رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عندما نقرأ عن بطش الأسد فرعون الشام بشعبه ونتصور أن هذه هي نهاية السوريين الثائرين نتذكر قول الله تعالى: "إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ" (البروج:12-13) فيعود لنا الأمل في " وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" (الصف:13)، وعندما تنتشر أخبار المذابح للرجال والنساء والولدان والشيب والشباب على يد شبيحة فرعون الشام فتتعمق الآلام، وتزداد مشاعر الغيظ والخوف على أحبابنا في سوريا ونعود من هذه المناظر البشعة إلى الورد القرآني، ونجد أن أكثر قصة ترددت في القرآن هي قصة فرعون مصر الذي طغى عقديا فقال: "فَقال إنا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى" (النازعات: 24-25)، وقال: "مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي" (القصص: من الآية38) تماما كما يُعذب الناس في سوريا ليقولوا: لا إله إلا بشار، وسجد أنصاره طواعية في أنطاكيا لصورة بشار، وطغى فرعون مصر سياسيا فأهدر حرية التعبير والتغيير فقال: "يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ" (غافر:29) ونظام سوريا يتسم بالخاصية نفسها حتى ترددت نكتة في أوساط السياسيين: سئل أمريكي عن رأيه في انقطاع الكهرباء فقال: ما معنى انقطاع الكهرباء، وسئل رجل من أدغال إفريقيا: ما رأيك في انقطاع الكهرباء؟ فقال: ما معنى الكهرباء؟، وسئل رجل سوري: ما رأيك في انقطاع الكهرباء؟ فقال: ما معنى إيه رأيك؟، فهذه سوريا التي ثارت من أجل أن يكون لهم رأي في بلدهم، وحصة من خيرات بلادهم التي نهبها العلويون فراعنة الشام، وتركوا الشعب يلهث لتوفير الحد الأدنى من العيش الكريم، وطغى فرعون مصر على حق الشعب في الحياة فقرر ذبح كل مولود ذكر خشية أن يأتي منهم ثائر بالحق ليزيح الاستبداد والفساد، فقال تعالى: "وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ" (البقرة:49) ونظام الأسد قتل في أواخر السبعينات أكثر من ستين ألفا في حمص وحماة دكّا بالدبابات وقتلا بالرشاشات، ورميا بالرصاصات وتعذيبا للشيب والشباب، وصارت النكتة المصرية أن سوريا صارت قطعة من جهنم حيث يقال اتصل ثلاثة زعماء من قعر جهنم بأبنائهم الصغار الذين حكموا بعدهم فدفع كل منهم مبلغا كبيرا للمكالمة، إلا حافظ الأسد فقد أطال المكالمة مع بشار لساعات ودفع مبلغا قليلا جدا، فقيل له لماذا تكلمنا قليلا ودفعنا كثيرا. أنت تكلمت طويلا ودفعت قليلا؟، فقال: لأن المكالمة محلية وأنتم تتكلمون دوليا، بمعنى أن سوريا صارت قطعة من جهنم، وها هو اليوم يقتل بشار الأسد من شعبه ما لو بعث فرعون مصر لاستنكر ما يفعله بشار ولنهره وقال له: ليس إلى هذا الحد؟ وقد جاءتني أخبار لا أشك في مصدرها أن أكثر المعتقلين الآن الذين يزيدون عن مائة ألف قد تم تعذيبهم حتى الموت، ووضعت جثثهم في عربات نقل كبيرة وألقيت جثثهم في البحر تماما كما فعلت أمريكا بجثة أسامة بن لادن، ويؤكد المصدر المطلع على دقائق الأخبار: إن القتلى يزيدون عن مائة ألف، لكن الذي يجب أن نوقن به أن دماء هؤلاء لن تذهب هدرا في الدنيا ولا في الآخرة حيث يأبى عدل الله تعالى إلا أن ينتقم من كل ظالم كما جاء في قوله تعالى: "وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ" (الأعراف:183) وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله يملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته" وقال صلى الله عليه وسلم: اتق دعوة المظلوم فإن الله يقول: وعزتي وجلالي لأنتصرن لك ولو بعد حين"، وقد أرانا الله كيف قصم ظهر فرعون مصر بعدما طغى وتجبر وتسلط وقتل وتأله وتوعد فقال لشعبه " قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى" (طه:71) فرد عليه المؤمنون الجدد - وهو ما أرجو أن يجيب به شعبنا العربي المسلم الأبي السوري- كما قال تعالى: "قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا" (طه:72) وكانت خاتمته توسُّلٌ أن ينجيه الله من الغرق وتنازلٌ عن كبريائه فقال: "آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ" (يونس:من الآية90) بمعني أنه يقول: أنا مثل أي رجل من بني إسرائيل، فقط أريد أن أنجو من الموت، فقال له الله ليعتبر أمثال بشار الأسد وأعوانه وأشباهه من فراعنة الأمة والعالم: " فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً"(يونس:92) وغدا ترون فرعون الشام مضرجا في دمائه يتوسل قاتليه كما فعل القذافي، وسيقتل لتجري عليه سنة الله (من قتل يقتل ولو بعد حين)، كل ما أرجوه أن نتذكر أن صراع الشعوب المطحونة مع الفراعنة تدار من فوق سبع سموات، وليس بحساب موازين القوة الأرضية وفي النهاية تسقط الفراعنة وتذهب إلى الجحيم، ويتنفس الشعب الصعداء مرددا قوله تعالى: "فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الأنعام:45) غدا تُلحق يا بشار بقائمة الفراعين وتذهب إلى الجحيم ويحيا الشعب السوري بعدك عزيزا أبيا وتكتب ملحمته في العالمين، ويكونون في أعلى عليين.
853
| 14 مارس 2012
هناك فارق ضخم بين النصرة والخذلان في سوريا، فأصحاب النصرة لنظام جزار الأسد أرسلوا مقاتلين وأصحاب الخذلان أرسلوا مراقبين، أصحاب النصرة للظالمين سيَّروا السفن الحربية والمعدات القتالية والقذائف النارية، وأصحاب الخذلان لأهلنا العُزل في سوريا أرسلوا لهم خطبا نارية ودعوات مسجدية، وآهات على الفظائع اللاإنسانية، أصحاب النصرة لنظام سوريا تحدوا العالم كله، وأوقفوا قرارات اتهام للنظام الفاشي أمام الهيئات الدولية بل أعلنوا عن مزيد من الصفقات الحربية والإمدادات الفنية والخبرات العسكرية، وأصحاب الخذلان لأهلنا في سوريا تركوهم عاما كاملا يلاقون وحدهم أقسى وأشنع وأنكى القوى الحربية وزدناهم عيارا من الأبيات الشعرية التي تستعيد للذاكرة صراخ النساء والأطفال على شلال الدم الذي يراق يوميا، وأعداد الأطفال الذين شوهت أجسادهم من التعذيب الرهيب، وكأن شعراء الخذلان قد باتوا يسترجعون الأحزان على ما يجري بأرض سوريا، أهل النصرة للنظام السوري ألحقوا الخناجر بالحناجر، والسنان باللسان، والإعلام بالبهتان، والتزييف بالتدليس، وقلبوا الحقائق فصار الأمر كأن الإنسان هو الذي عض الكلب، أما أرباب الخذلان فقد نقلوا نصف الحقيقة عن أعداد القتلى، وتركوا الثكلى ترفع يديها للسماء "يا الله ما لنا غيرك يا الله"، فقد بات يقينا أن دول الجوار سوف ترسل بعضا من الغذاء والكساء والدواء ذرا للرماد في العيون، وكأن المنطق عندما تنجون من القتل وتهدم بيوتكم لن نبخل عليكم ببقايا طعامنا وفضل كسائنا، وما انتهت صلاحيته من دوائنا، ولن نكون سدا منيعا نوقف قتلكم وسحلكم وذبح رجالكم. لقد صرتُ مذهولا من حجم الكارثة دون نصرة حقيقية لشعبنا المسكين في سوريا الذي يصدق فيه قول من قال: "إنهم كالأيتام على مأدبة اللئام" فقد راح السادة الأمراء يبحثون كيف يحصنون عروشهم من الثوار بمزيد من القهر والاستبداد والملاحقة لكل من تسول له نفسه أن يرفع رأسه ومنهم من ضاعف الرشاوى للشعوب بمزيد من الرواتب على منهجية "أطعم الفم تستحي العين" ومنهم من قام بسحب الجنسية من خيرة أبناء بلده دون محاكمة ولا تحقيق، وجمدوا أموالهم وسحبوا رخصة السفر وبطاقة العلاج الطبي، وحرموا أولادهم من المدارس والمستشفيات فضلا عن المنح الدراسية والحقوق المدنية، وراح قطاع من العلماء يبالغ في فقه دورة المياه وأنواع النجاسات الحسية وكيفية التطهر من الحدث الأصغر والأكبر، ولا حدث يدنس البشرية كلها مثلما يجري في سوريا بين نصرة الظالمين بعضهم لبعض، "وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ" (الأنفال: 73)، وتخاذل المسلمين والمجتمع الدولي عن نصرة هؤلاء عمليا، وقد بات واضحا أنه لا حل للأزمة سوى دخول الجيوش التي تسمي "العربية" وتفعيل ليس لجنة المراقبين، بل اتفاقية الدفاع المشترك في الجامعة العربية فإن لم يحدث لم يبق أمام علماء أهل السنة إلا إعلان الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة وتخرج المرأة بغير إذن زوجها والولد بغير إذن أبيه، وأن يواجهوا الجيوش الفارسية أو المتفرسة المفترسة التي استعادت وزادت عن الحوادث التاريخية التي كان الموت فيها صبرا بتجريد الأجساد وذبح الرؤوس وسلخ الجلود وتقطيع الأجساد. (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) رواه البخاري. وهنا أحب أن أهمس في أذن كل أم وأب عُذب وذٌبح ولدهما وفلذة كبدهما أن المشركين لما هددوا خُبيبا بأن يمثِّلوا بجسده بعد موته فاجأهم بهذا الصبر والجلد القوي عندما قال لهم: ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أشلاء شلو ممزع لكن العجيب في القصة أن سعيد بن عامر شهد القصة وهو كافر ولما أسلم وصار والي حمص الشام كان يُغشى ويُغمى عليه طويلا ولما شكوه لعمر أمير المؤمنين فسأله فقال: يا أمير المؤمنين كلما ذكرت يوم أن رأيت خبيبًا يقتل أمامي فلم أنصره في هذا اليوم يغشى علي خشية سؤال الله لي يوم القيامة لم خذلته؟! لقد رأيت في الرمثة بالأردن على الحدود مع درعا المنكوبة في سوريا منذ يومين وسمعت عددا من المهجرين، كل عنده قصص من الآلام الحادة، ومنهم ذلك الأب الذي قتلوا ولده بالمسجد ومثلوا بجثته، ومنذ أيام أخذوا الولد الثاني من المسجد أيضا بعد أن كتب الفارسيون المفترسون على جدران المسجد "إنا عائدون" وقال الأب لقد ذبحوا ولدي بعد تعذيبه وأخذوا جثته، ولا نعرف أين هي حتى الآن؟ ولقد رأيتُ مع وفد العلماء من رابطة علماء أهل السنة مما لو أصغى الإنسان لبعض هذه القصص بمشاعره لأغشي علينا مرات، ولمُتنا كمدا لولا التجلد لدفع الأمة نحو النصرة الحقيقة لا الوهمية بتسليح الثوار في الداخل، والضغط على الأنظمة العربية أن تعتبر أن ما يحدث في سوريا لم يقل أبدا بل تعدى مظالم شعب الكويت على يد صدام حسين، فهل نجري القياس صحيحا مرة واحدة؟! لابد من حراك حقيقي فيه النصرة السياسية مع العسكرية، والحناجر مع الخناجر، والأموال مع الرجال، "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ" (التوبة: من الآية 71)، وإلا فلننتظر سؤالا عسيرا يوم لقاء الله: لماذا خذلتم شعب سوريا؟! على حين نصر عدوكم قوما ظالمين.
495
| 06 مارس 2012
ما يجري في سوريا من مجازر لا يمكن أن ينتهي بالحناجر دون الخناجر، فالحرب كما قالت العرب: أولها كلام، وأقول: وأوسطها سهام، وآخرها سلام، ولم أرَ في التاريخ شرا أبيد بالكلام دون السهام، أو بالحناجر دون الخناجر، ولا سلام دون سهام تردع اللئام وتؤمّن الكرام، والأمر في سوريا بلغ الذؤابة من القتل والسفك، وطال الأطفال؛ لإذلال الرجال، وافترشت النساء بصورة مذهلة خسيسة، وكله مع التصوير دون حياء ولا ذرة من إنسانية أو حيوانية، ولا أعلم حيوانات في الكرة الأرضية تفعل ما يفعله النظام السوري بشعبه الحر الأبي، ولو تكلم الأسد الحقيقي من أي حديقة حيوان لتبرأ من عائلة الأسد كلها، أو لجمع الأسود النبلاء من كل الحدائق، ليغيّروا أسماءهم حتى يسقط جزار الأسد وعائلته، فهل رأيتم عبر التاريخ فتاة تمشي في شوارع سوريا لم تتجاوز العشرين عاما فيخطفها زبانية النظام، ويتناوبون عليها هتكا لعرضها في السيارة العسكرية واحدا وراء الآخر، ثم يذبحون الفتاة ويلقون بفتاتها كي يتلطّخوا بالدم والفجور معا، وهذا تحت عدسات الكاميرا كي تكون الجرائم مركبة ببيعها وكسب ملايين الليرات منها، ويشيعون الفاحشة في الناس، ويلقون الرعب في النفوس لكن أحرار وحرائر سوريا يقتربون من العام صبرا جميلا، ورباطا طويلا، وصمودا عظيما، وتحديا كبيرا، وفوق ذلك يفوضون أمرهم إلى الله تفويضا جليلا، وقد اكتفى العالم بنصرتهم بالحناجر دون الخناجر، واللسان دون السنان، مخالفين هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي حرك جيشا على يهود بني قينقاع بسبب كشفهم عورة امرأة مسلمة واحدة، وأقام حربا أيضا على يهود بني النضير لمجرد الشروع في محاولة اغتيال، وحرك جيشا آخر لأن يهود بني قريظة نقضوا عهدهم فقط دون قتل إنسان واحد، وانتصر لقتيلين غير مسلمين من بني خزاعة وفاء بعهده معهم أن ينصر بعضهم بعضا فكان فتح مكة شاهدا على وجوب الانتصار لأي مظلوم ولو كان غير مسلم، فكيف ساغ لأمة بأكملها وجماعات إسلامية درست النصوص القرآنية والأحاديث والسيرة النبوية التي تؤكد على أن واقعة الاعتداء أو الهم بها توجب حربا وتحرك جيشا، لأنه لا يفلّ الحديد إلا الحديد، ولا يعامل الكرام بما يعامل به اللئام، وقد صدق الشاعر حين قال: السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعبوأريد أن أسال ليس فقط عامة المسلمين بل علماء المسلمين، والجماعات الإسلامية الكبرى والصغرى في العالم، هل تجدي الآن الحناجر دون الخناجر لوقف هذه المجازر التي نراها؟ ياقوم إن النظام السوري قد استفاد من أحبابه الصهاينة " وفقا لمنهج الباطنية والتقية" حيث قالت جولد مائير إن أسوأ يوم في حياتها كان يوم 4 يونيو سنة1967م قبل الضربة القاصمة لمصر وسوريا، حيث كانت تخشى من ردة فعل بالخناجر من العرب والمسلمين، لكنها قالت بعدها: لم أكن أسعد مني من يوم 6 يونيو، حيث لم أجد سوى ضجة كلامية وظاهرة صوتية، وبالعربي حناجر دون الخناجر فاستراحت وقالت: "إن الاحتجاجات ليست رصاصا موجها إلى صدر إسرائيل" وراح الصهاينة في مشوارهم الطويل من القتل والسفك والتهويد لأن العرب كانوا ولا يزالون - إلا المقاومين - يقدمون بين يدي حمامات الدم قصائد نارية، وخطبا منبرية لا تتبعها مواقف عملية، والأصل أن بعض ما يجري في سوريا يقتضي إعلان الحرب على هذا النظام وليس إرسال لجان مراقبة من الجامعة العربية، أو إصدار قرارات إدانة من الجمعية العمومية، في الغرف المكيفة بينما الضحية في سوريا تعاني من قسوة لأحد لها من النظام الظالم أهله، والعالم كله يرى كيف أن النظام السوري كافأ شعبه على هذه اللجان والإدانات بمزيد من القتل حيث ارتفع متوسط القتلى- الذين يعرفون- من ثلاثين إلى أربعين يوميا إلى ما فوق المائة الآن، ولذا يجب أن تخرج الشعوب الإسلامية عن صمتها، والجيوش العربية من ثكناتها، والسيوف من أغمادها،كي تتحول الظاهرة الصوتية إلى غارات جوية، وقنابل يدوية، وقذائف نارية، على الظلمة المعتدين على الأبرياء من الشعب السوري الأبي، دون أن نسمح للغرب أن يكون له دور في إنهاء الأزمة السورية، ولابد أن تجتمع المجامع الفقهية من أجل سوريا، وأن تلتقي وزارت الدفاع في الأمة الإسلامية لحماية السنة بعد أن فجرت إيران وانجرف حزب الله إلى الميدان السوري يخططون ويهجمون ويقتلون ويعربدون، ويسرقون ويغتصبون، ونحن في الجوامع والصوامع ندعو فلا يستجاب لنا لأن الله تعالى لا يجيب للكسالى، ولا يقبل من المخلّفين، ولا يرضى عن القاعدين، ولا ينصر الذين يقولون مالا يفعلون، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في العريش: "اللهم إن تغلب هذه العصابة، فلن تعبد في الأرض بعد اليوم" كان هذا والجيش قد تلمظ وخطط واستعد الرجال للنزال، وهنا كان الدعاء مقبولا، ونزلت الملائكة تثبت الذين آمنوا وتضرب فوق الأعناق، وتضرب كل بنان، وتبث الرعب في نفوس الكافرين، فهي جاهزة فقط لأصحاب الحناجر والخناجر، لأصحاب القول والفعل، فهل يسمع شعب سوريا المظلوم صوتا عربيا واحدا من الشعوب أو الأنظمة يقول: لا تحزني أختاه ولا تبتئس أخي في الله والعروبة والإنسانية، فسوف يأتي لجزار الأسد مايرى لا ما يسمع؟!لا حرج على الإنسان في أن يحلم، فحقائق اليوم هي أحلام الأمس، فناموا واحلموا بأن تلحقوا الخناجر بالحناجر والسنان باللسان، والله وحده المستعان وعليه التكلان.
500
| 28 فبراير 2012
مساحة إعلانية
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
6327
| 24 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
5082
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3822
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2859
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2568
| 23 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1770
| 23 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1617
| 26 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1563
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1086
| 20 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
996
| 21 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
987
| 21 أكتوبر 2025
في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...
978
| 24 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية