رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عندما كان الأمريكي براندون كوك، والذي يعيش في قرية صغيرة بولاية نيوهامشير، يزور جدته المريضة بالسرطان في المستشفى، اشتكت له جدته من سوء الشوربة التي يقدمها المستشفى، وأخبرته بأنها تشتهي تناول الشوربة التي يقدمها أحد المطاعم الشهيرة. اتصل براندون بأقرب فرع للمطعم ليطلب الشوربة، ولكن الموظفة أخبرته بأن المطعم لا يقدم هذه الشوربة إلا يوم الجمعة فقط. فطلب أن يتحدث مع مديرة الفرع، وشرح لها وضع جدته وطلب منها مساعدته في إحضار الشوربة لجدته. وافقت المديرة وأبدت استعدادها للمساعدة، وبالفعل تم تحضير الشوربة، وقامت المديرة بوضع علبة بسكويت مع الشوربة كهدية للجدة من موظفي المطعم. فرحت الجدة كثيراً بذلك، ومن فرط سعادتها نشرت الخبر بين أصدقائها، ووصلت القصة لوسائل التواصل الاجتماعي، فحصد المطعم شهرة وزيادة في المبيعات لم يكن ليحصل عليها بدون حملة تسويقية قد تكلفه الملايين، ولكن مجرد مبادرة صغيرة - بكسر لوائح وقوانين المطعم - رسمت للشركة صورة ذهنية إيجابية عند الجمهور لم تستطع شركات أخرى تحقيقها في سنوات من الحملات التسويقية. كان يمكن للمديرة أن ترفض الطلب وتخبره بالقدوم يوم الجمعة، لأن هذه هي سياسة المطعم منذ سنوات. أو كان يمكنها استغلال الموقف وطلب سعر مضاعف للشوربة مقابل تحضيرها في غير اليوم المخصص. فالدهاء والتذاكي بالالتزام باللوائح، قد يحقق بعض الأهداف الآنية. ولذلك تغفل الكثير من الشركات والمؤسسات من أن خدمة الناس بإنسانية أهم بكثير من الربح المالي المباشر، أو إنجاز العمل بحسب اللوائح. ففي بعض الأحيان عليهم كسر اللوائح من أجل تحقيق مصلحة وفائدة أكبر للناس. وهذا يحتاج لعقل مستنير يستطيع أن يرى الهدف الأسمى الذي تحاول هذه الشركات والمؤسسات تحقيقه، وقلب كبير يستطيع أن يستشعر حاجات الناس.
2430
| 22 مارس 2023
لعلك لا زلت تتذكر مغامرات الطفولة في «الفريج»، كلعب الكرة مع أصدقائك، أو صعود جبل الرمل المعد لأعمال البناء، أو مغامراتكم عند أشجار «اللوز» و «الكنار»، أو غيرها من الأنشطة التي كنت تمارسها خصوصاً عندما يكون الطقس معتدلاً ومناسباً للخروج. بغض النظر عن طريقة ومكان طفولتك، فبالتأكيد كانت -في معظمها- مليئة باللحظات والأوقات السعيدة. والتي قلّت مع تقدمنا بالعمر. حاول الدكتور كليف أرنال بجامعة كارديف، دراسة أسعد لحظة عند البشر، ووجد بأن هناك عدة عوامل تساعد في زيادة السعادة في تلك اللحظة، حتى خرج بمعادلة رياضية لأسعد لحظة عند البشر وهي (O + (N x S) + Cpm/T + He). وحرف O هنا يرمز للنشاط الخارجي التي يضاف إليها الطبيعة N مضروبة في التواصل الاجتماعي S يضاف إليها ذكريات الطفولة Cpm التي تقسم على درجة الحرارة T ثم يضاف إليها درجة الحماس للحظة نفسها He. بمعنى أن أسعد لحظة -بحسب المعادلة التي وضعها الدكتور كليف- عندما تذهب لمكان خارجي في الطبيعة ويكون الجو معتدلاً، وبرفقه أشخاص تحبهم، وتستعيد ذكريات طفولتك في المكان، وكنت تخطط لذلك ومتحمسا للوصول للمكان؛ فستكون في قمة سعادتك. بالتأكيد ستكون هذه اللحظة سعيدة بالنسبة لك، وأجزم بأنك لن تستطيع حبس دموعك وأنت تستعيد ذكرياتك في ذلك المكان، وتشاركها مع أبنائك مثلاً، حتى وإن اختلفنا بأنها ستكون «الأسعد» أم لا. وهذا مما يبين أهمية ذكريات الطفولة الشقية خارج المنزل. ولكني أتساءل عما إذا كانت مثل هذه الذكريات ستمتد للجيل القادم الذي أصبحنا نمنعهم من الخروج بحجة حمايتهم، وتغيرت طريقة حياتهم لتصبح بين الجدران وفي العالم الافتراضي. فهل ستتغير المعادلة، أم علينا مساعدتهم وتهيئة البيئة المناسبة لصنع هذه الذكريات؟
813
| 15 مارس 2023
عند وصولنا للمطار بعد رحلة طويلة، وقفنا في طابور شباك الجوازات. كان أمامي شاب من دولة أخرى، بدا مرتبكاً، وبدأ يقلب صفحات جواز سفره ودسّ بينها ورقة نقدية. وعندما حان دوره، قدم الجواز للموظف الذي انتبه للورقة النقدية، فما كان منه إلا أن ابتسم وأعاد المال للشاب قائلاً: لعلك وضعت المال في حقيبة الجوازات وتسللت هذه الورقة لجوازك. اندهش الشاب واستغرب من تصرف الموظف، وهو يمد يده لاسترجاع المال. يبين هذا المشهد بأن كلاً من الموظف والشاب لديه «نموذج ذهني» مختلف تماماً. فالشاب نشأ في بيئة تعتبر الرشوة أمراً عادياً، فالمواطن هناك لا يستطيع أن ينجز معاملاته الحكومية -حتى وإن كانت عادية كتجديد جواز السفر أو استخراج رخصة قيادة- إلا عندما يضع بين طياتها مبلغاً من المال، فمن الطبيعي في مجتمعاتهم أن يستغل الموظف الحكومي منصبه لجباية المال من الناس. بينما نشأ الموظف في بيئة لا توجد بها مثل هذه الأمور، ولم يعايشها، فالمعاملة الحكومية تستكمل بمجرد استيفائها للشروط. يبني عقل الإنسان النماذج الذهنية Mental Models بناءً على ما شاهده وتلقّاه في بيئته التي نشأ بها وتجاربه في الحياة. وهذه النماذج الذهنية هي التي تحدد طريقة تفكير الشخص وتفسيره للأحداث والمواقف والظواهر، وتحدد سلوكياته وقراراته وردّات فعله. يقول جيمس كلير، مؤلف كتاب العادات الذرية، وأحد أهم الباحثين في موضوع النماذج الذهنية، بأن الخطأ الذي يقع فيه الكثيرين هو اعتقادهم بقدرتهم على تفسير كل شيء في الحياة بناء على خبراتهم وتجاربهم، والحل هو بالرجوع للنماذج المجربة والمبنية على أبحاث مثبتة، وليس فقط من خلال تجربتك وآرائك الشخصية. وكما قال أحد الحكماء: نحن لا نرى العالم كما هو، بل نراه كما نحن.
999
| 08 مارس 2023
بعد أن تتوطد العلاقة بينهما، يوجه الجندي سؤالاً للأسير: ما الذي تكرهه في وطنك؟ فيبدأ الأسير بسرد بعض الأمور التي لا تعجبه، وعندما تصبح نبرة صوته أكثر حدة، وتظهر ملامح الغضب على تقاسيم وجهه، يشاركه الجندي سيجارة أمريكية مألوفة، فيشعر الأسير بأن الجندي شخص ودود وليس بعدو. كانت هذه أحد الحيل التي لجأ إليها الشيوعيون للتعامل مع الأسرى الأمريكيين في الحرب الكورية. فبعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية وانسحابها من كوريا، تقاسمت كوريا كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. وحاول كل طرف السيطرة على الحكم في البلاد، حتى اندلعت الحرب عام ١٩٥٠ واستمرت لثلاث سنوات، وانتهت بتقسيم كوريا إلى جنوبية رأسمالية وشمالية شيوعية. وحين عاد الأسرى الأمريكيون لبلادهم بعد انتهاء الحرب، كانت المفاجأة بأن الكثير منهم تبدلت مبادئهم ومعتقداتهم. نشرت وزارة الدفاع الأمريكية بحثاً يشرح الحيل والتقنيات التي استخدمها الشيوعيون في التحقيقات مع الأسرى، والتي استطاعوا من خلالها «غسل أدمغتهم»، ومن