رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بقدر كبير من الشفافية والوضوح، تناول معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية قضايا الشأن الداخلي ومواقف خارجية لدولة قطر حيال عدد من الملفات بالمنطقة. في أول حوار مباشر بعد توليه المنصب في السابع من مارس الماضي، وبحضور حشد من الإعلاميين استضاف تلفزيون قطر معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، تحدّث عن مختلف الملفات بدءا من كأس العالم والإرث الذي شكلته هذه الاستضافة، مرورا بالصحة والتعليم والقطاع الخاص والتوظيف والاستثمارات القطرية بالخارج وضريبة القيمة المضافة والتأمين الصحي وقانون التقاعد.. وانتهاء بالفوائض المالية للدولة، وإن كان التركيز بدرجة كبيرة على التعليم والصحة، القطاعين اللذين يتصدران اهتمامات الدولة، وتوليهما الأولوية. اللقاء – الذي كان منقولاً على الهواء مباشراً - جدد التأكيد على ما يتمتع به الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني من قدرات قيادية من طراز رفيع، وحضور قوي في مختلف القضايا التي كانت مثار حديث وتساؤل الحضور، رغم أنه لم يمض على توليه المنصب إلا نحو 38 يوماً، لكن إجاباته على مختلف تساؤلات مقدم الحوار والإعلاميين كانت تدل على أنه قريب من كل هذه القضايا والملفات، وضليع بها كأنه مضى عليه سنوات في هذا المنصب. قدم إجابات عميقة ومقنعة على مختلف التساؤلات، وحدد مسارات عمل الحكومة خلال المرحلة المقبلة بصورة واضحة، ورسم الأهداف التي تتطلع لها حكومته بصورة جلية، ولم ينف وجود قصور إداري في بعض القطاعات، وإن كانت هناك نجاحات في أزمات معينة، كالقطاع الصحي خلال أزمة كورونا، لكنه لا يبالغ في الحديث عن المكاسب في القطاعات الخدمية، بل كان طرحه متوازنا، مقنعا، عقلانيا، كما عرفه الجميع في مواقفه السياسية خلال السنوات الماضية، والتي استحق وصفه بـ "فارس الدبلوماسية". لذلك هذه المقابلة وما جاء بها من طرح لقضايا المجتمع، لهي مؤشر على مرحلة جديدة سنشاهدها في المنظومة الحكومية، وباعتقادي سيكون لها ما بعدها، وستظهر أمور إيجابية وتطورات على القطاعين العام والخاص، استكمالاً لجهود إخوانه الذين سبقوه في هذا المنصب. الإمكانات التي يتمتع بها معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، والخبرات التراكمية التي اكتسبها في مسيرة عمله، والتي من بينها توليه مديرا لمشروع دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في 2009 ومديرا لإدارة شراكة القطاع الحكومي والخاص بوزارة الأعمال والتجارة، ورئيسا للجنة التنفيذية لشركة تنمية المشاريع، ورعاية برامج التنوع الاقتصادي، وصولا إلى توليه منصب وزير الخارجية في 2016، وقبلها في 2013 مساعدا لوزير الخارجية، وفي 2018 رئيسا لجهاز قطر للاستثمار..، هذه المناصب وغيرها شكلت شخصية قيادية نوعية للشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني. لم يغفل معاليه الحديث عن القوة الناعمة التي تتمتع بها قطر، والتي جزء منها الدعم والمساندة والمساعدات التي تقدمها للدول والشعوب الأخرى، واستحضر هنا حديث "صنائع المعروف تقي مصارع السوء"، وقال إن أهل قطر جميعا عرف عنهم مواقف الخير والدعم، وتساءل: هل يستكثرون على حكومتهم مثل هذه المواقف؟. المؤشرات تقول إن هناك مرحلة جديدة سوف تبدأ من العمل في مختلف القطاعات، وسوف نرى ثمار هذه الجهود قريباً على مستوى وجودة الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم في مختلف المجالات، وانفتاحاً أكبر ودعماً أكثر للقطاعين العام والخاص، بما يواكب متطلبات المرحلة.
1011
| 14 أبريل 2023
لا خلاف على مبدأ إعطاء العامل حرية الانتقال إلى عمل آخر لدى شركة أخرى، وليس مقبولا لدى الجميع، أفراداً أو شركات ومؤسسات، قضية استعباد الناس، لكن لابد من وجود ضوابط تحمي حقوق جميع الأطراف، عمالا وموظفين وشركات ومؤسسات، وألا يتم الجور على حقوق طرف على حساب طرف آخر، تحت أي مبررات، فلا مسوغات تبيح التعدي على حقوق أي طرف، والمؤكد أن الأخوة بوزارة التنمية يعملون في هذا الاتجاه، ويسعون جاهدين لإيجاد عدالة بين العامل والشركة، في قضية حق الانتقال وتغيير جهة العمل. في تعديلات قانون العمل الأخير، التي تتيح للعامل تغيير جهة العمل، ومع كل التقدير لكل الجهود التي بذلت من أجل إصداره بصورة مثالية قدر الإمكان، إلا أن هناك بعض الثغرات قد ظهرت، وهذا باعتقادي أمر طبيعي، ويمكن معالجتها مع التطبيق الفعلي للقانون. اليوم هناك شركات ومؤسسات "تئن" بصمت، بسبب نزيف انتقال العمالة منها إلى جهات أخرى، وفي أحيان كثيرة مشابهة للنشاط الذي تمارسه الشركة التي يعمل بها العامل أو الموظف، حتى وإن تم الانتقال الى شركات ومسميات أخرى بعيدة عن القطاع او النشاط، الا أنه غالبا ما يكون هناك تحايل، من خلال الانتقال الى شركة تمارس نشاطا مختلفا، لتكون جسراً أو "محللاً" للعمل بشركة منافسة. بل أن هناك من العمالة من انتقل فعليا الى جهات مشابهة تماما لنشاط الشركة التي انتقل منها، وتم هذا عبر وزارة التنمية، رغم اعتراض جهة عمل العامل، كون ذلك يشكّل خطرا على الشركة التي انتقل منها، ويهددها بالافلاس أو الخروج من السوق، فهناك من العمال من نقل كل بيانات ومعلومات وعلاقات العملاء من الشركة التي كان يعمل بها الى الشركة الجديدة المنافسة لها، وهذا يشكّل إخلالا حقيقيا بسوق العمل. الإشكالية الكبرى اليوم أن خيارات الشركات التي تنتقل منها العمالة الى شركات أخرى، باتت محدودة في ظل جائحة كورونا كوفيد-19، فالحصول على موافقات لاستقدام عمالة أخرى لأنشطة بعينها أو جنسية بعينها أمر صعب، وهذا نتفهمه في هذه المرحلة. أضف الى ذلك، قضية الخبرات التراكمية للعمالة المنتقلة من شركاتها الى شركات أخرى، فكثير من الشركات تنفق على موظفيها تأهيلا وتدريبا..، ثم في لحظة تجد نفسها قد جرّدت من هؤلاء بفعل "مغريات" و"إغراءات" من جهات أخرى. أعيد مرة أخرى، لست مع "استعباد" الموظفين أو العاملين من قبل الشركات والمؤسسات المختلفة، وأنحاز الى الموظفين والعمال وضرورة اعطاء هذه الشريحة الواسعة من الأخوة العاملين كامل حقوقهم، والسعي لايجاد بيئة عمل مستقرة وعادلة في الحقوق والواجبات، فلا يمكن لأي موظف أن ينتج ويكون لديه ولاء وانتماء لشركته او مؤسسته اذا لم تتوفر له الضمانات الحقوقية وفق بيئة عمل مستقرة، ويمنح كامل حقوقه، لكن في نفس الوقت أيضا مطلوب قوانين منضبطة تحمي الشركات، وضوابط محددة حتى لا تحدث فوضى في سوق العمل، بحيث لا إفراط ولا تفريط، لا بحقوق العامل أو الموظف، ولا بحقوق الشركات والمؤسسات العاملة بالسوق، التوازن والعقلانية في كل شيء هو الأساس لعلاقة سليمة وصحية بين جميع الأطراف. اليوم وزارة التنمية تقوم بعمل حظر على الشركات التي تتأخر في صرف رواتب موظفيها، وهذا أمر وخطوة ممتازة، فلا يجوز أكل حقوق العاملين والموظفين أو تأخير صرف رواتبهم لأشهر من قبل بعض الشركات، ففي ذلك ظلم كبير، وما تقوم به وزارة التنمية من مساعٍ جادة لحصول الموظف والعامل على راتبه الشهري أمر يحسب للوزارة والقائمين عليها. لكن في نفس الوقت مطلوب حماية هذه الشركات، بحيث لا تعيش تحت تهديد وخوف من انتقال موظفيها بأي لحظة الى جهات أخرى، تحت أي سبب، واحيانا دون مبررات حقيقية، أو لأسباب واهية. حتى قضية البت في طلبات تغيير جهة العمل يجب ألا تأخذ وقتا طويلا، ففي ذلك خسائر تتكبدها الشركات، وايضا المتقدم بطلب تغيير جهة العمل يعيش حالة من عدم الاستقرار، وبالتالي من المهم البت بهذه الطلبات بأسرع وقت ممكن، بدلا من تعليق الطلب لنحو شهرين ـ حسب معلوماتي ـ حتى يتم البت فيها، وهذا ليس في صالح الشركة او العامل، اما القبول بطلب الانتقال وتغيير جهة العمل، وأن الموظف أو العامل معه الأسباب المنطقية في ذلك، أو رفض الطلب، وفي الوقت نفسه الحذر من استغلال التعديلات الجديدة للمراوغة من قبل جميع الأطراف. الإنصاف مطلوب للموظف او العامل وللشركات والمؤسسات، وللقطاع الخاص الذي يشكّل استقراره عنصرا مهما في عجلة التنمية، التي تعيشها الدولة، فالقطاع الخاص ركيزة اساسية في تطور وتقدم الدول والمجتمعات، وهذا لن يتأتى إلا بوجود بيئة عمل مستقرة ومنصفة وعادلة لطرفي المعادلة. لن يعجز الأخوة بوزارة التنمية الإدارية من إيجاد تنظيم حقيقي لسوق العمل، وتلافي بعض الثغرات في التعديلات الجديدة التي حدثت بقانون العمل، غير مقبول أن يتعرض العامل أو الموظف الى ظلم من قبل جهات عملهم، لكن في نفس الوقت لا يجب القبول بإيقاع الظلم على الشركات، وأن تكون التعديلات الأخيرة على قانون العمل جاءت على حساب الشركات والمؤسسات التي تشكّل عصب القطاع الخاص، من أجل إرضاء منظمات لها أجندات مختلفة، وتستغل قضايا حقوق الانسان أو العمال لفرض إجراءات وتشريعات وقوانين تخل بسوق العمل، وتحدث أضرارا كبيرة، سوف تنعكس حتى على العاملين في تلك الشركات سلبا.
3157
| 03 يناير 2021
قطر وقيادتها آمنت بحق المواطن العربي بالمعرفة وتحملت من أجل ذلك الكثير بما فيه سحب السفراء تحتفل شبكة الجزيرة الإعلامية غدا بالذكرى الـ " 20 " لانطلاق قناة الجزيرة الإخبارية، أولى نسائم الحرية الإعلامية في العالم العربي، التي غيرت بمقدمها المشهد الإعلامي العربي، وحركت المياه الراكدة، وفتحت نافذة جديدة أمام المواطن العربي، الذي طالما يمم سمعه وبصره غربا، لتلقي أخبار وطنه . لم تكن الجزيرة مجرد قناة إخبارية، بل دفعت لتكوين ثقافة جديدة لم تكن مألوفة في العالم العربي، ألا وهي ثقافة الرأي والرأي الآخر، وعمدت نحو فتح أفق جديد من الحرية الإعلامية والتعبير، والدفع نحو الإنصات لرأي المواطن العربي، الذي طالما كان صوته " مقموعا " لحساب صوت السلطة " العالي "، فكان أن ترجمت على أرض الواقع " صوت المواطن العربي "، وانحازت إلى قضاياه ـ وما أكثرها ـ في كل مكان .طوال العقود الماضية كان الإعلام العربي متلقيا وناقلا لما يصدر عن الإعلام الغربي، دون أن يكون فاعلا في الأحداث، سواء كانت إقليمية أم قارية أم دولية، بل إن أحداثا كانت على " مرمى حجر "، كحرب تحرير الكويت في 1991، كان مصدر الأخبار لها وسائل إعلام غربية، ولم يكن لنا بد من الاستماع لها، وانتظار نشراتها، إلى أن جاءت " الجزيرة " في نوفمبر 1996 والتي غيرت المعادلة، فلأول مرة يكون في العالم العربي وسيلة إعلام تكون مصدرا للخبر، ويتناقل عنها الإعلام العالمي بكل أشكاله وأطيافه أحداثا كبرى، وتكون مصدرا أولا وموثوقا للأخبار . لم يكن بالأمر السهل المشي في " حقل ألغام " القضايا العربية، والتي على تماس مباشر مع الأنظمة العربية، وبالتالي فإن الحديث عنها أو انتقادها يعد من " الكبائر " بالنسبة للكثير من هذه الأنظمة، التي ترفض الاقتراب حتى من " الحمى "، أو انتقاد سياستها، أو الحديث عن توجهاتها إذا ما كانت تخالف ما تعلن .. .عبء هذا " الحمل " الثقيل لم تتحمله " الجزيرة " لحالها، إنما تحملته قطر وقيادتها، التي آمنت بحرية التعبير، وحق المواطن العربي بالحصول على المعلومة الحقيقية والشفافة بكل مصداقية وموضوعية ومهنية، وتحملت في سبيل ذلك الكثير، بما فيه سحب السفراء، وإعلان المقاطعة، والذهاب إلى أبعد من ذلك عبر " تجييش " الإعلام الموالي للإساءة إلى قطر، والطعن فيها، وبالرغم من ذلك كان موقف قطر وقيادتها صامدا صابرا متحملا كل تلك الضغوط، من أجل المواطن العربي، الذي يستحق تحمل ذلك، فلو لا قدر الله تراجعت القيادة القطرية عن هذا المشروع الإعلامي التنويري الانفتاحي، وتزعزع إيمانها به، لكنا اليوم نعيش في نفس فترات ما قبل " الجزيرة "، ولظل المواطن العربي يستقي أخباره من وسائل إعلام غربية .الحرية التي منحتها قطر لـ " الجزيرة "، ودافعت عنها بإيمان، هي التي جعلت هذه القناة تصمد أمام كل الرياح، بل قدم أبناؤها أرواحهم من أجل الحفاظ على السياسة التحريرية، والنهج الذي خطته لنفسها، المستمد من المهنية والمصداقية، والمنحاز إلى الإنسان، وحقه في المعرفة .دافعت " الجزيرة " عن الإنسان العربي، وانتصرت لقضايا الأمة، ولم تلن لها قناة، رغم الإجراءات التعسفية التي استخدمت ضدها من قبل عدد من الأنظمة العربية، التي تراوحت بين اعتقال مراسليها، وإغلاق مكاتبها، ومصادرة أدواتها، وقبل ذلك بالطبع استشهاد أبنائها، وهي تؤمن بأن الحرية تستحق من يدفع في سبيلها، ويضحي من أجلها .حاولت دول عربية استنساخ تجربة " الجزيرة "، سعيا لمنافستها، إلا أن كل تلك التجارب باءت بـ " الفشل "، لسبب أبرز وهو عدم القدرة على تحمل تكلفة الحرية، سواء كان من الدول المستضيفة، أم من القناة والقائمين عليها، الذين كانوا يعيشون بين مد وجزر، لتظل " الجزيرة " قبلة إعلامية للمواطن العربي، ونافذة لإيصال رسالته، فلم تخذل " الجزيرة " أبناء أمتها، انحازت لهم، وانتصرت لقضاياهم، ودافعت عنهم في كل مكان، من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق .يحق لـ " الجزيرة " والقائمين عليها وعلى رأسهم سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس الإدارة، وكل منتسبيها الاحتفال بكل فخر واعتزاز بالذكرى الـ " 20 " لانطلاق هذه القناة .. .واحتفال " الجزيرة " هو احتفال لكل إعلامي حر وشريف، يرى في الرسالة الإعلامية أنها أمانة ومصداقية ومسؤولية ..، يدافع عن القيم والمبادئ والأخلاق .. .إننا نهنئ أنفسنا كما نهنئ " الجزيرة " بهذه الذكرى، فرغم كل العواصف ظلت " الجزيرة " شامخة، لم تتزحزح عن سياستها وخطها التحريري ومهنيتها .. فسلام عليك في ذكرى انطلاقتك الـ " 20 ."
1312
| 31 أكتوبر 2016
الأمة بدولها وشعوبها مطالبة بموقف حازم تجاه خوارج العصرالعمل الإجرامي الذي أقدم عليه الحوثيون باستهدافهم لبيت الله الحرام، مكة المكرمة، بصاروخ بالستي، يكشف بجلاء ما تحمله هذه الطائفة من مشروع تدميري ضد الأمة، فمن استهدف بيت الله الحرام، لن يمنعه أي شيء من سفك دماء المسلمين، وهذا ما أقدموا عليه في السابق، فسجلهم حافل بتفجير المساجد في اليمن، وهدم مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وتنفيذ اغتيالات للعديد من علماء الأمة..، هذا غير تصريحاتهم المتتالية التي تتهجم على بلدان المنطقة، لكن أن يصل بهم الأمر إلى استهداف بيت الله الحرام، مكة المكرمة، فهذا يضع مليارا ونصف المليار مسلم أمام مسؤولياتهم لتعرية هذه الطائفة، التي استباحت المقدسات بعد أن استباحت الدماء.هذا العمل الإجرامي يذكرنا بما أقدم عليه أسلافهم من "القرامطة" في سنة 317 هجرية، عندما اقتحموا مكة المكرمة في موسم الحج وقتلوا أكثر من 30 ألف حاج، وغرقت الكعبة بالدماء، ولم يتم المسلمون حجهم في ذلك العام، بسبب هذه الجريمة النكراء، وسرقوا الحجر الأسود وغيبوه 22 عاما.وما أقدم عليه الحوثيون اليوم لا يقل بشاعة عن ذلك، لكن الله عز وجل مكّن القوة الجوية في الشقيقة المملكة العربية السعودية من التصدي للصاروخ البالستي قبل وصوله إلى مكة المكرمة بنحو 65 كم.هذا العمل الإجرامي، ليست السعودية المستهدفة به، إنما قبلة المسلمين هي المستهدفة، وهو ما يتطلب اليوم أن يكون هناك موقف حازم وحاسم، فماذا بقي إن سكت العالم الإسلامي بدوله وأنظمته وشعوبه عن هذا العدوان؟ هل ننتظر أن يقدم الحوثيون على خطوات أكثر إجراما من ذلك؟الغطاء اليوم قد رفع عن هذه العصابات المسلحة، والجماعات الخارجة على الأمة، لقد استولى الحوثيون بدعم من المخلوع صالح وأطراف ودول خارجية على مؤسسة الحكم الشرعية في اليمن بقوة السلاح، وفتكوا بالنظام الشرعي ومن فيه، وطاردوا كل الشرفاء، وأقاموا المقاصل لكل من عارضهم، وحولوا اليمن إلى دولة تقف على حافة الفشل، وفجروا المساجد والمعاهد ودور القرآن الكريم، وهجروا سكان مناطق كاملة في اليمن بعد أن غدروا بهم..، ولم يكتفوا بذلك، بل إن تهديداتهم انطلقت إلى دول الجوار، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وتحدث مسؤولون حوثيون ومن يدعمهم بكل وقاحة عن أنهم أي الحوثيين باتوا "أسياد" المنطقة، وهم الحكام الجدد.الحوثيون جزء من مشروع يراد من خلاله الهيمنة على المنطقة، وإلحاقها إلى معسكرات طائفية، تهدم المقدسات، وتقتلع المساجد، وتسفك الدماء، وتغدر بالآمنين..، كل ذلك من أجل بناء امبراطورية تهيمن على دول المنطقة.سلاح الحوثي موجه لقتل أهل اليمن، ومتفجراته لهدم المساجد والمعاهد ودور القرآن الكريم، وصواريخه توجه إلى دول الجوار ومقدسات المسلمين، ولم نر طلقة واحدة "يتيمة" توجه إلى "إسرائيل"، وهي التي يضحك بها الحوثيون على المغفلين بشعار "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل".وإذا بالموت يكون من نصيب العرب والمسلمين، ولم يُقتل جندي "إسرائيلي" واحد على يد من يرفع هذه الشعارات، إلا في "مسرحيات" انكشف غطاؤها في السنوات الأخيرة.من يتسمى بـ "أنصار الله" و"حزب الله" ويرددون شعارات براقة، قتلوا من العرب والمسلمين في حروب "طائفية" مئات الآلاف، وظلت "إسرائيل" آمنة، يلتقون معها في مشروعهم "التوسعي".على الدول الإسلامية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ان يكون لهما موقف حيال العمل الإجرامي الغادر، الذي قامت به عصابة الحوثيين باستهداف مكة المكرمة، بل الموقف يجب أن يسري على كل من يؤيد هذه الفئة الضالة، أو يقدم لها الدعم والمساندة، فالظالم ومن يعينه سواء، فيجب ألا يمر هذا العمل الإجرامي السافر دون وقفة حقيقية من قبل العالم الإسلامي، فالاستهداف ليس للشقيقة السعودية، إنما للحرم المكي، قبلة المسلمين، ومسرى نبيهم، وبالتالي هو استهداف للأمة جمعاء، استهداف لمليار ونصف المليار مسلم.حفظ الله أرض الحرمين الشريفين، ورد عنها شر الأشرار، وكيد الفجار..، ما دام الليل والنهار.. وكل ديار العرب والمسلمين.
1031
| 30 أكتوبر 2016
في مثل هذه اللحظات من الصعب الحديث أو كتابة كلمات .. إنها لحظات حزن وفراق .. ما أصعبها من لحظات ، ولكنها الحقيقة التي لا مفر منها ..فقدت قطر بوفاة صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أبا وبانيا وقائدا لمرحلة تاريخية مهمة من عمر هذا الوطن العزيز ، فكان نعم القائد ، ونعم الباني ، ونعم الأب .قاد سفينة هذا الوطن ، وأرسى قواعد الدولة ، وأعطى من الجهد والعطاء والبذل والفكر من أجل هذا الوطن وتقدمه ما يعجز اللسان عن ذكره ، والقلم عن كتابته .رحل بعد مسيرة حافلة من العطاء لهذا الوطن .. ترجل بعد مسيرة حافلة قاد فيها الوطن الى مراتب متقدمة ..لن تنسى قطر ما شهده الوطن خلال فترة توليه الحكم من 1972 الى 1995 من إنجازات على كل الأصعدة ، وفي جميع المجالات ، اقتصادية وتعليمية وصحية وثقافية ورياضية .. ، ووضع النواة واللبنات الأولى لكثير من المؤسسات والأنشطة في قطاعات مختلفة .عرفناه أبا قبل أن يكون حاكما وقائدا ..ارتباط أهل قطر مع حاكمهم يتجاوز الأطر المتعارف عليها بين شعوب الأرض ، علاقة فيها من الحنان والأبوة والأخوة التي لا يعرفها من لم يعش في هذا الوطن ، ويخالط أهله .هناك علاقة وطيدة ، وحب جارف بين الحاكم وشعبه في قطر ، التعامل كأسرة واحدة ، والتواصل قائم في كل المناسبات ، وجميع اللحظات ، فليس هناك حواجز بين الحاكم والشعب .عزاؤنا اليوم أن الشيخ خليفة أنجب رجالا يكملون المسيرة ، وقادة يعززون بناء الوطن ، ويسيرون على النهج جيلا بعد جيل .إننا نعزي حضرة صاحب السمو الأمير المفدى وصاحب السمو الأمير الوالد في هذا المصاب الجلل ، والعزاء لآل ثاني الكرام وأهل قطر ، ولا نقول إلا ما يرضي الرب جل جلاله .إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، وإنا لفراقك لمحزونون ..نسأل الله عز وجل أن يحسن مثواه ، ويكرم نزله ، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ، ويسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ..
2355
| 24 أكتوبر 2016
تحديات الإعلام الجديد تفرض علينا المحافظة على الريادة والاستنفار الدائم لخدمة القراء في ظل حراك إعلامي متسارع، وفضاء مفتوح، وثورة تقنية متعاظمة، فإن التحديات التي باتت تواجه المؤسسات الإعلامية كبيرة، فلم يعد الوضع ساكناً، أو الحراك محدوداً، بل إن أي فرد في أي مجتمع بات يشكل مؤسسة إعلامية متكاملة، بقليل من الجهد، وجهاز ذكي، فإنه بإمكانه أن يصبح ناقلاً للحدث بكل الفنون الإعلامية، مع سرعة في النقل، وكثير من الإبداع.هذا الوضع الجديد يفرض على المؤسسات الإعلامية، خاصة الصحفية منها، أهمية المواكبة الفعلية من كل الجوانب، إن كان ذلك على صعيد التناغم مع الجمهور، أو التفاعل مع الأحداث، أو ملامسة قضايا المجتمع.. وهذا ما يدفعنا في الشرق إلى التجديد والتطوير، ومواكبة عالم الإعلام، محتوى، وعرضاً، وتقنية، مع فتح قنوات جديدة في عالم الإعلام، وهو ما حدا بنا في دار الشرق إلى التوسع المدروس عبر مشاريع إعلامية متنوعة، تصب في نهاية المطاف في خدمة المجتمع، أفراداً كانوا أو مؤسسات.طوال السنوات الماضية، كانت الشرق سباقة في قيادة مبادرات نوعية، إعلامية ومجتمعية، فكانت أول مؤسسة تنشئ إدارة للنشر الإلكتروني، وتدفع نحو إيجاد بوابة إخبارية تحدّث أولا بأول، فكان أن تصدرت المواقع الإخبارية المحلية، جنبا إلى جنب مع تطوير الصحيفة الورقية، التي تبدأ اليوم مرحلة جديدة في التطوير والتحديث والتغيير، سواء في الحجم، وهو المتبع في الصحافة العالمية اليوم، أو الإخراج الجديد، أو المحتوى أو الاسلوب في تناول القضايا والموضوعات، مع إيمان الشرق المطلق بالمهنية والمصداقية والموضوعية والحرية المسؤولة، وهي المبادئ التي تؤمن بها، وتسير عليها، ولن تحيد عنها.التجديد والتطوير ليس خياراً أمام المؤسسات الصحفية، بل هو مطلب في عالم الإعلام اليوم، فلا يكفي أنك حققت نجاحات في مرحلة ما، ثم تتوقف عن الحراك أو التطوير، فكما يقال الوصول إلى القمة أسهل من المحافظة عليها، والمحافظة على القمة تتطلب عملا دؤوباً، وافكاراً متجددة، والمواكبة عبر مبادرات خلاقة، فمجرد الوقوف يعني أنك تعيش حالة من التأخر والتراجع والتقهقر، لذلك فنحن نعيش حالة من الاستنفار الدائم، من اجل تقديم كل ما هو جديد في عالم الإعلام، وفي نفس الوقت خدمة مجتمعنا، فدورنا لا يقتصر على طباعة صحيفة فحسب، فرسالتنا المساهمة مع المنظومة الحكومية والمجتمعية في كل ما من شأنه رفعة وطننا.حضورنا الإعلامي ليس مقتصراً على جوانب بعينها، فلدينا مبادرة موجهة لقطاع الأطفال، حيث نعتزم مع مطلع الشهر المقبل إصدار مجلة خاصة بالأطفال تحت اسم "جاسم"، تحمل القيم والأخلاقيات والعادات والتقاليد.. التي نحرص على غرسها في أطفال اليوم، الذين هم رجال الغد، كما ستكون لنا شراكة في أول مشروع ترفيهي تربوي تعليمي في "كيدزموندو"، الذي سيفتتح في ديسمبر المقبل في مول قطر، إضافة إلى المشاريع التي تخدم المجتمع بكل قطاعاته، إن كان ذلك في مجال المسؤولية الاجتماعية أو الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي، أو قطاع العمال..، وغيرها من المبادرات التي انفردت دار الشرق بتبنيها.إننا ونحن نبدأ اليوم مرحلة التطوير في الشرق، فإننا لا نستغني أبداً عن ملاحظات وتوجيهات وتقييم الرأي العام وقطاعات مجتمعنا المختلفة، فنحن منهم وإليهم، واليد الواحدة كما يقولون لا يمكنها التصفيق، فدون رجع الصدى فإن عملنا يظل قاصرا، فما أحوجنا إلى التفاعل الإيجابي فيما بيننا، ونؤكد اعتزازنا الكبير واحترامنا العالي لكل كلمة ترد إلينا، أو ملاحظة تصلنا، او مقترح نتلقاه من شرائح المجتمع المختلفة، فجميعنا في مركب واحد، ونهدف الى خدمة مجتمع واحد، وأي نجاح لأي طرف أو جهة هو نجاح للجميع.مسيرتنا وعطاؤنا ومكتسباتنا.. منكم وإليكم، وأي تطوير أو عمل نقوم به فإننا نستهدف به خدمة المجتمع، فوجودنا في هذه المؤسسات من أجلكم، ونتشرف بخدمة دولتنا ومجتمعنا.
389
| 23 أكتوبر 2016
اهتمام ورعاية خاصة يوليهما سمو الأمير لأبنائه وإخوانه الطلبة في الداخل والخارجقطر تعد واحدة من أكثر الدول إنفاقاً على التعليم .. وامتيازات خاصة للمبتعثين "الإنسان هو أهم لبنات بناء الوطن، وأعظم استثماراته .. فيكم استثمرت قطر وبكم تعلو ومنكم تنتظر" ..بهذه الكلمات رسخ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، من جديد خلال زيارة قام بها أمس إلى جامعة قطر، الإيمانَ المطلق الذي يوليه لإنسان هذا الوطن، وأنه الركيزة الأساسية في بنائه، والثروة الحقيقية لنهضته، ومن أجله تسخر كل الإمكانات.هذا الإيمان يترجم على أرض الواقع في أكثر من مكان، ويرافق سمو الأمير في الداخل والخارج، فالاهتمام بشباب الوطن ليس مقصورا على من هو في الداخل، فلم يغب الشباب القطري الذي يدرس في الخارج عن برنامج سموه في أي زيارة يقوم بها إلى أي دولة، وآخرها الزيارة التي قام بها سموه إلى لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأميركية، والتي استقبل فيها الطلاب القطريين الدارسين في ولاية كاليفورنيا، وقبلها استقبل الطلبة القطريين في بريطانيا واليابان، وفي كل جولة يقوم بها لا يغيب الطلبة القطريون عن برنامج سموه، وهو دليل اهتمام ورعاية خاصة يوليها لأبنائه وإخوانه الطلبة في الداخل والخارج.زيارة سموه بالأمس إلى جامعة قطر، هي واحدة من الأمثلة التي تؤكد الحرص على الاهتمام بالتعليم، والذي هو واحدة من ركائز تقدم المجتمعات والدول، إضافة إلى الصحة، فقطر تعد واحدة من أكثر الدول إنفاقا على التعليم والصحة، ففي موازنة العام الحالي كان نصيب التعليم 20.4 مليار ريال من الموازنة، وهو ما يشكل نحو 13.4% تقريبا من إجمالي الموازنة العامة للدولة، وهو ما يمثل 3.8% من الناتج المحلي السنوي.هذا الاهتمام انعكس إيجابا على تقدم التعليم وجودته وتصدره، ليس فقط على المستوى العربي، بل اليوم قطر تحتل مركزا متقدما في مجال جودة التعليم، وربما تقرير مؤشر التنافسية الدولية، وهو أهم مؤشر عالمي، يشهد بذلك، حيث احتلت قطر المركز الأول عربيا والرابع عالميا في جودة نظام التعليم، حسب مؤشر التنافسية الدولية، وهو معيار عالمي، من بين 140 دولة.وفي كل خطابات سمو الأمير المفدى، خاصة الخطاب الشامل الذي يلقيه سموه أمام مجلس الشورى لدى افتتاح دورة الانعقاد السنوي، يتصدر التعليم اهتمامات سموه، وفي رؤية قطر الوطنية 2030 تعد التنمية البشرية ركيزة أساسية فيها.ثمار هذا الاهتمام بالكوادر الوطنية عبر سلاح التعليم بات يؤتي أُكله، باتت هذه الكوادر التي حرصت الدولة ، وحرصت قيادة هذا الوطن على تسليحهم بالعلم، أصبحوا يتولون المناصب القيادية، ويمثلون العنصر الفاعل في التنمية الشاملة التي تشهدها بلادنا في كل المجالات، بفضل من الله أولا، ثم هذا الاهتمام الكبير من القيادة الحكيمة.الابتعاث اليوم في قطر من أجل التعلم في أفضل الجامعات في الداخل والخارج لم يعد مقصورا على وزارة التربية، وإن كانت تتولى جانبا مهما، إلا أن هناك جهات أخرى أيضا تصب في هذا الاتجاه، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، مع منح المبتعث امتيازات وظيفية ومالية عالية.وبالتالي، فإن الوطن لم يقصر تجاه أبنائه، وهو ما أشار إليه سمو الأمير المفدى بالأمس في الكلمة التي سجلها من أن "قطر استثمرت فيكم وتنتظر منكم"، وهذه كلمة في محلها تماما،هناك استثمار بالمليارات في القطاعات التي تخدم الشباب تحديدا، والوطن ينتظر منهم رد الجميل.زيارة سموه تضمنت الحديث المباشر مع الطلبة حول أفكارهم ومشاريعهم الحالية وتوصية سموه أبناءه وإخوته بضرورة استثمار طاقاتهم العلمية والمهنية فيما يخدم المجتمع ويعود على الوطن بالنفع ويعزز مسيرة العلم ويضيف إليه عالميا، محققا الريادة لدولة قطر في هذا الميدان، مثمنا سموه دور الشباب في تقدم أوطانهم ودور الجامعة في خدمة الوطن والمساهمة في رفعته. عندما يؤكد سمو الأمير المفدى أن الشباب هم الثروة الحقيقية، وهم عماد الوطن، فإن ذلك يُترجم مباشرة عبر خطط ومشاريع واسترتيجيات توفر كل السبل التي تخدمهم، والتي يتم من خلالها تأهيلهم لقيادة دفة المجتمع.فإذا كان الشباب اليوم هم نصف الحاضر، فإنهم في الغد يمثلون كل المستقبل، لذلك كان هذا الاهتمام والرعاية بهم، وتأهيلهم عبر سلاح العلم والمعرفة لخوض غمار المستقبل، وهم يمتلكون أهم سلاح وهو سلاح العلم، فالأوطان لا تُبنى إلا بالشباب المتعلم، وأي نهضة لا يمكنها المُضي دون العلم والاهتمام بالتعليم.
1350
| 20 أكتوبر 2016
ليس لدينا في قطر إشكالية مع أصحاب النقد البناء.. لكن ما نرفضه هو "الإساءات" و"البذاءات" و"الإسفاف"جهات رسمية وأخرى خاصة قامت بتوجيه دعوات لشخصيات أساءت لقطر.. كيف تم ذلك؟ بين فترة وأخرى يتفاجأ المجتمع والرأي العام المحلي بقيام وزارات ومؤسسات وجهات مختلفة بدعوة شخصيات سجلها مليء بـ "الإساءات" لقطر ورجالاتها، وهو أمر في غاية الاستفزاز لمشاعر المواطنين.وحتى تكون الصورة واضحة، ليس لدينا في قطر إشكالية مع أصحاب النقد البناء لأي توجه أو سياسة أو منهج معين، فالنقد مرحب به في جميع المستويات، طالما كان نقدا بناء وموضوعيا ومحترما، لكن ما نرفضه هو "الإساءات" و"البذاءات" و"الإسفاف" التي تتبناها بعض الشخصيات بدعوى "الحريات" و"حرية التعبير"، وهي براء من ذلك.فلطالما استقبلت قطر ضيوفا لديهم وجهات نظر تختلف معها، وتحاورت مع الجميع دون تحفظ، بل أصبحت قطر منصة للحوار بين جميع الفرقاء في أوطان عربية مختلفة، فما بالكم بمن يختلفون معها في وجهات النظر في إطار من الاحترام والموضوعية والنقاش الحضاري.إلا أن ما يؤسفنا أن هناك "رعاع" يقذفون قطر وقيادتها وشعبها بكل ما هو سيئ، وبكل ما هو بذيء، وبكل ما لا يليق خلقا وعرفا.. حتى في "جاهلية " قريش، ثم نجد بعض الدوائر والأطراف تدعو هؤلاء، وتستضيفهم في ندوات وفعاليات ومشاركات ومهرجانات، وهو أمر يستفز الرأي العام بشكل كبير، ويدعو للاستغراب من دعوة هذه الشريحة "الهابطة"، وكأن العالم العربي قد خلا من الشرفاء والفرسان عند الاختلاف.نعم تمت دعوة شخصيات أساءت لقطر في عدد من القطاعات، ولا أريد هنا الإشارة إليها، وتصدى لهذه الدعوات الإعلام بكل فئاته، وهنا أوجه الشكر والتقدير تحديدا لزملائي الإعلاميين في عالم "تويتر" تحديدا، الذين كان لهم دور إيجابي وفاعل ومنصف بعيدا عن بعض الأطراف "الغوغائية" في الدفاع عن المجتمع وقيمه وأخلاقياته وعاداته وتقاليده..وحتى نضع النقاط على الحروف، فإننا لا نطعن أبدا في الإخوة الأفاضل، سواء في الوزارات أو المؤسسات التي أقدمت على دعوة بعض الشخصيات، التي لها مواقف مسيئة لدولة قطر، ونحسن الظن بهم، ولكن ظني أن الدعوات لتلك الشخصيات توجه من شركات علاقات عامة أجنبية أوكلت لها مهمة اختيار أو تنظيم أو الإشراف على هذا المؤتمر أو الفعالية أو المهرجان، دون أن تكون لها متابعة أو مراجعة لما قامت به، أو للشخصيات التي قامت باختيارها، وللأسف فإن الاختيار يتم دون النظر إلى سجل ومواقف هؤلاء، وفي كثير من الأحيان يتم تناقل قوائم بأسماء تلك الشخصيات من شركة علاقات عامة إلى أخرى، وبالتالي يتم توجيه الدعوات لتلك الشخصيات، ثم يتفاجأ صانع القرار في الوزارة أو المؤسسة أو المسؤول عن أن قوائم المدعوين تتضمن هذه الشخصية، بعدما يكون الإعلام بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي قد كشف ذلك.الأمر الآخر الذي أرجح أن يكون سببا في دعوة شخصيات "مسيئة" للحضور إلى قطر، هو أن بعض الفعاليات أو المهرجانات تسند مسؤولية الإشراف عليها لأشخاص ليس لديهم الإلمام الكافي بالقطاع نفسه، ولا دراية لهم بمواقف الشخصيات التي ستتم دعوتها، وفي أحيان كثيرة يطلب من أطراف أخرى ترشيح شخصيات لدعوة، فتدخل العلاقات الشخصية والمعارف والصداقات في الدعوات، دون النظر إلى مدى الاستفادة من تلك الشخصية في مثل هذه الأحداث، وما يمكن أن تضيفه إلى هذه الفعاليات المدعوة لأجلها، أو مواقفها من قطر.لذلك من المهم على مختلف الجهات، حكومية كانت أو في القطاع الخاص، التدقيق جيدا في الشخصيات التي تتم دعوتها إلى الأحداث التي تستضيفها الدولة، أو تقام باستضافة من أطراف أخرى في القطاع الخاص، فمن غير المعقول أن يأتوا إلى البلد وهم يحملون اضغانا واحقادا تجاهه، بل البعض منهم لا يتورع أن يسيء إلى قطر وهو فيها، كما شاهدنا ذلك من قبل شخصية أرادت بموقف ممجوج إضحاك الجمهور عبر عبارات ساقطة.قطر مواقفها تجاه قضايا أمتها مشرفة وترفع الرأس ويفتخر بها المواطن وكل الشرفاء، وبالتالي لا نريد أن "نلوث" هذه المواقف بدعوة شخصيات لا تمثل إضافة، وفوق ذلك لها مواقف "سيئة" ليس فقط تجاه قطر، بل حتى مواقفها سلبية و"سيئة " تجاه قضايا الأمة.إن هذه القضية تكررت أكثر من مرة من قبل جهات رسمية، وليس فقط أطراف في القطاع الخاص أو مراكز تدريبية، وهو ما ينبغي الالتفات إليه، والتأكد من الشخصيات التي تتم دعوتها.نعم أكررها لسنا ضد من يختلف معنا في وجهات النظر، أو يوجه انتقادا موضوعيا لسياسة، أو أسلوب، أو منهج معين..، لا نعمل حجرا على هؤلاء، على العكس، فمثل هؤلاء الصادقين في انتقادهم، والمحترمين في الاختلاف معهم، يمكن أن يشكلوا إضافة، لكن أولئك الذين "يغرفون" من "مستنقع" مليء بـ "القذارة" و"الإسفاف" و"الانحطاط"، لا يمكن القبول أو الترحيب بهم.إنني أتمنى من كل الجهات الحرص على اختيار الشخصيات التي يمكن أن تشكل إضافة حقيقية، عند الرغبة في توجيه الدعوات لحضور فعاليات أو أحداث في قطر، وألا تكون سياسة "هذا ما وجدنا عليه آباءنا" هي السائرة والمعتمدة عند توجيه الدعوات، فهناك من المدعوين من يشكلون عبئا على الجهة الداعية، دون أن يشكلوا إضافة، بمن فيهم — بالمناسبة — شخصيات إعلامية، الذين يدعى الكثير منهم لأحداث تقام دون أن يكون لهم دور إيجابي، بل إن البعض منهم ربما لم يعد يعمل في مؤسسات إعلامية، إنما يدعى ضمن "قوائم" مضت عليها سنوات، وتتناقل من جهة لأخرى.نختلف مع آخرين نعم.. نسامح ونتجاوز عن من أخطأ في حقنا الشخصي نعم.. لكن لا نقبل من يسيء إلى وطننا أو قيادتنا أو رجالات هذا البلد، ثم يدعى ويستضاف وتفتح له الأبواب.
7055
| 10 أكتوبر 2016
العلاقات الخليجية ـ الخليجية راسخة تعززها زيارات القادة الأخوية لا توجد أسرة خليجية إلا ولها امتداد وعلاقات في دولة خليجية أخرى وقوفنا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص هو الذي سيحمي ـ بعد الله ـ خليجنا قطر سند مخلص وصادق ووفي لشقيقاتها.. والشقيقات الأخرى سند لقطر كذلك.. فمصيرنا مصير واحد في أي لحظة يمكن أن تجد قائداً خليجياً يزور أخاه.. يتجوّل في عاصمته.. ويزور شواطئه.. فهو في بلده وبين أهله ظلت العلاقات الأخوية الخليجية — الخليجية راسخة، وهي الثابت في محيط متغير ومضطرب في كثير من الأحيان، إلا أن هذه العلاقات الخليجية مع كل "عاصفة" تتعرض لها المنطقة، تخرج الدول الخليجية رسمياً وشعبياً، أكثر تماسكاً، وتنكسر على شاطئ هذه العلاقات الأخوية كل الأمواج العاتية التي تريد الإضرار بها، أو المساس بالمسلمات التي تجمع قادة وشعوب هذه الدول تاريخياً، لتثبت من جديد أن هذه العلاقات متينة وقوية وضاربة الجذور بعمق إنسان هذه الأرض الطيبة. بالأمس كان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وكل قادة دولنا الخليجية، في زيارة أخوية إلى الشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة، التقى خلالها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي وإخوانهما، وقبلها كان في زيارة أخوية إلى ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وزيارات مماثلة إلى الأشقاء في الكويت وسلطنة عمان.. وفي المقابل كان قبل أيام سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، بالدوحة ضيفا عزيزا كريما على أخيه سمو الأمير المفدى. قطر سند مخلص وصادق ووفي لشقيقاتها في دول مجلس التعاون، والشقيقات الأخرى سند لقطر كذلك، فمصيرنا مصير واحد. هذه الزيارات ذات الطابع الأخوي، بعيدا عن الرسميات، تترجم حقيقة العلاقة القريبة التي تجمع قادة هذه الدول، ضمن الأسرة الخليجية الواحدة والمتلاحمة. لم تكن شعوب هذه المنطقة تتغنى فقط عندما تردد: خليجنا واحد.. وشعبنا واحد.. مصيرنا واحد.. بل هي حقيقة تتجسد في المواقف، التي عندها تكتشف معادن الرجال، خاصة عند الشدائد، وما الثاني من أغسطس 1990 — الذي نحن فيه هذه الأيام — عندما تعرضت الشقيقة الكويت إلى غزو عراقي غاشم، إلا خير شاهد على أن الخليج دولا وقادة وشعوبا جسد واحد، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فكانت الروح واحدة، والدم واحدا. في أي لحظة يمكن أن تجد قائدا خليجيا يزور أخاه.. يتجوّل في عاصمته.. ويزور شواطئه.. فهو في بلده وبين أهله.. علاقة ربما لا يفهمها الكثير من دول وشعوب العالم، فعندما نقول إنه لا توجد أسرة خليجية إلا ولها امتداد وعلاقات في دولة خليجية أخرى، يقف البعض مستغربا، فالجميع منا لديه أهل وأقارب بصور شتى، سواء في الشقيقة الكبرى السعودية أو الكويت أو البحرين أو الإمارات أو عمان الخير.. في كل هذه الدول لدينا منازل، عندما تخرج من بلدك وتحط رحالك في أي منها تجد الأبواب مشرّعة أمامك، فأنت في حقيقة الأمر كأنك انتقلت من غرفة إلى أخرى في بيت واحد، وهذا هو حالنا بالضبط في دولنا الخليجية.. نعيش في بيت واحد.. أسرة واحدة، قد نختلف أحيانا حيال قضايا محدودة، كما يحدث بين الأشقاء في البيت الواحد، ولكن سرعان ما نحل هذا الاختلاف — وليس خلافا — في وجهات النظر فيما بيننا، دون الحاجة إلى تدخّل خارجي. العلاقات الأخوية الخليجية — الخليجية وطيدة وراسخة ومتجذرة ومتداخلة.. هي التي نحتمي بها بعد الله. أمرٌ بالفعل يثلج صدر أهل الخليج عندما يشاهدون زيارات قادتهم المتواصلة، ولقاءاتهم الدائمة، وحميمية هذه العلاقات.. أخٌ مع أخيه.. صور نتباهى ونفتخر بها أمام الآخرين. أي زيارة، وأي لقاء يجمع زعيمين خليجيين يَصُب في نهاية المطاف ليس فقط في صالح شعبيهما، بل في صالح المنظومة الخليجية كلها، فنحن نمشي معا.. نكبر معا، وتتشابك أيادينا من أجل نهضة مشتركة، ونحرص على المصلحة العليا لشعوب هذه الدول مجتمعة، نعزز علاقاتنا عبر مشاريع تنموية لهذا الوطن الخليجي الواحد، الذي بات اليوم مستهدفا من قبل بعض الطامعين فيه، والراغبين بالعبث في أمنه واستقراره، والمتآمرين على إنسانه، والساعين إلى تدمير نهضته وعمرانه. إن وقوفنا صفا واحدا كالبنيان المرصوص هو الذي سيحمي — بعد الله — خليجنا من أي مؤامرة تستهدفنا، خاصة في هذه المرحلة، التي تموج موجاً، بها من التحديات والمخاطر ما يشيب له الولدان، وهو ما ينبغي أن يدفعنا إلى مزيد من التكاتف والتعاضد والتماسك.. فيما بيننا، وألا نسمح لكائن من كان بأن يخترق صفنا. بوركت هذه الزيارات، وبورك من قام بها، ومن سعى جاهدا لتعميق هذه العلاقات الأخوية المصيرية، ومن عمل على ترسيخها وتعزيزها بشتى الصور، ودفع نحو مزيد من التكامل فيما بينها.. حفظ الله خليجنا أرضاً وإنساناً.. قادة وشعوباً، من كيد الكائدين، ومؤامرة المتآمرين، وأدام عليه الأمن والأمان، ومزيدا من الرخاء والاستقرار، وسائر بلاد العرب والمسلمين.
1149
| 12 أغسطس 2016
دعاء الأمير في قمة الكويت مازال يجلجل في الآفاق: اللهم اجعلنا من الذين تحبنا شعوبنا ونبادلها حباً بحبفي بلد المليون شاعر.. ما أحوجنا إلى قصيدة واحدة تحيي ما مات في العرب!!الأمن العربي أصبح أكثر انكشافاً ومشاريعُ الأمم الأخرى تتمدد في الوطن العربيتنعقد يوم غد القمة العربية السابعة والعشرون؛ بحضور من حضر من القادة، نصف الزعماء العرب يتغيبون عنها في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بلد المليون شاعر، ما أحوجنا في هذه اللحظة التاريخية الفارقة، إلى شاعر واحد، وقصيدة واحدة، تحيي ما مات في العرب.تنعقد هذه القمة العربية في موريتانيا، هذا البلد العربي المحوري، الذي يقع في الشمال الغربي للقارة الإفريقية، على شاطئ المحيط الأطلسي من الجهة الغربية من وطننا، بلد نسيَه العرب، بل نسوا القارة التي يقع فيها، وهي التي تمثل العمق والأمن القومي للعالم العربي، حتى باتت كل مشاريع الأمم تتنافس عليها، إلا العربَ الذين أضاعوا مشروعهم القومي، وباتوا بلا هوية، والكل يتناهشونهم، فأصبحوا فريسة تتكالب عليها الأمم.تنعقد القمة العربية في ظرف دقيق، ومرحلة حساسة.. وفي كل مرة نردد هذه الجمل "المنمقة"، وهذه المفردات "المدغدغة" للمشاعر، وكأن القمة التي نحن بصدد الحديث عنها هي المنقذة لمشروعنا القومي العربي، أو أنها الرافعة لما سقط منا من أوطان، أو أنها ستجد الحلول لما تعانيه الشعوب من مآسٍ، والبلدان من ويلات.. لم أطلع على جدول أعمال قمة نواكشوط، وإن كنت لا أعتقد أنها سوف تختلف عن قمة شرم الشيخ العام الماضي.. الكثير لم يكن يعرف أن القمة الماضية كانت في هذه المدينة، التي هجرها السياح.. أو قمة الكويت التي كانت قبلها، لكني مازلت أتذكر أبرز جدول أعمال قمة شرم الشيخ، التي تضمنت نحو 12 بنداً، أذكر بعضها.. لتقولوا لي ماذا تم بشأنها، هل حلت هذه القضايا أم إن أوضاعها في مزيد من التدهور..؟!!القضية الفلسطينية، أهلكناها قتلاً، وليس بحثاً، وفي النهاية لم نقدم لها الحلول، ولم نسعَ لإنقاذ الشعب الفلسطيني، بل أسهمنا في قتله، بالمشاركة مع الكيان الإسرائيلي.. حاصرناه كما يفعل الصهاينة.. سكتنا عن التهويد للأراضي الفلسطينية.. صمتنا عن انتهاك القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية.. ثم لمنا الشعب الفلسطيني لأنه أكل "جيفة" وهو يكاد يموت جوعاً.سوريا.. عام سادس وهذا الشعب يقتل على يد نظامه، والجامعة العربية تقدم رجلاً وتؤخر عشراً، والأنظمة العربية؛ من تقف مع هذا الشعب لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، بل إن هناك أنظمة عربية تقدم الدعم العسكري واللوجستي للنظام الأسدي المجرم، الذي لم يمر على التاريخ أن فعل نظام بشعبه ما يفعله هذا النظام اليوم.. والقتل مستمر لهذا الشعب، الذي يوشك على الانقراض بسبب آلة القتل، التي تحصد يومياً العشرات، ما بين قتيل ببراميل "النظام" المتفجرة، أو الطائرات الروسية الغادرة، أو الحرس الثوري الايراني المحتل، أو ميليشيات حزب الله الحاقدة، أو المرتزقة الذين أتوا بهم من كل حدب وصوب، لقتل هذا الشعب الأبي، الذي كل جريمته أنه طالب بالإصلاح، وبحياة كريمة، فتخلى عنه العالم كله، بل شاركوا القاتل بقتل متعدد الأشكال والألوان.ليبيا.. لم يترك العرب هذا الشعب يقرر مصيره بإرادته، بعد أن تخلص من حكم الفرد، فأشعلوا فيه النار، وحرضوا أطرافا ضد أخرى، وأمدوهم بالسلاح "المحرم" ليقتل الأخ أخاه، فتحول العرب إلى محرضين، بدل أن يكونوا مصلحين، موحدين للأشقاء في ليبيا. اليمن.. عام ثانٍ من عاصفة الحزم التي أتت لتنقذ اليمن الشقيق من السقوط في براثن عصابات مرتمية في حضن المشروع الإيراني، استولت على السلطة بقوة السلاح، كما سقطت عواصم أخرى، لكن هذه الخطوة والمبادرة، التي يتحرك فيها العرب لأول مرة، مبادرين بقيادة الشقيقة السعودية، لم تحسم حتى اللحظة، بفعل مؤامرات الظلام، من هنا وهناك، وفي استمرار أمدها مصلحة "حوثية" مع حليفهم المخلوع، فكان الأمل أن يكون للعرب كلمة واحدة، وصف واحد لإنقاذ اليمن من الهاوية، والحفاظ على الأمن القومي العربي، لكن من العرب من يقف على الضفة الاخرى، وكأن الخطر بعيد عنهم، ولا يقدرون أن العِقد إذا انفرط فإن الجميع مهدد بالتبعثر.العراق.. الطائفية المقيتة فوق الوطنية، دعم العرب العبادي؛ فماذا كانت النتيجة، لم يختلف الوضع كثيراً عن سابقه، ظلت الميليشيات الطائفية هي الآمرة الناهية؛ ترتكب كل الجرائم تحت مرأى ومسمع ما يسمى بـ "الجيش" العراقي، الذي حل محله ما يسمى بـ "الحشد الشعبي"، وهو حشد طائفي بامتياز، مارس القتل لأهل السنة على الهوية، وعمل على تهجير وتغيير التركيبة السكانية للمناطق والمدن؛ قتل من قتل، وهجّر من هجّر.. هذه هي الحقيقة، التي طالما حاول البعض نفيها، لكنها واقع معيش في عراق اليوم، الذي يسام فيه أهل السنة الخسف والنسف، بدعوى محاربة الإرهاب، فأصبح أهل السنة بين المطرقة والسندان، مطرقة "داعش" وسندان "الحشد"، وما حصل في الفلوجة خير شاهد، ولن يكون الوضع مغايراً في الموصل في قادم الأيام.الصومال.. ماذا فعل العرب من أجل هذا البلد الذي يعيش الجوع والفقر والضياع، بعدما كانت تلك الديار في سالف الأيام تمدنا بالدعم والمساندة، فتركناها اليوم تهيم في الأرض، بلداً ممزقاً، وشعباً مشتتاً، تزعزعه حرب بين فرقائه، لم يجد من يتصدى لها بالإصلاح..الجزر الإماراتية المحتلة.. مقررة في أجندة كل القمم، فماذا صنعت هذه القمم، وماذا قدمت للأشقاء في الإمارات لاسترجاع جزرهم الثلاث..؟وكان من بين جدول أعمال القمة العربية الماضية أيضاً، الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب.. فماذا تم بشأنهما؟مشروع الأمن العربي أصبح أكثر انكشافاً، أما مشاريع الأمم الأخرى فقد أخذت تتمدد في الوطن العربي!! كانت تلك الأمم ـ ولا تزال ـ تتصارع من أجل اقتسام الجغرافيا، والحصول على المكاسب، والمنافع، وخيرات أوطاننا، ونحن في "عالم" آخر، نتفرج، ونرصد التحركات، من وراء الشاشات، وكأن الأمر لا يعنينا.أما الإرهاب ومكافحته، فلم نعمل معاً من أجل اجتثاثه من جذوره، فالإرهاب مرفوض، ولا يمت لنا، ولتاريخنا، وديننا بشيء، ولكن هل طرحت الدول العربية معالجات حقيقية لهذه القضية، أم إن ما يطرح مجرد "مسكنات"، والقفز في الهتاف ضد الإرهاب إلى الأمام.. أمام الجميع.. بعيداً عن العلاج الحقيقي لهذه القضية، من جذورها، وليس فقط تقليم أظفارها؟.نحن بحاجة ـ والعالم أجمع ـ إلى الوقوف على مسببات الإرهاب، إن كنا نريد علاجه من جذوره، ولكن للأسف هناك أطراف إقليمية ودولية تغذي الإرهاب، وتستفيد من وجوده وبقائه..قضية أخرى كانت مطروحة على جدول أعمال قمة شرم الشيخ، ألا وهي تطوير جامعة الدول العربية.. فماذا فعلوا من أجل تطويرها؟!!.. إنهم أتوا بوزير خارجية مصر الأسبق أحمد أبو الغيط، تاريخ حافل، ومسيرة ثرية، من أجل تطوير هذا الصرح "العريق"، يكفي من أعمال هذا الرجل أنه شارك "زميلته" وزيرة خارجية العدو الإسرائيلي مؤتمراً صحفياً في القاهرة في ديسمبر 2008، أعلنت من خلاله الحرب على غزة، فكان داعماً لها، بل تلقفها مسانداً قبل أن تقع من على السلم، وهي تنزل من منصة المؤتمر الصحفي المشترك الشهير!!قمة نواكشوط العربية.. ماذا يمكنها أن تفعل، وماذا يمكنها أن تعالج؟المشكلة الحقيقية أن الجامعة العربية، والأنظمة العربية ـ إلا من رحم ربي ـ في جهة، وقضايا الشعوب في جهة أخرى، وما بقي الوضع على هذه الشاكلة، فإن الواقع العربي لن يتغير للأحسن، بل على العكس؛ نحن نتجه نحو مزيد من التشتت، ومزيد من التفرق، ومزيد من الآلام للشعوب العربية، التي لم تعد الغالبية منها تثق بجامعتها الفاضلة، لأنها تعتقد أن هذه جامعة أنظمة، لا تنحاز إلى قضاياها، وما الشعوب العربية التي انتفضت باحثة عن كرامتها، مبتغية إصلاح شؤونها، إلا خير دليل، عندما تخلت الجامعة عن دعم تطلعات هذه الشعوب، وتركتها تقاسي الآلام، دون أن تقف مساندة لها، لتحقيق آمالها، وفق تطلعاتها وإراداتها.لن أتحدث عن القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها الشعوب العربية، ولن أتحدث عن أرقام البطالة في الوطن العربي، التي تمثل قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة، بل هي أحد أسباب تخلف دولنا، التي لم تستطع استيعاب هذه الطاقات الشبابية والعلمية، في الإنتاج والإبداع، والعيش الكريم، فأحالتها للجلوس على الطرقات، أو التوجه للانخراط في المنظمات الإرهابية، أو الانزلاق إلى قوائم المدمنين على المخدرات.الحديث عن الواقع العربي و"البهرجة" السنوية المسماة بالقمم العربية، حديث ذو شجون، فالواقع مرير، والأوضاع متردية، ولكن هذا لا يعني أن نستكين لهذا الواقع، بأنه لا علاج له، وبالتالي القبول به.. فإذا ما كانت هناك إرادة حقيقية، ونية صادقة، وأسند الأمر إلى أهله المخلصين، فحينئذ يمكن تحقيق نهضة شاملة، وحوادث التاريخ القديم والحديث ومجرياته، خير شاهد لمن أراد النهوض وبناء الأوطان، ومزاحمة الأمم على القيادة والريادة.دعاء الأمير في قمة الكويتفي قمة الكويت 2014 كانت أول مشاركة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كأمير لدولة قطر، فألقى خطاباً يمثل نبض الشعوب العربية، لامس خلاله آمال وتطلعات هذه الشعوب، ومازلنا نتذكر ما قاله سموه آنذاك، في خطابه التاريخي، عندما استحضر حديث رسولنا الكريم قائلاً:"خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم"، وتحدث سموه عن مأساة الشعب السوري؛ مؤكداً أن الأسلحة الكيماوية، وفوهات البنادق، لا يمكنها أن تقضي على تطلعات الشعب للحرية، وأن معاناة أطفال سوريا أصبحت وصمة عار في جبين المجتمع الدولي..وتحدث عن قضايا الأمة وشعوبها، مثمناً مواقف ودور الشباب في الوطن العربي، وداعياً إلى فك الحصار عن غزة وفتح المعابر، واختتم خطابه التاريخي بالدعاء قائلاً:"اللهم اجعلنا من الذين تحبنا شعوبنا، ونبادلها حباً بحب..".
1182
| 24 يوليو 2016
"ليلة الكرامة" التركية أبهرت العالمالحشود المليونية نزلت للميادين تلبية لنداء الرئيس وحفاظاً على مسيرة الديمقراطيةلم نعرف أردوغان إلا مدافعاً عن قضايا العرب والمسلمين ومحتضناً للاجئين وملاذاً للمضطهدينبشار واجه الشعب بالدبابات.. فيما أردوغان واجه الدبابات بالشعبلم تكن تركيا أو حزب العدالة والتنمية أو أردوغان وحده في ميدان معركة الديمقراطية مساء أمس ، بل إن شرفاء كثر من العالم كانوا في الميدان حاضرين وإن كانوا عن بعد.لماذا كل هذا التعاطف، بل التأييد المطلق مع الرئيس رجب طيب أردوغان في " ليلة الكرامة " التركية، ليس من شعبه الذي زحف بالملايين إلى الميادين، بل من الشعوب العربية والإسلامية؟.لم نعرف عن تركيا و"أردوغانها " منذ تولي حزبه حزب العدالة والتنمية الحكم في تركيا عام 2002، إلا انحيازه إلى القضايا العربية والإسلامية بصور شتى، وما لحظة " ون منت " في منتدى دافوس 2009، حيث انتفض أردوغان مزمجراً في وجه رئيس الكيان الإسرائيلي بيريز مدافعا عن غزة، ومعريا زيف وكذب الصهاينة، وكاشفا جرائمهم في عدوانهم على غزة، إلا واحدا من مواقف رجولية عديدة.لم نعرف عن أردوغان إلا احتضانه لملايين اللاجئين من أشقائنا السوريين وغيرهم من العرب الذين اتخذوا من تركيا ملاذا آمنا لهم، بعد أن طاردتهم أنظمة بلدانهم.لم نعرف عن أردوغان إلا أنه أعاد للمساجد دورها، وللمآذن تكبيراتها، وللحجاب قدسيته، وللإنسان التركي كرامته، وللدولة هويتها...لم نعرف عن أردوغان إلا أنه نقل تركيا من دولة " هامشية "، تلهث خلف الدول، وتقف عاجزة تتسول الاتحاد الأوروبي، ومدينة لصندوق النقد الدولي بـ 26 مليار دولار، إلى دولة تحتل المرتبة 16 في الاقتصاد العالمي بعد أن كانت تحتل المرتبة 111، ولم يعد عليها دولار لصندوق النقد الدولي، بل أقدمت على تقديم قرض لصندوق النقد الدولي بقيمة 5 مليارات دولار، وباتت تعتمد على نفسها في كل صناعاتها، بما فيها العسكرية، وأصبح دخل الفرد فيها نحو 13 ألف دولار بعد أن كان لا يتجاوز 2700 دولار خلال 10 سنوات فقط.لم نعرف عن أردوغان إلا محتضنا أبناء الثورات العربية، الذين طاردتهم أنظمتهم القمعية، بعد نجاح الثورات المضادة، فكانت تركيا هي الملاذ الآمن لهم من المطاردات...في سنوات عشر استطاع حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس أردوغان أن يحدث نقلة نوعية قل نظيرها على مستوى العالم.. في التعليم.. الصحة.. الاقتصاد.. البنية التحتية.. القوة العسكرية.. يكفي أن نعلم أنه خلال هذه السنوات حدث الآتي:الناتج القومي لتركيا عام 2013 حوالي تريليون ومائة مليار دولار.أردوغان قفز ببلاده قفزة مذهلة من المركز الاقتصادي 111 إلى 16 بمعدل عشر درجات سنوياً، مما يعني دخوله إلى نادي مجموعة العشرين الأقوياء الكبار في العالم.تركيا صنعت وللمرة الأولى في عهد حكومة مدنية أول دبابة مصفحة، وأول ناقلة جوية، وأول طائرة بدون طيار، وأول غواصة، وأول قمر صناعي عسكري حديث متعدد المهام، وتتطلع في العام المقبل لصناعة أول حاملة طائرات.أردوغان في عشر سنوات بنى 125 جامعة جديدة، و189 مدرسة و510 مستشفيات و169 ألف فصل دراسي حديث ليكون عدد الطلاب بالفصل لا يتجاوز 21 طالبا، وأصبح التأمين الصحي متوافرا لكل فرد من أفراد الشعب التركي.في تركيا تعمل الدولة جاهدة لتفريغ 300 ألف عالم — للبحث العلمي للوصول إلى عام 2023..!؟في تركيا ارتفعت الرواتب والأجور بنسبة 300%، وأصبحت ميزانية التعليم والصحة أكبر من ميزانية الدفاع، وأعطي المعلم راتبا يوازي راتب الطبيب.تركيا كانت صادراتها قبل مجيء حزب العدالة 23 مليارا، أصبحت 153 مليارا لتصل إلى 190 دولة في العالم.. وتحتل السيارات المركز الأول، تليها الإلكترونيات، حيث إن كل ثلاثة أجهزة إلكترونية تباع في أوروبا هناك جهاز صناعة تركية.هذا هو الرئيس أردوغان الذي انتفض الشعب التركي عن بكرة أبيه عندما سمع خطابه الـ "12" ثانية، والذي دعا من خلاله الشعب للنزول إلى الميادين والمطارات، ليس لحماية أردوغان، إنما لحماية مسيرة الديمقراطية، وعدم عودة العسكر للهيمنة على الحياة السياسية، وهي التجربة المريرة التي عاشها الشعب التركي خلال 4 مرات سابقة.لم تمض لحظات حتى كانت الميادين قد امتلأت بالحشود الهادرة تلبية لنداء الرئيس، فوقفت الجماهير أمام دبابات الانقلابيين، حاملين علم تركيا، لم نشاهد صورة أردوغان يحملها ولو شخص واحد، فالوطن هو الذي يعيش الخطر.كلمات محدودة قالها أردوغان بكل ثقة دون حراسة: أنا سأكون معكم بعد قليل في الميادين، وسنحاكم الانقلابيين.الشعب التركي لمس حجم التقدم والتطور الذي شهده في عهد حزب العدالة، وبالتالي عرف قيمة نعيم الحرية والديمقراطية والكرامة التي عاشها في ظل هذا الحزب بقيادة أردوغان، الذي سعى إلى بناء المواطن التركي، وإعلاء قيمته، واحترام إرادته، وتوظيف قدراته من أجل خدمة الوطن، وتسخير إمكانات الوطن من أجل المواطن.واقعة كنت طرفا فيها. في عام 2013 وتحديدا في شهر مايو، كنت في زيارة إلى تركيا ضمن وفد إعلامي محدود بمناسبة مرور 10 سنوات على تولي حزب العدالة الحكم في تركيا، فكان ضمن الجدول زيارة تلفزيون خبر، وفي قاعة صغيرة جلست مع فتاة تركية معدة ومنتجة برامج، لا ترتدي الحجاب، ولباسها قصير، وتدخن، وكانت الانتخابات البلدية آنذاك قريبة، فسألتها عن خيارها القادم في الانتخابات، وكل الذي في ذهني مسبقا أنها ستصوت لأحد الأحزاب العلمانية، لكنها ودون تردد أجابت: سوف أصوت لحزب العدالة، توقفت قليلا مبتسما، وقلت لها: عذرا على السؤال، لكن هيئتك من خلال لباسك وتحررك تقول إنك بعيدة عن حزب ذي توجه إسلامي، ولديه أيديولوجية معينة، قاطعتني قائلة: أنا لا علاقة لي بفكر الحزب أو انتماءاته، أنا أنظر إلى ما قدم لي هذا الحزب، وبدأت بالحديث عن إنجازات حزب العدالة، فكان مما قالت وأتذكره: لم تكن الأسرة التركية تستطيع أن تملك سيارة مستعملة، بينما اليوم كل بيت في تركيا لديه أكثر من سيارة ومن الوكالة. دخلنا لم يكن يتجاوز 2700 دولار في 2002، اليوم 2013 دخلنا يصل إلى 13 ألف دولار. التعليم مجاني، الجامعات في كل مدينة وقرية، التأمين الصحي لجميع أفراد الشعب.حقيقة أذهلتني هذه الفتاة غير المحجبة، بتفكيرها المنطقي والواعي والمتقدم، استرجعت هذا الموقف وأنا أشاهد مساء أمس الأول غالبية من في الشارع من غير المحجبات، ولفت نظري كيف أقدمت فتاة غير محجبة على مساعدة أخرى محجبة عندما سقطت على الأرض.هذا الحشود المليونية التي وضعت أرواحها على أكفها في كل مدن تركيا، وهي خارجة للميادين تلبية لنداء من رئيس يحاول أفراد من العسكر الانقلاب عليه، لم تخرج إلا لأنها عايشت الحياة الكريمة التي وفرها هذا الرئيس، وكيف كان أمينا على هذا الوطن، فانتشله من مراتب متأخرة إلى مقدمة الأمم، وأصبح لتركيا اليوم حضور عالمي، يحسب له ألف حساب.وكذلك المختلفون مع الرئيس أردوغان، أو الأحزاب المعارضة، كان الجميع على قلب رجل واحد، لم تفرقهم السياسية، بل إن حماس ودفاع من هم مختلفون مع أردوغان، كان أكثر منه حدة، كما ظهر ذلك في تصريحات الرئيس السابق عبدالله غل، الذي عرف عنه في السابق هدوؤه، إلا إنه في "ليلة الكرامة" انتفض، وقال هذه تركيا، ليست دولة في أفريقيا، والأمر نفسه مع رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، هؤلاء لم يختلفوا على الوطن في ساعة الشدة، ووقت المحنة، وضعوا اختلافاتهم جانبا، ونزلوا للميدان صفا واحدا، وكانوا كالجسد الواحد، إنهم كبار في المواقف، فرسان في الخصومة، شرفاء في العمل، ألا يا ليت قومنا العرب يتعلمون من ذلك.كان الإجماع الوطني هو العلم التركي، الذي التف حوله كل الأتراك، مؤيديهم ومعارضيهم، لم يحملوا صورا لأردوغان، إنما حملوا العلم التركي، ولم يرقص الشعب بعد فشل الانقلاب، إنما اتخذوا الساحات والميادين مصلى في صلاة الفجر جماعة، بعكس ما حدث في دول عربية عندما تحولت الميادين وقاعات الانتخابات إلى رقص وغناء مبتذل.في خطابه بمطار أتاتورك باسطنبول وجه رسائل غاية في الأهمية بعد أن حط بطائرته، من بين ما قال: إن السلاح الذي نشتريه، والطائرات التي نمتلك هي لحماية الوطن، وليس لقتل المواطنين، ووجه خطابه للجيش قائلا: أنتم جيش محمد لا ينبغي لكم رفع السلاح في وجه المواطنين."جيش محمد" تحمل رسائل عدة، أقربها محمد الفاتح، الذي فتح القسطنطينية "اسطنبول حاليا"، وفيها الاعتزاز بميراث الشعب التركي وأجداده، وأنهم أحفاد أولئك القوم الفاتحين، ليعطيهم العزة والفخر.السلاح الذي تشتريه الدول بعرق الشعب، واقتطاع رزقه، لا ينبغي أن يوجه في نهاية الأمر إلى صدور الشعب، فمن يعي هذا الأمر، فها هو بشار يبيد الشعب بسلاح اشتراه من مال الشعب.فرق بين أردوغان تركيا وبشار سوريابشار واجه الشعب بالدبابات..فيما أردوغان واجه الدبابات بالشعب..انتصر الشعب التركي الطامح للحرية والديمقراطية، والرافض لعودة العسكر إلى الحياة السياسية، بعد تجارب مريرة، حتى وإن تطلب الأمر بذل الدماء، فللحرية الحمراء باب، بكل يد مضرجة يدق، كما قال الشاعر الكبير أحمد شوقي.لم يذهب الأتراك بعد فشل الانقلاب في نهاية "ليلة الكرامة" إلى بيوتهم، بل ظلوا في الميادين العامة حتى هذه اللحظة للحفاظ على مكتسبات مسيرتهم، وللتأكيد على دعم شرعية حكومتهم، وليؤكدوا للعالم أنهم ملتفون حول رئيسهم، فلا مجال للمساومة على الوطن.الشعب التركي ضرب أروع الأمثلة خلال المحاولة الانقلابية العسكرية الفاشلة، وتركيا ما بعد 15 يوليو 2016 لن تكون كما كانت قبله، وأردوغان الذي حصل حزبه في آخر انتخابات على نحو 52% هو اليوم تجاوز ذلك بكثير، ولن يجرؤ أي طرف على الدخول في مغامرة مجنونة كما حدث مساء 15 يوليو، فالشعب التركي اليوم وصل إلى مرحلة النضج الديمقراطي، ولن يقبل بالعودة من جديد إلى "عسكرة" مؤسساته المدنية.شكرا شعب تركيا قدمت للعرب درسا جديدا!.
3462
| 16 يوليو 2016
استهداف مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم السعودية ليست وحدها في الميدان الأمة جمعاء مستهدفة وهذا ما يجعل مسؤولية الجميع التصدي للتنظيمات الإرهابية مسؤولية تحصين شبابنا من الأفكار الضالة تقع على الجميع وليس فقط الأجهزة الأمنية الجريمة البشعة التي ارتكبت بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، الذي أنزل فيه القرآن، عبر تفجير بالقرب من المسجد النبوي الشريف، راح ضحيته 4 شهداء، من قبل أفراد مضللين وضالين، يحملون أفكارا منحرفة، لم يسبق أن وصلت لها الأمة أو أجيالها كما هو حاصل اليوم، من انحرافات فكرية تروّج لها مجموعات وتنظيمات منحرفة ضالة ومضلة، استمرأت قتل النفس البشرية البريئة، التي لها قدسية عظيمة في ديننا الإسلامي الحنيف، الذين يعمدون هذه التنظيمات إلى إلحاق الضرر والتشويه، بصورة الإسلام الحنيف. في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان الفضيل، يرتكب هؤلاء هذه الجريمة الإرهابية البشعة، التي تستهدف ترويع الآمنين، وزوار ثاني الحرمين الشريفين، مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في هذه البقعة الطاهرة التي كان الصحابة يحرصون على ألا ترتفع أصواتهم فيها، فقد سمع الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوما أصواتا عالية في مسجد الرسول فقال لصاحب الصوت مستنكرا: أتعرف أين أنت؟. إن الأمة تعيش اليوم فوضى، ليس فقط في الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية.. بل الأخطر من ذلك فوضى فكرية، خلقت لنا اليوم أجيالا يسهل اختراقها من قبل افراد وتنظيمات ومجموعات منحرفة وضالة تعبث في الأرض، وتدعي إسلاما خلقته لنفسها، لا يمت للإسلام ودين محمد صلى الله عليه وسلم بشيء، وقامت بترويج ذلك عبر أوساط الأجيال، واستطاعت للأسف الشديد أن تعمل "غسيل" دماغ لأعداد من هؤلاء الشباب، الذين التحقوا بهذه التنظيمات والمجموعات، ويسيرون خلفها دون وعي، ودون تفكير فيما يقول هؤلاء، وينفذون أجندة هدفها ضرب الإسلام، وبوصلتها ضرب الدول الإسلامية، لإحداث فوضى وتخلخل في المجتمعات، ليسهل عليها بالتالي أكثر التغلغل في مجتمعاتنا. هذه الفوضى الفكرية بحاجة إلى مواجهة فكرية واعية، الفكر بالفكر، بعيدا عن استخدام القوة فقط لمحاربة هذه الأفكار التي تفد إلينا من الخارج. نعم نحن بحاجة إلى تحصين مجتمعاتنا أمنيا، لكن ليس هذا كل شيء، وهنا تأتي المسؤولية على أطراف أخرى في المجتمع، فالمسؤولية هنا لا تقع فقط على وزارات الداخلية أو الأجهزة الأمنية، لتحصين شبابنا ضد التيارات الهدامة، والأفكار المنحرفة، وحمايتهم من التنظيمات الضالة. المطلوب اليوم تشكيل منظومة عمل متكاملة، بحيث يكمل كل طرف الآخر، بدءا من العلماء والمشايخ، مرورا بالمنابر والأسرة والإعلام والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الرياضية والشبابية والأفراد.. وانتهاء بالأجهزة الأمنية. هذه الأجهزة يجب أن تعمل يداً بيد، بعيدا عن العمل الانفرادي، وليس كـ "جزر" منفصلة لا تعرف إحداها ما تفعل الأخرى، وفي أحيان كثيرة تتضارب في الأدوار والمهام والاختصاصات. وقبل هذا كله يجب أن تكون هناك رؤية واضحة لما نرغب الوصول له، والوسائل المستخدمة في ذلك، بعيدا عن العمل العشوائي، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، بل يستهلك الوقت والجهد والمال دون نتيجة، بل قد تكون نتيجته عكسية، فيما الطرف الآخر من التنظيمات والمجموعات الإرهابية والمنحرفة تعمل بإمكانات أقل لكنها تكتسب أرضا جديدة بفعل امتلاكها رؤية واضحة، بغض النظر عن انحرافها، لكنها تقدم نهجها المنحرف على أنه هو النهج الصحيح، وتروج ذلك عبر وسائل مختلفة، واستطاعت أن تغزو الشباب في عقر دارهم، عبر استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، بأساليب محببة ومشوقة للأجيال، سواء عبر ألعاب ترفيهية أو مسابقات وطروحات مثيرة..، وهو ما مكنها من التغلغل وسط الشباب. يجب أن نعترف أننا كأجهزة رسمية في بلداننا العربية لم نستطع استيعاب الشباب بشكل كامل، والدفع به للمساهمة في التنمية المستدامة في مجتمعاتنا العربية، ولم نوفر له البيئة الحاضنة المناسبة التي يتطلع اليها، وهو ما دفع الطرف الآخر المنحرف لاقتناص ذلك، واستغلال جهل شرائح من الشباب للزج بهم في محرقة الغلو والتطرف، لارتكاب جرائم مروعة بحق النفس البشرية ومقدساتنا وأوطاننا، وتشويه صورة إسلامنا. ما تعرضت له الشقيقة المملكة العربية السعودية من أعمال إرهابية خلال الفترة الماضية، ووصل الأمر إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليست فقط اعمالا مستنكرة ومدانة، بل إن الأمة اليوم وشعوبها والشرفاء جميعا في خندق واحد مع الشقيقة السعودية، فالتفجيرات لم تستهدف المملكة، بل استهدفت الأمة، ويجب على الأمة بكياناتها ومؤسساتها وأفرادها، النهوض من هذا السبات العميق الذي تعيش فيه، والتصدي لهذه الاعمال الاجرامية بكل حزم، وأن تؤسس لعمل ينقذ أجيال أمتنا من السقوط في براثن هذه التنظيمات والمجموعات الإرهابية الخارجة عن الدين والملة، التي هي اليوم مثل خوارج الأمس، او القرامطة الذين ارتكبوا جرائم بشعة بحق حجاج بيت الله الحرام سنة 317 هجرية عندما قتلوا أكثر من 30 ألف حاج في يوم واحد. المملكة العربية السعودية الشقيقة مستهدفة اليوم من قبل اطراف مختلفة، دول ومنظمات وتنظيمات ومجموعات إرهابية اتفقت لضرب المملكة، ونحن على ثقة أن الشقيقة السعودية وقيادتها قادرة على التصدي لذلك، لكن الاستهداف الحقيقي هو للإسلام من خلال السعودية، وهو ما يفرض علينا جميعا دولا ومؤسسات وأفرادا، الوقوف مع المملكة بكل حزم في مواجهة هذا العدوان وهذا الارهاب العابر للقارات. اللهم من أراد بلاد الحرمين الشريفين بسوء فاشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرا عليه.. حفظ الله المملكة العربية السعودية الشقيقة وأهلها من كل سوء ومكروه وسائر بلاد المسلمين.. اللهم أدم على بلادنا الأمن والأمان ومزيدا من الاستقرار.. واجعل عيدنا هذا عيد خير وفتح ونصر لبلادنا وأمتنا في كل مكان.. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.. وكل عام وأنتم بخير.. كلمة أخيرة: عذرا رسول الله .. لم يعرفوا قدرك .. ولم يحترموا مسجدك .. ولم يصونوا رسالتك .. عاثوا في الأرض فسادا .. نبرأ إليك من هؤلاء ..
1146
| 06 يوليو 2016
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...
6120
| 26 سبتمبر 2025
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...
4479
| 29 سبتمبر 2025
في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...
3342
| 29 سبتمبر 2025
تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...
1605
| 26 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1332
| 28 سبتمبر 2025
أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...
1197
| 28 سبتمبر 2025
من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...
1059
| 29 سبتمبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...
987
| 02 أكتوبر 2025
منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...
873
| 30 سبتمبر 2025
في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...
828
| 30 سبتمبر 2025
كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...
654
| 02 أكتوبر 2025
لم تكن كلمة سموّ الأمير تميم بن حمد...
630
| 26 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية