رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أثناء فترة دراستي في المدرسة والجامعة، كنت أتعجب من بعض الزملاء البارزين في مستواهم الدراسي وذكائهم العالي والذي لا يجاريهم فيه أحد، وكنا نظن بأن هؤلاء ينتظرهم مستقبل باهر جداً، بعكس الطلاب ذوي المستوى المتوسط والمتواضع، والذين يبدو أنهم لن يستطيعوا مجاراة أمثال هؤلاء الأذكياء مستقبلاً. ولكن بعد كل هذه السنوات، ذاب هؤلاء الأذكياء في معارك الحياة، وأصبحوا تماماً كالآخرين، فهل لذكاء الطالب أثر فعلي على مستقبله؟ نحن نظن بأن الطلاب الأذكياء سيكون لهم حظ وافر من النجاح مستقبلاً مقارنة بأقرانهم، وهذا ما اعتقده الدكتور لويس تيرمان من جامعة ستانفورد الأمريكية، ولإثبات ذلك طلب من المدارس ترشيح أذكى الطلاب، فوصل عدد المرشحين 250 ألفاً، وأجرى عليهم اختبار الذكاء الذي طوره بنفسه معتمداً على اختبار سابق اسمه بينيه (اسم العالم الفرنسي الذي ابتكره)، وأصبح الاختبار الذي طوره تيرمان اسمه "ستانفورد-بينيه"، والذي لايزال من أفضل اختبارات الذكاء حتى اليوم، واختار أذكى الطلاب ممن حصلوا على أعلى الدرجات في اختبار الذكاء، وكان عددهم حوالي 1500 طالب، وقرر أن يتفرغ لمتابعتهم متابعة قريبة في مختلف مراحل حياتهم؛ وكان يرى أن هؤلاء في الغالب هم من سيقودون البلاد مستقبلاً في مختلف المجالات. مع مرور السنوات كان الكثير من هؤلاء الطلاب الأذكياء يعيشون حياة عادية جداً، وكان من النادر أن تجد أحداً منهم يتميز في أي مجال، بل إن بعضاً ممن تم استبعادهم بسبب تدني درجاتهم في اختبار الذكاء، حصل على جائزة نوبل، وبعضهم وصلوا لمناصب كبرى وأسسوا شركات مميزة. استمرت الدراسة لأكثر من 40 عاماً وهم يتتبعون حياة هؤلاء الأذكياء، وخلصت الدراسة إلى أن الذكاء قد يكون أحد العوامل المساعدة، ولكنه ليس سبباً رئيسياً للنجاح. @khalid606
2029
| 23 ديسمبر 2020
في تجربة مثيرة للاهتمام في عدة دول، قامت بعض الحضانات بالتعاون مع دور رعاية المسنين بدمج بعض الأنشطة بين الأطفال والمسنين، وكانت نتائجها مبهرة للطرفين (الأطفال والمسنين). بدأت مثل هذه المبادرات من اليابان في السبعينيات، ثم انتشرت في الولايات المتحدة وكندا ودول أخرى، والهدف منها هو كسر الوحدة والملل اللذين يعاني منهما كبار السن في دور الرعاية. أجريت عدة دراسات لبحث نتائج هذه المبادرات، وجدت إحدى الدراسات اليابانية أن هذا الدمج جعل المسنين يقومون بأدوار أخرى عن طريق شعورهم بأن عليهم رعاية هؤلاء الأطفال وتعليمهم والتحدث إليهم، وهو ما أشبع الحاجات الإنسانية للمسنين بإعادة الشعور بالمسؤولية بأن أصبح لهم دور ومساهمة في المجتمع، مما كان له أثر كبير في إضفاء السعادة وتحسين النقاشات فيما بينهم. ووجدت دراسة أمريكية أن هذا الدمج جعل الأطفال يقدرون كبار السن بشكل أفضل من أقرانهم، الذين لم يتح لهم الاختلاط بشكل كبير مع كبار السن ويتصورون بأن المسنين غير قادرين على فعل أي شيء. كما أن هذه التجربة ساهمت بشكل كبير في تحسين القدرات الاجتماعية للطفل، وجعلته يتمكن من التعامل بشكل أفضل حتى مع ذوي الإعاقة بكل أريحية، بينما الأطفال الآخرون قد يشعرون بالانزعاج وعدم الراحة وعدم القدرة على التعامل والتواصل معهم، كما لاحظ الموظفون تحسناً كبيراً في صحة ونفسية ونشاط كبار السن، وتباطؤاً في أمراض الشيخوخة. لعل مجتمعاتنا المتماسكة تعيش ظروفاً أفضل بكثير من المجتمعات القائمة على الفردية، ولكني أعتقد أنه من المناسب إجراء مثل هذه التجارب والأنشطة المشتركة بين الأطفال والمسنين، فهي بالتأكيد ستفيد الطرفين، كما أنه من المفيد جداً إشراك كبار السن في رعاية الأطفال، فهذا كفيل برفع معنوياتهم وشعورهم بالمساهمة والمسؤولية. khalid606
2830
| 16 ديسمبر 2020
تقول الأسطورة: أعلنت الغابة في أحد الأيام عن وظيفة شاغرة بدرجة "أرنب" فتقدم لها دب عاطل عن العمل، وتم قبوله!، ولكن الدب لاحظ أن في الغابة أرنباً معيّنا بدرجة (دب) ويحصل على راتب ومخصصات دب، بينما يحصل هو على مخصصات أرنب. فتقدم بشكوى إلى الإدارة، التي شكلت لجنة من الفهود للنظر فيها. طلبت اللجنة من الاثنين تقديم أوراقهما الثبوتية، فكانت الوثائق لدى الأرنب تؤكد بأنه دب، بينما الوثائق لدى الدب تقول إنه أرنب!، فجاء قرار اللجنة بعدم إحداث أي تغيير، لأن الأرنب دب والدب أرنب بحسب الإثباتات، وبعد خروج الدب من اللجنة سألوه عن سبب عدم اعتراضه على القرار فأجاب: كيف اعترض على قرار لجنة "الفهود" والتي هي أصلًا مجموعة من "الزرافات" وكل أوراقهم تقول إنهم فهود!. هذا ما يحدث عندما نشكل الواقع بحسب الأوراق، وليس العكس. تماماً كما حدث مع أحد الأشخاص في إحدى الدول العربية الذي "مات ورقياً" بسبب خطأ موظف أصدر له شهادة وفاة بدلاً من متوفى آخر، ولك أن تتخيل الدوامة التي سيدخل بها لإقناع موظفي الدوائر الحكومية بأنه على قيد الحياة وأن "الورقة الرسمية" على خطأ. أو مثل صديقي الذي صرفت له جهة عمله مكافأة مالية لتميزه، ولكن بعد تحويل المكافأة، قام البنك بإيقاف جميع حساباته وبطاقاته، وبعد عدة اتصالات وزيارات اكتشف بأن الحوالة كانت مدرجة بالخطأ تحت بند "مكافأة نهاية خدمة"، مما جعل البنك يحجر على أمواله حتى يسدد ما عليه. واستغرقت محاولاته لحل هذه المشكلة ٣ أشهر!. عندما يصدق ويشكل الناس الواقع بناء فقط على ما هو مذكور في الورق؛ فهذه انتكاسة، فهذه المستندات هي من صنع البشر، والخطأ والسهو - بل وحتى التغيير المتعمد- وارد. [email protected]
2794
| 09 ديسمبر 2020
في عام 1998 قام رجل في نيويورك اسمه كيث رانيير، ومعه سيدة اسمها نانسي سالزمان بتأسيس شركة نكسيام، وهي شركة للتدريب وتطوير الذات موجهة للنساء بهدف تطوير النساء وتحسين ذواتهن وتقديمهن للمجتمع بشكل أفضل، مما سيمكنهن من أن يصبحن سيدات مجتمع راقيات ومثقفات وصاحبات شخصية حرة ومستقلة وقوية. انضم لهذه المنظمة الكثير من الفتيات والنساء من مختلف الأعمار والثقافات والطبقات الاجتماعية. وفي 2003 بلغ عدد المنتسبات 3700 فتاة، وتعمل الشركة بطريقة التسويق الشبكي، أي أن كل فتاة مشتركة في برامج الشركة تحاول إقناع صديقاتها وزميلاتها بالانضمام. عند انضمام الفتاة يتم إقناعها بأهمية تمكين المرأة وحقوقها. ويتم استقطاب الفتيات اللاتي يتوسمون فيهن التمرد، بالإضافة لمن يعانين من مشاكل نفسية وأسرية والمهاجرات واللاتي بلا مأوى. مع الوقت، وصل عدد الأعضاء إلى أكثر من 16 ألف عضوة في 30 بلداً، بعضهن ممثلات مشهورات وسيدات أعمال. ولكن في 2018 وبعد التشكيك من قبل بعض الصحافيين بالشركة، تم التحقيق في نشاط الشركة، وخلال التحقيقات اعترفت العضوات بأن الشركة لم تكن سوى شبكة دعارة تنتشر في الكثير من الدول، وكان يتم تجنيد الفتيات واستعبادهن واستخدامهن في أعمال غير أخلاقية. وكل من ترفض أو تقاوم يتم تهديدها وابتزازها بمقاطع مصورة لها. وكان يتم وضع وشم على جسد الفتاة بعد أن تقضي فترة في البرامج التدريبية، والتي يصاحبها الكثير من الطقوس الخاصة والإخضاع والاستعباد، لتكون عضوة رسمية في الشركة، وتصبح "صالحة للخروج للعالم والمجتمع". في أكتوبر 2020 حكمت المحكمة على المؤسس بالسجن مدى الحياة بتهم الاستعباد والاتجار بالجنس. علينا جميعاً الحذر -وخصوصاً في مجتمعاتنا المستهدفة- من مثل هذه الدعوات، التي في ظاهرها الحداثة والتطور، وفي باطنها الشر والفساد. [email protected] khalid606@
2323
| 02 ديسمبر 2020
تعين أحد أصدقائي حديثاً في شركة جديدة، ووجد أن بيئة العمل رتيبة جداً والعلاقات بين الموظفين تكاد تكون معدومة. فاقترح على الإدارة بأن يقوم بتنسيق رحلة جماعية للموظفين، وبالفعل ذهبوا في هذه الرحلة والتي كان لها أثر كبير في نفوس الغالبية. بعد الرحلة توجه الجميع بالشكر لصاحب الاقتراح، ماعدا قلة كانوا يقولون إن ذلك الشخص لم يفعل شيئاً مميزاً، وإن الجميع ساهم في الرحلة، وحتى مصاريف الرحلة تكفلت بها الشركة. يحاول البعض التقليل من إنجازات الآخرين ووصفها بأنها صغيرة وتافهة ولا تستحق أن تكون إنجازاً، في محاولة منهم للتقليل والاستخفاف بمبادرة أو اقتراح تقدم به أحدهم، فبالرغم من أن فكرة القيام برحلة للموظفين ليست بفكرة جديدة، إلا أنه لم يبادر بها أحد. يقال إنه في أحد الأيام كان كريستوفر كولومبوس حاضراً في مأدبة كبيرة تجمع النبلاء والأمراء في المملكة الإسبانية، وبسبب غيرتهم الشديدة منه وحسدهم له بسبب المكانة الكبيرة التي حظي بها كولومبوس لاكتشافه الأمريكيتين، كانوا يستهينون بإنجازه، ويقولون إن هذا الأمر ليس بالشيء الكبير ويستطيع أن يقوم به أي شخص، وإن كل ما قام به كولومبوس أن سفينته ضلت الطريق حتى وصلت لليابسة. فقام كولومبوس وأخذ بيضة مسلوقة من طبق أمامه وطلب مهم أن يحاولوا جعل البيضة تقف على الطاولة بشكل عمودي، فحاولوا ذلك ولكنهم فشلوا، فأخذ كولومبوس البيضة وضربها على الطاولة ليجعل أحد أطرافها مسطحاً فاستطاع أن يوقفها، فاغتاظوا وقالوا بإن هذا أمر يسير وليس بالأمر الصعب، فرد عليهم: لو كان كما تقولون، فلماذا لم يفعل ذلك أحد منكم؟. تذكر بأنه مهما كان الإنجاز صغيراً ويسيراً، إلا أن العبرة ليست بالإنجاز نفسه فقط، بل أيضاً بالمبادرة للقيام به. [email protected] @khalid606
3621
| 25 نوفمبر 2020
ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في نشر مفهوم أن الإنسان ينبغي له يكون استثنائياً حتى يكون سعيداً. فتجد تلك الفتاة التي حصلت على سيارة فارهة كهدية عيد ميلاد، أو ذلك الشاب الذي يسافر طوال السنة ينتقل من منتجع لآخر، أو ذلك الطفل الذي يصل دخله الشهري إلى مبلغ خيالي (يساوي دخلك لسنوات) لمجرد أنه يقوم بعرض ألعاب الأطفال على الإنترنت. بينما عندما تنظر لحياتك، فتجدها رتيبة، عادية، لا يوجد بها ما يستحق تسليط الأضواء، وبقدرات مالية تبدو متواضعة أمام من يشتري سيارة مليونية شهرياً. وما سيزيد من كآبتك، مشاهد استمتاع الناس بتفاصيل لم تكن أنت تعيرها أي اهتمام سابقاً، فهذا يصور استمتاعه بتناول القهوة (بينما أنت تشربها مباشرة بلا طقوس)، وذلك يصور الهدايا التي وصلته (بينما أنت لا تذكر متى تلقيت آخر هدية)، والآخر يصور ردة الفعل العبقرية غير المتوقعة لابنه (بينما ابنك قد يتبلد في مثل هذه المواقف). إن تكرار هذه الرسائل عن الحياة الاستثنائية بشكل يومي ترسخ مفهوماً خاطئاً بأنها هي الحياة الطبيعية، وبذلك أصبحت الحياة العادية التي يعيشها غالبية البشر هي المعيار الجديد للحياة الفاشلة. ونتيجة ذلك هو الشعور باليأس والتوتر وعدم الاطمئنان، بالإضافة لزيادة الاستهلاك لتغطية النقص -ولو قليلاً-، وهو ما صدقه الكثيرون، خصوصاً من الجيل الجديد الذي ولد ووجد الإنترنت يعمل 24 ساعة بلا انقطاع. كل ذلك غير واقعي، فالحياة الاستثنائية موجودة، ولكنها لعدد قليل جداً من البشر، أما الغالبية فليس مطلوباً منهم أن يسعوا لذلك، فالحياة المستورة والقناعة بما لديك (وهو كثير جداً) يبعث الاطمئنان للنفس ويجعلك توجه جهودك لأهداف أسمى بدلاً من اللهث خلف الوهم الذي أقنعوك به. لذلك اطمئن، فأنا وأنت لسنا بفاشلين. khalid606 [email protected]
2827
| 18 نوفمبر 2020
تعتبر بوليفيا من أفقر دول أمريكا الجنوبية بالرغم من ثرواتها الطبيعية الكبيرة، وقد شهدت قديماً استعماراً إسبانياً ثم سلسلة من الرؤساء المحتكرين للسلطة والذين همشوا السكان الأصليين الذين يعمل غالبيتهم كمزارعين وعمال مناجم. وفي التسعينيات بدأت تتصاعد حركة سياسية للعمال والفقراء والسكان الأصليين، حتى وصل رئيس حزبهم "ايفو موراليس" إلى البرلمان، ليكون صوت الطبقة الكادحة والفقيرة في الحكومة. وقرر موراليس خوض الانتخابات الرئاسية في ٢٠٠٦ وبالفعل فاز بها بدعم من الشعب ليصبح أول رئيس من الطبقة العاملة ومن السكان الأصليين. قام موراليس بالعديد من الإصلاحات الاقتصادية، وانخفض عدد الفقراء إلى نصف عددهم في بداية حكمه، ووقف في صف العمال ضد تدخلات الدول العظمى والشركات الكبرى. وفي ٢٠٠٩ فاز موراليس بفترة رئاسية ثانية، واستمرت الإنجازات والتنمية الاقتصادية. وفي نفس العام قام بتعديلات دستورية، ومنها أن يحكم الرئيس لفترتين فقط. ومع قرب انتهاء فترة رئاسته في ٢٠١٤، تقدم بطلب لدخول الانتخابات، مدعياً أن الفترتين تبدآن منذ بداية اعتماد الدستور في ٢٠٠٩، فوافقت المحكمة العليا ودخل الانتخاب وفاز بها لفترة رئاسية ثالثة (الثانية منذ الدستور الجديد)، وفي ٢٠١٦ تقدم حزبه بتعديل دستوري لإزالة تحديد عدد الفترات الرئاسية، ولكن الاستفتاء الشعبي للدستور رفض هذا التعديل. ومع ذلك قامت المحكمة العليا بالموافقة على التعديل (الذي رفضه الشعب!). وفي ٢٠١٩ حاول موراليس الدخول في الانتخابات، فخرجت الاحتجاجات الشعبية وتدخل الجيش واضطر موراليس للفرار. بالرغم من إنجازات موراليس، إلا أنه لم يستطع أن يقاوم سحر السلطة، فتخلى عن مبادئه التي نادى بها. بل ووضع أنصاره في موقف يصعب عليهم الدفاع عن مبادئهم. يقول جورج أوريل في رواية ١٩٨٤: "لا أحد يتسلم زمام السلطة وهو ينوي أن يتنازل عنها". khalid606@ [email protected]
2627
| 11 نوفمبر 2020
في عام ١٩٩٦ أرادت مدينة شيكاغو الأمريكية رفع جودة مدارسها الحكومية وزيادة مستوى التحصيل العلمي ومهارات الطلاب، خصوصاً وأن هناك فروقات كبيرة بين طلاب كل مدرسة وأخرى. فقامت بإجراء اختبارات موحدة لقياس كفاءة الطلاب على مستوى جميع مدارس المدينة التي يصل عددهم لأكثر من ٤٠٠ ألف طالب. وعندما يحصل طلاب إحدى المدارس على درجات متدنية؛ يتم خفض المخصصات المالية للمدرسة، وإذا تكرر الأمر تزيد العقوبات حتى تصل إلى فصل جميع المدرسين والموظفين وإغلاق المدرسة. والهدف من ذلك هو تحفيز المدرسين لبذل جهد أكبر في التعليم، وقد يدفعهم ذلك للإبداع في طرق التدريس. ولكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً. فبعد تحليل البيانات وإجابات الطلاب التي كانت متشابهة كثيراً، اكتشفوا أن المدرسين كانوا يغششون الإجابات للطلاب، بل يقوم بعضهم بحل الاختبار بالنيابة عن الطلاب؛ حتى لا يفقد وظيفته. يطلق على مثل هذه الحالات بتأثير الكوبرا Cobra Effect، وهو عندما يتم اتخاذ قرار لحل مشكلة ما، فيتسبب القرار في مشكلة أكبر. وجاءت التسمية من قصة شهيرة حدثت أثناء الاستعمار البريطاني للهند، حينما قرر الحاكم البريطاني لمدينة دلهي أن يقضي على ثعابين الكوبرا المنتشرة في المدينة، فأعلن عن جائزة مالية لكل من يقوم بقتل ثعبان كوبرا ويحضره ميتاً. فقام الناس بذلك، ولكن بعد فترة ابتكروا حيلة وهي تربية ثعابين الكوبرا وجعلها تتكاثر، ليضمنوا دخلاً إضافياً مستديماً من هذه الثعابين. فانقلب القرار الذي كان يهدف لتقليل عدد الثعابين إلى زيادتها. إن المشاكل المتراكمة والمعقدة تحتاج لحلول جذرية وعميقة، أما الحلول المباشرة والسطحية قد تعالج ظاهر المشاكلة وليس أسبابها، بل وقد تأتي بنتائج عكسية تماماً وستدخلك في دوامة جديدة من المشاكل أكبر من المشكلة الأساسية. Twitter: @khalid606 [email protected]
1781
| 04 نوفمبر 2020
في التسعينيات كانت تكلفة رحلة الطائرة من مدريد إلى لندن حوالي ٧٠٠ دولار. وهو ما كان يعتبر سعراً عادياً ومناسباً، خصوصاً وأن الفكرة السائدة آنذاك بأن السفر بالطائرة ليس لذوي الدخل المحدود. وفي عام ١٩٩٧ أقر الاتحاد الأوروبي فتح الأسواق والأجواء أمام شركات الطيران الأوروبية، فاستطاعت شركات الطيران تسيير رحلات مباشرة بين أي مدينتين أوروبيتين بدون الحاجة للمرور على الدولة التي تنتمي لها تلك الشركة. وهنا صعد نجم شركة إيرلندية صغيرة اسمها Ryanair والتي قررت منافسة الشركات الكبيرة والعريقة بتقديم أسعار رخيصة. وحتى تتمكن من ذلك، فعليها خفض التكاليف لأقل ما يمكن. فقامت بفرض رسوم على الحقائب، واختيار مكان المقعد. واستبدلت بطاقة إجراءات السلامة بملصق على ظهر المقعد لتجنب الحاجة لإعادة طباعته في حال ضياعه أو تلفه. كما قامت بإلغاء جيب المقعد؛ لاستغلال أكبر مساحة بين المقاعد. وتقليل وقت التنظيف مما يعني دفع رسوم أقل أثناء الانتظار في المطار. والأغرب أنها فرضت رسوماً على استخدام الحمام؛ لتقليل استخدامه وبالتالي تقليل الوقت اللازم لتنظيفه وتقليل استهلاك المياه!. ولم تتوقف عند هذا الحد، بل قررت أن تقوم بتحويل رواتب موظفيها لبنك إيرلندي محلي، بالرغم من أن الموظفين قد يكونون في دول أوروبية أخرى؛ لتوفير مصاريف التحويل. وحاولت الشركة اقناع مصانع الطائرات بإلغاء مقعد مساعد الطيار؛ لتقليل عدد الموظفين على كل رحلة، ولكن فكرتهم قوبلت بالرفض لأسباب تتعلق بالسلامة. ساهمت هذه المبادرات - المجنونة - بتخفيض التكاليف، وبذلك استطاعت الشركة بيع التذكرة من مدريد إلى لندن بسعر ٤٠ دولاراً فقط. وهو ما دفع الشركات الأخرى لرفع كفاءتها وخفض مصاريفها الكبيرة لسد فجوة السعر، والمستفيد الأكبر من كل ذلك هو المسافر، الذي وجد خيارات متعددة وبأسعار تنافسية. Twitter: khalid606
1461
| 28 أكتوبر 2020
في عام ١٩٤٥م رغب الرئيس الأمريكي روزفلت بتقديم مساعدات اقتصادية لدول أمريكا الجنوبية، فطلب استشارة رئيس طيران PanAm، والتي كانت في ذلك الوقت من أكثر الشركات ابداعاً ونجاحاً، فخرج الرجلان بفكرة إنشاء سلسلة فنادق فاخرة اسمها "انتركونتيننتال" لجذب رجال الأعمال والسياح والذي سيفتح آفاق العلاقات والاستثمار. وفي العام التالي تم افتتاح أول فندق لهذه السلسلة الجديدة في البرازيل، ولعشرات السنوات كانت هذه الفنادق تعتبر امتداداً للدبلوماسية الأمريكية، ففي ١٩٦١ افتتح انتركونتيننتال فينيسا بيروت كأول فندق لها في الشرق الأوسط، ثم أول فندق في يوغسلافيا -الشيوعية- في زغرب، ومنها لمناطق أخرى حول العالم. في عام ١٩٠٤ خرج الفلاحون والعمال المضطهدون والجائعون في روسيا في مظاهرات للمطالبة بالعدالة، وبدلاً من أن يستشير القيصر أحد المختصين بالاقتصاد أو الزراعة، استشار وزير الداخلية، فأشار عليه بإشغال الشعب عن طريق إشعال حرب مع اليابان، تملأ الأخبار، ويلتف الشعب حول القيادة، ثم ينتصرون بها بسرعة، وقد كانت بينهم صراعات حول بعض المواقع الاستراتيجية. وبالفعل دخلت روسيا الحرب، ولكنها هزمت شر هزيمة، مما زاد من سخط الشعب وتحولت المظاهرات إلى ثورة عارمة أسقطت حكم القيصر بالكامل. يميل البعض لحل جميع المشكلات بطريقة واحدة مألوفة، ولكن واقعياً فالمشكلات متعددة ومختلفة، وهو ما يسمى علمياً بقانون الأداة Law of Instrument، فلكل أداة استخدامها المناسب، فلا ينبغي استخدام نفس الأداة في جميع الاستخدامات. لذلك فعندما تحتاج للاستشارة، فعليك أن تنتقي المستشار الذي تتناسب خلفيته وخبرته مع طبيعة المشكلة واستراتيجية الحل، بدلاً من أن يخذلك باستشارة تتناسب مع طبيعته ولكن لا تتناسب مع مشكلتك. يقول عالم النفس أبراهام ماسلو: "لو لم يكن لديك سوى مطرقة؛ فإن كل شيء حولك سيبدو مسماراً". Twitter: @khalid606
1745
| 21 أكتوبر 2020
يحاول الكثير من الإعلاميين والمربين والمثقفين توجيه الناس وتثقيفهم وإيصال القيم الصحيحة، ولكن حتى تصل الرسالة بالشكل المطلوب والواسع والمؤثر؛ فيجب أن تكون بصورة إبداعية ومبتكرة وترفيهية، وليست بالطريقة المباشرة الجادة المملة الرتيبة. خلال الحرب العالمية الثانية، احتاجت كندا للمزيد من المال في حربها ضد ألمانيا، فأصدرت سندات وطلبت من المواطنين أن يقتصدوا في النفقات ويشتروا هذه السندات لتمويل الحرب، فكانت إحدى وسائلهم لتثقيف وإقناع الشعب هو إنتاج فيلم كرتوني قصير مدته ٤ دقائق اسمه "الخنزير المقتصد"، وكان الفيلم يصور ٣ خنازير، واحد منها كان يحصن منزله بطوب مصنوع من "السندات الكندية"، بينما الآخران كانا غير مهتمين، حتى هجم عليهم الذئب الذي يلبس شارة النازية، فلم يجدا سوى منزل صديقهما ذي السندات ليحتموا به. وكذلك استخدمت الولايات المتحدة مسلسلات ديزني (وبالأخص شخصية بطوط Donald Duck) لتوعية الشعب وإقناعه بالخطر النازي، وبثت الكثير من الحلقات التي تصور النازيين على أنهم أغبياء يملؤهم الشر وعلينا تخليص العالم منهم. في الثمانينيات رغبت اليابان (التي لم تتأهل أبداً لكأس العالم) بإنشاء جيل يعشق كرة القدم، وبهذا ظهر مسلسل كابتن ماجد (اسمه الأصلي كابتن تسوباسا)، واستضافت اليابان البطولة في ٢٠٠٢ بالمشاركة مع كوريا، ومنذ ذلك الوقت لم يغب اللاعبون اليابانيون عن أي بطولة. ولكن - للأسف - فإن أفلام الكرتون الغربية تحمل الكثير من القيم التي لا تناسبنا، بل وتتعارض مع قيمنا وديننا (حتى التربويون في الغرب يشكون من أفلامهم). وفي المقابل، لا تجد فيلماً عربياً يستطيع توصيل القيم بطريقة مبدعة وجذابة كجاذبية أفلامهم. وبذلك يتشتت الجمهور بين رسائل رتيبة ذات قيم عالية، ورسائل جذابة ولكن بلا قيم صحيحة. ولا أعتقد أن ذلك صعب المنال إن تضافرت الجهود. Twitter: @khalid606
1612
| 14 أكتوبر 2020
في بداية ٢٠١٦ برزت فتاة في العشرينيات من عمرها، تتميز شخصيتها بالحيوية والمرح والثقة العالية والكاريزما، ذكية، وذات لسان سليط مع من يخالفها أو يغضبها. تلك هي الصفات التي يراها الناس في "آنا ديلفي"، الشابة الألمانية التي ورثت الملايين وانتقلت إلى نيويورك لتصرفها يميناً وشمالاً وتبحث عن فرص استثمارية مميزة كونها رائدة أعمال. كونت شبكة علاقات واسعة في فترة وجيزة، وبفضل الصورة المبهرة التي رسمتها لنفسها أصبحت الشركات والبنوك تحاول أن تظفر بها لتكون أحد عملائها، فأصبحت تمنحها الكثير من الخدمات والقروض بموافقة فورية. حصدت آنا الشهرة في مدينة نيويورك وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وأصبحت حديث المجتمع، كيف لا وحياتها مليئة بالبذخ، والحفلات الصاخبة، والهدايا، وأصدقاء ومعارف من الطبقة المخملية، وتعيش في أحد الفنادق الفاخرة، وترتاد المطاعم الفارهة، وغيرها من متع الحياة التي يحلم بها كل شخص. ولكن كلما بدأت الفنادق والشركات تطالبها بتسديد مستحقاتها، كانت تتحايل عليهم لتأجيلها، وتبتكر الأعذار، بل وتعاتبهم على تكرار طلبهم بالسداد. ولكن في أواخر ٢٠١٧، انقلب كل ذلك. فقد اضطرت الشركات والبنوك والفنادق لتقديم شكاوى ضدها في المحاكم بعد أن وصلت فواتيرها لأكثر من ٢٧٥ ألف دولار. ثم اتضح أن الفتاة كانت مجرد محتالة روسية - وليست ألمانية كما كانت تدعي- واسمها الحقيقي آنا سوروكن. نجحت آنا بخداع الشركات والمجتمع والمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين وصل عددهم لعشرات الآلاف. وألقت الشرطة القبض عليها وتم زجها في السجن. الكثير منا قد تخدعه المظاهر، وقد توهمه الكاريزما والثقة المفرطة والطموح العالي وتحقيق الأحلام والحياة التي يتمناها كل شخص. ولكن قد نتفاجأ بأن من كنا نغبطهم على حياتهم ليسوا سوى مخادعين ومحتالين يعيشون على أمل ألا يكشفهم أحد. Twitter: @khalid606
1777
| 07 أكتوبر 2020
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4092
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1734
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1587
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1410
| 06 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
1260
| 07 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1185
| 01 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1158
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
888
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
651
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
606
| 04 ديسمبر 2025
في مايو 2025، قام البابا ليو الرابع عشر،...
555
| 01 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل