رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. فايز رشيد

د. فايز رشيد

مساحة إعلانية

مقالات

1164

د. فايز رشيد

أكذوبة وجود الصقور والحمائم في الكيان

25 أغسطس 2016 , 12:10ص

يطلع علينا بعض الكتاب السياسيين ومنتسبي الأحزاب عربا وأجانب. بالتفريق بين القادة الصهاينة، الممتلئين كلهم بالتعاليم الصهيونية في القتل وارتكاب المجازر بحق شعبنا وأمتنا العربية. وتقسيم هؤلاء القادة إلى صقور وحمائم! من آخر هؤلاء: دانيال كورتزر السفير الأمريكي الأسبق في الكيان. وغيره. هذا بالطبع. عدا عن الكتاب الإسرائيليين.

بداية. فإن فهمي لهذا التقسيم اللاواقعي والمصطنع زورا. لا يتعدى كونه محاولة لشد العرب إلى الغوص في تفاصيله. بعيدا عن حقيقة هؤلاء القادة الصهاينة. الذين أياديهم كلهم. وبلا استثناء ملطخة بدماء شعبنا وأمتنا. نعم. كلهم يمتلكون ذات القبضة الحديدية. لكن البعض يحرص على إلباسها قفازا حريريا! في النتيجة كلهم يضربوننا بالقبضة الحديدية. حتى لو غُطيت إحدى الضربات بالحرير. أو بالقطن أو بقماش عادي. يحاولون إقناعنا بأن شيمون بيريز. تسيبي ليفني. حاييم هرتزوج. رابين ويعالون هم من الحمائم! أرجوكم. بـالله عليكم. ابحثوا في تاريخ ما ارتكبه كل منهم (باستثناء هرتزوج زعيم حزب العمل. الذي لم بتسلم منصبا حتى الآن) أثناء توليه لمنصبه الرسمي. تجده اقترف موبقات ومجازر بحق شعبنا وأمتنا.

هؤلاء لا فرق بينهم وبين شارون. وشامير ونفتالي بينيت وإيلي شكيد ونتنياهو وليبرمان. لكن الأخيرين أكثر وضوحا (دون الحرص على إظهار أي دبلوماسية في التصريحات) في التعبير عن المخططات والأهداف الصهيونية. ليس في فلسطين العربية فحسب. بل في عموم المنطقة وبضمنها العربية. شكسبير في مسرحيته الرائعة "تاجر البندقية" صوّر نفسية اليهودي شايلوك. لم تكن في تلك الأيام إسرائيل موجودة كدولة. وهي مصيرها الحتمي إلى الزوال. ولم يكن مفهوم الصقور والحمائم بالتالي موجودا! أستطيع الادعاء وبضمير مرتاح أن كل من تفرزونهم إلى صقور وحمائم. كلهم شايلوك. في المال والتجارة. في القتل والعدوان. في الكذب والرياء. في الغدر وارتكاب المذابح.

حاولوا من قبل إقناعنا بوجود الأحزاب اليمينية واليسارية. وبخاصة قبيل كل انتخابات إسرائيلية. عندما ترفع الأحزاب المحسوبة على اليسار. شعارات برّاقة! لكن المدقق في مسلكيتها وشعاراتها يجد وبلا أدنى جهد أنها ليست أكثر من لعبة انتخابية. لا تعكس حقيقة التوجهات السياسية في كثير من القضايا. وبخاصة فيما يتعلق بالصراع والتسويات المطروحة. سواء مع الفلسطينيين أو العرب. فمثلًا يتصور البعض منا أن حزب "العمل" برئاسة هيرتزوج. وحزب "كاديما" بقيادة تسيبي ليفني هما أفضل بالنسبة لقضيتنا وللصراع عمومًا! أفضل من نتنياهو وبينيت!. يعتمد هذا البعض على تصريحات كل من هيرتزوج وليفني ومناداتهما بـ"السلام".

نعم. أغلبية تصريحاتهما تصب لفظا. في أهمية الوصول إلى "السلام". لكنهما في حقيقة الأمر. من أشد المعارضين للسلام. معروف تاريخ حزب العمل (أثناء تسلمه للحكم) في اقتراف العدوان على الدول العربية. عدا عن الفلسطينيين، والمذابح التي اقترفها، وسياسته الاستيطانية وغير ذلك من الإجرام. ومعروف أيضا دفاعه عن مجازر الكيان وهو خارج السلطة، فشمعون بيريز الرئيس الأسبق للحزب وفي مؤتمر صحفي عقده بعد محاضرة له لطلاب جامعة ديترويت (مايو 2000) أنكر ارتكاب "إسرائيل" لأية مجزرة في قانا، ووصف الشهداء والأطفال "ببضع ضحايا في حرب"!. المجال لا يتسع لإيراد المزيد مما اقترفه هذا الحزب بحق شعبنا وأمتنا.

معروف أيضًا: أن للحزبين العمل وكاديما وكل أحزاب ممن يسمون زورا وبهتانا بـ"الحمائم" نفس مواقف الليكود من التسوية. لا انسحاب من القدس الشرقية وستبقى العاصمة الأبدية والموحدة لـ"إسرائيل". لا انسحاب من كافة الحدود المحتلة في عام 1967. لا عودة للاجئين، وغير ذلك من المواقف. إذن فمن هم الصقور ومن هم الحمائم في دولة ما بعد الفاشية المُطوّرة صهيونيا. والأخيرة قي قباحتها تفوقت على النازية والفاشية! واعتبرتها الأمم المتحدة. كما 26 هيئة دولية "شكلا من أشكال العنصرية. والتمييز العنصري". لا وجود لحمائم أو صقور في الكيان. ثم كيف يمكن تشبيه السفاحين بقرن أسمائهم بأجمل طير في الدنيا. الحمام! بـالله عليكم ارحمونا من هذا الهراء! باختصار. حلّوا بتعابيركم المسممة عن ظهورنا.

مساحة إعلانية