رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تجبر قوانين وزارة الزراعة في الولايات المتحدة منتجي البيض على غسله وتنظيفه وتعقيمه قبل شحنه، كما تجبر المتاجر على عرضه في ثلاجات مبردة؛ لأن غسل البيض وتعقيمه يتسبب في إزالة الطبقة الخارجية من القشرة المسؤولة عن حمايتها من البكتيريا. في المقابل، فإن قوانين الاتحاد الأوروبي تمنع منتجي البيض من غسله قبل بيعه. لإجبارهم على المحافظة على نظافة أقفاص الدجاج وأعشاشها بشكل مستمر. وسيعزف المستهلكون عن شراء البيض الذي قد تظهر عليه قاذورات الدجاج، مما سيدفع المنتجين لتطوير بيئة صحية ونظيفة للدجاج، والذي سينتج عنه بيض صحي منتج في بيئة صحية، بينما لو أنهم سمحوا بغسل البيض؛ فقد لا يهتم المنتجون ببيئة الدجاج وسيكدسونهم في بيئة قذرة ثم يقومون بتنظيف البيض وبيعه. كما تجبر القوانين الأوروبية بيع البيض في مكان جاف وغير مبرد لمنع تكون أي رطوبة قد تسبب تكاثر البكتيريا. ونتيجة لهذه القوانين المتناقضة، فإن البيض المنتج في الولايات المتحدة لا يصلح - قانونياً - للبيع في أوروبا، والعكس كذلك. إذن فما أفضل الممارسات في بيع البيض؟ كلتا الطريقتين تحقق الهدف، وهو منع الإصابة بالسالمونيلا. فماذا لو قررت احدى الدول تبني إجراءات مشابهة؛ فهل عليها اختيار الأولى أم الثانية؟ إن مصطلح أفضل الممارسات - في أي مجال - لا يعني بالضرورة أن تكون هي الإجراءات الوحيدة المناسبة، بل تعني أن هذا ما يفعله الآخرون. فعندما تقول جهة محلية بأنها "تتبنى أفضل الممارسات"، فذلك يعني - ضمنياً - أنهم يقومون بتقليد الآخرين. بينما في الواقع فإننا نحتاج لدراسة بيئتنا وثقافتنا وقدراتنا وسلوك مجتمعاتنا، بالإضافة للاطلاع ودراسة ما يقوم به الآخرون للاسترشاد به لا لتقليده، ثم نحدد الإجراءات المناسبة لتحقيق هدفنا. لذلك علينا استبدال مصطلح (أفضل الممارسات Best Practices) بمصطلح (ممارسات جيدة Good Practices). Twitter: @khalid606
1361
| 15 أبريل 2020
في عام ٢٠٠٣ أسست اليزابيث هولمز ذات الـ ١٩ عاماً شركة اسمها ثيرانوس، تعمل الشركة على اختراع جهاز صغير يقوم بأخذ نقطة دم واحدة وتحليلها، وخلال دقائق تظهر النتائج، ويشخص الجهاز الأمراض ويقترح العلاج. مع مرور السنوات اكتسب المشروع سمعة كبيرة، بصفته جهازاً ثورياً سيغير قطاع الرعاية الصحية للأبد، وقارنه الناس بجهاز الآيفون الذي أحدث ثورة في قطاع الاتصالات. اكتسبت اليزابيث ثقة الجمهور والمستثمرين بأسلوبها المميز في الإقناع والتحفيز والحديث عن المستقبل المبهر والتغيير وقدرة الإنسان على التغلب على العقبات والمصاعب وعدم الالتفات للحاقدين ومحطمي الأحلام. استمر الحال لسنوات، وفي ٢٠١٤ بلغت قيمة الشركة ٩ مليارات دولار، وأصبحت اليزابيث ضمن قائمة الأثرياء، وينظر إليها على أنها أحد العصاميين الذين تركوا الدراسة ليحققوا أحلامهم التي ستغير البشرية. وكانت تتم دعوتها في البرامج التلفزيونية والإذاعية وإلقاء الخطب التحفيزية في المؤتمرات. واستمر الوضع كذلك حتى نُشر مقال يشكك بالاختراع بسبب عدم نشر أي ورقة علمية عنه في أي مجلة علمية رصينة. ثم توالت المقالات وطرح التساؤلات المشككة في المشروع ومصداقيته، ومنها أنه من غير المنطقي أن تتم جميع تلك التحاليل من عينة دم واحدة من الإصبع، فبعض التحاليل تتطلب وضع مواد إضافية في عينة الدم، وبالتالي لا يمكن استخدام نفس العينة في تحاليل أخرى. وبعد التحقيق، ظهر أنه كان مجرد وهم كبير استطاعت اليزابيث إدارته بجدارة لأكثر من ١٠ سنوات. تم إغلاق الشركة نهائياً، وتواجه الآن اليزابيث أحكاماً قضائية في قضايا متعددة تصل عقوبتها للسجن ٢٠ عاماً. بعض الخطابات الساحرة عن المستقبل المشرق تسرق انتباهنا عن الحقائق التي تقوم عليها الفرضيات المطروحة، فالأحلام والأحاديث لن تتحول لواقع سوى بالعمل والإنجاز الحقيقي. Twitter: @khalid606
1120
| 08 أبريل 2020
تغير العالم بعد اختراع الآلة البخارية في القرن الثامن عشر، وانتقلت البشرية من الزراعة إلى الصناعة، وهو ما يسمى بالثورة الصناعية الأولى. أما الثورة الثانية كانت في القرن التاسع عشر باختراع الكهرباء، الذي مهد الطريق للإنتاج بالجملة، وانتقل الناس من الأرياف إلى المدن. وفي القرن العشرين ظهرت الدوائر الإلكترونية وجهاز جديد اسمه "كمبيوتر"، وبدأت معه الثورة الثالثة التي غيرت حياة الناس أيضاً عن طريق الآلات الأوتوماتيكية Automation. وفي ٢٠١٦ ظهر مصطلح الثورة الصناعية الرابعة، وهو عصر المعلومات والانترنت والذكاء الاصطناعي، وهو الأمر الذي غيّر - ولا زال يغير- حياة الناس. في عصرنا هذا لم يعد الوصول للإنترنت رفاهية كما كان في العقود الماضية، بل أصبح حقاً من حقوق الإنسان والذي أقرته الأمم المتحدة في ٢٠١٦، وأصبحت الدول تتسابق لبناء أسرع شبكات الإنترنت، والشركات تتسابق لتقديم المنصات والأدوات التقنية لمختلف الاحتياجات والاهتمامات سواء للعمل أو الترفيه. عندما داهمتنا جائحة كورونا وأصبح لزاماً علينا البقاء في المنازل، استطاعت التكنولوجيا سد الفجوة واستكمال الحياة -عن بعد-، فاستمر الموظفون في وظائفهم والطلاب في مدارسهم، ولكن عن بُعد. بالرغم من توفر هذه الإمكانيات التقنية سابقاً، إلا أنني أكاد أجزم بأن الكثيرين سيمانعون الدراسة أو العمل عن بعد، ولكن لعل من فوائد كورونا أن العالم سيتقبل الكثير من الأمور التي كان يستصعبها ويرفضها سابقاً. ولو كانت هذه الجائحة وصلت قبل ٢٠ عاماً، لكانت ردة الفعل مختلفة، وربما لتوقفت الحياة تماماً بالتوقف عن الذهاب للعمل والمدارس. إن العمل أو التعليم عن بعد خلال هذه الفترة والتأقلم معه وتحسينه وتطويره سيغير الكثير من الأمور، وسنكتشف أن الكثير من المهام حتى الأفكار والمسَلّمات لم تكن عملية وحملناها معنا من الحقبات السابقة. Twitter: khalid606
1288
| 01 أبريل 2020
بعد تفشي فيروس كورونا حول العالم، وانتشار الكثير من الإشاعات التي نشرت الهلع بين الناس، توهم الكثيرون أن الإجراءات الاحترازية التي تنصح بها الجهات الرسمية -كغسل اليدين وعدم مخالطة الآخرين- غير كافية لحمايتهم! فبدؤوا - في مختلف دول العالم - بالهرع لمتاجر السوبرماركت وشراء كل ما يستطيعون شراءه منها وتكديسه في منازلهم، سواء أغذية ومعلبات، أو مواد صحية ومنظفات، ومياه معبأة، أو ورق تواليت، بل ووصل الهوس في بعض الدول لإقبال الناس بشكل غريب ومريب لشراء الأسلحة الشخصية!. وهو ما يسمى علمياً بالهلع الشرائي Panic Buying. هناك عدة أسباب تدفع الناس لهذا السلوك، منها: تعزيز الشعور بالأمان: ففي ظل هذه الظروف الغامضة والشعور بفقدان السيطرة على مجريات الحياة اليومية، فإن تكديس المشتريات أمام ناظريهم يشعرهم بالأمان والسيطرة. انطباع خاطئ بندرة السلع: عن طريق تصيد البعض للحظات انتهاء سلعة معينة، وقبل قيام الموظفين بتعبئة الأرفف، ونشر هذه الصور في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يخلق دافعاً قوياً عند الأشخاص للشراء فوق الحاجة، كما يدفع البعض للجوء حتى للطرق غير الرسمية وبأسعار مضاعفة من المنتفعين من الأزمات. يكتنف سلوك الهلع الشرائي العديد من السلبيات، منها أنه سيحرم الآخرين من السلعة، والذين قد يكونون في حاجة أكبر لهذه السلع ممن قام بتكديسها. كما أن قلة المعروض سيؤدي لزيادة أسعارها وخلق سوق سوداء لها. ولعل من أفضل الطرق للتقليل من آثار هذا الهلع: تحديد كمية محددة لكل مشتر، أوعن طريق التسعير التصاعدي بحسب العدد (مثلاً: عندما يكون سعر العلبة الواحدة ٤ ريالات، فيكون سعر العلبتين ٤٠ريالاً، وهكذا). بالإضافة لرسائل تطمينية مستمرة من الحكومة تطمئن الناس بأن الوضع تحت السيطرة ولا يتطلب كل هذا الهلع. Twitter: @khalid606
2153
| 25 مارس 2020
مع انتشار كورونا الجديد COVID-19، تغيرت الكثير من مجريات الحياة، وغير غالبية الناس عاداتهم ومخططاتهم، وتم إيقاف المدارس، والتجمعات، وغيرها من الأمور الاحترازية في معظم الكرة الأرضية. كل ذلك لم يكن متوقعاً قبل أسابيع قليلة، فالتغيير وسرعة انتشار الفيروس كان مفاجئاً للجميع. في عصرنا الحالي أصبح العالم كقرية صغيرة، وأصبحت التغييرات سريعة جداً، أسرع حتى من قدرة الناس على التخطيط لها أو مجرد توقعها والتفكير بها والاستعداد لها. في القرن الماضي، كان الصراع العالمي ينحصر بين الاتحاد السوفييتي -الشيوعي- والدول المناصرة له، والولايات المتحدة الأمريكية -الرأسمالية- والدول المناصرة له. لذلك فقد كان كل طرف يستطيع توقع مصدر الخطر، ويستطيع دراسته وتوقع تصرفاته وتحديد نقاط قوته وضعفه، بل حتى التجسس عليه. ولكن مع سقوط الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينات، لم يعد مصدر الخطر معروفاً. فبالإضافة للتطور التكنولوجي السريع، أصبح الانتقال بين الدول سهلاً جداً، ليس فقط انتقال الأشخاص، بل أيضاً انتقال الأموال والأفكار والأيديولوجيات والسلع والأمراض وكل شيء تقريباً. لذلك أطلق العسكريون الأمريكيون على هذه الأوضاع العالمية وصف VUCA، وهي الحروف الأولى لأربع كلمات وصفية هي (Volatile) متقلب، (Uncertain) غير مؤكد، (Complex) معقد، و(Ambiguous) غامض. فقد يكون مصدر الخطر وما يهدد مصالحك واقتصادك، وربما وجودك، هي دولة أخرى، أو جماعة متطرفة، أو تغييرات مناخية وكوارث طبيعية، أو حتى فيروس لا تستطيع أن تراه أو تتبعه ولا السيطرة عليه. العالم الآن لم يعد كما كان، فأصبح أهم عامل الآن هو الجرأة على اتخاذ قرار سريع وتنفيذه. وذلك لا يأتي إلا بتهيئة بيئة مناسبة لقرارات ومبادرات سريعة، ومبدعة، ومرنة. والذي لن يتحقق إلا بالوصول السريع للموارد -بمختلف أنواعها- والمعلومات - بمختلف مستوياتها-، والأفكار -بمختلف مصادرها-. Twitter: @khalid606
1256
| 18 مارس 2020
أخبرني أحد أصدقائي بأنه عهد المدير السابق في جهة عمله، كان العمل رائعاً، وارتفع سلم الرواتب في الجهة، بينما مع المدير الجديد توقفت التعيينات الجديدة، وأصبح العمل مملاً، ولم ترتفع الرواتب منذ توليه المنصب. هذا ما لاحظه صديقي، ولكن ربطه بين شخص المدير والظواهر الأخرى لم يكن ربطاً صحيحاً من ناحية علمية، وهو خطأ يقع فيه الكثير من الناس. إن الترابط بين شيئين مختلفين لا يعني بالضرورة أن أحدهما سبب للآخر، بل قد يكون ترابطاً من باب الصدفة، أو أن هنالك عوامل أخرى تسببت في تلك النتيجة. إحصائياً، هناك الكثير من الترابطات الغريبة التي قد نجدها في الحياة، فهناك مثلاً ترابط بين معدلات بيع الأيس كريم وعدد الغرقى في الشواطئ، فنظن للوهلة الأولى أن الأيس كريم قد يكون سبباً في الغرق! ولكن الصحيح أن ارتفاع حرارة الطقس تزيد من معدلات بيع الأيس كريم، وكذلك تزيد من عدد مرتادي الشواطئ، وهو ما يزيد نسبة الغرق. وهناك الكثير من الترابطات الطريفة التي وجدها الباحثون، منها معدلات استهلاك الحليب كامل الدسم في إحدى الولايات الأمريكية والطلاق في نفس الولاية، بالطبع لا توجد أي علاقة بينهما، ولكنه من باب المصادفة البحتة. وجد الأطباء مثلاً علاقة بين الأطفال الذين يعانون من ضعف البصر وبين الذين ينامون والمصابيح مضاءة، فظنوا أن المصابيح هي السبب في ضعف بصرهم، ولكن اتضح فيما بعد أن ضعف البصر وراثي، ولأن الوالدين بصرهما ضعيف فكانا يتركان المصابيح مضاءة، فكان ضعف بصر الأطفال نتيجة الوراثة وليس المصابيح. تناسى صديقي أن المدير السابق كان في منصبه وقت الطفرة وارتفاع مبيعات الشركة لمستويات قياسية، بينما عندما تولى المدير الجديد صادف فترة انكماش اقتصادي واضطر لتقليل المصاريف وخفض الإنتاج. Twitter: khalid606
3108
| 11 مارس 2020
من أكثر الأيام الصادمة والمفجعة لسكان الولايات المتحدة -وربما العالم- هو يوم ١١ سبتمبر من عام ٢٠٠١، ولا يكاد يكون هناك أحد من سكان نيويورك أو المدن المجاورة إلا وله قصة يرويها عما واجهه في ذلك اليوم، والكثير منهم قد يكونون فجعوا بأقارب أو معارف في الحادث المؤسف. بعد أسبوع من تلك الأحداث الفظيعة، خرج مجموعة من الباحثين من جامعة نيويورك وقاموا بطرح بعض الأسئلة عن الحادث لثلاثة آلاف شخص، وسجلوا إجاباتهم، حيث قام هؤلاء بوصف الحادث الشنيع وكيفية تلقيهم للخبر وتفاعلهم معه، وغيره من التفاصيل، وبعضهم قد يكون له علاقة بإحدى ضحايا الحادث. وبعد سنة واحدة فقط، قام الباحثون بتكرار نفس الأسئلة مع نفس الأشخاص، وبعد مقارنة إجابات الاستبيانين الأول والثاني كانت المفاجأة، فقد كانت نسبة دقة تطابق الإجابات ٦٣٪، فهناك تفاصيل جديدة ذكرت، واختفت تفاصيل أخرى، بل إن بعض الإجابات كانت متناقضة، بالرغم من أنهم كانوا يجيبون عن الأسئلة بنفس الحماس السابق!. وتمت إعادة الاستبيان بعد ثلاث سنوات من الحادثة مع نفس الأشخاص أيضا، فانخفضت نسبة الدقة إلى ٥٧٪ ! وهذه ليست المرة الأولى التي يجرى فيها بحث لقياس مستوى الذاكرة للحوادث الجسيمة، فقد تم إجراء أبحاث مشابهة عند انفجار المكوك الفضائي تشالنجر ١٩٨٦، وزلزال سان فرانسيسكو ١٩٨٩. خلصت هذه الدراسات إلى أن الذاكرة المرتبطة بالأحداث الجسيمة (تسمى علمياً الذاكرة الوميضية Flashbulb Memory وهي المتعلقة بالأحداث الاستثنائية الكبيرة) لا تفرق كثيراً عن ذاكرة الروتين اليومي العادي، فقد تتذكر الأحداث الرئيسية فقط، ولكنك ستنسى التفاصيل مع مرور الوقت. وهذا ما يفسر الروايات المتناقضة التي تسمعها من بعض من عاصروا الحوادث التاريخية، كالحروب وغيرها، وحتى وإن كانوا جزءاً منها. Twitter: khalid606
1467
| 26 فبراير 2020
انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة استعراض الكثيرين لحياتهم الشخصية ويومياتهم، والتي تحوم حول المظاهر والمال والمشتريات. حاولت -على مضض- أن أتابع بعض المشاهير، ومن عادتي ألا أتابع إلا من يعطي فائدة - أو متعة - حقيقية، وللأسف لم أجد سوى استعراض للبذخ، والمقالب، ومواقف مصطنعة، وسطحية وضحالة فكرية لم أجد بها أي متعة، ولم تعد علي بأي فائدة تذكر. لا يوجد إنسان يعيش حياة الكمال، فمهما بلغ ماله وسعادته، فلابد من منغصات، ولحظات ضعف وانكسار وحزن وألم، فهي من سنن الحياة. نعم نحتاج في حياتنا للترفيه والضحك، ولذلك قد نلجأ للقاء بعض الأصدقاء، والتنزه، وقد نشاهد بعض الأفلام الكوميدية المميزة، ولكن كثرته يعتبر مضيعة للوقت وحياة بلا إنجاز. بل "ساعة وساعة" كما قال رسول الله ﷺ. هؤلاء المهرجون - إن صح التعبير- ينقلون صورة غير حقيقية عن الواقع، ويضربون مثالاً غير واقعي للصغار. وهذه الصورة غير الحقيقية عن حياتهم أشبهها بعمليات التجميل التي تحول الشخص لشخص -أو شيء- آخر. والتي تسمى باللغة الإنجليزية جراحة بلاستيكية Plastic Surgery، وكلمة بلاستيك جاءت من الكلمة اليونانية بلاستيكوس، والتي تعني القابلية للتشكيل والتجسيد. وما يميز البلاستيك هو سعره الرخيص - كالقيم التي يحملها هؤلاء-. ولكن البلاستيك لا يصمد أمام عوامل الحرارة والضغط، وسهل الكسر، ومن الصعب اصلاحه وارجاعه كما كان، كما أنه لا يتحلل ولا يستطيع الاندماج والذوبان في المحيط من حوله. نُشرت عدة دراسات تثبت ترابط إظهار حياة الكمال والسعادة من جهة، والاكتئاب والتوتر من جهة أخرى، الذي يؤدي لاعتزال الحياة العامة، وربما الانتحار. وهذا لا ينحصر فقط على صانع المحتوى "البلاستيكي"، بل يمتد إلى المتلقي الذي سيشعر بعدم الرضا عن حياته العادية وستجعله يلهث خلف حياة من وحي الخيال. Twitter: khalid606
1230
| 19 فبراير 2020
مع التقدم التكنولوجي ودخوله حياتنا اليومية، يحتفظ الكثيرون بملفاتهم وصورهم وذكرياتهم وأفكارهم وإبداعاتهم الفنية والأدبية على الإنترنت، ويثرون وسائل التواصل الاجتماعي بمحتوى مميز. ولكن ماذا يحدث لكل ذلك بعد الوفاة؟. من الصعب التفريط في كل ذلك بمجرد وفاة صاحب الحساب، فهذا الإرث ينبغي المحافظة عليه والاستفادة منه، لذلك عمدت بعض المواقع إلى تفعيل خاصية للتوريث بإضافة "أوصياء على الحساب"، ففي حال عدم وجود أي نشاط أو دخول لفترة طويلة، تتم مراسلتهم ومنحهم حق الدخول للحساب والتصرف بالمحتوى. ومواقع أخرى تطلب من أفراد أسرة المتوفى مراسلتهم وطلب حق الدخول بعد إثبات وفاة صاحب الحساب، كما حدث مع الأب الذي طلب من Apple استعادة صور من حساب ابنه المتوفى بالسرطان للاحتفاظ بذكرياته. ولكن ماذا عن المواقع التي لا يعلم أحد عن وجودها؟ وماذا عن خصوصية المتوفى؟ وهل يحق للموقع التصرف في المحتوى الذي سيزيد بشكل ضخم في السنوات القادمة نتيجة زيادة الاعتماد على التكنولوجيا؟ ربما سنشهد مستقبلاً "مقبرة إلكترونية" لمحتويات توفي أصحابها ولم يطالب أحد بها. ولا تنحصر التركة في المحتوى فقط، بل تشمل أيضاً الممتلكات الإلكترونية كالكتب الإلكترونية والأفلام، وحتى العملات الرقمية التي يزيد انتشارها عاماً بعد عام. لا تزال القوانين العالمية قاصرة في هذه الأمور الحديثة، خصوصاً مع تعقيدها الكبير نتيجة ترابط التكنولوجيا حول العالم، فالمستخدم قد يكون في الصين والشركة أمريكية والبيانات يتم تخزينها على أجهزة في ايرلندا!. قامت بعض الدول الأوروبية بسن قوانين لحماية خصوصية البيانات الشخصية والتي تنطبق بعضها على المتوفين. ولكن تبقى المسؤولية الكبرى تقع على عاتق المستخدم الذي ينبغي أن تتضمن وصيته هذه الممتلكات والمحتويات، ليسهل على الورثة الوصول إليها وإدارتها، فربما تكون "علم ينتفع به". Twitter: khalid606
2121
| 12 فبراير 2020
نعلم جميعاً بأن الأمراض المعدية تنتقل بالهواء، أو بالملامسة، أو غيرها من الطرق التي تنتقل بها الجراثيم والفيروسات. فإذا كانت تلك حقيقة مسلّمة بالنسبة للأمراض الجسدية، فماذا عن المشاعر؟ هل تنتقل عدوى المشاعر من شخص لآخر؟ الإنسان بطبيعته يتأثر بمن حوله. فعندما تكون في موقف متوتر، وترى من حولك لا يكترثون بالأمر ويتصرفون بطبيعتهم، فإن ذلك يمدك بالشجاعة. وكذلك الأمر عندما تدخل لمكان وترى الجميع يتضاحكون ويتسامرون، فستجد نفسك لا إرادياً تبتسم وتشعر بالسعادة. أحد أصدقائي كان يقود السيارة في منطقة جبلية مع أسرته، وشعر بالخوف بسبب المنعطفات الحادة بمحاذاة الهاوية التي لا يفصله عنها سوى سلك صغير، ولكنه نجح في إخفاء شعوره هذا، وكان يتعمد أن يتحدث عن أمور هامشية لا علاقة لها بالطريق، مما بعث بالطمأنينة في جميع من كانوا معه، ولم يشعر الأطفال بأي خوف، وبذلك استطاع أن يوقف أي توتر أو خوف من الوصول لأسرته، والذي إن حدث، فذلك سيربكه كثيراً، وسيزيد من خوفه. إن فهمك لمشاعرك ومشاعر الآخرين، ومعرفتك بالطرق التي تستطيع بها توجيه مشاعر الآخرين، هو مايسمى بالذكاء العاطفي. لذلك تجد القادة يظهرون خلال الأزمات بكل ثبات وقوة، وتعابيرهم وقسمات وجوههم ونبرات أصواتهم لاتوحي أبداً بالخوف والفزع والتوتر، بل يظهرون بمظهر القوة والثبات؛ حتى يثبّتوا الآخرين ويدعموهم نفسياً ويزيلوا عنهم التخوفات، والتي في الكثير من الحالات تكون مبالغ بها. بل وتشير الدراسات إلى أن العدوى لا تكون للمشاعر فقط، وإنما حتى السلوك يكون معدياً، كالمجازفة، والعبوس، والسلوكيات الصحية، بل وحتى التكاسل والتثاؤب. من واجبك كقائد أن تنشر المشاعر والسلوكيات الإيجابية. وذلك لايتم إلا إذا كنت واعياً بمشاعرك وسلوكك، ومن ثم الوعي بمشاعر وسلوك الآخرين. Twitter: khalid606
4008
| 05 فبراير 2020
اكتمل المشروع الضخم الذي استمر لسنوات، وجاء يوم الافتتاح والإعلان الكبير. حضر فريق المشروع الذين عملوا عليه لسنوات عديدة، كما حضرت مجموعة ضخمة من الإعلاميين لتغطية الحدث المهم، ووصل الوزير وقيادات الوزارة بالإضافة لضيوف الشرف وبعض الدبلوماسيين ورجال الأعمال. بدأت مراسم الاحتفال بخطبة للوزير عن أهمية المشروع ودوره في تطور البلد ونهضته. ثم بدأت بعض العروض لأطفال المدارس، وتم عرض صور لمراحل المشروع، وفي نهاية الحفل كانت اللحظة الحاسمة لفريق المشروع، حيث كانت فقرة التكريم. قام الوزير بتوزيع شهادات التكريم، وانتظر فريق المشروع اعلان اسماءهم، ولعلهم يحظون بفرصة لإلقاء كلمة صغيرة للتعبير عن مشاعرهم وشكر الزملاء وحتى عائلاتهم على تحملهم انشغالهم خلال فترة إنجاز المشروع، أو على الأقل كلمة لرئيس الفريق بالنيابة عنهم. ولكن بدلاً من ذلك، تم تكريم بعض القيادات فقط، والأغرب انه تم تكريم بعض مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي الذين حضروا الافتتاح! الأمر الذي غاب عن القائمين على الحفل، هو أن الحفل ينبغي له أن يتحدث عن المشروع ومن كان خلفه والفائدة والأهداف المرجوة منه، ولكن تفكيرهم كان منصباً على تلميع صورة الوزارة، خصوصاً أنه من فترة طويلة لم يكن هناك حدث بهذا الحجم في الوزارة. وأما تكريم الإعلاميين والمشاهير فكان الهدف منه هو كسب ودهم وزيادة اهتمامهم بالوزارة وأخبارها وتلميعها وبالإضافة طبعاً للدفاع عنها والرد على المنتقدين. ولكن أدى ذلك التوجه إلى موجة إحباط عند العاملين في الوزارة، فلم يتوقعوا أن تكافئهم الوزارة بتهميشهم بهذه الطريقة. هذا الإحباط أدى لخروج العديد من الأكفاء من الوزارة، والبقية لم يعودوا كسابق عهدهم في العطاء والإنجاز. هذا ما يحدث عندما تضيع البوصلة ويتوجه الاهتمام لشكل النجاح بدلاً من أسبابه. Twitter: khalid606
1035
| 29 يناير 2020
تعتمد وسائل التواصل الاجتماعي على الكلمات والأحاديث والصور والإيماءات، وكل ما له علاقة بالتواصل البشري. ولكن الحقيقة التي يغفل عنها الكثيرون أن الكلمات قد يكون تأثيرها كالرصاص، أو حتى أشد. ولذلك يتساهل الكثيرون في إطلاق الكلمات المسيئة والمؤذية نفسياً، بينما يشعر بالأمان خلف الشاشة، ظناً منه أنه يصعب الوصول إليه ومعاقبته. أحد المراهقين يهوى الرسم، فوضع رسوماته على حساباته، ولكن الناس أخذوا يعلقون على رسوماته باستهزاء وتندر، في البداية كان يرد عليهم، ثم حاول تجاهل التعليقات، حتى طفح الكيل وأغلق حسابه للأبد. فتاة ماليزية عمرها ١٦ عامآً، وضعت تصويتاً في حسابها عما إذا كان عليها الاستمرار بالحياة أو الموت، فتساهل الكثيرون بالإجابة، فصوّت الغالبية لصالح الموت، فما كان منها إلا أن أقدمت فعلاً على الانتحار. إن التساهل بالتلفظ والتعليق بألفاظ مؤذية نفسياً بدون أي اعتبار لمشاعر الآخرين يؤدي لبناء مجتمع غير متوازن نفسياً، فتجد المراهق يظهر العبوس والتجهم لإيهام الآخرين بقوته وأن لا شيء يؤثر به، بينما تجده يبكي عندما يختلي بنفسه. وهذا التنمر لا يؤثر فقط على المراهقين، بل حتى على الكبار أيضاً. أراد أصدقاء شاب هندي عمره ٢٤ عاماً أن يمازحوه بالعبث بصورته، فتارة يضعون صورته على شكل طفل، وتارة أخرى بملابس امرأة، ولكنه تضايق من الأمر كثيراً، وانتشرت هذه الصور فقام الكثير من الغرباء بوضع وجهه على شتى الصور، وخرج الموضوع عن السيطرة، حتى أقدم على الانتحار. أقول لمن تعرض للتنمر: إن أفضل وسيلة هي محاولة تجاهل الرد، وحجب الحسابات المتنمرة، وتوثيق الحدث وتقديم شكوى رسمية إن اقتضى الأمر. وأقول لمن يتساهل بالتنمر على الآخرين: اكبح جماح تنمرك، وراعِ مشاعر الآخرين، لبناء مجتمع متزن نفسياً. Twitter: khalid606
1013
| 15 يناير 2020
مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
2292
| 10 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
1200
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
786
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...
684
| 11 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
669
| 08 ديسمبر 2025
أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام...
597
| 08 ديسمبر 2025
تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...
582
| 12 ديسمبر 2025
نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...
543
| 11 ديسمبر 2025
• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...
531
| 11 ديسمبر 2025
يوم الوطن ذكرى تجدد كل عام .. معها...
504
| 10 ديسمبر 2025
مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...
495
| 10 ديسمبر 2025
في قلب الخليج العربي، وتحديدًا في العاصمة القطرية...
465
| 09 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل