رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

قطر والذكاء الاصطناعي.. اجتياز المجهول في عالم متغير

كان هذا شعار النسخة الرابعة من منتدى قطر الاقتصادي الذي عقد مايو الماضي وجاء في فترة مهمّة من عمر التطور التكنولوجي عالميا وكان خبرا سعيدا يثلج الصدر أن أطلق معالي رئيس الوزراء في منتدى قطر الاقتصادي مشروع فنار chatgpt التوليدي للمحتوى والبيانات باللغة العربيّة والذي يعدّ ثورة ستشكل ثروة فكرية وبشريّة واقتصادية وفرصا ذهبيّة لجمع المحتوى الرقمي العربي وأرشفته في سرديّة موجهة للإبداع والابتكار مجددا باللغة العربية التي ستعيد مجد الإرث الثقافي والفكري للعرب كما في دار الحكمة وانتشارها إشعاعا كما العصر العباسي الذي سمي بالعصر الذهبي للدولة الإسلامية وهذه إضافة جديدة لقطر والعرب والمسلمين خصوصا في ظل اقتراب موعدنا مع الثورة الصناعية الخامسة والتي تختلف عن الرابعة من مجرد بروز الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي كمنافس إلى الذكاء المدمج فستجعل السيادة للتكنولوجيا ولكن القرار للبشر في علاقة أكثر توازنا مع زيادة للتفاعل ما بين الروبوتات والبشر بشكل أكبر مما يجعل البشر في مركز الصدارة في كل من عمليات الإنتاج مع زيادة استخدام البيانات الضخمة Big Data واتساع نطاق العمل عن بعد بشكل أكثر انتظاما، وانتشار الطباعة ثلاثية الأبعاد وازدهار إمكانية الانتاجية والتصنيع عبر الطابعة المنزلية، وأتمتة انترنت الاشياء IOT Internet of Things) ) في كل المجالات. هنا تأتي أهمية الحيازة التقنية والإلكترونية التي فطنت لها الدول الكبرى فتنافست بل تصارعت ولا زالت والحيازة الإلكترونية تسليح مثلها مثل التسليح العسكري الذي تستحوذ الدول الكبرى اسراره وادواته فوق حيازته، هنا تفسر الحرب التكنولوجية بين أمريكا والصين. بدأنا متأخرا كعرب ولا ضير فأن نبدأ متأخرا خير من ألا نبدأ أبدا خصوصا في ظل امرين: احتكار الرواية والسردية في زمن التدفق التكنولوجي الأحادي الغربي، واحتكار حيازة أدواتها وصناعاتها وبرامجها فضلا عن خوادمها وبياناتها الضخمة والتي تعدّ أهم الأدوات في السلم والحرب. يجدر هنا أن نطرح ثلاثة تساؤلات: أولاً: الحيازة الرقميّة الذكيّة!! هل ستلبي استراتيجية قطر الوطنية في الذكاء الاصطناعي دخول قطر ميدان الحيازة الرقميّة إن لم نقل التصنيع على مستويين؟ أولها: حيازة الأدوات الذكية وخوادم البيانات في مواقعها وفي خوادم رديفة احتياطيّة محميّة وآمنة. وثانيها: حيازة البيانات والمعلومات التي هي وقود المستقبل وهي المحرك الرئيس لكلّ مسارات الحياة حتى النفط والطاقة بل والموجّه الأشمل لمسوغات السلم والحرب. أما وقد خاضت قطر تجارب عدّة ألهمتها سابقا؟ فهل ستشكّل حيازة البيانات وأدواتها قوّة جديدة ناعمة لدولة قطر؟ ثانياً: التمكين البشري الذكي!! كيف سنتعامل مع الذكاء الاصطناعي إذا لم نوظف الأدوات ونطوعها وندرب الافراد لا على الطريقة البسيطة في إدارة الأدوات الذكيّة فحسب بل بتكوين العقلية التحليلية للبيانات الضخمة التي يجمعها الذكاء الاصطناعي دون الاعتماد على ثقافة الاستهلاك والتلقي خصوصا وان بيانات التجميع الذكي للتقنيات تقتضي الذكاء البشري أي الجمع بين الأداة والعقل البشري وهي رهان المستقبل والتحدي الذي تفرضه الثورة الصناعية الخامسة؟ ثالثاً: التحولّ الرقمي الذكّي!! كيف ستطبق قطر مفهوم التحول الرقمي من مجدر أتمتة الأشياء والأدوات إلى تخطيطها وإدارتها بذكاء في توازن الإعداد العلمي والمعرفي والمهني بين الجانبين النظري والتطبيقي الذي يتطلب ذكاء بشريا في الابتكار وتحليل الواقع لتقديم سيناريوهات وارهاصات المستقبل، وهذا يتطلب ضرورة الولوج في الحقبة الخامسة بخطى ثابته والإيمان بأنها تؤثر على الاقتصاد والسياسات والقوى العاملة والسوق فضلا عن أثرها على الدبلوماسية والسياسة وفوق كل ذلك الأمن القومي للوطن في السلم والحرب. فهل وضعت قطر خطة دقيقة لإعادة تخطيط البرامج المهنيّة والتدربيبّة والتخصصات الجامعية في جامعاتها لتشمل التخصصات المتعددة Multidisciplinary والمتداخلة Interdisciplinary والعابرة transdisciplinary للتخصصات في الجامعات الرسمية والعسكرية والأمنية والخاصة ومراكز التدريب بحيث يستوعب نظام قطر التعليمي هذه التخصصات في ظل التحولات العالمية للتكنولوجيا وأثرها على سيناريوهات المستقبل التي لا تؤولها العلوم التطبيقية والتكنولوجية فحسب بل تداخلها الحاسم والعاجل مع العلوم الاجتماعية والسياسية والإنسانية ونحن لا زلنا في قطر نعاني الفصل العنصري بين التخصصات الجامعية وبناها التحتيّة وكأن كل تخصص دولة قائمة بذاتها ونحن في أمسّ الحاجة للتداخل العلمي والتدريبي في مرحلة التحول للمرحلة الصناعية الخامسة. في وقت انطلقت فيه قطر بشعار اجتياز المجهول في عالم متغير فإنها بالتأكيد لا تعني التكيف مع المتغيرات العالمية المتسارعة بل الإبداع والابتكار، ولا تعني صراع البقاء بل المنافسة والصمود في زمن بات فيه المستحوذ على الأدوات الرقمية وبياناتها الضخمة ينذر الآخرين المستهلكين بالقمع المعلوماتي والحرمان من الخدمات التقنية DDO واحتكار الرواية والسرديات والحرمان من الوصول لكلمات المرور بل وتعطيلها بكملة واحدة ... هي قطع الوريد الذي هو النافذة على العالم... الأتمتة ليست كلّ أحلامنا الوردية لاجتياز المجهول في عالم متغيّر بل الأهم: كيف ينجح من نجح في حفر واستثمار آبار النفط في الاربعينيات! والغاز في التسعينيات! ومن نافس الغرب وكسر حاجز الصوت وفردية واحتكار التدفق الإعلامي الأحادي والرواية والخبر والمعلومة في التسعينيات بالجزيرة التي أصبحت معلما دوليا وفاصلا تاريخيا يؤرخ بها. كيف ينجح في عصر الذكاء الاصطناعي في تقديم تعليم وتدريب ومشاريع وطنية وازنة في حيازة أدوات رقميّة وامتلاك البيانات الضخمة التي هي النفط المعرفي. خام البيانات الذي هو نفط الخوارزميات التي ستلعب في كلّ أنواع الوقود وسترسم سيناريوهات المستقبل سياسيا واقتصاديا.

921

| 03 يوليو 2024

العيد بين المتنبي وخصومه

عندما صدح المتنبي بين العرب: عيد بأية حال عدت يا عيد! كأنّه يحوم حول المستقبل ويستشرف واقع العرب الذي لم يخل يوما من معكّرات صفو الحياة، فقد جاءتنا أعياد عدّة عشناها في مشاعر متناقضة بين الفرح والشجن، بين السرور والحزن بين اللقاء والحنين.. كنّا على وشك الإحباط من عروبتنا التي تراجعت نخوتها حتّى جاءت حماس فكانت لنا عيدا على أولهم وآخرهم الفئة القليلة التي حفظت كرامة أمة وأعادت فيها روح الانتصار، فجاءت خطبة العيد من غزة لتعيد كلمة المتنبي وسط الدمار والموت ولون الدماء لا لتندب بل لترفع من معنويات الأمة العربية كما صمودهم الذي علمنا معنى كرامة أمّة وبات الخطيب مرددا في كل فقرة من خطبته في غزة وكأنه يذكر من هم في دعة ورغد أن غزة هي المنعة والجدار والعزة للأمة بأسرها: «يعود العيد وأهل غزة صامدون، يعود العيد وأهل الرباط في رباطهم مجاهدون، يعود العيد وقوم في أكناف بيت المقدس اختاروا ردع العدو والجهاد في أعظم الأيام.. ولكن الحقيقة الأبدية تختم بـ»لبيك اللهم لبيك ولا شكوى إلا إليك» ونعم بالله». كنّا في الواقع كما في عوالم الشعر العربي، أعني في ميدان من يتبعهم الغاوون، نخشى على أنفسنا من المنهزمين حتّى أتانا المنتصرون فجاء منهم من استلهم قصيدة المتنبي وأحيا الروح من جديد من جيل مضى من عبدالرحيم محمود وغسّان كنفاني ومحمود درويش وغيره من شعراء العصر الحديث. فتذكرت قصيدة لا تقل عنهم بل تزيد فعكفت أيام العيد بحثا عنها وهي للدكتور درويش مصطفى الفار، رحمه الله، الذي كان أول مدير لمتحف قطر الوطني وهو ابن مصر العروبة مصر تلك لا هذه «مصر التي في خاطري» شاعرنا المثقف المتفوق الذي اكتشف الرمال السوداء على طول ساحل سيناء بين رفح وبورسعيد ولعل من المصادفة أن مسقط رأسه بالقرب من سيناء، إذ إنه من مواليد مدينة العريش، لذلك لا غرابة في أنّه ما فتئ يذكرنا بالنخوة والعروبة وإسلامنا وأقلها حسن الجوار.. ولكن قصيدته تلك عجز غوغل عن أرشفتها في سحبه الذكيّة فعدت إلى ملفات عتيقة يظنها البعض اليوم غبيّة كنت قد حفظتها في مكتبتي من عموده إشارات في صحيفة الراية القطرية فوجدتها تلك الورقة منذ عام 1994 وقد اصفرت وعتقت ولكن لم تبل معانيها، كان شاعرنا فيها يتخيل العيد يرد بنفسه على رائعة المتنبي عيد بأية حال عدت يا عيد! عبر الزمن فيقول وكأنه يحاكي يومنا هذا: نعم أعود وللخام تلمود ‏وللمزامير والتوراة تجويد ‏سل الخليل وغولدشتاين يذبحها ‏في هدأة الفجر لا يثنيه تنديد فالعرب غرقى ببحر الشجب قد رقدوا ‏لا يرعوون وحبل اللهو ممدود ‏وأينع الهزل والتطريب وانتعشت دمى الفساد وللفساق تحميد قد صرفتنا يد الأعداء إذ وهنت منّا العزائم واستشرى الرعاديد ‏وأصبح الخلف دين في مرابعنا ومنفذ الصلح بالأقفال موصود ‏واحسرتاه على قومي يمزقهم زيف الشعارات تحدوه الأناشيد إن صاح فيهم عميل أرهفوا أذنا وصفقوا طربا إن ساعد عربيد وإن تسوم جبار اريكتهم وسار بالظلم أمسى وهو محمود يا كاشف الضّر يا الله ترحمنا حبل الرجاء لدى الرحمن معقود لا تأخذنا بأفعال العصاة ولا تشمت من القوم منك العفو والجود حتّى انتظرنا في عصر عرب وحكّام «صاح فيهم العميل وأرهفوا له آذانهم» انتظرنا من يعود من بين جناحينا ليعيد لنا وسط الألم والشجن العميق معاني شعريّة كاد الوضع أن يطيح بها إذ لم يكن ما نواجهه حربا بل إبادة وتطهير عرقي يندى له الجبين حتّى جاء شاعران عربيان في قطر عام 2024، هما محمد صالح وعلي المسعودي كما كان درويش الفار في قطر أيضا يوم كتب تلك - وطن التضامن الشامل مع فلسطين والقدس وغزة والعروبة والإسلام وأهله - فاستلهما ليل العيد مجددا وببراعة شعريّة قضيّة لا تموت لا في حكم الشرع ولا في عرف النخوة العربية فجاءت معارضتهم للمتنبي في ظل طوفان الأقصى على نمط الردّيات ذلك الفنّ العربي الأصيل الذي أحيا الذائقة الأدبية وأحيا فوقها معاني متأصلة فجاءت المعارضة لا لنعلن حسرتنا وننوح في يوم عيد بل لنعلن إستراتيجية الكرامة في سنّة من سنن العيد امتثالا للسنة النبوية تتمثل في ضرورة تعظيم شعائر الله التي هي من تقوى القلوب بيد أنه ليس من قبيل تعظيم الشعائر من يصفق طربا في كل عيد كل عميل وعربيد ولكن تعظيم شعائر معنى العيد ومعنى الدفاع والجهاد ضد المعتدي الغاصب إن لم يكن بالسيف فبالكلمة وإن لم يكن بالكلمة فبأضعف الإيمان. فتأتي القصيدة بين احتفال بالعيد وبين الحزن الذي يشوبنا في ظل المجازر التي تدار على غزة والشعب الفلسطيني والتهجير القسري والقتل الجماعي في السودان فنحن باختصار بين سنتين تكريم العيد (شعائر الله) وفي استلهام النصر وكرامة أمتنا ويكون العيد عيدا لأولنا وآخرنا في الصمود الذي درسناه من غزة وفي شعر أصيل لدى المتقدمين ومن جاء بعدهم كما قال شاعرانا في رائعتهما: أظلنا العيد والأعياد تجديد وكل أمر إلى مولاه مردود ‏ العيد ضيف حقيق أن نكرّمه والجود عادة من عاداته جود لا لن نقول له والنفس متعبة عيد بأية حال عدت يا عيد أبلغ أمية أقصاها وأدناها للعيد نصر بنصر القدس معقود نحن السحاب على من جاء مجلسنا وللعدو مشائيم مناكيد والخيل تعرف يوم الخطب صولتنا لذا يقال عظيم القدر موجود

939

| 26 يونيو 2024

هل آن الأوان لتأميم التعليم العالي في قطر؟

هل آن الأوان لتأميم التعليم العالي في قطر والحملة الشرسة تتمادى على بعض الشراكات الدولية الرصينة من جامعات مؤسسة قطر؟ جامعات وصل الحال بحملتها التضليلية إلى تفحص ملفات لا علاقة لها إلا بالعلم ومدفوعاته ندرك نحن أن وراء الأكمة ما وراءها ليس من قبيل الراعي الرسمي للحملات الدعائية الحاليّة لمصلحة معروفة من عمر القضية العربية الفلسطينية فحسب، بل حتى من قبل البديل المنتظر الذي يسعى لتقليد قطر والسعي بعدها بثلاثة عقود لاحتضان مشروع تعليمي عالي شبيه وكأن سياساتها تذكّرت صدفة أن هناك شيئا ما يسمى الدبلوماساية التعليمية الذي يعتمد على الشراكات العلميّة حين عجزت وقتها عنه، حيث هرعت بعضها في اتجاه آخر ونجحت في تحقيق السبق في تكوين مدن إما راقصة أو مخمورة أو مطبّعة. أما آن الأوان؟ وقطر تفخر بمدينة تعليمية أسست برامجها على أعلى المعايير العلمية الدولية والأخلاقية في ظل الإبداع والابتكار الذاتي، فضلا عن الشراكات العلمية من خلال التعاون الدولي والانفتاح على العالم. التأميم الذي نعنيه ليس في مجال المنخرطين فيه ولا مقدميه ولا شراكاته ونحن نؤمن بأن الحكمة ضالة المؤمن والشراكات العلمية مهمّة ولكننا نعني تأميم استثماراته فتنطلق بجذوره الراسخة نحو العالمية بأسرها في توأمة لجامعات لا قصا ولصقا باستيراد حرفي مطلق، بل بتأسيس جامعاتنا بأنفسنا في فسيفساء متداخلة مترابطة تأخذ من كل العلوم والعلماء وبيوت العلم من منطلق خذ الحكمة من أي وعاء خرجت خصوصا بعد التجربة الغنيّة ونجاح مؤسسة قطر ولربع قرن في عدّة أمور: أولها: بداية التأسيس المحلي النابض المتمثّل في نجاح سمو الشيخة موزا بنت ناصر باقتدار في تكوين بوتقة أصيلة للتعليم في جذر المدارس في التعليم الأساسي للمؤسسة قبل مرحلة التعليم العالي. وثانيها: نجاحها ومؤسسة قطر في تكوين نموذج متفرّد لجامعات التعليم العالي والمتمثّل في المنارة الرائدة في كلية الدراسات الإسلامية التي شكّلت نسخة فريدة لدولة قطر تأسست بعقول عربية ومسلمة من مختلف أقطار العالم. ثالثها: نجاحها في إعداد المظلّة الجامعية العليا الكبرى جامعة حمد بن خليفة التي لم تقتصر على الكليّات الرائدة في مجالها فحسب بل أبدعت في تأسيس مراكز نوعيّة للبحوث وفق رؤية مستقبليّة دولية ثاقبة لعِلْمٍ مستحق واسم على مسمّى حمل اسم عَلَمٍ مستحق هو (حمد بن خليفة) سمو الأمير الوالد الرائد المتقد السابق لعصره وزمانه الذي اعتنى بالاستثمار البشري وهو أعلى درجات الاستثمار الذي كان ركيزة رؤية قطر الأولى. رابعها: حصافة الاقتداء والتأسي منذ ما يزيد على عقدين بنجاح مؤسسة قطر في استقطاب أعلى مراكز التعليم تصنيفا من تلك الجامعات المعروفة والمرموقة عالميا في تخصصاتها والمهمة من جامعات إسلاميّة أيضا بالإضافة إلى تلك الجامعات الغربية أو الأمريكيّة المهمّة في ما يعرف بالتبادل والتلاقح الفكري والحضاري وهي ما تساوم عليه راعية حملات التضليل في تسييس التعليم والبحوث. وأخيرا: نجاح الاستقطاب الفكري والاستثمار الذاتي المحلي القطري في أبناء قطر من الخريجين من حملة الشهادات العليا من المدينة وإليها وكذلك من منارات علمية أخرى سواء كانت في قطر أو خارجها والذي جعل قطر منبعا ومصبّا للنخب الفكرية القطرية والمواطنة العربية والمسلمة والغربية ومن كلّ الجنسيّات والثقافات. وهنا أصل إلى الجزء الأخير من العنوان الذي قدمته في مقالين سابقا: «حملة الجامعات والإشعاع الفكري المضادّ» فهل ستعجزنا الحملات التضليلية؟ لا لم ولن تعجزنا... وربما قد آن الأوان لإعلان نموذجنا المتفرّد من المدينة التعليميّة للتعليم العالي في قطر وبكلّ أطيافها من الكليّات والجامعات ومراكز البحوث التي تأسست باقتدار في مؤسسة قطر فشكّلت إشعاعا حضاريا وبوتقة لم تنصهر فيها كل العلوم من كل الثقافات وفي كل المجالات فحسب بل شهدت محفلا علميا وفكريا لأهل العقول من أساتذة وعلماء ونخب فكرية وممتهنين وكوادر تعليمية وإدارية وفوق ذلك خريجين وطلاب قطريين وغير قطريين مقيمين وملتحقين من الخارج متفوقين ومحبين وممتنين لمحضن علّمهم في بيئة إيجابية حققت لهم تعليما نوعيا وشهادات بمعايير عالمية وأخلاقيات مهنيّة دون انحياز. ربما آن لها الأوان لأن تكون تحت مظلة جامعة حمد بن خليفة بقوتها ومعاييرها ومكانتها العلمية والتي خطفت فيها قطر الأبصار، وشكّلت وستشكل فيها كما نراها الآن ونستشرفها مستقبلا حاضرة إسلامية رائدة ونموذجا شبيها بما قدمته الحضارة الإسلامية في عصر الخلافة العباسية في عهد المأمون والرشيد والتي جعلت من مدينة قطر التعليمية «دار الحكمة» وهي تؤسس لها وتعلم سلفا أن الحكمة ضالة المؤمن سواء أتت من الغرب أو من الشرق خصوصا وأن رؤية قطر وسياساتها تنبع من حكومة تؤمن بأن العالم الإسلامي هو حاضرة الثقافة والعلم والإشعاع الحضاري الذي أمد أوروبا والغرب بالحضارة في عصر كانت تعج فيه في الظلمات والذي لولا هذا الانتقال والتمازج والتلاقح لما كان له امتداد وإشعاع. ولن نلام إذا اتَّقدت فينا مفخرة استشرافية وتفاؤلية ترى قطر أندلس الشرق في العصر الحديث وعودة وإحياء لروح الرازي والزهراوي وابن الهيثم وابن النفيس والخوارزمي مجددا لتؤسس من مراجعهم ومرجعيتهم الفكريّة مجدا على مجد وربما من أسمائهم أسماء لجامعات تخصصية تحت مظلة حمد بن خليفة في أرض تشكّل صحوة فكريّة للأندلس العربيّة الإسلامية واجتماعا للعلم والعلماء والنخب ودور الحكمة في قطر ذلك البلد الصغير العظيم الذي ينطبق على أندلسه ما صدح به الشاعر العربي السوري محمد صالح عنوانا لديوانه الشعري الجديد الذي دشنه الشهر الماضي في معرض الكتاب: «أمويّ عائد إلى مضر؟» وللّه درّ بني أميّة ومضر وسائر النخب إذا اجتمعوا...

1863

| 12 يونيو 2024

حملة التضليل الأمريكي الجامعي ضد قطر والإشعاع الفكري المضاد (2/2)

«لطالما وستظل قطر دوما مستمرة في إدانة معاداة السامية والإسلاموفوبيا وكل أشكال خطابات الكراهية بأقسى العبارات». جاء هذا في بيان للسفارة القطرية في واشنطن ردًّا على ادّعاءات علاقة قطر مع جامعات أمريكية لدعم أجنداتها الخاصة مؤكدة أنها معلومات مغلوطة ومضللة وغير مسؤولة والتي يفترض أن تُدان من قِبَل جميع الأطراف. موضحة أن «الاتفاقيات المالية موجهة للكلف التشغيلية لفروع الجامعات الأمريكية في الدوحة لتمويل البناء والصيانة والرواتب وغيرها داخل قطر وليس في أمريكا»، مؤكدة «أن قطر لا تتدخل أبدا في المراكز التعليمية أو في المقررات لأي من المدارس أو الكليات أو الجامعات الأمريكية». تغلّف الادّعات ذلك بأنه تغيير أولويات وما هو إلا تبديل أدوات الدعاية في وقت خرجت فيه المظاهرات الطلابيه من يد الداخل الأمريكي كما أسلفت في المقال السابق. الغريب أنّ المصالح الأمريكيّة تريد استمرار قطر كقطب فاعل رئيس في الوساطة في القضايا التي وقعت في وحلها خصوصا وأن أمريكا نفسها استفادت من قوة قطر الدبلوماسية في ملف أفغانستان بعد انسحابها منه 2021 فصنّفت قطر حليفا رئيسا من خارج الناتو منذ يناير 2022 لدورها في إجلاء ما يزيد على 70 ألفا من الأمريكيين والأفغان وحاملي الإقامات الدائمة واستضافتهم في مرحلة انتقالية. ثمّ يأتي التناقض السافر بتقريع قطر على استمرار فروع الجامعات فيها وتشكيل صورة مضللة عنها خلال حرب المحتل على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 نظرا لاستضافة قطر قادة حماس السياسيين واتهام الجزيرة بحماس واتهام جامعة نورث ويسترن بماذا؟ بالشراكة مع الجزيرة «الشبكة الإخبارية» وللأسف في تهم باطله بنعتها فما لحماس... وهلمّ جرّا في دائرة لا تنتهي، كلّ ذلك العالم شاهد ويشهد ولأول مرّة في التاريخ وعلى الهواء مباشرة من كلّ منصات التواصل الاجتماعي وليس الجزيرة فحسب يشاهد المحرقة والمجازر السافرة التي ينتهكها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين العزّل كل دقيقة، مع استمرار بروباغندا الحرب التي لم تعد خافية على العالم باتهام حماس في دفاعها المشروع عن أرواح شعبهم واحتلال أرضهم ومقدساتهم وتشريدهم وتصفيتهم والتطهير العرقي الذي ركّز على قتل أطفالهم ونسائهم وتفجير أرحام نسائهم بمن فيها باستمرار الآلة في إطلاق مصطلح منظّم سلفا وتسميته بـ «الإرهاب». ثم اتهام كل من يدافع عن الحق الفلسطيني بذات التهم. أمريكا هي من طلبت من قطر استضافة قادة حماس السياسيين كما طلبت منها استضافة حكومة طالبان من قبل وتقلد زمام الوساطة بيد أنها تتخذ منهجيّة مدروسة قائمة على الابتزاز السياسي والإعلامي بسلاح مرتّب سلفا صاغته مؤسساتها العسكرية الحربيّة الدعائية بمصطلح جديد لا هو قوة صلبة ولا ناعمة بل أنعم وأقوى أسمته «القوّة أو القدرة على الإرغام» Power to Coerce جاء الفصل الأول منه فيما ذكرته في المقال السابق من اتهام قطر بحيازة أبحاث الطاقة النووية في تكساس أي أند إم والذي كذَّبه رئيس جامعتها بنفي وجود قسم لهذا النوع من الهندسة جملة وتفصيلا، ثمّ بتقريع نورث ويسترن على الشراكة مع الجزيرة بوصفها بـ «المحرّضة» وما هو إلا فصل مدروس ومتوقّع بعد امتداد شرارة المظاهرات الطلابية إلى الجامعات الأوروبية في دول هي شريكة في تمويل وتسليح المجازر على غزّة. محاولات الإرغام أو بالعامية «لي الذراع» تسعى لتشويه صورة الطرف الآخر، لكن الغريب أن الطرف الآخر هنا - في حملة الجامعات الأمريكيّة في قطر - لم يأتِ من أمريكا كخصم وهذه هي المفارقة بل كشريك وحليف وصديق لأمريكا ولكن المصلحة العليا للصهيونية والمحتل الإسرائيلي تقتضي استخدام طريقة تضليلية احترافية لأن طعن الصديق لا يأتي بالقوة الصلبة ولا الناعمة بخفي أنعم وأشدّ نفوذا هو باختصار برجماتية بحتة بملمس الثعابين. ثمّ يأتي الفصل الثاني من إستراتيجية الإذعان وهي الحرب الاقتصاديّة فالمحلّل لعمقها الإستراتيجي سيرى التضييق الاقتصادي على قطر ليس من الحكومة بشكل مباشر ولا على حكومة قطر بشكل مباشر، بل كما حدث قبل في أزمات أخرى مفتعلة على قطر من خلال استغلال جماعات الضغط ومراكز البحوث من أطراف سياسيّة متداخلة للعزف على ذات المنظومة وتحقيق ذات الهدف، أسوق مثالا واحدا فقط للتأمل، فقد وجّه منتدى الشرق الأوسط الذي يُحسب على اللوبي الصهيوني الأمريكي في اجتماعاته يناير الماضي رسائل إلى 12 شركة وصندوق تحوط حثّها فيها على قطع علاقاتها الاستثمارية مع جهاز قطر للاستثمار باستخدام ذات التهم التضليلية السابقة الذكر، وهذا ما يطلق عليه «التحشيد» أو «حشد التأييد» في لوبيات معروفة تعمل بالمال؟ والمال يأتي حتما من أطراف لا تجهلونها!! ثم يأتي الفصل الثالث في الاستغلال السياسي الخارجي لقطر والنفاق السياسي الداخلي المساوي في والقوة المختلف في الاتجاه وذلك بالدفع بجماعات الضغط ذاتها للتعبئة الدعائية والضغط السياسي لخدمة المحتل من خلال حملات رقميّة واضحة يكشفها من يتصفّح موقع منتدى الشرق الأوسط بل ويغرق بها منصّات التواصل الاجتماعي باستكتاب شخصيّات ثعبانية مأجورة ومعروفة من الصهاينة هناك والمتصهينين على المستوى العربي لنشر سردّية اتهاميّة لقطر ومحاربة قوة قطر الدبلوماسية الدوليّة، هذه حتما لا تقتضي منّا الجلوس متفرّجين بل تحليلها وفضحها ونشرها في كلّ قنوات ومنصّات التواصل الشعبية لا انتظار حسابات المؤسسات الحكومية الرسميّة أو الدبلوماسية بحيث تكون حساباتنا نحن الشعوب العربية الواعية والشعب القطري الذي يعاني حرب الثعابين سمّا على من ينفثه خصوصا أولئك الطلاّب القطريين وإخوتهم من غير القطريين الذين جاؤوا من مختلف دول العالم ليدرسوا في قطر وقد شهدوا بيئة تعليمية حرّة نزيهة، لقد جاء دورهم لكي يقفوا وقفة حقّ دفاعا عن الحقّ وعن مؤسسات عريقة علَّمتهم في قطر دون أن تبث فيهم أجندات سياسيّة ونحن وهم من درس الإعلام هنا وفي الغرب على وعي بحملة ضروس تُشّن على الإسلام كله بسبب الحرب الدائرة في غزّة وتلميع الغرب جلّه لموقف إسرائيل المحتلّة. وإننا إذ نرفض اتهام الدفاع المشروع بالإرهاب واتهام كل ما يأتي في ديننا بالإرهاب يجب أن نعري ما أسسه الغرب من جماعات نسبها للإسلام أو للمسلمين أو لدوله والإسلام منها بريء.. وما هم إلا نتاج وصناعة أجندات غربية أيديولوجية استخباراتية لخدمة أهدافهم أدركها العالم كله ولم تعد خافية على انتفاضة الجامعات هناك. ألا ترون أن هناك ضوءا في آخر النفق قد اقترب نحوكم؟ والله إننا لنراه !! وإن غدا لناظره قريب!!!

423

| 05 يونيو 2024

حملة التضليل الأمريكي الجامعي ضد قطر والإشعاع الفكري المضاد (2/1)

الوقت.... منتصف ليل 9 فبراير 2024 في قطر... الزمن... بعد واحد وعشرين عاما منذ 2003 استيقظنا كما استيقظ الآخرون من زملائنا الأمريكيين العاملين في الجامعة على قرار مفاجئ تمّ في أقل من دقيقة وهو تصويت مجلس أمناء جامعة تكساس إي أند إم على إغلاق فرعها في قطر بحلول عام 2028 والذي لم يصدم شريكهم (مؤسسة قطر) فحسب، بل صدم الأمريكيين والعاملين أنفسهم، إذ تم بعد ثلاث سنوات فقط من تجديد عقدها، ولم تسبق الادعاءات الكاذبة أية مؤشرات ولا حتى مناقشة عامة لمشروع قرار في اجتماع مجلس الإدارة. هتفت باستغراب... تكساس إي أند إم؟ تلك التي قام مركز دراسات معاداة السامية والسياسة العالمية في واشنطن يناير الماضي بشحن المسؤولين الأمريكيين ضد قطر بعيد استجابة اللوبي الصهيوني لتصريحات نتنياهو ضدها فأرسلوا رسالة تتهمها بتهديد الأمن القومي بادعاء مشاركة جامعة تكساس قطر أسرار صناعة الطاقة النووية وحيازة حقوق تطوير الأسلحة وتصويرها بدعم حماس وتمويلها والتلميح بعلاقتها مع جماعة الإخوان المسلمين. وهذا محض هراء وافتراء تستخف فيه أمريكا بحصافة شعبها وتتّهمه بالغباء وهي تمارس التعتيم والحجب الإعلامي عليه، كما تستهدف تضليل العالم الواعي والذي تدحض فيه هذه الدعاية السياسّية نفسها بنفسها، إذ لا قاعدة منطقيّة ولا أساس لها من الصحة، فأمريكا لم تقدّم يوما ما أيّ سرّ من أسرارها التكنولوجية لأحد!! ولم يكن لتقدّم!! ولن تقدّم!! والعالم خارج حدودها ليس بمغيّب عن الحقائق المنشورة في منصّات الإعلام الرقمي التي باتت تنافس إعلام أمريكا، فضلا عن أن العالم ليس بساذج لكي يصدّق هذا التضليل! وإلا فلن توافق أمريكا من البداية على الشراكة نفسها منذ عام 2003 لا لقطر ولا لغير قطر! ناهيك عن أن تستمر عشرين عاما بذريعة واهية من أن المنطقة حاليا ملتهبة جيوسياسيا وكأن المنطقة في بداية الألفية وقت التعاقد كانت بردا وسلاما. ما يناقض ادعاءاتها هو نفي رئيسها (مارك ويلش) ذلك بقوّة مباشرة في رسالة وجّهها إلى مجتمع الحرم الجامعي: «من أن الفرع في قطر لا يقدم في الأصل برنامجا للهندسة النووية»، وأن «التلميح بتسريبهم - الأساتذة الأمريكيين- لبيانات أبحاث الأمن القومي بطريقة ما أو تعريضها للخطر أمر خاطئ وغير مسؤول». ناهيك عن أن أي قارئ بسيط يدرك من الوهلة الأولى عدم صحة ادعاءاتهم وإلا تعرض رئيس الجامعة لعقوبات الخيانة الوطنية العظمى التي لن تغيب عن أمريكا لمدة عشرين عاما ليصحوا عليها فجأة في العام الحادي والعشرين من العقد المجدّد للتو..... !!! أضف إلى ذلك أن (جو أور) وهو أستاذ سابق في جامعة تكساس دحض بنفسه ضعف حجّة القرار معلّقا: «إن منطق المجلس الذي قرر المغادرة وسط التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط يبدو «ضعيفا»، نظرا لأن الجامعة فتحت أبوابها بعد فترة وجيزة من هجمات 11 سبتمبر ولم تنسحب خلال الصراعات الإقليمية الأخرى حتى أزمة الخليج 2017»، معتبرا «أن فكرة الصراع العسكري الإسرائيلي البعيد عن قطر تبدو مصطنعة». «خصوصا وأنها فتحت في 2003 لتعزيز التعليم الهندسي والبحث في الشرق الأوسط في منطقة رئيسية في النفط والغاز». ثمّ جاءنا النبأ التالي: الوقت.... مساء 23 مايو 2024 الزمن.... بعد 16 عاما من 2008 جاء مجلس النوّاب في أمريكا في جلسة تحت قبّة الكابيتول هل ليحاسب جامعة نورث ويسترن ويجلد رئيسها جلدا بتهمة الشراكة مع الجزيرة دون إعطائه فرصة للرد في استجواب جلسة سماعية لتصفع ديكتاتورية العصر بل الدعاية الصهيونية عقودا من الدبلوماسية التعليمية وتطرحها أرضا ليس بقرار لمجلس الإدارة ربما نفهمه أو نتفهمه بل ببروباغندا دعائية مضلّلة وحملة تشويه موجَّهة سياسيّا ضد قطر وممنهجة في إعلامها ومنصاتها الرقميّة المحكومة في السردية والخوارزميات والحسابات نحو خدمة المحتلّ الإسرائيلي. هذا والعالم يشاهد يوميا بالصوت والصورة مجازر المحتلّ ضد شعب أعزل ومحرقته المروّعة للنساء والأطفال مُتحديا قرار محكمة العدل الدولية، ويعلم أن حملة التضليل المستعرة لإغلاق الجامعات في قطر دافعها حفظ ماء وجه أمريكا أمام اثنين: أوّلهما: فشل ترسانة الغرب وأمريكا المتطورة الداعمة لإسرائيل أمام مقاتلي حماس وبساطة أسلحتهم، وثانيهما: ما أصاب أمريكا في عقر دارها بمقتل وهو الثورة الطلابية الأمريكية الإنسانية الداخلية ضد مجازر إسرائيل والمطالبات بوقف التمويل الذي تتلقاه الجامعات الأمريكية من شركات التسليح الإسرائيلية. انتفاضة الطلاب الجديدة أدت إلى تصعيد ضغط اللوبي الصهيوني ومنظمته لإعادة توسيع مفهوم معاداة الساميّة وجعلها مرادفا للصهيونية في تصعيد متوقع لخروج ثورة الطلاب عن اليد والخوف من (فتنمة) الحرب على رأس أمريكا. ثمّ جاء مجلس النوّاب بالتوازي مع طلب المنظمة لصبغ الحركة بصبغة خارجيّة مدّعية تأثير أفرع الجامعات في قطر على مواقف الطلاب في أمريكا وربط ذلك بالجزيرة وحماس وتشغيل جماعات الضغط وحسابات التواصل للعزف على ذات المنظومة في كذب فاضح على مرأى من العالم. ولماذا هو كاذب؟ الإجابة أولا تأتيكم من كولومبيا! تلك التي افتتحت باكورة انتفاضة طلاب أمريكا وإعادة تسمية صالة مظاهرات فيتنام بصالة (هند) علما بأنه ليس لكولومبيا فرع في دولة قطر. ثمّ يأتيكم ثانياً من حرم جامعة نورث ويسترن !! فبعد ساعات فقط من قرار إغلاق تكساس أي أند ام فبراير 2024 أرسلت جامعة نورث ويسترن رسالة تطمين لكل منتسبيها على البريد الإلكتروني ذكرت فيها بالحرف الواحد أنها «مع تفهمها لقرار تكساس الذي أثار قلق الكثيرين إلا أنها مستمرة في قطر ولن تتخذ أي قرار بالإغلاق وأن سياستها مختلفة عن غيرها، إذ إنها أكّدت أنه ليس هناك سبب يدعوها لاتخاذ قرار كهذا». والمتأمل لنص الرسالة باللغة الإنجليزية سيجد أنها أكدت أيضا على «أنها ملتزمة بقيمها مع مؤسسة قطر التي تنص على التميّز، حريّة البحث وتلقي المعلومات مؤكدا رئيسها أنه على تواصل مباشر مع رئاستها هناك، وأنه سيزور (ايفانستون) في شيكاغو الشهر الذي يعقبه.. أي مارس الماضي. وأضاف كلمة مهمّة جدا في آخر ها: I want to reiterate أي إنني أودّ أن أعيـــــــــــــد التأكـــــــــــــــــــــــــــــيد لكم أنه No evidence WHATSOEVER والتي تعني / ليس هناك أي دليل... عـــــــــــــــــــــــلى الإطــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاق... لكي تنهي نورث وسترن شراكتها مع مؤسسة قطر. وأضاف: «بل تنظر باهتمام إلى استمرار عملها العظيم مع فرع قطر». وعاد من ايفانستون شيكاغو فرحا متهللا في مارس. ثمّ صحونا وصحا زملاؤنا العاملون في الجامعة - أعني الأمريكيين المطمئنين سلفا من جانبها برسالة تطمين عاجلة – صحوا فجأة يوم الخميس الماضي- مايو 2024 - ودون سابق إنذار أيضا على تقريع مجلس النواب الأمريكي للجامعة لقطع علاقتها مع قطر في ظل ما أسمته تأثر النظرة التشريعية الأمريكية بالمستجدات الجيوسياسية. فكيف وظفت البروباغندا الصهيونية حرب غزّة في ملف الجامعات؟ ولماذا؟ يتبع في مقال لاحق..

933

| 29 مايو 2024

مجلة الدوحة وأرشيفها والإرث الثقافي لقطر

لفتت انتباهي في معرض الدوحة الدولي للكتاب العام الماضي أكثر من غيرها سفيرة عريقة قويّة غنيّة كانت قد عادت مجددا للحياة في قطر... وكنت قبلها قد وجدتها صدفة يوم أن رمقتها عيني وأنا أقل رحلة على طيران القطرية، سحبتها من رفّ في آخر المقصورة فضممتها إلى صدري وكأني أجد ضالة أبحث عنها منذ زمن.. خامرتني ذكريات جميلة لعهد ذهبي عاصرته دولة قطر.. أحسست وكأنني وجدت الكنز المفقود... فرحت بأن أجد قطريّة مثلي ولكنّها سفيرة وانا زوجة سفير! مجـــلّة (الدّوحــــــــة)!!! كان ذلك اللقاء الأول بعد الغياب الطويل عنها فوق السحاب قبل المؤامرة الكبرى على العالم والعلم والثقافة والصحّة والإنسان.. سيعود بكم الزمن قليلا إلى الوراء الجميل قبل تفشي فيروس كورونا وتحوّله إلى وباء عالمي، قبل اندثار جماليات ومعالم الورق والقراءة من الورق وجمال رائحة الورق... قبل تهويل انتقال الفيروس في الطائرات التي بتنا نركبها بالعوازل الكاملة وقتها ومنعت منها الصحف والمجلاّت خشية انتقال كورونا بين ما نتصفحه من يد إلى يد. (الدّوحـــــة) المــجلـّـة.. وجدتها مرّة واحدة فقط وفقدتها في ذات المرّة وكأنها النظرة العجلى أو المسروقة في قصائد الحبّ في العصر الأموي التي ليس بعدها لقاء............. وفقدنا على إثرها إرثا أدبيا ما كاد أن يطير حتّى قصّت أجنحته فعجز عن أن يتحوّل إلى نسخة سحابية فوق السحاب بعد الترويض والسياسات التي أملتها منظمة الصحة العالمية على السياسة والسكان والإنسان والعمران بل وعلى الثقافة والاطّلاع... رغم وجود أرشيفها الكترونيا في موقع وزارة الثقافة. فنجحت الخطّة المحكمة التي انسحبت علينا وعلى الثقافة رغم انوفنا بعد انحسار كورونا وأدّت إلى انحسار كلّ معالم القراءة والاطّلاع من الطائرات. في جناح وزارة الثقافة في معرض الكتاب العام الماضي التفت إلى المجلة وإلى الإرث ونحن شعبّ يؤمن وتؤمن حكومته بالإرث بل وينجح في تحويله إلى رسائل فنيّة وفكريّة وثقافيّة عبر الزمن. ومضيت اتصفح ذلك المجسم الجميل للمجلة وتلفّت بحثا عن مجلدات مطبوعة للدوحة من العدد الأول الذي صدر عام 1969 قبل وجودنا وعن نسخة مطبوعة لها قبل التوقف الأول المحزن عام 1986 في أوج قوّتها وانتشارها من الخليج إلى المحيط بل وفي المهجر. وقد عادت للصدور مجدّدا عام 2007 لجمهورها من المثقفين بفرحة كبيرة، ولكنها لم تستطع أن تحتفظ بذات القوة أو تحافظ على ثروتها من الأدباء والكتّاب المثقّفين وبما تستحقّه الموضوعات الغنيّة فيها تلك التي تختلف عن الربحيّة في غيرها التي ما فتئت تحشى بها اليوم كثير من إصدارات المطابع أو دور النشر. من المؤكّد أن أعداد مجلاّت (الدّوحة) التابعة لوزارة الثقافة قد حوّلت بأرشيفها التاريخي منذ العدد (1) إلى مجلدّات مطبوعة مثلها مثل مجلدات (الأمّة) التابعة لوزارة الأوقاف، ولكننا فقدنا حلقة التواصل مع أرشيفها المطبوع إلا من بعض نسخ مهترئة كانت في مكتبة آبائنا... ورّبما تكون نسخ من تلك المجلّدات محفوظة في المكتبات العامة التابعة للوزارة في مدن قطر، إلا أنها صعبة المنال لأن بنات الثقافة - مكتبات المدن- لم ترث شيئا وللأسف عن وزارتها خصوصا في تلك المواقع التي اختيرت لها وكأنها مخازن في حواري في فلل مستأجرة دون فنّ مكاني أو روحي في مواقع جوهريّة لها في مدنها ومصممّة بجلسات تتيح لروّاد الفكر الترددّ عليها كما المكتبات العامّة في الغرب وبما فيها من مكمّلات الفكر (المقاهي الثقافية) كما الدول العربيّة، وكما نجح نموذجها المصغّر الذي أدارته وزارتها في معرض الكتاب فدمج جماليات الفكر والأدب علما والهندسة المكانية والروحية فنّا، ورقمنه الأرشيف الذي ترجم نجاحا لنظم المكتبات في أحدث نسخها في معرض الدوحة الدولي 33 للكتاب. ولكن.. وأنا أبحث عن مجلداتها المطبوعة تذكّرت النظرة العجلى لها في الطائرة وكما فقد قيس ليلاه فقدت (الدوحة)!! هذه المرّة ليس في الطائرة بل في الأرض.!!! فتذكّرت النبأ الحزين الذي أعلنته على حسابها في (اكس) يونيو 2023: (نفيدكم بتوقف مجلة الدوحة عن الصدور اعتبارا من العدد (183) فبراير 2023 حتى اشعار آخر.) سمعت من يقول أنها: قد تعود.. ربما تعود.. ونقول «إشعار آخر» يعني أنها ستعود وقد تعود أقوى.... ولكن إلى أن تعود.. ألا يستحقّ إرثها الفكري ومادة مجلداتها التحوّل إلى إرث ثقافي وفني أيضا كذلك الذي صنع نموذج (سور الأزبكيّة) في النسخة 33 من معرض الكتاب خصوصا وان (الدوحة) المجلّة شكّلت مع نظيراتها من العربي وغيرها إشعاعا فكريّا لجيل امتد أثره إلى يومنا هذا.. نترقب ذلك في «عودة الروح» للدوحة وإرثها في النسخة «34».

1068

| 22 مايو 2024

مدرّبون معتمدون أم غثاء سيل؟

الوووووووووووووووو !! نعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم !!! كنت سأغلق الهاتف مباشرة حين جاءني اتّصال مفاجئ من إحدى الجهات منذ فترة وبصوت سيّدة حسبتها للوهلة الأولى من شركات الدعاية والإعلان أو الاحتيال والنصب التي ما فتئت تداهم خصوصياتنا كل يوم. ولكنها في الحقيقة لم تبتعد عنها... للتو سأغلق فسمعت اسمي.... د. فلانة ؟ نعم.. باستغراب من معي؟ معك: مركز... للتدريب... واسمك مرشح لنا من وزارة التربية، ووزارة الداخلية لدورة... عفوا!! دورة لي أنا؟ قالت: نعم أنت! ومن الذي رشحني؟ قالت واحدة من الداخلية وواحدة من التعليم قلت: عفوا!! هل ممكن إعطائي اسم من رشحني؟ لم تذكر.. وباغتتني بموقع انعقاده في أحد منتجعات الدولة، والموعد المحدد مساء؟ أثارت فضولي لأعرف ماهيّة هذه الدورة! قلت عفوا: قبل اخطاري بالموعد والمكان! ما هي الدورة؟ قالت:( تدريب المدربين؟ ) وبشهادة معتمدة TOT سألتها متعجبة: وما محاور الدورة؟ ومن الأستاذ الذي يقدمها؟ وكم عدد أيامها؟ قالت: ستكون خاصة لك!! ومجانية!! وخلال ساعتين فقط!! ستخرجين من الدورة بشهادة مدرب معتمد؟؟ قلت مستنكرة: دورة في ساعتين؟ عفوا؟ كرّرت السؤال المهمّ: ما محاور الدورة ومضمونها؟ وطلبت منها إرسال كل ما يتعلق بالدورة من اسم ومحاور ومضمون الخ... علّني أكتشف وأكشف لكم ما يجعل البشر مدربين معتمدين في ساعتين... أرسلت لي رسالة على الواتس اب من رقم قطري يحمل في (البروفايل في الواتس) شعار دولة قطر بينما لا تحوي رسالتها مضمونا مفيدا! لا جدول! لا محاور! ولم يكن في الرسالة سوى موقع المنتجع!! الذي قد يغري البعض انعقاد دورة فيه ربما لاستجمام تعقبها شهادة؟ ما شاء الله! ما أجمل العرض؟ هنا التفتت إلى ما هو أهم! شعار الدولة وقانون الشعار وتساءلت في نفسي عن تجرؤ الشركات التجارية في استخدامه! أجبت: لو تكرّمت أرسلي لي اسم المركز وعنوان الموقع الإلكتروني وجدول الورشة على الموقع الإلكتروني أو المطبوع؟ أجابت: ان موقعنا فقط عن طريق الانستغرام وأرسلت اسم الحساب ولكنني لم أستطع الوصول إليه! استغربت بالطبع! ولا أعلم ما هو المركز ومن أين أتت المكالمة كلّها ولكنني أكملت طلب المعلومات لعلي أصل إلى ما هيّة هذه المراكز؟ ولأنني ارتبت في طريقة الورشة والعرض المغري المريب بتسليم شهادة تدريب مدربين في ساعتين وبالاسم بادعاء ترشيحي من جهات حكومية لها ثقلها ووزنها كما زعمت (الداخلية) ووزارة التربية والتعليم. طلبت منها رابط الموقع الإلكتروني وكأنني استجدي المعلومات فأرسلته فوجدت أن الجهة التي تعدّ الدورات موجودة وربما صحيحة وهي لشركة مقرها الرئيس في دولة مجاورة وربما أخذت ترخيصا لمزاولة مهنة التدريب في قطر ولكن حتى لو أخذت ترخيصا تجاريا للعمل في قطر فاستخدام شعار الدولة الرسمي في الممارسات التجارية في الواتس اب أمر مخالف للقانون فضلا عن استخدامها شعار وزارة لها وزنها مثل وزارة التربية والتعليم للإيهام بالاعتماد وكسب الجمهور وهذا غير قانوني إلا إذا كانت الوزارة راضية، تمعنت في الشعار فوجدت أن ما هو إلا صورة ضوئية عنه والحديث هنا في المقال كان وقت الشعار القديم. ارتبت طبعا!! فتواصلت مع الجهات الأمنيّة لأجد ان الرقم صحيح وأن الشركة لديها ترخيص تجاري للتدريب في قطر فتواصلت مع وزارة التربية والتعليم ولم يأتِني أي رد منها ولكنني أرسلت لهم معلومات حول الموضوع لتنبيههم إلى ذلك. قد يظن البعض أنها أمور صغيرة!! ولكن الأمور الصغيرة التي قد لا تلقي لها الوزارات بالا هي تلك الكبيرة التي قد تنخر في سياج المجتمع من داخله بدعوى التعليم والتدريب وما هي إلا من مؤسسات تجارية ربحية أو ربما مشبوهة. هنا تذكرت من يعاقب التاجر القطري على (غرشة فلفل) جديدة إذا فتحت ولم يوضع عليها تاريخ فتح المنتج – نعم فتح (الغرشة)- وليس تاريخ الانتهاء الموجود تلقائيا عليها، بينما غابت وغاب عن الجهات المختصة عدم أهلية وصلاحية بعض من يتاجر بالعقول مستغلا شعار الدولة وشعارات مؤسساتها التعليميّة ويفلت دون مساءلة رغم أن لها قانونا وضوابط لم تردع مستخدميها وهم يمارسون تجارة على عقول الناس دون حسيب ودون أن تجد البضاعة الفاسدة أو المغشوشة في عرف العقول - التدريب التجاري- من يحارب الفساد العقلي الذي غدا مهنة من لا مهنة له. مؤخرا أزال المركز شعار الدولة من بروفايل الواتس اب وشعار وزارة التعليم ربما بعد تواصلي مع الجهة إلا أن ما يسمونه digital foot prints لا زالت موجودة لمن أراد أن يتفحص خصوصا وزارة التربية والتعليم لا زالت لا تعلم أن شعارها أصبح خلفية لمن يريد أن يتاجر بالعلم أو التدريب! ولمن أراد منكم أن يمحّص أين يتدرب ومن أين تأتي شهادته إذا لم يكن من فريق الرويبضات. وهنا يأتي واجب الجهات المسؤولة في الدولة تجاه شعارها لمن تسول له نفسه المتاجرة به وواجب الجهة المسؤولة عن إصدار تراخيص التدريب التي تشكّل العقول لحماية المجتمع من الدورات الموجّهة أو المشبوهة والرويبضات وأدعياء العلم والتجار المتفيهقين خصوصا وإن طفرة كغثاء السيل جعلت من هبّ ودبّ (مدربين معتمدين) بين ليلة وضحاها وهم لا يحملون تدريبا ولا شهادة نوعيّة ولا حقائب تدريبية غنيّة باشتراطات مهنيّة تقررها عليهم الجهات المحليّة التي تصدر الترخيص إجباريا حتّى لا تتساهل المراكز لا داخل قطر ولا خارجها في إعطاء الأفراد شهادات موثقة معتمدة ب (لايف كوتش) ( او مدرب معتمد) في ساعة او ساعتين أو حتى ثلاثة أيام وهي ذات محتوى رخيص كثر هرجه في تنمية الذات التي عززت النرجسية وطغت على الشعور الجمعي او الايثار او التماس الظروف وباتت تستغل الافراد نفسيا وعقليا حتّى أخرجت المرأة من بيت زوجها أو طاعته وكادت أن تلغي وجود الله والثواب والعقاب والجنة والنار والفرق بين العقيدة والصليب.

837

| 15 مايو 2024

أَمِنَ العدالةِ أن يكون ناقل الحقيقة خبراً ؟

«في الطريق إلى هناك، أوافيكم بخبر فور اتضاح الصورة.» ومن مخيم جنين للاجئين كان الخبر الصاعقة فجر الأربعاء 11 مايو ٢٠٢٢ أثناء تغطيتها اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي فكانت هي الخبر حتّى ارتقت... شيرين أبو عاقلة...!!! السترة الواقية press الخوذة الصحفية تشير بشكل واضح إلى كينونتها رصاصة مصوبة من مكان قوات الاحتلال باتجاه منتج الجزيرة علي السمودي أصابته في كتفه ورصاصة أخرى استهدفت الحقيقة وصاحبتها. كانت تلك رسالتها الأخيرة من الدنيا، ثم توالت الصواعق تترا... وكم صحفي كتمت رسالته قبل أن يدكّ منزله على رأسه ورؤوس أهله في حرب غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي دون أدنى إنذار، وهل ينذر المستهدفون في الحروب؟ وهل ينذر البهتان الحقيقة؟ إنّه يباغتها... وماذا بعد شيرين؟ العديد فقد تتبع وائل الدحدوح عددا من المرّات برصاص مصوب وعدد من الصحفيين قبله وبعده ومن ثم تمّ تتبع عائلته رحم الله من ارتقى منهم في تلك المجازر الظالمة وتم تعمدّ نجله الصحفي أيضا حمزة الدحدوح وصحفي آخر معه في قصف إسرائيلي مباشر على سيارتهم حتى ارتقوا بعد أسابيع من استشهاد أفراد عائلته! ودعنا الكثير بدموع لم تغادرنا إلى يومنا هذا. ثم ماذا بعد قطع حبل الوريد! بل قبله أيضا؟ قطع الوريد الكهروضوئي أعني الاتصالات والإنترنت وهو بوابة الوصول للعالم الخارجي. ومن ينقل الحقيقة وما فتئت تقتل أدواتها وتوجّه روايتها؟ وتوأد بناتها وأدواتها؟ وما هي الحقيقة في الصحافة والاعلام وما تعريفها؟ لعلّها أكثر ما يرعب المعتدين لذلك دائما ما تتردد في أروقة الإعلام أن «الحقيقة هي أول ضحايا الحرب» خصوصا أن الحقيقة اليوم لم تعد محتكرة، فالحقيقة لم تعد فقط هي المعلومة بل لم تعد هي الرسالة فحسب، بل باتت هي الأداة والوسيلة ومن يحملها أيضا حقيقة تكشفها منصّات حيّة باتت في يد كلّ صحفي بما أتاحته التطورات الرقمية لذلك فعرقلة الصحفيين واتهامهم واحتجازهم بل قتلهم المباشر والمتعمّد وقصف مكاتب الإعلام وتضليل الحقائق ومنع مراسلي الوكالات الدولية من دخول ميادين الحرب والنزاع وتعتيم غيرها والتضليل الإعلامي وإغلاق بعض المنصات يعد أول وأهم أدوات المعركة قبل الميدان العسكري. ولا زال العالم في الثالث من مايو من كلّ عام يحتفل بيوم الصحافة العالمي، وتقف منظمات المجتمع المدني والمراكز الصحفية والحقوقيّة بواجبها في تكريم أو قل تأبين أمام هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والشعوب بهدف إبراز دورها في تعزيز وحماية حقوق الصحفيين وحرياتهم العامة والتذكير بإنسانيتهم أمام بطش آلة الحرب والنزاع تحت مظلّة المجتمع الدولي الذي تتحكّم فيه منظمة أمم متحدة أقصد متخاذلة كاذبة ومجلس أمن غاشم غير آمن. وتطالب المنظمات الحقوقية بوضع تعريف دقيق للصحفي في القوانين الدولية ؟ ووضع عقوبات للتهديد المباشر له فما بالنا بجريمة قتله. إنّ استهداف الصحفيين بالصورة البشعة التي شهدتها غزة ضرب لعين العالم وترك الساحة للإجرام الصهيوني ومن يدعمه للتحكّم في الرواية والحقيقة وشهودها وإمكانية اثباتها. خصوصا في ظل هذا العام الذي يعدّ عاما أسود على الصحافة والأسوأ على الإطلاق في تاريخ البشرية إذ لم يبق خطر مهنة الحقيقة رهنا على تصفية الصحفي نفسه بل على تصفية كل أهله في تتبع متعمّد حتّى وهم نائمون بشكل لم نجد لها مثيلا ولا شبيها ولم تشهده أي حرب سبقت لا الحربان العالميتان ولا فيتنام ولا البوسنة ولا العراق هذا وقد تعرض الصحفيون الفلسطينيون الذين بقوا على قيد الحياة للهجمات الإلكترونية والاعتقالات والاعتداءات والتهديدات والاحتجاز بموجب «الاعتقال الإداري» الذي يعطى الجيش الإسرائيلي فيها نفسه الحق باحتجازهم دون محاكمة أو حد زمني. وما موقف منظمات الأمم المتّحدة؟ هي وأربابها؟ منظمة الأمم المتحدة تهرف بأن» الحق في الحصول على المعلومات في أوقات النزاع، يعد «حقًا من حقوق البقاء» إذ تعتمد عليه حياة المدنيين، وتثمن دور الصحفيين كمصدر حيوي للمعلومات وكمدافعين عن حقوق الإنسان وشهود على الفظائع”. هذا ونسيت الأمم ان تضيف أنهم مدنيون أيضا. ثمّ ماذا؟ ما فتئت تكرر الشعور ببالغ القلق والتوتر إزاء تواتر أعمال العنف ضد الصحفيين خصوصا في ظل الاستهداف المباشر الذي يشكل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني. ثم ماذا؟ إنهم يقولون ما لا يفعلون فيداوون الشعوب بأفيون الكلام وما هو إلا مسكّنات للقلق... وهلّم جرّا.. وعود على بدء... رغم إقرارها بأن « قتل الصحفيين هي جرائم حرب.» ومثلها اللجان الدولية ومنظمات حقوق الإنسان أو العدل او الجنائية تؤكد: «أنّ الهجمات على وسائل الإعلام والتعمد المباشر لقتل الصحفيين في غزة والقيود المفروضة على الآخرين من الوصول للمعلومة، إلى جانب الانقطاعات الشديدة للإنترنت، تشكل عوائق رئيسية أمام حق الحصول على المعلومات لشعب غزة وكذلك العالم الخارجي». ثم ماذا ؟ تكرر ذات الدرس المحفوظ... شعارات القلق في المحافل الدولية في كل 3 مايو من أعوام الصحافة غير الحرّة ضاربة القوانين الدولية عرض الحائط. لذلك لا تتكئوا على أكبر سياسي يردد كلمات حقوقية أو أكبر ديمقراطيات تتشّدق بها فهم أدهى جناة دون أن يتورعوا عن جرائم الحرب التي يرتكبونها ودون أن تحكم فيهم محكمة الجنايات الدولية، فما ينيف على السبعين عاما مضت على صدور القوانين الدولية لحماية الصحفيين في زمن السلم والحرب والنزاعات المسلّحة والتي لا داعي لسردها، فأكفان الحقيقة أوضح دليل على موت الضمير الإنساني العالمي والقانون الدولي الذي لا يحتاج وقفة في يوم الصحافة العالمي ولا حدادا على روحه بل ثورة شعبية عالميّة عارمة في المجال العام الواقعي ميدانيا والمجال العام الافتراضي على كلّ المنصّات الرقميّة لإيقاف شريعة الغاب ومحاسبة الجناة. فحرب استرجاع الحقيقة المغتصبة لن ينال إلا بارتفاع صوت الحقيقة لا الخنوع احتفالا أو تأبينا بيوم مصنوع هو ذاته من أدوات التخدير الأممي.

405

| 01 مايو 2024

ما سرّ انتشار البعوض في قطر؟

الكل يشتكي من القرص؟؟ حتّى أصبح حديث المجتمع!! بل قد يعتذر البعض عن التزامات ضرورية نظرا لانتفاخات تسببت في التهابات جسيمة وأخذ مضادات حيّوية!! منذ متى والمجتمع يشتكي بهذه الصورة؟ ولماذا استشرت ظاهرة انتشار البعوض لدينا فجأة؟ وما أو من الذي نقله إلى بلاد ليست بزراعية ولا فيها أنهار ولا مستنقعات؟ قد يقول قائل إنه انتشر بعد معرض إكسبو للبستنة! أو بسبب مستنقع معيّن! ولكن انتشاره بهذه الكثافة ليس في قطر فحسب بل في معظم دول الخليج؟ قد سمعتم عن البعوض المطوّر والمعدّل جينيا.. لن ننساق وراء نظريّة المؤامرة ولكن هل يجوز للعالم المتطور الذي يجري بحوثه لتعديل البعوض وراثيا أن يعرّض البشر لمخاطر أخرى مضاعفة من نشره وقرصه ومرضه وتداعيات تطوراته وطفراته بموجب تجارب يبدو أننا بدأنا نخضع لنشرها في دولنا والدول الأفريقية دون علمنا وإرادتنا؟ يزعم من يطبق التجارب أنها طبقت أيضا في مناطقهم، ولكن ما نراه في دول الخليج في الآونة الأخيرة لا نراه في الدول التي رعت هذه التجارب، وزيارة واحدة لدول المصنّعين تكفي للحكم. ومن ثمّ لماذا تتزعم منظمة الصحة العالمية كل بلاء ووباء تحت غطاء إجراء البحوث صحّت أم لم تصحّ؟ وقد تتساءلون وما شأن منظمة الصحة؟ الإجابة أجابتها رويترز لا نحن.. فالمنظمة شجعت على الابتكار من أجل مكافحة زيكا، وهو فيروس ينتشر في الأمريكتين وينتقل من بعوض من جنس الزاعجة المصرية «إيديس إيجبتاي». نثمن للمنظمة دورها الصحي، فالابتكار وإيجاد الحلّ الوقائي أو العلاجي الناجع مهمّ جدّا، خصوصا وأن هذه الفيروسات الفتّاكة مميتة وتكافح باللقاحات المعروفة منذ سنين طويلة. ولكن في السنوات الأخيرة نصحت المنظّمة بالتفكير في أساليب مبتكرة، جاء منها إطلاق بكتيريا لوقف فقس بيض البعوض لمكافحة حمّى الضنك، وهو أهونها، ثمّ جاء الابتكار الأدهى وهو التدخل في الجينات بإطلاق بعوض معدل وراثيا وذكور عقيمة بتقنيات معالجة بالإشعاع كالأسلوب الكيميائي العلاجي الذي استخدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمكافحة الآفات الحشرية في قطاع الزراعة. نعم إشعاع!! من إنتاج الوكالة الدولية للطاقة الذرّية التابعة للأمم المتحدة.... دهى الله الأمم المتحدة ومنظماتها بداهية أكبر مما دهتنا به في حياتنا الإنسانيّة حربا وسلما! وللتدخل الجيني وإقناع العالم لا بد من حملة ضخمة فصرحت المنظمة بأن بعوض الزاعجة المصرية «خطر انتهازي شديد» لارتباطه بتزايد حالات صغر حجم رأس لدى المواليد المعروف بـ (الصعل) ومتلازمة (جيلان-باريه) العصبية وأمراض الحمّى الصفراء والضنك والتشيكونجونيا. وأضافت: «إنه إذا ثبتت هذه العلاقة فستكون العواقب الإنسانية والاجتماعية على أكثر من 30 دولة رصدت بها حالات زيكا مدمرة». انظروا إلى الجملة الشرطية والجواب الشرطي هنا هو في اللغة امتناع لامتناع... وليس امتناع لوجوب ولتسهيل الجملة لكم أي لم يحدث وإنما هو افتراض فـ (إذا ثبتت)... ستكون عواقبه.. إلخ؟؟؟؟ ولأنّه لم يثبت... لا بد من منهجيّة الدعاية الترويعيّة للبشر، حتّى يتمّ تعميم التطبيق على البعوض وهو حشرات طائرة لا يمكن احتواؤها في بيئة واحدة مغلقة أي قد تعمّ العالم كلّه بعد أن كانت محدودة في بيئاتها. فجاءت التجارب تباعا، فكانت خطوة رئيسة في مشروع مكافحة الملاريا الممول من مؤسسة بيل وميليندا غيتس. وما أدراك ما مشروعه؟ خصوصا وأننا جرّبنا مشاريعه في جائحة كورونا وغيرها مما ألجمت الأفواه عنه. كما تولّت شركة أوكسيتيك الفرع البريطاني لأنتريسكون الأمريكية للبيولوجيا التخليقية إنتاج سلالة تم تحويرها وراثيا لتهلك ذكور «أيديس إيجبتاي» قبل وقت التكاثر. ومنذ سنوات أعلنت الولايات المتحدة إطلاق أكثر من 2 مليار ذكر بعوض معدّل وراثياً في كاليفورنيا، وفي فلوريدا تم إطلاق 750 مليوناً منه بهدف تقليل اللادغ الناقل للأمراض. في هذا الصدد أيضا، إذا ثبت النجاح فسيجري إطلاق البعوض المعدّل في قرى أفريقية منكوبة بالملاريا. أعان الله أفريقيا على ناشري الأمراض فيها منذ الأزل؟ الشركات المعنية بالمشروع تقول إنه لن تكون هناك مخاطر على الإنسان أو البيئة!! كيف وتجربة مدينة تيرني في إيطاليا تفنّد أقوالهم؟ فتم فيها إطلاق بعوض لنشر طفرة جينية قاتلة لأبناء جنسه ليس عشوائيا بل في مختبر مغلق عالي الأمان بُني خصيصا لتقييمها في أقرب بيئة طبيعية لضمان عدم انتشاره والمخاطرة بالبيئة. منظّمة الصحّة أوصت بإجراء المزيد من التجارب الميدانية لهذه التقنية بعد تحقيق نتائج ناجحة. أين النتائج؟ وإذا سلّمنا أن معظم التجارب الغربية مدعومة حكوميا! فأي ثقة لدينا في الحكومات الغربية ومستثمري اللقاحات ومموليها وهي وهم شركاء في تلويث الكون لتحقيق الربحيّة؟ ولكي نحسن تحليل القضية بمنطقيّة يجب ألا نغفل أمرين: الأول: الموقف الشعبي الغربي حيث اعترضت جماعات البيئة من التعديل الوراثي للبعوض وحذّرت من عواقب غير مقصودة يمكنها تدمير البيئة والإنسان، تلك الوقفة التي أدّت إلى تعطيل المشروع وأخذه سنوات من النقاش. الثاني: ما هو معروف سياسيّا حيث تأتي النواقل المُعدّلة وراثياً أسلحة بيولوجيّة عابرة للحدود، وفيروس كورونا لا يزال أحد اتهامات الحرب البيولوجيّة بين أمريكا والصين. هذا والغرب قد استخدم هذه الأسلحة في الحروب فنشر أوبئة كالطاعون والجدري والكوليرا والجمرة الخبيثة وهي موثقة تاريخيا. وما زالت الاتهامات قائمة على أمريكا من روسيا حول معاملها البيولوجية في أوكرانيا كآلية لنشر أمراض في دول بعينها وانتشارها في العالم. الشعوب الغربية استنكرت سكوت الاتحاد الأوروبي على المستوى الرسمي عن معامل الأخيرة في أوكرانيا وصدح به النشطاء الغربيون، فهل نسكت نحن؟ ولنفكّر قليلا... أين وصل البعوض القارص؟ وما نوع المنتشر بيننا الآن وابتلينا به دون أن تؤثر فيه أكبر المبيدات ولا حتّى الأجهزة الفائقة التطور التي تمّ الترويج لها في قطر فاشتريناها بثمن باهظ ووضعناها في فناء منازلنا دون جدوى بل أثبتت فشلها.. فهل البعوض المنتشر المقاوم هو المعدّل وراثيا وجينيا؟ وكيف يدّعي المجرّبون أن التجارب على البعوض نجحت في تقليله ونحن نشهد ولأول مرّة في بلدنا انتشاره الكبير مع زيادة تداعياته على الصحّة بطفرة لم نشهدها في قطر من قبل والتي تجاوزت الحساسيّة إلى أعراض تستدعي لزوم المستشفى؟ فلم انتشرت طفرته وأمراضه التي لم تكن من قبل؟ وما ومن وراء هذا النشر وليس الانتشار في دول مدنيّة غنيّة ليست مائية أو زراعية؟ وما دور وزارة البيئة في قطر ومراكز البحوث البيئيّة؟ أين علماؤنا من هذه الظاهرة؟ وأين مراكز بحوثنا من البحوث المعمليّة البيئيّة والصحيّة على أنواع البعوض المنتشر طفرته، حجمه، لونه، مقاومته للمبيدات؟ والأعراض والأمراض الجديدة التي بدأ ينشرها؟ فهل شعوبهم واعون وباحثوهم مسخرون… وشعوبنا وباحثونا نائمون في العسل؟

16752

| 24 أبريل 2024

طوفان الأقصى.. بشائر النصر وطابور الهزيمة النفسية

(هذا ليس مشهدا من فيلم!) هكذا علّق الغربيون في منصة اكس على صور مشهد مجاهدي حماس وهم يحلقون فوق معبر ايريز بطائرات شراعية وضعوا في منشور واحد صورة بتحركات وأبعاد ثلاثة. ثم توالت التعليقات ما بين مصدوم أو غير مصدق: ما هذا؟ فغر الغرب أفواههم من هول الصدمتين، صدمتهم بإمكانات شعب أعزل محاصر وصدمتهم بتفوق طائرات شراعية بشرية على طائرات ذكية بدون طيار وتحديها عصر الذكاء الاصطناعي وشل أدواته الاستخباراتية والرقابية. وتثاءب متصهينو العرب يومها ليكملوا نوم صفرتهم (الضحى). وانجرف طابور المستغربين المثبّطين منهم بحملة ضارية على منصات التواصل ليبثوا روح الهزيمة المعنوية وليقللوا من قوة (طوفان الأقصى) غير المسبوق في اقتحام شامل لعمق أراضي الاستيطان بريا وبحريا وجويا بل ونفسيا واستخباراتيا بضربته المهينة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. بل وتعاطف متصهينو العرب مع الخسائر البشرية والمعنوية والنفسية التي كبدتها كتائب حماس المحتل الإسرائيلي الغاشم وباتوا ينشرون التعليقات ويكذبون صور الانتصارات والعواقب التي أحدثتها على صهاينة الداخل والخارج. هذا في 2023 وما زالوا الي اليوم. بل عادوا أشرس لأن كفة المعركة وصمود حماس صفعتهم رغم الخسائر البشرية وآلة الظلم التي على أهل غزة الصامدين وحدهم. يخرح من رداء المستعربين المتصهينين من يردد ما تردده حسابات إسرائيلية مشبوهة ومعروفة للعرب جميعا إذ إنها مدعومة حتى لغويا ونصيا من إسرائيل تستخدم آياتنا القرآنية ونصوصنا الدينية ضدنا ومع محركات الذباب المستعرب لإيهام اهل غزة ومن وينصر قضيتهم إعلاميا وشعبيا بالكثرة المعارضة وإشاعة ان هدف حماس هو التضحية بهم لتضليل العرب عن دعمهم ولحرف مسار الرأي العام للهدف الذي يسعى له الصهاينة لاستمكال مشروع الهزيمة النفسية والمخطط المدروس للوصول للهزيمة العسكرية. البعض الآخر غشاهم الخوف وعلى عكس حسابات اليهود لم يؤسس على قاعدة (وهزم الأحزاب وحده) و(جنودا لم تروها) (لا تحزن إن الله معنا) ولا (شقّ البحر) قاعدة الإيمان في كل المعارك في كل الثقافات والأديان خصوصا أننا في ظل مؤامرات رمادية أعمق لخارطة شرق أوسط جديد وإسرائيل كبرى المعروفة يعمل عليها الصهاينة ومن زرعهم في قلب الأمة بالتعاون مع المتصهينين العرب. واليوم - رغم نضال حماس وقلبهم كل موازين القوى- زاد تطبيل الممالئين ممن بدا مهزوما نفسيا ليردد نظرية المؤامرة ويجاري سياق الهزيمة المعنوية في جدوى استمرار مثل هذه المواجهة وكأن الخنوع أو الخضوع لإسرائيل يوما قد غير شيئا منذ بشاعة الاحتلال، أو قلل من مشاهد قتل الفلسطينيين العزل واحتلال بيوتهم وأراضيهم وأسر أطفالهم ونسائهم وشبابهم وتعذيبهم البشع وسحقهم وذاكرتهم المكانية والثقافية. أو كأننا يجب علينا أن نقبل بكسرة فقط ممن سرق رغيفنا بل ونشكره عليها كما قال درويش، أو الركوع وإدارة الخد الأيسر ونحن نرى الدائرة تتسع ليس في تطبيع في خطة كبرى من مزيد من الاحتلال والتهجير ونهب للثروات في وطننا العربي بإحكام خارطة رسمت مسبقا على طاولة (الفوضى الخلاقة) والربيع العربي وزرع ابتكار أدوات داخلية والكترونية ذكية بينية غيرها بيننا في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى أقل أشكال وصور الجهاد «جهاد الكلمة فالمتصهينون لا يريدون أن تقوم للإسلام والعرب قائمة». وأخيرا.. نحن أمام نصر عسكري وسياسي ومعنوي لحماس انتصرت فيه الإرادة الاستراتيجية والتكتيك العسكري المتعدد فضلا عن الذكاء الإعلامي والانتقاء اللغوي للغة المعركة بإضافة (الطوفان) لـ (الأقصى) وما فيه من مدلولات نصر ايجابية، تلك الاستراتيجية الحربية والإعلامية واللغوية التي يجهلها بعض العرب رغم ارتباطهم بالايمان، بينما يحرص عليها الإسرائيليون رغم ان اجندتهم صهيونية وليست دينية بتفننهم وهذه ليست على سبيل الصدفة والذكاء بل بمخطط متكامل حرصت فيه على الاستعانة بشركات أمريكية متخصصة في استراتيجيات الاتصال والرأي العام يعدّ خبراء فيها لهم ما هو فوق السلاح العسكري والآلي وفوق الصواريخ والأسلحة النووية إنها أسلحة الكلمات والجمل وآليات ترديدها في معجم سياسي محدد ومركز لكي يستخدم في كل إعلام الغرب والمحتل الصهيوني الغاشم أسموه دليل احتلال العقول واللغة العالمية وعوملت معاملة السلاح في الحرب الميدانية ولكن ميدانه المنصات السياسية والإعلامية والخطابية الدولية. مثل عملية (الرصاص المصبوب في 2008 – 2009) و(عمود السحاب 2012 ) في ظل اعتقاده بأنه ما زال شعب الله المختار في إشارات دينية لجذب شعب متفرق على سبب ديني - وهم ليسوا متدينين - ولإضافة صبغة القدسية التي حمى فيها الله موسى عليه السلام من جنود فرعون مصر بينما هي ليست مسمى على حماية أنجاس صهاينة اليوم لعمليات عسكرية غاشمة على أهل غزة المحاصرين العزل. يختلف التاريخ والمعطيات الدينية والتاريخية والبشرية والزمانية والمكانية ولكن الصهيونية الغاشمة تربط نفسها بمصطلحات دينية لتشرع القتل وتسمي الشعب الفلسطيني المدافع عن مقدساته وأرضه إرهابيين، وتتهم من يغطي الحقيقة كما يراها العالم مثل اتهامها قناة الجزيرة بالأمس بالإرهاب. إذا كانت صحفهم مثل ساندايتايمز ما يحدث في اسرائيل «بأكبر انتكاسة منذ 50 عاما»، واسرائيل هايوم «بأن إسرائيل ستواجه مضاعفات لم تشهدها من 50 سنة»، ونيويورك تايمز وصفت تداعيات الحرب بأنها «ستكون بعيدة المدى» والواشنطن بوست «بأنه أشد ما يشحذ أمريكا وقواتها»، فما بال المتصهينين العرب يرجفون هنا وهناك وفي المنصات ليثبطوا صفوف الميدان الإسلامي رغم أنهم لم يحركوا من المقاومة الشريفة شعرة. أيها العرب والمسلمون، لا تلقوا لهم بالا واستمروا في نضال الكلمة، فالنصر قادم لا محالة وما نرى من قتل وتعذيب مستعر ما هو إلا دلالة على نار الهزيمة التي منيت بها إسرائيل. حماس ليست قوة عسكرية فحسب بل قوة ذكية شحذت القوة الإيمانية في تسمية طوفان الأقصى تسمية دينية ليست ادعائية كما عند الصهاينة بل هي معركة حق فاصلة بين الحق والباطل في دين يدافعون فيه عن الله ورسله. كم هو جميل أن تصنع شعوبنا قوتها الناعمة من صوتها وحساباتها ولا تعتمد فقط على قنواتها القوية التي تشكل فيها قنوات الحق مثل الجزيرة المحاربة جدارا ناريا يعري ويكشف الحقائق ويفند الادعاءات بالصوت والصورة، والتي معها يتعين أن يكون لكل منا دوره، فميدان جهاد الكلمة كبير ورمضان وقت استجابة وقوة خصوصا ان من بيننا من يجيد اللغات المتعددة والعبرية أيضا. تلك المساحة الصغيرة التي لا تتجاوز «360 كم مربع» قد أعجزت العالم كله ونصرت بالإيمان بصدق من وما عاهدوا الله عليه في معركة هي الفاصلة بين الصادقين والمنافقين فلنجدد الايمان بالله في (كم من فئة قليلة).

1296

| 02 أبريل 2024

أسواق المدن التراثية.. رسوم تسبق القانون

لم يعرف سوق مدينة تراثية مباغتة دون سابق إنذار كتلك التي شهدها سوق الوكرة القديم فقد فرض على السوق نظام مواقف مدفوعة الأجر. ولا بأس في ذلك نظير خدمات أو نظام (فاليه) إن وجد، ولكن هذا ليس على إطلاقه - قلّ رسم الدفع أو كثر- بل مثل غيره وفقا لنظام ولآليات مهنيّة وقانونيّة محدّده. ولا نظن بأن الرؤية الأميرية السديدة التي أحيت هذه المدينة العتيقة علمت أو تعلم عن رسوم مستجدّة تخالف ثلاثا، الدستور والقانون القطري، أنظمة التخطيط والحق الاجتماعي المدني وقوانين التجارة. الدستور القطري ينصّ في المادة (43) منه على أن (الضرائب أساسها العدالة الاجتماعية) والقانون ينصّ على أنّه (لا ضريبة ولا رسم إلا بقانون). أمّا في سوق الوكرة القديم فقد فّرض رسم لشركات لتدير مواقف السوق دون قانون أو حتّى قرار أو إخطار مسبق سواء لأصحاب المتاجر أو السكّان هذا والسوق مدينة بساحلها الممتد خلف البيوت التراثية المرممّة وليست في أصلها سوقا تجاريا منفردا مثل سوق واقف «الدكاكين».. ورغم ذلك ليتها عوملت مثل مواقف واقف !! ستسألون كيف؟ منذ مهرجان الربيع بل ومنذ دخول السيرك العالمي ديسمبر الماضي وضعت حواجز عازلة على كل مداخل المنطقة الساحلية للسوق والميناء فأغلقت وفرض على الجميع الذهاب إلى دوار مسيعيد جنوبا عند الرغبة في دخول كلّ المدينة التراثيّة - أي السوق- وذلك عبر مدخل واحد رئيس لمواقف كبيرة المساحة يتم تحصيل الرسوم عليها على كل دخول وخروج حتى الآنيّ ليس على مرتادي السوق من الزائرين فحسب بل وحتى على من يوصل أهله أو يستلم أو يحمّل ما اشتراه. آليات التخطيط المدني والحق الاجتماعي خالف فرض الرسوم الآليات المتّبعة في التخطيط المدني نظرا لتحويل كل المواقف الموجودة إلى مواقف مدفوعة وعدم تخصيص شوارع رئيسة للإنزال والتحميل المباشر ناهيك عن شارع واحد كما هو معمول به في كل أسواق قطر والعالم الذي يسمى Drop in -Drop off ونموذج سوق واقف خير مثال. ولم تخصص للسوق وساحل الميناء مداخل متعدّدة. كما تمّ حرمان ذوي الإعاقة وكبار السنّ والمقعدين من حقوقهم وامتيازهم في المواقف المحاطة بالحواجز وعوملوا مع الآخرين بالجملة. الرسوم عرقلت حركة المدينة وحُرم مرتادو السوق منه بل وحرم أصحاب المتاجر من خاصيّة تشجع السيّاح على زيارته خصوصا وأنه يعاني ضعف الزائرين عموما وزائري القوة الشرائية خصوصا. ولم يقتصر ضرر الرسوم على السيّاح بل عمّ أصحاب البيوت المجاورة للمواقف، فسدّت مداخل بيوتهم نظرا لازدحام السيّارات أمامها ولجوء كثير من الجاليات للوقوف حولها تفاديا للدفع ممّا فرض عليهم ازدحاما جديدا بل والتحوّل للانعطاف حول الشوارع الفرعية ليجدوا مدخلا أو مخرجا لبيوتهم بشكل يومي. وأُخِذ الساحل المقابل للمدينة التراثية بجريرة السوق وعومل بالرسوم والحواجز حين إن السواحل العامّة حقوق عامّة تمنع القوانين احتكارها حتّى في الدول الغربيّة. قوانين التجارة لم تفلح التجارة في جذب المستثمرين ورفع قيمة التسّوق في سوق الوكرة القديم بل ساهمت في قطع أرجل السيّاح عنه والتعسيرعلى أصحاب المحلاّت نظرا لكثرة الشروط والرسوم فعجزت من أن تحافظ على الموجود فيه فزادت الإغلاقات جرّاء الكساد. أي ضريبة يجب أن تتناسب طرديا مع تحسين الخدمات، ولكنّ الواقع خلاف ذلك فلم يوفّر السوق سيّارات غولف على مدار الساعة لتوصيل الزائرين من كبار السن أو ذوي الحاجات، مع عدم وجودهها في الضحى والظهيرة وهي أشد الفترات حرارة وتعامدا للشمس في منطقة مكشوفة. كما عجزت التجارة عن أن تسنّ القوانين التي تتّفق مع طبيعة بيئتنا الحارّة وتنعش السوق مثل السماح بوضع عوازل بلاستيكية مع التكييف لتبريد الجلسات الخارجية للمقاهي على السيف والتي لا زالت ممنوعة. ناهيك عن الحقوق الخاصّة ل (دكة الأسماك) وحرمان (الجبرة) من حقّها الأصيل في ضرورة وجود منفذ حيويّ دون رسوم مما أدّى إلى كساد الصيد وإفلاس البائعين. والملفت للانتباه هو أن التجارة لم تقف في صفّ أصحاب المحلاّت الذين يجب أن يعفوا من الرسوم بتخصيص مواقف خاصّة لمحلاتهم خصوصا في ظل موسميّة التجارة في مدينة ساحليّة كاملة حوّلت بحواريها وسكيكاتها إلى سوق وليست بتخطيطها أسواقا بدكاكين متراصّة مثل (واقف) تلك المحفّزة للأنشطة التجارية وعوائدها، هذا وقد خاض صغار المستثمرين تجربتها وبذلوا فيها حصاد عمرهم في خسارة وديون متراكمة ترتجى من الدولة الإنعاش لا التضييق. وأخيراً إذا كان القانون ينص على أنه لا ضريبة إلا بقانون، فإنّ الغريب أنّ رسوم أو ضريبة المواقف طبقت منذ الوقت المذكور أعلاه دون أي تعميم أو قرار أو إعلان أو إخطار، ولم يرد لاحقا أي شيء إلا رسالة نصيّة عبر الهاتف لأصحاب المحلّات يوم 12 مارس 2024 بعد ثلاثة أشهر من التطبيق. فهل يسمح القانون أن تسبق الرسائل النصية القانون؟ وهل أحدث البعض في الدولة قانونا يشرّع الإتاوات دون قانون؟

1764

| 26 مارس 2024

د. ربيعة الكوّاري وربيع الإعلام في قطر

إذا أردتم أن تعرفوا كيف تبنى من الموت الحياة... فانظروا في وفاة الدكتور ربيعة «رحمه الله». حزنت قطر رجالها ونساؤها وشبابها على بغتة غيّبت عنها أخا وأستاذا ومفكرا فاضلا حتّى أمّ طلاّب الدكتور ربيعة «رحمه الله» بيته للمشاركة في الصلاة والجنازة المهيبة، هنا تذكرّت مقولة الإمام الغزالي الذي لا زال يذكّرنا بأن التعليم هو أشرف المهن بعد النبوّة حيث إنه بناء وإرث يمتد، ولا زلنا نذكّر أنفسنا بأنّ بابا عظيما من الصدقة الجارية إنما هو في علم ينتفع به. لكلّ أمرئ من اسمه نصيب ... قد لا تصدُق هذه المقولة على الكثيرين ولكنها جاءت لتحكي صدق تسمية على عالم صدوق حسن الشمائل أحيا ربيعا فأي ربيع وأي صباح؟ د. ربيعة الطالب عندما افتتح قسم الإعلام المزدوج في جامعة قطر في البنين وجدته الجامعة طالبا شغوفا بالعلم الجديد في الوقت الذي بدا اهتمام شباب قطر بالإعلام في ذلك الوقت ضعيفا وسط موجة تهميش العلوم الإنسانية وتقديس الهندسة والطب لدى العرب، فكان من رعيل الدارسين الأول الذين واصلوا دراساتهم العليا فيه ليخدموا قطر. د. ربيعة الأستاذ عندما افتتح قسم الإعلام للبنات وجدته الجامعة أول فوج أساتذته. وعندما عدت بالماجستير كان لي شرف الزمالة معه في تدريس الإعلام واللجنة الثقافية للكليّة والإرشاد الأكاديمي، لن أنسى ذلك العدد المهول الذي كان يسجّل في مجموعات مقرراته وكلكم يعلم التناسب التصاعدي لعدد الطلاّب مع رصيد محبّة الأستاذ، ومهنيّا.. المزيد من الطلاب، يعني المزيد من العمل، والذي كان يتلقاه بصدر رحب دون كلل في الوقت الذي كان فيه شغوفا بالتأليف وإشراك طلابه في مهارات عمليّة وبحثيّة ميدانيّة ربما لا يقوم بها طلاّب اليوم. د. ربيعة الأخ والزميل في الإرشاد الأكاديمي لاحظنا زيادة انخراط الطالبات في مجال الإعلام برغبة وحبّ في التخصص ولكن اعتراه الخوف المجتمعي الذي كان ينعت المتخصصات في الإعلام بالمتحرّرات في ظلم اجتماعي على المرأة وقصور في معرفة قيمة وأهميّة الإعلام، كنّا فرحين بالعدد حتّى جاء موعد الحذف والإضافة لأجد عددا يحذف لا مقرر بل التخصص برمّته أي تغيير التخصص فرفضت ووقفت لإقناعهن يوم أن علمت أنّ الأسباب لا تعود لهنّ بل لضغط اجتماعي مورس عليهن، وكنت أعلم شعورهن حيث أصابني ما أصابهن! الفرق أنهم واجهوه من أسرتهم الصغيرة بينما واجهته أنا من مجتمع أكبر كاد أن يجعل دراسة المرأة للإعلام فسقا. هنا التفَتُّ الى الدكتور ربيعة رحمه الله وقلت له: « الإعلام جهاد المرأة القطريّة» هل أجدك معي نصيرا في اللجنة الثقافية ومجلس القسم لتدعم إقامة ندوة نشجع فيها الطالبات ونوّعي فيها المجتمع المغلق وقتها حول أهمية الإعلام. فكان خير نصير وعقدنا الندوة بحضور قامات إعلامية من مختلف قطاعات الإعلام تتقدم النماذج ملكة الشاشة «خديجة بن قنّة»، ففاق الحضور الوصف ونجحنا مع إخوتنا من أساتذة عرب في تثبيت دعائم التخصص. فقدّم قسم الإعلام في البنات في جامعة قطر للدولة رصيدا ثريّا هو من يعمل الآن في مختلف مؤسسات الدولة. د. ربيعة الكاتب والمثقف: لن أكتب عن الكتب والمؤلفات الكثيرة الثقافية والإعلامية فهي معروفة، ولكن لأن العلم صدقة جارية لا تنتهي أذكر أخي الإعلامي صباح بكتاب أخير كان قد اجتهد الدكتور ربيعة «رحمه الله» على جمع مادته من عوائل قطر بتدوين سير آبائهم من الرعيل الأول من رجال الغوص وصيد اللؤلؤ وقطاع النفط والتعليم في بداياته ليضمّنه تاريخ سير غنيّة في كتاب سيحمل عنوان (رجالات قطر) والذي ما فتئ يعكف عليه حتّى باغته الموت. نشره اليوم أمانة في أعناق أبنائه فالله تعالي يقول: «يخرج الحيّ من الميّت» أو ليس أجمل من أن يجد الإنسان كتابا هو مولود جديد، أخ من رائحة أبيه وفخر ورصيد فكري لقطر.

909

| 19 مارس 2024

alsharq
كبار في قفص الاتهام.. كلمة قطر أربكت المعادلات

في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...

5562

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
بائع متجول

يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...

5397

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4425

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

3294

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الفن ضد الدمار

تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...

1596

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1302

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1185

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1053

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
قطر في الأمم المتحدة.. السيادة والإنسانية

يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...

1050

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
الأمير يكشف للعالم حقيقة الكيان الإسرائيلي

صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....

945

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
حضور فاعل للدبلوماسية القطرية

تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...

831

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
خطاب صريح أقوى من السلاح

• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...

825

| 25 سبتمبر 2025

أخبار محلية