هنا ظهر المصطلح لأول مرة في تلك الفترة من خلال أحد الصحفيين الأمريكيين الذي ألف كتاباً عنه. لم يستخدم الشيوعيون التعذيب الجسدي، بل كانت هذه الحيل تستهدف هزيمة الفرد نفسياً، وعزله اجتماعياً عن بيئته، بتحويلهم إلى مجموعة من الوشاة، غير قادرين على التواصل بين بعضهم البعض، وتكرار القيم الشيوعية على مسامعهم، واقناعهم بأن من جاء بهم إلى هنا هم الرأسماليون مسعرو الحرب. وبعد أن عادوا لديارهم، عاشوا منعزلين ولم يستطيعوا الانخراط في المجتمع كالسابق، وبعضهم ظل يعاني من شعور عميق بالذنب لما -يتوهم- أنه قد اقترفه، حتى وفاته. تطورت هذه الألاعيب النفسية والذهنية في وقتنا الحاضر، لتجعل الكثيرين يؤمنون ببعض الأفكار التي تناقض الواقع. فهل لاحظت بعضاً منها؟
2898
| 02 مارس 2023
كان الكابتن جيكوب زانتان من أكبر وأفضل طياري KLM الهولندية، وهو يدرب ويمنح رخصة قيادة الطائرة العملاقة جامبو ٧٤٧ للطيارين الجدد في الشركة. وفي ربيع ١٩٧٧ قاد الكابتن الطائرة العملاقة إلى جزر الكناري -مجموعة جزر اسبانية قبالة سواحل المغرب-، ولكن مع اقترابهم من مطار «لاس بالماس» الرئيسي، تلقوا بلاغاً بوجود قنبلة في المطار، وعليهم التوجه مؤقتاً لمطار جزيرة «تنريفي» المجاورة، وهو مطار صغير وغير مجهز لاستقبال رحلات كثيرة. هبط جيكوب بكل سلاسة، وكان هناك الكثير من الطائرات المنتظرة عند المدرج. بعد ساعات تم السماح للطائرات بالإقلاع، وتصادف في تلك اللحظات بدء الضباب تغطية المكان، وأصر الكابتن على ملء خزان الوقود قبل الإقلاع، بالرغم من استغراب مساعده نظراً لعدم حاجتهم الآن للوقود. مما أضاع الوقت وسمح للضباب بالتجمع وإعاقة الرؤية. وجّه برج المراقبة الكابتن بالاستعداد للإقلاع، وأعلموهم بوجود طائرة جامبو أخرى تابعة لشركة PanAm الأمريكية موجودة في المدرج وتستعد للانعطاف لإفساح المجال للطائرة الهولندية للإقلاع، ولكن الكابتن استعجل وبدأت الطائرة بالتحرك بسرعة متزايدة للإقلاع، وصمت المساعد ولم يعلق على قرار الكابتن، وما هي إلا لحظات حتى ظهر من بين الضباب الطائرة العملاقة وهي لا تزال تسير في المدرج، فحاول الكابتن التحليق بسرعة لتجنب الاصطدام، ولكن الطائرة كانت ثقيلة بسبب زيادة وزن الوقود الذي قرر تعبئته، فتسبب في اصطدام الطائرتين ببعضهما، ووفاة ٥٨٣ شخصاً، في أكبر كارثة في تاريخ الطيران حتى يومنا هذا. كانت عنجهية الكابتن وثقته الزائدة في صحة قراراته، بالإضافة لانصياع المساعد لأوامر رئيسه، من أهم أسباب الكارثة، فكان ينبغي عليه أن يكون أكثر شجاعة في التعبير عن رأيه. فهل تملك الشجاعة لإيقاف مديرك ومراجعته إذا كان قراره سيسبب كارثة؟
1581
| 22 فبراير 2023
اعتمد الناس في تواصلهم فيما بينهم على المنصات المختلفة لوسائل التواصل الاجتماعي، فمن الطبيعي أن تجد الشخص ينشط على الواتس اب، وتويتر، وانستغرام، وسناب شات، وربما فيسبوك، وLinkedIn، وتيك توك، ويوتيوب، وغيرها من المنصات. ولكن من خلال ملاحظتي للمشاركات، وجدت أن الكثيرين لا يفرقون بين المحتوى المناسب لكل منصة، فهناك منصات يغلب عليها الرصانة والنقاش الجاد، وهناك منصات يغلب عليها المحتوى الخفيف المضحك ولا هدف له سوى المتعة والترفيه، وهناك من المنصات التي تجمع بين هذا وذاك. لذلك فإن من يطرح موضوعاً جاداً محلاً للنقاش على منصة ترفيهية، يراه الناس كمن يكشخ بالبشت في شاطئ عام، حيث يتراكض الاطفال من حوله وهو يحاول عبثاً مناقشتهم وأخذ آرائهم في موضوع جاد يهمه. كما وجدت بأن الكثيرين لا يفرقون بين المواضيع التي تصلح للنشر أو النقاش داخل مجموعة مغلقة في الواتس اب -مثلاً-، والمواضيع التي تتناسب مع نشرها على منصة مفتوحة مثل تويتر. فتجده ينقل كل ما يصله في الواتس اب إلى تويتر، وهو في الكثير من الأحيان لا يصلح للنشر بهذه الطريقة. مثل النكت التي لن يفهمها إلا من له علاقة بموضوعها. أو الأخبار والمقالات التي تستهدف فئة معينة أو تناقش موضوعاً خاصاً لا ينبغي نشره بشكل واسع، أو الرسائل المصاغة بطريقة غير مناسبة للنشر العام. فستفهم في غير إطارها الضيق، وقد يتم تفسيرها بشكل خاطئ خارج سياقها التي وضعت فيه وتحميلها ما لا تحتمل. مثل ذلك الذي نشر تغريدة يتمنى فيها إقالة أحد المسؤولين، وتداولها البعض على أنها خبر حصري، ولك أن تتخيل تبعات هذه التصرفات. لذلك توقف، وفكر قبل أن تنشر في أي منصة، حتى لا تخلط الحابل بالنابل.
1419
| 15 فبراير 2023
انكب جاسم على كتب ودورات الإبداع، والتي أدت لأن يتخلص من الجمود العقلي ولا يمانع في تجربة الأفكار الجديدة، حتى ولو كانت فرص نجاحها قليلة، فعشقه للإبداع كسر حاجز الخوف من التجربة والفشل، وجعل الأمر بالنسبة له مجرد تجارب، وما هي الحياة إلا مجرد مجموعة من التجارب التي يتعلم منها الشخص. كما أن حبه لمجال الإبداع جعله لا يمانع في تقبل آراء وأفكار الآخرين، فهو يؤمن بأن العقل يمكنه خلق أفكار جديدة، فما بالك لو كانوا عقلين أو ثلاثة أو أكثر، فهذا سيضاعف فرص نجاح الأفكار وينضجها أكثر. مما جعله يرى الموظفين الآخرين من ذوي الخبرات بأنهم كنز من الأفكار الإبداعية. تعين جاسم في منصب مدير إدارة في إحدى المؤسسات، وفي الأسابيع الأولى في المنصب كان يسعى لفهم طبيعة العمل في الجهة والتحديات التي تواجهها. وخلال فترة وجيزة استطاع تحديد بعض التحديات التي كانت تعيق العمل وتبطئه. ولإيمانه بالإبداع الجماعي، كان دائماً يبحث عن الأفكار والحلول عند الآخرين، ويشاركهم هذه التحديات، لعله يجد حلولاً مناسبة. حتى أنه أعلن عن إقامة مسابقة لأفضل الأفكار الإبداعية لحل المشاكل والتحديات لجعل العمل أكثر كفاءة وفعالية. كانت هذه الأمور جديدة على أقرانه المدراء الآخرين، الذين بدلاً من أن يتعلموا من جاسم أو حتى أن يأتوا بأفضل منه، قاموا بمحاربته، ونشر الإشاعات عنه، ولعل من أكثرها سخافة بأن قالوا بأن إدارة جاسم بها الكثير من المشاكل التي لم تظهر إلا بعد تعيينه في المنصب، بينما لم يكن أحد يسمع عن هذه المشاكل من قبل. وغيرها من المكائد والدسائس التي استنفدت طاقته وهرب من المؤسسة. فما الذي كان ينبغي له أن يقوم به ليتجنب هذه النهاية؟
4302
| 08 فبراير 2023
الذكاء الاصطناعي هو مجال من مجالات علوم الكمبيوتر يركز على تطوير أنظمة ذكية يمكنها التفكير والتصرف مثل البشر. وهو في جوهره محاكاة لعمليات الذكاء البشري، مثل التعلم والتفكير وحل المشكلات واتخاذ القرارات. وتطبيقات هذه التكنولوجيا لا حصر لها - من الرعاية الصحية والتعليم إلى الأمن والترفيه - مما يمنحنا مزيدا من التحكم في المهام المختلفة أكثر من أي وقت مضى. على سبيل المثال، يمكن استخدامها في الرعاية الصحية للكشف عن الأمراض عن طريق تحليل الصور أو مساعدة الأطباء في التشخيصات المعقدة. وأيضا في التعليم لتخصيص المناهج الدراسية بناء على احتياجات الطلاب الفردية؛ وغيرها من المجالات. هذا يثير السؤال: هل سيحل الذكاء الاصطناعي في نهاية المطاف محل البشر تماماً؟ في حين أن ذلك غير محتمل نظراً لأن قدراتها الحالية محدودة مقارنة بالذكاء البشري، فمن المتوقع أن تقلل الأتمتة بشكل كبير من العمل اليدوي مثل وظائف المصانع أو المهام الإدارية. وبالتالي إعادة تشكيل اقتصادنا بمرور الوقت. في الختام، أظهر الذكاء الاصطناعي إمكانات لا تصدق عندما يتعلق الأمر بتحسين جوانب مختلفة من حياتنا على الرغم من أنه لا يزال هناك بعض التخوف حول آثار التكنولوجيا على فرص العمل في قطاعات معينة. ومع التنظيم والتوجيه المناسبين، ليس هناك شك في أن هذه التكنولوجيا ستحدث ثورة في عالمنا في السنوات القادمة، مما يزيد من طمس الخط الفاصل بين الآلة وعمليات التفكير البشري على طول الطريق. ملاحظة: كل ما قرأته في السطور السابقة ماهو إلا مقال كتبه أحد أنظمة الذكاء الاصطناعي بناء على طلبي (قمت فقط بترجمته وتعديل صياغته ليناسب اللغة العربية). لذا أنصحك بالتفكير ملياً في مصيرك ومصير وظيفتك ومهاراتك في المستقبل القريب، فالمنافس الرقمي قادم وبقوة.
3927
| 01 فبراير 2023
أثناء سفري لإحدى المدن الأوروبية، خرجت من المطعم بعد تناول العشاء وأردت العودة للفندق، فاستعنت بتطبيق أوبر Uber للبحث عن سائقين حولي، واستطاع إيصالي بأحدهم الذي جاءني بسيارته الخاصة النظيفة وأوصلني لوجهتي، وتولى التطبيق أيضاً دفع أجرته التي خصمها من بطاقتي البنكية. في هذه التجربة هناك ثلاثة أطراف: أنا (المستهلك)، وأوبر (المنصة)، وسائق السيارة (مقدم الخدمة). كل منا يحتاج للآخر لتحقيق هدفه، وهو ما يسمى بالاقتصاد التشاركي. بدأ استخدام هذا المصطلح بشكله الحالي خلال الركود الاقتصادي في 2008 كنموذج لنوع جديد من الأعمال التجارية، حيث يتشارك الأطراف في الموارد والأصول. ففي مثال أوبر، فالسائق لا يعمل كموظف في الشركة، والشركة لا تملك السيارة، بل هم شركاء في الخدمة. ومن الأمثلة الشهيرة منصة AirBnB المخصصة لاستئجار السكن كبديل للفنادق. فالمنصة لا تملك العقارات؛ بل يقوم أصحاب العقارات بعرض عقاراتهم على المنصة، ووضع الاشتراطات والأسعار التي تناسبهم، ويقوم الزبائن بالبحث عن السكن الذي يناسبهم في المنصة. ومحلياً، هناك عدة منصات مميزة، منها للتوصيل، ومنها للصيانة المنزلية، وللبحث عن الأطباء، وغيرها. هناك العديد من المزايا لهذا النموذج، كمشاركة التكاليف بين الأطراف، وتعظيم الاستفادة من الأصول، وخلق فرص عمل ومصادر دخل جديدة للكثيرين. وفي المقابل هناك العديد من المشاكل، كاستغلال المنصات لبيانات العملاء، واصطياد ضعاف النفوس لضحاياهم من خلال هذه المنصات، كما وجدت بعض الدول صعوبة في فرض ضرائب على المنصات غير المحلية. لذلك فقد اختلفت الدول في تعاملها، فبعضهم آثر تجاهلها، وبعضهم منعها تماماً، والقلة من الدول طور قوانينه لتشمل هذه المنصات ووضع إطاراً لحوكمتها، بدلاً من وأد الإبداع والتطور، فمن المتوقع أن تصل قيمة هذا السوق إلى 335مليار دولار بحلول 2025.
2973
| 25 يناير 2023
في نهاية كل عام تقوم القواميس المشهورة باختيار "كلمة العام" -بدأت الفكرة كتقليد لاختيار "شخصية العام" لمجلة Time-، وتعبر عن التفكير والمزاج الجمعي السائد خلال هذا العام. ولأول مرة قام قاموس أوكسفورد بطرح عدة كلمات في استفتاء شعبي، واكتسحت كلمة غريبة وهي "وضع غوبلن Goblin Mode". وغوبلن هو كائن اسطوري بشع وقذر وكسول ولا يهمه أحد. وهو وضع مزاجي يجعل الشخص يعتزل المجتمع ولا يكترث لآرائهم، ويفعل أي شيء، حتى لو كان قذراً ومزعجاً للآخرين، وقد يؤدي لخسارة علاقاته الاجتماعية والأسرية. أما قاموس ميريام ويبستر Merriam Webster، فاختار كلمة غريبة أيضاً وهي "قدح الشرارة Gaslighting"، والمقصود به التلاعب بالعقول، وهي حيلة نفسية يلجأ إليها بعض الأشخاص خصوصاً ذوي الشخصيات النرجسية للتلاعب بمن حولهم بتكرار بعض الأفكار، كأن يكرروا عليك بأنك شخص فاشل، أو حقود، أو أن روايتك لبعض الأحداث والوقائع هي مجرد تخيلات وهلاوس وأنها لم تحدث أبداً. والتكرار بنبرة ثقة قد يجعل الضحية يصدق ذلك ويشكك في نفسه. ويمتد المعنى أيضاً عند نشر الأخبار المضللة أو الصور ومقاطع الفيديو المتلاعب بها. وقد زاد البحث عن هذا المصطلح بنسبة ١٧٤٠٪ خلال عام ٢٠٢٢. أما قاموس Collins البريطاني فقد اختار كلمة دخلت القاموس لأول مرة وهي "Permacrisis"، وهي دمج بين كلمتي دائم Permanent وأزمة Crisis، وتعني الفترة الطويلة لعدم الاستقرار، وهي تعبر عن شعور الناس -وبالأخص البريطانيين- خلال الفترة الماضية من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والاضطرابات السياسية، وكورونا، وحرب أوكرانيا، والتضخم، وغيرها من الأزمات التي لا يبدو أنها ستنتهي قريباً. لعل هذه الكلمات تصف الكثير مما شعر به الناس -خصوصاً في الغرب- خلال العام الماضي، ولكن القادم أفضل بإذن الله.
1359
| 18 يناير 2023
أصبح معروفاً في عصرنا الحالي أن شركات التكنولوجيا هي أكثر الشركات ربحية. ولكن مع تزايد النزعة الاستهلاكية مؤخراً، صعدت شركات الملابس والأزياء وخصوصاً الأزياء الفاخرة. فثالث أغنى شخص في العالم هو برنارد آرنولت صاحب شركة LVMH، بثروة تبلغ ١٥٨ مليار دولار، جاءت من الماركات الفاخرة التي يملكها مثل لويس فيتون، وجيفينشي، وفندي، وديور، وهيرمس، وغيرها. هذا بخلاف المصممين الآخرين، مثل جورجيو أرماني، وميوتشا برادا، ورالف لورين، الذين تصل ثرواتهم إلى مليارات الدولارات. يجتمع هؤلاء في الحيل التسويقية لبيع بضائعهم بأسعار فلكية بالرغم من أن جودتها وتكلفة انتاجها مقاربة لبقية الشركات، ومن أهمها السعر الباهظ الذي يجعلها في متناول عدد محدود من الناس. والإيهام بندرة البضائع بعرض عدد محدود جداً، وفتح قائمة انتظار قد تمتد لسنوات. وفي حال تكدست البضاعة، فيلجأون إلى التخلص من المخزون الزائد بإتلافه، بدلاً من بيعه بأسعار مخفضة كبقية شركات الملابس. فشركة بربري تحرق سنوياً بضاعة تصل قيمتها لأكثر من ٣٠ مليون دولار. كما أن عدد البضائع المعروضة في المتجر قليلة جداً، ولا يسمح إلا لعدد قليل جداً بالتواجد في المتجر، لذلك فغالباً ستجد طوابير للدخول. كما تشترط بعض المتاجر لبس ملابس أنيقة عند دخول متجرهم، فقد يتم منعك لو كانت ملابسك غير مناسبة لهم! بل وتشترط بعض المتاجر -كمتجر هيرمس- أن تثبت لهم أنك «تستحق» تلك الحقيبة، عن طريق بناء سجل لمشتريات أخرى من المتجر خلال فترة من الزمن. ويبقى الدافع الأكبر -خصوصاً لذوي الدخل المتوسط- هو الرغبة بإظهار الثراء بين المجتمع، خصوصاً في المجتمعات ذات المدخول المرتفع نسبياً. فهل ترى بأن هذه المتاجر ذات جودة وتصميم مميز؟ أم أنها وجدت من يريد أن «يكشخ» بأسمائهم؟
942
| 11 يناير 2023
ها قد انتهى مونديال قطر، والذي كان من أجمل الأحداث التي مرت علينا وتمنينا ألا تنتهي. وبعيداً عن النتائج الكروية، وروعة التنظيم، وجمالية الأحداث والمواقف والقصص الكثيرة والمعبرة التي تحدثت أثناء المونديال. فهناك الكثير من الدروس والعبر التي يمكن أن نستخلصها ونتوقف عندها، وسأكتب هنا عن بعضها، والتي كانت واضحة وجلية، وغيرت نظرتي تجاهها بعد أن كنت قد اقتربت من درجة اليأس منها: • لا تزال قضية فلسطين حية في نفوس الشباب والصغار، بالرغم من كل الطمس والتزييف والتجاوز والتطبيع الذي طالها في الإعلام الرسمي وغير الرسمي، بل ووصل لإخفائها من مناهج التعليم. ولكن يبدو بأن كل تلك المحاولات باءت بالفشل. • يريد الغرب فرض ثقافته -بمحاسنها وشذوذها- على الثقافات الأخرى بكل فوقية واستعلاء. ويسلط إعلامه -الذي طالما تغنى بالمهنية والحيادية- ضد كل ما هو "مختلف" عنه. وفي المقابل تجد من عامة الغربيين من هو منصف ومنفتح أكثر حتى من سياسييهم وإعلامييهم. • الثقافة العربية والإسلامية والشرقية تقارع الثقافة الغربية، بل وتعلوها في جوانب كثيرة، ولكن تم تشويهها على مر العصور منذ الاحتلال الغربي لبلاد المسلمين وحتى اليوم. حتى أصبحنا نتوهم بأن ثقافتنا أقل مستوى من ثقافتهم. • الجذور والروابط التي تجمع بين الشعوب العربية والمسلمة أكبر وأقوى من رغبات من أراد قطعها وتحطيمها وإذابتها، بل وحتى أكبر من خلافات السياسيين. • هناك دول وشعوب -كشعوب أمريكا الجنوبية- يشبهوننا كثيراً في القيم والمبادئ والاهتمامات، بل وحتى في طريقة الحياة المتمحورة حول الأسرة، وليس الفردانية كالغرب، ولعلها تكشف فرصا لتقوية العلاقات معها. كانت هذه بعض الوقفات السريعة المجملة، ولعل المونديال يحتاج لوقفات تأمل طويلة ودراسة للكثير من الظواهر التي لم تكن لتظهر لو أنه أقيم في دولة غربية.
927
| 03 يناير 2023
مساحة إعلانية
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...
4596
| 29 سبتمبر 2025
في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...
3399
| 29 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1365
| 28 سبتمبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...
1209
| 05 أكتوبر 2025
أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...
1197
| 28 سبتمبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...
1119
| 02 أكتوبر 2025
من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...
1059
| 29 سبتمبر 2025
منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...
885
| 30 سبتمبر 2025
في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...
852
| 30 سبتمبر 2025
لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...
768
| 03 أكتوبر 2025
كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...
747
| 02 أكتوبر 2025
في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...
633
| 30 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل