رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قام رسام الكاريكاتير سكوت آدامز بابتكار شخصية كاريكاتيرية هزلية لموظف يعاني من المديرين محدودي الذكاء أسماها "ديلبرت"، يصور بها هموم الموظفين مع مديريهم وقراراتهم الارتجالية المفاجئة، وغيرها من المواقف المضحكة (والمبكية في نفس الوقت) التي قد يمر بها أي موظف. ومع كل كاريكاتير تصله مئات الرسائل من موظفين يخبرونه عن مدى تعبير الكاريكاتير عن حالهم تماماً، ومعاناتهم المستمرة مع مديريهم الذين لا يمكن التعايش معهم. ومع الوقت تشكلت عنده نظرية جديدة أسماها "مبدأ ديلبرت Dilbert Principle"، ونشرها في مقال بصحيفة Wall Street Journal، وحولها لكتاب لاحقاً. تقول النظرية إن بعض المؤسسات لديها نزعة لترقية غير الأكفاء لمناصب إشرافية لإبعادهم عن الإضرار بالعمل الذي يقوم به الموظفون الأكفاء. فبدلاً من أن يكون لديهم مهندس غير كفء قد يعطل العمل ويزعج المهندسين الأكفاء الآخرين، فيبعدونه عنهم ويجعلونه مشرفاً عليهم! وكذلك الحال مع المبرمجين، أو الأطباء، أو المحاسبين، أو غيرهم من الموظفين الذين تقوم المؤسسة أساساً عليهم وتعتبرهم أساس تسيير أعمالها. وبسبب عدم كفاءة هذا الشخص المهنية والتقنية، فهو غالباً سيكون مشرفاً سليط اللسان ومن الصعب إرضاؤه، وسيحاول تغطية جهله وضعفه عن طريق التسلط على الموظفين والتعامل معهم بجفاء وقسوة، وهذا السلوك بدوره سيجعل الموظفين يعملون بجهد أكبر، مما سيزيد الإنتاجية. وهذه النظرية هي عكس نظرية أخرى تسمى "مبدأ بيتر Peter Principle"، لصاحبها لورنس بيتر، والذي يقول إن الترقيات تذهب للموظفين الأكفاء، فيتم ترقية الموظف الكفء لمنصب أعلى، حتى يصل لمنصب أعلى من قدراته وكفاءته، فيتوقف عطاؤه وتبدأ مشاكله. ولكن باختلاف الطريقة، يتفق المبدآن أن أصحاب المناصب (خصوصاً الذين توقفت ترقياتهم عند القيادة الوسطى) هم عادة ليسوا بالكفاءة الكافية. فهل تتفق مع هذه النتيجة؟ Twitter: khalid606
4499
| 17 مارس 2021
بينما كانت "كيتي" في طريق عودتها لمنزلها في نيويورك، هاجمها أحد المجرمين فبدأت بالصراخ طلباً للنجدة، سمع الكثيرون أصوات استغاثتها، ولكن لم يتحرك أحد منهم لمساعدتها، ولا حتى بالاتصال بالشرطة، مما أتاح للمجرم إكمال جريمته وقتل الفتاة. أثارت هذه الحادثة حفيظة المجتمع، وتساءلوا عن سبب عدم استجابة الناس لنداءات الاستغاثة، فقام باحثون في علم النفس الاجتماعي بدراسة هذه الظاهرة وإثباتها، وأسموها "تأثير المتفرج Bystander Effect". في إحدى التجارب، تم تصوير ردود فعل الأشخاص وهم في غرفة الانتظار عندما يشاهدون دخاناً يخرج من إحدى الغرف، فوجدوا أن الأشخاص يتصرفون بشكل أفضل عندما يكونون بمفردهم، بينما عندما يكونون في مجموعات فغالبيتهم ينتظر لفترة ليستطلع ردود فعل الآخرين، وغالباً لن يقوم بأي تصرف تحت الضغط النفسي الذي يشعره في وجود مجموعة صامتة. ولعل من المواقف التي مرت عليك عندما يصيح جرس الإنذار للحريق، فيبدأ الناس بالنظر لمن حولهم، وبالرغم من أنهم يدركون تماماً ما الذي ينبغي فعله، ولكن بدلاً من المبادرة بالتوجه للمخرج، يحدق كل منهم في الآخر وكأنهم ينتظرون التأكيد من الآخرين. من أهم أسباب هذه الظاهرة هو الشعور بتوزيع وانتشار المسؤولية بين جموع الناس، وأن هناك شخصا آخر سيتولى المسؤولية بشكل أفضل، وبالتالي فشعور الشخص بالمسؤولية للمبادرة تجاه الحدث يقل بشكل كبير، بل ويكاد يختفي. ومن الأسباب كذلك عدم رغبة الشخص بالإتيان بفعل قد لا يتقبله الآخرون، لذلك فهو يفترض متوهماً بأن الجلوس ساكناً هو الفعل المناسب في هذا الموقف. أضف لذلك أن الكثيرين ينأون بأنفسهم عن التورط في مشاكل الآخرين. احذر من الوقوع في هذا الفخ، وكن مبادراً بالقيام بالفعل المناسب، بغض النظر عما يفعله الآخرون من حولك، وسيتبعك بقية المتفرجين. @khalid606
2463
| 10 مارس 2021
هناك الكثير من المخادعين الذين يفبركون القصص للحصول على الشهرة والمال وتسليط الأضواء. منهم سيدة أمريكية تدعى تانيا هيد، ادعت أنها أحد الناجين من أحداث ١١ سبتمبر، وأنها فقدت خطيبها في الحادث المؤسف، تعاطف الناس معها، وتسابقت الصحافة لإجراء مقابلات معها، استطاعت بمهارة تقمص الشخصية الحزينة واختلقت الأحداث المريرة، وحصدت الشهرة، وكان يتم دعوتها لأي حدث له علاقة بالحادثة، ويستقبلها السياسيون وكبار المسؤولين، واستفادت من المساعدات التي قدمتها الشركات والمؤسسات، واستمرت كذلك حتى عام ٢٠٠٧ حين قامت إحدى الصحف بتتبعها والتأكد من المعلومات التي قدمتها، فاكتشفوا أنها مجرد محتالة اسبانية، ولم تكن في نيويورك أساساً في ذلك اليوم. ولعل بعضكم يتذكر قصة "سارة إبراهيم" في عام ٢٠١٥، تلك الفتاة على تويتر والتي ادعت أنها من إحدى الدول الخليجية ومريضة بسرطان الدم وتتعالج في أحد المستشفيات في الخارج، وكانت تنشر صوراً مثيرة للشفقة لفتاة صغيرة وقد تساقط شعرها بسبب العلاج الكيميائي، استطاعت كسب تعاطف الناس، لدرجة أن الكثيرين نشروا صورهم وهم يحلقون رؤوسهم تضامناً معها، والبعض الآخر تبرع بحفر بئر أو بناء مسجد باسمها، وفي كل مرة تنشر تغريدة يتسابق الناس لوضع علامات الاعجاب وإعادة التغريد والرد بكلمات التشجيع والحب والمساندة، بل إن بعض المغردين أكدوا أنهم قاموا بزيارتها في المستشفى والاطمئنان عليها، وبعد حوالي سنة، اكتشف الناس أن الصور كانت لفتاة أمريكية، أما "سارة" فكانت مجرد شخصية وهمية، وبقي صاحب الحساب غامضاً. للأسف أصبح التلاعب بالعواطف أحد سبل الاحتيال لكسب المال أو الشهرة، أو حتى لمجرد الترفيه والتلاعب بالناس، لذلك كن حذراً قبل أن تصدق وتتفاعل مع القصص التي تثير الأشجان والعواطف، خصوصاً إن كان من الصعب التأكد من الحقائق. @khalid606
2581
| 03 مارس 2021
في ٢٠١٦ أجري استفتاء شعبي في بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي. فاستعانت الحملة الداعمة للخروج بشركة استشارية اسمها Cambridge Analytica لمساعدتهم في إقناع الناس ودفعهم للتصويت بالموافقة على الخروج من الاتحاد الأوروبي. جمعت الشركة بيانات ملايين الناس من وسائل التواصل الاجتماعي، وحللت مشاركاتهم لمعرفة ميولهم ومشاكلهم والأمور التي تزعجهم، واستطاعت تحديد أنماط الناس والرسائل المناسبة لتوجيهها لهم. فمثلاً من كان لديه أبناء في المدرسة ويشكون من ضعف التعليم، فتظهر له رسائل مفادها بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيطور التعليم، ومن كان لديه أمراض مزمنة ومراجعات مستمرة للمستشفى ويشكو من كفاءة القطاع الصحي، فستوجه له رسائل بأن الخروج سيحسن القطاع الصحي، ومن يبحث عن عمل، فستكون الرسائل الموجهة إليه أن التصويت بالموافقة سيخرج الكثير من رعايا الدول الأخرى وستتوفر الوظائف لأهل البلد. وتم إغراق وسائل التواصل الاجتماعي بمثل هذه الرسائل المتكررة، كما تلاعبت في ترتيب المشاركات، فجعلت المشاركات والاعلانات الداعمة للخروج تظهر دائماً في الأعلى. وفي نفس ذلك العام قامت حملة الرئيس الأمريكي ترامب بالاستعانة بنفس الشركة للفوز في الانتخابات الرئاسية. بعد فوز الحملتين، خرجت بعض الأصوات تنادي بالتحقيق في الأمر، وأجريت تحقيقات واعترف بعض الموظفين بالتلاعب في الرأي العام وتوجيهه، وتم إغلاق الشركة في ٢٠١٨. بالرغم من أن هذه الشركة انتهت، ولكن يبقى الموضوع الأهم، وهو القدرة على التلاعب وتوجيه الأفكار والقناعات والسلوك باستخدام بياناتك الشخصية لما تقتضيه مصالحهم، وهو السبب الذي جعل الولايات المتحدة تأخذ منع بعض التطبيقات الصينية مثل TikTok على أنه مسألة أمن قومي. ومع زيادة اعتماد الناس على الإنترنت، وتركز القوة في يد شركات محدودة، فلن يتحسن الوضع، بل قد يزداد سوءاً. فما الحل في رأيك؟ @khalid606
2027
| 24 فبراير 2021
أغلبنا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يومي، وقد تعودنا منذ ظهور هذه المواقع والتطبيقات أن تكون مجانية، بالرغم من علمنا أن مثل هذه المنصات تحتاج للكثير من المصاريف على المبرمجين والأجهزة العملاقة والشبكات فائقة السرعة. ولكن السؤال هو، كيف تحصل هذه المنصات على دخل إذا كانت تقدم خدماتها للمستخدمين مجاناً؟. تقوم الكثير من المنصات بتقديم خدمات نشر الإعلانات لمختلف البضائع والخدمات، فلو أرادت شركة لبيع السيارات الفاخرة أن تعلن عن سيارتها الجديدة فستتوجه لإحدى المنصات ذات الكفاءة العالية في نشر إعلاناتها للمهتمين بهذه السيارة، لذلك تلجأ هذه المنصات "للتنصت" عليك لمعرفة وضعك المادي، بتحليل نمط حياتك والأماكن التي ترتادها وصورك التي تشاركها، وإذا ما كنت تفكر حالياً بشراء سيارة جديدة، عن طريق متابعة تصفحك للحسابات والمواقع التي تتحدث عن هذا الموضوع، أو حتى بمتابعة موقعك الجغرافي وما إذا كنت قد زرت أحد معارض السيارات مؤخراً، بالإضافة لمحادثاتك مع أصدقائك، وغيرها من الوسائل التي تضمن لها أعلى كفاءة لنشر الإعلانات والوصول للزبائن المحتملين، وبالتالي ستكون هذه المنصة هي المكان المفضل للشركات لنشر إعلاناتها، مما يعني زيادة إيراداتها. كما أن هذه المنصات تعمل جاهدة لتجعلك تقضي أطول وقت ممكن على منصتها، عن طريق الكثير من الحيل النفسية والذهنية، كأن تعرض عليك حسابات تناسب اهتماماتك، أو بكثرة التنبيهات الجاذبة، أو غيرها. وكل تلك الممارسات جعلت هذه المنصات أكبر وأغنى الشركات في العصر الحالي، متفوقة على شركات الطاقة، والصناعة، والبنوك، والمؤسسات الصحية، والمطاعم، وغيرها من القطاعات. ولكن ماذا لو تم استخدام كل هذه المعلومات عنك في توجيه أو تغيير قناعاتك وأفكارك لأهداف سياسية مثلا؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال القادم بإذن الله. @khalid606
2175
| 17 فبراير 2021
حول كل مدير أو صاحب منصب مجموعة من المقربين ممن يشاورهم ويأخذ برأيهم، ويرسمون له الواقع خارج محيطه. والإنسان بطبيعته يحب ويقرب من يشبهه ويوافقه الرأي، وينزعج ويبتعد عمن يعارضه ويختلف معه. كان الرئيس الأمريكي ليندون جونسون معروفاً بغروره وعنجهيته وكرهه لمن يعارضه. وفي عام ١٩٦٤ وأثناء مساعدة الجيش الأمريكي لجيش فيتنام الجنوبية في حربهم ضد فيتنام الشمالية (الشيوعية)، جاءت الأنباء بأن جيش فيتنام الشمالية قام بإطلاق صواريخ على سفينة أمريكية، فغضب جونسون وجمع مستشاريه وأخبرهم بأنه قرر التصعيد العسكري وإرسال المزيد من الجنود لتأديب الفيتناميين، ولكن بعض المستشارين حذروه من هذه الخطوة، وبطبيعة جونسون لم تعجبه النصيحة واتبع رأيه، وبتأكيد ممن يؤيده؛ فقام برفع عدد الجنود من ٢٣ ألفا إلى ١٨٤ ألفاً، ودخل في مواجهات مباشرة مع الفيتناميين الشماليين استمرت لسنوات طويلة حتى انتهت بخسائر فادحة للولايات المتحدة. وهناك من المقربين من لا يفصح عن رأيه الحقيقي خوفاً من الهجوم والسخرية والحرج، كما حدث مع الرئيس جون كينيدي عام ١٩٦١ عندما قرر غزو كوبا (فيما يعرف باسم غزو خليج الخنازير)، فوجد الجميع أمامه يؤيدونه ولا أحد يعترض علناً، فكانت تلك العملية واحدة من أسوأ العمليات المخابراتية، وجعلت الاتحاد السوفيتي ينشر صواريخه في كوبا وكادت أن تقوم حرب عالمية ثالثة. ينصح ايريك شميت، الرئيس السابق لجوجل، بأن يحيط المدير نفسه بمجموعة من الأذكياء المطلعين، ويشجعهم على التعبير عن أفكارهم وآرائهم مهما كانت مغايرة ومناقضة لرأيه، كما ينبغي عليه أن يتحدى أفكاره وأفكارهم ومناقشتها للوصول للقرار؛ فالقرار الجماعي أفضل من الفردي. إن كنت مديراً، فاحرص على الاستماع للآراء المغايرة وحفز من حولك للمصارحة، وأن كنت من البطانة، فاحرص على التصريح برأيك. @khalid606
2557
| 10 فبراير 2021
عندما زادت الفتوحات الإسلامية في بدايات عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، واجه المسلمون مشكلة تعدد المصاحف المكتوبة بأشكال مختلفة، وبسبب دخول الكثير من العجم في الإسلام؛ فلم يكن من السهل توحيد طرق القراءة، واختلفوا فيما بينهم، فأمر عثمان بكتابة مصحف موحد، وبعد الانتهاء منه أرادوا أن تبقى نسخة موحدة تتناقلها الأجيال حتى قيام الساعة ولا يختلط الأمر عند الناس مستقبلاً، فأمر رضي الله عنه بجمع النسخ الأخرى وحرقها، وفعلا فقد تم حرق بقية المصاحف، وشهد على ذلك وأقره مجموعة من كبار الصحابة، وبذلك بقيت نسخة واحدة وهي التي بين أيدينا اليوم والتي تسمى بالمصحف العثماني. بعد سنوات جاء بعض الحاقدين وأشاعوا بين الناس مجموعة من الأخبار لتشويه صورة عثمان بين العوام، خصوصاً ضعاف النفوس والعقيدة، وكان من بين الأخبار التي نشروها أن عثمان بن عفان حارب القرآن وحرق المصاحف. واقتطعوا بذلك السياق التاريخي والموضوعي لهذا الحدث، ونشروا فقط هذا المشهد المجتزأ، ليؤلبوا قلوب خفاف العقول من الناس على عثمان. وعندما سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه - والذي كان حاضراً وقت حرق المصاحف - ما يقول الناس عن عثمان قال: "لو كنت الوالي وقت عثمان لفعلت في المصاحف مثل الذي فعل عثمان". إن كان هذا ما حدث مع عثمان، وهو الصحابي الجليل المبشر بالجنة، والذي تزوج اثنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن الطبيعي أن يأتي بعض الحاقدين في هذا الزمان ليتبعوا نفس الأسلوب ضد خصومهم الناجحين، وينشروا صورة أو مقطعاً صوتياً مجتزأ من مكالمة أو اجتماع، أو غيرها من الاقتطاعات التي أخرجوها من سياقها لزرع الضغينة في نفوس الناس. فاحذر أن تصدق ما كان خارج سياقه. @khalid606
2044
| 03 فبراير 2021
في عام 1918، وبينما كان العالم يتأهب لنهاية الحرب العالمية الأولى بين إمبراطوريات ذلك الزمان -وبعضها كان على وشك السقوط والتفكك- وخريطة العالم تتشكل وتتغير والجميع يحاول رسم حدود بلاده والاستيلاء على أكبر حصة من الإمبراطوريات المنهارة. والأباطرة والقياصرة يحاولون باستماتة الإبقاء ولو على جزء يسير من ممالكهم، والجنود لايزالون في خنادقهم وخلف مدافعهم، وفي خضم ذلك كله، انتشرت انفلونزا مميتة في العالم. قررت أغلب الدول منع الصحف من نشر أي خبر يتعلق بهذا المرض -بالرغم من الوفيات الكبيرة بسببه- حتى لا يدب الرعب بين الجنود خصوصاً خلال المعارك الأخيرة الحاسمة، فيما عدا إسبانيا- والتي لم تتورط في حروبهم ومعاركهم واتخذت الحياد طريقاً لها- فكانت صحفها تنشر أخبار المرض وعدد الإصابات والوفيات بشكل يومي. فظن الناس في الدول الأخرى أن هذا المرض موجود فقط في إسبانيا، فلا أحد يتحدث عنه غيرها، وإذا وصل إليهم فلابد أنه جاء من إسبانيا، ولذلك سمي المرض بالإنفلونزا الإسبانية (من المفارقات أن الإسبان واثقون بأن المرض وصل إليهم عن طريق فرنسا، ولذلك يسميه الإسبان بالإنفلونزا الفرنسية). ولولا ذلك، لربما سمي بالجائحة الكبرى، أو غيرها من المسميات المعبرة عن طبيعة المرض الذي عبر القارات ولم يقتصر على إسبانيا فقط. فقد حصد المرض 50 مليون وفاة، بينما عدد قتلى الحرب كان 16 مليوناً. تعتبر الشفافية والمصداقية في نقل الحقائق كما هي بلا إخفاء أو تعديل، من المبادئ الصعبة والثقيلة على النفس، خصوصاً عندما لا يتعامل بها الآخرون من حولك، سواء على مستوى الدول، أو المؤسسات، أو حتى الأفراد، ولكن إسبانيا اختارت المبدأ ودفعت ثمناً له أن التصق اسمها بالجائحة أبد الدهر، فهل كان موقفها صحيحاً في رأيك؟ @khalid606
1413
| 27 يناير 2021
الإنسان كائن اجتماعي، يصعب عليه العيش بمعزل عن الناس، بل إن من أصعب العقوبات على السجناء هو الحبس الانفرادي. فالإنسان بفطرته يحب ويفضل التجمعات الاجتماعية مع الأصدقاء والمعارف. ولكن التجمعات الكبيرة قد تصنع معرفة سطحية بالآخرين، ولكن ليس صداقة ومعرفة عميقة. إحدى الطرق الفعالة والسهلة لصناعة العلاقة والمعرفة العميقة مع الآخرين هي باللقاءات الثنائية؛ فمن خلالها ستتمكن من بناء علاقة جيدة مع الشخص الآخر، وستتعرف على أفكاره وتتبادل معه الآراء والنقاشات بشكل أفضل، خصوصاً لو كان من المتميزين الذين ترغب بالاستفادة من معرفتهم وخبرتهم والاستزادة منها، فهي أفضل من اللقاءات الكبيرة التي تكون بها الأحاديث عامة وسطحية. أحد أصدقائي لديه مبادرة أسبوعية جميلة، وهي أن يدعو صديق واحد -أو اثنين على الأكثر- للقاء على وجبة أو حتى لتناول القهوة، وفي كل مرة يدعو شخصاً مختلفاً، سواء من الأصدقاء القدامى الذين انقطع التواصل معهم، أو من المميزين من المثقفين وأصحاب الفكر الذين تعرف عليهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. أهل السويد لديهم عادة مميزة تسمى "فيكا Fika" وهي استراحة قصيرة مرتين يومياً خلال ساعات العمل لتناول القهوة والمخبوزات مع أصدقائهم (السويديون ثاني أكثر شعوب العالم في استهلاك القهوة، بعد جيرانهم الفنلنديين)، وأصبحت هذه العادة جزءاً من ثقافتهم كأهم الطرق للتعارف وبناء العلاقات، بالإضافة لكسر الروتين وشحذ الطاقة، ولذلك يقوم البعض بالتخطيط المسبق للفيكا لبناء شبكة علاقاته بشكل جيد. من المهم أن يكون لنا "فيكا" بشكل دوري مع الآخرين ممن نود أن نقوي علاقتنا بهم، فمثل هذه العادات ستقوي علاقاتنا بأشخاص كثر، كما أنها ستوسع مداركنا وثقافتنا بتغيير الروتين مع من نجالسهم باستمرار، وستحسن طريقة تفكيرنا، وستزيد من المعارف والخبرات التراكمية لدينا. khalid606@
2175
| 20 يناير 2021
أحد أصدقائي كان شخصاً ذا قلب طيب وأخلاق عالية، ويثق بالآخرين بشكل كبير. واستمر كذلك حتى جاء أحدهم واستغله بشكل فظ في عدة مواقف مختلفة. ثم جاء شخص آخر واستغل صفاء نيته وأوقعه في مشكلة كبيرة، فكان هي القاصمة لأخلاقه. أثارت هذه المواقف ردة فعل عكسية، فأصبح يتصنع الخبث، ويشكك في نوايا جميع من حوله ويتصرف مع من حوله على أنهم مجموعة من الضباع تتحين الفرصة للانقضاض عليه، فأصبح حذراً جداً في التعامل، بل ووصل لمرحلة أنه يكذب ليخفي نواياه في كل شيء حتى "لا يكشف أوراقه أمام الآخرين"، فحتى لو سألته سؤالاً بسيطاً كأن تسأله أين كنت البارحة؟ فتأكد أنه لن يجيبك بالحقيقة أبداً. فأصبح كالقط الوديع الذي وضع بعض الخطوط على جسده ومخالب بلاستيكية ليبدو كالنمر ليخيف من حوله. فبدأ أصدقاؤه من ذوي الأخلاق يعيدون النظر بصداقتهم معه، نظراً لأنه بدأ يتبع أسلوب الخبث والمكر - وإن كان بشكل ساذج غير محترف - فابتعد بعضهم عنه، وأصبح يحيط نفسه بمجموعة أخرى ممن يشبهون شخصيته الجديدة، فلا هو أبقى أصدقاءه الخلوقين، ولا هو الذي أصبح داهية زمانه. من المهم أن يكون الشخص نبيهاً وواعياً لما يدور حوله وما يحاول المخادعون والماكرون والخبثاء أن يقوموا به، ومن المهم معرفة طرقهم وأساليبهم. ولكن الأهم هو ألا نتشبه بهم، ولا نحاول تقليدهم، فهذه ليست الوسيلة المناسبة حتى لا نخدع. يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لست بالخب، ولا الخب يخدعني"، والخب يعني الماكر المخادع. أي أن أخلاق عمر وتقواه تمنعانه من أن يكون ماكراً، ولكنه يعرف تماماً أساليبهم وطرقهم، فلا ينخدع هو بها. لذلك عامل الناس بطيب نية وحسن الخلق، ولكن بوعي ويقظة. @khalid606
2833
| 13 يناير 2021
أجريت عدة دراسات للإجابة عن تساؤل مهم: أيهما سيجلب لك سعادة أكبر، اقتناء شيء تتمناه، أم خوض تجربة مميزة؟ مثلاً: أيهما أفضل، أن تقتني ساعة ثمينة؟ أم تسافر مع أحبائك بنفس المبلغ؟ مع انتشار نمط الحياة المادية Materialism، لا يختلف أحد بأن المقتنيات تمنح شعوراً بالسعادة، وقد يقرر البعض أن يوليها اهتماماً أكبر من خوض التجارب، ولكن الدراسات والأبحاث التي أجريت في عدة جامعات، خلصت إلى أن خوض التجارب تجلب سعادة أكبر وأكثر استدامة من اقتناء السلع. في بحث أجراه باحثون من جامعتي كورنيل وكولورادو، أثبتوا أن غالبية الناس تشعر بسعادة أكبر في خوض التجارب، وتزيد نسبة السعادة بزيادة دخل الفرد، بعكس ما يظنه الكثيرون بأن المال هدفه فقط اقتناء الأشياء التي ستجلب السعادة. وفي بحث لاحق أجري في جامعة كورنيل للتعمق في نتيجة البحث السابق وأسبابه. فخلصوا لعدة نتائج، منها أن الناس تميل لمقارنة ما اقتنوه مع الخيارات المتاحة الأخرى، فمثلاً لو أن شخصاً اقتنى سيارة فاخرة يرغب بها، فسيقارنها بالسيارات الفاخرة الأخرى، وبعد البحث والمقارنة قد لا يصل للرضا الكامل عن قراره. كما أن سعادته ستتأثر عند انخفاض سعر السلعة، وسيقارن نفسه بالآخرين الذي قاموا بقرارات مشابهة، بينما ذلك لا يحدث عادة في خوض التجارب، فالذي سافر إلى البوسنة في رحلة عائلية واستمتع بوقته هناك، لن يشعر بعدم الرضا عندما يسمع أن سويسرا أيضاً كانت خياراً رائعاً ومميزاً، ولن يتأثر لو علم أن أحد أصدقائه كانت له تجربة رائعة بها، فكل تجربة فريدة بحد ذاتها. إذا أردت أن تَسعَد، وتُسعِد من حولك، فاحرص على خوض التجارب المميزة، بدلاً من المقتنيات الثمينة، فهي ستصنع الأوقات السعيدة والتي ستبقى ذكراها للأبد. @khalid606
1758
| 06 يناير 2021
جزيرة ناورو هي ثالث أصغر دولة في العالم (بعد الفاتيكان وموناكو)، تقع على خط الاستواء بوسط المحيط الهادي. وعلى مدار ملايين السنين كانت الطيور تلقي بمخلفاتها على الجزيرة، والتي تحولت مع مرور الزمن إلى مادة الفوسفات، وهي مادة لها استخدامات صناعية كثيرة منها الأسمدة الزراعية والمنظفات وغيرها. كان أهل الجزيرة يعيشون على الصيد والزراعة في هدوء وعزلة، حتى استعمرها الألمان في بداية القرن العشرين واستخرجوا الفوسفات وبدؤوا بيعه لصالحهم، ثم استعمرها البريطانيون ليكملوا مسيرة الاستفادة من هذا المنجم. استمر الحال حتى حصلت الجزيرة على استقلالها عام ١٩٦٨، فقامت بتأميم شركة استخراج الفوسفات ليستفيد أهل ناورو من ثروة بلادهم، ووصلت عائداتها في ١٩٧٥ إلى ٢٫٥ مليار دولار، بينما عدد سكانها لا يزيد عن ٧ آلاف شخص فقط، لتصبح ناورو من أغنى دول العالم. كانت الحكومة تصرف ثروتها ببذخ شديد في استيراد السيارات الفارهة وبناء المنتجعات الفاخرة، كما أنشأت شركة طيران بطائرات حديثة وبسعة أكبر بكثير من حاجتها، فكان أغلب الرحلات شبه فارغة، وقامت بالعديد من القرارات الاستثمارية الخارجية الخاسرة بسبب القرارات الارتجالية غير المدروسة، أما الشعب فقد تخلى عن طعامه المحلي من الأسماك والفواكه الاستوائية، وتوجه للوجبات السريعة والمستوردة، فأصبح الأول عالمياً في نسبة السمنة. في التسعينيات فوجئت الحكومة بانتهاء الفوسفات، وانتهت معه سنوات الرخاء، بل وحتى لم تعد معظم أراضي الجزيرة صالحة للزراعة بسبب أعمال التنقيب وتجريف التربة، فأصبحت بين ليلة وضحاها من أفقر دول العالم. حالياً أصبحت ناورو تتلقى مساعدات مالية مقابل أن تصبح ملجأ مؤقتا للمهاجرين إلى استراليا. دروس وعبر كثيرة مستفادة من قصة ناورو، ومنها أن الرخاء لا يدوم، والحكيم من استغل فترة الرخاء لأجل المستقبل الغامض. @khalid606
3555
| 30 ديسمبر 2020
مساحة إعلانية
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...
5241
| 06 أكتوبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...
2358
| 02 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...
1944
| 05 أكتوبر 2025
في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...
963
| 05 أكتوبر 2025
منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...
891
| 30 سبتمبر 2025
لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...
885
| 03 أكتوبر 2025
في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...
852
| 30 سبتمبر 2025
كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...
756
| 02 أكتوبر 2025
الإنسان لم يُخلق ليعيش وحيداً. فمنذ فجر التاريخ،...
678
| 06 أكتوبر 2025
في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...
651
| 30 سبتمبر 2025
كيف نحمي فرحنا من الحسد كثيرًا ما نسمع...
627
| 30 سبتمبر 2025
كل عام، في الخامس من أكتوبر يحتفى العالم...
627
| 05 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل