رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.. الأمير يكشف للعالم حقيقة الكيان الإسرائيلي كان المجتمع الدولي على موعد مع خطب مهمة لزعماء وقادة العالم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، لكن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، كان بالغ الأهمية لما تضمنه من مواقف قوية ورسائل صادقة عبرت عن قضايا الأمة وهموم شعوبها، كاشفا الأطماع العدوانية للكيان الإسرائيلي بالمنطقة. وقد استأثر الخطاب ـ الذي جاء بكل صراحة وشفافية ـ باهتمام العالم الذي سمع من سموه صوت الضمير الإنساني وكلام الحق والمنطق، في زمن غاب فيه ضمير المجتمع الدولي وتراجعت لغة المنطق إزاء ما تشهده منطقتنا العربية من استباحة وعدوان وغطرسة بقانون القوة لا بقوة القانون. هذا العام اكتسب خطاب سمو الأمير المفدى أهمية استثنائية كونه يأتي في لحظة مصيرية حاسمة في تاريخ المنطقة، فقد أتى بعد الاعتداء الإسرائيلي الغادر والجبان على مقرات سكنية يشغلها الوفد المفاوض لحركة حماس في الدوحة، وهو اعتداء أسقط القناع وكشف الأطماع العدوانية المتهورة ضد الأمة العربية والإسلامية، فالاعتداء على الدوحة اعتداء على جميع دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والدول الإسلامية. وبهذا السياق جاء خطاب سمو الأمير المفدى مستندا إلى موقف عربي وإسلامي عبرت عنه قمة الدوحة الطارئة مما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته التاريخية لردع العدوان الإسرائيلي وأطماعها التوسعية في الدول العربية. الخطاب جاء أيضا متزامنا مع اعتراف العالم بدولة فلسطين، وهو يعتبر أهم صفعة توجه إلى الغطرسة الإسرائيلية وجنون القتل والاستبداد، كما أن الاعتراف يدحض السردية الإسرائيلية المضللة للرأي العام العالمي والتي تدعي أنها تدافع عن نفسها. ويأتي الخطاب على مسافة أيام قليلة من بدء السنة الثالثة لأسوأ وأبشع حرب إبادة تشهدها الإنسانية ويشهدها التاريخ الحديث، حيث لم يترك العدو الإسرائيلي وسيلة إجرامية إلا واستخدمها لقتل وإبادة الأطفال والنساء والشيوخ بلا خوف من وازع أو رادع في زمن الإفلات من العقاب. إن التمعن في خطاب سمو الأمير، حفظه الله، يكشف عمق رؤية سموه وتسلسل مواقفه وترابطها، فقد اختار أن يبدأ من النقطة الجوهرية من رأس الهرم للأزمات الدولية التي تعصف بالعالم، والتي سببها عجز النظام الدولي عن إيجاد الحلول. وقد كان سمو الأمير دقيقا بتشخيص أزمة الأمم المتحدة التي أنشئت قبل ثمانية عقود بعد حرب عالمية على قواعد تقوم على الحفاظ على السلم وكرامة الإنسان وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول والتعاون الدولي، لكن هذه المنظمة أصيبت بنكسة جراء «تراجع منطق النظام الدولي أمام منطق القوة، مما يعني السماح بتسيد منطق الغاب، حيث تغدو مفاهيم القانون والعدالة خارج السياق وحيث يحظى المتجاوز بامتيازات لمجرد أن بوسعه فعل ذلك». يشير سموه بوضوح إلى أن مرتكب التجاوزات في العلاقات الدولية يعتبر التسامح ضعفا وعجزا، ولذلك وجه سموه دعوة لقادة العالم في الأمم المتحدة أن يتصدر نقاشهم موضوع «كيفية استعادة نظام الأمن الجماعي قوته وفقا لميثاق الأمم المتحدة وعودة الفاعلية للشرعية الدولية». وكان من الطبيعي أن يتصدر خطاب سموه الاعتداء الغادر على الدوحة الذي استهدف اجتماعا لوفد حماس المفاوض في حي سكني يضم مدارس وبعثات دبلوماسية وسقط جراءه 6 شهداء من ضمنهم مواطن قطري من قوة الأمن الداخلي، حيث اعتبر سموه هذا الاعتداء على قطر بأنه «خرق سافر للأعراف والمواثيق الدولية وفعلة شنعاء وإرهاب دولة». كما دحض سموه ادعاءات نتنياهو، مؤكدا أن هذا العدوان لا يدخل ضمن حق مزعوم في ملاحقة الإرهابيين أينما كانوا، لأن العدوان «اعتداء على دولة وساطة صانعة سلام كرست جهودها الدبلوماسية لحل الصراعات بالطرق السلمية وتبذل منذ عامين جهودا مضنية لإنهاء حرب الإبادة التي تشن على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة». وكشف سموه حقيقة أهداف العدوان بقوله: يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لقتلهم، ولا يسعى طرف لاغتيال وفد يفاوضه إلا إذا كان هدفه إفشال المفاوضات. لقد حرص سمو الأمير على أن يكشف للعالم أهداف إسرائيل، التي لم تعد تهدف إلى تحرير الأسرى بل تتخلى عنهم لأجل تدمير غزة، بحيث يستحيل فيها السكن والعمل والتعليم والعلاج لتنعدم مقومات الحياة الإنسانية، وذلك تمهيدا لتهجير السكان، وهذا ما يؤكده إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب، حيث قال سموه إن رئيس وزراء إسرائيل يؤمن بإسرائيل الكبرى وهو يعتبر أن الحرب فرصة لتوسيع المستوطنات وتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، كما يخطط لعمليات ضم في الضفة الغربية لفرض وقائع جديدة في الإقليم. إن مخططات نتنياهو أصبحت مكشوفة وتستهدف المنطقة العربية، ولذلك حرص سمو الأمير المفدى على أن يضعها بوقائعها أمام العالم في الأمم المتحدة، حيث أشار إلى أن نتنياهو «يتباهى بأنه غير وجه الشرق الأوسط يقصد فعلا أن تتدخل إسرائيل حيثما شاءت ومتى شاءت، إنه يحلم أن تصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلي». كان سمو الأمير يحدّث العالم بواقعية متناهية وبتوصيف دقيق للمخطط الإسرائيلي، حيث قال: «ليست إسرائيل دولة ديمقراطية في محيط معاد كما يدعي قادتها بل هي في الحقيقة معادية لمحيطها وضالعة في بناء نظام فصل عنصري وفي حرب إبادة ويفتخر رئيس حكومتها أنه منع قيام دولة فلسطينية ويتباهى بمنع تحقيق السلام مع الفلسطينيين وبأنه سوف يمنع تحقيقه في المستقبل». لقد آن الأوان ليطلع العالم على حقيقة إسرائيل وفقا لتوصيف سمو الأمير: «إسرائيل محاطة بدول إما وقعت اتفاقات سلام أو بدول ملتزمة بمبادرة السلام العربية ولكنها تريد أن تفرض إرادتها على محيطها العربي وكل من يعترض على ذلك إما إرهابي أو معادٍ للسامية». هذه الغطرسة الإسرائيلية والاستقواء على المحيط لفرض واقع جديد لن يكتب له النجاح، ولذلك استبشر سموه «بنشوء حركة عالمية تشبه الحركة العالمية ضد نظام الفصل العنصري في القرن الماضي». كما ثمن سموه دور الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، والتي تؤكد أن العنف لا ينجح في تصفية قضية عادلة كالقضية الفلسطينية. ولعل رسالة سموه إلى العالم كانت بموقفه الدائم بأنه: «لا يمكن تحقيق السلام بدون اتخاذ مجلس الأمن قرارا حازما بالانتقال من انقياده لفرض الاحتلال إلى حل القضية الفلسطينية والسماح للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 67 وفقا لقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين الذي توافق عليه المجتمع الدولي». رغم كل التحديات إلا أن قطر لن تحيد عن طريقها، وهو ما أشار إليه سمو الأمير المفدى حين قال: «لقد اختارت دولة قطر أن تظل ـ كعهدها ـ وفية لنهجها بالوقوف في صف القيم والمبادئ التي يفترض أن المجتمع الدولي يقوم عليها، والإيمان بإمكانية التوفيق بينها وبين المصالح حين تكون السياسة عقلانية وواقعية، وعدم الخشية من رفع صوت الحق حين يخيم الصمت، والتمسك بالدبلوماسية حيث يستسهل الخصوم استخدام السلاح». ولم تغب قضايا شعوب عالمنا العربي عن خطاب سمو الأمير، خاصة في سوريا ولبنان والسودان، وهو أمر يحرص عليه سموه على الدوام. قطر اليوم تمثل صوتا للسلام في عالم مليء بالصراعات، ولن يثنيها عن المضي في طريقها كل التحديات، فقطر لا تتخذ مواقفها وسياساتها كردة فعل على أحداث أو مواقف تعرضت لها، وهو ما أكد عليه سمو الأمير المفدى عندما شدد على «أن دولة قطر وهي تعي جسامة التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي، تؤكد أنها ستظل وفية لالتزاماتها في مناصرة الحق وبناء جسور السلام وتعزيز العدالة في العلاقات الدولية «. سجل قطر الناصع البياض في مختلف المجالات، هو الذي أكسبها ثقة المجتمع الدولي ومنظماته ومؤسساته المختلفة، وفي كل يوم تتعزز هذه الثقة بفعل المواقف المشرفة لدولة قطر في خدمة القضايا الإنسانية وإحلال السلام. لقد خاطب سمو الأمير المفدى العالم بصوت الشعوب العربية والإسلامية، وكان خطاب الجرأة في تشخيص الواقع، والدقة في التوصيف، والصدق في الحقائق الدامغة التي لا يمكن طمسها أو تزييفها. كان خطاب قوة الموقف لصانع السلام ونصير الشعوب.
903
| 24 سبتمبر 2025
مشاركة غير مسبوقة للقادة والرؤساء ورؤساء الحكومات.. قمة الدوحة الأعلى سقفاً في تاريخ القمم العربية والإسلامية القمة العربية الإسلامية الطارئة، التي انعقدت بالدوحة تضامناً مع دولة قطر بعد الاستهداف الغادر الذي تعرضت له من قبل الكيان الإسرائيلي، هي الأعلى سقفاً في تاريخ القمم العربية في قوة الخطاب السياسي، فهي المرة الأولى التي يوصف فيها الكيان الإسرائيلي بالعدو، وهي الأقوى في فاعليتها، حيث شارك في أعمالها رؤساء دول وحكومات ليصل عدد المشاركين فيها ما يتجاوز 57 زعيماً ورئيس حكومة، وهو عدد غير مسبوق ويمثل علامة بارزة لأكبر قمة سياسية يتفق فيها الزعماء على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية، لوضع حد للعدوان الإسرائيلي السافر على الشعب الفلسطيني وعلى العديد من الدول العربية. وقد جسّد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى طموحات الأمة التي تتطلع الى نتائج هذه القمة بقوله: إن القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة هي رسالة واضحة في وجه إرهاب الدولة الإسرائيلي بحق المنطقة. وستسهم مخرجاتها بشكل فاعل في تكثيف عملنا المشترك وتنسيق مواقف وتدابير بلداننا، بما يوحد الكلمة والصف، مع شكرنا للأشقاء على تضامنهم مع دولة قطر وشعبها في هذا الهجوم الغادر، وجدد سمو الأمير العزم على فعل كل ما يلزم للحفاظ على سيادتنا ومواجهة العدوان الإسرائيلي إلى جانب مواجهة حالة جنون القوة والغطرسة وهوس التعطش للدماء الذي تمارسه إسرائيل وكشف للقادة أن نتنياهو يحلم بتحول المنطقة إلى منطقة نفوذ إسرائيلية وهذا وهم خطير، ومثلت هذه الكلمات النبراس الذي يكشف خطر الاعتداءات الإسرائيلية ونواياه تجاه الأمة مما يتطلب الحذر واليقظة وعدم التفريط والدفاع عن أرواح شعوب الأمة. وأبان سموه أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيز العمل العربي والإسلامي المشترك، إذ إن الجميع يستشعر الخطر الداهم الذي يهدد المنطقة برمتها والذي سيلحق بجميع الدول إذا ما ترك العدو الإسرائيلي يرتكب جرائمه بلا حساب ولا عقاب. * ما نتج عن هذه القمة من مواقف سياسية ذات وزن وثقل سياسي ودبلوماسي مؤثر يجعلها علامة بارزة في العمل العربي الإسلامي المشترك مما يؤهل هذه القمة للبناء عليها لمعاقبة إسرائيل على جرائمها المستمرة واستهانتها بدماء الشعوب العربية بعد أن ظنت أنها بمنأى عن العقاب وأن الدول العربية لن تستطيع مواجهتها ووقف مغامراتها الرعناء. * ومن أبرز ما جاء في هذه القمة أنها دعت جميع الدول إلى اتخاذ كافة التدابير القانونية والفعالة الممكنة لمنع إسرائيل من مواصلة أعمالها ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك دعم الجهود الرامية إلى إنهاء إفلاتها من العقاب ومساءلتها عن آثارها وجرائمها، وفرض العقوبات عليها. ولا شك أن هذه الدعوة لها ما بعدها، حيث أجمعت خطابات القادة العرب على أن شعور إسرائيل الزائف بأنها بعيدة عن المساءلة ويمكنها الإفلات من العقاب هو ما يدفعها إلى ارتكاب هذه الجرائم الشنيعة التي تستهين بالمجتمع الدولي والقوانين الدولية. وكذلك أجمع القادة والرؤساء العرب على كلمة واحدة شكلت القاعدة الأساسية لتضامن عربي وإسلامي واسع مع قطر وإدانة للهجوم الإسرائيلي الغادر، وفي ذات الوقت بعثت القمة برسالة إلى العالم مفادها أن العالم العربي والإسلامي متحد في مواجهة العدوان وقادر على صد المواجهات، وفي ذات الوقت لن يتخلى عن واجباته في تعزيز الاستقرار والحوار والسلام العالمي. ودعا الزعماء كذلك إلى إدانة العدوان الإسرائيلي الغادر بجانب تحرك دبلوماسي وقانوني واسع لمساءلة إسرائيل وفضح جرائمها أمام العالم. * بات واضحا أن دعوة القمة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية يشمل عقوبات ذات مسارات متعددة سياسية واقتصادية تصل إلى تجميد أو قطع العلاقات أو الحظر الجوي ووقف أي شكل من أشكال العلاقات الاقتصادية والتجارية إلى أن يرتدع العدو الإسرائيلي عن جرائمه المتكررة وإيقاف العدوان على غزة وعلى الدول العربية. وأكدت القمة كذلك على التضامن المطلق مع قطر في كل ما تتخذه من خطوات واعتبرت العدوان على قطر عدواناً على جميع الدول العربية والإسلامية. * شكلت قمة الدوحة مرحلة جديدة ستشهد المزيد من التعاضد والتعاون، وهذا ما أبرزته كلمات الزعماء المشاركين في القمة. وجاءت في وقتها المناسب بعد أن تمادى العدو الإسرائيلي في جرائمه الغاشمة، وهو ما دفع القادة إلى هذا الموقف الجامع بالتأكيد على أن العدوان الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر، واستمرار الممارسات الإسرائيلية العدوانية، بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي والتجويع والحصار، والأنشطة الاستيطانية والسياسة التوسعية، إنما يقوض أي فرص لتحقيق السلام في المنطقة. وأدانت القمة كذلك بأشد العبارات، الهجوم الجبان غير الشرعي الذي شنته إسرائيل في 9 سبتمبر 2025 على حي سكني في الدوحة، يضم مقرات سكنية خصصتها الدولة لاستضافة الوفود التفاوضية في إطار جهود الوساطة المتعددة التي تضطلع بها دولة قطر، إلى جانب عدد من المدارس والحضانات ومقار البعثات الدبلوماسية، ما أسفر عن سقوط شهداء، من بينهم مواطن قطري، وإصابة عدد من المدنيين. والغريب أن العدوان وقع في وقت تسعى فيه قطر إلى الحوار والوساطة، وهنا يبرز السؤال الرئيسي، وهو كيف تسعى إسرائيل إلى الحوار وتسعى لقتل من تحاوره في ذات الوقت؟! فضلا عن أن هذه الجريمة تشكل عدوانا صارخا على دولة عربية وإسلامية عضو في منظمة الأمم المتحدة، وتمثل تصعيدا خطيرا يعري عدوانية الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ويضاف إلى سجلها الإجرامي الذي يهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، بل ويجعل من الصعب الثقة فيها وفيما تعلنه من مواقف زائفة للحوار والسلام والتوصل الى حلول تهدف إلى وقف نزيف الدماء البريئة في غزة وفلسطين وغيرها من الدول العربية. * من ثمرات قمة الدوحة التأكيد والإشادة بالموقف الحضاري والحكيم والمسؤول الذي انتهجته دولة قطر في تعاملها مع هذا الاعتداء الغادر، وبالتزامها الثابت بأحكام القانون الدولي، وإصرارها على صون سيادتها وأمنها والدفاع عن حقوقها بالوسائل المشروعة كافة. وهو موقف قطري ثابت ظل يمثل نهجاً ثابتاً لم تحد قطر عنه أبداً وستظل راعية للحوار والاستقرار والدفاع عن حقوق الشعوب المغلوبة على أمرها. وجاء رفض القادة واضحاً وقاطعاً لمحاولات تبرير هذا العدوان تحت أي ذريعة كانت، والتشديد على أنه يشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويستهدف بصورة مباشرة تقويض الجهود والوساطات القائمة الرامية إلى وقف العدوان على قطاع غزة، وإفشال المساعي الجادة للتوصل إلى حل سياسي عادل وشامل ينهي الاحتلال ويكفل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وصون حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف. وكذلك الرفض الكامل والمطلق للتهديدات الإسرائيلية المتكررة بإمكانية استهداف دولة قطر مجددا، أو أي دولة عربية أو إسلامية، لأن ذلك يمثل استفزازا وتصعيدا خطيرا يهدد السلم والأمن الدوليين. * ولعلها المرة الأولى أيضاً التي تتطرق فيها قمم القادة العرب والمسلمين إلى اجراءات عملية لوضع «الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة»، والتأكيد في هذا السياق على مفهوم الأمن الجماعي والمصير المشترك للدول العربية والإسلامية وضرورة الاصطفاف ومواجهة التحديات والتهديدات المشتركة، وأهمية بدء وضع الآليات التنفيذية اللازمة. * سيواجه الكيان الإسرائيلي ولأول مرة تصعيداً دبلوماسيا قوياً يتعلق بدعوة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى النظر في مدى توافق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة مع ميثاقها، بالنظر إلى الانتهاكات الواضحة لشروط العضوية والاستخفاف المستمر بقرارات الأمم المتحدة، مع التنسيق في الجهود الرامية إلى تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة. ولن يكون بمقدور اسرائيل في ظل ذلك أن تحتفظ بعضويتها في المنظمات الدولية وهي تنتهك ذات الشرعية التي منحتها ذلك الحق. كذلك دعا البيان الختامي للقمة إلى تكليف الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الأطراف في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وبما يتسق مع التزاماتها بموجب القانون الدولي، وحيثما ينطبق، باتخاذ جميع التدابير الممكنة ضمن أطرها القانونية الوطنية لدعم تنفيذ أوامر القبض الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بتاريخ 21 نوفمبر 2024 ضد مرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني. وهذا موقف قوي يدعم إجراءات منع الإفلات من العقاب وتطبيق قوانين الشرعية الدولية حتى لا تصبح انتقائية وتتسم بازدواجية المعايير. * ويعزز الإجراءات القوية للقمة العربية والإسلامية بيان قادة دول مجلس التعاون الخليجي بتوجيه مجلس الدفاع المشترك بعقد اجتماع عاجل في الدوحة للجنة العسكرية العليا لتقييم الوضع الدفاعي لدول المجلس ومصادر التهديد في موضوع العدوان الإسرائيلي وتوجيه القيادة العسكرية الموحدة لاتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لتفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع الخليجية. وما يتبع ذلك من رمزية سياسية قوية تتمثل في عقد هذا الاجتماع في الدوحة، وتسخير كافة الإمكانيات لدعم قطر ضد أية تهديدات. * ومن المهم الإشارة إلى أن دول التعاون اعتبرت الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على قطر يشكل تهديداً مباشراً للأمن الخليجي وللسلم والاستقرار، فضلاً عن إشادتها بتعامل الجهات الأمنية القطرية مع الحادث والتعامل المسؤول مع تطوراته وهو ما يعكس الثقة العالية التي تتمتع بها. لقد تابع أكثر من مائتي إعلامي في الداخل والآلاف غيرهم في الخارج، وقبلهم شعوب العالم المحبة للسلام النتائج المبهرة لقمة الدوحة والمواقف الشجاعة للقادة العرب والمسلمين في مواجهة الإجرام الإسرائيلي الممنهج. * سيصحو الكيان الإسرائيلي من غفوته ليدرك أن العالم لم يعد يقبل زيف الادعاءات التي يسوقها لقلب الحقائق، وتبرير الاعتداءات الغاشمة، وارتكاب المجازر البشعة، والإفلات من العقاب. نعم إنه فجر جديد، فجر أشرقت ملامحه بالتصريحات القوية للزعماء المشاركين في القمة وباركته الدوحة، كعبة المضيوم، لتمضي في مسيرتها المدافعة عن الشعوب وأمن واستقرار المنطقة.
585
| 16 سبتمبر 2025
ليس جديداً على الدوحة أن تستضيف قمة عربية وإسلامية، فتاريخها يزخر بالعديد من القمم العربية والإسلامية والخليجية، التي عكست مكانة الدولة في الساحتين الإقليمية والدولية، وأظهرت دورها كوسيط فعال في القضايا الإقليمية. لكن الجديد في هذه القمة الطارئة انفرادها بكثير من المزايا غير المسبوقة. لقد انفردت القمة بسرعة التجاوب مع انعقادها للتضامن مع دولة قطر بوجه العدوان الإسرائيلي الغادر، حيث لبى القادة العرب والمسلمون الدعوة للقمة الطارئة في الدوحة. وتنفرد القمة أيضا أنها جمعت القادة العرب والمسلمين حول موقف إدانة بوجه همجية إسرائيل وغطرستها. تنعقد القمة وسط أوسع موجة تضامن امتدت من العواصم العربية والإسلامية إلى عواصم القرار العالمي والمنظمات الأممية وصولا إلى مجلس الأمن الدولي، حيث عبر الأعضاء عن تضامنهم الواسع مع قطر بوجه العدوان الإسرائيلي فيما ظهر المندوب الإسرائيلي معزولاً ومتطرفاً. وهو أمر غير مألوف على الإطلاق، ويُظهر تحوّلًا مهماً في النظرة الدولية تجاه إسرائيل. كما أن القمة تنعقد بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأغلبية ساحقة على إعلان يحدد «خطوات ملموسة ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها» نحو حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين. وحصل هذا القرار على 142 صوتاً مؤيداً و10 أصوات معارضة، بينما امتنعت 12 دولة عن التصويت. ويمثل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ميزة إضافية تستند إليها القمة العربية والإسلامية الطارئة في الدوحة. وفي الوقت نفسه فإن مقررات القمة يمكن أن تكون في صلب خطب القادة والرؤساء في الأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة. هذه القمة الطارئة تأتي قبل ثلاثة أسابيع من الذكرى الثانية لحرب الإبادة المستمرة على غزة. والتي جعلت إسرائيل أكثر توحشاً وجموحاً، حيث كشفت عن أطماعها التوسعية بضم دول عربية لمشروع إسرائيل الكبرى. ومن المؤكد أن المشروع الإسرائيلي لا يمكن أن يتوقف بدون إجراءات حازمة وموقف عربي إسلامي واحد يردع هذا المشروع الاستعماري الذي ينتهك كل القوانين والأعراف والمعايير الدولية والإنسانية. إن التحدي الكبير أمام القمة العربية والإسلامية الطارئة في الدوحة يبقى في الإجراء الذي يجب اتخاذه لردع طغيان إسرائيل التي أصبحت تجاهر بوقاحة وتهور أنها تسعى لفرض الاستسلام الكامل على الأمة العربية باستخدام القوة المفرطة في العدوان بدون حسيب أو رقيب. وكما قال معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، فإن استهداف أراضي دولة قطر في وضح النهار «عمل يعبر عن غطرسة وتهور لانتهاك سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ووسيط في عملية السلام ما يشكل تصعيداً خطيراً يهدد السلم والأمن والاستقرار الإقليمي ويقوض كل وأي جهود للتهدئة في منطقة الشرق الأوسط». التحدي الكبير يكون بموقف جريء وواضح يكسر الصمت والعجز أمام عدوانية إسرائيل المتمادية، وهو ما أشار إليه معالي رئيس الوزراء بقوله: إن ما يشجع إسرائيل على الاستمرار في هذا النهج هو الصمت، بل بالأحرى عجز المجتمع الدولي عن محاسبتها وعدم وجود عواقب لأي جريمة ترتكبها». إن الفرصة متاحة أمام القادة لاستثمار التضامن العالمي في إدانة العدوان لتغيير سلوك إسرائيل العدواني التي أرادت من عدوانها على الدوحة أن تقول للعالم أن لا خطوط حمراء تضبط سلوكها. وبدون موقف قوي يردع إسرائيل فإنها ستمضي في زعزعة استقرار أي دولة في العالم العربي والإسلامي وتقويض أي جهود دبلوماسية تتعارض مع أجندتها. الفرصة متاحة لتحويل القمة إلى رسالة للمجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بخيار المفاوضات كسبيل وحيد لإحلال السلام في الشرق الأوسط، واعتبار أمن الخليج ركيزة لا يمكن تجاوزها. القمة العربية الإسلامية أمام فرصة تاريخية لردع إسرائيل بسلاح الموقف والإجراءات الحازمة حتى لا تتغول وتواصل استهدافها لدول الخليج والعواصم العربية. وأيضا بإلزام إسرائيل بحل الدولتين خصوصا أن إسرائيل التي تبدو منتصرة في العدوان، لكنها تعاني عزلة غير مسبوقة وتواجه إدانة واسعة رسمية وشعبية في معظم دول العالم. لقد نجحت الدبلوماسية القطرية في توفير هذه الفرصة التاريخية مثلما نجحت في مواجهة العدوان الإسرائيلي، حيث استقطبت أوسع حملة تضامن وحشدت أوسع إدانة عالمية للاعتداء الإسرائيلي. وازدادت مواقفها صلابة وتماسكاً ولم تتراجع عن دعمها لقضية فلسطين العادلة، كما لم ولن تتراجع عن التزامها بجهود الوساطة إلى جانب جمهورية مصر العربية خصوصا أن الهدف الأول للعدوان هو الوساطة. وختاماً.. يبقى التقدير لكل الزعماء والقادة الذين شاركوا في القمة، وكل التقدير للتضامن العربي والإسلامي والعالمي مع قطر، والتقدير أيضاً لكل الذين أعلنوا دعمهم الكامل لكل ما تتخذه قطر من إجراءات ضد العدوان وحماية سيادتها.
567
| 15 سبتمبر 2025
لأول مرة " إسرائيل " تجد نفسها معزولة عالمياً الدول الكبرى في مجلس الأمن تدين " إسرائيل " على جرائمها..والإفلات من العقاب هو السبب الهجوم الإسرائيلي على قطر يستهدف الوسطاء ورسالة تهديد للإقليم العالم العربي والإسلامي مطالب بالتقاط اللحظة التاريخية لاتخاذ مواقف تعزز عزلة إسرائيل بداية نثمن عالياً حالة التضامن غير المسبوق من قبل العالم العربي والإسلامي قادة وشعوباً خاصة، ودول العالم كافة مع دولة قطر، بعد الاستهداف الإجرامي والغادر الذي تعرضت له الدوحة من قبل الكيان الإسرائيلي باستهداف مقرات سكنية لأعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، وهو ما يعد جريمة نكراء وفق كل الأعراف الدولية، خاصة أن قطر تتولى ملف الوساطة ( معها الشقيقة مصر والولايات المتحدة الأمريكية ) بين الطرفين، فإذا بأحد الأطراف وهو الكيان الإسرائيلي يقدم على استهداف الوسيط والطرف الآخر الذي يتفاوض معه، مما يشكل سابقة خطيرة وغير مألوفة على المستوى العالمي، لا سياسيا ولا قانونيا ولا أخلاقيا، لكنه الكيان الصهيوني الذي لا يعترف بالقانون ولا يمتلك أخلاقا. ونرحب ترحيباً حاراً بالقادة العرب والمسلمين في بلدهم الثاني قطر والمشاركين بالقمة المرتقبة بالدوحة الإثنين وبالاجتماعات التحضرية للقمة غدا الأحد. إننا هذه المرة وكشعوب عربية وإسلامية نريد قمة على مستوى التحديات التي تحيق بأمتنا العربية والإسلامية، والتي تهدد وجودها وكياناتها، وتتصدى للمشروع الإسرائيلي الذي يعلن عنه المجرم نتنياهو ليل نهار بكل وقاحة واستهتار، ويتحدّث عن شرق أوسط جديد، وإسرائيل الكبرى، دون مبالاة بالمحيط العربي والعالم الإسلامي. نريد قمة تبنى على ما تحقق ليلة أمس الأول في جلسة مجلس الأمن التي عقدت للنظر في الاعتداء الإسرائيلي الغادر على دولة قطر، والذي شهد تضامنا مطلقا مع قطر، وإشادات واسعة لأدوارها الإيجابية في إرساء قواعد الأمن والسلام والاستقرار بالإقليم وعلى مستوى العالم، وهو ما أكسبها هذا التأييد العالمي، والوقوف المطلق معها والمساند لها. وفي الوقت نفسه فإن حجم الإدانة في مجلس الامن للكيان الإسرائيلي كان كبيرا وعاليا، وهي الحالة الوحيدة التي أجمع مندوبو الدول الأعضاء بمجلس الأمن تقريبا على إدانة " إسرائيل " بكل صراحة وبانتقاد لاذع، وهو ما احدث عزلة حقيقية للكيان ومندوبه، الذي بدا منعزلا كبلده من هول ما رأى من تضامن مطلق مع دولة قطر، وإدانة مطلقة لعدوانه الغادر على قطر. كل الخطابات في مجلس الأمن نددت بالكيان ـ الذي تقوده حفنة متطرفة ومتعطشة للدماء ـ وأدانت خروج " إسرائيل " على القوانين والأعراف الدولية بسبب افلاتها من العقاب، سمعنا ذلك في كلمات مندوبي الدول الكبرى، سمعناه في كلمات مندوب الصين الذي عكس في كلمته ادراكا عالميا بحجم تصرفات الكيان الإسرائيلي، واستنكر ما وصفه بالإحباط المتعمد للمفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين هناك. وهو ما فعله مندوب روسيا الذي أكد أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة لم يستهدف دولة قطر فحسب، ولكن استهدف أيضا جهود الوسطاء الذين يعملون من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأن الهجوم استهدف منطقة سكنية في العاصمة القطرية توجد بها بعثات دبلوماسية أجنبية، وتأكيده أمام مجلس الأمن أن البعثة الدبلوماسية الروسية تقع على بعد 600 متر من موقع الهجوم، وإشادته بما تقوم به قطر من وساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعملت خلال الأشهر الماضية بلا كلل لإنهاء سفك الدماء في غزة والإفراج عن المحتجزين، متسائلا أمام العالم عما يمكن أن يمنع إسرائيل من قتل معارضيها في أي عاصمة أخرى في العالم حتى ولو كانوا سياسيين مفاوضين. وعززت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام ذلك التوجه بتأكيدها أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة "صدم العالم"، وأنه قد يفتح "فصلا جديدا وخطيرا" في الصراع المدمر، مما يهدد السلام والاستقرار الإقليميين بشكل خطير. الجلسة التي جاءت بطلب من الأشقاء في الجزائر والصومال وباكستان والأصدقاء في فرنسا وبريطانيا، شهدت مداخلات قوية كذلك من مندوب باكستان الذي أكد أن الهجوم ليس حادثة منفردة بل هو " جزء من نهج أوسع وممنهج للعدوان وانتهاك القانون الدولي من قبل إسرائيل "، معربا عن تضامن باكستان الكامل مع قطر. أما الأشقاء في الكويت والإمارات ومصر والأردن والجزائر والصومال فقدموا دعما كاملا وتضامنا تاما مع قطر، وهذا ليس بالأمر المستغرب. لقد استهدف العدوان الإسرائيلي الغادر على دولة الوساطة آلية رئيسية تعتمدها الأمم المتحدة وميثاقها لتسوية النزاعات بالطرق السلمية، لا سيما وأن العدوان الغادر على الدوحة استهدف أفراداً كانوا مجتمعين لمناقشة أحدث مقترح أمريكي ( أحد الوسطاء ) لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، ومن هنا فإن أي إجراء يُقوّض جهود الوساطة والحوار "يُضعف الثقة في الآليات ذاتها التي تعتمد عليها الأمم المتحدة لحل النزاعات فما بالنا بدولة قطر التي تعتبرها الأمم المتحدة "شريكا قيما في تعزيز صنع السلام وحل النزاعات" حسب تأكيد وكيلة الأمين العام ذلك امام المحفل الدولي. الحساب قادم هذا الزخم الذي منحه مجلس الأمن يشير إلى ان مرحلة جديدة من محاسبة اسرائيل قادمة لن تفيدها ولن تفلت من العقاب، مهما تأخر الوقت، فالمجتمع الدولي بشقيه الشعبي والرسمي، بات مقتنعا بالانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل، والجرائم التي ترتكبها. كل الدول أبدت تضامنها مع دولة قطر بأعلى سقف، بالتوازي مع رفع سقف الانتقاد بدرجة عالية في وجه إسرائيل. كل مندوبي الدول الكبرى أشادوا بدور قطر وأفضالها على المجتمع الدولي وعطائها من أجل الأمن والاستقرار والسلام في الإقليم وعلى مستوى العالم، والمطلوب من الدول العربية والاسلامية في قمة الدوحة أن تبني على هذا الموقف الدولي الكبير. نريد من القمة المرتقبة ان تترجم هذا السقف العالي الى خطوات عملية تتصدى لإسرائيل وجموحها ومشروعها التوسعي وعربدتها في المنطقة. القمة العربية الإسلامية ـ والتي من المتوقع ان تشهد اكبر تمثيل واكبر حضور ـ يجب ان تكون مخرجاتها على حجم التحدي وعلى أهمية المرحلة الفارقة التي تتشكل بعد العدوان الاسرائيلي الذي لم يستهدف قطر وحدها بل استهدف المنظومة الخليجية والنظام العربي والعالم الاسلامي، والدول المحبة للسلام، فقطر قلب الأمة النابض بالعطاء لقضايا أمتها العربية والاسلامية ودول العالم، لم تتوان يوما عن نصرة القضايا العادلة ولا عن إغاثة الملهوف والمحتاج. قطر تفزع لنجدة أمتها في أي مكان، ولحظة كتابة هذه السطور فإن فرقا قطرية من البحث والانقاذ تتواجد على بعد آلاف الكيلومترات في أفغانستان لنجدة الاشقاء الذين تعرضوا لكارثة الفيضانات، ومن قبل تواجدوا في مناطق عديدة ألمت بها الكوارث من لبنان إلى سوريا إلى الصومال إلى ليبيا إلى المغرب إلى السودان، كل مكان يتعرض لكارثة تفزع له قطر وآن للعالم العربي والإسلامي ان تكون له فزعة بحجم العدوان الغادر الذي تعرضت له دولة قطر. نريدها قمة تتجاوز التنديد والشجب والاستنكار. نريدها قمة تضامن بالإجراءات العملية. نريدها قمة شفافية وتصالح قبل ان تكون قمة شجب واستنكار.. نريد شبكة انذار عربية مبكرة بالمخاطر ليس فقط الأمنية بل المخاطر الاجتماعية والمخاطر الاقتصادية.. نريد قمة تعي المخاطر التي تتعرض لها منطقتنا العربية وعالمنا الإسلامي، والعمل على التصدي لها، وفي مقدمتها المشروع التوسعي الإسرائيلي، الذي يتحدث عن " إسرائيل الكبرى ".. نريد قمة تتلاقى فيها قرارات القادة مع تطلعات الشعوب في الوحدة والعزة والكرامة.. نريد إجراءات تجبر الكيان الإسرائيلي على وقف العدوان وادخال المساعدات لأهلنا في قطاع غزة.. نريد قمة توقف تغول الكيان الإسرائيلي وجرائمه الوحشية، وتتصدى لمشروعه التوسعي، الذي يستهدف كل دولنا العربية. الاستهداف الغادر والسافر الذي تعرضت له قطر من قبل الكيان الإسرائيلي هو رسالة للجميع، إذا ما سكتنا على ذلك ولم نخرج بمواقف عملية تؤلم إسرائيل، فإن دولا أخرى على قائمة الاستهداف الإسرائيلي، وربما أكبر من الاستهداف.
720
| 13 سبتمبر 2025
إجماع عربي وعالمي على مكانة قطر في المجتمع الدولي.. الهجوم الإسرائيلي الغادر لن يثني قطر عن مواقفها الاعتداء الإسرائيلي الغاشم والآثم على المباني السكنية التي يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، يعتبر جريمة موصوفة بشعة ووقحة بحق الإنسانية والمجتمع الدولي والقوانين والأعراف الدولية والأممية. هذا الاعتداء الإسرائيلي السافر استهداف غير مسبوق لدولة قطر وهو حدث تاريخي ووصمة عار في سجل كيان غاصب احترف الإجرام والعدوان على الدول والشعوب وكل ما هو مجتمع آمن ومسالم. كما أن الاعتداء يعتبر الأول من نوعه الذي يستهدف دولة وسيطا لحل النزاعات في المنطقة.لقد استهدفت إسرائيل بشكل مباشر وغير مباشر أمن وسيادة واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا ما عبر عنه معالي رئيس الوزراء بتساؤله العميق المضمون: هل اعتداء إسرائيل على قطر رسالة إلى العالم أن نتنياهو يريد إعادة تشكيل منطقة الخليج؟ كما أن إسرائيل استهدفت في اعتدائها المس بجميع الدول العربية، كما استهدفت منظمة الأمم المتحدة بأنظمتها ومبادئها وقوانينها التي تقضي بعدم الاعتداء على سيادة دولة مستقلة. لقد فشلت محاولة إسرائيل اغتيال قادة حماس في الدوحة، لكن نتنياهو المتعطش لسفك الدماء استهدف اغتيال المفاوضات في دوحة السلام، استهدف اغتيال الجهود الدبلوماسية التي تقودها قطر، واستهدف قتل كل مشروع للسلام وكل مسار بديل للحرب والعنف والدمار. هذا الاعتداء الآثم تخطى كل الخطوط الحمراء وكسر نتنياهو بجموحه الدموي كل المعايير والقيم ونكث بكل الوعود والالتزامات التي يقطعها المشاركون في المفاوضات وكأنه يوجه رسالة واحدة إلى العالم أنه لا يريد المفاوضات لأجل السلام بل يريد الحرب واستخدام القوة المفرطة لفرض الاستسلام. الاعتداء الإسرائيلي على دوحة السلام تحول إلى هزيمة لسياسة إسرائيل العدوانية بفضل أوسع تضامن عالمي وعربي وخليجي وإسلامي مع دولة قطر، حيث صدرت بيانات الإدانة للاعتداء الإسرائيلي والتضامن مع قطر من جميع العواصم العربية والعالمية وازدحمت بها وكالات الأنباء العالمية، وتحولت إلى عنصر رئيسي في شريط أخبار العواجل عبر الفضائيات. كما أن قادة العالم عبروا عن تضامنهم، بالاتصالات المباشرة مع سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث أعربوا فيها عن إدانتهم للاعتداء الإسرائيلي وتضامنهم مع دولة قطر وتقديرهم لدورها المهم في الوساطات والمسارات الدبلوماسية. كان أبرز تلك الاتصالات من الرئيس الأمريكي الذي أعلن تضامنه مع دولة قطر مثمنا الجهود الحثيثة التي يبذلها سمو الأمير المفدى ودولة قطر في الوساطة، مؤكدا أن دورهما فاعل أساسي في إحلال السلام في المنطقة، داعيا سمو الأمير المفدى إلى مواصلة جهود قطر في الوساطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة. موقف دولة قطر تجاه الاعتداء الإسرائيلي عبر عنه سمو الأمير المفدى بأن قطر تشجب بأشد العبارات هذا الهجوم الإجرامي المتهور، باعتباره انتهاكا صارخا لسيادتها وأمنها، وخرقا واضحا لقواعد ومبادئ القانون الدولي، محملا تداعياته للكيان الإسرائيلي، الذي يتبنى سياسات عدوانية تهدد أمن واستقرار المنطقة، وتعرقل الجهود الرامية إلى خفض التصعيد والتوصل إلى حلول دبلوماسية مستدامة. ولعل الرد القطري الحاسم على الغطرسة الإسرائيلية يتمثل بنقطتين جوهريتين أولاهما اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية أمن قطر والمحافظة على سيادتها، وتشكيل لجنة قانونية لتقديم ما يلزم لمحاسبة إسرائيل على اعتدائها الغادر، أما النقطة الثانية فهي التي عبر عنها معالي رئيس الوزراء بأن الاعتداء الإسرائيلي لن يثني دولة قطر عن الاستمرار بجهود الوساطة التي تقوم بها لوقف الحرب على غزة، خصوصا أن الوساطة جزء من الهوية القطرية التي اختارت المسار الدبلوماسي لتحقيق أمن واستقرار المنطقة بدلا من الحروب والنزاعات. وسوف تواصل قطر نهج الوساطة في مختلف مناطق النزاعات في العالم. ولعل ما يميز السياسة القطرية أنها لا تبنى على ردات الفعل إنما تستند إلى حكمة وإرادة راشدة ودبلوماسية واعية وحكيمة في أداء دور الوساطة لإيجاد حلول لمختلف النزاعات.ما شهدته دولة قطر سيسجله التاريخ على همجية نتنياهو الذي مارس إرهاب دولة وضرب بعرض الحائط كل القيم وتجاوز القيم الأخلاقية وأقدم على خطوة غادرة بحق دولة تسعى لأجل السلام، وكما قال معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، فإن الاعتداء على الدوحة رسالة من نتنياهو إلى العالم بأنه يريد إغلاق أبواب السلام والتنمر على المنطقة بأسرها. ولعل أسلوب تعامل قطر مع هذا الاعتداء الغادر جدير أن يدرس في المعاهد الدبلوماسية وكليات العلوم السياسية، ويمثل هذا الأسلوب نموذجا لقدرة الدبلوماسية على هزيمة الغطرسة العسكرية والعدوانية، حيث قلبت الطاولة بوجه همجية نتنياهو الذي أخفق بتحقيق أي من أهداف الهجوم، فيما استطاعت قطر تحويل الاعتداء إلى استفتاء عالمي وعربي وإسلامي على التضامن معها وتجديد الثقة بدورها كوسيط نزيه جدير باحترام العالم بأسره. ختاما تبقى الإشارة إلى أن النقطة الأهم هي أن الاعتداء لم يثن قطر عن الالتزام بمبادئها السياسية بوصفها كعبة المضيوم، ولم يغير موقفها الثابت من دعم القضية الفلسطينية والدفاع عنها في المحافل الدولية بما تمثله من أولوية لدى القيادة السياسية، وهذا ما أكده سمو الأمير المفدى بقوله إن قطر «ستواصل نهجها البناء في الوقوف مع الأشقاء والأصدقاء ونصرة القضايا الإنسانية العادلة بما يوطد دعائم الأمن والسلم الدوليين».مرة أخرى تثبت قطر أنها أقوى من التحديات وقادرة على تجاوز كل الأزمات بعزيمة وحكمة سياسية وإرادة وثبات. حفظ الله قطر وقيادتها وشعبها وكل من يعيش على أرضها.
1461
| 10 سبتمبر 2025
الجائزة تقدير لهذا الوطن وأبنائه وقائده سمو الأمير المفدى الذي يُمثِّل نموذجاً نادراً للقيادة تكريم مستحق لمعالي رئيس الوزراء وزير الخارجية ربان الدبلوماسية الحكيمة كلمة رئيس الوزراء تنطق بلسان كل مواطن يزهو فخرًا بانتمائه إلى دولة قطر الحلول السلمية لم تعد ترفًا أو واجهة بل هي مرسخة في الدستور القطري مثلت لحظة تسلم معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، جائزة تيبيراري للسلام في أيرلندا، مجددا، اعترافا دوليا بالدور الرائد والمتعاظم الذي تقوم به دولة قطر وقيادتها الحكيمة، في مسارات الوساطة واستجلاب الأمن وإحلال السلام والاستقرار العالميين، وهو النهج الذي تسير عليه منذ أكثر من ربع قرن، ورسخ اسمها كواحدة من أهم وأبرز الدول الصانعة للسلام، والباعثة للأمل. وقف معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية ليقول للعالم في خطاب حملت كل كلمة وكل مفردة فيه رسالة سلام لعالم أحوج ما يكون فيه اليوم لسلام عادل ودائم، يجب أن تطمئن الشعوب، وتلتفت إلى التنمية وبناء مجتمعاتها. قد لا نبالغ في القول إن كلمة معالي رئيس الوزراء خلال حفل التكريم جاءت بحجم الجائزة وجاءت معبرة، وكأنها تنطق بلسان كل قطري يزهو فخرا بأنه ينتمي إلى دولة قطر التي أصبحت أيقونة السلام العالمي و"صوتا ثابتا للسلام، ومدافعا عن الحوار، وأمة لا تلين أمام التحديات". هذا التكريم المستحق لمعالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ربان الدبلوماسية الحكيمة والعقلانية، عنوانه الأكبر تقدير عالمي لهذا الوطن وأبنائه وقائده حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، الذي يمثل "نموذجا نادرا للقيادة في عالم اليوم، فهو لا يكتفي بالحكم، بل يشعر ويكرس كل جهده وروحه لكل واجب من تلبية احتياجات مواطنيه إلى دعم السلام الإقليمي والدولي". هذه الجائزة تعد الأرفع والأبرز بين الجوائز العالمية في هذا المجال، حيث تمنح سنويا تكريما للجهود الإنسانية والأنشطة الرامية لبناء السلام والعدالة للأفراد والمؤسسات على المستوى الدولي، مما يجعل نيلها تقديرا مستحقا للدور البارع الذي قاده معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن لتسوية النزاعات والملفات الساخنة والبالغة التعقيد من غزة إلى الملف النووي الإيراني وصولا إلى التسوية الأخيرة بين الكونغو وروندا، وقبل ذلك ملفات عدة من النزاعات تمكن من تفكيكها وإيجاد الحلول لها، بفضل من الله أولا ثم بالرؤية الحكيمة والرشيدة لسمو الأمير المفدى. وعندما يأتي الحديث عن جهود قطر في الوساطة والحوار ومحاربة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في العالم نجد أنفسنا أمام سجل ناصع من العمل السياسي والدبلوماسي الممتد لسنوات، يقوده حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في العديد من الملفات الدولية الساخنة التي شكلت تهديداً للاستقرار والتعايش، بل أدت إلى العديد من المواجهات والحروب التي كان لها بالغ الأثر على حياة الشعوب، وتسببت في حرمان الملايين من نعمة الأمن ومن حق التعليم والخدمات الصحية والغذاء. سعي قطر لتعزيز السلام والاستقرار العالميين بدأه صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله ورعاه، ويسير على الطريق ويكمل هذا النهج سمو الأمير المفدى، سدد الله على طريق الخير خطاه، الذي يؤمن إيمانا كاملا بالوساطة والحلول السلمية، ولم تعد ترفا أو واجهة، بل هي اليوم مرسخة في الدستور القطري. وخلال مشاركة سمو الأمير المفدى في الاجتماع رفيع المستوى للاحتفال بالذكرى 75 لتأسيس الأمم المتحدة أكد سموه أن "الأمم المتحدة ما زالت قاصرة عن إيجاد الآليات اللازمة لفرض مبادئها على أعضائها، وما زال حق القوة يتفوق على قوة الحق في مناطق مختلفة في العالم وفي مجالات مختلفة من حياتنا". ونحن اليوم في العشرية الثالثة من القرن الحالي ورغم هذه الجهود المقدرة إلا أن العالم ما زال يواجه تحديات مستجدة وغير مسبوقة في مختلف الجوانب وفي مقدمتها استفحال بؤر التوتر والصراعات الإقليمية والدولية. ويومها أكد سموه أن التزام قطر بالعمل مع الأمم المتحدة، ومواصلة تقديم الدعم لها وتعزيز الشراكة مع أجهزتها لتمكينها من مواجهة التحديات العالمية المشتركة وتحقيق الأهداف التي تنشدها. وقد كانت تلك الكلمة تشخيصا جريئا للأزمات التي تعاني منها شعوب العالم والتي تتطلب حلولا جذرية بتغليب الحوار ودعم الاستقرار واحتواء بؤر التوتر. وتولت الدبلوماسية القطرية دون ملل ملفات تسوية النزاعات في فلسطين والسودان والصومال ولبنان وإثيوبيا وإريتريا وبين الكونغو ورواندا، فضلا عن الملف النووي وإيقاف الحرب الإيرانية الإسرائيلية، وقبل كل هذا جهود قطر الإنسانية التي لم تتوقف في مساعدة الفلسطينيين وأهالي غزة وهم يعانون ويلات الحصار، وتصدت كذلك إلى الوساطة الصعبة بين "إسرائيل" وحماس بمشاركة مصرية أمريكية في هذه القضية المعقدة. إن المواقف الداعمة للحوار وخفض التصعيد، هو ما يميز دور ومساعي سمو الأمير المفدى بممارسة دبلوماسية الوساطة والحوار وحل النزاعات بالطرق السلمية، وهو موقف مبدئي وثابت ولا تسبقه أي أجندة وليس له أهداف سوى حماية الأمن والاستقرار للشعوب، التي قال عنها معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية إن "سمو الأمير يرى شعوب المنطقة والأبرياء حول العالم أبناء له، ويحزن على كل روح تزهق، ويؤمن بأن السلام إرث يجب صيانته". وكان ثمرة هذه الجهود المكانة المتميزة التي تحظى بها اليوم دولة قطر، والتي أصبحت قبلة يقصدها كل طرف لديه رغبة حقيقية لإيجاد حلول لمشكلات يعاني منها أو أزمات تعصف بين فرقاء البلد الواحد، أو بين دول مجاورة أو أطراف لديها مشكلات عالقة تبحث عن حلول لها. جائزة تيبيراري الرفيعة للسلام التي منحت لمعالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني تعتبر جائزة لتقدير المبادئ والقيم التي وضعها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وهي أيضا جائزة لدولة قطر لما قامت به في كل ما يخدم قضايا البشرية خلال السنوات الماضية، وهي أيضا جائزة مستحقة وتحمل كل معاني التقدير للدور الكبير الذي قام به ـ ولا يزال ـ معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، في مختلف الوساطات، وبالتالي وكما قال معاليه فإن "هذه الجائزة هي فرصة للتأكيد على الدور القطري والتزام دولة قطر في هذا الصدد، ليس كصانعة للسلام فقط بل وكمهندس للسلام عالميا». ولعل خلاصة القول يكمن في الرسالة التي وجهها معاليه إلى الجيل القادم بقوله "لا تظنوا أن السلام سذاجة. إنه أصعب من الحرب، لكنه يستحق كل جهد. إنه أقوى من السخرية، وأعلى صوتا من العنف". تلك هي خلاصة رسالة قطر: السلام يستحق كل الجهود مهما بلغت التضحيات. لقد رسخت جائزة تيبيراري موقع قطر على الخريطة العالمية من وسيط محايد إلى صانع للسلام قادر على التعامل مع جميع الملفات المعقدة والساخنة.
1725
| 03 يوليو 2025
مسيرة مؤسسة قطر غنية بالإنجازات ومدهشة بخطواتها النوعية التي تعزز عملها لإطلاق قدرات الإنسان وإحداث التغيير الإيجابي في المجتمع. وكانت الخطوة الأبرز التي استأثرت باهتمام الجميع تكليف سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، بوصفها نائب رئيس مجلس الإدارة، بمهام إضافية وتعيين السيد يوسف النعمة رئيسًا تنفيذيًا للمؤسسة. هذه الخطوة بالغة الأهمية والتي جاءت بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الثلاثين تعتبر نقطة تحول في مسيرة المؤسسة وتنطوي على كثير من الدلالات والمعاني، ذلك أن سعادة الشيخة هند شخصية استثنائية فهي تمتلك الخبرة والمهارة في الإدارة والتخطيط الإستراتيجي وهي تمتلك جدارة المناصب العليا وتحمُّل المسؤولية. استطاعت الشيخة هند خلال تسع سنوات من تسلمها منصب الرئيس التنفيذي إلى جانب منصبها كنائب لرئيس مجلس الإدارة أن تقود مؤسسة قطر إلى الكثير من الإنجازات وأداء رسالة المؤسسة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدولة، مستندة إلى ثلاث ركائز التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع. كل الذين عملوا مع سعادة الشيخة هند يجمعون على شخصيتها القيادية التي تتمتع بكثير من المزايا التي تجسد النموذج الساطع لمؤسسة قطر فهي انطلقت من أكاديمية قطر أول مدرسة أسستها المؤسسة وعادت إليها بعد دراستها الجامعية والحصول على الماجستير لتتحمل مسؤولية المناصب القيادية في المؤسسة وتقدم الصورة المثالية للمرأة القطرية فهي المواطنة وهي الأم والمرأة القيادية التي تعمل بلا كلل أو ملل لأجل تحقيق أهداف التنمية والنهوض بالمجتمع، وهي المرأة المعطاءة التي لا تعرف حدودا للعطاء. وهي تماما كما وصفتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر: «لقد برعت الشيخة هند من موقعها في أداء مهامها، بل فاق عطاؤها توقعاتنا». هذا العطاء الذي قدمته الشيخة هند يعود إلى ارتباطها الوجداني مع مؤسسة قطر وفقا لما ذكرته سعادتها في رسالتها إلى الموظفين بقولها: «لم تكن مؤسّسة قطر عندي مجرّد وظيفةٍ أو عمل أحبّ، بل هي لي رفيق دربٍ في الحياة. لقد نشأتُ مع هذه المؤسسة، وتعلمت منها، وتشكّلت على يد من فيها. كل فصل من فصول هذه الرحلة جلب معه دروسًا جديدة، وتحديات، وفرصًا لخدمة رسالة أكبر من أي منصب». الشيخة هند تنفرد بشخصيتها التي جمعت فكر وخبرات وتوجيهات صاحب السمو الأمير الوالد، حيث عملت بالديوان الأميري في مرحلة سياسية مهمة، كما استلهمت رؤية والدتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، مما أكسبها شخصية قيادية تجمع عمق المعرفة والرؤية الثاقبة والتواضع وقد استحقت بجدارة احترام وتقدير جميع من عرفوها وعملوا معها والتقوها من مسؤولين عرب وأجانب ومفكرين وأكاديميين وطلبة وموظفين. في بيئة العمل صنعت الشيخة هند بصمتها التي أبهرت فرق العمل في مؤسسة قطر في كل اجتماع تعقده كانت تصغي وتحاور وتناقش أدق التفاصيل للمشروع المطروح على جدول الأعمال تحترم كل الآراء ثم تتخذ قرارها السليم بالخطوات التنفيذية وتواصل متابعتها حتى يكتمل التنفيذ ويتحول المشروع إلى إنجاز. إن أهمية القرار بتكليف الشيخة هند بمهام إضافية إلى جانب منصبها كنائب رئيس مجلس الإدارة يمهد لنقلة نوعية في مسيرة مؤسسة قطر وفقا لما أشارت إليه سعادتها بقولها: «سينصب تركيزي على تعزيز الدور الإستراتيجي لمؤسسة قطر وتعزيز الشراكات مع الجهات المعنية داخل الدولة وعلى مستوى العالم، والارتقاء بمكانة المؤسسة على الساحة الدولية، ودعم المبادرات الإستراتيجية التي تشمل منظومة المؤسسة المعرفية المتنوعة». بهذا المعنى نستكشف البُعد الجوهري للقرار، حيث عطاء الشيخة هند سينصب على الدور الإستراتيجي فيما الجانب التنفيذي أوكل لكفاءة قطرية على درجة عالية من الخبرة في مجال مواكبة العصر بالعلوم والتكنولوجيا والتحول الرقمي وهو السيد يوسف النعمة صاحب الدور المحوري في صياغة التحول الرقمي في الدولة. ومن المؤكد أنه سيساهم بالتعاون مع الشيخة هند وإشراف صاحبة السمو بإحداث تحول رقمي كبير وجذري في مؤسسة قطر لتبقى منارة عالمية لمواكبة العصر في العلم والمعرفة الذكاء الاصطناعي. لقد تمكنت مؤسسة قطر على امتداد ثلاثة عقود من إنتاج المعرفة وتطويرها وتصديرها إلى المنطقة والعالم. وها هي اليوم بقيادة صاحبة السمو الشيخة موزا وجهود الشيخة هند والدور المحوري للرئيس التنفيذي تستعد لمحطة بارزة في مسيرتها وهي التحول الرقمي وامتلاك جميع أدوات الذكاء الاصطناعي لخدمة الركائز الثلاثة التي تقوم عليها المؤسسة وهي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع. مؤسسة قطر التي ساهمت بجعل قطر منارة للمعرفة تنطلق اليوم في خطوة مهمة لتسخير كل أدوات العصر من تحول رقمي وذكاء اصطناعي لخدمة الإنسان الذي تستثمر به لصناعة المستقبل المشرق بالعلم والمعرفة.
2634
| 23 مايو 2025
سمو الأمير هو الزعيم العربي الذي لا يمكن أن يتجاهل القضايا العربية في زياراته الرسمية من الكرملين.. فلسطين وسوريا الجديدة حاضرة ضمن ملفات المباحثات تكتسب زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله ورعاه" إلى موسكو ولقاؤه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهمية بالغة، ان كان ذلك في التوقيت أو في الملفات التي تناولتها المباحثات الثنائية التي أجريت بين الجانبين. المنطقة تعاني من صراعات مشتعلة، وأزمات متفجرة، وأخرى على وشك الانفجار، واحتقان كبير في علاقات المنطقة بعضها ببعض، وهو ما يستوجب على العقلاء من القادة البحث عن سبل لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من ويلات الحروب وتدمير إمكانات واستنزاف خيراتها في حروب ونزاعات لا طال منها، وتكتوي الشعوب بنيرانها. بعيدا عن البروتوكولات الرسمية، كانت الحفاوة الروسية وما أظهره الرئيس بوتين من اهتمام وحديث مطوّل عن العلاقات الثنائية وعلاقته مع سمو الأمير ودور قطر، دليلا على قناعة روسية راسخة لما تمثله قطر من أهمية في المنطقة وعلى مستوى العالم، كلاعب بارز ومؤثر في صناعة القرار، والأدوار الإيجابية التي تقوم بها، والمعالجات للعديد من الملفات التي نجحت في تحقيقها، وهو ما يرسم لعلاقات أكثر قوة بين الجانبين خلال المرحلة المقبلة، وهو ما نتجت عنه الزيارة بالفعل من اتفاقيات ومذكرات تعاون جديدة تم التوقيع عليها، لتضاف إلى مشاريع وشراكات كانت قائمة في عدد من المجالات، خاصة قطاع الطاقة والاستثمار والصحة والتعليم والرياضة والثقافة. ولم يكن ملف العلاقات بين البلدين هو الملف الوحيد الذي حمله سمو الأمير المفدى، معه إلى موسكو، فكل تحركات ومساعي سمو الأمير لا تقتصر على شأن قطري بحت، بل إن الهم العربي وقضايا الأمة وشعوبها تكون حاضرة، إن كان ذلك في اللقاءات والمباحثات الرسمية التي يجريها سموه مع قادة ورؤساء الدول، أو في الخطابات في المحافل الدولية. ويوم أمس في الكرملين كانت فلسطين ووقف العدوان الإسرائيلي البربري على غزة، واستقرار سوريا في عهدها الجديد، ضمن الملفات التي بحثها سمو الأمير في موسكو مع الرئيس الروسي. هكذا هو دائما سمو الأمير" حفظه الله ورعاه"، هو الزعيم العربي الذي يظل يحمل قضايا الأمة وشعوبها، ويبحث عن حلول لها، ويدافع عنها. فلسطين لن تغب يوما عن أجندة سمو الأمير، فطالما الاحتلال موجود لا يمكن إيجاد أمن واستقرار بالمنطقة، فالكيان الإسرائيلي لا يستهدف غزة، وان كانت هي اليوم في عين العاصفة الصهيونية الوحشية التي تمارس حرب إبادة جماعية بحق سكان قطاع غزة، إلا أن الضفة الغربية ومدن فلسطين الأخرى مستهدفة كذلك من الكيان الصهيوني، ففي الضفة لا يكاد يمر يوم دون عدوان وقتل وملاحقات للشعب الفلسطيني الشقيق. ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة سعت قطر الى وقف العدوان، وقادت وساطة لوقف حرب الإبادة الوحشية التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي، وعملت على ادخال المساعدات الإنسانية والطبية الى القطاع. سوريا في عهدها الجديد كانت حاضرة، وهي اليوم بحاجة الى دعم المجتمع الدولي لتعزيز توجهها نحو التنمية الشاملة والاستقرار وبناء مؤسسات الدولة. ولا شك أن سوريا الجديدة وروسيا بحاجة اليوم لاعادة ترتيب علاقاتهما، والمؤكد أن الأقدر على " هندسة " العلاقة الجديدة بين سوريا الجديدة وروسيا هي قطر بقيادة سمو الأمير بحكمته المعهودة، والتي لطالما فككت الكثير من الأزمات. سمو الأمير الذي التقى بالدوحة بالرئيس السوري أحمد الشرع قبل توجهه إلى موسكو بيومين حريص على سوريا وشعبها الشقيق، والعمل على إعادة سوريا للمجتمع الدولي. إقامة علاقات صحية بين سوريا وروسيا ليس فقط في مصلحة البلدين فحسب، بل هو في مصلحة المنطقة بأسرها. هذا الحرص الذي يبديه سمو الأمير "حفظه الله ورعاه " في الدفاع عن القضايا العربية، والعمل على إيجاد معالجات للأزمات لها، واضح في محطات عديدة، فلطالما كانت اليد القطرية الحانية هي البلسم لعلاج الكثير من الجروح في الجسد العربي، ولطالما سارعت في تلبية نداء الواجب، وتقديم العون والمساعدة للأشقاء أينما كانوا. قضايا الأمة وشعوبها تتصدر اهتمامات سمو الأمير "حفظه الله" أينما توحه، وفي أي محفل حل، ومن يتتبع خطوات سموه، يرى أن هذا الأمر هو نهج متأصل لدى سمو الأمير، ولا تغيب هذه القضايا ابدا عن تحركات ومساعي وجهود هذا الزعيم العربي المنتمي بإخلاص لأمته، الساعي لاستقرارها وازدهارها وأمن شعوبها.
1218
| 18 أبريل 2025
لم يكن أسبوعاً عادياً مر على الدوحة، في ظل برنامج مكثف قاده حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، «حفظه الله ورعاه»، الذي استقبل في خمسة أيام فقط « 4 « رؤساء دول شقيقة، حضرت معهم أبرز القضايا والملفات العربية والإسلامية، على المستويين الرسمي والشعبي. هذا الحضور البارز واللافت هو نتاج للمكانة التي باتت تتبوأها دولة قطر، بفضل قيادتها الواعية والحكيمة في تعاطيها مع مختلف الملفات الإقليمية والدولية، والثقة التي اكتسبتها بفضل عقلانية تعاملها مع مختلف القضايا، حتى باتت قبلة تقصدها الكثير من الدول لمعالجة أزمات تعيشها، على مستوى الخلافات الداخلية أو أزماتها مع دول في محيطها أو الإقليم والعالم. يعرف العالم وقادته مدى صدقية القيادة القطرية، ومواقفها الواضحة دون مواربة، وهو ما رسخ مكانة قطر على مستوى الدول والشعوب، حتى أولئك الذين يختلفون معها في السياسات، لا يمكنهم إلا احترامها، ولا يمكنهم في الوقت نفسه تخطيها، أو عدم الاعتراف بحضورها المؤثر والفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية، فهي باتت تمثل « قلعة « للوساطات، ومنبرا للحوار الجاد والمثمر. تكمن أهمية الدور القطري الذي حاز ثقة العالم أن قطر تتصرف بحكمة وموضوعية وتقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، كونها خارج الصراعات والمنافسات، ولا تعمل وفقاً لأجندات خاصة، إنما تعمل من منطلق مبادئ وقيم أخلاقية تحرص قيادتنا الرشيدة على التمسك والالتزام بها، ومن منطلق الحرص على الأمن والسلم الدوليين، واستقرار وازدهار المجتمعات، وإبعاد الشعوب عن الصراعات قدر الإمكان. في هذا السياق فإن المتابعين للمشهد السياسي في الدوحة، يجمعون على أن قطر تنفرد بكثير من المزايا التي تؤهلها للعب دور ناجح في الوساطة وحل النزاعات بالطرق السلمية، فهي تساهم ولا تنافس أحداً، وهي تبادر وتمد يد العون والمساعدة للأشقاء والأصدقاء للوصول إلى تفاهمات لحل النزاعات بالطرق الدبلوماسية، وتسهيل الأمور بصدق وإخلاص للوصول إلى حلول جذرية للأزمات بين الفرقاء، وليس مجرد « مسكنات « وقتية سرعان ما تنفجر وتتجدد الأزمات. خلاصة هذا المشهد تُرجم في هذا الأسبوع بشكل واضح، حيث تحولت الدوحة إلى منارة للعمل السياسي والدبلوماسي بأبعاده الإقليمية والدولة. فمن أقصى العالم الإسلامي وأكبر دوله سكاناً، حط الرئيس الإندونيسي ضيفاً على أخيه سمو الأمير المفدى، في زيارة رسمية، لتؤكد أن قطر في قلب العالم الإسلامي، وأنها ملتصقة بالوجدان مع شقيقاتها الدول الإسلامية وإن كانت بعيدة جغرافية. مباحثات مهمة كانت لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع ضيفه وأخيه الرئيس الإندونيسي، وتؤكد قطر مجدداً وقوفها دعماً واسنادا للأشقاء، فكان أن أعلن عن تأسيس صندوق استثماري مشترك بين البلدين بقيمة 4 مليارات دولار مناصفة بين البلدين الشقيقين، دعماً للتنمية في إندونيسيا. وإذا كانت إندونيسيا أكبر دولة إسلامية سكاناً كانت في قطر، فإن أكبر دولة عربية سكاناً وتاريخاً وهي مصر العزيزة علينا كانت حاضرة برئيسها عبدالفتاح السيسي الذي أجرى مباحثات مهمة مع أخيه سمو الأمير المفدى، ركزت على مسارين مهمين بالدرجة الأولى: تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وترجم ذلك عبر ضخ استثمارات قطرية جديدة في مصر تبلغ 7.5 مليار دولار، دعماً لمصر وشعبها العزيز، ثم مسار القضية الفلسطينية، وتحديداً وقف العدوان على قطاع غزة، وهو الجهد الذي يقوم به البلدان عبر وساطة بدأت منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي الوحشي على أهلنا في قطاع غزة، واستطاع البلدان رغم كل العراقيل والعقبات التي وضعتها « إسرائيل « أن يحققا نجاحات في مراحل عبر هدن تم التوصل إليها، ثم اتفاقا لوقف إطلاق النار، انقلب عليه المجرم نتنياهو وحكومته المنفلتة والموغلة في الإجرام. ثم كانت زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي كانت الأولى للدوحة منذ تولي إدارة الحكم والرئاسة، وكان لقاؤه بسمو الأمير المفدى لقاء مميزا، وحظي باهتمام بالغ، لما لسوريا الثورة والحضارة وشعبها العظيم من مكانة في قطر، ويكفي الأمر للدلالة على ذلك أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كان أول زعيم عالمي يحط في دمشق بعد سقوط نظام الأسد الذي أجرم بحق شعبه بصورة بشعة، وهو الأمر الذي رفضته قطر، وانحازت للشعب السوري وثورته العظيمة، وظلت على مبادئها دون التخلي عن دعم الشعب السوري خلال الثورة، وأكدت بعد انتصارها أنها ستواصل دعمها لسوريا وشعبها، حتى تتجاوز كل التحديات والعقبات، وأقرنت قطر ذلك بالخطوات على الأرض عبر دعم أخوي ووقوف صادق مع الشقيقة سوريا. وقد تزامنت زيارة الرئيس السوري مع زيارة لرئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة العماد جوزاف عون الذي استقبله سمو الأمير المفدى، في اجتماع قمة تناولت الملفات اللبنانية المتشابكة مع الملفات الإقليمية، وجرى التأكيد على بسط سلطة الدولة على جميع الأراضي اللبنانية وانسحاب إسرائيل من الجنوب وتنفيذ القرار الدولي 1701. ووجه سمو الأمير المفدى حرصا على أمن واستقرار لبنان الشقيق باستمرار الهبة القطرية لدعم رواتب الجيش اللبناني بمبلغ 60 مليون دولار، إضافة إلى 162 آلية عسكرية لتمكينه من القيام بمهامه الوطنية للحفاظ على الاستقرار وضبط الحدود على كامل الأراضي اللبنانية. ويظل لبنان رغم كل العواصف التي تعرض لها، له مكانة خاصة عند قطر وأهلها، فترددهم على لبنان يمتد لعقود مضت، ولا يمكن نسيان ما لهذا البلد من حضور بارز في مراحل متعددة قبل التعرض إلى هزات أثرت في مساراته المختلفة. هذا الحراك النوعي الذي شهدته الدوحة طول الأيام الخمسة الماضية ـ عدا عن زيارات لمسؤولين دوليين، كمبعوث الرئيس الفرنسي للبنان، ومؤتمر « الإيكاو « الذي شاركت فيه 190 دولة ـ يؤكد مجددا مكانة قطر وثقة المجتمع الدولي بقيادتها، ودورها المؤثر إيجاباً في مسار الأحداث بالإقليم والعالم.
960
| 17 أبريل 2025
مشاريع عملاقة وإنجازات رائدة في التعليم والصحة والتنمية والابتكار مؤسسة قطر منظومة تعليمية بجودة عالمية ومنصة للابتكار والإبداع شجرة السدرة تعكس رؤية مؤسسة قطر في العطاء والهوية الوطنية مؤسسة قطر استثمرت بإطلاق قدرات الإنسان لبناء المستقبل صاحبا السمو رؤيتهما تحويل مؤسسة قطر إلى منارة تلبي تطلعات الشباب العربي مؤسسة قطر عاصمة الحضارة والعلم لكل العرب وحاضنة العلماء والمبتكرين واكبنا بكثير من الإعجاب مشاريع مؤسسة قطر التي توالت خلال 30 عاما هنيئا لأجيال الغد قادة المستقبل الذين تخرجوا من مؤسسة قطر لا يمكن اختزال مؤسسة قطر بسطور وكلمات؛ فهذه المؤسسة منارة معرفة يسطع نورها في الشرق والغرب، ظلالها وارفة كشجرة السدرة وثمارها بمتناول الأمة. لقد ولدت هذه المؤسسة من فكرة صارت حلما والحلم ترجم إلى مؤسسة مبهرة لا يمكن الإحاطة بجميع فروعها وتخصصاتها وإنجازاتها. قبل ثلاثين عاما كانت إرادة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، إطلاق مؤسسة قطر رغم أن الظروف كانت مختلفة جذريا والتحديات كثيرة، حيث الدول والاقتصادات الناشئة تركز على الاستثمار في قطاع الطاقة، بينما كان خيارهما الاستثمار في التعليم، وبفضل العزيمة والإصرار نجحت الجهود ومهدت الطريق لتحقيق الأهداف الطموحة للنهوض بالتعليم. اتخذت المؤسسة شجرة السدرة شعارا لها لتجسد علاقتها مع كل بيت قطري، وكما تقول صاحبة السمو: «هناك علاقة وثيقة بين الإنسان القطري وشجرة السدرة وهذه الشجرة التي تملك قدرة هائلة على التحمل، وصبرًا جميلًا، وتُظلل بأوراقها على الجميع». في هذه المسيرة بذل الكثير من الجهد والتعب لتحقيق رؤية صاحبي السمو بتحويل مؤسسة قطر إلى مؤسسة مترامية الأطراف تلبي التطلعات والطموحات لجميع أبناء قطر وللشباب العربي والإسلامي من المحيط الى الخليج. فكانت الركيزة الأولى بناء التعليم العصري المستند الى البحث العلمي والمواكب للتكنولوجيا واقتصاد المعرفة. كان قرار الاستثمار في التعليم قرارا صائبا وحكيما لإحداث تغيير جذري في المنظومة التعليمية وتوفير تعليم متقدم بجودة عالية مواكب للعلوم الحديثة، مع الحفاظ على تراثنا ولغتنا وهويتنا الوطنية. وكان حصاد مؤسسة قطر بعد ثلاثين عاما على انطلاقتها النجاح ببناء منظومة تعليمية متكاملة تنافس أعرق المؤسسات التعليمية العالمية، والنجاح بنشر وترسيخ ثقافة البحث العلمي ووضع البنية التحتية البحثية لتلبية الاحتياجات الوطنية في بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة. عاصمة الحضارة والمعرفة مؤسسة قطر أصبحت وجهة عالمية ينظر إليها الجميع في الشرق والغرب بكثير من الإعجاب والتقدير لما حققته من ريادة في اطلاق قدرات الانسان في مختلف المجالات، فقيادتنا الرشيدة لم تنظر يوماً إلى مشاريع المؤسسة ومراكزها ومبادراتها لخدمة قطر وحدها، فالمؤسسة انطلقت كمشروع نهضوي تنموي عربي إسلامي على أرض قطر، لتعزيز التنمية المستدامة في العالم العربي. وبفضل هذا التوجه باتت مؤسسة قطر عاصمة الحضارة والعلم التي يتوافد اليها طلبة العلم من مختلف دول العالم العربي والإسلامي، وكأنها تستعيد دور بغداد ودور الاندلس التي كانت قبلة لكل الراغبين بالعلم والمعرفة. كما تحولت مؤسسة قطر الى حاضنة للعلماء العرب المغتربين فكانت المبادرة الأولى من صاحبة السمو بعقد مؤتمر جامع للعلماء العرب من مختلف بلاد الاغتراب، وبعد ذلك شرعت مؤسسة قطر أبوابها لاستقطاب العلماء بمختلف مجالات تخصصهم للاستفادة من علومهم وخبراتهم وتجاربهم. في مسيرتها الحافلة بالعطاء تمكنت مؤسسة قطر من تحقيق الهدف الأسمى وهو إنتاج المعرفة وتطويرها وتصديرها إلى المنطقة، بما يُساعد على تحقيق التنمية المستدامة في دولة قطر في مختلف مجالاتها. وتمكنت المؤسسة من أن تصبح حاضنة للعلماء والباحثين والمبتكرين والمخترعين العرب وغيرهم من كافة أنحاء العالم. إنجاز تلو الإنجاز لقد قدر لنا ان نواكب ولادة مؤسسة قطر وان نعايش توسعها وتنوعها ومبادراتها، فكنا لا نكاد نحتفي بإنجاز او بتدشين مشروع حتى تفاجئنا صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر بإطلاق مبادرة عالمية، وبينما نحن نرصد الأصداء العالمية للمبادرة كان يأتينا خبر اطلاق جائزة تحفز وتعزز اطلاق المواهب والقدرات. كنا نستمتع بمواكبة مشاريع مؤسسة قطر التي كانت تدشن مشروعا تلو الآخر. كنا نفخر بإنجازات المؤسسة ونباهي بها العالم، ولطالما كان الزملاء في الدول العربية والخليجية يغبطوننا على مشاريع وانجازات مؤسسة قطر. ما زلت أذكر المدينة التعليمية عام 2005 التي كنا نظن انها مجرد جامعات تستقطب تخصصات علمية فإذا بنا امام مدينة تعليمية معرفية شاملة قد لا نجد لها مثيلا في الشرق الأوسط وربما في العالم. ولمسنا كيف توقف عندها عشرات الآلاف من جماهير المونديال، وكيف جرى تداول الصور ومقاطع الفيديو لمعالم المدينة التعليمية التي ابهرت جميع الزوار. كما يندر ان يزور رئيس أو زعيم عربي وعالمي الدوحة بدون زيارة المدينة التعليمية. استقطاب أفضل الجامعات لقد نجحت صاحبة السمو في استقطاب أفضل الجامعات على مستوى العالم؛ كي تضمن للشباب في قطر والوطن العربي تعليماً نوعياً من خلال توفير أفضل الخدمات التعليمية والأكاديمية. حيث تضم المدينة 8 جامعات بينها 6 جامعات أمريكية مرموقة وجامعة فرنسية رائدة في إدارة الأعمال بالإضافة إلى جامعة حمد بن خليفة. وتقدم هذه الجامعات 60 برنامجا تعليميا في درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في مجالات الفنون والعلوم الإنسانية والأعمال التجارية والحوسبة والهندسة والطب والصحافة والاتصالات والدراسات الإسلامية والشؤون الخارجية. ويدرس فيها طلبة من 119 بلدا من العالم وخرجت آلاف الكوادر الوطنية التي رفدت مسيرة التنمية المستدامة. ركائز التعليم في مؤسسة قطر أعطت حيزا مهما للتعليم ما قبل الجامعي وكان من ثماره إنشاء أكاديمية قطر وتحقيق التوازن بين الأصالة والحداثة الى جانب انشاء 13 مدرسة بينها مدارس لذوي الاحتياجات وخرجت آلاف الطلبة. هناك أيضا ركيزة البحوث والتطوير والابتكار من بين الركائز التي قامت عليها مؤسسة قطر وترجمت هذه الركيزة بإنشاء واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، كمركز حاضن للابتكار في التكنولوجيا، والذي يضم منطقة تجارة حرة ذات مختبرات لإجراء الأبحاث المتقدمة واستقطاب الشركات التكنولوجية الرائدة، فضلاً عن إقامة عشرات من الشراكات البحثية مع الجامعات في المدينة التعليمية. لدعم التخصصات التي تحتاجها قطر بحاجة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. لقد ركزت المؤسسة على الاهتمام بالابتكارات التقنية والحوسبة والذكاء الاصطناعي ومواكبة ثورة الاكتشافات العلمية المتسارعة في قطاع التكنولوجيا مع التركيز على قضايا الاستدامة والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي لتواكب تطلعات الأجيال. الابتكارات العلمية والطبية ولا ننسى في هذا الاطار الأبحاث العلمية والطبية الحيوية، حيث ساهمت المؤسسة عبر إنشاء الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بدعم وتوفير الموارد اللازمة لألمع العقول في قطر، والمتعاونين معهم من جميع أنحاء العالم، لمواصلة أبحاثهم العلمية والطبية وفق المعايير العالمية. كما كانت مؤسسة قطر سباقة في إطلاق المشاريع الصحية النوعية والعالمية أبرزها سدرة للطب ومعهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة وبرنامج قطر جينوم حيث نجحت المؤسسة بتحديد تسلسل 45 ألف جينوم وتحويلها للرعاية السريرية. يصعب علينا الحديث عن جميع فروع وتخصصات ومبادرات مؤسسة قطر، فهذه المؤسسة التي انطلقت عام 1995 تتألف مما يزيد على 50 كياناً في مجالات التعليم والبحوث وتنمية المجتمع، ويتجاوز عدد الطلاب 10 آلاف طالب، وأصبحت جوهرتها المدينة التعليمية التي على مساحة تزيد على 12 كيلومتراً مربعاً. عندما نتأمل بحصاد مؤسسة قطر خلال ثلاثين عاما ندرك كم كانت رؤية صاحب السمو الأمير الوالد وصاحبة السمو الشيخة موزا ثاقبة وعميقة؛ فقد استندت في تأسيس هذا المشروع الرائد والكبير إلى مقولة أن سباق الزمن هو أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون. وبالفعل بدأت المؤسسة حيث انتهى الآخرون وبلغت مرحلة لا يمكن مجاراتها ومنافستها. ولعل اهم ما في فلسفة مؤسسة قطر هي اطلاق القدرات في العلم والابتكار والريادة والقادة والتكنولوجيا. هذه المؤسسة التي غيرت وجه قطر هي مصنع المستقبل، وأقتبس هنا ما قالته صاحبة السمو عند افتتاح المدينة التعليمية: «هنا يصنع الغد وإذا تباهت كل أمة بمنتجاتها فإن دولة قطر تتباهى بالغد الذي صنع في قطر وإذا أنشأت الأمم مصانع للإنتاج فإن قطر استثمرت في الإنسان». هنيئا لكل من عاش في زمن مؤسسة قطر وهنيئا لأجيال الغد قادة المستقبل الذين تخرجوا من مؤسسة قطر.
1149
| 10 فبراير 2025
قبل أن يلتقي الزعيمان، حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وأخوه جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة، اليوم في قمة أخوية صادقة مخلصة على أرض السلام، مسقط العامرة، التقت قلوب أهل قطر وأهل عمان، بمستوياتهم الرسمية والشعبية، على الخير والمحبة والسلام، عبر علاقات متجذرة، ممتدة بعمق تاريخ البلدين والشعبين الشقيقين. اليوم فصل جديد يُكتب في مسيرة علاقات البلدين الأخوية، من خلال زيارة دولة يقوم بها سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى سلطنة عمان الشقيقة بدعوة كريمة من أخيه السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، ليرسما معا ملامح مرحلة فيها الكثير من العمل الثنائي المتكامل في مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين. علاقات قطر وعمان تتجاوز الأطر الدبلوماسية التقليدية منذ القدم، فهناك الكثير من المشتركات التي تجمع شعبي البلدين، ولطالما كانا سندا لبعضهما البعض، وهو ما انعكس على قوة هذه العلاقات طوال التاريخ، وأوجدت مشتركات بينهما بشكل بات المجتمعان يعرفان ببساطتهما ودعمهما لأوجه العمل الخيري والإنساني دون مَنٍّ أو أذى، والتفافهما حول القضايا العادلة لأمتنا بصورة تلقائية. واللافت كذلك أن السياسة القطرية والعمانية في تعاطيها مع قضايا المنطقة والعالم، تركن إلى التعامل السلمي، والبحث عن نقاط التقاء، والعمل لحل الخلافات عبر الحوار، وهو نهج تسير عليه القيادتان في البلدين الشقيقين، حتى باتت عاصمتا البلدين، الدوحة ومسقط، تتحرك فيهما وفود باحثة عن حلول لقضاياها في كثير من الأحيان. الرؤية القطرية العمانية منسجمة تماما مع روح وتوجهات القيادتين، ومع طبيعة الإنسان في هذين البلدين، الذي ينحاز إلى العقلانية في التعامل مع مختلف القضايا، ويحرص على الحوار في معالجة الخلافات، بحثا عن الأمن والاستقرار والسلام. قمة الزعيمين ستركز على تعزيز العلاقات الثنائية في أبعادها المختلفة، وستدعم الشراكات في مختلف المجالات، وستضيف لبنات جديدة إلى صرح هذه العلاقات الوطيدة، وستفتح آفاقا جديدة من التعاون البنَّاء من أجل مصلحة شعبي البلدين الشقيقين، وستدعم في الوقت نفسه مسيرة مجلس التعاون الخليجي، كون أي علاقات بينية بين دول خليجية تصب في نهاية المطاف في مصلحة هذه المنظومة الخليجية، التي يمثل الحفاظ عليها أولوية قطرية عمانية، خاصة في ظل هذه التحديات الكبرى والتحولات المتسارعة التي تمر بها المنطقة والعالم أجمع. التنسيق القطري العماني والتشاور بين البلدين في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة والمحافل الإقليمية والدولية عالٍ جداً، ويتعزز بصورة دائمة، وهو دليل على قوة العلاقات بين الجانبين، والثقة الراسخة بينهما تجعل هذه العلاقات نموذجية. التعاون القطري العماني متداخل ومتكامل في مجالات عدة، فهناك شراكات واستثمارات قطرية عمانية في السلطنة، في قطاعات التصنيع والمواد الأولية والسياحة والضيافة والبنوك وقطاع التجزئة والمواد الغذائية، وغيرها من القطاعات الحيوية، التي تعود بالنفع على اقتصادي البلدين والشعبين الشقيقين. ولدى الجانبين فرص عديدة يمكن استثمارها إن كان ذلك في قطر أو عمان، من أجل بناء شراكات جديدة، ويمكن لرجال الأعمال في البلدين أن يلعبوا أدواراً مميزة في تنفيذ مشاريع تكاملية في قطاعات حيوية يحتاج لها البلدان، ويحتاج لها الشعبان، والتجارب الماضية من المشاريع المشتركة تعطي دافعية، وتحفز على المضي قدماً في إطلاق مشاريع أخرى، وكلا البلدين لديهما مميزات يمكن إذا ما تم استثمارها أن تشكل تكاملاً بينهما. أمير قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ليس ضيفاً على عمان الشقيقة اليوم، بل يحل أخا عند أخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق، وبين أهله في عمان، هكذا ننظر إلى هذه الزيارة، وإلى العلاقة التي تجمع بين سمو الأمير وجلالة السلطان، والتي تتجاوز البروتوكولات الرسمية في الزيارات المتبادلة، سواء زار سمو الشيخ تميم بن حمد مسقط، أو زار جلالة السلطان هيثم بن طارق الدوحة. قيادتا البلدين الشقيقين حريصتان على علاقات أوثق، والمؤكد أننا سوف نلمس دفعة جديدة في هذه العلاقات في قادم الأيام، والانطلاق نحو آفاق أرحب من التعاون والتنسيق بين الجانبين، وليس هناك حدود لهذه العلاقات، ولا سقف لمستوى التعاون، فسقف التعاون والتكامل هو السماء. فاصلة.. لأهل عمان مكانة خاصة لدى القطريين، والمؤكد أن لأهل قطر مكانة خاصة كذلك عند أهلنا في عمان، فالتواصل بين الشعبين على الدوام كان ولا يزال محل ترحيب كبير، فأهل عمان كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث «لو أن أهل عمان أتيت ما سَبُّوك وما ضربوك».
1113
| 28 يناير 2025
آخر من يتحدث عن حقوق العمالة والبيئة وكل ما يتعلق بحقوق الإنسان هو الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد انكشاف «عورته « ـ كما هو حال أمريكا ـ وسقوط «ورقة التوت» التي كانت تغطيه، بعد السكوت المخزي، بل والدعم الكامل للكيان الصهيوني، في أكبر وأشنع مجازر يشهدها العصر الحديث، على يد هذا الكيان في غزة. يتحدث الاتحاد الأوروربي عن قانون جديد يعتزم فرضه على شركات كبرى يتعلق بالعمالة والضريبة البيئية، وغالبا هذه القوانين تستهدف بالدرجة الأولى شركات أخرى غير غربية. وزير الدولة لشؤون الطاقة والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي كان واضحا وصريحا جدا في حوار مع صحيفة فايننشال تايمز عندما سئل عن موقف قطر للطاقة إذا ما طبق الاتحاد الأوروبي قانون فرض ضريبة 5% على الشركات العالمية، «سنوقف شحن الغاز للاتحاد الأوروبي إذا فرضت دوله الأعضاء هذا القانون.. إذا كنا سنخسر 5% من الإيرادات التي نحققها بسبب البيع لأوروبا فلن نبيع لأوروبا.. «. * الوقائع المرة اليوم حول انتهاكات حقوق الإنسان تأتي من الغرب والاتحاد الأوروبي، الذي يصم أذنيه، ويغمض عينيه، عن تقارير تتحدث عن حجم تلك الانتهاكات، والشركات الغربية الكبرى التي تستخدم قسريا عمالة في مواقع عملها دون حقوق فعلية لهذه العمالة، فقط لأن هذه العمالة غير أوروبية، أو بمعنى أصح «ليسوا من أصحاب العيون الزرقاء «، ويتم استخدامهم في بيئات عمل غير مناسبة، ولا تتوفر فيها إجراءات الأمن والسلامة أو السكن الصحي المناسب، وحدثت حالات وفيات لعمالة في مواقع العمل بسبب عدم توفر إجراءات الأمن والسلامة، عدا عن استغلالهم بالعمل لساعات تزيد عما هو متفق عليه، دون مقابل أو أجر يتساوى مع ساعات العمل الإضافية، ثم يأتون إلى دولنا في العالم العربي أو في أفريقيا وربما في أمريكا اللاتينية، ليحاضروا عن القيم الغربية وحقوق الإنسان والحريات، ويضيفون إليها حقوق الطفل والمرأة، حسب مواصفات ومقاييس غربية، بينما كل هذه الحقوق ينتهكها الكيان الصهيوني ـ حليف الغرب ـ في أبشع صورها مع الإنسان الفلسطيني واللبناني، لكن لا يتم ذكر ذلك. * وفي دول الاتحاد الأوروبي نفسها استغلال بشع للعمالة غير الأوروبية، خاصة تلك التي أتت من بلدان آسيوية وأفريقية، وكثير منها يفقد حياته في مواقع العمل، لكن لا نرى تلك التقارير «الرنانة» عن تلك الشركات الغربية، وإذا ما تحدّثت بعض المنظمات الحقوقية عن تلك الانتهاكات فإنها تشير إلى أنها تصرفات فردية، ونابعة من الشركات وليس من أسس تلك الدول الغربية، بينما إذا ما حدثت حادثة أو وفاة عامل في شركة في دولة عربية أو أفريقية، فإن مئات التقارير سوف تصدر عن تلك الحادثة، ولن يعزوا ذلك إلى خطأ أو أنها حالة فردية لا ترتبط بإهمال، وسيشمل الانتقاد الدولة بكاملها، وستتهم بأنها المسؤولة عن هذه الحادثة. * وحسب القانون الذي يعتزم الاتحاد الأوروبي تطبيقه، والذي يستهدف تحصيل 5% من الشركات العالمية، فإن جزءا منه يتعلق بالبيئة، والسؤال من يدمّر البيئة ويقتل الإنسان، ويبيد الحجر والبشر غير دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا والكيان الإسرائيلي.. ؟!. من يدمّر البيئة ويلقي فيها كل المخلفات الممنوعة ونفايات الأسلحة المحرمة دوليا، وتكون قارات العالم الثالث مرتعا لذلك غير الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية؟ من ينهب خيرات وثروات أفريقيا وينقلها إلى بلدانه غير دول الاتحاد الأوروبي، ويحرم شعوب تلك الدول من الانتفاع بثروات بلدانها؟ في الوقت الذي تسارع دول عربية وآسيوية وأفريقية الخُطى في إصلاحات حقيقية في أنظمة العمل والبيئة وحقوق الإنسان..، يحدث العكس من ذلك في دول الاتحاد الأوروبي، من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان والحريات والعمالة.. هذه حقيقة وإن حاولت دول الاتحاد الأوروبي القفز عليها. * في قطر مثلا، هناك صندوق خاص بدعم وتأمين العمال، يهدف لضمان حقوقهم وتوفير بيئة عمل صحية وآمنة لهم، وتعزيز منظومة العمل بالدولة، فهل في الاتحاد الأوروبي ما يوازي مثل هذا المشروع أو هذه المبادرة النوعية؟ قوانين وتشريعات الحفاظ على حقوق العمال وإلزام الشركات التي يعملون بها بعدم التخلف عن صرف رواتبهم بصورة فاعلة شهريا دول تأخير عبر آلية ربط نظام صرف الرواتب بوزارة العمل، وإذا ما تخلفت أي جهة عن ذلك فإن حظرا سيطولها مباشرة.. فهل هناك ما يحفظ للعمال حقوقهم بمثل هذه الصورة الواضحة..؟ قانون وقف العمل في ساعات ذروة الحرارة بالصيف هل يقابله قوانين في أوروبا تحفظ حقوق العمال إذا ما انخفضت درجات الحرارة إلى مستويات يصعب فيها العمل بالأماكن المفتوحة.. ؟. منظمة العمل الدولية افتتحت مكتبا لها بالدوحة وهو دليل على مدى التزام قطر، وما توفره قوانينها وتشريعاتها من حماية لحقوق العمال. * وفي مجال مواقف قطر الداعمة لدول بالعالم لمواجهة الآثار السلبية لقضايا المناخ، أعلن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى خلال مشاركته في قمة الأمم المتحدة للمناخ في 2019 عن المساهمة بمبلغ 100 مليون دولار لدعم الدول الجزرية والمخاطر الطبيعية والتحديات البيئية، وبناء القدرة على مواجهة آثارها المدمرة. هذه الأدوار الفاعلة لدولة قطر على الصعيد العالمي لا يتم الحديث عنها، وتقفز بعض الأطراف الغربية أو ما تسمى بمؤسسات في تلك المجتمعات، سواء بجهل أو بقصد، لتوجيه انتقادات غير منطقية، ولا تتسق مع الواقع، وبعيدة تماما عن حجم الجهود الجبارة التي تقوم بها الدولة، سواء على صعيد البيئة أو حقوق الإنسان، بل إن إحدى ركائز رؤية قطر 2030 هي التنمية البيئية، التي تحرص على الانسجام بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة. ** آن الأوان أن نقول كفى للغرب وقوانينه التي تستهدف نهب خيرات وثروات دول وشعوب العالم «الآخر»، تحت مسميات وتبريرات يفصلونها حسب متطلباتهم واحتياجاتهم، وبما يتفقون عليه من مصالح خاصة في دولهم، على حساب دولنا وشعوبنا. النمو الاقتصادي القادم والفرص الاستثمارية لن تكون محصورة في أوروبا فحسب، بل في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، فلماذا نرهن اقتصادياتنا وتوجهاتنا الاستثمارية في الغرب، ونضع كل ذلك في أوروبا «الشيخوخة»، التي كانت ولازالت وتعمل في المستقبل لنهب ثروات الشعوب؟!
1398
| 25 ديسمبر 2024
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...
4182
| 26 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...
4050
| 25 سبتمبر 2025
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...
3816
| 29 سبتمبر 2025
تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...
1500
| 26 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1239
| 28 سبتمبر 2025
في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...
1230
| 29 سبتمبر 2025
أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...
1170
| 28 سبتمبر 2025
يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...
1047
| 24 سبتمبر 2025
من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...
1038
| 29 سبتمبر 2025
في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...
936
| 23 سبتمبر 2025
صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....
903
| 24 سبتمبر 2025
تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...
828
| 25 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية