رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ظهر في الكيان منذ سنوات قليلة مضت, تيار في الصهيونية, يحاول تحكيم العقل في الصراع الفلسطيني العربي – الصهيوني, من بينهم كتاب وصحفيون, منهم روغل ألفر. فمثلا كتب قائلا: تتسبب"الإيباك" بضرر كبير لإسرائيل ,هذا ما قاله الكاتب في مقالة له بعنوان "اليهود الأمريكيون الأعزاء اتركونا وشأننا" (هآرتس 25 /9 ,2016). يصف الكاتب نشاط اللوبي الصهيوني المؤيد للكيان في الولايات المتحدة "بالعمل مثل المافيا", وأن منظمة الإيباك تعمل في النهاية على هدم إسرائيل, من خلال "الزعرنة المالية". وحسبما يقول, فإن إيباك, تمنع المستوطنين في إسرائيل من حقهم في تقرير مستقبلهم في الشؤون المصيرية, بما في ذلك مستقبل المناطق. ويُنهي مقالته بكلمات :لتذهب إيباك إلى الجحيم. وللكشف عن مزيد من حقيقة هذا الكاتب, نورد ما يقوله في مقالة أخرى (هآرتس 19 أكتوبر 2015) بعنوان "اعتذار للقاتل", فهو يكتب ما يلي: "لو صدف وأن قام فلسطيني بقتلي في عملية, ستكون كلماتي الأخيرة: أطلب منك الصفح عني, وعن الظلم التاريخي الذي ألحقناه بك. الكاتب وأمثاله ,يحملون وجهة نظر مضمونها, أن إسرائيل تحفر قبرها بيديها, إذا ما استمرت في سياساتها العدوانية, وحروبها العبثية على الآخرين كما استيطانها, كما عدم اعترافها بحق الفلسطينيين في دولة. أصحاب هذا التيار، بدأوا يتحدثون عن ظاهرة تنامي الفاشية في الكيان, وإمكانية حدوث حرب أهلية بين مكوناته الإثنية التي ما زالت تفتقد إلى التجانس (حتى في أدنى درجاته), رغم ما يقارب السبعة عقود على إنشائه. من بين أصحاب هذا التيار أيضا, علماء, مفكرون ,سياسيون وعسكريون. بداية,إنهم صهاينة أولاً وأخيراً, لكنهم يرون مستقبل دولتهم بمنظار آخر. "الإيباك" هي باختصار: المؤيد الصهيوني الأول للسياسات الأكثر تطرفاً وعدوانية في الكيان الصهيوني. أعادتني مقالة ألفر لما سأورده تالياً, وبخاصة أننا نعيش مرحلة الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأمريكية, التي أثبت المرشحان فيها في مناظرتيهما الأولى والثانية ,أنهما يزايدان (كأنهما في بازار صهيوني, وليس أمريكياً)على من منهما سيكون الأكثر إخلاصاً للكيان في حالة نجاحه. يتذكر القرّاء الدراسة القيّمة جداً (المنشورة قبل بضع سنوات) التي أعدها الباحثان السياسيان الأمريكيان المرموقان: جون ميرشتايمر, أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو, وستيفن والت من كلية كينيدي للشؤون الحكومية بجامعة هارفارد, اللذان يؤكدان فيها: إن اللوبي الموالي للكيان في الولايات المتحدة, نجح في إقناع المشّرعين والمسؤولين الأمريكيين- بل حتى والرأي العام الأمريكي - بأن عليهم تأييد إسرائيل, رغم أن هذا التأييد يتعارض تماماً مع المصلحة القومية الأمريكية. تماماً، مثلما أن التحرك الأساسي للسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة, ناتج كلياً تقريباً عن المواقف السياسية الأمريكية المحلية, خصوصاً نشاطات اللوبي الصهيوني.ولعل المغزى الرئيسي في الدراسة هوإن جماعة الضغط الرئيسية الموالية للكيان في الولايات المتحدة, تجيّر السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط لصالح إسرائيل ولو على حساب المصالح الأمريكية في المنطقة العربية. قضايا كثيرة أخرى يطرحها أصحاب هذا التيار في الكيان. ربما من الصعب على هؤلاء التأثير استراتيجيا في نهج السياسة الإسرائيلية, ولكن علينا متابعة ما يطرحونه من آراء..
955
| 21 أكتوبر 2016
لم تتوقف الحملات الصهيونية الفاشية ضد أهلنا في المنطقة المحتلة عام 48, منذ إنشاء الكيان الصهيوني حتى اليوم. قوانين عنصرية تُسنّ سنويا بحقهم, وقد بلغت 142 قرارا. يُضيّق عليهم الكيان ,كلّ ظروف الحياة بهدف دفعهم إلى الهجرة من أرضهم ووطنهم دفعا. الجديد هو إعلان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو منذ بضعة أيام :أنه يؤيد مبادرة وزير الحرب أفيغدور ليبرمان, بفرض مقاطعة من مختلف كتل الكنيست الصهيونية, لنواب كتلة "القائمة المشتركة" الوحدوية لفلسطينيي 48, على خلفية قرارها الجماعي بعدم المشاركة في جنازة قاتل الأطفال شمعون بيريس, إذ أن حملة التحريض ما تزال تتواصل في كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفي الحلبة السياسية ضد إخواننا الفلسطينيين هناك. نتساءل: أيّ رئيس وزراء دولة هذا؟ إنه يعبّر فعلا عن حقيقة الصهيونية البشعة. إنه بالمعنى الفعلي والعملي,ليس أكثر من قاطع طريق وزعيم لعصابة من اللصوص, وشذاذ الآفاق ,الذين تتوجب محاكمتهم على جرائم الحرب,التي ارتكبوها وما يزالون بحق شعبنا وأمتنا, أمام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. ليس غريبا على نتنياهو بالطبع هو وائتلافه مثل هذه التصرفات القبيحة شكلا ومضمونا! كان ليبرمان قد بادر ,لطلب من رئيس الائتلاف الحاكم في الكنيست, دافيد بيطان,لفرض مقاطعة لنواب القائمة المشتركة الـ 13,بحيث يغادر كافة نواب الائتلاف والوزراء القاعة, حينما يلقي أي من نواب القائمة المشتركة خطابا في الكنيست، وتم الاتفاق على التوجه إلى كتلتي المعارضة الكبرتين لتنضما إلى هذا القرار.وقالت مصادر في محيط نتنياهو, إن الأخير قرر أن يطبق هذا القرار شخصيا, وأن يقود المبادرة بين نواب كتل الائتلاف الحاكم. وكان عدد من نواب "القائمة المشتركة" قد ظهروا في وسائل الإعلام الإسرائيلية, وأكدوا على موقفهم السياسي من عدم المشاركة في جنازة بيريس, وأنهم ليسوا ملزمين بمشاركة كهذه, نظرا لخلفية بيريس وحقيقته السياسية وممارساته العملية. من جانبه, أكدّ الخبير الحقوقي النائب د. يوسف جبارين, من القائمة المشتركة في تصريح له, إنه "كان من الطبيعي ألا نشارك بالجنازة أو طقوس الدفن, ولم تكن لدينا اية تأتأة في ذلك. فتاريخ بيريس حافل بسلب حقوق الفلسطينيين ونهب أراضيهم, والتنكر لتاريخهم ولروايتهم. فصحيح ان بيريس كان شريكا لرابين في معاهدة أوسلو, والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية, إلا أنه عاد بعد هذه الحقبة القصيرة إلى حضن الإجماع الصهيوني, بل قاد هذا الإجماع لاحقا في حكومة شارون, ثم كرئيس للدولة. لقد لعب بيريس في العقد الأخير دورا تجميليا لحكومات إسرائيل ,ولسياساتها وخاصة في الساحة الدولية, حيث دافع دائما عن جرائمها واستيطانها, وكل ذلك جاء على حساب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني, وعلى حساب أي تقدم حقيقي للمفاوضات, حتى أنه تنكّر في ممارساته لاتفاقيات أوسلو التي شارك بها بنفسه",والتي قزّمت بدورها حقوق شعبنا وأوصلتها إلى الحضيض". إن موجة التحريض الخطيرة التي يقودها ليبرمان ونتنياهو وغيرهما في الحكومة الفاشية, ضد أهلنا في المنطقة المحتلة عام 48, تكشف القناع عن المحاولات البشعة لاستغلال عدم مشاركة النواب الفلسطينيين في جنازة مجرم الحرب بيريس, لتكريس التحريض القائم عليهم منذ إقامة الكيان .لطالما طالب الفاشي الكريه ليبرمان أهلنا في منطقة 48, "بالولاء للدولة اليهودية الصهيونية", وهو الآن يدعو لمقاطعة نوابهم في الكنيست, لأنهم لم يتصرفوا بحسب هذا الولاء , ووفقا لإملاءات الإجماع الصهيوني . نعم, يتصرف أهلنا في منطقة 48 وفقا لما يطلبه الوفاء للأرض, والانتماء للهوية الفلسطينية وللأمة العربية. إنهم يمثلون الكرامة والكبرياء الوطني, القومي العربي الأصيل, رغما عن أنوف كل الصهاينة الحاقدين الفاشيين العنصريين, واليمينيين الترانسفيريين.
444
| 14 أكتوبر 2016
تمارس أحزاب اليمين الأكثر تطرفا في الكنيست الصهيوني. ومعها أطر يهودية صهيونية مختلفة. تمارس ضغوطا شديدة على حكومة نتنياهو. لإقرار قانون ما يسمى "إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي". إلا أن خلافات أيديولوجية دينية بين اليهود أنفسهم. تعرقل حتى الآن إقرار قانون كهذا. علما أن البنود العنصرية ضد الفلسطينيين في القانون تحظى بإجماع صهيوني. نعم. مطروح على جدول أعمال الكنيست حتى الآن. أربعة مشاريع قوانين مشابهة. آخرها تم تقديمه قبل أسبوع. كلها تبدأ بتعريف إسرائيل على أنها "الدولة القومية للشعب اليهودي". بقصد إرساء تعبير "الشعب اليهودي" في الكيان وعلى صعيد العالم. إن مسألة "الشعب اليهودي" سواء في الكيان أو في العالم. هي بدعة اختلقتها الصهيونية لتبني عليها فكرتها للاستيلاء على فلسطين. ومن المفارقة. أن بعض العرب يقعون في مطب هذه الركيزة الصهيونية! بينما تؤكد كل الحقائق عدم وجود شعب يهودي لا في الكيان ولا في العالم. نعم. هناك العديد من الأبحاث (ومنها لكاتب هذه السطور). ومنها لعلماء يهود. تؤكد عدم وجود "شعب يهودي". فيما تقول وجهات نظر أخرى. إن أبناء الديانة اليهودية الذين هاجروا إلى فلسطين منذ منتصف القرن التاسع عشر ولاحقا. كوّنوا ملامح "شعب". ويُقصد بذلك "الشعب الإسرائيلي".هناك دلائل تاريخية كثيرة. التي تؤكد عدم وجود "شعب يهودي". ولا حتى تاريخيا. وإنما اليهودية ديانة انتشرت خارج حدود فلسطين التاريخية التي نعرفها اليوم. ولاقت امتدادا في الإمبراطورية الرومانية. وهذا يظهر جليا،. فمثلا. في الإنجيل المقدس في سفر "أعمال الرسل" يظهر بشكل واضح. أن تلاميذ السيد المسيح حينما انتشروا في الإمبراطورية الرومانية والقسطنطينية. كانت محطاتهم الأولى. لدى عائلات وأشخاص يحملون أسماء رومانية. يعتنقون الديانة اليهودية. الداعم الأحدث نسبيا لهذه الحقيقة. هي مملكة "الخزر" التي انتشرت في محيط بحر قزوين. وامتدت جغرافيا في مناطق باتت دولا مستقلة. مثل تركيا والمجر وغيرهما. إذ يؤكد التاريخ أن ملك الخزر اعتنق اليهودية في العام 740 ميلادية. وتبعته قطاعات واسعة من شعبه. بينما الباقي بقي على عباداته الوثنية. كما يؤكد التاريخ أن أولئك اليهود هم أجداد اليهود الذين انتشروا في تركيا وأوروبا الشرقية وروسيا.نعم. هناك حقائق تفند مزاعم اليهود بحجم "مملكة يهودا". وكأنها كانت تمتد على كامل فلسطين التاريخية وأكثر. إذ نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. قبل ما يقارب العام تقريرا عن تفاصيل حفريات جديدة في منطقة غربي جنوب منطقة الخليل.تتحدث عن مدينة "جت" الكنعانية. التي كان يسيطر عليها "الفلستيين" (ليس الفلسطينيين). الذين ورد ذكرهم مرارا في التوراة. وكانوا في حالة صراع دائم مع "مملكة يهودا". وكان لأولئك الفلستيين في العام الألف قبل الميلاد. خمس مدن كبرى في فلسطين. ويقول علماء آثار. إن مدينة "جت" كانت تمتد على مساحة 500 دونم. بينما "مملكة يهودا". التي حكمها الملكان (النبيّان) داود وابنه سليمان. هذه كانت عبارة عن مدينة القدس. بمساحة لا تتعدى 120 دونما. ومساحة ضيقة جوارها. وأنها "كانت عبارة عن إمارة صغيرة".إن نقض ونسف الفكرة الصهيونية الاقتلاعية العنصرية. يجب أن يبدأ من نسف مزاعم وجود "شعب يهودي" في العالم. والصهيونية تعرف في داخلها هذه الحقيقة. لذا فإن الكثير من التقارير الصادرة عن مؤسسات ومعاهد الحركة الصهيونية في العالم. تتركز في كيفية جذب الأجيال الجديدة من أبناء الديانة اليهودية في أوطانها خارج إسرائيل إلى اليهودية كـ"شعب". وإلى الصهيونية كمنظمة ترعى فكرة "الشعب". اعتمادا على تلك التقارير وحدها. فإن معركة الصهيونية سجلت وتسجل خيبات كبيرة. لأن كل استطلاعات الرأي تؤكد ابتعاد الأجيال الشابة اليهودية في أوطانها عن مؤسسات الديانة اليهودية. بما فيها الأطر التعليمية. ولكن بشكل خاص الابتعاد عن "الانتماء" للمشروع الصهيوني المسمى إسرائيل. ربما نجحت الصهيونية في ترهيب أبناء الديانة اليهودية في أوروبا وفرنسا خاصة. للهجرة إلى فلسطين بدافع الخوف من "العداء للسامية" باستغلال العمليات الإرهابية التي تقع في أوروبا. هذا هو الأسلوب الذي اعتمدته الصهيونية في النصف الأول من القرن العشرين بين الحربين العالميتين. وما بعدهما. نعم إنه فشل جديد للصهيونية الفاشية وكيانها النازي.
1223
| 06 أكتوبر 2016
أعلن البيت الأبيض رسميا. أن أوباما سيلتقي نتنياهو في نيويورك. على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد انقطاع غير مألوف في اللقاءات بين الجانبين، استمر عشرة أشهر. وحسب مصادر رسمية أمريكية. فإن هذا اللقاء هو الأخير - الذي سيجمع الرجلين - وسيحاولان فيه إزالة حالة التوتر القائمة بينهما. وكان نتنياهو قد تعرض إلى انتقادات لاذعة من سياسيين إسرائيليين، وبشكل خاص من رئيس الوزراء ووزير الحرب الأسبق إيهود باراك الذي قال في سلسلة من الخطابات والتصريحات الإعلامية في الأيام الأخيرة، إن شكل تعامل نتنياهو مع إدارة الرئيس أوباما واعتراضه على توصيات كبار الجنرالات الإسرائيليين، تسبب بخسائر فادحة على المستوى الإستراتيجي. وأن الأمر لا يتوقف فقط عند حصول إسرائيل على 3.8 مليار دولار فقط سنويا، بدلا من 4.5 مليار دولار أرادتها إسرائيل. ابتداء من العام 2018. ولمدة 10 سنوات لاحقة. ولقد سبق لباراك أن قال أيضا: إن نتنياهو ألحق الضرر الأمني بإسرائيل. نتيجة لرهانه الفظ في إدارة العلاقات مع البيت الأبيض. حول الاتفاق النووي مع إيران. تبع باراك في انتقاداته. وزير الحرب السابق موشيه يعلون. الذي قال في نهاية الأسبوع قبل الماضي. إن حجم الدعم الأمريكي لإسرائيل لا يسد احتياجات الجيش الإسرائيلي. موجها أيضا التهمة إلى نتنياهو ونهجه. لا ينبغي استبعاد. أن يكون باراك أوباما. الذي ينفر من المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب. هو الذي بادر حتى إلى اللقاء مع نتنياهو. كي ينقل رسالة إلى أعضاء اللوبي الصهيوني في أمريكا. من أصحاب حق الاقتراع (بمن فيهم أولئك الذين يميلون إلى الجمهوريين) بأنه من المجدي، بل المرغوب فيه، أن يقوموا بالتصويت لهيلاري كلينتون التي ستواصل سياسته (أوباما) في مساعدة إسرائيل. وإذا ما حوكمت الأمور حسب سلوك ترامب المنفلت العقال. ينبغي الافتراض والتوقع أنه سيقول تصريحا يهاجم. ويندد باللقاء بين أوباما ونتنياهو. كما بالنسبة لزعماء الحزب الجمهوري. الذين لا بد أنهم لن يسنريحوا للقاء بين أوباما ونتنياهو. وإذا كانوا سيغضبون من أن "نتنياهو سحب البساط من تحت أقدامهم" بموافقته التوقيع على اتفاق المساعدة الأمريكية للكيان. فإنهم سينفجرون غضبا على اللقاء بالذات. في توقيت بالغ الحساسية. قبل سبعة أسابيع من يوم الانتخابات للرئاسة الأمريكية في تشرين ثاني/أكتوبر القادم. دوما. لم تتميز اللقاءات والمحادثات بين أوباما ونتنياهو بأجواء ودية متبادلة. وبالتالي لا مجال للتوقع. بأن يكون اللقاء بين الجانين وديا وصادقا. حتى وإن ظهرت الابتسامات على وجهي أوباما ونتنياهو في الصورة المشتركة لهما. بالنسبة لنتنياهو فإن اللقاء مع رئيس الولايات المتحدة. هو حدث سياسي مفيد على نحو خاص، قبيل الهجوم الدبلوماسي ضد إسرائيل، والمرتقب في خطابات العديد من زعماء الدول ورؤساء الحكومات. ممن سيخطبون في الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا أم (مثلما حصل في أعوام سابقة). من جهته فإن أوباما هو في أواخر عهده. ومن المهم له أن يعتزل زعامة العالم وهو متصالح مع المجتمع الدولي (فهو الذي حاز على جائزة نوبل للسلام) وبخاصة مع حليفه الصهيوني. أيضا، فإن هدف اللقاء إسرائيليا وأمريكيا هو. تعزيز الدعم العسكري الأمريكي للكيان خلال السنوات العشر المقبلة. بعد أن اتهمت (مثلما ذكرنا في البداية) جهات إسرائيلية عديدة. نتنياهو بأنه السبب في عدم الحصول على مساعدات أمريكية أكبر. فوفقا لصحيفة "يديعوت أحرنوت". فإن هناك مصلحة لنتنياهو وأوباما. في التأكيد على جودة اتفاق الدعم الأمريكي لإسرائيل. رغم أن نتنياهو طالب بداية بدعم يبلغ 50 مليار دولار. ثم تراجع إلى 45 مليارا على مدى السنوات العشر القادمة. وفي نهاية المطاف. قبل راضخا بالشروط الأمريكية. باختصار إنه لقاء المصالح للبلدين والرجلين.
416
| 23 سبتمبر 2016
يحمل التقدم التكنولوجي في وسائل الاتصال الاجتماعي. وجهين: الإيجابي. الذي يستغله المجموع. والآخر السلبي. الذي يستغله المجرمون واللصوص والأفّاكون ومروجو أفلام الدعارة لإفساد أعداد كبيرة من الشباب. باختصار شديد، لم تعد تُحتمل هذه الرسائل الإلكترونية. التي تنبئك بفوزك ملايين الدولارات! تضع بلوكا لها. وفي اليوم التالي. تفاجئك من جديد. أقسم بـالله. أن مجموع ما أكسبوني إياه من خلال الرسائل لن تكفيه ميزانيات دول العالم مجتمعة! فيوميا أتلقى ما ينوف على العشر رسائل من هذه. وعلى مدار سنوات. الغريب أن البعض يقع في حبائلهم. كعمّ لسكرتيرة عملت في عيادتي. حوّل لهم 1200 دولار استدانها. على أمل الفوز بجائزة عنوان بريده الإلكتروني بخمسة ملايين دولار. هذا الأمر ينطبق على وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى. ومنها الفيسبوك. تصوروا أن أحدهم أوجد لي ابنا جديدا. توفي في أثينا في حادث سير. وأن في حسابه 90 مليون دولار. المدّعي وصّف نفسه وصورته كمحامية بريطانية عريقة. أرسلت عنوان مكتبها ورقم هاتفها الخلوي. وكان الابن المفبرك أحد موكليها. تستلم يوميا رسائل من مدعين بأنهم عاملو بنوك، أو أرامل توفي أزواجهن في حوادث سير، ولديهم الملايين، يريدونك المشاركة في استثمارها. في إحدى المرات تلقيت رسالة انتحل صاحبها اسم صديق عزيز، وعنوان بريده الإلكتروني. مدعيا أنه مقطوع في أحد المطارات. بعد تعرضه لسرقة فلوسه. وأنه بحاجة إلى مبلغ مالي كبير. اتصلتُ بهاتف صديقي. فوجدته على رأس عمله في إحدى الصحف في الشارقة. وعلى ذلك قس. هناك أيضا استغلال جنسي لأطفال وفتيات ونساء، تلاعب بالصور وتركيبها على صور خليعة، ابتزاز مالي لرجال، سرقة أموال واحتيال. وهناك ضحايا ترضخ لمطالب المبتزين والمحتالين! وأخرى تبلّغ الجهات الأمنية لبلدانها، كل ذلك عبر ما يجب تسميته بـ"الجرائم الإلكترونية"، وهي عبارة عن فعل إجرامي أدواته أو بيئته. الإنترنت والحاسوب ومعطياتهما.مرتكبو الجرائم الإلكترونية لا يأخذون بأي اعتبارات تتعلق بالضحية، والمهم لديهم تحقيق أهدافهم المتعددة، فقد قام شاب جامعي بمحاولة اصطياد طفلة. وعمرها عشر سنوات. فأرسل إليها طلب صداقة عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وطلب منها إرسال صورتها الشخصية فأرسلتها دون تردد، ليقوم بعد ذلك بتهديدها والطلب منها تصوير نفسها عارية مقابل عدم نشر صورتها في وضع بذيء على الشبكة العنكبوتية. لقد قرأتُ عن تعرض مجموعة من الأطفال للاستغلال الجنسي من مدرّسهم. بعد أن قام بإضافة حساباتهم على "الفيس بوك" وأصبح يتحرش بهم بطرق عدة. إلى أن وصل به الأمر لعرض مبالغ مالية عليهم مقابل ممارسة الشذوذ معهم. اكتشف الأمر عبر والدة طفل من المستغلين. وقامت بتبليغ الجهات الأمنية. تمت ملاحقته واعتقاله. مستدرجو فرائسهم من الفتيات يهدفون للحصول على المال باتباع أساليب عاطفية، أبرزها إغواؤهن بالزواج، فيسارعن إلى الثقة بهم وتلبية مطالبهم بإرسال مبالغ مالية. وصور لهن في المنزل. في حالة يكن فيها أقل احتشاما. لتتطور المطالب بعد ذلك إلى الابتزاز المالي الأكبر. للأسف، يقود الجهل المتفشي بين بعض الفئات إلى إيمان البعض بالسحر والشعوذة. كوسيلة لتحقيق السعادة والأهداف في الحياة، فبرزت وسائل إلكترونية تجتذب هؤلاء الضحايا من الجهلة. نتمنى على كل الجهات المعنية العربية. من وزارات مختلفة. كما وسائل الإعلام العربية جميعها. وبمختلف أشكالها. العمل على كشف هذه الجرائم. وتعدد أساليها من خلال التحقيقات الصحفية الأسبوعية (وهذه سهلة في تصوري). والقيام بحملات الوعي الضرورية لتحصين المواطنين ضد هؤلاء المبتذلين المجرمين. كما الاتصال مع إدارات وسائل التواصل الاجتماعي. لإيجاد حلول لهذه الآفة الإجرامية الخبيثة. لاستئصالها تماما من مجتمعاتنا. ووقف كل العناوين المروجة للأفلام البذيئة.
409
| 15 سبتمبر 2016
كَسر إرادة الشعب الفلسطيني في المقاومة. كما نشر ثقافة الهزيمة في أوساطه! هذا ما حاوله ويحاوله القادة الصهاينة. منذ إقامة كيانهم المسخ وحتى اللحظة. وهو الزائل حتما. وسيظلون يحاولون. لقد عربد المابعد فاشي وزير الحرب الإسرائيلي الشرس والأهوج أفيجدور ليبرمان، في مؤتمر صحفي عقده الأسبوع الماضي، أنه سيتخذ سلسلة من الإجراءات العقابية الجماعية ضد كل عائلة وحمولة (عشيرة) وبلدة فلسطينية، ينفذ أحد أبنائها عملية مقاومة، وذلك في محاولة بائسة جديدة ويائسة للجم، وحتى القضاء على مقاومة شعب يسعى إلى حريته وكيانه المستقل. إلا أن تجارب السنين الماضية، وسلسلة الإجراءات التي اتخذها الاحتلال، أكدت أن كل هذا لا يفيد. لكن الصهيونية وتعبيرها إسرائيل، تصران على إغراق الصهاينة بأوهام لن تصمد طويلا. فالعقوبات الجماعية التي أعلنها ليبرمان، في صلبها هي عقوبات سياسية. اقتصادية وتقييد للحركة. إذ سيتم سحب جميع تصاريح العمل من أبناء شعبنا في المناطق المحتلة عام 1948، إضافة إلى محاصرة البلدة المعنية بالحواجز العسكرية، لتضييق الخناق على الأهالي ولفترة غير محددة. وفي الوقت ذاته، عرض ليبرمان بعض المشاريع التافهة لإقامتها في الضفة، إذ حتى الصحافة الإسرائيلية اعترفت بأنها لا تساوي شيئا، لتغيير الوضع المأساوي القائم فيها. بعد كل هذا، أعلن ليبرمان أنه سيبحث، وبالأصح سيختلق، ما سماها "قيادة بديلة" للفلسطينيين. مع أن قيادة السلطة الحالية حاورته وتحاوره وستحاوره. ونهجها هو المفاوضات واعتبار الكفاح المسلح "إرهابا". قيادة جديدة ليحاورها، ويُجري معها محادثات، حول ترتيب أمور الفلسطينيين في زنزانتي الضفة وقطاع غزة. وهذه نقطة معروفة نتيجتها مسبقا، كما تعرفها إسرائيل ذاتها من تجاربها السابقة، إذ إن ليبرمان لن يجد في الشعب الفلسطيني من يحاوره، وبفرضية إن وجد، فإن هؤلاء سيمثلون أنفسهم فقط. ولكن علينا التمسك منذ الآن بالاستنتاج المسبق، بأن الاحتلال لن يجد من يتمناهم ليحاوروه باسم الشعب الفلسطيني. لأن الخوف، بناء على تجارب سابقة، هو أن يتحول تصريح ليبرمان هذا، إلى نقطة لتأجيج الخلافات الداخلية في الساحة الفلسطينية، من خلال بورصة أسماء، تفترضها هذه الجهة أو تلك، بأنها على استعداد لمحاورة ليبرمان وحكومته، مما سيساهم في شحن الأجواء والتوتر، وهذا بالضبط ما يريده الاحتلال.رغم مشهد العنجهية والصلف. الذي عرضه ليبرمان، وشراسة العقوبات الاقتصادية، خاصة ما يتعلق بحرية الحركة، إلا أن هذا يعكس أزمة إسرائيل واحتلالها. وهذا ليس كلاما عاطفيا، بل إن الحقائق على أرض الواقع تثبت هذا. إذ إن كل الإجراءات والجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، لم تلغِ وجوده، ولم تطفئْ نار ثورته. من قبل ليبرمان. أعلنت جولدا مائير "أنها تصاب بالغصة صباح كل يوم يولد فيه طفل فلسطيني". والحمد لله نساؤنا ولادات بكثرة. وشعبنا يتزايد عدده. لقد تمنى رابين. صاحب سياسة "تكسير عظام الفلسطينيين" والذي يعتبره بعض الفلسطينيين والعرب "رسول السلام" تمنى لو يصحو يوما ويكون البحر قد ابتلع غزة! اغتيل هو وبقيت غزة وستبقى عبئا على قلوبهم. للعلم. منذ اليوم الأول للاحتلال، اتبعت إسرائيل أوامر حظر التجوال، والحصار على البلدات أو المناطق، وتقييد حركة الناس بالتصاريح، ناهيك عن المذابح والقمع والأسر والقتل، ولكن هذا لم ينفع. ثم جاء جدار الاحتلال، وكل هذا لم ينفع أيضا. فالمقاومة عرفت دائما كيف تتأقلم، لتستمر وبأشكال متعددة. ترفض الصهيونية الاعتراف بوجود شعب فلسطيني، وبحقه في الدولة والحرية. وتعتقد إسرائيل واهمة. أن إسكات الفلسطينيين من الممكن أن يتم. من خلال تحسّن طفيف في ظروفهم الاقتصادية، ليبقى الأنف قليلا فوق الماء لغرض التنفس، من دون التخلي عن هدف التجويع. خطاب ليبرمان ليس موجها للشعب الفلسطيني فقط. إبل لنثر الأوهام أيضا بين الصهاينة. بالادعاء أن هذه الإجراءات هي قادرة على القضاء على المقاومة وإخضاع الشعب الفلسطيني. وقد ينجح ليبرمان في طمأنة هذا الشارع بنجاعة إجراءاته! لكن مقاومة شعبنا مستمرة. شاء الصهاينة أو أبوا.
443
| 08 سبتمبر 2016
أعربت السلطة الفلسطينية عن استعدادها للمشاركة في "كل مبادرة إقليمية أو دولية" لإعادة إطلاق عملية السلام مع الإسرائيليين، بعيد إعلان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن استعداد نظيره الروسي فلاديمير بوتين لاستقبال محادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في موسكو، هو رهان خاسر مرة أخرى، ولا يعني سوى المزيد من المتاهة للمشروع الوطني الفلسطيني. للعلم، نسمع يوميا في الكيان الصهيوني تصريحات لأحد قادته يؤكد فيها أنه لا دولة ثانية غير إسرائيل ستقوم بين النهر والبحر. نتنياهو رفض المبادرة الفرنسية جملة وتفصيلا. وهو يشترط تغيير مبادرة السلام العربية. كي تستجيب لشروط الأمن الإسرائيلي. وكان نتنياهو واضحا في خطابه الأخير في الأمم المتحدة عندما قطع الشك باليقين في إمكانية قيام سلام مع الدولة الصهيونية. فبرغم ما ينوف على اثنتين وعشرين سنة من المفاوضات مع الفلسطينيين، وبرغم وجود اتفاقيات ما يسمى بالسلام بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وبرغم الاستعداد الرسمي الفلسطيني لإقامة دولة على مساحة أقل من 22% من أرض فلسطين التاريخية، وبرغم مبادرة السلام العربية، لم يزدد رئيس الوزراء الصهيوني إلا تعنتًا وتنكرًا للحقوق الوطنية الفلسطينية والأخرى العربية وفرضًا للمزيد من الاشتراطات على الجانبين. فوفقًا لما قاله نتنياهو آنذاك (ووفقا لتصريحات له منذ أسبوعين) جدد نتنياهو القول بأنه: لا يمكن لإسرائيل أن توافق على إقامة دولة فلسطينية. قبل قيام اتفاقية سلام بينها وبين الفلسطينيين. الذين عليهم القبول بوجود قوات عسكرية إسرائيلية في دولتهم أسوة بالقوات الأمريكية والأخرى الغربية المتواجدة في دول كثيرة من العالم كاليابان مثلًا. كما عليهم الاستجابة لشروط ومتطلبات الأمن الإسرائيلي كافة. ومن أجل الإثبات بأنهم ليسوا عنصريين. عليهم القبول بالمستوطنات والمستوطنين في هذه الدولة العتيدة. وفوق كل شيء عليهم الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل. بالطبع معروفة تمامًا اللاءات الإسرائيلية للحقوق الوطنية الفلسطينية. الحكومة الإسرائيلية وإمعانا في المضي قُدمًا باستيطانها. تقضي بالموافقة أسبوعيا على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس الشرقية وباقي الضفة الغربية. بالتالي، فإن البعض من القادة الفلسطينيين وعندما يتصورون بإمكانية جنوح إسرائيل إلى التسوية. يخطئون تمامًا. وينطلقون من أساس خيالي ليس إلا! لأن الواقع بكل أحداثه وتجاربه يشي ويؤكد على أن: الكيان الصهيوني يفهم التسوية مع الفلسطينيين والعرب. باستسلامهم الكامل وخضوعهم للاشتراطات الإسرائيلية. والاعتقاد بالحق التاريخي لليهود في الضفة الغربية "يهودا والسامرة" فاليهود. سكنوا هذه المناطق منذ آلاف السنين (من وجهة نظره) لذا فإن من حق اليهود العودة إلى "وطنهم التاريخي" وإقامة دولتهم اليهودية عليه، وإن وافقت إسرائيل على إقامة حكم فلسطيني في بعض مناطق الضفة الغربية وغزة، فهذا لا يقوم على أساس حق الفلسطينيين في هذه الأرض وإنما هو "منّة" إسرائيلية وتخلٍّ عن جزء من "الأرض التاريخية" في سبيل السلام...هكذا يفهم الإسرائيليون التسوية. هذا بالفعل هو جوهر تصريحات الزعماء الصهاينة. الذين يحاولون فيها الإيحاء بالارتباط التاريخي بين اليهود وفلسطين وأجزاء أخرى من الوطن العربي! تأتي هذه التصريحات في القرن الزمني الواحد والعشرين! التسوية وفقا للكيان تعني: أن من حق إسرائيل أن تضم إليها ما تشاء من أرض الضفة الغربية، وما هو ضروري للدفاع عن حدودها، ولا عودة للاجئين، "والقدس ستظل العاصمة الموحدة والأبدية لإسرائيل". والدولة العتيدة يتوجب أن تكون ناقصة من أي مظاهر سيادية أو حقوق كما للدول الأخرى. لذا فإن سلطة هذه الدولة (وحتى لو جرى تسميتها بالإمبراطورية) تتمثل فقط في الإشراف على القضايا الحياتية والإدارية للسكان، أي أنها في جوهرها ليست أكثر من حكم ذاتي هزيل. وبأمانة وموضوعية وواقعية بعيدة عن العاطفية. بل انطلاقا من معطيات الواقع. نسأل: هل من الممكن لفلسطيني أو عربي أو مسلم أو مسيحي أو إنساني عادل أن يتصور إمكانية قيام سلام مع هذه الدولة؟ سؤال نطرحه برسم كل الذين يتصورون ذلك!
398
| 01 سبتمبر 2016
يطلع علينا بعض الكتاب السياسيين ومنتسبي الأحزاب عربا وأجانب. بالتفريق بين القادة الصهاينة، الممتلئين كلهم بالتعاليم الصهيونية في القتل وارتكاب المجازر بحق شعبنا وأمتنا العربية. وتقسيم هؤلاء القادة إلى صقور وحمائم! من آخر هؤلاء: دانيال كورتزر السفير الأمريكي الأسبق في الكيان. وغيره. هذا بالطبع. عدا عن الكتاب الإسرائيليين. بداية. فإن فهمي لهذا التقسيم اللاواقعي والمصطنع زورا. لا يتعدى كونه محاولة لشد العرب إلى الغوص في تفاصيله. بعيدا عن حقيقة هؤلاء القادة الصهاينة. الذين أياديهم كلهم. وبلا استثناء ملطخة بدماء شعبنا وأمتنا. نعم. كلهم يمتلكون ذات القبضة الحديدية. لكن البعض يحرص على إلباسها قفازا حريريا! في النتيجة كلهم يضربوننا بالقبضة الحديدية. حتى لو غُطيت إحدى الضربات بالحرير. أو بالقطن أو بقماش عادي. يحاولون إقناعنا بأن شيمون بيريز. تسيبي ليفني. حاييم هرتزوج. رابين ويعالون هم من الحمائم! أرجوكم. بـالله عليكم. ابحثوا في تاريخ ما ارتكبه كل منهم (باستثناء هرتزوج زعيم حزب العمل. الذي لم بتسلم منصبا حتى الآن) أثناء توليه لمنصبه الرسمي. تجده اقترف موبقات ومجازر بحق شعبنا وأمتنا. هؤلاء لا فرق بينهم وبين شارون. وشامير ونفتالي بينيت وإيلي شكيد ونتنياهو وليبرمان. لكن الأخيرين أكثر وضوحا (دون الحرص على إظهار أي دبلوماسية في التصريحات) في التعبير عن المخططات والأهداف الصهيونية. ليس في فلسطين العربية فحسب. بل في عموم المنطقة وبضمنها العربية. شكسبير في مسرحيته الرائعة "تاجر البندقية" صوّر نفسية اليهودي شايلوك. لم تكن في تلك الأيام إسرائيل موجودة كدولة. وهي مصيرها الحتمي إلى الزوال. ولم يكن مفهوم الصقور والحمائم بالتالي موجودا! أستطيع الادعاء وبضمير مرتاح أن كل من تفرزونهم إلى صقور وحمائم. كلهم شايلوك. في المال والتجارة. في القتل والعدوان. في الكذب والرياء. في الغدر وارتكاب المذابح. حاولوا من قبل إقناعنا بوجود الأحزاب اليمينية واليسارية. وبخاصة قبيل كل انتخابات إسرائيلية. عندما ترفع الأحزاب المحسوبة على اليسار. شعارات برّاقة! لكن المدقق في مسلكيتها وشعاراتها يجد وبلا أدنى جهد أنها ليست أكثر من لعبة انتخابية. لا تعكس حقيقة التوجهات السياسية في كثير من القضايا. وبخاصة فيما يتعلق بالصراع والتسويات المطروحة. سواء مع الفلسطينيين أو العرب. فمثلًا يتصور البعض منا أن حزب "العمل" برئاسة هيرتزوج. وحزب "كاديما" بقيادة تسيبي ليفني هما أفضل بالنسبة لقضيتنا وللصراع عمومًا! أفضل من نتنياهو وبينيت!. يعتمد هذا البعض على تصريحات كل من هيرتزوج وليفني ومناداتهما بـ"السلام". نعم. أغلبية تصريحاتهما تصب لفظا. في أهمية الوصول إلى "السلام". لكنهما في حقيقة الأمر. من أشد المعارضين للسلام. معروف تاريخ حزب العمل (أثناء تسلمه للحكم) في اقتراف العدوان على الدول العربية. عدا عن الفلسطينيين، والمذابح التي اقترفها، وسياسته الاستيطانية وغير ذلك من الإجرام. ومعروف أيضا دفاعه عن مجازر الكيان وهو خارج السلطة، فشمعون بيريز الرئيس الأسبق للحزب وفي مؤتمر صحفي عقده بعد محاضرة له لطلاب جامعة ديترويت (مايو 2000) أنكر ارتكاب "إسرائيل" لأية مجزرة في قانا، ووصف الشهداء والأطفال "ببضع ضحايا في حرب"!. المجال لا يتسع لإيراد المزيد مما اقترفه هذا الحزب بحق شعبنا وأمتنا. معروف أيضًا: أن للحزبين العمل وكاديما وكل أحزاب ممن يسمون زورا وبهتانا بـ"الحمائم" نفس مواقف الليكود من التسوية. لا انسحاب من القدس الشرقية وستبقى العاصمة الأبدية والموحدة لـ"إسرائيل". لا انسحاب من كافة الحدود المحتلة في عام 1967. لا عودة للاجئين، وغير ذلك من المواقف. إذن فمن هم الصقور ومن هم الحمائم في دولة ما بعد الفاشية المُطوّرة صهيونيا. والأخيرة قي قباحتها تفوقت على النازية والفاشية! واعتبرتها الأمم المتحدة. كما 26 هيئة دولية "شكلا من أشكال العنصرية. والتمييز العنصري". لا وجود لحمائم أو صقور في الكيان. ثم كيف يمكن تشبيه السفاحين بقرن أسمائهم بأجمل طير في الدنيا. الحمام! بـالله عليكم ارحمونا من هذا الهراء! باختصار. حلّوا بتعابيركم المسممة عن ظهورنا.
1155
| 25 أغسطس 2016
تتم الاعتداءات الصهيونية الغاشمة على الأقصى بشكل يومي. أبرزها كان يوم الأحد الماضي 14 أغسطس الحالي. استجابة لدعوات أطلقتها جمعيات يهودية صهيونية متطرفة وأعضاء كنيست ومستوطنون. ولا تزال الهجمات الوحشية مستمرة. هذا يتم على مرأى ومسمع من سلطات الاحتلال وبتنسيق معها. وهي التي تسمح بذلك للمتطرفين الصهاينة من قطعان الذئاب من المستوطنين ممن لا يمتون للبشرية أو الحضارة بصلة، وتشجعهم على القيام بالاقتحامات الهمجية. لقد قام المستوطنون، وبعدد تجاوز 400 متطرف يوم الثلاثاء الماضي، باقتحام جديد للأقصى في حماية قوات الاحتلال وبمظاهر غير مسبوقة من وجودها الأمني. وصباح يوم الأربعاء اقتحمت الشرطة المسجد الأقصى بعدد تجاوز 60 شرطيا وشرطية. تم توزيعهم على أبواب الأقصى، واقتحام أكثر من 45 وحشا متطرفا للأقصى. لقد قام المستوطنون أيضا بأداء للصلوات التلمودية، واعتقلت الشرطة "الما بعد فاشية" العديد من المصلين المسلمين. وقامت بضربهم بشكل مبرح وأصابتهم بجروح بالغة وأعاقت نقلهم للمستشفيات. إن هذه الجريمة تعتبر تحديا سافرا لمشاعر المسلمين. ومحاولة لإشعال صراع ديني للتغطية على الصراع الأساسي في المنطقة، بين مغتصب الأرض وبين المحتلة أرضهم. نتساءل: ماذا لو تم الهجوم على كنيس يهودي في العالم؟ لقامت الدنيا ولم تقعد! ولسمعنا بيانات التنديد من البيت الأبيض. ومن 10 داوننج ستريت ومن باريس ولندن وغيرها. أما الاعتداءات المتواصلة على أحد الحرمين الشريفين فلا يستفز أحدا في الغرب. لقد تصدى المرابطون والمصلون الفلسطينيون والحراس بصدورهم العارية لشذاذ الآفاق الصهاينة. إن هذه الاقتحامات الجبانة، والتي أصبحت تتكرر كثيرا، لتشير بداية إلى خطورتها في إفراغ المسجد لاستقبال قطعان المستوطنين تحت حماية الشرطة الصهيونية، بالإضافة إلى بروز الجانب الرسمي الصهيوني محرضا ومنظما لها. وإلى خطة صهيونية منظمة لهدم المسجد الأقصى. وإقامة ما يسمى بـ"الهيكل الثالث" المزعوم! على أنقاضه. على طريق تهويد القدس وخلق تاريخ يهودي لها عنوة! والذي جهدت إسرائيل لإيجاد أثر منه! وهو ما نفاه علماء الآثار العالميين بمن فيهم الإسرائيليون، مثل "إسرائيل فلنكشتاين" من جامعة تل أبيب، والذي نفى وجود أي صلة لليهود بالقدس. جاء ذلك خلال تقرير نشرته مجلة جيروزاليم ريبورت الإسرائيلية، توضح فيه وجهة نظر فلنكشتاين الذي أكد لها: "إن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة، كانتصار يوشع بن نون على كنعان". وشكك في قصة داوود الشخصية التوراتية الأكثر ارتباطًا بالقدس حسب المعتقدات اليهودية، فهو يقول إنه لا يوجد أساس أو شاهد على اتخاذ اليهود للقدس عاصمةً لهم، وأنه سيأتي من صلبهم من يشرف على ما يسمى بـ"الهيكل الثالث"، وأنه لا وجود لمملكتي يهودا وإسرائيل، وأن الاعتقاد بوجود المملكتين هو وهم وخيال. كما أكد عدم وجود أي شواهد على وجود "إمبراطورية يهودية تمتد من مصر حتى نهر الفرات". وإن كان للممالك اليهودية كما تقول التوراة وجود فعلي، فقد كانت مجرد قبائل، وكانت معاركها مجرد حروب قبلية صغيرة. أما فيما يتعلق بهيكل سليمان، فلا يوجد أي شاهد أثري يدلل على أنه كان موجودًا بالفعل". من جانبه، قال رفائيل جرينبرج وهو عالم آثار يهودي ويحاضر في جامعة تل أبيب: "إنه كان من المفترض أن تجد إسرائيل شيئًا حال واصلت الحفر لمدة ستة أسابيع، غير أن الإسرائيليين يقومون بالحفر في القدس لأعوام دون العثور على شيء". من زاوية ثانية، اتفق البروفيسور يوني مزراحي، وهو عالم آثار مستقل عمل سابقًا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع رأي سابقيْه قائلًا: لم تعثر إسرائيل حتى ولو على لافتة مكتوب عليها "مرحبًا بكم في قصر داود". واستطرد قائلًا: "ما تقوم به إسرائيل من استخدام لعلم الآثار بشكل مخّل يهدف إلى طرد الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس وتحويلها إلى يهودية، إلى كيان دولة شيطانية لشياطين.
340
| 18 أغسطس 2016
يحالون إقناعنا بوجود معسكرين لليمين واليسار في الكيان. وبخاصة عندما ترفع الأحزاب المحسوبة على اليسار شعارات برّاقة. لكن المدقق في مسلكية وبعض شعارات الأحزاب المسمّاة بـ"اليسارية" يجد أنها ليست أكثر من تسميات مغلوطة. لأن هذه الأحزاب وفيما يتعلق بالصراع والتسويات المطروحة. سواء مع الفلسطينيين أو العرب. تحمل ذات الموقف. فمثلا يتصور البعض أن حزب "العمل" برئاسة هيرتسوغ وحزب "كاديما" بقيادة تسيبي ليفني. أرحم من نتنياهو! هذا فهم خاطىء. فكلهم صهاينة. وإليكم التالي: سارع حزب العمل وشركاؤه في "المعسكر الصهيوني". إلى تقديم مشروع قانون يدعو الكنيست إلى استكمال بناء الجدار العنصري في الضفة المحتلة، على طول الجهة الشرقية في غور الأردن، وجنوب منطقة الخليل، وهذا يعني، تحويل منطقة أريحا إلى منطقة محاصرة. ومنفصلة عن سائر أنحاء الضفة الغربية. نعم. لقد بادر إلى القانون 22 نائبا من أصل 24 نائبا في المعسكر، وفي مقدمتهم، يتسحاق هيرتسوغ، ورئيسة حزب "الحركة" تسيبي ليفني. وجاء في نص المشروع أن هدف القانون، "الدفاع عن أمن مواطني دولة إسرائيل وسكانها، والمساعدة في استقرار وتحسين إجمال مركبات الأمن القومي على الصعيد السياسي، والأمني، والاقتصادي والاجتماعي، من خلال استكمال بناء جدار الأمن، ومسار تنفيذه". ويعرض القانون إقامة منطقة عازلة في غور الأردن، بدءا من مدينة بيسان، وصولا إلى مشارف القدس من الجهة الشرقية، مما يعني تحويل أريحا إلى جيب محاصر، ومن ثم الوصول إلى البحر الميت، وبذلك يتم إطباق الجدار على الضفة الغربية من الجهات الأربع. يعكس القانون يمينية وتطرف أداء حزب "العمل" بشكل أوضح من ذي قبل. ففي مطلع العام الحالي صادق الحزب على الخطة السياسية الجديدة. التي أطلقها هيرتسوغ، وتقضي بالانفصال أحادي الجانب عن الضفة الفلسطينية المحتلة، بحيث تتحول التجمعات السكانية الفلسطينية إلى كانتونات محاصرة بجدار الاحتلال، وعدم السعي لإقامة دولة فلسطينية. ويعد هذا المخطط العدواني، تراجعا عن خطة الحزب السابقة التي ارتكزت على مشروع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، في أواخر العام 2000. كما تتضمن الخطة سلخ 200 ألف مقدسي عن مركز مدينتهم الأم، من خلال جدار الفصل، في سبيل اختلاق أغلبية استيطانية يهودية في المدينة. وكان هيرتسوغ قد عرض خطته لأول مرة في مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي قائلا، "نريد الانفصال بأكبر قدر ممكن عن الفلسطينيين وبأسرع قدر ممكن. سنقيم جدارا كبيرا بيننا. هذا هو التعايش الممكن الآن. نحن نريد استكمال الجدار الذي يفصل بيننا وبينهم. جدار حول الكتل الاستيطانية. والانفصال عن القرى الفلسطينية من القدس. الخطوة الثالثة التي يجب تنفيذها هي تهدئة الوضع من خلال خطوات لبناء الثقة. سيكون من حق الفلسطينيين عمل كل شيء من ناحية مدنية. مدنية، وليست عسكرية. يمكنهم أن يقيموا مدنا جديدة، يوسعوا مدنا قائمة، يطوروا الزراعة، الصناعة والعمالة. لقد سبق أن ثبت أن تقليص اكتظاظ السكن وزيادة الرفاه الاقتصادي يهدئ الوضع ويقلل "الإرهاب". اما العكس، الاكتظاظ، الضائقة والبطالة، فتصعد الإرهاب. أنا أريد تهدئة. ولكن لن تكون هنا غزة ثانية. لن نكرر خطأ فك الارتباط.وفيما يتعلق بالقدس المحتلة، فتدعو خطة هيرتسوغ إلى فصل 28 حيا من أحياء القدس المحتلة عن مركز مدينتهم، مما يعني سلخ 200 ألف مقدسي عن مدينتهم، بهدف تهويد القدس. ويجري الحديث عن أحياء ضخمة مثل العيساوية وصورباهر وشعفاط وغيرها. وشدد هيرتسوغ على موقفه قائلا: "الجيش الإسرائيلي سيبقى الجيش الوحيد غربي نهر الأردن. وبعد بضع سنوات، إذا ما كان هدوء، أمن، نتحدث على ما سيأتي. نعقد مؤتمر أمن إقليميا مع الدول العربية المعتدلة ". أيضا، ألقى هيرتسوغ في شهر نيسان (أبريل) الماضي، خطابا عنصريا، دعا فيه أعضاء الحزب للكف عن النهج الذي يُظهر الحزب وكأنه "يحب العرب"، علما أن حزب "العمل" هو المؤسس لكل السياسات العنصرية ضد فلسطينيي 48. بربكم.أبعد ذلك أيظل من يؤمن بوجود يمين ويسار في الكيان؟
599
| 11 أغسطس 2016
لطالما تحدثوا ويتحدثون عن "طهارة" الجيش الإسرائيلي! وبأنه الجيش الذي لا يُقهر. لكن المتتبع لممارسات هذا الجيش. يلاحظ بلا أدنى شك. أنه البعيد عن طهارة السلاح. بُعدَ السماء عن الأرض. جيش بلا أخلاق. بلا ضوابط في قتل المدنيين. بمن فيهم الأطفال. جيش يهدم البيوت على رؤوس ساكنيها. جيش يقترف المذابح. وما أكثرها! في الكيان يتواصل الجدل الداخلي حول جريمة جندي الاحتلال إليئور أزاريا، الذي اغتال في مارس الماضي الشهيد عبدالفتاح الشريف، حينما كان مصابا وملقى على الأرض، في وسط البلدة القديمة في مدينة الخليل المحتلة. إذ يجد أزاريا دعما واسعا من الحكومة بدءا من رئيسها بنيامين نتنياهو، في حين تواصل قيادة جيش الاحتلال التعبير عن موقفها الرافض لجريمة هذا الجندي، الذي تتواصل محاكمته في هذه الأيام. ومن يتابع المشهد، قد يقع في أوهام وكأن الجدل حقيقي، وأن هذه جريمة استثنائية في هذا الجيش الدموي. لقد وقعت تلك الجريمة في أوج إعدامات ميدانية نفذها جنود الاحتلال ضد كل فلسطيني نفذ عملية، أو لمجرد الاشتباه به بتنفيذ عملية. ونحن نتحدث عن عشرات الشهداء الذين تم اغتيالهم بدم بارد، وفق أوامر وتصريحات صادرة عن الهرم السياسي، بدءا من شخص نتنياهو. لذا، حينما قرر جندي الاحتلال الإرهابي اغتيال الشهيد الشريف، وهو مصاب برصاص جنود الاحتلال، فإنه لم يشذّ عن القاعدة القائمة في تلك الأيام، وما قبلها وما بعدها. أكثر من هذا، فإن هذه الجريمة كان من الممكن أن تمر بهدوء من دون أن يسأل عنها أحد. وبالأساس من دون أن يفكر جيش الاحتلال بمحاسبة ومحاكمة الجندي ذاته. إلا أن توثيق الجريمة بشريط تصوير، من أحد الناشطين الفلسطينيين في المركز الحقوقي الإسرائيلي "بتسيليم"، وبثه في وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، أرغم جيش الاحتلال على أن يقول كلمة. ثم وجد الجيش فرصة كي يحوّل الجريمة إلى عملية غسل لذاته، بمعنى أن الجيش الذي يرتكب المجازر، ويدمر حياة شعب بأكمله، يسعى إلى تنظيف نفسه من خلال موقف رافض لهذه الجريمة. مما يؤكد على هذا، أن الأكثر إصرارا على مهاجمة الجندي إياه، كان وزير الحرب السابق، الجنرال الدموي موشيه يعلون، الذي شغل منصب رئيس للأركان، وسبق هذا سنوات طوال في قيادة الأركان، ومعروف عنه مواقفه اليمينية المتطرفة، كان آخرها في خطابه الأخير، قبل أيام قليلة؛ فمن جهة قال لمؤيدي الجندي في حكومته السابقة: "إن من يؤيد هذا الجندي فإنه يريد أن يكون الجيش عصابة". ولكن في الخطاب ذاته، رفض أي حديث عن وجود أي كيان فلسطيني بين النهر والبحر. ولكن إلى جانب حقيقة جوهر موقف الجنرالات، فإن لهذا الجدل جانبا آخر. فالمؤسسة العسكرية، التي لا تشذ في مواقفها اليمينية المتشددة عن موقف المؤسسة الحاكمة، تتخوف في الوقت ذاته، من تغلغل عصابات اليمين المنفلتة في المؤسسة العسكرية وصفوف الجيش، نظرا لنهجها الفوضوي. فمعطيات الجيش في السنوات الأخيرة، تدل على تزايد نسبة التيار الديني الصهيوني في صفوف الجيش بضعف نسبته بين اليهود. وكما ذكر سابقا هنا، فإن نسبة الخريجين من هذا التيار من دورات الضباط في العام الماضي، بلغت 31 %، وهي ضعف نسبة هذا التيار من إجمالي اليهود. وهذا التيار منتشر بين عصابات المستوطنين، ومنه تخرّج أخطر الإرهابيين. وهذا بالضبط كان خلف عبارة يعلون السابق ذكرها، بأن من يريد أن يكون الجيش عصابة، فليؤيد ذاك الجندي. ولكن موقف قيادة الجيش الحالية، ومهما علا صوتها، فإنه لن يمنع المشهد الإسرائيلي المستقبلي القريب، من السيطرة الكاملة لهذه العصابات المنفلتة أيضا على المؤسسة العسكرية، فهي الآن تسيطر على النواة الصلبة لحكومات بنيامين نتنياهو الثلاث الأخيرة. وما يدعم هذا الاستنتاج، هو أن كل الوزراء الداعمين لذلك الجندي، هم المتنفذون الأقوى في الحكومة والائتلاف الحاكم؛ وقاعدتهم الانتخابية الأساسية، إن كان على مستوى أحزابهم أو الشارع، هي من ذلك التيار. في الخلاصة، فإن جيش الاحتلال ومهما صرخ جنرالاته عاليا ضد تلك الجريمة الإرهابية، فإنه سيبقى هو وحكومته والصهيونية برمتها، المرتكب الأساس لجريمة اغتيال الشريف، وكل شهداء شعبنا.
943
| 04 أغسطس 2016
عندما يقبل بلد مثل موريتانيا بانعقاد القمة العربية السابعة والعشرين على أراضيه. فإن شعبه سيفرح بالتأكيد. لأن العرب والحالة هذه يؤكدون اعترافهم بعروبته! وفي تفسيرها للقبول. ذكرت موريتانيا: أن الدافع الرئيسي لهذا القبول، هو المحافظة على ديمومة عقد القمم العربية. وعندما اعتذرت المغرب عن عدم استضافة القمة، قالت إن الدافع الرئيسي للاعتذار هو عدم توافر الظروف الموضوعية لعقد قمة عربية ناجحة. وكلا الدافعين للقبول والاعتذار، يرسم صورة تقريبية للنتائج المتوقعة من القمة. وللأوضاع العربية الراهنة. موريتانيا تأتي بعد المغرب في الترتيب الأبجدي لأسماء الدول العربية. التي تتوارث سنة بعد أخرى استضافة القمم. وهذا هو سبب عرض استضافة القمة عليها للمرة الأولى. ولو توافر وجود إمكانية لخيار آخر. أكثر رفاهية وأقل إزعاجا من أجواء نواكشوط المثقلة بتراب ورمال الصحراء. لفضلّ العرب الخيار الثاني..بعض القادة العرب اعتادوا انتداب من يمثلهم في القمم العربية. ترفعًا أو انشغالًا أو لأسباب صحية... هذه المرة تنضاف الأسباب الأمنية إلى قائمة معوقات مشاركة بعض الزعماء. فثمة درجة عالية من التحسب الأمني والخوف من اغتيالات لبعض الزعماء قد تتم! بخاصة أن موريتانيا ليست مجربة أمنيًا. مع أنها كما نعرف من الإعلام على أقل تقدير، من أكثر الدول العربية والإسلامية والإفريقية، أمنًا وأمانا.رغم ذلك. فإن بعض رجالات الصف الثاني من رؤساء الوفود. أنف النوم في موريتانيا، فاستأجر أجنحة فندقية في أفخم فنادق المغرب. بسبب نصائح الأطباء المشرفين على علاجهم. ذلك لأن فنادق موريتانيا مليئة بالجرذان وليس الفئران! كما والصراصير الطيارة. ومن هناك يتنقل إلى نواكشوط ويعود في اليوم التالي! وبعض هذا البعض أتى من بلد. ظلت روائح أكوام "الزبالة" وعدم جمعها وتداعيات ذلك بكثرة الجراذين والثعابين في تلك الأكوام! ظلت تزكم أنوف أهله وزائريه طوال عامين. إضافة إلى انقطاع الكهرباء وتقنينها عن معظم الشعب باستثناء الزعامات. بسبب صراع السياسيين على توزيع نفايات الطوائف وتقاسمها. لعل إدارة القمة فهمت هذه الظروف بعجرها وبجرها. ونتيجة لغياب معظم الزعماء العرب. فهمت الرسالة. واختصرت المدة إلى أقل من يوم. وجاء البيان جامعا لفقرات من بيانات سابقة. صدرت عن قمم عربية معقودة قبلا. معروف أن موريتانيا وبسبب من غضبة الشعب العربي الموريتاني على الكيان. قامت بطرد السفير الصهيوني من أراضيها. معيبة هذه الغطرسة، وهذا التعالي من زعماء يقولون إنهم عرب. تجاه دولة مثل موريتانيا. كل ذنبها أنها فقيرة لا تملك ذهبا. وانما مخزون هائل من الكرامة والوطنية والعروبة الأصيلة وكبرياء النفس. نعتذر لأننا لم نتحدث عن جدول أعمال هذه القمة، والقضايا المطروحة على سلمه، لسبب بسيط، وهو أنه غير موجود في الأساس. وإن وجد فإن من وضعه -وصاغ القرارات الختامية- بدرك حقيقة الوضع العربي وتمزقه وانتشار أشلائه على مساحة الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه. إعلان نواكشوط لم يأت بجديد وانطوى على لغة معروفة جيدًا لدى الجماهير العربية.. بالكاد استطاعت موريتانيا توفير أجواء مناسبة لعقد القمة. رغم ما يتوافر فيها من عروبة أصيلة. وعقلانية وحيوية سياسية وحزبية وحركة ثقافية وأدبية عروبية لافتة وباعثة على الاحترام والإعجاب! لكن في ظروف الاحتراب العربي – العربي للأسف. لقد غابت عن القمة دول عربية كثيرة. حتى محمود عباس لم يترأس الوفد الفلسطيني. وذلك لأول مرة منذ عام 1964 تاريخ عقد القمة العربية الأولى. ملخص القول: ألا أحد كان ينتظر قرارات قمة نواكشوط.
428
| 28 يوليو 2016
مساحة إعلانية
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...
5295
| 06 أكتوبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...
3789
| 02 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...
3213
| 05 أكتوبر 2025
في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها...
1470
| 07 أكتوبر 2025
في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...
966
| 05 أكتوبر 2025
لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...
891
| 03 أكتوبر 2025
كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...
759
| 02 أكتوبر 2025
المحاولات التي تتكرر؛ بحثا عن نتيجة مُرضية تُسعد...
723
| 07 أكتوبر 2025
الإنسان لم يُخلق ليعيش وحيداً. فمنذ فجر التاريخ،...
714
| 06 أكتوبر 2025
التوطين بحاجة لمراجعة القوانين في القطــــاع الخـــــاص.. هل...
714
| 05 أكتوبر 2025
في قطر، كما في غيرها من مجتمعات الخليج،...
633
| 02 أكتوبر 2025
كل عام، في الخامس من أكتوبر يحتفى العالم...
627
| 05 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية