رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

كيف تصل للنجاح في خمسة أيام

لكل شخص منا إيقاع حيوي خاص به، والإيقاع الحيوي Biorhythm عبارة عن ٣ موجات تصعد وتهبط، تعبر عن الدورة الجسدية، والدورة العاطفية، والدورة العصبية، ويمكن لكل شخص أن يعرف مستوى موجات كل يوم عن طريق بعض الحسابات. فإذا جاء يوم وكانت هناك موجتان عاليتان (مثلاً الدورة الجسدية والدورة العصبية)، فهذا يعني أنه يوم ذو طاقة عالية، وهنا يستطيع اللاعب مثلاً أن يفوز في المباراة لأن أداءه سيكون أفضل من الأيام التي تكون فيها معظم الموجات في مستويات متوسطة، ونفس الأمر ينطبق على الطالب والموظف والتاجر وجميع البشر. كل ما سبق كان مجرد خرافة ظهرت لتفسير بعض التجارب المبدئية، وانتشرت بسذاجة بين الناس بشكل كبير في السبعينيات والثمانينيات، وبيعت الكثير من الكتب التي تساعدك على حساب موجاتك ودوراتك وطريقة الاستفادة منها، بل وكانت تباع أجهزة (تشبه الآلة الحاسبة) لحساب هذه الموجات بشكل يومي. كما شاعت الكثير من القصص لإثبات الخرافة، كأن يقال بأن شخصاً ما دهسته سيارة في يوم كانت معظم موجاته منخفضة، وفتاة أقدمت على الانتحار في يوم انخفاض موجاتها، وهكذا. في كل فترة تظهر ادعاءات ونظريات تهدف لتفسير التحديات الحياتية وأن وراءها قوى خفية نستطيع فهمها وتوجيهها لصالحنا. ومن ذلك العلاج بالطاقة، والجذب، وغيرها من مواضيع مشكوك في مصداقيتها، ولكن يتم تسويقها على أنها حلول للنجاح في الحياة وتجنب الفشل. وبالمناسبة، لا يزال الكثيرون يؤمنون بالإيقاع الحيوي (ستدهشك كمية المقالات والمحاضرات، بل وحتى تطبيقات الجوال التي تروج له). طالما هناك من يصدق هذه الأمور ويبذل المال والجهد والوقت سعياً لحل سريع لمشاكل ومنغصات الحياة وتحقيق الأهداف والنجاح المريح والسريع، فسيكون هناك من يستغل تلك الرغبة بتقديم بعض الحلول الوهمية. @khalid606

4222

| 06 أكتوبر 2021

قانون باركنسون

يخبرني أحد المديرين بأن جهة عمله اضطرت لتسريح عدد كبير من الموظفين من مختلف الإدارات، توقع المدير تأخير وتعطيل سير العمل نتيجة لهذا القرار، ولكن الغريب أنه لاحظ بعد فترة أن العمل استمر بشكل سلس وأسرع من السابق، واختفت الكثير من المعوقات والعراقيل السابقة، بعكس توقعاته. ومن أمثلة ذلك أن أحد التقارير الدورية كان يستغرق إعداده ثلاثة أيام لجمع المعلومات وصياغتها ووضعها في جداول وأشكال بيانية، أصبح الآن يستغرق ٤ ساعات فقط!. لم أستطع تفسير ذلك، حتى عرفت عن قانون باركنسون Parkinson's law، والذي يقول إن “العمل يتمدد ليشمل كل الوقت المتاح لإنجازه"، بمعنى أن الموظفين يميلون لتعقيد العمل وإطالته والاهتمام بتفاصيل لا طائل منها، والدخول في نقاشات واجتماعات وبيروقراطية، حتى ينقضي الوقت المتاح لهم، جاء ذلك في كتاب المؤرخ والكاتب البريطاني سيريل نورثكوت باركنسون الذي كان يسخر فيه من بيروقراطية الحكومة. ويضيف إن الموظفين لا يوزعون أوقاتهم على المواضيع والأعمال بحسب أهميتها، بل يذهب الوقت في الأعمال الأقل أهمية، فتجدهم يوافقون على بناء مفاعل نووي خلال ٤٥ دقيقة، بينما يقضون ٤ ساعات لمناقشة مبنى مواقف السيارات. وهو ما يؤكده أيضاً تيموثي فيريس، في كتابه (اعمل ٤ ساعات فقط في الأسبوع) بقوله إن التعود على الحضور والانصراف في ساعات محددة يجعل الشخص يميل للبطء في الإنجاز وملء الوقت بأعمال بلا كفاءة. وأضافت دراسة أجرتها جامعة فيينا بعد مراجعة لحكومات 200 دولة، إن الدول التي بها عدد كبير من الوزراء (أكثر من 20 وزيراً) أقل كفاءة من الدول التي بها عدد أقل من الوزراء. لذلك فإذا أردت أن تسرع الإنجازات وتزيد الكفاءة، فعليك بتقليل الوقت المتاح لكل مهمة، وتقليل عدد الفريق، وستتفاجأ بالنتائج. @khalid606

5424

| 29 سبتمبر 2021

الرفض الاجتماعي

أدخل أحد الأصدقاء ابنه ذا العشر سنوات لأحد المراكز التربوية والذي يحتوي برنامجها على عدة أنشطة منها لعب كرة القدم، ولأنه لا يجيد كرة القدم، فكان هدفاً لتنمر الأطفال ورفضهم له، وبعد فترة رفض الذهاب إلى المركز، ولكنه والده أجبره على ذلك، فكُرة القدم مجرد نشاط واحد ضمن مجموعة من الأنشطة المنوعة. ومع تكرار الإجبار، أصبح الابن يعبّر بشده عن استيائه، وظهرت عليه مظاهر الإحباط والذي وصل للشعور بالقهر، وكلما ذكر أمامه اسم المركز، يحمر وجهه ويضيق تنفسه وتظهر عليه علامات الغضب والقهر، حتى اضطر والده في النهاية إلى إنهاء اشتراكه في المركز، بالرغم من فائدته التربوية الكبيرة. تشير الكثير من الدراسات إلى أن الألم النفسي الناتج عن الرفض الاجتماعي يشابه كثيراً الألم الجسدي. وأثبتت دراسة لجامعة كولورادو بولدر بأن مناطق الدماغ المسؤولة عن التعبير عن الألم الجسدي والتي تنشط عند تعرض الجسم لأي مسبب للألم (كالتعرض للحرارة أو الوخز) هي نفسها التي تنشط عند التعرض لألم الرفض الاجتماعي. وفي دراسات أخرى على المراهقين، أثبتت بأن المراهقين الذين يتعرضون للرفض الاجتماعي يميلون للتعبير عن غضبهم والانتقام من المجتمع بالعنف، وبالأسلحة أحياناً. قام بعض الباحثين بدراسة ١٥ حادثة إطلاق نار في المدارس الأمريكية وقعت بين ١٩٩٥ و٢٠٠١، ووجدت هذه الدراسة بأن ١٣ حالة منها كانت لمراهقين تعرضوا للرفض الاجتماعي. وفي تقرير أصدره رئيس الصحة العامة في الولايات المتحدة يقول بأن الرفض الاجتماعي يعتبر من أكبر المسببات لانتشار العنف بين المراهقين، وخطره أكبر من مخاطر المخدرات أو الانضمام لعصابات الشوارع. الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يحب العيش ضمن المجتمع ويشعر بالانتماء، ولذلك فمن الضروري أن نُشعِر الآخرين بذلك، ونحرص على غرسه في أبنائنا. @khalid606

4446

| 22 سبتمبر 2021

الموضة السريعة

مع تزايد جنون الاستهلاك في عصرنا الحالي، ظهر مصطلح جديد وهو "الموضة السريعة Fast Fashion"، والمقصود به هو التوجه الجديد لشركات الملابس في إنتاج ملابس جديدة بسرعة كبيرة، وتوزيعها وبيعها بأسعار زهيدة، وذلك لركوب أي موجة أو هوس لدى المشترين بشكل سريع. فلو شاهد الناس مثلاً على وسائل التواصل الاجتماعي بعض المؤثرين يلبسون قميصاً أصفر، فسيزيد الطلب على القمصان الصفراء، لذلك ستقوم الشركات باقتناص هذا التوجه الجديد وستطلب من مصمميها تصميم عدة أشكال منها، ثم ترسل هذه التصاميم لمصانعها لتصنيعها وشحنها بأسرع وقت للمتاجر، وبيعها للناس بأسعار معقولة حتى تتمكن من بيع أكبر عدد ممكن. ولكن بعد أسابيع قليلة قد تظهر موضة جديدة كالملابس البنفسجية، فتقوم الشركات بإزالة الملابس الصفراء من واجهات متاجرها ووضع الملابس البنفسجية، وهكذا. ومن أهم المتاجر التي تتبنى طريقة الموضة السريعة هي زارا (والذي أصبح مؤسسها من أثرى أثرياء العالم)، وH&M، وبريمارك، وغيرها. ولكن المعضلة هنا أنه خلال تصنيع واستهلاك هذه البضائع ترتكب الكثير من الممارسات المُضرة بالبيئة وتنتهك حقوق الإنسان. فهذه الشركات تصنع منتجاتها في الدول الفقيرة، ومنها مثلاً بنغلاديش (التي أصبحت ثاني أكبر مصدّر للملابس في العالم بعد الصين)، وتستغل ظروف الشعب الفقير لتسخرهم للعمل لساعات طويلة في ظروف صعبة وبأجور زهيدة. بالإضافة لاستخدام مواد رديئة مضرة للبيئة، والتي تتسرب مخلفاتها للأراضي الزراعية فتؤثر على المحاصيل. ناهيك عن أطنان الملابس التي يتخلص منها المستهلكون في وقت قصير. الحل الحقيقي والجذري يكمن بيد المستهلك، الذي ينبغي أن يكبح جماح استهلاكه وانقياده خلف كل موضة، بالإضافة لتشجيع المتاجر الصغيرة والمشاريع المحلية ذات الجودة العالية والقيم المراعية للبيئة وحقوق الإنسان، وبذلك ستغير هذه الشركات سلوكياتها. @khalid606

8098

| 15 سبتمبر 2021

هل يؤثر مزاجك على قراراتك؟

يأتي موظف للمدير ويخبره بأنه - أي الموظف- سيضطر للخروج مبكراً اليوم بسبب ارتباط عائلي، يبتسم المدير ويسمح له بالخروج، ثم يأتي الموظف الثاني ويطلب نفس الطلب لسبب آخر، فينظر المدير اليه قليلاً ثم يوافق، ثم يأتي الموظف الثالث ليطلب نفس الطلب، فيتأفف المدير، ولكنه يوافق. فيأتي الموظف الرابع فينفجر المدير غاضباً في وجهه ويرفض طلبه. لم يدرك الموظف الرابع بأن هناك آخرين قبله تقدموا بنفس الطلب، ولكن لسوء حظه أنه جاء في وقت غير مناسب. البشر بطبيعهم مزاجيين، وأحكامهم وقراراتهم قد تتأثر بمزاجهم وقت اصدار القرار. يخبرني أحد الأصدقاء أنه تتبع قرارات مديره، واستطاع معرفة الأوقات التي يكون فيها مزاجه متعكراً، فعرف بأن أفضل وقت لعرض المواضيع وأخذ القرارات من المدير هو بعد نصف ساعة من دخوله المكتب صباحاً، فسيكون قد تناول قهوته وسيكون في مزاج جيد. أما أسوأ وقت فسيكون بعد الاستماع لمشاكل الموظفين والمراجعين، وخصوصاً في نهايات ساعات العمل، فينبغي تأجيل أي موضوع إلى الغد، حتى لا يرفض الطلب بناء على المزاج المتعكر للمدير. هذه طبيعة بشرية قد يقع فيها الكثير مهما كانت درجة علمه واحترافيته. فقد رصدت دراسة علمية لأكثر من ١٠٠٠ قضية في محاكم احدى الدول بعض الحالات التي يميل فيها بعض القضاة لإصدار أحكام أكثر شدة في القضايا التي تعرض عليهم صباحاً قبل استراحة الافطار، بينما يميلون لإصدار أحكام أكثر تسامحاً بعد الاستراحة. قد يتعكر مزاجك بسبب ضغوطات نفسية، أو مشاكل عائلية، أو حتى ألم في الأسنان، أو غيرها من مسببات تعكير المزاج، فاحذر أن تتخذ أي قرار قد يكون متأثراً بمزاجك، ويمكنك تأجيل اتخاذ القرارات حتى يتحسن مزاجك وتتضح لك الرؤية بشكل أفضل. @khalid606

3870

| 08 سبتمبر 2021

تأثير بيجماليون

انتقل جاسم لعمله الجديد كمدير إدارة، والتقى بالمدير السابق عيسى الذي شرح لجاسم مهام الإدارة وتحدياتها، وعرفه على الموظفين، ولكنه حذر جاسم من موظف اسمه فيصل، وأخبره بأن فيصل غير كفء وأخلاقه سيئة. مع الأيام عمل جاسم على المهام الجديدة وبنى علاقات مع جميع الموظفين ماعدا فيصل، الذي كان يتوجس منه ويرفض تسليمه أي مشروع. بعد فترة شعر فيصل بأن المدير الجديد لا يمنحه أي فرصة ليثبت له قدرته وكفاءته، فأحبط وبدأ يتململ من حضور الاجتماعات، وأصبح يتأخر عن الحضور للعمل، فتأكد لجاسم بأن فيصل هو فعلاً موظف غير كفء، وطلب نقله لإدارة أخرى حتى تكون الإدارة "نظيفة" من الموظفين غير الأكفاء. ما حدث هنا هو أن المدير الجديد (جاسم) كان لديه توقع سيئ مسبق لأداء الموظف، وبدأ يتصرف معه بما يتوافق مع التوقع الموجود في ذهنه، مما صعّب عليه تغيير هذا التوقع، وجعل الموظف يدخل في دوامة من الإحباط والشعور بالتهميش، وهو ما جعله يقوم ببعض التصرفات التي أكدت للمدير الصورة الموجودة في ذهنه. علمياً يسمى هذا بتأثير بيجماليون Pygmalion effect بناء على أبحاث قام بها رئيس قسم علم النفس بجامعة هارفارد، تقول الدراسة إنه عندما نعتقد أن شخصاً ما سيكون أداؤه عالياً واستثنائياً ونتصرف معه على هذا الأساس، فهو غالباً سيكون كذلك، وإذا تعاملنا معه على أنه شخص سيئ ومستواه متدن، فغالباً سيكون كذلك أيضاً. والسبب في ذلك أن نظرتنا له ستحدد الأمور التي سنركز عليها، والأمور التي سنشكك بها، والطريقة التي سنتعامل بها مع الشخص، والظروف التي سنهيئها له. لذلك من المهم أن نراجع أحكامنا المسبقة للأشخاص، ونبقي توقعاتنا مفتوحة بناء على تجارب حقيقية وليست على توقعات سلبية. @khalid606

3896

| 01 سبتمبر 2021

ما الذي تتقنه؟

في أحد الأيام قلت لأحد زملائي أني سأزور أحد المتاجر لأن لديه تخفيضات، فرد قائلاً: لابد وأن سبب التخفيضات هو كساد البضاعة وسوء جودتها! وفي مرة أخبرته بأني ذهبت بسيارتي المعطلة للصيانة لدى الوكيل، فكان رده بأن الصيانة سيئة لدى هذا الوكيل، وأسعارهم مبالغ فيها، ولكني أجبته بأنهم أصلحوها بدون مقابل كونها لا تزال تحت الضمان! فرد علي: إذاً سيصلحون العطل وسيتسببون في عطل آخر في السيارة! زميلي هذا يمارس التذمر والتشكيك والسلبية بشكل يومي، حتى أصبح يتقنه. صديق آخر يستغرق وقتاً طويلاً في تقليب وتفحص قائمة الطعام في كل مطعم قبل أن يحدد طلبه، وعندما يأتي طبقه فمن عادته أن يتفحص طبقي وأطباق الآخرين في الطاولات المجاورة، ثم يندب حظه لأنه شاهد طبقاً آخر يبدو أشهى. وكذلك الحال عندما نسير بسيارته الجديدة، فهو يظل يراقب السيارات في الشارع ويقول: تلك السيارة أفضل من سيارتي. وعندما يشاهد سيارة تشبه سيارته، يقول بأن لون السيارة الأخرى أفضل. صديقي هذا اعتاد النظر لما عند الآخرين ويتوهم أن ما لديهم أفضل ولا يستمتع بما عنده، حتى أصبح يتقنه. إن أي سلوك تمارسه بشكل يومي، ستتقنه بعد فترة، سواء كان هذا السلوك هو قراءة الكتب، أو التفكر والتأمل، أو ممارسة الرياضة. وكذلك الحال مع السلوكيات النفسية، سواء السلوكيات الإيجابية كالحلم، والصبر، والتغافل، أو السلبية كالتذمر، وتتبع الآخرين، والقلق. تأكد أن الاستمرار في أي سلوك لن يجعلك تألفه ويكون جزءاً من شخصيتك فقط، بل سينقل مستواك في أداء السلوك لمستويات أعلى حتى تتقنه، وسيكون من الصعب عليك التخلي عنه. لذلك احرص على مراجعة سلوكياتك مهما كانت صغيرة، فشخصيتك اليوم هي نتيجة تراكم السلوكيات على مر السنين. @khalid606

4207

| 25 أغسطس 2021

وجّه فضولك

تمر علينا يومياً العشرات وربما المئات من المعلومات والأخبار والمشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي، فالمحتوى مليء ويتم تحديثه بشكل لحظي عن طريق مؤسسات إعلامية أو شركات تجارية أو صانعي محتوى يعملون بشكل فردي أو جماعي، ولكن ما الذي يقبل عليه الناس أكثر ويثير فضولهم للإقبال عليه ومتابعته؟ هناك العديد من المواقع التي تعطيك لمحة عامة عن أكثر ما يقبل الناس عليه، كصفحة Google Trends والتي تتيح لك معرفة أكثر ما يبحث عنه الناس في البلد أو الإقليم الذي تعيش فيه. يقول الخبراء: العقول العظيمة تناقش الأفكار، أما العقول المتوسطة فتناقش الأحداث، بينما العقول الصغيرة تناقش الأشخاص. أو بمعنى آخر، فأصحاب العقول والاهتمامات الصغيرة تسأل "من؟"، وأصحاب العقول والاهتمامات المتوسطة والعادية تسأل "متى وكيف؟"، أما أصحاب العقول والاهتمامات الكبيرة والعميقة تسأل "لماذا؟". من الطبيعي أن تهتم في بعض الأحيان بأمور قد تبدو بسيطة وتافهة، ومن الطبيعي أن ترغب بمشاهدة المقاطع الكوميدية والتمثيليات الفكاهية التي يقوم بها بعض صانعي المحتوى (وإن كانوا يحاولون إقناعك بأنها مواقف عفوية)، ومن الطبيعي أن تجذبك عناوين مثل "شاهد قبل الحذف" و"شاهد فضيحة فلان" وغيرها من العناوين التي هدفها شد أكبر عدد من المشاهدين وزيادة عدد الزيارات وبالتالي زيادة مدخولهم من الإعلانات التي قد تضغط عليها بالخطأ، ولكن الأهم هو أن توجه اهتماماتك وتكبح جماح نفسك، ولا تجعل هذه الأخبار والمشاركات تستحوذ على جل وقتك وتفكيرك، فهذا سيحولك لمجرد شخص مستهلك للمحتوى الرديء، لا هم له سوى التطفل على حياة الآخرين. ومن عجائب زماننا أن أصبح هناك من يشبع هذه الرغبة عند الناس ويقتات من تصوير يوميات حياتهم مع أسرهم أو أصدقائهم على وسائل التواصل الاجتماعي. khalid606

3916

| 18 أغسطس 2021

مخطط بونزي

في عشرينيات القرن الماضي، أقنع (تشارلز بونزي) الناس بأهمية الاستثمار في شركته الجديدة، واستطاع بأسلوبه المميز والساحر أن يقنع 18 شخصاً في الشهر الأول، ومع نهاية الشهر وزع عليهم أرباحاً مجزية، فقام كل واحد منهم بزيادة مبلغ الاستثمار، وأبلغ أصدقاءه وعائلته، ومع الوقت اصطف في طوابير طويلة المتهافتون للربح يحاولون إقناع بونزي بأن يأخذ منهم أموالهم ليستثمرها، وكان يوافق بعد إلحاحهم. ولكن الأرباح المستمرة وغير المعقولة أثارت الكثير من التساؤلات، فانطلقت التحقيقات، ليكتشفوا بأن ما كان يقوم به بونزي هو أنه كان يجمع هذه المبالغ الضخمة بشكل مستمر من الطامعين في الربح، ويوزع منها على البقية مبالغ صغيرة على أنها أرباح، ويحتفظ هو بالباقي. فلو كان مثلاً يستقبل 100 ألف دولار كاستثمارات جديدة، فهو يوزع منها 40 ألف دولار كأرباح، ويتحفظ بالباقي لنفسه. وبالرغم من انقضاء حوالي 100 عام على هذه الحيلة والتي سميت بمخطط بونزي، وبالرغم من معرفة خبراء المال والاقتصاد بها، إلا أنها لا تزال تنطلي على الكثيرين. ولعل أكبر المحتالين هو (برنارد مادوف)، الذي استمر لمدة 40 سنة وهو يحتال على كبار البنوك والمستثمرين، ويقنعهم بأنه يدير صندوقا استثماريا في الأسهم، واستولى على أكثر من 50 مليار دولار. وانفضح أمره في 2008 عندما لم يتمكن من إعادة المبالغ لأصحابها، واعترف لأبنائه بأن ثراءهم كان بسبب احتياله، ولكن أبناءه لم يستطيعوا تحمل العار، فسلموا أبيهم للشرطة، وحكم عليه بالسجن لمدة 150 عاماً، وتوفي في سجنه في ابريل 2021. ستبقى مثل هذه الحيل طالما زاد طمع وجشع الناس، فالمحتال لا يخاطب عقول ضحاياه، بل يخاطب طمعهم وجشعهم وسعيهم للثراء بطريقة سهلة وسريعة، وهو ما لا يقبله العقل، ولكن يتمناه القلب. @khalid606

3978

| 11 أغسطس 2021

النظام الصيني

ابتكرت الصين نظاماً جديداً لتصنيف كل شخص بحسب أخلاقه وسلوكه، حيث يقوم بإضافة درجات عند القيام بعمل إيجابي، وبخصم درجات عند ارتكاب سلوك سلبي. وبناء على هذا التقييم تتم مكافأة الشخص أو معاقبته. تتم مراقبة جميع الأشخاص من خلال تتبع معلوماتهم ونشاطهم على الانترنت، وتتبع مشترياتهم، بل وحتى تتبعهم في الطرقات من خلال كاميرات المراقبة. هناك الكثير من السلوكيات الايجابية التي يمكن للشخص زيادة رصيده بها، كالالتزام بدفع الفواتير في أوقاتها، والالتزام بقواعد المرور، والتبرع بالدم، والتطوع، ولعل من أغربها مدح الحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي. وأما السلوكيات السلبية والتي تنقص من الرصيد فهي كثيرة، ومنها الخداع والغش والمخالفات المرورية، ولعل من أغربها الإفراط في لعب ألعاب الفيديو لساعات طويلة، والغش خلال اللعب، ونشر الأخبار الكاذبة وخطابات الكراهية، وانتقاد الحكومة علناً على وسائل التواصل الاجتماعي، بل وحتى طلب وجبة من مطعم وعدم الحضور لاستلامها. كما تستطيع الحكومة من خلاله تشكيل السلوك الاستهلاكي وتوجيهه، فإذا ذهب الأب لشراء حليب وحفاضات لابنه، فهذا سيزيد من رصيده، ولكنه لو اشترى السجائر، فسينقص رصيده. ونتيجة ذلك، كلما كانت درجاتك أعلى خلال حياتك، ستحصل على وظيفة بشكل أسرع، وستسهل إجراءاتك الحكومية بشكل كبير، والعكس صحيح. قد يجد البعض أنه نظام جيد لضبط سلوكيات المجتمع، ولكن يقول الباحثون بأن النظام قد يُستَغل لتوجيه الأفكار أيضاً، وتكميم الأفواه، والنيل من خصوم الحكومة. ويعلق البعض بأن الصين -ذات الحكم الشيوعي الملحد، وبها أكبر نسبة ملحدين في العالم بأكثر من ٦٥٪ من الشعب- أوجدت نظاماً يشبه نظام الثواب والعقاب في الأديان، ولكن هنا تقوم الحكومة بدور الإله!. فهل تعتقد بأن تطبيق هذا النظام مفيد؟ أم أنه مقيد وينتهك الخصوصية؟ ‏@khalid606

4382

| 04 أغسطس 2021

علمني أبي

لعل هذا المقال هو أصعب مقال أكتبه، وذلك بسبب توقيته، وصعوبة الموقف، وعظمة الرجل الذي أكتب عنه. خلال فترة حياتي، تعلمت دروساً عظيمة وكثيرة من والدي، فضيلة الشيخ عبدالقادر العماري، والذي وافته المنية يوم الخميس ٢٥ مارس ٢٠٢١ ميلادية، الموافق ١٢ شعبان ١٤٤٢ هجرية. وبالرغم من كثرة الدروس والمواقف التي تعلمتها منه والتي ستحتاج لمجلدات لتدوينها، ولكن سأحاول هنا أن أوجز بعضاً من أهم ما تعلمته: •اجعل التحصيل العلمي أعلى وأهم أولوياتك، خصوصاً في بداية حياتك: تشجع وتحمس لطلب أعلى درجات العلم، واجعله هدفاً رئيسياً في حياتك (قبل المال أو الوظيفة أو أي هدف آخر)، فبالعلم ستستطيع أن تحقق كل أهدافك الأخرى، فلا تتنازل عنه مهما كان. •كن عظيماً وراقياً: في حديثك، واهتماماتك، وسلوكك، وعطائك، وأخلاقك، وعلاقاتك، وفي مختلف نواحي حياتك. وارتقِ وانأ بنفسك عن السفاهات والإسفاف وتوافه الأمور، ولا تجعل اهتماماتك سطحية وتافهة، ولا تجالس من هم كذلك، ولا تتواجد في أماكنهم. وانتقِ جلساءك وندماءك من أصحاب الدين والأخلاق والهمم العالية. •لا تهمل القراءة والاطلاع: مهما بلغت مشاغلك اليومية، فلا تهمل أبداً قراءة الكتب والاطلاع على الأخبار من حولك، فهذا سيوسع مداركك، وسترتقي فكرياً بشكل مستمر، وسيتكون لديك رابط قوي بين الفهم العلمي العميق، والواقع المعاصر الذي تعيش فيه. •كن قريباً من الناس: بزيارتهم، وتلبية دعواتهم، ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم، مهما بلغت مشاغلك في الحياة، ولا تقطع حبل الود والتواصل مع زملائك وأصدقائك القدامى. •كن سيفاً للدفاع عن الحق والدين: لا يجب أن تسكت عمن ينشر الأفكار الخبيثة ويدس السم في العسل، أو يهاجم الدين ومقدساته. كن سيفاً مرفوعا ضدهم. ولا تقف أبداً مدافعاً عن الباطل أو مبرراً لموقفه، ولو حتى بالسكوت عن الصدح بالحق، مهما كانت المغريات، أو العواقب. •لا تتنازل عن مبادئك وقيمك: خلال حياتك ستمر عليك الكثير من المواقف (الصغيرة أو الكبيرة) التي ستختبر مدى التزامك بمبادئك وقيمك التي تدعيها. الالتزام بالمبادئ والقيم صعب وثقيل، وهنا تظهر معادن الرجال، وتظهر مبادئهم وقيمهم وأولوياتهم الحقيقية. •ثق بأن كل شيء بيد الله: لا ينبغي لك أن تربط مصيرك ومستقبلك بشخص، أو منصب، أو أُعطية، أو غيرها من الأمور، فكل شيء قد يتغير ويتبدل في ليلة وضحاها. ولو آمنت بذلك فعلاً واستشعرت أن مصيرك في يد الله وحده؛ فلن تحتاج للتملق لأحد مهما بلغت مصلحتك معه، أو السعي خلف منصب أو مكانة تظن أنها لك، وستعيش بنزاهة وكرامة وعزة تستمدها من إيمانك بالله، وبأن كل شيء بيده سبحانه. •كن قريباً من الله: بطاعته سبحانه والمواظبة على الصلاة وارتياد المساجد، واجعل سرك مثل علانيتك، فهذا سيعينك في مواقف صعبة ستحتاج فيها إلى رعاية إلهية لتحفظك، وسيفتح الله لك أبواباً لم تكن لتظن أنها ممكنة. كما أنه سيحفظك عندما تبلغ من العمر عتياً وسيجعل لسانك يلهج بذكر الله، بدلاً من أي كلمات قد تكون محرجة لك ولسنك. •احذر من التكبر والغرور: فهو من أسوأ الصفات التي قد تصيب أي انسان حقق أي نجاح في حياته، فاحذر منه كل الحذر، كما أنه من الأسباب التي قد تجعلك تخسر كل ما بنيته. •كن جابراً للعثرات: يمر الناس بالكثير من العثرات في الحياة، وتمنعهم كرامتهم من طلب المساعدة، فمن المروءة أن تتفقد أحوالهم وتساعدهم وتجبر عثراتهم، بلا منٍ ولا تذكير. هذا ليس سوى غيض من فيض مما تعلمته -انا وغيري ممن عاشروه- منه، فقد كان مدرسة بحق، وأوتي من الحكمة الشيء الكثير، بشهادة الكثيرين ممن قاموا مشكورين بتأدية واجب العزاء، وأثنوا عليه وعلى دماثة أخلاقه وغزارة علمه وسداد بصيرته. نسأل الله سبحانه ألا يحرمنا أجره ولا يضلنا بعده، ويجمعنا به على سرر متقابلين في جنات النعيم. @khalid606

6102

| 31 مارس 2021

من سره زمن ساءته أزمان

في بداية الستينيات أعلن محمد رضا بهلوي، ملك إيران (أو الشاه، بالفارسية)، عن إصلاحات كبيرة وجذرية في بلاده أسماها "الثورة البيضاء"، ففتح البلاد على مصراعيها على الغرب اقتصادياً وثقافياً، بهدف تغيير الصورة القديمة وإنشاء دولة عصرية علمانية ذات قوة اقتصادية كبيرة، وتغيير نمط الحياة ليصبح كالدول الغربية. فقضى على كبار الإقطاعيين وقسم ثرواتهم، وعمل على تقوية أجهزة المخابرات والشرطة السرية ومن أهمها "سافاك" والذي أصبح من أقوى أجهزة المخابرات في العالم، مما ساعده على القضاء على خصومه وقمع كل صوت معارض لتوجهاته، وبسط نفوذه الكامل. وخلال سنوات قليلة تبدلت ملابس وطبائع الناس في المدن الكبيرة، وتضاعفت ثروة الملك، وأصبحت بلاده ضمن البلدان العصرية والتي يقصدها السياح من كل مكان. أعجب الشاه بنفسه بعد هذه الإنجازات وأصابه جنون العظمة، وأطلق على نفسه لقب "ملك الملوك" (أو شاهنشاه، بالفارسية)، وتوجت هذه الانجازات في ١٩٧١ بإقامة أكبر وأغلى احتفال في التاريخ، بمناسبة مرور ٢٥٠٠ عام على إقامة أول مملكة فارسية (والتي أسسها كورش في القرن السادس قبل الميلاد). أقيم الحفل بمدينة تخت جمشيد الأثرية واستمر لعدة أيام، وحضر حكام وسياسيون وشخصيات بارزة من أنحاء العالم، ومن أجل الاحتفالية قام ببناء منتجع ضخم من الخيام الفاخرة لاستضافة المدعوين، وتزيين المنطقة الصحراوية بآلاف الأشجار، واستورد آلاف العصافير لتحلق فوق المدينة (مات غالبيتها بسبب الحرارة الشديدة)، وجلب بالطائرات أفخر الأطعمة والمشروبات الفاخرة من فرنسا ودول أخرى، وكانت الحفلات والاستعراضات العسكرية والتاريخية والترفيهية تدهش الحاضرين طوال اليوم. لم يتخيل أي من الحاضرين أنه خلال ٨ سنوات فقط سيسقط حكم بهلوي ويهرب للخارج، في مشهد مأساوي غريب، ولكن هذا هو حال الدنيا المتقلبة، وهو الحال الذي يغفل عنه الكثيرون. Twitter: @khalid606

3260

| 24 مارس 2021

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

3984

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1728

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1569

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1410

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1158

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1011

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

879

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

648

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

606

| 04 ديسمبر 2025

549

| 01 ديسمبر 2025

أخبار محلية