رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تعلم أن تتعاطف

قد تلاحظ أن قلوب الناس أصبحت أكثر جفاءً في عصرنا هذا، لدرجة أصبح من الطبيعي عند بعض المجتمعات أن تجد مريضاً أو شيخاً كبيراً ملقى على قارعة الطريق، ولا يجد من يلتفت إليه، أو يقفون بجانب حادث مروري مروع، لا لمساعدة المصابين، بل للتصوير والنشر!. أظهرت دراسة أجرتها جامعة ميتشيغان على ١٤ ألف طالب على مدى ٣٠ عاماً بين ١٩٧٩ و٢٠٠٩، أن نسبة التعاطف قلّت بنسبة ٤٠٪ بين طلاب الثمانينيات والتسعينيات من جهة، وبين طلاب الألفية من جهة أخرى. يعزو بعض الباحثين أسباب ذلك لزيادة التعرض للأفلام وألعاب الفيديو التي تروج للعنف، بالإضافة للإنترنت الذي غيّر مفهوم الصداقة، فأصبحت الصداقة تبنى بسرعة من خلال الفضاء الافتراضي، وكذلك تقطع بأسرع من ذلك من خلال قرار "البلوك"، والذي أدى لإضعاف قدرة الناس على تقبل وتفهم آراء ومشاكل الآخرين، هذا بالإضافة لزيادة المشاكل والتحديات اليومية، فيكون الطالب مشغولاً بمشاكله وليس لديه الوقت أو حتى الطاقة الكافية للاستماع للآخرين والتعاطف معهم، وقد نتج عن فقد التعاطف مع الآخرين زيادة الشعور بالإحباط واليأس والأنانية والنرجسية. قامت الدنمارك - المصنفة كأحد أسعد دول العالم - بتجربة فريدة بإضافة "حصة تعاطف" لطلاب المدارس، وهي حصة أسبوعية يجتمع فيها الطلاب والمعلم، وفي كل مرة يتحدث شخص عن مشكلة يعاني منها، ويُطلب من الآخرين الاستماع للمشكلة وفهمها من وجهة نظر المتحدث، واقتراح الحلول المناسبة، أو على الأقل تقديم المواساة للشخص، وكانت النتيجة مبهرة، فقد أصبحت العلاقات بين الطلاب أكثر قوة وعمقاً، وقل التنمر بينهم، وزادت ثقة الطلاب بأنفسهم وأصبحت شخصياتهم وحالتهم النفسية أكثر استقراراً. من المجدي والمهم أن نبدأ بتعلم وتعليم التعاطف، ونجعله جزءاً من حياتنا، ولنبدأ من المنزل. Twitter: @khalid606

1399

| 23 سبتمبر 2020

المتع اللحظية

أقيمت تجربة في جامعة ستانفورد على مجموعة من الأطفال وُضِعت أمامهم قطعة من الحلوى، وأخبروهم بأن عليهم الانتظار لمدة ١٥ دقيقة، فإن صبروا واستطاعوا كبح جماح رغبتهم في تناول الحلوى طوال هذه المدة فسيمنحون قطعة ثانية. مرت الدقائق ثقيلة جداً على الأطفال، فمنهم من كان يتحسس الحلوى بأنامله، ومنهم من كان يحاول النظر بعيداً ثم يسترق النظر للحلوى، وبعضهم كان يلعقها بدون أن يأكلها، ومنهم من كان يأخذ قضمة صغيرة جداً لا تكاد ترى. استطاع حوالي نصف الأطفال التحكم في رغباتهم، فيما لم يتمكن النصف الآخر من المقاومة. المثير في التجربة أن الباحث تابع حياة كلتا المجموعتين من الأطفال لمدة ٥٠ عاماً وسجل تقدمهم في مختلف مراحل حياتهم. وكانت النتيجة أن من استطاعوا التحكم برغباتهم وتأجيل المتعة، كانوا أكثر انضباطاً في حياتهم، فدرجاتهم الدراسية أعلى، وأقل عرضة للإدمان، وقادرون على اتباع نمط حياة صحي والحفاظ على وزن مثالي، أكثر من أولئك الذين لم يتمكنوا من ضبط رغباتهم وتناولوا الحلوى قبل الوقت المحدد. الفرق بين المجموعتين هو الصبر والقدرة على ضبط النفس والسيطرة على الرغبة وتأجيل المتعة الفورية مقابل الحصول على نتيجة أفضل. فالقيادة المتهورة مثلاً قد يكون بها متعة لحظية ولكن الذي يمتنع عنها فهو يؤثر السلامة مقابل متعة التهور. وكذلك التضحية بوقت ممتع مع الأصدقاء في سبيل قضاء مدة أطول للمذاكرة والحصول على درجات أعلى، أو الصبر على قراءة كتاب في سبيل الحصول على العلم والثقافة، والقدرة على السيطرة على الرغبات والنزعات وتقليل سيطرة المغريات. هي قرارات صعبة علينا جميعاً، ولكن صبرنا عليها يصنع الفرق بين شخص تقوده مُتَعُهُ ورغباتُه، وشخص يتمكن من ترويضها تارة، وقد تغلبه تارات أخرى. Twitter: @khalid606 [email protected]

5391

| 16 سبتمبر 2020

القشة ليست السبب

في عام ١٩٦٩ أقيمت مباراة في كرة القدم بين هندوراس والسلفادور (دولتان في أمريكا اللاتينية) ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم ١٩٧٠ في المكسيك، فازت السلفادور في المباراة، فقام جمهور هندوراس بالاعتداء على السلفادوريين الموجودين في بلادهم، فقامت حرب عسكرية بينهما. لعل من الغريب أن تقوم حرب بين دولتين بسبب مباراة، وهذا النوع من الأخبار ينتشر في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هناك دائماً عمقاً آخر وأحداثاً سابقة لابد أنها مهدت للحرب، وكانت المباراة مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير. السلفادور هي دولة بمساحة صغيرة وبكثافة سكانية عالية، بينما العكس في هندوراس، لذلك فهنالك الكثير من المهاجرين السلفادوريين الذين يعيشون في هندوراس. دون ذلك فالدولتان متشابهتان، فاقتصادهما هزيل بسبب سيطرة الإقطاعيين والشركات الدولية على الموارد، وغالبية الشعب من عِرق "الميستيسو" (الأجيال التي ظهرت نتيجة تزاوج الأوروبيين بالهنود الحمر) ودينهم واحد (رومان كاثوليك)، وكانت الدولتان تعانيان من الانقلابات العسكرية التي أوصلت ديكتاتوريين للحكم، وكل رئيس منهم يلقي باللائمة لتردي الأوضاع الاقتصادية على الدولة الأخرى، وهو الذي غذى الكراهية والصراع بين الشعوب لسنوات، ومن ذلك أن قامت حكومة هندوراس بتبرير البطالة وضعف الاقتصاد بوجود الكثير من السلفادوريين في البلاد، فقررت الحكومة الاستيلاء على منازل وممتلكات السلفادوريين وطردهم منها، بالرغم من وجودهم هناك لأجيال، مما شكل ضغطاً كبيراً على حكومة السلفادور، فقامت الحرب بينهم. إن العناوين الإخبارية عادة تروى بطريقة القشة، كقصة ذلك الزوج الذي طلق زوجته لأنها لم تحضّر له الشوربة التي يريدها، فتجد الناس تتفاعل مع القصة وتشجب وتستنكر، ثم تكتشف أن الشوربة كانت مجرد قشة من سلسلة طويلة من المشاكل، لذلك احرص أن تتفهم العمق، ولا تحصر نفسك عند القشة. Twitter: @khalid606 [email protected]

1952

| 09 سبتمبر 2020

الإغراق بالمعلومات

عندما تفتح التلفزيون، فستجد مئات القنوات الجيدة والممتعة، فتحتار وتظل تقلب القنوات ربما لعدة ساعات وأنت لا تعرف على ماذا ستستقر، حتى تصل لمرحلة التخمة وتظل ممسكاً بجهاز التحكم لا تفعل شيئاً سوى تقليب القنوات. نفس الأمر سيتكرر عند دخولك لشبكات التواصل الاجتماعي، فهناك الكثير من المعلومات والأخبار والمشاركات المثيرة والجيدة والجديرة بالمتابعة، والتي ستجعلك تحدق في الشاشة الصغيرة لساعات طويلة. أصبح الإغراق بالمعلومات Information Overload هو سمة عصرنا الحالي (عصر المعلومات!)، ولكن المشكلة أن عقولنا لا تستطيع مواكبة واستيعاب هذا الحجم المتضخم من المعلومات، مما يجعلك غير قادر على الاستفادة منها، بل ولا حتى تذكرها. تماماً مثلما يحدث مع ذلك المدير الذي يأتي له الموظف بكومة من الأوراق لتوقيعها، وقد يدس بها بعض الأوراق المخالفة، لعلمه بأن المدير لن يجد الوقت الكافي لتمييزها. في كل دقيقة يُغرق الناس تويتر بحوالي ٢٠٠ ألف تغريدة، ويرفعون ٣٠٠ ساعة فيديو على موقع يوتيوب. لذلك هوّن على نفسك، فلن تستطيع أبداً الاطلاع على كل شيء، وبالتأكيد سيفوتك الكثير من الأحداث والنقاشات، وعليك ألا تشعر بأنك غير مطلع أو غير متابع للأحداث، فهذا أمر يستحيل على أي شخص تحقيقه، بل إن بعض الحكومات تستخدم حالياً طريقة الإغراق بالأخبار المفبركة والمتضادة كطريقة فعالة لطمس الحقائق. ولو توهمت بأنك قادر على المتابعة والسيطرة على تدفق سيل المعلومات، فإن ذلك سيدخلك في دوامة من التوتر المستمر، وستمضي الساعات بلا إنتاجية حقيقية، وستنسى أغلب ما اطلعت عليه في هذا السيل العارم، وهو ما يفسر تفاعل الكثيرين مع الأخبار والمقاطع القديمة التي شاهدوها سابقاً. لذلك حدد وقتاً للاطلاع على عدد محدود من المصادر، واحذر من الانزلاق والغرق في المعلومات. Twitter: @khalid606 [email protected]

2389

| 02 سبتمبر 2020

التسعير النفسي

عندما تزور أحد المراكز التجارية الكبيرة، تجد تبايناً في أسعار المتاجر، فمنها متاجر تبيع الملابس بأسعار باهظة، وبالقرب منها تجد ملابس بأسعار معقولة. فما الذي يحدد أسعار البضائع التي نشتريها؟ بالتأكيد ليست التكلفة الحقيقية لتصنيعها، فالكثير من البضائع لا تتجاوز تكلفة تصنيعها أكثر من ١٠٪ من سعرها، بل وأقل من ذلك بكثير. في ٢٠١٨ قام متجر Payless المتخصص ببيع الأحذية الاقتصادية والرخيصة بتجربة مثيرة للاهتمام، فقد قام بإنشاء متجر وهمي في شارع يعج بالمتاجر الفاخرة، وأسماه Palessi (اسم لمصمم وهمي)، وأقام احتفالاً للافتتاح الكبير ودعا له الكثير من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للمتجر، ووضع في المتجر مجموعة من الأحذية التي تباع أساساً في المتجر العادي بأسعار رخيصة، ولكن وضع عليها أسعاراً باهظة في المتجر الجديد، فما كان سعره ٤٠ دولاراً أصبح ٦٠٠ دولار. وتم وضع عدد محدود من الأحذية، ووضع كل حذاء في رف خاص به. وكان مشاهير التواصل الاجتماعي يصورون المتجر، ويحملون كل حذاء ويتحدثون عن جودة تصنيعه وجمال تصميمه وروعة لونه وأناقة مظهره. خلال دقائق تهافت وتجمهر الناس أمام المتجر ليظفروا بشراء المجموعة الأولى من هذه الأحذية المميزة جداً، وبعد خروج الزبون يتم سؤاله عن البضاعة التي اشتراها وجودتها ومدى رضاه عنها، ثم يفاجئونه بالحقيقة التي لم يكن يتوقعها، وهي أن الحذاء نفسه يباع في المتجر الأصلي بأقل من هذا السعر بكثير، ويتم إرجاع المبلغ الذي دفعه. يتأثر المستهلك بشكل كبير بالصورة الذهنية التي بناها وشكّلها التاجر عن بضاعته. والثمن الذي يدفعه المستهلك مقابل البضاعة هو بالأساس للصورة الذهنية التي تشكلت لديه عن هذه السلعة، وليس للجودة أي علاقة بالموضوع، وإن كنا نحاول أن نقنع أنفسنا بذلك. Twitter: @khalid606 [email protected]

2267

| 26 أغسطس 2020

حياتنا كجسر تشولوتيكا

أرادت هندوراس (دولة في أمريكا اللاتينية) إعادة بناء جسر قديم على أحد الأنهار بمدينة تشولوتيكا جنوب البلاد، والتي تعتبر معبراً تجارياً رئيسياً كونها تقع في منتصف الطريق بين حدود السلفادور ونيكاراغوا. وبما أن المنطقة معرضة للعواصف والفيضانات، أرادت الدولة بناء جسر كبير وقوي حتى لا تتعرقل حركة التجارة حتى في أشد الظروف، فاستعانوا بشركة يابانية لتصميم وبناء الجسر الذي يصل طوله لحوالي ٥٠٠ متر، فوضعت الشركة كل خبراتها الهندسية لتصميم الجسر، وبدأت بالبناء باستخدام أفضل وأجود مواد البناء الحديثة، وتم افتتاح الجسر الجديد عام ١٩٩٨، ليصبح محل فخر لأهل البلاد. في أواخر ذلك العام، ضرب المنطقة أقوى وأشد إعصار يمر على المنطقة منذ مئات السنين، الذي دمر الكثير من المدن والقرى والبنى التحتية، وراح ضحيته أكثر من ١١ ألف قتيل، بل ودمرت الطرق، بما فيها الطرق المؤدية للجسر، ولكن الجسر نفسه صمد خلال الإعصار، وأثبت جدارته في مقاومة الأعاصير، ولكن حدث أمر غريب، فمع فيضان النهر وشدة الإعصار، شق الإعصار طريقاً جديداً للنهر يمر بجانب الجسر بدلاً من مساره السابق تحت الجسر، فتغير مسار النهر، وأصبح الجسر بلا فائدة!. أرادت الحكومة حل المشكلة حلاً جذرياً، وبالفعل قامت بذلك على أحسن وجه، ولكن في لحظات اختفت المشكلة، وظهرت أخرى جديدة، وانتفت الحاجة للجسر، وظهرت الحاجة لجسور جديدة. مخطئ من يتوهم أنه سيأتي اليوم الذي سيتمكن فيه من حل جميع مشاكله، سواء بالمال أو بالمنصب أو بالأبناء أو بغيرها من الرغبات، الحياة هي عبارة عن مشاكل وتحديات جديدة، عندما نحل بعضها تظهر مشاكل وتحديات جديدة لم تكن في الحسبان، فلا يوجد شيء ثابت في هذه الحياة، فكل شيء يتغير، بما فيها المشاكل. Twitter: khalid606

4608

| 19 أغسطس 2020

مشاريع شكلية

وافق الاتحاد الأوروبي على انضمام رومانيا في 2007 إلى دول الاتحاد، وللاتحاد الأوروبي مجموعة كبيرة من الاشتراطات على الدول الأعضاء، موزعة على 35 مجالاً، منها المجال المالي والقانوني وضمانات الديمقراطية والحريات والإعلام وسياسات التنافس والزراعة وسلامة الأغذية، وغيرها من المجالات الحيوية التي تكفل للدولة أن تكون في مصاف الدول المتقدمة، ومن هذه الاشتراطات تدوير النفايات، لأهداف معروفة كالصحة العامة وحماية البيئة والاستدامة وغيرها. لذلك وتماشياً مع هذه الاشتراطات، قامت رومانيا بإصدار وثيقة "الإستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات"، وأنشأت مصانع لتدوير النفايات، ولكن الغريب أنه لم يكن هناك أي تغيير على أرض الواقع، فالنفايات لا تزال تتكدس والناس لا يزالون لا يفصلون القمامة بحسب نوعها؛ فمن أساسيات تدوير النفايات هو فصل أنواع وتصنيفات القمامة كالزجاج والبلاستيك والمواد المعدنية وغيرها، حتى يمكن نقل كل صنف لمصنع التدوير المناسب. أما تكديس جميع أنواع القمامة في مكب واحد ثم تصنيفها لاحقاً فهو غير مجد، فلم تكن هناك توعية حقيقية للمجتمع، ولم تسن القوانين والعقوبات والحوافز لتغيير سلوك الناس، أو ربما كانت موجودة ولكنها لا تطبق بجدية، فكل ما تم هو بعض المبادرات من بعض الجهات الحكومية لفصل النفايات في المكاتب، ثم تسليمها لهذه المصانع. والأغرب أنه لكي تعمل المصانع بطاقتها الكاملة، فإنها تقوم باستيراد أكثر من 50٪ من القمامة من الدول الأوروبية الأخرى، بينما تعاني رومانيا من امتلاء مكبات النفايات الضخمة، وبعضها مكبات غير قانونية يأتي الفلاحون والقرويون ليكبوا نفاياتهم بها. هذا ما يحدث عند إقامة مشاريع ومبادرات لا لحل مشاكل حقيقية، ولا لتغيير وتطوير حقيقي لواقع المجتمع والدولة، بل لتكون مجرد واجهة شكلية للدولة، بهدف رفع مكانتها في المؤشرات العالمية، بينما الواقع لا يزال يراوح مكانه. Twitter: @khalid606 [email protected]

2225

| 05 أغسطس 2020

احذر أن تفسدك السلطة

بعد أن تخرجت وزملائي من الجامعة، قل التواصل بيننا بشكل كبير، فقد انشغلنا بأمور الدنيا والعمل وتفرقت بنا مسارات الحياة، ولكن ظلت بيننا بعض اللقاءات بين الحين والآخر، زميل لنا كان شخصاً طيباً وخلوقاً، لم نر منه أي تصرف مسيء خلال فترة الدراسة وبعد الجامعة، وفق الله زميلنا هذا في عمله وترقى لمنصب إداري، وفي لقائنا التالي باركنا له المنصب الجديد. بعد فترة من الزمن، لم يعد زميلنا هذا يحضر تجمعاتنا، وأصبحنا لا نراه إلا بالصدفة، ومن الغريب أنه أصبح لا يتحدث مع الآخرين بنفس الطريقة المتواضعة التي عهدوه بها، فأصبح التكبر والتعالي واضحاً في حديثه ونظراته وحتى نبرة صوته. تصادف أن يكون لنا زميل آخر يعمل في نفس الجهة، بل وفي نفس الإدارة، وقد كانا من أقرب الأصدقاء خلال فترة الدراسة، والآن أصبح أحدهما مديراً على الآخر. يخبرني ذلك الموظف أن زميلنا - صديقه المقرب سابقاً - تغير كثيراً بعد تبوئه للمنصب، فأصبح متعجرفاً ومتكبراً ولا يستمع لأحد، ويسيء للآخرين، ولا يظهر أي احترام لهم مهما كانت علاقته السابقة معهم، وأصبحت المشكلات بينهم لا تنتهي. أثبت "داكر كيلتنر" في كتابه "مفارقة السلطة Power Paradox" أن هذا الأمر طبيعي جداً، بل وربما هو السلوك الشائع لدى الغالبية، فالمنصب والمال يغيران أخلاق الشخص، ليصبح أكثر تسلطاً ووقاحة واندفاعاً وأنانية، وتزيد نسبة التغيير إذا ما كانت الترقية أو الثروة جاءت بشكل مفاجئ، أو في مقتبل العمر، بل ويصل الأمر للفساد المالي والاختلاس، بالرغم من أن لديه ما يكفيه من المال. يقول المؤرخ والسياسي اللورد أكتون: السلطة مُفسِدة، والسلطة المطلقة مَفسَدة مطلقة. لذلك احذر من أن تفسدك السلطة وتغير أخلاقك، واكبح جماح نفسك الأمارة بالسوء. Twitter: @khalid606 [email protected]

1833

| 29 يوليو 2020

إدارة المخاطر

هل تساءلت يوماً عن سبب وجود إطار احتياطي في السيارة؟ أو سبب وجود عدة نسخ من مفتاح باب المنزل؟ السبب بكل بساطة هو إدارة المخاطر، والمخاطر هي أي أمور قد تحدث وتعيق سير الحياة اليومية، أو بمعنى أدق تعيق الوصول للهدف، فعندما تقود السيارة في الطريق قد ينفجر الإطار، أو قد يضيع مفتاح الباب. فإن تكون جاهزاً نفسياً وذهنياً فهذا سيجعلك أقدر على التعامل مع التغيير الطارئ في أقل وقت، وبأقل ضغط نفسي، وبأقل تكاليف، وبأقل عدد من التجارب الفاشلة يميناً وشمالاً قبل أن تستقر على التصرف المناسب. فلو كنت ستذهب من منزلك إلى متجر يبعد ١٠ كيلومترات، فقد تدور بذهنك بعض التساؤلات لإدارة المخاطر التي قد تواجهك وطرق علاجها، مثل: • لو كان الطريق مزدحماً أو مقفلاً، ولحل ذلك قد تقرر أن تستخدم تطبيق الخرائط في جوالك وتتأكد من أن الطريق سالك. • لو كان المتجر مغلقاً في هذا الوقت، ولحل ذلك ستتأكد عن طريق الاطلاع على حساب المتجر في وسائل التواصل الاجتماعي للتأكد من ساعات العمل. • لو وصلت ووجدت أن حادثة حصلت في المتجر وتم إغلاق المتجر للتو، فقد تفكر بأن هذا الاحتمال نادر الحدوث، لذلك فلن تقوم بشيء، وقد تعود إلى المنزل. • لو تعطلت السيارة، فلديك رقم إحدى شركات المساعدة على الطريق الذين يمكنك الاتصال بهم وطلب المساعدة. وهذا ينطبق أيضاً على القرارات الكبيرة في حياتك، كالانتقال لعمل جديد، فقد لا تناسبك البيئة الجديدة، فهل ستتقبل ذلك على مضض، أم لديك خطة بديلة؟ قد تبدو عملية إدارة المخاطر في الحياة الشخصية عملية متعبة ومنهكة، ولكن أن تكون جاهزاً بطفاية الحريق أفضل بكثير من أن تفكر وقت الحريق فيما يمكنك فعله.

1478

| 22 يوليو 2020

استغلال الموارد المتاحة

كنت في جلسة مع بعض الأصدقاء، وجاء الحديث على إحدى الشركات المحلية المميزة التي حصدت نجاحاً مبهراً، فانقسم الأصدقاء في تفسيرهم لسبب النجاح: هل هو بسبب نجاح قيادة الشركة؟ أم بسبب الموارد الكبيرة المتاحة للشركة، كرأس المال الكبير والسيولة الوفيرة التي قد لا تكون متاحة لجهات وشركات أخرى؟. بلا شك فإن زيادة الموارد قد يكون سبباً للنجاح، ولكن ليس السبب الوحيد، فهناك من ينجح بموارد متواضعة ومحدودة بسبب حسن إدارته لها بكفاءة وفعالية، ويحقق أكثر ممن تتاح له موارد لا حدود لها. ولكم في سنغافورة مثالاً واقعيا، فبالرغم من صغر مساحتها ومحدودية مواردها، إلا أنها أصبحت أحد النماذج المميزة عالمياً، وناتجها المحلي يفوق دولاً أكبر منها تنام على أطنان من الموارد الطبيعية. وقدوتنا في هذا نبي الله يوسف عليه السلام، الذي أدار إخراج مصر من أزمة اقتصادية عن طريق استغلال الموارد المتوفرة بأعلى كفاءة وفاعلية، متفادياً بذلك الأزمات، ومتجنباً لطلب العون من الآخرين. يقول أحد المديرين المعروفين بالكفاءة: إن إحدى طرق تعلم مهارات إدارة الموارد بكفاءة هي بتعلم الطبخ. قد تتعجب عزيزي القارئ تماماً كما تعجبت أنا عندما سمعته، ولكنه أوضح: عندما تريد أن تطبخ، فعليك بتجهيز المقادير المناسبة واتباع الخطوات، وستحصل على طبق رائع، وهذا الأمر يستطيع فعله أي شخص، ولكن الطباخ الماهر هو الذي يستطيع إتمام الطبق حتى لو لم يتوفر لديه أحد المقادير، فهو يستطيع أن يعوضه بشيء آخر. وكذلك لو ذهب هذا الطباخ الماهر إلى المطبخ وتفقد المكونات المتوفرة لديه، فهو يستطيع أن يحقق الهدف ويبدع وجبة متكاملة تكفي الأشخاص الموجودين باستخدام المكونات (الموارد) المتوفرة. ولذلك يقال: إن سوء إدارة الموارد المتوفرة - وليس قلّتها - هو ما يؤدي للفشل. [email protected] Twitter: khalid606

6994

| 15 يوليو 2020

انهيار السياق

من الطبيعي أن يكون للشخص عدة طرق للتواصل والمزاح تختلف بحسب دائرة الأشخاص المخاطبين، فطريقة تواصلك مع زملائك في العمل تختلف عن أقاربك، وتختلف أيضاً عن أصدقائك المقربين. فلو كتب أحدهم منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي على سبيل المزاح، فقد يفهمه ويستوعبه أصدقاؤه والمقربون منه داخل مجتمعه الصغير، ولكنه قد يفهم بشكل مختلف لو وصل لجمهور غير الجمهور المستهدف، وقد يخرج عن سياقه الحقيقي، وهو مما يغيب عن الكثيرين، فما يُنشر على هذه المواقع يصل للعالم أجمع. وهذا ما يعبر عنه مصطلح "انهيار السياق Context Collapse" الذي ظهر مؤخراً. قامت (جاستين سوكو) وهي مدير الاتصال في شركة أمريكية كبيرة، قبل سفرها إلى جنوب أفريقيا، بنشر تغريدة قالت فيها: "أنا متوجهة لأفريقيا، أتمنى ألا أصاب بالإيدز.. أمزح أنا بيضاء"، ثم أغلقت هاتفها وصعدت الطائرة، وعند وصولها لوجهتها تفاجأت بآلاف الرسائل والتعليقات، إذ قام الناس بتداول تغريدتها على أنها تغريدة عنصرية، ووصلت للعديد من الصحفيين، ووصلت حتى لجنوب أفريقيا، مما اضطر شركتها لفصلها من عملها تحت ضغط المغردين، وكل ذلك بسبب تغريدة لم يفهم أحد أنها كانت تمازح أصدقاءها وتشير لأحد نقاشاتهم السابقة. ومثل هذا قد يحدث عندما ينتشر فيديو أو مقطع صوتي لمسؤول كبير أو شخص معروف في المجتمع، وهو ينتقد ويعبر بشكل مازح وعفوي عن رأيه في قضية ما لمجموعة من أصدقائه المقربين، ولكنه ينتشر خارج إطار المجموعة، فيخرج عن سياقه الحقيقي، ويصبح حديث الناس، مما يسبب حرجاً شديداً ومعاناة كبيرة لصاحبها. يجب أن تحرص على إعادة قراءة - أو الاستماع - لما ستقوم بنشره على وسائل التواصل الاجتماعي والتأكد من أنه لن يُفهم بشكل مغاير لما أردته، ولن يستخدم خارج السياق. [email protected] - Twitter: @khalid606

3776

| 08 يوليو 2020

المراحل النفسية للصدمة

عندما صُدم العالم بفيروس كورونا وسرعة انتشاره وأثره على سير الحياة، دخل الناس - وحتى الحكومات- في مراحل الصدمة، التي تسمى علمياً بنموذج كيوبلر روس، وهي: الإنكار: في البداية ينكر الشخص ما حصل له ويعتبر أن هناك خطأ ما، ولا يوجد شيء، وأن ما حدث قد يحدث للآخرين ولكن ليس له. الغضب: بعد أن يعي الشخص أن المصيبة قد حلت فعلاً وأنه لا طائل من الإنكار؛ يدخل في نوبة من الغضب والتوتر والإحباط مما حدث. المساومة: يحاول الشخص أن يجد مخرجاً سريعاً من هذا النفق المجهول، وإيجاد حلول -مجدية أو غير مجدية- لاستعادة حياته السابقة، أو للتعايش مع الوضع الجديد. الاكتئاب: يستوعب الشخص الحقيقة وحجم الأزمة، فيدخل في نفق مظلم لا يرى له مخرجاً. التقبل: هنا يبدأ الشخص في التعامل مع التغيرات التي حدثت له بشكل عملي والتكامل مع الوضع الجديد. طرحت هذا النموذج الطبيبة النفسية إليزابيث كيوبلر روس وفريقها، والذي يصف المراحل التي يمر بها الإنسان عند حالات الصدمة عند تعرضه لأحداث جسيمة غير متوقعة، كالإصابة بمرض عضال، أو وفاة شخص عزيز، أو خسارة مالية كبيرة، أو حتى صدمة فيروس كورونا. ليس من الضروري أن يمر الشخص بجميع هذه المراحل، فهناك من يتمتع برباطة جأش تمكنه من تخطي بعض المراحل والنهوض سريعاً، وهناك من استفاد من مصائب غيره فأخذ الدروس والعبر. وهذا ما رأيناه جلياً على المستوى الشخصي عند الناس، بل وحتى على مستوى الدول التي أنكرت واستهزأت في البداية بالمرض، ثم تخبطت في الإجراءات، وهكذا مع جميع المراحل الأخرى، فكانت عاقبتها وخيمة، ويكمن الفرق بينهم في القدرة على استيعاب التغييرات وسرعة التعامل والتأقلم معها وتجاوزها.

3013

| 22 أبريل 2020

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4302

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

2064

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1788

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1455

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

1383

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1173

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

921

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

669

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

645

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

639

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...

627

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

567

| 07 ديسمبر 2025

أخبار محلية