وسكان المقابر والشوارع والعشوائيات والقرى المزدحمة التي لا تجد ماء صالحا للشرب ولا فصلا دراسيا مناسبا.. والعجيب في الأمر أن الرئيس السيسي نفسه حذر من تآكل الطبقة الوسطى بسبب الفساد فقال أثناء حملته الانتخابية "إن حجم الفساد الذي تعرضت له الدولة المصرية في المرحلة الماضية بدأ صغيراً في المجتمع المصري بالتزامن مع تآكل وتراجع الطبقة المتوسطة، حتى أصبح الناس يمارسون الفساد بصورة عادية في حياتهم اليومية، دون محاسبة أو رقابة سواء من مؤسسات الدولة، أو رقابة ذاتية تنبع من القيم الأخلاقية التي يكتسبها الفرد من التعليم والثقافة والبيئة".. واستطرد وقال إن آليات مواجهة الفساد خلال الفترة المقبلة يجب أن تؤسس على أن يكون العمل والاجتهاد أساس التميز في ظل الاحتكام لمبدأ تكافؤ الفرص". وواضح مما جرى أن الاحتكام إلى مبدأ تكافؤ الفرص تلتهمه ثقافة الوساطة والمحسوبية كما يبدو أن مؤسسة الفساد هي أقوى المؤسسات وأن هدمها يحتاج إلى زمن طويل، وإذا لم تقتلع هذه المؤسسة من جذورها فإن المجتمع الطبقي سيتكرس، وسيصير لدينا طبقات منبوذة تتوارث مواقعها الاجتماعية جيلا وراء جيل كما كانت في الهند قبل الاستقلال.
1265
| 15 مايو 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يوم الأربعاء الماضي كان يوما فارقا في تاريخ العراق المعاصر والذي كان مخبوءًا في وثائق سرية أو منشورا في صحف كوثيقة كيفونيم لتقسيم الوطن العربي والعراق أوله بات واضحا على رؤوس الأشهاد وكما يقول المثل الشعبي " على عينك ياتاجر " فقد ناقشت لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي مسودة مشروع قانون، يتضمن السماح بتمويل أمريكي مباشر لكل من البيشمركة وقوات أمنية سنية، على أن تعامل كل من هذه القوات كـ «دولة» لتفي باشتراطات منح التمويل الأمريكي المباشر المنصوص عليها دستوريا.ويوم الأربعاء أيضا التاسع والعشرون من أبريل الفائت ذكر مركز بغداد لحقوق الإنسان أن عناصر مسلحة تنتمي لميليشيات متنفذة هددت وطردت نازحي الأنبار من بغداد وهددت بالقتل من يبقى منهم لذلك فقد شهد نفس اليوم حركة نزوح معاكسة واسعة لأهالي الأنبار للعودة إلى ديارهم بسبب التهديدات التي يتعرضون لها من قبل قوى طائفية معلومة ومجهولة . الأمر لم يقتصر على النازحين بل امتد الذعر إلى أهل السُّنة جميعا وفي أي مكان من العراق من قوات الحشد الشعبي وفرق الموت إذ باتوا جميعا مهددين بالقتل والخطف والموت في أي لحظة وفي أي مكان حتى ولو في بيوتهم وبين أُسَرهم ،وأضحوا واقعين بين مطرقة الميليشيات الطائفية وسندان داعش أي محاطين بالموت من كل جانب دون مغيث ولا منقذ . في العراق اليوم نحو 36 من التنظيمات والميليشيات المسلحة التي تمولها وتدربها وتقودها إيران من أجل سحق أهل السنة وإذلالهم وتفتيت العراق ليبقى حديقة خلفية لإيران الفارسية التي يتربع على سدة حكمها مجموعة من الملالي المتعصبين وليصرف النظر عن التركيبة العرقية المتنوعة التي تتكون منها إيران ويتميز فيها الفرس بأعلى المناصب والذين لا يتجاوزون 51 بالمائة من مجموع الشعب الإيراني إذ تحاول حكومة إيران عدم نشر إحصائية رسمية بالتوزيع العرقي، بسبب سياستها القائمة على تفضيل العرق الفارسي، لكن تقديرات أميركية (CIA World Factbook) ذكرت أن التركيبة العرقية تتكون من : فرس 51% وآذريين (أتراك) 24% وجيلاك ومازندرانيين 8% وأكراد 7% وعرب 3%، لور 2%، بلوش 2%، تركمان 2%، أعراق أخرى 1%. وهناك تقدير آخر: فرس 49%، آذريون (أتراك) 18%، أكراد 10%، جيلاك 6%، مازندرانيون 4%، عرب 2.4%، لور 4%، بختيار 1.9%، تركمان 1.6%، أرمن 0.7%. حيدر العبادي اعترف أنه لا يستطيع الوقوف في وجه هذه الميليشيات بل وأنحى باللائمة على أهل السنة واعترف في كلمته أمام مجلس النواب بوجود ضغوط عليه لإخراج النازحين من بغداد، وقال إن " أغلب النازحين يتحملون ما حصل في محافظاتهم، ولو أنهم ثبتوا وواجهوا الإرهاب لكان الأمر أسلم ".وكأنه يقول لهم إما أن تموتوا بنيران داعش أو تموتوا بنيران الميليشيات وفرق الموت فالمسؤولون العراقيون باتوا من أيام المالكي لا يكترثون لا بأرواح من مات من العراقيين الذين فاق عددهم النصف مليون ولا بمعاناتهم التي فاقت الخيال ولا بانسياحهم في جهات الأرض الأربع مع مافي ذلك من آلام وهم الذين لم يبرحوا العراق ولم يقدروا على فراقها حتى وقع الاحتلال وجرى فيهم القتل والترويع . وحسب تقريرنشرته صحيفة الحياة اللندنية فإن عدد اليتامى الحالي يقدر بما لا يقل عن 7 ملايين يتيم وعدد الأرامل يفوق الثلاثة ملايين ومعظمهم يعاني من سوء التغذية والأمراض المزمنة وأن قسماً كبيراً منهم إما مقعدون أو عجزة ، فيما تضم دور الأيتام عدداً قليلاً منهم , بل وذكر تقريرمنظمة اليونيسيف أن الميليشيات المسلحة استخدمت الأطفال وتستخدمهم في العمليات الحربية وفي التفجيرات الانتحارية دون أن يعلم هؤلاء الأطفال بما يقومون به .والسؤال الذي يطرح نفسه هو : من قسَّم العراق !؟ ومن قتل هؤلاء ؟ إنها متلازمة الإرهاب ولكن من صنع هذا الإرهاب ومكَّنه من العراق ومن المستفيد من استمراره ؟ لقد جاءت أمريكا إلى العراق بكذبة اسمها مقاومة الإرهاب ودفعت - كما صرح مؤخرا بريمر- تريليون دولار ونحو 5 آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين والمرضى النفسيين لا لتجتث الإرهاب بل لتنشئه وتتعهده ولتدمر العراق تراثا وحضارة حاضرا ومستقبلا مؤسِّسة مجلسا للحكم على أساس طائفي أساسه عدد الشيعة العرب والسنة العرب والسنة الأكراد وقد جرى ذلك بموافقة إيرانية وبقسمة ضيزى معها والعرب عنهما غافلون وكلاهما صنع داعش لتكون وسيلة هذا الإرهاب المزدوج ووسيلة فاعلة إلى هذا التفتيت مستخدمين حكومة المالكي في العراق وحكومة بشار الأسد في سوريا . و قد اشار إلى ذلك العالم الجليل الدكتور القرة داغي في المؤتمر الدولي بمكة المنعقد في أواخر فبراير 2015 فقال : "إن الإرهاب صنعه الاستبداد والدكتاتورية والقضاء على الشرعية ونماه نظام بشار الأسد في سوريا ونظام نوري المالكي في العراق فلم يكن الإرهاب موجودا قبل هذين النظامين فأهل السنة في العراق حينما تمكنت القاعدة في تلك المناطق طردوهم في خلال شهرين فقط". وأضاف "ونحن نعلم علم اليقين حينما جاء داعش إلى الموصل وعددهم لا يزيد عن 3000 وتركت لهم أسلحة خمس فرق وحوالي 2000 دبابة وما لا يحصى من أسلحة النخبة الأمريكية المتطورة.. "، وذكر د. القرة داغي أن الإرهاب يصنع لأجل تفرقتنا ولأجل تشويه الإسلام " . لنعترف أن الأنظمة الفاشية ومجموعات المصالح بتآمرها على الثورات العربية وبفكرها الإقصائي الأحادي وبرفضها للتوافق والمسار الديمقراطي قد أفسحت للإرهاب مجالا و أعطته أكثر من قبلة حياة حتى في البلاد التي لم يكن متوقعا وجوده فيها بهذا الزخم وعلى هذا القدر من العنف والإجرام . فغياب الديمقراطية والإصلاح و غياب مشروع عربي سني نهضوي مقاوم وضع المنطقة كلها في هذا المأزق فإما أن تحارب وتتمزق وإما أن تموت بينما نجد المشروع الفارسي الصفوي الذي هو الآن على شكل هلال ممتد من اليمن وأطراف الخليج العربي مرورا بالعراق وصولا إلى لبنان وسوريا يوشك أن يتحول إلى بدر كبير على حد تعبير ولي عهد المملكة العربية السعودية السابق مقرن بن عبد العزيز ملتهما مساحات أكبر من الوطن العربي الكبير وهو مايحتم على الدول الكبيرة الباقية أن تتوحد وتتبنى مشروعا عربيا واحدا يملأ الفراغ ويقف بصلابة في وجه الحركات والتنظيمات الإسلامية المتطرفة من جهة وفي وجه المشروعين المتناميين العدوانيين الفارسي والصهيوأمريكي خاصة وأن أمريكا اليوم شأنها شأن حكومة العبادي تتحالف علانية مع إيران وتتقاسم معها العراق وتسمح لها بقيادة العمليات العسكرية في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) وضد السنة فالسكوت على المجازر اليومية بحق العرب السنة مشاركة وظهور العبادي المتكرر مع قيادات إيرانية ميدانية مصاحبة للحشد الشعبي الطائفي دليل على سماح الحكومة العراقية لطهران بالتدخل العلني في أمورها مما يعزز فكرة التبعية العراقية لطهران .واستخدامها للورقة الطائفية والمذهبية والإثنية لتغذية العنف والإرهاب وقتل أهل السنة والتنكيل بهم والانتقام منهم . وأخيرا فإن الخطر الفارسي لم يعد قاصرا على ماهوعليه الآن من إرهاب في اليمن والعراق وسوريا بل إن مشروعه العدواني بات يشمل كل الدول العربية وحتى الإسلامية كما أفصح قاسم سليماني في البرلمان الإيراني خلال لقاء جمعه مع كتلة المحافظين في البرلمان وحضره رئيس البرلمان علي لاريجاني حيث قدم سليماني تقريراً حول آخر التطورات والعمليات الخارجية لإيران و للحرس الثوري الإيراني في اليمن و العراق و سوريا ولبنان وأفغانستان ومصر وباكستان .إننا كما قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، في خطبة الجمعة الفائتة بحاجة إلى عواصف حزم لاجتثاث التطرف والإرهاب والطائفية والعنصرية والفقر والفساد." فبغير هذه العواصف على مستوى الفرد كما على مستوى الأمة لا يمكننا أن نواجه الإرهاب ومن يقفون خلفه وبغير العدل ودولة المؤسسات و المواطنة الكاملة والمساواة أمام القانون لا يمكننا أن نواجه التحديات الراهنة وفي طليعتها الإرهاب المتربص بنا من كل مكان .
1633
| 04 مايو 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); دعوات السفور وخلع الحجاب التي انطلقت هذه الأيام في مصر من كتاب ليبراليين ومن أناس عاديين عبر مداخلات على برامج التوك شو أو على صفحات الجرائد بلغت حد الهوس والسعار بدعوة البعض من هذه الأصوات إلى مليونية في ميدان التحرير للتظاهر ضد الحجاب ومن هذه الدعوات دعوة الصحافي شريف الشوباشي النساء في مصر إلى مظاهرة في التحرير لخلع الحجاب إذ قال عبر صفحته على «فيسبوك» ـ أن الجماعات الإسلامية وفي مقدمتها الإخوان المسلمون هي التي تقف وراء الدعوة لارتداء الحجاب، سعيا لتكوين دولة الخلافة، مؤكداً أن المظاهرة التي يدعو إليها هي استلهام لما قامت به هدى شعراوي عام 1923 حينما خلعت الحجاب كبداية لتكوين الهوية الحقيقية للمواطن المصري، ونسي هذا الكاتب أن دعوة ارتداء الحجاب هي دعوة رب العالمين وليست دعوة جماعة الإخوان أوغيرهم وأنها باتت معلومة من الدين بالضرورة .وأنهم بتجريدهم المرأة من حجابها وبدعوتهم لسفورها وتبرجها يجردونها من كونها إنسانة إلى كونها مجرد أنثى . الشوباشي ليس الصوت الأخير المنادي بهذا الخلع فقد كتب أحمد عبدالمعطي حجازي في جريدة الأهرام يقول " إنه لا يرى بأسا في أن نختلف حول الحجاب، فمن شاء أن يتّبع المدافعين عن الحجاب وفي مقدمتهم عدد من رجال الأزهر، ومن شاء أن يتّبع قاسم أمين وأحمد لطفي السيد وهدى شعراوي وسيزا نبراوي ودرية شفيق وغيرهم وغيرهنّ ممن دعوا للسفور، وجعلوه تعبيرا عن تحرر المرأة. وأضاف حجازي في مقالته (الحجاب.. المعلوم والمجهول) أنه إذا كان د. سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق قد دافع عن الحجاب، واعتبره فريضة دينية ، فقد رأينا شيخا آخر للأزهر سبق طنطاوي وهو الشيخ عبد الرحمن تاج يقف ومعه زوجته وابنته دون حجاب في صورتين التقطتا لهم وإلى جانبهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وأضاف حجازي أن الحجاب لم يعد يؤدي الدور الذي كان يؤديه في العصور الماضية، مشيرا إلى أن الحجاب ربما يؤدي دورا معاكسا الآن، لأنه يذكّر المرأة بما كانت عليه جدتها فتتقمص شخصيتها، وتسلك سلوكها ، ويذكّر الرجل بما كان عليه جده، فيتعامل مع المرأة، وكأنها محض جسد مثير لا يحول بينه وبينه إلا هذا الحجاب الشفاف الذي يضاعف الإثارة ولا يمنعها." والطامة الكبرى أن حجازي أخذ ببعض الكتاب وترك بعضه الآخر على طريقة لا تقربوا الصلاة فقال الحجاب المذكور في قوله تعالى ” وإذا سألتموهنّ متاعا فاسألوهنّ من وراء حجاب” هو هنا ما يكون من جدار أو ستار يحجب نساء صاحب البيت عن ضيوفه الأغراب" واستطرد فقال " والآية تتعلق بنساء النبي صلى الله عليه وسلم بالذات ” وتناسى الآيات الأخرى .واختتم مقاله باختزال أهداف ثورتي 25 ينايرو (30 يونيو) بالقول " إلى أنه كما أيقظت ثورة 1919 المرأة المصرية، وحررتها من الحجاب، فإن ثورتي يناير ويونيو أيقظتا المرأة المصرية، وطرحتا علينا مسألة الحجاب لنناقشها من جديد . وقد سبق فاروق حسني وزير الثقافة المصري الأسبق وبعض الفنانين هذه الأصوات واعتبروا الحجاب تخلفا بل قال فنان مشهور إن المرأة التي تلبس الحجاب امرأة معاقة ذهنيا أما فاروق حسني فقال في عام 2006 أن "المرأة المحجبة متخلفة" و"أن النساء بشعرهن الجميل كالورود لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس" و"أن وزارة الثقافة ومن يمثلها لابد أن تكون حائط الصد الرئيسي أمام هذه الأفكار بهدف الدعوة للانفتاح والعمل المحترم", وقال كذلك في تصريح لإحدى الصحف " إن الحجاب يعوق المصريات من قيادة السيارات ومن ركوب الأتوبيس وأن والدته دخلت الجامعة بلا حجاب!!هذا السعار الليبرالي والديماغوجي لم يبدأ اليوم إذن فقد جاء نتيجة لتراكمات طويلة لثقافة التعري التي تحيط بنا من جميع الجهات, قنوات تعرض أفلاما تسلع المرأة ولوحات فنية ,وتماثيل عارية ,وعروض ومسلسلات في التلفزيون, والإنترنيت ومجلات تتصدرها صدور عارية ورؤوس عارية , وجرائد تتسابق في نزع كل صور الحشمة والحياء عن المرأة ومسابقات جمال باتت تقليدا مستنسخا من الغير في بلادنا العربية ونصوص أيروتيكية جنسية ساهمت وزارة الثقافة المصرية بنشرها على نفقة الشعب المصري نفسه مثل كتاب "وليمة لأعشاب البحر"، التي نشرت في عهد فاروق حسني عام 2000م وفي عام 2003 تمت طباعة كتب مسيئة للإسلام حيث قامت وزارة الثقافة بطباعة كتاب "الوصايا العشر في عشق النساء" على نفقة الدولة, حيث يحتوي الكتاب على مجموعة من الجمل والعبارات التي تمس الدين وتدمر الأخلاق وتخاطب غرائز المراهقين، إضافةً لادعاء الكتاب أحاديث جنسية مسيئة ينسبها للنبي صلى الله عليه وسلم وعلى الرغم من وقف النشر والطبع إلا أن آثار هذه الكتب وغيرها مما يروج له من وسائل ومطبوعات ظلت تعمل فهذه جميعا رسائل صامتة إلى القاريء والمشاهد تعمل بدأب لتغيير السلوك وتكوين قناعات مغايرة . إن ازدواجية المعايير باتت قاعدة عامة عند الليبراليين العرب فبينما يتشدقون بالحرية والديمقراطية نراهم في الواقع ممارسون للقمع ومصادرة الحريات وبينما قال زعيمهم فولتير " قد أخالفك الرأي ولكني على استعداد لأن أموت من أجل أن تقول رأيك " نراهم يموتون من أجل أن يكمموا الأفواه وينصروا الظالم على المظلوم والفاشية على الديمقراطية والذي يملك على الذي لايملك والسجان على السجين والغني المترف على الفقير المعدم والمرأة المتبرجة المسلعة على المرأة الشريفة المحتشمة . إن خلع المرأة لحجابها ليس له إلا معنى واحد وهو تحويلها إلى فضاء جسد لأنثى تباع وتشترى ونزع لإنسانيتها التي كفلها لها رب العباد من فوق سبع سماوات فقد أثبت العلم أن تعري المرأة ليس له أي علاقة بالحرية وأن الحرية لا تكتسب إلا بالمعرفة الحقة ومن لا يعرف الله تعالى لا يعرف الحقيقة ولا يعرف شيئا وأن دعوات خلع الحجاب ليست إلا دعوات مشبوهة الغرض منها النيل من الدين والترويج لها من قبل إعلام مسعور وإعلاميين مردوا على الكذب والنفاق مقدمة لأتاتوركية جديدة في وطننا العربي تسلخنا عن جذورنا وتلقينا في صحارى التيه لنعاني من عقدة اضطراب الديمومة فلا نعرف ماضينا ولا نستوعب حاضرنا . وواجبنا أن نتصدى لمثل هذه الأصوات بالحجة والإقناع وبتحصين نسائنا وبناتنا بالمعرفة الحقة فوقوف ابنة وزوجة شيخ الأزهر السبق عاريتي الرأس مع جمال عبدالناصر أو رأي فلان أو علان ليس حجة على الدين ، والمعرفة لا تؤخذ في هذا الأمر إلا من الكتاب والسنة لا من غيرهما . وعلى دعاة الليبرالية ترك الحرية للفتاة المسلمة لإظهار تعاليم دينها واحترام اختيارها كما تترك غيرها مع الفارق الكبير بين من يلتزم بدعوة الله تعالى وبين من يلتزم بدعوة العبيد .
2318
| 30 أبريل 2015
662
| 20 أبريل 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); رسالة الإسلام من الوضوح والبساطة حتى يتقبلها الأمي والعالم وهذا ما أسهم في نشرها بسرعة ولم تنتشر بالسيف كما زعم المستشرقون وإنما باستجابتها لحاجة الإنسان أينما كان في كل زمان ومكان.وقد كان البابا بنديكت السادس عشر قد أشاع أن الإسلام لم ينتشر في العالم إلا بحد السيف، وهذه فرية سبقه إليها المستشرقون وقد أشار العقاد في كتابه الإسلام في القرن العشرين إلى أسباب انتشار الإسلام فقال: من أسباب انتشار الإسلام في القارة الإفريقية، أنه دين بسيط، سهل القواعد والأصول. لا يحوج المتدين به بعد الإيمان بالوحدانية وفرائض العبادة إلى شيء من الغوامض التي يدين بها أتباع العقائد الأخرى. ولا يفقهون فحواها. وقد كان الإمام ابن القيم قد اعترض على من كان في زمانه قد اعتمد في الخطبة على السيف إشارة إلى أنَّ دين الإسلام فُتِحَ به، فقال: (وكثير من الجهلة كان يمسك السيف على المنبر إشارة إلى أنَّ الدِّين إنَّما قام بالسَّيف، وهذا جهل قبيح من وجهين: أحدهما: أنَّ المحفوظ أنَّه صلى الله عليه وسلم توكأ على العصا وعلى القوس، الثاني: أنَّ الدين إنَّما قام بالوحي وأمَّا السَّيف فلمحق أهل الضلال والشرك، ومدينة النبيِّ صلى الله عليه وسلم التي كان يخطب فيها إنَّما فُتحت بالقرآن ولم تُفتح بالسيف)، وكثير من بلاد الإسلام الموجودة على خريطة العالم لم تدخل الإسلام بالحروب والمعارك وإنما بالقدوة الحسنة والمعاملة السمحة من تجار المسلمين الذين لم يكونوا علماء ولا دعاة متخصصين وإنما ذووا خلق رفيع وكما يقول العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي فإن السيف يمكنه أن يفتح أرضا ويحتل بلدا ولكن لا يمكنه أن يفتح قلبا ففتح القلوب وإزالة أقفالها تحتاج إلى عمل آخر من إقناع العقل واستمالة العواطف والتأثير النفسي في الإنسان، وهو ما حققه المسلمون بسلوكهم المستقيم وأخلاقهم الرفيعة في ماليزيا وإندونيسيا والفلبين ومجتمعات كبيرة في الصين ومناطق من آسيا وفي البلقان وأوروبا الشرقية من خلال تجار اليمن وحضرموت وشيوخ الطرق الصوفية ومعاملة المسلم لغيره ومصداقيته ونقائه، فالإسلام اليوم هو الثاني بعد المسيحية في أوروبا كلها إذ يبلغ عدد المسلمين فيها نحو 44 مليون نسمة بنسبة 6% من إجمالي سكان أوروبا ويبلغ عدد المسلمين في دول الإتحاد الأوروبي نحو 16 مليون نسمة بنسبة تصل إلى 3.2% من إجمالي السكان. وكشفت دراسة أجراها معهد بيو للأبحاث أن عدد المسلمين في بريطانيا أكثر من عددهم في لبنان وعدد المسلمين في الصين يفوق عددهم في سوريا وحوالي نصف القارة الإفريقية مسلمون وثمة 50 بلدا في العالم ذات أغلبية مسلمة وكبريات البلدان الإسلامية كإندونيسيا وماليزيا ونيجيريا ومصر وباكستان وبنجلاديش وغيرها كثير تتواجد فيها ديانات أخرى مما يدل على سماحة الإسلام ويسره وعدم إقصائه للآخر. فالمسلمون لم يحاربوا إلا من حاربهم وكما يقول العقاد فقد سالموا الحبشة لأنها لم تبادرهم بالحرب بينما حاربوا الروم والفرس لأنهم بدأوا المسلمين بالعدوان. يقول أحد الباحثين إن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ظلوا في مكة ثلاثة عشر عاما دون قتال متحملين أذى قريش وأمضوا عامين في المدينة دون قتال حتى نزلت آية الإذن بالقتال وأمضوا العامين التاسع والعاشر من الهجرة دون قتال باعتبار أن غزوة تبوك لم يقع فيها اشتباك وبذلك بلغ عدد الأعوام التي لم يباشر فيها النبي صلى الله عليه وسلم القتال 17 عاما.ويقول باحث آخر بلغ عدد غزوات النبي صلى الله ليه وسلم 27 غزوة وعدد السرايا 38 أي نحو 65 معركة وبلغ عدد شهداء المسلمين في كل معاركهم أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم 262 شهيدًا، وبلغ عدد قتلى أعدائه صلى الله عليه وسلم 1022 قتيلاً، وبذلك بلغ العدد الإجمالي لقتلى الفريقين 1284 قتيلاً فقط!، وهذا دليل على قوة الإسلام الذاتية وبساطته ويسره الذي تمكن من القلوب وتقبلته العقول فهو آخر الأديان السماوية والمعقب عليها ونبيه محمد (ص) خاتم الأنبياء والمرسلين فلا نبي بعده، وهو دين يتوخى تعبيد الناس لرب العالمين وتحرير الإنسان من كافة أشكال وصور الرق والعبودية ليكون خالصا لله وقد لخص الصحابي الجليل ربعي بن عامر مهمة الإسلام ورسالته في قول بليغ حين سأله رستم قائد جيش الفرس فيم جئتم فرد عليه: لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة
1722
| 17 أبريل 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هناك في الداخل والخارج منا ومن غيرنا من يحاول اختطاف الإسلام الذي نعرفه ونحبه ونعتنقه لينمطوه ويعدلوه لنا بما تهوى أنفسهم وبما يخدم أجنداتهم. فمنا من يمارس العنف والقتل والسبي والحرق وتدمير الآثار الخ، وينسب ذلك إلى الإسلام ومنا دعاة متطرفون لا يعيشون العصر ويدشنون خطابا دينيا متشددا يلقي بالمسلم خارج العصر بل خارج التاريخ والحياة ومن غيرنا من يحاول اختطاف الإسلام كذلك ليفصل لنا إسلاما تعبديا صوفيا لا علاقة له بالحياة تساوقا مع “دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله“ وهؤلاء يعبرون عن أنفسهم من خلال أفكار متطرفة وممارسات مستهجنة. فأوروبا الليبرالية التي لطالما تغنت بأنها رائدة عصر التنوير والحرية والحداثة وأم الثورات الكبرى ومدونات حقوق الإنسان. وأنها راعية حقوق الإنسان الأولى في عالم اليوم. تفاجئ المسلمين في القارة الأوروبية وخارجها بتصرفات فردية وجمعية شخصانية ومؤسسية فيها من العدوان على رموزهم ومقدساتهم وأشخاصهم بما يضع كل هذه المزاعم تحت المجهر من جديد فمن الإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالرسوم إلى منع بناء المآذن في سويسرا من خلال استفتاء عام إلى قتل المسلمين المسالمين الذين ذهبوا بحثا عن لقمة العيش أو طلبا للعلم فمن مروة الشربيني في ألمانيا إلى قتل أسرة فلسطينية عربية مسلمة مكونة من ثلاثة أشخاص في أمريكا هم ضياء شادي بركات وزوجته يسر محمد أبو صالحة، وشقيقتها رزان محمد أبو صالحة على يد مواطن أمريكي متطرف كاره للإسلام ثم إلى الأحزاب اليمينية في الغرب التي تغذي الإسلاموفوبيا وتستغل وجود أي جماعة إسلامية متطرفة أو أحداث عنف وإرهاب كحادث قتل طاقم تحرير مجلة شارلي إبدو بباريس لإيقاظ العنصرية والكراهية ضد المسلمين وقد عبرت هذه الأحزاب عن نفسها في حركة “أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب (باغييدا)” من خلال مسيرات ضد المهاجرين المسلمين في ألمانيا والنمسا وتنوي توسيع نشاطها ضد المسلمين في كافة الدول الأوروبية بالتعاون مع الأحزاب اليمينية العنصرية. وقد جرت محاولات مستميتة ودؤوبة ومستمرة في الماضي كما في الحاضر لوصم الإسلام بالتطرف والغلو والبطش والإرهاب ومعاداة الإنسان وكان آخرها تصريحات رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، والتي قال فيها إن النقاب الذي ترتديه بعض النساء المسلمات جاء من ثقافة “معادية للمرأة فهل الإسلام كما يصوره هؤلاء وهؤلاء!؟لا شك في أن الإسلام بعيد كل البعد عن اتهاماتهم ومحاولاتهم لتنميطه واختطافه فالإسلام عصي على الكسر والاختطاف والقولبة والتنميط المغرض فهو يسر لا عسر. ينحو نحو السلام. ويمقت الغلو والجفاء وسماحته ورحمته غطت كل مجالات الحياة وبساطته ويسره ووسطيته ووضوحه غير مستعص على العقول والأفهام ولا على القلوب والأبصار (“قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ” (1) وكان يسره من أقوى عوامل انتشاره في العالم. وعن يسر الشريعة وبساطتها ومناسبتها لكل الناس يقول الشاطبي – رحمه الله- في الموافقات “ ومنها أن تكون التكاليف الاعتقادية والعملية مما يسع الأمي تعقلها ليسعه الدخول تحت حكمها. أما الاعتقادية فأن تكون من القرب للفهم والسهولة على العقل بحيث يشترك فيها الجمهور من كان منهم ثاقب الفهم أو بليدا. فإنها لو كانت مما يدركه الخواص لم تكن الشريعة عامة ولم تكن أمية. وقد ثبت كونها كذلك“(2). فبساطة الإسلام وعمقه وخلوه من الفلسفات والتعقيدات جعله متاحا للجميع للعلماء كما للبسطاء. مــرّ الرازي يوما على امرأة عجوز وكان تلاميذه يمشون وراءه بالعشرات ما يقول كلمة إلا ويكتبونها، فتعجبت العجوز من هذا الذي وصل إلى هذا المستوى، فنادت العجوز على واحد من التلاميذ وقالت “يا بني من هذا؟“ فغضب وقال أما عرفتيه هذا الإمام الرازي الذي عنده ألف وألف دليل على وجود الله تعالى. هنا قالت العجوز قولتها العجيبة والشهيرة “يا بني لو لم يكن عنده ألف شك وشك ما احتاج لألف دليل ودليل، “أفي الله شك“؟! “فلما بلغ هذا الإمام الرازي قال “اللهم إيمانا كإيمان العجائز“ ورغم أن ثمة من يشكك في هذه الرواية إلا أن المقصود بإيمان العجائز إيمان الفطرة أي هؤلاء الذين عرفوا الله من دون تدخل الفلسفة وانساق الكلمات وانشغال العقول بالمصطلحات ويعظمون الله تعالى بأسمائه وصفاته أشد من المتكلمين ألف مرة ولا غرو في ذلك فقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول: (وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إلى رَبِّي) (3) أي: أن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم بالوحي، فإذا كان هداه بالوحي فكيف يهتدي غيره بغير الوحي؟! وقد قال الجويني لأصحابه لما حضره الموت: لا تشتغلوا بالكلام، والله لو كنت أعرف أنه يصل بي إلى ما وصل ما اشتغلت به، وقد تركت أهل الإسلام وعلومهم وخضت البحر الخضم، والآن إن لم يتداركني ربي فالويل لي.هكذا كان يقول، ثم يقول: وهأنذا لم أعرف شيئاً، بل أموت على عقيدة عجائز نيسابور.(4)
3758
| 13 أبريل 2015
مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور...
13758
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...
1818
| 21 نوفمبر 2025
أصبحت قطر اليوم واحدة من أفضل الوجهات الخليجية...
1332
| 25 نوفمبر 2025
عندما أقدم المشرع القطري على خطوة مفصلية بشأن...
1329
| 25 نوفمبر 2025
شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا...
1266
| 25 نوفمبر 2025
في لحظة تاريخية، ارتقى شباب المغرب تحت 17...
1182
| 20 نوفمبر 2025
في مدينة نوتنغهام الإنجليزية، يقبع نصب تذكاري لرجل...
1086
| 23 نوفمبر 2025
كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية للبنين في...
1023
| 20 نوفمبر 2025
في عالم يتسارع كل يوم، يصبح الوقوف للحظة...
921
| 20 نوفمبر 2025
في زمن تتسارع فيه المفاهيم وتتباين فيه مصادر...
831
| 25 نوفمبر 2025
حينما تنطلق من هذا الجسد لتحلّق في عالم...
753
| 21 نوفمبر 2025
الصداقة من خلال الرياضة.. الشعار العالمي للمجلس الدولي...
708
| 24 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية