رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

بطل العبور حارس

أحن للعودة والتعبير، بداية من خط القلم وفكره. وأعود لكم بموجزات التعبير وتفاصيل تفتح آفاقا للتفكير. ولا أستطيع أن أستغني عن باب فصل أحببته وأتعمق فيه، في فهم الثقافة عندما تتسع وتضيق، وعندما تتنفس وتنتفض تعبيرا. أظل هنا، في دائرتي التي أحببت، المثقف، الذي لطالما عشت معه بين صفحات الكتب، وتفاعلت معه بين أروقة ومسارح وسيمفونيات تحكي تاريخا من قصاصات ورق. وتختلف الظروف دائماً مع المثقف، وتتغير عليه الأزمان ويصارع نفسه نحو مواكبة الأدوات. يذهلني في المثقف أنه دائماً موجود، يحرص أن يكون مواكباً، ويستنكر ما هو آت. ينظر للأمور كزرقاء يمامة، وقد يعيش لحظته بشؤم وقليلة تكون الابتسامة. يواكب المشهد وكأنه يترقب النهاية، ويصفق للحدث، حتى لو كان ضد الفكرة من البداية. وهنا أقف للحظة وأتساءل، ماذا نترقب من المثقف؟ ماذا ننتظر منه عندما يكون بين الضد والمع. هل يواكب اليوم، مجتمعات شعبوية أصبحت لا تنتظر حضور مثقف وسط تدافعها العجول؟ تتحرك ضد النخب الداعية بأوهامها ونظرتها التي تفتقد مواكبة حراك جمهور متحرك بسرعة حدوده بلا سقف ولا سور، فلا تعرف في زمان اليوم الوقوف ولا تتدهور من آراء نظرية نحو مسيرتها عندما تفور، خاصة من أحداث بدأت من شعلة شعب لا يهدأ. فأين يكمن وجوده؟ هل يعتبر نفسه وليد أزمات تاريخية بظروف زمانكية شكلت حضوره وجوهر رسائله لترسيخ مكانته الحقيقية بين المجتمع. أم يتقلب بأزمانه وتسود عليه أوهامه ويحاكي زمانه الذي لن يعود؟ يصعب التعريف عن الثقافة سواء بشكل موجز أو مطول، لأنه عمق، لا يتشكل إلا من بيئة وزمان وأدوات يتمكن منها أو تتمكن منه، وفي زمن متغير محاولاً أن يقاوم الانفلات مما اعتاد عليه. لهذا نحاول أن نضع المثقف في دائرة لا يمكن التهاون عنها لصقل وتحديد دوره الاجتماعي الهام، خاصة إذا استطاع أن يجتاز أوهامه، ويتمكن من توسعة دائرة فكرة وأبعاده، حيث يتقبل التغيير ولا يخضع له، ويساير التجديد مع الحرص أن يكون له رقيب. هو القطعة التي تكتمل من خلالها الرؤية، وتسند عليها من هم في أول الصفوف، الفاعلين، العازمين، المغيرين نحو التجديد، المصلحين والمنجزين. لذلك، نستيقن أن المثقف هو محرك وليس قائدا، ملهم بدلاً من أن يكون حارسا لهذا العالم وناقدا. ولنكن صريحين، يصعب على المثقف أحياناً المواجهة والوقوف شامخا، قد يضعف أمام أداة استنكرها ولم يتمكن من تفكيكها وقرر أن يكون غافلا، فيتهاون عن التفسير ويقسو عليه التغيير، حتى يشعر أنه أصبح جزءا سابقا. متى يظهر المثقف الحقيقي؟ الجواب بسيط، ولكن يتطلب نظرة بعيدة، وصبرا على مدى سنين. هو العضوي وليد من رحم الشعب، يسهم في خلق وبناء قائد، وهو العابر في مراحل الإصلاح، حارس على مبادئه ومصمم على غرس الوعي، يشارك بإلهامه في بناء التمييز بين الحق والباطل، والمفارقة بين الإصلاح والتدمير، التأثير والتقليد. وهو العضوي الذي لا يحمل في يده عصا سحرية، بل يحمل بولاء قضيته باهتمام، خاصة عندما ضاقت عليه وأصبح يشكك في مبادئه واستطاع أن يقاوم الضد بزاد فكره، حتى تمكن من مواجهة المقاومة والاستبداد. هو حصيلة التاريخ، ووريث الأحداث التي كونت أساس التغيير. هو العابر مع كل العبور، المصلح الذي لا ينظر لمخلفات الهجوم. بإمكان المثقف أن يكون هذا البطل الذي يلهم نحو التغيير، مشكلاً مسيرته في تمكين قادة تتعطش للتهيئة والوعي نحو الحقيقة والتنوير. فمن المهم أن يحرص المثقف على تخطي أوهامه ويحدد أدواره التي تبتعد عن كونه قائداً للتغيير. فبطل العبور يظل حارسا.

480

| 02 يونيو 2025

على قدر الإحساس تأتي الشعائر!

سبق وذكرنا عن استحضار الإحساس لبناء وقياس المنطق عند ابن خلدون، كما حاولنا أيضاً أن ندعم هذا الأمر باستحضار الجوانب الاجتماعية التي تحتاج بشكل كبير للحس كي تصل للحاجة الإنسانية المطلوبة بشكلها المنطقي والبنائي العميق، والذي يعكس حاجة مجتمع بغض النظر عن ماهية الحاجة، فما يهم أن تصل بكل صورها التي تساهم في عملية تحريكها وتحسينها والنظر فيها حتى بأشكال وسبل مختلفة، إذ إن النظر في الجزئيات وما هو حاضر يصلح لفهم الأمور الاجتماعية بدلاً من قياسها العمومي. ومن بين تلك الجزئيات، لا يستثنى شهر رمضان من المحسوسات إطلاقاً، لأنه الاستحضار الحسي للمنطق في تبني الروحانية والأجواء المراد إحياءها وإعادتها لجيل يتبعه جيل بزمان مختلف وتطلعات متقدمة. ولربما هذا جانب نتحمله نحن كمسؤولية كبيرة لا يمكن للمعرفة بمحدودية الطرح والأسلوب أن تكون الإطار الوحيد اليوم للأجيال لفهم شعائر رمضان أو تقدير هذه الأيام التي لا تتكرر إلا مرة في السنة. فصعب الاعتماد على وسيلة واحدة بينما تتنوع الوسائل اليوم لسبل الفهم والتعبير وإيصال الرسائل والمعاني. وهذا الأمر نتطرق له دائماً على الصعيد الإبداعي والاجتماعي والافتراضي حتى من حيث تنوع سبل التعبير اليوم، ومواكبة العصرنة لبناء مجتمع قائم على المعرفة في الأزمنة المعاصرة. فما بالك لو طبقنا تنوع الوسائل حتى في شهر رمضان المبارك؟. ولا تختلفوا معي في الكم الذي يحمله هذا الشهر من روحانية شعائر تختلف عن بقية الأشهر. ولكن قد نتفاوت في هذه الحال على تطويع إمكانياتنا الحسية بالتأكيد في مدى الإسهام لأداء الشعائر وإبرازها للشهر الفضيل وما يليه من احتفالات عيد في ذاكرة أجيال لابد وأن نحقق من خلالها هدف فهم الشعائر الإسلامية التي تتسم بالروحانية من الجانب الديني والإلهام من الجانب الجمالي والتكميلي، ولا داعي للمقارنة بالأعياد الأخرى في هذه الحال، على قدر محاولة خصخصة الرزنامة لدينا من حيث استحضار الروحانية والجمال الحسي والتكميلي لشهر رمضان. المسألة لا يكفيها المنطق لاستكمال صورة خارجية وداخلية تنمي الروحانيات وتقوي العقيدة وتكمل جمالية الصورة، على قدر ما تحتاج وبشكل كبير للحس الذي يجب أن يكون يقظاً في عملية تحريك هذه المقومات بشكل مستمر في المجتمع. إذ يظل المجتمع الأولى للترحيب بهذا الشهر وأعياده. وهذه مساهمة لفهم حاجة المجتمع لتكريس سبل الإبداع لديهم وتطويعها للجوانب التي تحتاج إلى إعادة انتاج وإعادة إحياء لخصخصة فكرة وتقوية سبل العبادة. للفكرة، من حيث بناء الصورة المتجددة والحية في روح الأجيال الجديدة، والعبادة من حيث الحفاظ على شعائر الشهر والتأكيد على فضائلها بشكل مستمر. فعلى قدر الإحساس تأتي الشعائر، على وزن شعر المتنبي أختم مقالي بإحساس مختلف لهذا الشهر الفضيل عن بقية الأشهر.

1797

| 21 مارس 2023

حتى الإحساس جزء من المنطق!

البعد الذي نرتكز عليه لفهم موضوع معين لابد وأن يكون أضيق من ناحية فهم التفاصيل، وأبعد من حيث التصور الكلي له. ونقف هنا عند النواحي التفصيلية في فهم المواضيع الاجتماعية خاصة، وكيف نستطيع أن نقترب من المجتمع في فهم حاجاته بينما يشعر المجتمع في المقابل بأنه بعيد عن فهم الأولوية لاحتياجاته، هذه ليست جدلية، ولكنها محاولة لفهم الأمور الاجتماعية ومقتضياتها في كافة المجالات وبحسب الحاجة المطلوبة. ومن هنا، حاولت أن أستقرئ أكثر في نظرية ابن خلدون والتشعب في أنواع المنطق الذي استند إليها، وما شوقني من بين أنواع المنطق المعتمدة هو المنطق الحسي، لأنه أقرب ومحسوس أكثر ومستمد من المعرفة الاجتماعية بشكل أعمق من الصور الخارجية غير المكتفية بالتصور الذهني المثالي. وقد أكون مقصرة في تفاصيل هذا المنطق، ولكن سأحاول أن أعكس هذه الفرضية على الأمور الاجتماعية التي قد نضعها أحياناً في العقلانية التي تغفل عن استحضار الجانب الحسي في الموضوع أيضاً. وبناء على هذا التصور أظل أتساءل في مسألة الحس، متى يحين الموعد المناسب كي نستطيع أن نقول إن الجانب الحسي لابد وأن يكون جزءاً من بناء الفرضية لطرح موضوع اجتماعي معين، وهل الحس يحتاج لقياس من الأساس لطرح الموضوع عموماً؟. ابن خلدون حاول أن يقسم أنواع المنطق بطريقة لا تتعارض مع الأمور الحياتية كافة، فجعل للقياس منطقاً، وللروحانية والإلهية منطقاً، وكذلك طرح مدرسة الحس كي تكون جانباً للاستقراء غير الملموس وفهم أولويات الطرح في الأمور الاجتماعية خاصة. وهنا أتساءل بقياس أولوية الطرح للقضايا الاجتماعية، هل الحس يحدد تلك الأولوية، هل الحس يحدد أولوية طرح قضية الطلاق على سبيل المثال على قضية الإنجاب؟، هل يحدد التفكير ودراسة زيادة إنتاجية المجتمع قبل الحد من الاستهلاك؟، والأمثلة لا تقف هنا. عموماً، لا أعتقد أن المسألة الحسية تقف عند هذا التحديد واستباق الأولويات، على قدر ما يساهم الحس في بناء الدراسة والولاء لها من حيث بناء الفرضيات ودراستها إلى حد الوصول للنتائج التي تساهم في طرح التوصيات وبناء الخطة المرغوبة. لزم القول إن الحس في البحث لا يستهان به، خاصة في الجانب الاجتماعي، لأن مواضيع المجتمع المتعددة والمتفاوتة لا تقف عند قضية واحدة ولا تنتظر نتائج دراسة قبل البدء في دراسات أخرى، إنما الحس يساهم في بناء المادة التي تجسد التفاصيل المرغوبة في التركيز عليها، وتهتم بشكل كبير بعدم التقيد بالأمور الكلية فقط، فهذا الجانب المنطقي بالتحديد يهتم بالمادة على الصورة. ولربما في حياتنا الواقعية، لابد أن ننظر للجوانب التفصيلية أكثر من الاهتمام بالشكل، لابد وأن يكون للمضمون جزء مهم في بناء المواضيع التي تعبر عن واقعية المدارك المحيطة وقياس التصور غير المألوف أيضاً في نطاق المادة التي تساهم في البعد عن النظرة الصورية التجريدية، فالأفكار غير مستقلة في كيانها، إنما المضمون أساس فهم شبكة الحياة. وحتى المواضيع عموماً من المفترض ألا تطرح بصورها المثالية المطلقة، لأنها حضور المادة ونقيضها في نفس الوقت.

2052

| 14 مارس 2023

لحظوية التذمر.. الاجتماعي!

على قدر ما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة والرسالة في نفس الوقت، على قدر ما أصبحنا نشعر بأنها أصبحت أيضاً وسيلة أي رسالة من دون أن تكون رسالة لها بعد أعمق أو أبعد، فلا تتفصل منه المواضيع وتتفرع منه الحلول. بل إن ساء وضع الرسالة من وجهة نظري لأنها أصبحت رسالة اللحظة ورسالة الموقف، وهذا بحد ذاته يحد من البعد في الطرح والامكانية في تطوير الصورة الكاملة ومعالجة الخلل الذي يعاني من عدة ثقوب. فهي ثقافة تخترق الواقع من دون قيود الزمان أو المكان. بل تعتبر ثقافة العابر، ترمي الخبر ويتناوله من يرتبط فيه من كل زاوية ومن كل منظور سواء كان على مستوى البناء أو التذمر. والتذمر يغلب البناء في هذه الحال. الوضع باختصار تلاحظه من رسالة لحظوية تهيج الموقف. فعلى سبيل المثال ملاحظة هدوء الأجواء بعد كأس العالم، وتلاحظ تذمرات اللحظة لفعالية بلا حضور، أو تقرأ عن معاناة ارتفاع سعر العقار الذي يكون سبباً في اغلاق المشاريع الصغيرة. جميعها رسائل صالحة وسارية ولكنها لا تستجيب للحل السريع الذي يلبي طلب الرسالة اللحظوية بحسب حاجتها في تلك اللحظة من ذاك اليوم ومن تلك المعاناة ومن ذلك الموقف، إنما يتطلب النظر الجذري لحلول بعيدة المدى تساهم في الحد من تلك الإشكاليات التي تأثر في اللحظة التي تربك الفرد على مختلف الأصعدة، سواء اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية وغيرها. فارتباك الفرد ليس لحظوياً بالتأكيد، ولكن معالجة الارتباط يتطلب أكثر من الوسيلة الافتراضية التي تتشعب فيها الرغبات. لذلك، على قدر أهمية الوسيلة الافتراضية اليوم، إلا إني أجدها عاجزة عن فتح باب أبعد من كونها مجلساً اجتماعيا متمرس في الشكوى على الشيء ومتوقع الرد المباشر ولو بشكله الخجول. من هنا من المفترض أن يظهر دور المثقف التخصصي بشكله الفاعل. من المفترض! الإشكالية لا تكمن في الأدوار، إنما في الوسط الثقافي الشعبوي الذي أصبح له ظهور بارز اليوم بالتزامن مع دور المثقف التخصصي، وهذا تحد بحد ذاته، لأنه يحد من دور التخصصي في نفس الوسيلة التي يسيطر على أدواتها الشعبوي بحسب طريقته في صناعته للرسالة، حيث يصبح التخصصي في هذه الحال مستجيبا ومهيأً للرد على الشعبوي بدلاً من أن يؤدي دوره التخصصي بشكله الواقعي المطلوب بعمق أبعد من الاستجابة لتذمرات اللحظة. الوسيلة وإن كانت قوة حديثة ومعاصرة للمجتمع، إلا إنها لا تزال أداة تتطلب إلى التدخل الفوقي من ناحية مدى الاسهام في مسيرة التغيير على المستوى التنموي خاصة. فلا تتشكل النخب من منصات افتراضية، ولا ينجح حراك ثقافي من وسيلة واحدة. إنما تظل كل هذه الأساسيات خطى واقعية جادة جداً تلزمها ملفات المصلحة العامة التي تسعى للحد من التذمرات اللحظوية وزيادة التنمية الاجتماعية الفعالة. فالوسيلة الحديثة وإن كانت ذات صدى اجتماعي مسموع، إلا إنها لا تزال تعجز عن طرق جميع أبواب التحسينات من مكان واحد. فوسيلة تويتر على سبيل المثال تعتبر وسيطاً لا يكفي إلا أن يكون جعبة لكل شيء، وغير قادر على أن يصنف كل شيء بأشكاله النظامية التي ينظر لها كخطط استراتيجية مطلوبة. لذلك، لا يزال المجتمع في حاجة للتفاعل الواقعي متضمناً التفاعل النخبوي، والحضور النقدي. ما بين ورقة بحثية تسعى لتقديم التوصيات، وما بين حدث وآخر يشهد الواقع، وحتى ما بين أدوات ومنصات تعبر وتجسد الواقع بكافة صوره الدرامية والنصية والابداعية بصورها المختلفة. المسألة عمق وليست لحظة. والحاجة للاستجابة خطوة تتبعها معايير. والمعايير تعمق في المجتمع يتبعه حضور المشهد بفاعلية. وحضور المشهد يتطلب توسعا في الفرص وليس احتكاراً له، ومن ثم يتبعه التفاعل ما بين الوسيلة التي أصبحت اليوم الرسالة، وما بين الواقع الذي سيظل دائما أساس تعود له كافة الوسائل.

1263

| 08 مارس 2023

مقهى الموظفين: إشكالية بطالة أم بناء!

دور النخب الفكرية القطرية في الحراك الثقافي المحلي – الجزء الثالث كما سبق وذكرنا عن النخبة بأنه مفهوم لا ينحصر في سياق واحد واختصاص واحد. بل يتشعب لعدة فئات تتفاوت أطيافها وتتفرع في كافة المجالات. وهذا أمر يعكس مسألة التخطيط الاستراتيجي والرؤية التنموية الشاملة. وبحسب هذا المنظور، نشمل في التصنيفات النخب الإدارية أيضاً والتي تنعكس على أكبر طبقة اجتماعية حيوية، كالطبقة الوسطى. نحن لا نتحدث اليوم عن الطبقة الوسطى لكونها مجرد طبقة ثانية ورئيسية من ضمن الطبقات الاجتماعية، كما ندرك تماماً مميزات هذه الطبقة وأنها مخرجات لعجلة تنموية اقتصادية – اجتماعية وتعليمية أسهمت بشكل كبير في البناء المتزايد. ولكننا أيضا يجب أن ننظر إلى هذه الطبقة من منظور آخر، منظور العلاقات وبناء الفرص التطويرية والإدارية العليا، والأهم من هذا كله، تطلعات وتأملات هذه الشريحة المتزايدة في المستقبل. النخب الإدارية لها أدوارها الفاعلة التي تقوم على خطط التنفيذ بناء على رؤية صناع القرار للعمل على الخطط الاستراتيجية من حيث ركائزها التي تنعكس على الرؤية. وعلى هذا الأساس المختصر، يأتي دور النخب الإدارية في عملية الدعم وتحقيق الهدف المطلوب. ولكن تظل هناك عدة عوائق وإشكاليات تربك هذه الطبقة المتزايدة وأحياناً تلاحظ الخلل البنائي فيها بدلاً من البناء تطويري الواضح الذي ينعكس على الفرد نفسه وعلى الرؤية أيضاً. أحد الإشكاليات الرئيسية في هذه الحال ترتكز في الفائض الإداري، وزيادة عدد الشريحة في الطبقة الوسطى عندما تتشابه في التخصصات وتتكرر الشواغر، إذ يتحول الأمر إلى بطالة مقنعة أو تضخم إداري يثبط النمو ويحد من الأداء. وهذا الأمر ينعكس بشكل كبير على أداء الفرد داخل المؤسسة وقياس مدى كفاءة الفرد بحسب محدودية الأداء المقدم له. وهذا النمط بحد ذاته يحد بشكل كبير جداً من جودة أداء الموظف الذي يعتبر مخرجا رئيسيا للتنمية البشرية وإضافة للطبقة الوسطى التي منحت جميع الفرص والتخصصات كي تكون عجلة فاعلة. ولكن تظل الفاعلية في هذه الحال محدودة جداً، لدرجة ابتعادها أحياناً عن التطوير إلى التضييق. التضييق بحسب حدود العمل، وأسس بناء الكفاءات فيها. ومن البديهي أن يأتي في بالك مسألة سياسة التوطين، ولكن لا تعتبرها اشكالية، إنما تسليط الضوء عليه يجب أن يكون بحسب ما هو متوفر وما المتوفر أساساً من فرص عمل متنوعة تستطيع من خلاله الطبقة الوسطى أن تكون فيه أكثر فاعلية بدلاً من الفرص الوظيفية والإدارية المتكررة. فالإطار المهني يدعم التوطين بالتأكيد لتحقيق أعلى نسبة من الأمن الوظيفي والاجتماعي المطلوب، ولكنه في نفس الوقت لا يحقق الرؤية المطلوبة خاصة عندما تلاحظ زيادة الوظائف كفائض بلا سلم وظيفي واضح. أين الخل؟ سؤال قد تحلل وتبحث عن اجابته ولو بشكل أولي في وسط المقاهي خلال فترة ذروة العمل. ولا أعمم مسألة الخلل من المقاهي بالتأكيد، ولكن لنعتبر الأمر تعميماً اجتماعياً وواقعاً نستجمع من خلاله القصص من موظف إلى آخر ممن لديه مكتب بلا وظيفة. لا تزال الفرص متاحة لبناء شريحة في الطبقة الوسطى أكثر فاعلية وحضوراً في الأسواق المحلية والعالمية، وكذلك أكثر فاعلية ونشاطا في القطاعي الخاص والحكومي. المسألة تتطلب تصليح الخلل البنائي في الاقتصاد والنظر في حاجة السوق اليوم وحاجة السوق أيضا إلى كادر إداري أو نخب إدارية فاعلة وبنائية من حيث الأداء الخدمي المرجو، بالإضافة إلى توسيع نطاق زيادة كفاءة هذه الطاقة من خلال التوسع في فرص العمل على المستويات المختلفة وفهم طبيعة وسلاسة العمل اليوم مقارنة بالأمس. بالإضافة إلى ريادة الأعمال التي لاتزال تنتظر فرصتها بشكل أفضل من دون عبء التضييقات العقارية. وهذا بحد ذاته محور آخر.

2793

| 21 فبراير 2023

المثقف الجديد والثقافة الافتراضية: معضلة الألقاب!

أخشى أن نعول دائماً على أساس لا نستيقن أعمدته، وهذا الملحوظ عند الحديث عما هو متجدد اليوم في محيط الثقافة عموماً، خاصة وعندما نستند على النخب غير الحاكمة ومكانتهم في مسألة التأثير بين اليوم والأمس. ولربما نضيع في مسألة الألقاب خاصة، التمييز ما بين هذا وذاك كي نحدد صفة هذا على الآخر أو اختصاصه وخلفيته مقارنة في آخرين. أنا أراها مسألة تعود دائماً للأساس، ولكن بلا عمود. لأننا باختصار لا نستطيع العبور من خطاب كلاسيكي لخطاب آخر متجدد إلا ويأتينا شعور الحاجة للعودة للأصل من دون مشاركة البناء من الداخل، بل قد تستمر في الغرق تركيزاً على إشكالية ما من دون استيعاب إمكانية أدوات اليوم مقارنة بأدوات الأمس في إعادة البناء. النخب غير الحاكمة لها سماتها الخاصة بحسب حضورها الفاعل في الحراك الاجتماعي، لذلك لابد من قياس مدى فاعلية هذه النخب اليوم بالتحديد من خلال التمكين من الأدوات الحديثة، وهل فعلاً نحن نتحدث عن إمكانية النخب وقدرتها على مواكبة الأداء. هل لحضور المثقف النقدي على سبيل المثال الأثر، وهل يجد المتلقي المناسب في وسائل التواصل الاجتماعي؟ لأن في هذه الحال قد نكتشف بأننا نقف عند حد معين لإمكانيات نخبوية، لم تتمكن من التحكم في الأداء، بل انتقلت بشكل سريع وأصبحت في يد الشعبوية التي قلبت الموازين في نهاية الأمر. الأدوات وحدها من ترمم الأعمدة وتقف على الأساس، ولكن علينا استيعاب الإمكانيات وليس خلق الإشكالية لمجرد ابتعادها من الأساس. أدوات الخطاب الجديدة لها ميزة السرعة وصناعة الحدث الذي يجمع الحشود بقوة المؤثرات وصفات المفاجأة التي لم يستطع الخطاب الكلاسيكي أن يواكبها بأدواته السابقة من دون أن يتمرس في الأدوات الجديدة، بل تجد هناك محاولات مستمرة من المثقف الكلاسيكي الذي لم يتقبل أن يكون جزء من الخطاب الجديد، ولكنه يحاول المواكبة بأسلوب التضييق. أنا لا أعتقد أننا نعاني من مسألة الألقاب، ولكن نخشى عليها من الفقد لمجرد مرورها لوسيط آخر وحامل للقب لا يتوافق مع معايير وضعها النخبوي لنفسه في السابق وبسمات ترضيه أكثر مما يراه في غيره اليوم وفي زمن أسرع مما كان عليه. المنصات الافتراضية اليوم لا تلعب فقط الدور الترويجي والحضور المؤثر بالقبول أو الرفض لدى شريحة كبيرة من المجتمع، إنما هي أصبحت المنصة التي تنقل تفاصيل اللحظة، وتكوين المشاعر تجاه نفسك، تجاه الآخر، أو مع الآخر وضده في نفس الوقت، ولن أدخل في مسألة التناقضات اللحظوية في هذا المقال. ولكن عموماً، المنصة الافتراضية اليوم لم تترك المجال من الأساس أن يكون لها معيار ثابت تبنى عليه أخلاقيات التواصل أو مبادئ قيمية أو مواثيق ثابتة. ومن الصعب أساساً أن تخلق مثل هذا المعيار أو الميثاق التي يتحكم في سير الحرية المطاطة في منصات التواصل الاجتماعي والتي ابتعدت عن السياق النخبوي وميولها وانقلابها نحو الجمهور بصفته حامل الرسائل والمتلقي في نفس الوقت. خلاصة في حدود الثقافة الافتراضية: القانون لم يردع خطاب الكراهية ولا العنصرية بكافة أطيافها، ولكنه حد من بعضها. الجانب النفسي لم يقض على التنمر ولا سطحية المحتوى، ولكنه يستمر في مهمة التوعية. والإعلام لم يقف على أساسه إنما لم يقاوم المنصات الجديدة.. بل وأصبح جزءاً منها وممتد عنها في مجالات أخرى! بالتالي، المثقف الجديد يجب أن يبحث عن الأعمدة وإعادة بنائها بحسب البناء الداخلي للمجتمع، أفضل من الشعور بالمعضلة تجاه التغييرات المعاصرة ظناً منه بأنها ابتعدت من الأساس!

3558

| 07 فبراير 2023

دور النخب الفكرية القطرية في الحراك الثقافي المحلي – 2

النخب الثقافية الخليجية المعاصرة وعناصر الخصوصية لماذا الاهتمام بالتحديد بمفهوم النخبة عن غيرها من المفاهيم في هرم النظام الاجتماعي أو السياسي المطلوب. للإجابة عن هذا السؤال، لابد من النظر للصورة المبسطة للتعريف ولو بشكل مختصر. فالنخبة تعتبر أقلية بخصائص وسمات مميزة ولديها صلاحيات ونفوذ يؤهلها لقيادة الأغلبية. والنخبة مقسمة أيضاً بين كونها مركزية وغير مركزية. في الأولى هي النظام بحد ذاته والسلطة التي تلعب الدور الرئيسي في صناعة وتشكيل السياسات، أما النوع الآخر لا يعتبر عضوياً، فهو لا يزال يتبع النظام المركزي، ولكن باختلاف الأدوار ومدى صلاحيات نفوذها. كما أن النخبة تتعدد فيها الأنواع، بل تطورت على مدى العقود، منها من يمتلك المعرفة كنخب فكرية تتسم بخصائص قيادية وفنية وتخصصية عدة (الانتلجنسيا)، بالتالي يكون لديها الدور القيادي والنقدي ذا تأثير وحراك عالٍ تجاه المجتمع. وهنا سيكون الحصر على مفهوم النخب الفكرية من حيث أدوارها المعاصرة في الإطار الخليجي عموماً، القطري خاصة. لذلك المثقف وإن كان صاحب العلم والمعرفة والحكمة والنباهة والاتزان في المواقف، إلا أنه في هذه الحال لا يحمل بالضرورة وظيفة المثقفين في المجتمع، خاصة ونحن نتوقع من المثقف الموظف أكثر من الرجل أو المرأة المثقفة بحسب هذه الدراسة على الأقل وطبيعة ظروفها الخاصة. وهذا بشكل مختصر، لأننا نسعى للبحث عن مدى التأثير وليس عن الإلمام بالمؤثرين. هنا يكمن الفرق بالسمات الإدارية. وإذا قسنا هذه المقاربة مع النخب الثقافية الخليجية بالتحديد، فنجد أننا نحاول تطويع مفهوم (الانتلجنسيا) على النظام البيروقراطي في منطقة الخليج والذي يعتبر عاملا رئيسيا في تشكيل أهم أدوار هذه الجماعة وتحديد إطار مهامها على مستوى المؤسسات وذلك بحسب طبيعة النظام السياسي المبني على المؤسسات من حيث مركزية التشريع والتنفيذ والرقابة. وتأتي مركزية منطقة الخليج عموماً وثباتها لسببين رئيسيين: أولاً فيما يخص مسألة الوراثة الثقافية والتي تندرج تحت مسألة البناء المجتمعي، والذي يعتبر حصيلة اندماج ديني، قبلي وثقافي عبر التاريخ. وثانياً من حيث النظام البيروقراطي، عبر المؤسسات المركزية والتي تعمل على تقديم كافة الخدمات لبقية المجتمع، وهذا يعتبر بحد ذاته تطويرا في الأدوات لبناء عامل الولاء والتواصل مع المجتمع المدني عن طريق المؤسسات وشرعيتها. بالإضافة إلى الدور المؤسسي المركزي من حيث وضع السياسات بين المجموعة النخبوية والتي تحمل أيضاً سماتها الخاصة في الدائرة النخبوية المحدودة. وعلى هذا الحال، تلعب عوامل الثبات للمركزية الخليجية من جانب النظام البيروقراطي وسمات النخب دوراً مهماً في صقل خصوصية منطقة الخليج من حيث التصورات الثقافية وبناء اللحمة الاجتماعية ولتوجهاتهم السياسية حتى. وعلى هذا الأساس، تنتج المركزية من خلال النخب إطاراً للهوية التقليدية للمجتمع كواجهة وطنية وهوية سائدة تلعب الدور القوي والمتماسك ضد التيارات الخارجية وبناء التعاضد الاجتماعي وقت الشدة والأزمات، على سبيل المثال. وعلى هذا الأساس، وحتى نخصص الحديث أكثر ولو بشكل مختصر على الحالة القطرية، إذ تتسم النخب النظامية في هذه الحال ولغرض الدراسة بالتحديد بسمتين رئيستين: أولها يكمن في مسألة المناصب الإدارية: كعنصر مهم في تشكيل النخب الفكرية التي تعمل على مساندة النظام للقرارات التشريعية وتنفيذها عبر مركزية المؤسسات. أما بالنسبة للسمة الثانية فهي تختص تحديداً بصناع القرار كنخبة مركزية تعمل على تغيير الاتجاهات في الدولة وتسعى نحو إستراتيجيات التنمية والتطوير. ولا يزال المجال متاحا والذي تلعب من خلاله النخب غير الحاكمة أدواراً فاعلة في الحراك الثقافي وقوى من ناحية تحريك المجتمع من خلال عدة مجالات رئيسية تتمثل في أساس نشأة النخبة الثقافية في دولة قطر، وذلك في مجال التعليم، الإعلام، والمناصب الإدارية العليا والثقافة الافتراضية وأثرها أيضاً على تشكيل المثقف الجديد.

1647

| 24 يناير 2023

دور النخب الفكرية القطرية في الحراك الثقافي المحلي

ظل سؤال العموم "من هو المثقف" بالنسبة لي يسبب ازعاجا، لأنه يقدم التعريف العام من دون التوصل إلى الخصخصة عبر البحث عن أبعاد المفهوم المحلية وامتداداتها التاريخية التي تشرح أكثر ماهية المثقف من المنظور المحلي وليست من باب التعميم بحسب النظرة السائدة لها. إذ تظل المسألة في هذه الحال عائمة ما بين الإشكالية والماهية، بين من هو المثقف وما يحمل معه من هموم. وتقف هنا الدوامة من دون أن يكون لها جذور تستطيع من خلالها أن تفسر المفهوم وتتعرف على أجزائه ومن ثم تبدأ بعمل المقارنات ما بين المفاهيم الأخرى. فلا لسؤال "ما الفرق بين المثقف والنخبة؟" أية جدوى إذا ما وجدنا لها أساسا بإمكاننا الاستناد عليه لفهم الحالة الراهنة وقياسها على المشهد الثقافي المتجدد، في دولة قطر بالتحديد. وعلى هذا الأساس، خضت تجربة أعتبرها شمولية من حيث بناء المفهوم الثقافي والحرص على تطبيقه عبر التحليل المنهجي، والتطبيقي من خلال المشاريع الصغيرة. ولطالما ظلت الثقافة مهمة بالنسبة لي على المستوى الأدبي والتطبيقي عموماً. إلا انني وجدت نفسي أتدرج في بناء المفهوم من خلال البحث عن أبعاد جديدة للثقافة لا تنحصر على محور الأدب والكتابة والكتب فقط، إنما التوسع في النطاق لتشمل عناصر البناء بحسب طبيعة الأنظمة الخليجية عموماً وقطر خاصة وعلاقتها بالأدوار النخبوية في المشهد الثقافي. وهذا الجزء بالتحديد يعتبر الأكثر تشويقاً بالنسبة لي، لأنه تطرق للنظر في البناء النخبوي من محور صناعة الاعلام المحلي، دور البنية التعليمية وأثرها في تخريج طبقة وسطى بتزايد، الأنظمة التشريعية والأدوار التنفيذية في صناعة القرارات، الأحداث الطارئة. بالإضافة إلى الأدوات الافتراضية الجديدة التي عملت على نقل المفهوم ليصل إلى مرحلة الشعبوية وانقلاب المفاهيم. لذلك، يأتي سبب بحثي الرئيسي خلال فترة دراسة الدكتوراه في علوم الاجتماع لإضافة دراسة أعتبرها جداً مهمة للتاريخ القطري من حيث توثيق المسار التاريخي والمنهج التحليلي الذي على أساسه نستطيع أن نجاوب على سؤال "من هو المثقف؟" من دون أن نشعر بدوامة الانزعاج مرة أخرى. من خلال هذه السلسلة لموضوع أطروحة الدكتوراه والذي يختص بدور النخب الفكرية القطرية في الحراك الثقافي المحلي، سأقوم بتسليط الضوء على أبرز المحاور التي من شأنها أن تساهم في بناء المفهوم للنخبة الفكرية في المشهد الثقافي المحلي وبشكل خاص يوثق من خلالها أبرز النقلات المؤسسية والاجتماعية التي كان لها الدور الرئيسي والأثر في صقل المفهوم النخبوي القطري. ولكن قبل البدء في الجزئيات الرئيسية لهذا الموضوع الهام، لابد من التأكيد على عدة نقاط رئيسية يجب ألا يغفل عنها القارئ خلال قراءته لهذا الموضوع: أولاً: الثقافة مفهوم متجدد بحسب الزمان والمكان، فلا تستطيع أن تستند على مفهوم كلاسيكي لا يواكب أدوات اليوم، لذلك وجب التنويه على ان الثقافة اختلفت وامتدت في مفاهيمها بين الأجيال. أما بالنسبة للنقطة الثانية وهي الأهم، حيث تكمن في مسألة الخصوصية القطرية: فلا يمكن أن تحصر مسألة التعميم الثقافي على كافة الأنظمة السياسية وقياسها بحسب توقعاتك لدور المثقف. فمن المستحيل أن تصل لأية نتيجة معتمدة وخط تاريخي متسلسل من دون أن تنظر بشكل داخلي للنمو والتحولات الاجتماعية في دولة قطر خاصة. بناء على تاريخنا المتنوع، والطفرات الكبيرة التي غيرت من مجريات الحياة في المنطقة، لا بد وأن تكون لك نظرة مغايرة تماماً عندما تطرح سؤالك الموسمي حول ماهية المثقف وأدواره. لذلك، وجب النظر إلى الحالة القطرية بشكل خاص وضرورة النظر إلى التاريخ الخليجي عموماً باعتباره تاريخاً تراكمياً وليس قطائعيا، إذ لا يمكن اختزاله في التقابل كأمثلة ما قبل/وما بعد، وقس هذا الأمر أيضاً على سؤال المثقف: توجد نخب ولا توجد نخب. ونظراً لشح المصادر لهذا الموضوع على الرغم من أهميته، أتمنى أن تكون هذه الدراسة بداية لدراسات تفصيلية أخرى، قادرة على التركيز في الجزئيات المفقودة. كما أتمنى أن تكون إضافة قيمة لأرشيف قطر التاريخي العريق. وأخيراً: لنتفق ألا نستمر في دوامة الإجابة العامة عن سؤال من هو المثقف بعد اليوم!.

2208

| 17 يناير 2023

اترك أرسطو خارج المجلس!

لهذا المقال، أود أن أحلل معكم منطق أرسطو ومدى فاعليته بيننا اليوم على الرغم من جموده، إذ يعتمد هذا المنطق على مبدأ التعميم من الكليات، وقياس الأثر من المقدمات الكبرى التي تعطي الانطباع الأشمل عن تصورك من الشيء أو نقيضه، أو مع ما تدافع عنه أو تختلف معه. المسألة ترتبط بشكل خاص بميولك تجاه موضوع ما، ومدى اهتمامك به إما بالقبول أو الرفض، إذ أنت باختصار تحدد موقفك بحسب صناعة جدليتك أو تذمرك الخاص بغض النظر عن مدى دقة التحليل، ولو ظلت فيه ثغرات كثيرة. وعلى الرغم من ضعف هذا القياس المنطقي القديم، إلا أنني اخترته لكم اليوم لأننا (بدون تعميم) ما زلنا نقيد التفكير من الافتراضات العامة والذي يتبعه النقص في بناء الحجج، والصد عن النقيض أو الرأي المغاير الذي يشكك في الانطباع الذي يبنى عليه المنطق. وقس هذا الحال على كثير من القضايا الحالية، في أبسط الأمور وفي أساليب الحياة التي قد تضع لها ألف عذر ولربما تضع لها حججاً قد لا تكن صحيحة، ولكنك تعمل على قياسها بصفات ثابتة غير قابلة للتغيير، لأنها باختصار تؤيد مصلحتك ووجهة نظرك على أية حال. ولنتفقد هذا القياس في الحياة اليومية ومستويات التذمر التي تطرح على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي على سبيل المثال، ولنلاحظ كم من المشاركات التي تعبر عن قضية ما إما بشحن المشاعر نحو الكراهية، التعرض للشخوص، التدخل والفضول، أو حتى التعبير عن نقص الشيء بشكل عام. بالإضافة إلى مسألة نقص المواهب المحلية في عدة مجالات واستبدالها بمواهب أخرى من الخارج والتي تعتبر مسألة راهنة. كل هذه الأمثلة تعتبر مقدمة كبرى افتراضية كبيرة ومن خلالها عبرت عن مدى سلبية الحال الذي على أساسه قست افتراضية الافتقار من المواهب المحلية وعدم وجود المتأهل المناسب أو غيابه عن الساحة على حساب استمرارية واستغلال من يحتكر المجال. ويجب التأكيد على ان القياس المنطقي في هذه الحال سلاح ذو حدين، فلا يوجد فيه منطق صحيح ومنطق خاطئ، ولا ظالم أو مظلوم، ولا فقير أو غني، أو حتى موهبة وعدمها. لأن هذا القياس بالتحديد يظل جدلية عائمة، أي بمعنى آخر قد يعتمد على بديهيات حسية لا توصل للمصداقية، ويغفل في الأساس عن الثغرات والجزئيات الموجودة فيه والتي تتطلب البحث والاستقراء. وأعتقد أن هذه الجزئية هي الحلقة الكبيرة المفقودة عند بناء التذمرات وقياسها حسياً- على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي على الأقل! باعتباره مجلساً لكل القضايا والمواضيع المنطقية والغير منطقية. وكأن أرسطو حاضراً فيه! لذلك، قد يكون الأساس الذي تبنى عليه الجدلية خطأ، وهذه حقيقة لا بد من إدراكها وعدم استنكارها بغض النظر عن مدى منطقية قياسك تجاه الحدث نفسه. لأن الخطأ في هذه الحال قد يكون مبنيا على جانب ويغفل عن الصورة الشاملة، وبناء على هذا المنطق فهو لا يؤدي إلى تفسير دقيق، ولكنه يظل منطقاً بالنسبة لك على الرغم من عدم شموليته. ونعود في القياس المنطقي في هذه الحال على التعميم المحلي في مسألة نقص المواهب، فالادعاء بعدم وجود مواهب أمر مليء بالخطأ، لأنه اعتمد في هذه الحال على الصورة الكبرى في قياس التقشف وتفادي البحث والاستطلاع الفعلي للتعرف على إمكانيات المواهب في الساحة المحلية بشكل أكثر اطلاعاً وأكثر استقراءً للمشهد. خلاصة مبسطة: مسألة التذمر حول غياب الشيء أو نقصه لا يعني في الحقيقة غيابه الفعلي، إنما يتطلب النظر في الشيء بدقة أكبر والدخول في الجزئيات فيه بشكل أعمق. وقس هذه المسألة على المشاعر المشحونة وغيرها من التذمرات العائمة.فاترك عنك أرسطو خارج المجلس!

1872

| 10 يناير 2023

قبل منتصف الليل!

حتى لا نظل دائماً في ثلاثية المواضيع التي تظل عالقة أحياناً كثيرة في دائرتي التحليلية كالهوية والثقافة والتحولات الاجتماعية، فالوقت مناسب أن نعبر عن انطلاقات متجددة مع نهاية سنة كانت مليئة بالإنجازات والصدمات وكل التقلبات التي اعتدنا عليها نحن كسائر البشر. وكيف لي أن أعبر لكم عن عمود اليوم من دون أن اختم سلسلة أعمدتي الصحفية لهذه السنة بالشعور بالفخر والانجاز الجماعي الذي حطم مقاييس النمطية وغير من الصورة التقليدية للمنطقة العربية عموماً والخليجية خاصة. مونديال قطر 2022، ذكرى لن تنسى بسرعة بتفاصيلها المؤثرة!. ولست هنا من خلال هذا العمود أن أعبر بدلاً عنك (عنكِ) عن صفحاتك الجديدة وانطلاقاتك الكبيرة من ضمن قائمة ترغب في تحقيقها خلال السنة القادمة، ولكن لا يسعني في العد التنازلي إلا أن أذكرك بشعورك تجاه الإنجاز الذي حققته في السنوات السابقة، وشعور الانكسار من مشاريع أخرى لم تنجح بالشكل المتوقع. وكيف تصف كلا الشعورين وامكانياتك في عملية تكرار المشاعر وما تصاحبها من إنجازات كبيرة كانت أم صغيرة في السنوات القادمة. وهذا المهم. لن تتغير مشاعر الانسان ولا تقلباته بين هذه السنة والسنة القادمة، وهذا واقع يعيش معه الانسان طوال حياته، بين الفرح والحزن وبين الإنجاز والخذلان وبين كل أبيض وأسود ولربما رمادي يواجه الانسان في كثير من المواقف التي تمر عليه. وهذه الدائرة لن تتغير باختلاف حجم المشاعر التي تأتي معها. ولكن، كل ما نستطيع فعله هو تكرار ما كان لنا سبباً في الاستمرار، من نفس الدائرة التي تحمل كل التقلبات. لديك الخيار بحسب مشاعرك التي جعلت من سنواتك السابقة بصمة وأخرى تهاونت عن تخليد الذكرى وجعلت من الموقف مجرد عبور ليوم آخر. أنا أدرك حجم السعي وحجم الكفاح والممارسة لمساع بسيطة، كما أدرك حجم المحاولات التي تحمل معها المشاعر المترددة ما بين الانسحاب ومحاولة الاستمرار ولو لفترة إضافية. وأتفهم من يشعر بالمعاناة ممن يحاول إبراز الامكانيات والطموحات خارج حدود المنزل وبسقف عال يعطي الفرص انطلاقات مستدامة. أفهم تماماً كل هذه المشاعر وهذه الروح التي تارة تتألم وتارة تفرح من تلك الخطوات الصغيرة لتحقيق آمالها. أدرك حجم المحاولات التي يغلبها اليأس في الأخير عندما يكون الخذلان الحليف الوحيد. ولكن تأكد بأن الأبواب متنوعة، فلا يغلق باب إلا ويفتح لك باب آخر بالتأكيد. والمفتاح بيدك لكل تلك الأبواب، فأنت تدرك متى يحين الوقت لقفل باب وفتح باب آخر، وهذا ليس لغزاً إنما يتطلب منك عدم التوقف والاستمرارية في السعي، أليس ذلك جزءا من الدائرة أيضاً؟. لا نطمح للسنوات الجديدة إلا أن نكون صبورين على دوائرنا، أقوياء أكثر من السابق، وانكسارنا ليس إلا شرخاً لا يتحطم. لا تتمن وتحمل معك تلك الأمنيات في قائمة، إن لم تصاحبها بمشاعرها الحقيقية التي تريدها حقاً مع تلك الأمنيات. ولا تكتب قائمتك الطويلة لأهداف السنة، إلا إذا أيقنت بأنك مبادر لها ولو بخطوات صغيرة من الآن. بعض الأحيان قد لا تنجو هذه القائمة في مستويات التحقيق، ولكنها تظل أمامك ولا تجبرك من الأساس على تحقيقها بالكامل، لأنها تظل أمنيات كبدايتها عندما خُطت في القائمة. وتذكر بأنك تظل بين كل المشاعر الصاعدة والنازلة والساكنة، لن تتغير. ولكن يتفاوت الحمل في وصفها إن كانت قاسية أكثر من السابق، إم إنها سعيدة بحسب وصفك للسعادة. فالبدايات ليست إلا مجرد محاولات جديدة لدوائرنا البشرية. من الضروري إدراك هذه الأمور قبل منتصف الليل!.

1017

| 27 ديسمبر 2022

القطري الجديد

الصورة النهائية تحدثت عن نفسها بالتفاصيل، وبرضا من الشاهد المحلي ورسائله التي وصلت للعالمي بالكامل، شعورك بأن الثقافة أصبحت مروراً على بقية الثقافات يكفي أن تطمئن بأنك استطعت أن تترك بصمة في ذكرى كل من كان على أرض قطر خلال فترة المونديال. تهم أمور كثيرة في المونديال من رمزيات وأنساق ثقافية وانتماءات جماعية تارة قطرية – محلية، وتارة محلية – خليجية، وأخرى خليجية – عربية. ولكن ما يهم أكثر، أن سلوك المحلي أصبح جزءا من السائح (المشجع) العالمي الذي أصبح قادراً على أن يكون جزءاً من العادات والتقاليد، غير مكتفٍ بصورة مؤقتة تجسد له عادات وتقاليد الآخرين لوهلة قصيرة ومن خلال عدسة كاميرا توثق له حضوره الشعبي المؤقت، إنما أصبح حضوره انعكاساً فورياً وبصورة تناقلها في لحظتها مع الآخر في الخارج. وكل تلك الانطباعات أصبحت تفاعلية ما بين المحلي والسائح. المحلي من حيث مدى استعداده وعطائه للسائح، متمنياً أن يقدم له المزيد بحسب ما استطاع، ومن السائح من حيث رسم الحدود مع المحلي والتعايش مع السلوكيات بدلاً من معاداتها أو التعالي عليها. ولا سيما أن ختام المونديال أضاف الكثير من المعاني، وأترك لكم تفسيرها بحسب ما تهوى أنفسكم وتطيب بالإيجابية من تحليل الانطباعات. ولكن، أظل في هذه الحال ومع ختام المونديال أجد أن الخطاب الثقافي لا يزال مركزاً على انطباع الآخر من المحلي، ورأي الآخر من المحلي، بالإضافة إلى نظرة الآخر من المحلي. لاحظنا التركيز الكبير ما قبل المونديال وخلاله على الاهتمام لنظرة الآخر من حيث التصور، التفاعل، الانطباع والتأثر، وهذا الأمر ضروري من حيث ترك الأثر وكسر الصور النمطية بعد رحيلهم، ولكنه لا يكفي، لأنه لا يعبر عن تصور المحلي عن المحلي حتى، خاصة ونحن نتحدث عن حجم حدث مثل المونديال أقيم وسط مجتمع خشي كثيراً على حدوده الأخلاقية والدينية والاجتماعية ما قبل انطلاقة أولى صفارات اللعب، كما تفاوتت الآراء ووجهات النظر. وهذا في اعتقادي يعتبر الجزء الأهم خلال رحلة المونديال بالكامل. المحلي واكب النقلات النوعية الكبيرة، وصارع منذ البداية أول مشاريع حفر البنية التحتية والمنشآت الجديدة والاختناق المروري وغيرها من العقبات التي كانت عوامل للوصول إلى إنجاز اليوم بكافة تفاصيله التي غيرت من مجرى المعاناة نحو الشعور بالفخر والانسيابية من حيث تغيير في نمط الحياة ولربما التفكير حتى. كما أن المحلي كان له رأي في عدة مواضيع وانطباع حول السائح كونه دخيلا خارجيا على مجتمع محافظ، حيث ظهر عليه الخوف من حيث التأثر من الآخر الغريب، عدم الشعور بالأمان وانطباعات في لحظتها كانت تشكل قلقاً، وفي واقعها بينت بأنها مبالغات لا أكثر. لا ننكر أن المجتمع تعرض في هذه الحال لعدة مخاوف لم يستطع مواجهتها إلا عبر القلق من القادم وما يترتب عليه من تأهب بداية من منزله. وسرعان ما استطاع المحلي وبشكل انسيابي أن يكون جزءاً من الاستقبال واستضافة الغريب الآخر وتفاعله معه في كل المحافل. شعور مغاير عما كان يشكل توتراً في السابق. ولا يلام المحلي على كل تلك المشاعر والمخاوف والتذمرات، لأن المحلي باختصار استقدم سماته الخاصة من حيث الاحتواء والانتماء والحرص على التجانس في المبادئ والقيم والتي تعتبر ركيزة وسمة مهمة للمجتمع المحلي، وليس سهلاً حضور ما يختلف معه المحلي أو يستنكره من دون أن يكون له رأي من المد الخارجي عليه. خلاصة: هذه مجرد مقدمة، متمنية أن تفتح المجال لدراسة أثر كأس العالم بنسخته القطرية على المجتمع المحلي في حقبة العشر سنوات وصولاً إلى شهر واحد من كل سنوات التخطيط نحو التفاعل الثقافي وتطبيق مشاريع المونديال بالكامل، والأهم التركيز على أثر المحلي من العالمية بمنظور جديد.

2298

| 20 ديسمبر 2022

استشراقية الأمومة العربية!

على قدر ملاحظة كم المشاعر حول التفاعل الثقافي تجاه تغير نظرة الغربي للعربي ولو كانت في حدود كأس العالم ومعطياته الثقافية التقليدية والسياحية الجاذبة للآخر. إلا أنني أظل في موقف المراقبة لا زلت، لأنه لم يحن الوقت بعد لتحليل الحدث، ولم تظهر تبعات الصحفيين المشحونين من تجميع لآراء الشارع وإثارتهم للجدل. وأظل أؤمن في قطر بأن بصمتها سباقة لكأس عالم، ولكن يظل هذا الحدث إتماماً للمهمة بعلامة الصح العريضة لمشروع ثقافي كبير تمكن من كسر النظرات الريبية وتغيير الموازين لحراك تصحيحي جديد. وبالتأكيد تستمر في هذه الحال مسألة الاستشراق حضور المشهد الحماسي والعاطفي والاهتمام بذاك الغربي للتأكد من تغيير توجهاته وانطباعاته عن العربي، وهنا من وجهة نظري ألاحظ ظهور المشاعر المختلطة والحماس والعاطفة نحو الانتصار على الظاهرة فقط، والأولى أن نستحضر منطقية كسر تركيبة الظاهرة نفسها. فالمشاعر حالة مؤقتة ومتقلبه، إنما يظل المنطق قائماً ولو تغيرت الحالة العاطفية. يتناسى الكثير بأن ظاهرة الاستشراق تظل قديمة ولا يمكن أن تستمر على نفس السياق، كما هو الحال مع الإسلاموفوبيا على سبيل المثال، الأيديولوجيا وغيرها من الظواهر. ولكن يظل الاستشراق عند البعض كامنا في الوراء من حيث التصور والعودة لأصل المفهوم والعناصر التي شوهت من أجل استضعاف طرف على حساب سيطرة آخر عليه. إنما علينا أن نبدأ بتغيير مسار الخطاب الجديد للاستشراق، وإعادة قياسه من عدة جوانب. ومن الضروري ألا ننكر وجود الشوائب على أبرز العناصر. إنما لا بد وأن يكون لنا اليوم صورة تصحيحية للنظرة الاستشراقية وتفسير أبرز الظواهر التي ساهمت في عملية الإصلاح هذه. ولنكن أكثر شفافية ولا ننكر بأن عناصر المستشرقين لا تزال بارزة وجاذبة في المشهد الثقافي العربي عموماً، فالغربي جاء إلى الأرض العربية ورأى ما يريد أن يراه من حيث التعايش مع عنصر السكن كالخيمة، والتطبع بالتقاليد العربية كالملابس التقليدية، والجلوس في أجواء الليالي العربية وسط المعالم الحضارية وناطحات السحاب. اليوم أصبح الغربي أكثر قرباً للواقع العربي بظواهره الأساسية من لبس ومأكل وعادات. ولكن يكمن الفرق المهم والمفاعل الرئيسي لمسألة التصحيح في المشروع الكبير نفسه، مشروع كسر النمطية العربية وتوقيته المناسب لمركزية التعددية في أرض عربية. لذلك، التعايش مع العناصر ليس تشويهاً كما كانت في النظرة الغربية، إنما أعتبرها في هذه الحال تصحيحا للنظرة الاستشراقية والتي تضمن المعايشة بصورتها الأكثر منطقية والأقرب للمجتمع. صحيح أن لا تزال هناك عناصر استشراقية ظلت عند الغربي وتضخيمه لها عبر استضعاف الآخر العربي في وسائل الاعلام. إلا أنه من المنظور المحلي والخليجي، قد تكون أبرز الهجمات الغربية المتصدرة على دولة قطر لكأس العالم متصلة من وجهة نظري ببرميل البترول بنفوذه الاقتصادي كعنصر لا يزال مثيراً عند الغرب. أجد أن أصعب ما لا يستطيع الوصول له الغربي يكمن في ضيق فهمه لخصوصية المجتمع الخليجي وفهم مقومات السيادة والدين التي تقلق الغربي أكثر من قلقه على التيارات الثقافية المتضاربة في بلده، وهذا الجانب بالتحديد ما يجعل الهجمات الغربية غير منصفه لأنه من الصعب الدخول في المجتمع المحافظ حتى ولو لبس الغربي الثوب والغترة وتعايش مع العناصر التقليدية الرئيسية. لا نستطيع في هذه الحال، فك عقد الاعلام الغربي المتضخم، لأنها ستظل حلقة مفرغة من الدلائل ومشوارا طويلا لهم في فهم خصوصية المجتمعات. إنما نستطيع في هذه الحال أن نعيد فهم الحاجة لبناء صور جديدة لأبعاد القضايا الاجتماعية كحقوق العمال، قضايا المرأة وملفات الجندر والتي من خلالها نستطيع بناء عناصرها الأكثر منطقية، بدلاً من استقبال صورها الاستشراقية المشوهة من الآخر. خلاصة: اتركوا عنكم العاطفية، لأنها سمة استشراقية قديمة انهزامية. ولننتقل من الآن لمرحلة المنطقية في إبراز سمات التعايش مع العناصر المهمة، فلتكن الأم العربية أول تلك العناصر!.

1338

| 13 ديسمبر 2022

alsharq
العدالة التحفيزية لقانون الموارد البشرية

حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم...

8472

| 09 أكتوبر 2025

alsharq
TOT... السلعة الرائجة

كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...

5463

| 06 أكتوبر 2025

alsharq
الإقامة الدائمة: مفتاح قطر لتحقيق نمو مستدام

تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...

4644

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
الذاكرة الرقمية القطرية.. بين الأرشفة والذكاء الاصطناعي

في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها...

2052

| 07 أكتوبر 2025

alsharq
بكم نكون.. ولا نكون إلا بكم

لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة...

1626

| 08 أكتوبر 2025

1494

| 08 أكتوبر 2025

alsharq
حماس ونتنياهو.. معركة الفِخاخ

في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...

1050

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
العدالة المناخية بين الثورة الصناعية والثورة الرقمية

في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر...

996

| 09 أكتوبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

909

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
هل قوانين العمل الخاصة بالقطريين في القطاعين العام والخاص متوافقة؟

التوطين بحاجة لمراجعة القوانين في القطــــاع الخـــــاص.. هل...

849

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
فلنكافئ طلاب الشهادة الثانوية

سنغافورة بلد آسيوي وضع له تعليماً خاصاً يليق...

843

| 09 أكتوبر 2025

alsharq
لا يستحق منك دقيقة واحدة

المحاولات التي تتكرر؛ بحثا عن نتيجة مُرضية تُسعد...

828

| 07 أكتوبر 2025

أخبار محلية