رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لم يعرف سوق مدينة تراثية مباغتة دون سابق إنذار كتلك التي شهدها سوق الوكرة القديم فقد فرض على السوق نظام مواقف مدفوعة الأجر. ولا بأس في ذلك نظير خدمات أو نظام (فاليه) إن وجد، ولكن هذا ليس على إطلاقه - قلّ رسم الدفع أو كثر- بل مثل غيره وفقا لنظام ولآليات مهنيّة وقانونيّة محدّده. ولا نظن بأن الرؤية الأميرية السديدة التي أحيت هذه المدينة العتيقة علمت أو تعلم عن رسوم مستجدّة تخالف ثلاثا، الدستور والقانون القطري، أنظمة التخطيط والحق الاجتماعي المدني وقوانين التجارة.
الدستور القطري
ينصّ في المادة (43) منه على أن (الضرائب أساسها العدالة الاجتماعية) والقانون ينصّ على أنّه (لا ضريبة ولا رسم إلا بقانون). أمّا في سوق الوكرة القديم فقد فّرض رسم لشركات لتدير مواقف السوق دون قانون أو حتّى قرار أو إخطار مسبق سواء لأصحاب المتاجر أو السكّان هذا والسوق مدينة بساحلها الممتد خلف البيوت التراثية المرممّة وليست في أصلها سوقا تجاريا منفردا مثل سوق واقف «الدكاكين».. ورغم ذلك ليتها عوملت مثل مواقف واقف !! ستسألون كيف؟
منذ مهرجان الربيع بل ومنذ دخول السيرك العالمي ديسمبر الماضي وضعت حواجز عازلة على كل مداخل المنطقة الساحلية للسوق والميناء فأغلقت وفرض على الجميع الذهاب إلى دوار مسيعيد جنوبا عند الرغبة في دخول كلّ المدينة التراثيّة - أي السوق- وذلك عبر مدخل واحد رئيس لمواقف كبيرة المساحة يتم تحصيل الرسوم عليها على كل دخول وخروج حتى الآنيّ ليس على مرتادي السوق من الزائرين فحسب بل وحتى على من يوصل أهله أو يستلم أو يحمّل ما اشتراه.
آليات التخطيط المدني والحق الاجتماعي
خالف فرض الرسوم الآليات المتّبعة في التخطيط المدني نظرا لتحويل كل المواقف الموجودة إلى مواقف مدفوعة وعدم تخصيص شوارع رئيسة للإنزال والتحميل المباشر ناهيك عن شارع واحد كما هو معمول به في كل أسواق قطر والعالم الذي يسمى Drop in -Drop off ونموذج سوق واقف خير مثال. ولم تخصص للسوق وساحل الميناء مداخل متعدّدة. كما تمّ حرمان ذوي الإعاقة وكبار السنّ والمقعدين من حقوقهم وامتيازهم في المواقف المحاطة بالحواجز وعوملوا مع الآخرين بالجملة. الرسوم عرقلت حركة المدينة وحُرم مرتادو السوق منه بل وحرم أصحاب المتاجر من خاصيّة تشجع السيّاح على زيارته خصوصا وأنه يعاني ضعف الزائرين عموما وزائري القوة الشرائية خصوصا.
ولم يقتصر ضرر الرسوم على السيّاح بل عمّ أصحاب البيوت المجاورة للمواقف، فسدّت مداخل بيوتهم نظرا لازدحام السيّارات أمامها ولجوء كثير من الجاليات للوقوف حولها تفاديا للدفع ممّا فرض عليهم ازدحاما جديدا بل والتحوّل للانعطاف حول الشوارع الفرعية ليجدوا مدخلا أو مخرجا لبيوتهم بشكل يومي. وأُخِذ الساحل المقابل للمدينة التراثية بجريرة السوق وعومل بالرسوم والحواجز حين إن السواحل العامّة حقوق عامّة تمنع القوانين احتكارها حتّى في الدول الغربيّة.
قوانين التجارة
لم تفلح التجارة في جذب المستثمرين ورفع قيمة التسّوق في سوق الوكرة القديم بل ساهمت في قطع أرجل السيّاح عنه والتعسيرعلى أصحاب المحلاّت نظرا لكثرة الشروط والرسوم فعجزت من أن تحافظ على الموجود فيه فزادت الإغلاقات جرّاء الكساد.
أي ضريبة يجب أن تتناسب طرديا مع تحسين الخدمات، ولكنّ الواقع خلاف ذلك فلم يوفّر السوق سيّارات غولف على مدار الساعة لتوصيل الزائرين من كبار السن أو ذوي الحاجات، مع عدم وجودهها في الضحى والظهيرة وهي أشد الفترات حرارة وتعامدا للشمس في منطقة مكشوفة. كما عجزت التجارة عن أن تسنّ القوانين التي تتّفق مع طبيعة بيئتنا الحارّة وتنعش السوق مثل السماح بوضع عوازل بلاستيكية مع التكييف لتبريد الجلسات الخارجية للمقاهي على السيف والتي لا زالت ممنوعة. ناهيك عن الحقوق الخاصّة ل (دكة الأسماك) وحرمان (الجبرة) من حقّها الأصيل في ضرورة وجود منفذ حيويّ دون رسوم مما أدّى إلى كساد الصيد وإفلاس البائعين.
والملفت للانتباه هو أن التجارة لم تقف في صفّ أصحاب المحلاّت الذين يجب أن يعفوا من الرسوم بتخصيص مواقف خاصّة لمحلاتهم خصوصا في ظل موسميّة التجارة في مدينة ساحليّة كاملة حوّلت بحواريها وسكيكاتها إلى سوق وليست بتخطيطها أسواقا بدكاكين متراصّة مثل (واقف) تلك المحفّزة للأنشطة التجارية وعوائدها، هذا وقد خاض صغار المستثمرين تجربتها وبذلوا فيها حصاد عمرهم في خسارة وديون متراكمة ترتجى من الدولة الإنعاش لا التضييق.
وأخيراً
إذا كان القانون ينص على أنه لا ضريبة إلا بقانون، فإنّ الغريب أنّ رسوم أو ضريبة المواقف طبقت منذ الوقت المذكور أعلاه دون أي تعميم أو قرار أو إعلان أو إخطار، ولم يرد لاحقا أي شيء إلا رسالة نصيّة عبر الهاتف لأصحاب المحلّات يوم 12 مارس 2024 بعد ثلاثة أشهر من التطبيق. فهل يسمح القانون أن تسبق الرسائل النصية القانون؟ وهل أحدث البعض في الدولة قانونا يشرّع الإتاوات دون قانون؟
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8715
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة الترويج، برنامج إعداد المدربين، يطرحونه كأنه عصا سحرية، يَعِدون المشترك بأنه بعد خمسة أيام أو أسبوع من «الدروس» سيخرج مدربًا متمكنًا، يقف على المنصة، ويُدير القاعة، ويعالج كل التحديات، كأن التدريب مجرد شهادة تُعلق على الجدار، أو بطاقة مرور سريعة إلى عالم لم يعرفه الطالب بعد. المشكلة ليست في البرنامج بحد ذاته، بل في الوهم المعبأ معه. يتم تسويقه للمشتركين على أنه بوابة النجومية في التدريب، بينما في الواقع هو مجرد خطوة أولى في طريق طويل. ليس أكثر من مدخل نظري يضع أساسيات عامة: كيف تُصمم عرضًا؟ كيف ترتب محتوى؟ كيف تُعرّف التدريب؟. لكنه لا يمنح المتدرب أدوات مواجهة التحديات المعقدة في القاعة، ولا يصنع له كاريزما، ولا يضع بين يديه لغة جسد قوية، ولا يمنحه مهارة السيطرة على المواقف. ومع ذلك، يتم بيعه تحت ستار «إعداد المدربين» وكأن من أنهى البرنامج صار فجأة خبيرًا يقود الحشود. تجارب دولية متعمقة في دول نجحت في بناء مدربين حقيقيين، نرى الصورة مختلفة تمامًا: • بريطانيا: لدى «معهد التعلم والأداء» (CIPD) برامج طويلة المدى، لا تُمنح فيها شهادة «مدرب محترف» إلا بعد إنجاز مشاريع تدريبية عملية وتقييم صارم من لجنة مختصة. • الولايات المتحدة: تقدم «جمعية تطوير المواهب – ATD» مسارات متعددة، تبدأ بالمعارف، ثم ورش تطبيقية، تليها اختبارات عملية، ولا يُعتمد المدرب إلا بعد أن يُثبت قدرته في جلسات تدريب واقعية. • فنلندا: يمر المدرب ببرنامج يمتد لأشهر، يتضمن محاكاة واقعية، مراقبة في الصفوف، ثم تقييما شاملا لمهارات العرض، إدارة النقاش، والقدرة على حل المشكلات. هذه التجارب تثبت أن إعداد المدرب يتم عبر برامج متعمقة، اجتيازات، وتدرّج عملي. المجتمع يجب أن يعي الحقيقة: الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن TOT ليس نقطة الانطلاق، بل الخطوة المعرفية الأولى فقط. المدرب الحقيقي لا يُصنع في أسبوع، بل يُبنى عبر برامج تخصصية أعمق مثل «اختصاصي تدريب»، التي تغوص في تفاصيل لغة الجسد، السيطرة على الحضور، مواجهة المواقف الحرجة، وبناء الكاريزما. هذه هي المراحل التي تُشكل شخصية المدرب، لا مجرد ورقة مكتوب عليها «مدرب معتمد». لكي نحمي المجتمع من أوهام «الشهادات الورقية»، يجب أن يُعتمد مبدأ الاختبار قبل الدخول، بحيث لا يُقبل أي شخص في برنامج إعداد مدربين إلا بعد اجتياز اختبار قبلي يقيس مهاراته الأساسية في التواصل والعرض. ثم، بعد انتهاء البرنامج، يجب أن يخضع المتدرب لاختبار عملي أمام لجنة تقييم مستقلة، ليُثبت أنه قادر على التدريب لا على الحفظ. الشهادة يجب أن تكون شهادة اجتياز، لا مجرد «شهادة حضور». هل يُعقل أن يتحول من حضر خمسة أيام إلى «قائد قاعة»؟ هل يكفي أن تحفظ شرائح عرض لتصير مدربًا؟ أين الارتباك والتجربة والخطأ؟ أين الكاريزما التي تُبنى عبر سنوات؟ أم أن المسألة مجرد صور على إنستغرام تُوهم الناس بأنهم أصبحوا «مدربين عالميين» في أسبوع؟ TOT مجرد مدخل بسيط للتدريب، فالتدريب مهنة جادة وليس عرضا استهلاكيا. المطلوب وعي مجتمعي ورقابة مؤسسية وآليات صارمة للاجتياز، فمن دون ذلك سيبقى سوق التدريب ساحة لبيع الوهم تحت عناوين براقة.
6912
| 06 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في قطر، وهو رجل أعمال من المقيمين في قطر كان قد جدد لتوّه إقامته، ولكنه لم يحصل إلا على تأشيرة سارية لمدة عام واحد فقط، بحجة أنه تجاوز الستين من عمره. وبالنظر إلى أنه قد يعيش عقدين آخرين أو أكثر، وإلى أن حجم استثماره ضخم، فضلاً عن أن الاستثمار في الكفاءات الوافدة واستقطابها يُعدّان من الأولويات للدولة، فإن تمديد الإقامة لمدة عام واحد يبدو قصيرًا للغاية. وتُسلط هذه الحادثة الضوء على مسألة حساسة تتمثل في كيفية تشجيع الإقامات الطويلة بدولة قطر، في إطار الالتزام الإستراتيجي بزيادة عدد السكان، وهي قضية تواجهها جميع دول الخليج. ويُعد النمو السكاني أحد أكثر أسباب النمو الاقتصادي، إلا أن بعض أشكال النمو السكاني المعزز تعود بفوائد اقتصادية أكبر من غيرها، حيث إن المهنيين ورواد الأعمال الشباب هم الأكثر طلبًا في الدول التي تسعى لاستقطاب الوافدين. ولا تمنح دول الخليج في العادة الجنسية الكاملة للمقيمين الأجانب. ويُعد الحصول على تأشيرة إقامة طويلة الأمد السبيل الرئيسي للبقاء في البلاد لفترات طويلة. ولا يقل الاحتفاظ بالمتخصصين والمستثمرين الأجانب ذوي الكفاءة العالية أهميةً عن استقطابهم، بل قد يكون أكثر أهمية. فكلما طالت فترة إقامتهم في البلاد، ازدادت المنافع، حيث يكون المقيمون لفترات طويلة أكثر ميلاً للاستثمار في الاقتصاد المحلي، وتقل احتمالات تحويل مدخراتهم إلى الخارج. ويمكن تحسين سياسة قطر لتصبح أكثر جاذبية ووضوحًا، عبر توفير شروط وإجراءات الإقامة الدائمة بوضوح وسهولة عبر منصات إلكترونية، بما في ذلك إمكانية العمل في مختلف القطاعات وإنشاء المشاريع التجارية بدون نقل الكفالة. وفي الوقت الحالي، تتوفر المعلومات من مصادر متعددة، ولكنها ليست دقيقة أو متسقة في جميع الأحيان، ولا يوجد وضوح بخصوص إمكانية العمل أو الوقت المطلوب لإنهاء إجراءات الإقامة الدائمة. وقد أصبحت شروط إصدار «تأشيرات الإقامة الذهبية»، التي تمنحها العديد من الدول، أكثر تطورًا وسهولة. فهناك توجه للابتعاد عن ربطها بالثروة الصافية أو تملك العقارات فقط، وتقديمها لأصحاب المهارات والتخصصات المطلوبة في الدولة. وفي سلطنة عمان، يُمثل برنامج الإقامة الذهبية الجديد الذي يمتد لعشر سنوات توسعًا في البرامج القائمة. ويشمل هذا النظام الجديد شريحة أوسع من المتقدمين، ويُسهّل إجراءات التقديم إلكترونيًا، كما يتيح إمكانية ضم أفراد الأسرة من الدرجة الأولى. وتتوفر المعلومات اللازمة حول الشروط وإجراءات التقديم بسهولة. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهناك أيضًا مجموعة واضحة من المتطلبات لبرنامج التأشيرة الذهبية، حيث تمنح الإقامة لمدة تتراوح بين خمس و10 سنوات، وتُمنح للمستثمرين ورواد الأعمال وفئات متنوعة من المهنيين، مع إمكانية ضم أفراد الأسرة. ويتم منح الإقامة الذهبية خلال 48 ساعة فقط. وقد شهدت قطر نموًا سكانيًا سريعًا خلال أول عقدين من القرن الحالي، ثم تباطأ هذا النمو لاحقًا. فقد ارتفع عدد السكان من 1.7 مليون نسمة وفقًا لتعداد عام 2010 إلى 2.4 مليون نسمة في عام 2015، أي بزيادة قدرها 41.5 %. وبلغ العدد 2.8 مليون نسمة في تعداد عام 2020، ويُقدَّر حاليًا بحوالي 3.1 مليون نسمة. ومن المشاكل التي تواجه القطاع العقاري عدم تناسب وتيرة النمو السكاني مع توسع هذا القطاع. فخلال فترة انخفاض أسعار الفائدة والاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، شهد قطاع البناء انتعاشًا كبيرًا. ومع ذلك، لا يُشكل هذا الفائض من العقارات المعروضة مشكلة كبيرة، بل يمكن تحويله إلى ميزة. فمثلاً، يُمكن للمقيمين الأجانب ذوي الدخل المرتفع الاستفادة وشراء المساكن الحديثة بأسعار معقولة. إن تطوير سياسات الإقامة في قطر ليكون التقديم عليها سهلًا وواضحًا عبر المنصات الإلكترونية سيجعلها أكثر جاذبية للكفاءات التي تبحث عن بيئة مستقرة وواضحة المعالم. فكلما كانت الإجراءات أسرع والمتطلبات أقل تعقيدًا، كلما شعر المستثمر والمهني أن وقته مُقدَّر وأن استقراره مضمون. كما أن السماح للمقيمين بالعمل مباشرة تحت مظلة الإقامة الدائمة، من دون الحاجة لنقل الكفالة أو الارتباط بصاحب عمل محدد، سيعزز حرية الحركة الاقتصادية ويفتح المجال لابتكار المشاريع وتأسيس الأعمال الجديدة. وهذا بدوره ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني عبر زيادة الإنفاق والاستثمار المحلي، وتقليل تحويلات الأموال إلى الخارج، وتحقيق استقرار سكاني طويل الأمد.
4860
| 05 أكتوبر 2025