رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الوقت يطير

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يساورنا شعور بأنه لم يمر سوى وقت قصير جداً على انتهاء رمضان الماضي، وأن الوقت يسير أسرع من السابق. فقد كانت السنة تمر ببطء، ونستمتع بها بشكل أكبر، وتحدث بها أحداث كثيرة. بينما في وقتنا الحالي نشعر وكأنه لم تحدث أي أحداث تذكر، ولا نستطيع تذكر كيف مرت الشهور الماضية بهذه السرعة. فما هو السبب في هذه الظاهرة؟ يرجح الباحثون أن السبب في ذلك هو تقدمنا في السن. فالسنة بالنسبة لطفل عمره ١٠ سنوات هي ١/١٠ من عمره، إذن فهي فترة تعتبر كبيرة بالمقارنة مع عمره الذي عاشه، بينما بالنسبة لشخص عمره ٤٠ عاماً فهي ١/٤٠ من عمره، أي مدة قصيرة لا تكاد تذكر. وكذلك لو حسبنا ١٠ سنوات، فهي لذلك الطفل هي عمره كله، بينما للشخص الذي بلغ ٤٠ سنة فهي ربع عمره فقط. أي أنه كلما تقدمنا في العمر وزاد عدد السنوات، فإن نظرتنا للسنة الواحدة تصغر وتصغر. من ناحية أخرى، فبالنسبة للطفل، فإن أغلب التجارب والأحداث التي ستمر عليه سيشهدها للمرة الأولى، أما بالنسبة لك عزيزي القارئ فإن هذه الحوادث قد تكررت سابقاً. فخلال سنة واحدة، كم حدث ستراه للمرة الأولى؟ وفي المقابل كم حدث سيراه الطفل للمرة الأولى؟ وعقل البشر يتذكر المرات الأولى بشكل أفضل من المرات المتكررة. فقد تستطيع تذكر أول رمضان صمت به، ولكن من الصعب عليك أن تتذكر رمضان قبل ٣ سنوات. والسبب في ذلك هو أن عقلك سجل ذكريات المرة الأولى بشكل أفضل. وكذلك الحال لأول يوم في الوظيفة، فستتذكره بشكل أفضل من اليوم رقم ٢٠٠٠! أسأل الله أن يبارك لكم في أوقاتكم، ويبلغكم رمضان بأفضل حال. Twitter: khalid606

761

| 30 مارس 2022

هل استأذنت طفلك؟

يعمد الكثير من الناس على نشر صور لأطفالهم على منصات التواصل الاجتماعي؛ غالباً بهدف جمع عدد أكبر من الإعجابات والتفاعل، فالغالبية - بمختلف أطيافهم - يحبون صور الأطفال ويتفاعلون معها. وبعضهم من باب التباهي أيضاً بأطفاله ومواهبهم. ولكن المشكلة هي أن هذه الصورة ستبقى للأبد على منصات ومواقع الإنترنت. وقد تكون بعض هذه الصور مخجلة للطفل عندما يكبر. تشير الإحصائيات بأن ٩٢ ٪ من الأطفال بعمر السنتين في الولايات المتحدة لهم صور على الإنترنت، والكثير منهم بدأ أهله بنشر صوره حتى قبل أن يولد، عندما كان جنيناً في بطن أمه، بينما أمه تنشر صور السونار. هذا بالإضافة لصوره وهو نائم، أو وهو يستحم، أو فيديو لخطواته الأولى، أو عندما يحاول تناول الطعام وقد غطى الطعام وجهه. هذه الظاهرة في الإفراط في نشر صور الأبناء أطلق عليها لقب Sharenting، وهي دمج بين كلمتي مشاركة Sharing وأبوة Parenting. تكمن المشكلة في أن الكثير من الأطفال عندما يكبرون قد تحرجهم هذه الصور، خصوصاً أنها قد تعتبر انتهاكاً لخصوصية الطفل. ووصل ببعض الأطفال أن يتوجهوا للمحاكم لمقاضاة آبائهم، كما حدث مع فتاة نمساوية شكت للمحكمة أمها وأبيها اللذين شاركا أكثر من ٥٠٠ صورة خلال عدة سنوات، ومنها صور اعتبرتها محرجة لها. وفي بعض الدول كإيطاليا وفرنسا، يقر القانون أحقية "من يظهر في الصورة" كمالك للصورة (وليس المصور فقط كالكثير من الدول)، وهذا ينطبق حتى على الأطفال. لعل من النادر أن يلجأ الابن للمحكمة ليشكو أبويه، ولكن المؤكد أن الكثير من الأطفال سيشعرون لاحقاً بالخجل والإحباط بسبب بعض الصور التي يشاركها والداه على الإنترنت. لذلك فاحرص على ألا تنشر إلا الصور التي سيفخر بها ابنك بعد أن يكبر. @khalid606

611

| 23 مارس 2022

المواطنة الرقمية

أنت - كمواطن صالح - تعيش ضمن مجتمع وفق قوانين وأعراف وسلوكيات للتعامل مع الآخرين. وينبغي على كل شخص أن يملك المهارات والمعلومات والأخلاق المناسبة حتى يتمكن من التواصل والتعامل بشكل سليم وآمن مع البشر من حوله، وذلك يشمل الحوارات، والتعاملات التجارية، وغيرها من المعاملات. وكذلك الحال في الفضاء الرقمي؛ فينبغي على الشخص الإلمام بمهارات التعامل مع التكنولوجيا، بالإضافة للأخلاقيات والسلوكيات المناسبة للتعامل الرقمي الفعال والآمن والسليم. وهو ما يطلق عليه المواطنة الرقمية Digital Citizenship. ولأهمية المواطنة الرقمية كإحدى سمات العصر الحديث، تقوم الكثير من الدول بإضافة هذا الموضوع في مناهجها الدراسية لطلاب المدارس، وتعليمهم أهم المواضيع التي ينبغي أن يتنبه الشخص لها، ومنها على سبيل المثال: • الاحترام: فالمستخدم في الفضاء الرقمي يشعر بأنه مخفي خلف الشاشة، وهو ما يسمى بتأثير تثبيط الكبح Disinhibition Effect، مما يجعله مندفعاً في تعليقاته وانتقاداته اللاذعة المتنمرة. • حماية الهوية الرقمية: من المحتالين الذين ينتحلون هويات أشخاص أو منظمات أخرى Catfishing، للحصول على الأموال أو المعلومات. • البصمة الرقمية Digital Footprint: وهي كل ما يقوم به الشخص في الإنترنت، سواء تغريدات، أو صورا، أو فيديو، أو حتى عمليات البحث، والمواقع التي قام بزيارتها. فهذه البيانات تبقى للأبد في سجلات ومواقع الإنترنت. • حقوق الملكية الفكرية Copyright: ففي العصر الرقمي أصبح من السهل إساءة استخدام هذه الحقوق، لذلك فلابد من الوعي بالحقوق القانونية لأي شيء على الإنترنت. • المخاطر المرتبطة باستخدام الفضاء الرقمي: خصوصاً ما يتعلق بالخصوصية، أو التسوق والدفع الإلكتروني، وغيرها من المخاطر التي ينبغي الإلمام بها والتعرف على الطرق السليمة للتعامل بها. هناك الكثير من المواضيع الأخرى المتعلقة بهذا الموضوع المتشعب والكبير، وينبغي على كل شخص التنبه إليها والتعرف عليها. Twitter: @khalid606

3489

| 16 مارس 2022

دورة حياة المنتجات

عندما تشتري أي سلعة، سواء كانت سيارة، أو جهاز جوال، أو ثلاجة، أو أي سلعة أخرى، فإنها ستبقى معك لسنوات قليلة، ثم ستشتري نسخة جديدة من نفس السلعة، وستتخلص من القديمة، فهل هذا الأمر محض صدفة، أم أنه متعمد ومخطط؟. في بدايات القرن الماضي كانت مصانع المصابيح الكهربائية تصنع مصابيح تعمر لفترة طويلة تقدر بـ ٢٥٠٠ ساعة، ولكن بعد فترة تشبع السوق وتباطأت المبيعات، فاجتمع ملاك ومديرو هذه الشركات واتفقوا على تخفيض جودة المصابيح وتحديد عمر محدد لها بـ ١٠٠٠ ساعة عمل فقط، وبعدها يتعطل المصباح ويصبح لزاماً على الناس استبدالها بمصابيح جديدة. وفي نفس ذلك العام خرجت شركة جنرال موتورز الأمريكية للسيارات بفكرة إجراء تعديلات على تصميم السيارات بشكل سنوي لإقناع المستهلكين بضرورة شراء سيارات جديدة، مما زاد مبيعات الشركة بشكل كبير، وتبعهم بقية المنتجين بنفس الاستراتيجية، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت جميع السلع تتبع هذه الاستراتيجية، وهو ما يسمى بالتقادم المخطط Planned Obsolesce. بل إن بعض شركات التكنولوجيا أطلقت سياسة منع الإصلاح بعد فترة محددة، أما شركات الملابس فتقوم بإنتاج ملابس بألوان ومواد مختلفة، لتمنح إحساساً بانتهاء الموضة القديمة وظهور أخرى جديدة. تدعي الشركات بأنها تقوم بتحسينات مستمرة، ولكن لو كان ذلك صحيحاً فهذا يعني أنه بعد فترة ستظهر منتجات مثالية تعمر لفترة أطول، ولكن هذا لم ولن يحدث. وحتى الآن لا توجد قوانين صارمة لمنع الشركات من التقادم المخطط، سوى بعض المحاولات هنا وهناك، مثل فرنسا التي ألزمت الشركات بوضع التاريخ المحدد لنهاية عمر المنتج، وحتى تظهر قوانين منصفة للمستهلكين تمنع هذه الممارسات، فعلينا التنبه لها والسعي لتغييرها عن طريق تقليل الإقبال على النسخ الجديدة، لمجرد أنها جديدة. @khalid606

3269

| 09 مارس 2022

سيادة البيانات

عندما تستخدم أحد برامج توصيل طلبات المطاعم، فإن التطبيق سيعرف عنك الكثير من المعلومات، مثل اسمك ورقم هاتفك وعنوان منزلك، وربما عنوان منزل ابن عمك، والمجلس الذي تجتمع فيه مع أصدقائك (بما أنك طلبت التوصيل لهذه الأماكن)، بالإضافة طبعاً لقائمة طلباتك من المطاعم، وبتحليل هذه البيانات، سيتعرف التطبيق على ذوقك في الطعام، وعاداتك الغذائية، وربما الاجتماعية من خلال طلبات العزائم، وسيتمكن من تقدير مستواك المادي من خلال حجم ونوع الطلبات، وغيرها من المعلومات عنك وعن طريقة حياتك. كذلك الحال مع مواقع التسوق، وحجوزات السفر، ومواقع بث الأفلام المشترك بها، وغيرها من المواقع التي تضع فيها بياناتك وتستخدمها لأي غرض كان، أما أكثرها معرفة بك وبتفاصيل حياتك وآرائك وصورك، وأفراد عائلتك وشبكة أصدقائك وعلاقاتك، هي وسائل التواصل الاجتماعي، وموقع البريد الإلكتروني الذي تستخدمه. ولأهمية هذا الموضوع، وبسبب الحوادث الكثيرة والمتكررة لتسريب مثل هذه البيانات، وفضائح بعض المواقع في انتهاك هذه البيانات لبيعها أو تحليلها واستخدامها لأغراض تجارية وتسويقية، وربما سياسية، قامت الدول بسن قوانين لحماية البيانات الشخصية، وهو ما يسمى بسيادة المعلومات الشخصية Personal Data Sovereignty. فالقانون في معظم الدول، ومنها قطر، يمنع المواقع والشركات من معالجة البيانات إلا بعد الحصول على موافقة الشخص، وحتى في حال الموافقة، فإن القانون يمنع المعالجة إلا في إطار الشفافية والأمانة واحترام كرامة الإنسان، كما يلزمها بعدم الإفصاح عن هذه البيانات، واتخاذ الإجراءات الكافية لحمايتها، وتصل غرامة الإخلال بهذه القوانين في قطر إلى 5 ملايين ريال. ولكن تبقى مسؤوليتنا في أخذ الحيطة والحذر بعدم مشاركة المعلومات التي لا نرغب في انتشارها أو لا نرغب لأطراف أخرى في معرفتها، خصوصاً المواقع المجهولة أو التي لا تخضع لهذه القوانين.

3826

| 02 مارس 2022

غسيل الأدمغة

انتشرت في الولايات المتحدة وأوروبا ظاهرة اجتماعية غريبة، وهي ظهور طوائف تعتنق عقائد وأفكاراً جديدة وغريبة وغير واقعية ولا منطقية، ولها أتباع يؤمنون بها، وتسمى Cult. منها طائفة تدعي بأن هناك دينا فضائيا، فقاموا بانتحار جماعي في يوم محدد حتى يتحولوا لدعاة في الفضاء. وطائفة وضعت تاريخاً لنهاية العالم، وفي ذلك التاريخ وجدت الشرطة الكثير منهم إما منتحرين أو مقتولين. والطائفة الأكثر غرابة هي التي أمرهم زعيمهم بالانتحار، فشرب حوالي ١٠٠٠ شخص السم وماتوا جميعا. قام الباحثون بدراسة أسباب اتباع الناس لهذه الطوائف، وطريقتها في غسل أدمغة الأتباع وإخضاعهم، فخرجوا بهذه الوصفة لغسيل الأدمغة: 1- قائد بشخصية كاريزمية مسيطرة، ومهارة عالية في الخطابة والإقناع. 2- نشر اليأس والإحباط بين الناس، وإبراز مساوئ المجتمع والحياة. 3- جعل الشخص (الضحية) مركز الاهتمام، وإشعاره بأنه شخص مهم ومحبوب. 4- طرح أفكار الطائفة بشكل تدريجي، وعرضها على أنها حلول لمساوئ ومشاكل المجتمع. 5- لا يطلقون على أنفسهم طائفة، وإنما حركة، أو مجموعة، أو علم جديد، أو أي شيء آخر. 6- تشكيل العالم الخارجي في أذهان الأتباع من خلال معلومات مغلوطة وإقناعهم بأن المجتمع خارج هذه الطائفة هم أعداء متربصون. وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي، زادت هذه الطوائف بشكل كبير - تحت مسميات مختلفة، فتجد الكثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي يقولون كلاماً معسولاً يبدو عقلانياً ويلامس المشاعر ويخفف الأعباء، وبعد حصولهم على عدد كبير من المتابعين والمؤيدين، ينشرون بعض الأفكار والطقوس المغلفة على أنها حلول للمشاكل الشخصية والاجتماعية وتحديات الحياة. والكثير منها يتناقض مع عقيدتنا، ويستخدمون ذات الأساليب السابقة للسيطرة على الآخرين وإخضاعهم. لذا ينبغي تنبيه أبنائنا من هذا الخطر، فالكثير قد يقعون ضحايا لهذه المصائد. @khalid606

4533

| 23 فبراير 2022

ما سبب كل التعاطف مع ريان؟

في عام ١٩٨٧ سقطت الطفلة جيسيكا ماكلير وعمرها ١٨ شهراً في بئر بولاية تكساس الأمريكية. حضر الدفاع المدني، ولكن إنقاذ الطفلة لم يكن سهلاً مما استدعى فرق إنقاذ وحفر متخصصة. تجمهر الناس، ووصل الخبر لوسائل الإعلام المحلية وحتى القنوات الإخبارية (وأهمها CNN) والتي كانت تنقل تقدم عمليات الإنقاذ وتابعها ملايين الأمريكيين بمن فيهم الرئيس. وفرح الأمريكيون بخروج الطفلة بعد عملية إنقاذ استمرت ٥٨ ساعة. ولعل بعض القراء شاهدوا القصة من خلال فيلم "طفلة الجميع"، والذي أنتج عام ١٩٨٩ ليوثق تفاصيل الحادثة. أجريت الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية لتفسير سبب التعاطف الكبير بهذه الحادثة بالرغم من أن هناك الملايين يعيشون ظروفاً أصعب تحت وطأة الحروب، أو المجاعات، أو التهجير القسري، وغيرها من الكوارث. أثبتت الدراسات بأن الإنسان يتعاطف بشكل كبير مع ضحية واحدة، ولكن هذا التعاطف يخفت ويتضاءل كلما زاد عدد الضحايا، لذلك فهو يسمى علمياً بخفوت التراحم Compassion Fading، أو انهيار التراحم Compassion Collabs. ويعزو الباحثون ذلك إلى أن قدرة الإنسان على استيعاب التعاطف محدودة، فإذا زاد على الحد الذي يستطيع الإنسان تحمله، فيخفت وينهار ويصبح بعدها عدد الضحايا مجرد رقم. كما أثبتت بأن الإنسان يتعاطف مع الصور والأسماء والقصص الفردية، أكثر من الأرقام والإحصائيات. كانت إحدى الجمعيات الخيرية الأوروبية تجمع يومياً حوالي ٨٠٠٠ دولار للاجئين. ولكن بعد ظهور صورة الطفل ايلان وهو ملقى على الشاطئ، قفزت التبرعات إلى ٤٣٠ ألف دولار. ولعلكم تذكرون كيف تفاعل الناس عام ٢٠٠٠ مع مشهد استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة، بينما هناك الآلاف الذين استشهدوا قبله، وبعده. كل هذا يفسر سبب التعاطف الواسع مع فاجعة الطفل المغربي ريان. نسأل الله أن يجعله شفيعاً لأهله. @khalid606

5763

| 16 فبراير 2022

قاعدة 1 – 10 – 100

قامت تركيا ببناء أكثر من ٤٠٠٠ بحيرة إطفاء صناعية في الغابات لمواجهة احتمال اندلاع حرائق. ففي حال اندلاع حريق في الغابات، تقوم المروحيات بحمل حاوية عملاقة تغمسها في البحيرة وتملأها بالماء، ثم ترشها مكان الحريق وتعود مرة أخرى للبحيرة القريبة في دقائق معدودة. وعندما اندلعت الحرائق في صيف ٢٠٢١، استطاعت في غضون أيام قليلة السيطرة عليها، بينما في العادة تستغرق هذه المهمة عدة أسابيع، تكون خلالها قد التهمت النيران مساحات شاسعة، وتدمير قرى بأكملها. فتكلفة بناء هذه البحيرات الصناعية قد تصل لملايين الدولارات، ولكنها منعت حدوث كارثة تصل خسائرها للمليارات. هناك مبدأ من مبادئ إدارة الجودة تسمى قاعدة ١ – ١٠ – ١٠٠، والتي تعني أنه إذا كانت تكلفة منع الخطأ أو الكارثة دولاراً واحداً، فإن تكلفة معالجة الخطأ أو الكارثة وقت حدوثها - عند الاستعداد لها - ستكون ١٠ دولارات، ولكن عند تجاهل حدوث الأخطاء والكوارث ستكلف ١٠٠ دولار. في إحدى الدول، كانت إحدى شركات الاتصالات تمتلك بعض الأجهزة القديمة، والتي كانت تعمل بشكل طبيعي. لذلك استكثرت إدارة الشركة دفع الأموال لتطويرها واستبدالها بأجهزة حديثة، والتي كانت ستكلف حوالي مليون دولار. ولكن في أحد الأيام تعطل أحد هذه الأجهزة، مما أدى لانقطاع الاتصالات في كل الشبكة. وبما أن الجهاز كان قديماً، فلم تتمكن الشركة من إصلاحه، واضطرت لاستبدال جميع الأجهزة المتصلة بهذا الجهاز المتعطل، نظراً لأن الأجهزة الأخرى القديمة لن تعمل مع الجهاز الجديد في حال استبداله. واضطرت الشركة لدفع ملايين الدولارات لشراء أجهزة حديثة على وجه السرعة، بالإضافة لخسارة سمعتها ومكانتها عند المشتركين. وتعلمت الشركة درساً قاسياً بأن تكلفة منع الأخطاء والكوارث، أو الاستعداد لها، أقل بكثير من تكاليف علاجها عند حدوثها. Twitter: @khalid606

7619

| 09 فبراير 2022

من حيّل الإقناع الخاطئة

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حيل كثيرة لنشر الآراء وإقناع الناس ببعض الأفكار بعيداً عن المنطق، هذه الحيل ليست بالجديدة، بل استخدمت في السابق من قبل البعض لنشر أفكارهم ومناكفة خصومهم، كما كان يحدث في الاتحاد السوفييتي وألمانيا النازية وغيرهما، وتمت دراستها وتصنيفها علمياً، وهي كثيرة جداً، ولكني في هذا المقال سأستعرض عدداً منها مما وجدته شائعاً: • الشخصنة Ad hominem: وهي أن تتم مهاجمة الشخص نفسه بدلاً من الرد على الفكرة أو المعلومة التي تم طرحها، كأن يقوم مذيع بإذاعة خبر لا يعجب البعض، فيقومون بمهاجمته على وسائل التواصل ومحاولة كشف حياته الشخصية، كمحاولة لطمس مصداقية الخبر. • ماذا عن Whataboutism: وهو عندما يأتي شخص ليناقش شيئاً سلبياً، ثم يرد شخص "وماذا عن ..؟" ويستعرض عيباً آخر في ذلك الشخص بدلاً من أن يدحض الحجة نفسها، كأن يأتي شخص أمريكي لينتقد حرية التعبير في الصين، ثم يأتي صيني ليرد: وماذا عن المشردين بلا مأوى في بلادكم!. • النمطية Stereotype: وهي عندما يتم خلق صورة نمطية لمجموعة من الأشخاص، كأن تتم إشاعة وتكرار وصم أتباع مذهب أو عرق معين بأنهم إرهابيون. • كبش الفداء Scapegoating: وهو إلقاء اللوم عن تردي الأوضاع في دولة ما على شخص، أو جماعة، أو دولة أخرى، بدلاً من توجيه التفكير لطرح حلول حقيقية للمشاكل. • سمكة الرنجة الحمراء Red Herring: وهي فتح موضوع آخر أثناء النقاش لا علاقة له بالموضوع الأساسي لتشتيت الانتباه، كأن يعبر شخص عن استيائه بسبب ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة، فيرد عليه آخر بأن البلاد في نعمة وأن الأمن والأمان مستتبان، ولا توجد حالات انتحار منتشرة! هذه بعض أشهر حيل الدعاية Propaganda techniques المستخدمة، فاحذر منها. Twitter: @khalid606

6386

| 01 فبراير 2022

نزاهة محركات البحث

نحن نعتمد كثيراً على محركات البحث في الإنترنت (مثل جوجل) للوصول لأي معلومة أو خبر. ونعتقد بأن قائمة نتائج البحث حقيقية وكاملة وتعكس معظم المواقع الإخبارية. ولكن هل تساءلت عما إذا كانت نتائج البحث هي النتائج الكاملة ولم يتم التلاعب بها عن طريق إخفائها أو إعادة ترتيبها لتظهر لك النتائج التي يريدك محرك البحث أن تشاهدها فقط؟ تقوم المواقع بتعديل نتائج البحث لتظهر نتائج مختلفة من شخص لآخر؛ بناء على معرفة الموقع بشخصيتك واهتماماتك وسلوكك وموقعك الجغرافي، وغيرها من المعلومات التي يقوم الموقع بجمعها عنك مع كثرة استخدامك لها عبر السنوات. فمثلاً لو كنت من عشاق كرة القدم وبحثت عن كلمة "برشلونة"، فستظهر لك مواعيد مباريات نادي برشلونة، والأخبار المتعلقة به. بينما لو كنت محباً للسياحة وليس لديك اهتمام بكرة القدم وبحثت عن نفس الكلمة، فستظهر لك قائمة مختلفة تماماً، تحتوي على الأماكن السياحية في مدينة برشلونة وفنادقها، ومواعيد رحلات الطيران. قد يبدو ذلك أفضل وأسهل بالنسبة لك، ولكن ماذا لو أراد القائمون على محرك البحث -عمداً- إخفاء بعض المعلومات عنك، أو توجيهك لرأي معين، فسيكون ذلك سهلاً؛ عن طريق تعديل خوارزميات البحث لتتناسب مع رغبتهم، خصوصاً وأن هذه المواقع تملك الكثير من المعلومات عنك. وهذا خطير جداً خصوصاً في ظل تحكم بعض الدول والتيارات السياسية بهذه المواقع، وهناك الكثير من الشواهد والحالات لتوجيه الرأي العام عن طريق هذه المواقع. حتى الآن لا توجد قوانين وضوابط تحدد طريقة عمل محركات البحث، ولذلك ينادي الكثيرون - في الغرب- بسن قوانين لمراقبة نزاهة خوارزميات شركات التكنولوجيا. وحتى تسن هذه القوانين، عليك أن تعلم بأنك عرضة للتلاعب وتوجيه رأيك نحو ما ترغب فيه هذه الشركات. Twitter: @khalid606

6764

| 25 يناير 2022

أسرار السعادة

في عام ١٩٣٨ بدأت جامعة هارفارد بدراسة حياة ٧٢٤ شخصاً، منهم طلاب بالجامعة، بالإضافة لمراهقين في أحد الأحياء الفقيرة. وقامت بشكل دوري بدراسة أدق التفاصيل في حياة الذين خضعوا للدراسة في مختلف مراحل حياتهم، فمنهم من أصبحوا أطباء، وسياسيين، وعاملي بناء، ومنهم من كان فقيراً جداً ووصل لأعلى المراتب، ومنهم من كان غنياً وأمسى فقيراً، بل إن أحدهم أضحى رئيساً للولايات المتحدة (جون كينيدي). لا تزال الدراسة مستمرة حتى اليوم، وتعاقب عليها عدة فرق من الباحثين. كما أضيف لاحقاً للدراسة الجيل الثاني من أبناء من خضعوا للدراسة. لذلك فهي تعتبر أطول دراسة علمية في التاريخ. وفي كل فترة يقوم الباحثون بنشر نتائج دراستهم، وحتى الآن وبعد أكثر من ٨٠ عاماً، خرج الباحثون ببعض النتائج الرئيسية، سأوجز أهم ثلاثة دروس خلصت بها الدراسة لمعرفة أسرار السعادة: 1) المال والمنصب والشهرة ليست معايير حقيقية للسعادة، فهذه الأمور قد تزول، وحياة الإنسان تنقلب في لحظات، فلا ينبغي الحكم على شخص بأنه سعيد وناجح بالنظر لفترة محددة من حياته، فالسعادة ينبغي النظر لها لتكون أكثر شمولية في حياة الإنسان. 2) التعامل العقلاني مع الانتكاسات، والتأقلم السريع مع تقلبات الحياة، من أهم مفاتيح السعادة، أو نستطيع أن نطلق عليه الرضا بالقضاء والقدر. 3) وهو الأهم، متانة العلاقات العائلية والاجتماعية هي أهم عامل للعيش بسعادة وبصحة نفسية وجسدية جيدة. فكلما زاد استقرار العلاقات في سن الخمسين، تحسنت صحة الشخص في عمر الثمانين. هذه النتائج توجه البوصلة للاتجاه الذي ينبغي أن نستثمر وقتنا وجهدنا. ولعلنا نضيف أيضاً العلاقة مع الله، لإيماننا بأن السعادة لا تأتي إلا بتوفيق الله لنا، فهو المعين في حياتنا قبل كل الأسباب الحياتية. Twitter:@khalid606

7629

| 19 يناير 2022

جنون التوليب

في أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر دخلت هولندا عصرها الذهبي وعاشت فترة ازدهار اقتصادي لم تمر عليهم سابقاً، وأصبحت من أغنى دول العالم. وأمسى الكثير من الهولنديين أغنياء في فترة وجيزة. وهو ما جعلهم يتسابقون لاقتناء السلع والمقتنيات الثمينة للتفاخر فيما بينهم. وفي تلك الأثناء وصلت إليهم من تركيا زهرة كانت جديدة عليهم، وهي زهرة التوليب. انبهر الهولنديون بتلك الزهرة الجميلة وبدؤوا بزراعتها. وكانت بعض الزهور تصاب بفيروس غير ضار فتخرج بلونين مختلفين مما يضفي عليها جمالاً وجاذبية. لذلك حرص الهولنديون الأثرياء على اقتناء التوليب، وخصوصاً ذات الألوان المختلفة. وأصبحت رمزاً للثراء والرفعة الاجتماعية. بل إن الزهرة الواحدة تعتبر مهراً مقبولاً للزواج بين العائلات. وأدى الإقبال الشديد عليها إلى ارتفاع سعرها في الأسواق المحلية، وتحقيق أرباح كبيرة لمقتنيها في فترة وجيزة. فهرع الهولنديون لشراء بصيلات التوليب لإعادة بيعها بسعر أعلى. حتى وصل سعرها لمبالغ خيالية، لدرجة أن سعر الزهرة الواحدة وصل لأعلى من سعر منزل في وسط أمستردام، ويقدر الخبراء بأن سعرها وصل في ذروة الإقبال عليها عام ١٦٣٧ لمليون دولار بأسعار اليوم. قبل أن تنهار في فترة وجيزة، وتبخرت معها ثروات الكثيرين منهم، وباتوا فقراء ومدينين. وهو ما اعتبره الاقتصاديون أول فقاعة اقتصادية في التاريخ. بالرغم من كثرة تكرار الفقاعات الاقتصادية في عدة مجالات وسلع وفي فترات تاريخية مختلفة، إلا أن الكثيرين لم يتعلموا الدرس منها. فلا تزال تجد من يتوهم أنه سيحقق الثراء من خلال ركوب موجة ارتفاع سعر سلعة لمستويات خيالية لا علاقة لها بالمنطق. سواء كانت هذه السلعة عملة رقمية، أو أسهم شركة مغمورة، أو غيرها من الفقاعات التي نراها في عصرنا الحالي. Twitter:@khalid606

8095

| 12 يناير 2022

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4092

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1734

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1587

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1410

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1260

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1158

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

888

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

651

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

606

| 04 ديسمبر 2025

555

| 01 ديسمبر 2025

أخبار محلية