رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

شغفكَ أولاً

انتهت الامتحانات، وبدأ الصيف، وها هي الأسئلة الكبرى تتسرب إلى عقول الخريجين: ماذا أريد أن أكون؟ ماذا أدرس؟ وما هو التخصص الذي يناسبني؟أسئلة ثقيلة، لكنها مفتاح المستقبل، في زمن السرعة والمنافسة، لم يعد اختيار التخصص الجامعي قرارًا روتينيًا، بل هو أول خطوة في طريق الحياة المهنية، لكن قبل أن يختار الطلبة من الجنسين تخصصاتهم، عليهم أن يعرفوا ما هو شغفهم؟ فالشغف ليس رفاهية، بل هو الطاقة التي تدفع الإنسان ليُبدع، ويصبر، ويتميّز في مجاله. والسؤال الذي قد يتبادر للذهن، كيف نكتشف الشغف! الخطوة الأولى هي الفضول: جرّب، اقرأ، تطوّع، شارك في ورش عمل، شاهد تجارب الآخرين، قد تكتشف أنك تعشق التصوير، أو أن ريادة الأعمال تشعل فكرك، أو أن عالم البرمجة يفتح أمامك آفاقًا غير محدودة، الشغف لا يأتي في رسالة، بل يُكتشف بالتجربة. الخطوة الثانية: فهم الذات، ما الذي تستمتع به؟ ما المهارات التي تملكها وتحب تطويرها؟ ما نوع العمل الذي تحب أن تمارسه يوميًا دون ملل؟ التخصص ليس مجرد شهادة على الحائط، بل نمط حياة، وتحقيق للطموح. ثم تأتي المرحلة الأهم: التوفيق بين الشغف وسوق العمل، صحيح أن الشغف أساسي، لكن لا يكفي وحده، من الذكاء أن يسأل الشاب: هل هناك مستقبل مهني في هذا المجال؟ هل أستطيع أن أطور نفسي فيه وأحقق الاستقرار؟ فهناك تخصصات رائعة، لكنها تحتاج إلى تطوير ذاتي مستمر حتى لا تتقادم. هنا، يأتي دور الإرشاد المهني في المدارس والجامعات، وحتى عبر المنصات الرقمية، يجب أن نوجه الشباب نحو مصادر تساعدهم في استكشاف ميولهم، ومعرفة احتياجات سوق العمل محليًا وعالميًا، وفتح الأبواب أمامهم لاكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين: الإبداع، التفكير النقدي، والعمل الجماعي. والنصيحة المُقدمة للأهل، هي تَفّهم رغبات ابنائهم وعدم قتل أحلامهم وطموحاتهم فيما يودون دراسته والعمل فيه بعد التخرج، فهم من سيعيشون حياتهم، ويجب أن يحبوا ما يدرسونه ويعملون به، فلا تفرضوا عليهم تخصصات لمجرد أنها مضمونة أو محترمة أو حلمكم القديم، قد ينجح فيها ظاهريًا، لكنه يتآكل من الداخل، إن أسعد الناس هم أولئك الذين يعملون في ما يحبون، فامنحوا أبناءكم الثقة، واسمعوا لهم أكثر مما تملون عليهم. •لكل الشباب من الجنسين لا تستعجلوا القرار اقرأوا أنفسكم بصدق، ولا تخافوا من تغيير الطريق إن اكتشفتم أنه لا يناسبكم، فالحياة ليست سباقًا، بل رحلة تستحق أن تعيشوها بشغف.

207

| 06 يوليو 2025

بلد السلام

حطّت بي طائرة الخطوط القطرية في أرض الدوحة الساعة السادسة مساء، ووصلني مسج إغلاق الأجواء القطرية وإيقاف حركة الملاحة الجوية ورحلات الطيران، وبمجرد وصولي البيت دوت أصوات انفجارات متتالية أصابتنا بالرعب، فخرجت لأرى الصواريخ تتوالى في سماء الدوحة، عاش الشعب القطري لحظات قاسية لم يسبق له أن مر بها، حين تعرضت قاعدة العديد الجوية في قطر لهجوم صاروخي إيراني، ضمن تداعيات التصعيد العسكري الجاري بين إيران وإسرائيل، ورداً على قصف أمريكي استهدف مواقع إيرانية في المنطقة. ورغم أن الهجوم لم يُسفر عن خسائر بشرية أو أضرار مادية تُذكر، إلا أن وقعه النفسي كان عميقًا ومفاجئًا، نظراً لأن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها قطر مثل هذا التوتر الأمني داخل أراضيها. الحدث الذي أرعب سكان الدوحة والمنطقة بأسرها، لم يكن مجرد قصف عابر، بل هز شعور الأمان الذي تنعم به البلاد منذ عقود، خاصة أن قطر تُعرف بعلاقاتها المتوازنة مع الجميع، بما في ذلك إيران، وقد حافظت الدوحة دومًا على سياسة الحياد الإيجابي والسعي إلى خفض التصعيد في الإقليم، وحثها المستمر للحلول الدبلوماسية والمفاوضات التي أشتهرت ونجحت بها بامتياز، لذا، كان من الصعب على كثير من المواطنين والمقيمين استيعاب أن الأراضي القطرية باتت فجأة ساحة لصراع خارجي لا ناقة لها فيه ولا جمل. ومع تصاعد المشاعر بالقلق والذهول، ساد في الوقت نفسه شعور بالفخر والثقة، بعد أن أثبتت أنظمة الدفاع الجوي القطرية جاهزيتها العالية، وتمكنت من التصدي للصواريخ التي حاولت اختراق أجواء الدوحة. إذ تعاملت القوات الجوية بكل كفاءة مع الموقف الطارئ، ودون وقوع خسائر مما أعاد بعض الطمأنينة إلى قلوب الناس، وأكد أن المنظومة الأمنية في قطر ليست فقط متطورة تقنياً، بل يقظة ومستعدة لأية تهديدات خارجية، مهما كانت مفاجئة أو غير متوقعة. لكن رغم نجاح الرد الدفاعي العسكري، يبقى وقع الحدث صعباً على الذاكرة القطرية، لما يحمله من دلالات خطيرة بشأن هشاشة الاستقرار في منطقة الخليج، وتزايد احتمالات توريط أطراف غير معنية في نزاعات دولية تتجاوز حدودها، كما أعاد الحادث التذكير بضرورة مضاعفة الجهود الدبلوماسية لإبعاد منطقة الخليج عن بؤر التوتر الإقليمي، وتجنيب شعوبها ويلات الحروب غير المعلنة. وفي ظل هذه الظروف، ارتفعت الدعوات في قطر والمنطقة بأسرها للسلام والأمن والاستقرار، وتعالت الأصوات التي تُناشد العقلاء في العالم بوقف هذا التصعيد المجنون الذي لا يخدم إلا مزيداً من الدمار وسفك الدماء، فالشعوب ليست وقوداً لصراعات سياسية وعسكرية، والدوحة – التي لطالما احتضنت مبادرات السلام ووساطات الحل – تستحق أن تبقى واحة آمنة لكل من يعيش على أرضها. إن ما جرى يوم 23 يونيو كان جرس إنذار، بأن النار إذا اشتعلت في الجوار لا بد أن تطال الجميع، ولو بشكل غير مباشر، لكن في المقابل، أثبت الشعب القطري تماسكه، وأكدت مؤسساته الأمنية جدارتها، لتبقى قطر عنواناً للثبات والعقلانية، في محيط يتقلب على صفيح ساخن. • اللهم دم علينا الأمن الآمان وأحفظ قطر وأميرها وحكومتها وشعبها من كل شر.

339

| 29 يونيو 2025

أخلاق الحياة

الإنسانية ليست مجرد كلمة تُتداول في الخُطب أو تُكتب في المعاجم، بل هي جوهر الوجود الإنساني وروح القيم التي تميز البشر عن سائر الكائنات، إنها تعني التعاطف، الرحمة، الإحساس بآلام الآخرين، وتقديم العون دون انتظار مقابل، الإنسانية هي ما يجعلنا ننظر إلى الآخر، مهما كان مختلفًا عنا، بعين المساواة والمحبة. تتجلى أهمية الإنسانية في تفاصيل حياتنا اليومية. فهي تظهر في طريقة تعاملنا مع كبار السن، في عطفنا على الأطفال، في مساعدتنا لمن يحتاج، وفي إحساسنا بالآخر حتى وإن لم نعرفه شخصيًا، نمارسها مع الجار، مع الزميل، مع الغريب، بل حتى مع الحيوان والبيئة من حولنا، الإنسانية لا تُحدّ بحدود الجغرافيا أو الدين أو العرق، بل تتخطى الحواجز لتُؤكد أن جميع البشر يستحقون الكرامة والاحترام. الإنسان الرحيم هو من يمتلك قلبًا حيًا، يشعر بالحزن حين يرى المظلوم، ويفرح لفرح الآخرين، ويعمل على تخفيف الألم متى استطاع، من صفاته: اللين، والتواضع، والإيثار، والصدق، والقدرة على احتواء الضعفاء دون تجبر أو تعالٍ، هو الذي يرى في كل موقف فرصة لزرع بذور الخير، وفي كل إنسان شريكًا في الإنسانية. لكن هذه القيم تُختبر بشدة في أوقات الحروب والأزمات السياسية، حيث تطغى المصالح والقوة على المشاعر، ويُهمّش الضعفاء وتُرتكب المآسي، في مثل هذه الظروف، تتعرض الإنسانية للخذلان، وتُرتكب الجرائم باسم السيادة أو العقيدة أو الثأر، ومع ذلك، تبرز نماذج مضيئة لأشخاص ومنظمات اختاروا التمسك بإنسانيتهم، فسعوا لإنقاذ الأرواح، وإيواء اللاجئين، وتضميد الجراح، رافضين أن تنكسر قلوبهم أمام آلة الحرب. في عالم يتجه نحو الفردية والأنانية، ويعج بالمادية والصراعات، يصبح الحفاظ على إنسانيتنا تحديًا حقيقيًا، ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى إعادة إحياء الضمير، وتعليم الأطفال قيم التعاطف، وتقدير دور الرحمة في المجتمع، علينا أن نكون يقظين في مواجهة مظاهر القسوة، سواء في الإعلام أو السياسات أو حتى في تفاصيل حياتنا البسيطة. • الإنسانية ليست ضعفًا، بل هي أعظم قوة يمتلكها الإنسان، إنها اللغة الوحيدة التي يفهمها القلب، والطريق الوحيد لبناء عالم أكثر سلامًا وعدالة، وفي زمن الوحشية، من يتمسك بإنسانيته هو البطل الحقيقي.

273

| 15 يونيو 2025

موسم الإيمان والتراحم

يُعد عيد الأضحى من أعظم المناسبات الدينية عند المسلمين، ويحل في العاشر من ذي الحجة بعد أداء ركن الحج الأعظم، وهو الوقوف بعرفة، هذا العيد يحمل في جوهره معاني الإيمان العميق والطاعة الخالصة، إذ يستحضر المسلمون فيه قصة نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وتجسيدًا لقيم التضحية والامتثال لأمر الله. يمثّل العيد فرصة روحية عظيمة لتجديد العهد مع الله، ولتطهير النفس من الأحقاد والضغائن، إذ تنبع فيه مشاعر الفرح من أعماق الإيمان، ففي هذه الأيام المباركة، تفيض القلوب بالمحبة وتُفتح الأبواب للتسامح، حيث يسارع الناس إلى الصفح والمصالحة، ويغتنمون اللحظة لتصفية ما علق بالنفوس من خلافات. عيد الأضحى أيضاً مناسبة لتعزيز صلة الرحم، وهي من أعظم ما حَثَّ عليها الإسلام، فيزور الناس أقاربهم، ويتبادلون التهاني، ويجتمعون على موائد الطعام، فتتقارب القلوب، وتلين النفوس، وتتجدد المحبة بين أفراد العائلة الواحدة، هذا التواصل العائلي يعيد بناء الروابط الاجتماعية التي قد تضعف مع مشاغل الحياة، ويذكّر الجميع بأهمية العائلة والدفء الأسري. أما مشهد الأضحية، فيضفي على العيد روحًا من التكافل والتآلف، إذ يتقاسم الناس لحوم الأضاحي مع الفقراء والمحتاجين، فيشعر الجميع بأنهم شركاء في الفرح والرزق، وهو تذكير عملي بأن السعادة لا تكتمل إلا حين تُشارك، وأن نعمة الله ينبغي أن تُبذل في الخير. في عيد الأضحى، تتعالى التكبيرات وتسمو الأرواح، وتتحوّل المدن إلى لوحات من الفرح الممزوج بالإيمان. الأطفال يفرحون بالهدايا والملابس الجديدة، والكبار يغمرهم شعور بالرضا والسكينة، إنه عيد تتجلّى فيه الوحدة الإسلامية، حيث يحتفل به المسلمون في كل بقاع الأرض في وقت واحد، موحِّدين قلوبهم ودعاءهم. إن أهمية هذا العيد لا تكمن فقط في مظاهره، بل في رسالته العميقة: دعوة دائمة للعودة إلى الله، للتسامح مع الناس، للتراحم مع الأقارب، ولتعزيز قيم التضحية والعطاء، ولغرس الإيمان في النفوس والتي تكتمل بالحب والتسامح.

309

| 08 يونيو 2025

أمسية أمل

تُعد الجمعية القطرية للسرطان من أبرز المؤسسات الإنسانية في قطر التي تبذل جهودًا متواصلة في مجال مكافحة السرطان، ليس فقط من الناحية العلاجية أو الدعم النفسي، بل كذلك في الجانب التوعوي الذي يمثل ركيزة أساسية في تقليل نسب الإصابة وتعزيز ثقافة الكشف المبكر، ومن خلال حملاتها المستمرة، تنجح الجمعية في توصيل رسائل صحية واضحة إلى مختلف فئات المجتمع، مركّزة على أهمية الوقاية والتشخيص المبكر، وأسلوب الحياة الصحي، وذلك بالتعاون مع مؤسسات وطنية ودولية ذات صلة. واستمرارًا لهذا النهج، نظّمت الجمعية القطرية للسرطان فعالية متميزة حملت عنوان “أمسية أمل”، جمعت مجموعة من السيدات القطريات المتعافيات من مرض السرطان، في لقاء تفاعلي ووجداني جمع بين الإلهام والدعم النفسي والتضامن المجتمعي، حضرت الأمسية المدير العام للجمعية الأستاذة منى أشكناني، التي أكدت في كلمتها على أن الجمعية لا تنظر للسرطان كحالة طبية فقط، بل كقضية إنسانية تحتاج إلى رعاية شاملة تشمل الدعم النفسي، وإعادة دمج المتعافين في المجتمع، وتشجيعهم على مشاركة قصصهم ليكونوا مصدر إلهام للآخرين. تميّزت الأمسية بطابع دافئ وإنساني، حيث شاركت المتعافيات قصصهن مع المرض، وتحديات العلاج، وقوة الإرادة التي مكنتهن من التغلب على السرطان. لم تكن الأمسية مجرد احتفال بالنجاة، بل رسالة أمل قوية موجّهة إلى كل من يمر بتجربة مشابهة، مفادها أن الشفاء ممكن، وأن الدعم المجتمعي هو أحد أعمدة القوة في مسيرة العلاج. وعلى هامش الأمسية، أكدت الأستاذة منى أشكناني أن الجمعية تعمل على بناء منظومة متكاملة لدعم المتعافين، تشمل برامج إعادة التأهيل، والإرشاد النفسي، وتعزيز الثقة بالنفس، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في الأنشطة المجتمعية كسفراء للتوعية والوقاية، وأضافت أن الجمعية تؤمن بأهمية تمكين الناجين من المرض ليصبحوا شركاء في التغيير والتثقيف المجتمعي، مشيرة إلى أن «أمسية أمل» تمثّل نموذجًا ناجحًا لهذا التمكين. وتواصل الجمعية القطرية للسرطان جهودها على مدار العام من خلال تنظيم ورش العمل، والمحاضرات، والحملات الإعلامية الموجهة لجميع شرائح المجتمع، حيث تركز على التوعية بأكثر أنواع السرطان انتشارًا في قطر، وأساليب الوقاية، والعلامات التحذيرية، وتوفر أدوات فحص مبكر بالتعاون مع الجهات الصحية في الدولة. تبرز الجمعية القطرية للسرطان كأحد أعمدة العمل الصحي والمجتمعي في قطر، من خلال ما تقدمه من خدمات إنسانية وتوعوية، جعلت منها صوتًا قويًا في مكافحة السرطان، وتظل مبادرات مثل «أمسية أمل» شاهدًا حيًا على أهمية التكامل بين التوعية والدعم الإنساني، ودليلاً على أن في كل تجربة ألم مساحة للأمل والانتصار.

231

| 01 يونيو 2025

الصورة الذهنية للمرأة العربية بين التشويه والتألق

تُعد الصورة الذهنية للمرأة العربية في الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي من القضايا التي أثارت الكثير من النقاش في العقود الأخيرة، حيث تسهم هذه الوسائل بشكل مباشر في تشكيل الوعي الجمعي حول المرأة، إما بتكريس صور نمطية سلبية، أو بتقديم نماذج إيجابية تبرز إنجازاتها وقدراتها المتنوعة. في كثير من الأحيان، تم استغلال صورة المرأة بشكل سلبي في الإعلام التقليدي والإعلام الرقمي، فقد جرى تصويرها إما كعنصر جمالي يُستغل لأغراض ترويجية وتسويقية، أو حصر دورها في أدوار هامشية مرتبطة بالعاطفة والمظهر، دون إظهار عمقها الفكري أو مساهمتها الفعلية في المجتمع، وتكررت صور المرأة المستهلكة، التابعة، أو المغلوبة على أمرها، في المسلسلات والإعلانات ومقاطع الفيديو المنتشرة على الإنترنت، ما ساهم في ترسيخ مفاهيم مغلوطة عن مكانتها الحقيقية. أما على شبكات التواصل الاجتماعي، فقد تضاعف التأثير السلبي نتيجة الحرية الواسعة في النشر والانتشار السريع للمحتوى. ففي كثير من الأحيان، يتم تصدير المرأة في قوالب سطحية، تُركّز على المظهر والموضة والتجميل، وتغفل الجوانب العلمية والمهنية والثقافية، وازدادت هذه الظاهرة مع بروز «المؤثرات» اللواتي حوّلن محتوى المرأة إلى ساحة استعراض للرفاهية والمظاهر، مما خلق فجوة بين الصورة المعروضة والواقع الذي تعيشه ملايين النساء العربيات في مجتمعاتهن. لكن، في مقابل هذا الاستغلال السلبي، برزت نماذج نسائية عربية مشرّفة استطاعت أن تفرض حضورها في الإعلام وشبكات التواصل، وتغيّر الصورة النمطية السائدة، فمنصة «نتفليكس» قدّمت مؤخراً مسلسلات عربية تبرز شخصية المرأة القوية والمثقفة والطموحة، كما ظهرت في برامج الواقع والفيديوهات القصيرة نماذج لنساء يعملن في الطب، والهندسة، والسياسة، وحقوق الإنسان، ويقدمن محتوى ثرياً ومؤثراً، في الطب، التربية، الاقتصاد، السياسة وكل المجالات المعرفية. وعلى مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، برزت مؤثرات إيجابيات يقدمن محتوى علميا وتثقيفيا، كبعض الطبيبات اللاتي يرفعن الوعي حول حقوق المرأة، أو المرشدات الاجتماعيات اللاتي تنشرن رسائل فكرية قوية من خلال منشوراتهن. إن مواجهة الصورة السلبية لا تتم فقط من خلال الانتقاد، بل عبر دعم وتمكين المحتوى الإيجابي، والترويج للنماذج الملهمة، وتوعية الجمهور بأهمية التوازن في تناول صورة المرأة، كذلك، يجب أن تتبنى المؤسسات الإعلامية والمجتمعية سياسات واضحة لمناهضة التنميط الجندري، وتعزيز تمثيل المرأة في مواقع القرار الإعلامي. تبقى الصورة الذهنية للمرأة العربية في الإعلام وشبكات التواصل مرآةً تعكس الواقع، لكنها في الوقت ذاته أداة لتغييره، وكلما زادت مساحة الوعي والتمثيل العادل، اقتربنا من تحقيق صورة أكثر اتزانًا وعدلاً، تليق بقدرات المرأة ومكانتها الحقيقية. • على النساء إبراز أدوراهن العملية والمجتمعية ليساهم ذلك في صورة ذهنية إيجابية عن المرأة العربية.

396

| 25 مايو 2025

الزيارة الأمريكية التاريخية

استقبل صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأسبوع الماضي فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي زار قطر لأول مرة في زيارة رسمية لرئيس أمريكي ضمن جولة خليجية شملت السعودية والإمارات، أثمرت الزيارة توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية وعسكرية ضخمة، وعكست تحولًا كبيرًا في العلاقات الثنائية بين البلدين، تضمنت مراسم الاستقبال عرضًا تقليديًا شمل فرقة من الجمال والخيول والعرضة القطرية، مما أثار إعجاب الرئيس الأمريكي، وقد وصف ترامب قصر لوسيل بأنه “منزل رائع”، معبرًا عن إعجابه بالتصميم المعماري الفاخر وذلك أثناء استقباله لمأدبة العشاء التي أقامها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، حيث كان في استقباله مع حرم سموه الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني. شهدت الزيارة توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية غير مسبوقة، أبرزها صفقة بين الخطوط الجوية القطرية وشركة بوينغ الأمريكية لشراء 210 طائرات منها 160 طائرة مؤكدة، بقيمة تتجاوز 200 مليار دولار، وهي أكبر صفقة في تاريخ بوينغ، كما تم الإعلان عن استثمارات قطرية في الولايات المتحدة بقيمة إجمالية تصل إلى 1.2 تريليون دولار، تشمل مجالات التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، الطاقة، التعليم، الاقتصاد والبنية التحتية، على الصعيد العسكري، تم توقيع اتفاقية دفاعية بقيمة 42 مليار دولار، تشمل تزويد قطر بطائرات مسيرة MQ-9B وأنظمة دفاعية متطورة. كما أشاد ترامب بسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، واصفًا إياه بـ «الصديق العظيم» ومثمنًا جهوده في تعزيز العلاقات الثنائية. من جانبه، أكد سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن العلاقات بين قطر والولايات المتحدة قد ارتقت إلى «مستوى جديد»، معربًا عن تطلعه لمزيد من التعاون في المستقبل. وتؤكد زيارة الرئيس ترامب إلى قطر على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مختلف المجالات، مما يعزز من مكانة قطر كحليف إستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة، كما تعكس التزام البلدين بتعزيز الشراكة الإستراتيجية ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية سويًا. • القضية الفلسطينية ووضع غزة كانت حاضرة ضمن أجندة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، حيث ناقش مع فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف الحرب في غزة وإدخال المساعدات إلى الفلسطينيين المحاصرين في القطاع وأبدى الرئيس الأمريكي رغبته في تحقيق هذا الهدف، ونأمل أن يتحقق ذلك.

429

| 18 مايو 2025

طلاب الأمس يصنعون المستقبل

في مشهدٍ مفعمٍ بالفخر والاعتزاز، تحتفل دولة قطر بتخريج دفعات جديدة من طلبة جامعات المدينة التعليمية، وبمشاركة جامعة قطر في حفلها السنوي المهيب، حيث يحضر هذه الاحتفالات قادة الوطن الذين يواصلون دعمهم المستمر للمسيرة التعليمية. هذه الرعاية الكريمة لا تعكس فقط التقدير للعلم، بل تُحمّل الخريجين مسؤولية كبيرة تجاه وطنهم، فقد أصبحوا اليوم شركاء فاعلين في بناء المستقبل، وحاملي أمانة العلم في مجتمع يتطلع إلى مزيد من التقدم والابتكار، فدولة قطر التي تخطو بثبات نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، تحتاج إلى طاقات شابة مؤهلة، تملك المعرفة والعزيمة لتساهم في دفع عجلة التنمية في جميع القطاعات: الاقتصادية، والتعليمية، والصحية، والتقنية. إن الخريج اليوم لا يُنتظر منه الاكتفاء بالشهادة، بل أن يكون جزءاً من الحلول، وصوتًا للعطاء، وركيزة في بناء مؤسسات عصرية تعتمد على الكفاءة والإبداع، وهنا، تأتي أهمية الاستعداد النفسي والمهني للمرحلة المقبلة، حيث تبدأ المسؤولية الحقيقية، وتبدأ رحلة إثبات الذات في سوق العمل. لذلك، نُوجّه إلى كل موظف جديد، نصيحة خالصة: احترم الوقت، تعلّم باستمرار، وتحمّل المسؤولية بشغف، فأول خطوة في النجاح المهني تبدأ بالانضباط، والحرص على التعلم من كل تجربة، وعدم الخوف من الفشل، بل اعتباره درسًا في طريق التقدّم. احرص على أن تكون أخلاقك المهنية عالية، وكن عنصرًا إيجابيًا في بيئة عملك، واستثمر في تطوير ذاتك، لأن العالم يتغير بسرعة، وما تتعلمه اليوم، قد لا يكفي لغدٍ أكثر تطلبًا. وفي يوم التخرّج، لا نحتفل بنهاية مرحلة، بل ببداية رحلة، فهنيئًا للخريجين، وهنيئًا لقطر بشبابها المتعلم، وطموحها الذي لا سقف له.

303

| 12 مايو 2025

حجز المواعيد

شهد القطاع الطبي في دولة قطر تطورًا كبيرًا خلال العقود الأخيرة، حيث أولت الدولة اهتمامًا بالغًا بالرعاية الصحية، إدراكًا منها لأهمية هذا القطاع في تعزيز جودة الحياة للمواطنين والمقيمين، وانعكس هذا الاهتمام من خلال الاستثمارات الضخمة التي ضُخّت لتطوير البنية التحتية الصحية، وإنشاء مستشفيات ومراكز طبية متقدمة، إلى جانب استقطاب الكوادر الطبية المؤهلة من مختلف أنحاء العالم. وتُعد مؤسسة حمد الطبية إحدى أبرز الركائز في المنظومة الصحية القطرية، إذ تقوم بدور محوري في تقديم خدمات الرعاية الصحية التخصصية والعامة، وتم تنظيم المؤسسة بطريقة تُراعي أحدث المعايير العالمية، سواء من حيث التخصصات الطبية المتوفرة، أو المرافق الحديثة المجهزة بأحدث الأجهزة التشخيصية والعلاجية، ما جعل منها نموذجًا يُحتذى به في منطقة الخليج. كما أن قطر تخصص ميزانيات عالية لدعم وتطوير القطاع الصحي، وتستثمر بشكل متواصل في الابتكار والبحث الطبي، وتسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض التخصصات من خلال تدريب الكوادر الوطنية، بالتعاون مع مؤسسات تعليمية مرموقة مثل وايل كورنيل للطب في قطر وغيرها. ورغم هذه الإنجازات، لا يخلو النظام الصحي من بعض التحديات التي تستوجب المعالجة لضمان تقديم خدمة صحية متكاملة ومرضية لجميع المستفيدين، فمن أبرز هذه التحديات مسألة المواعيد الطبية، يعاني عدد كبير من المرضى من تباعد المواعيد الطبية، وهو أمر قد يؤثر سلبًا على متابعة الحالات المرضية، خصوصًا المزمنة منها، كما يتم أحيانًا حجز المواعيد دون التواصل مع المريض أو التحقق من ملاءمة الموعد لجدوله الزمني، مما يؤدي إلى غيابات غير مقصودة وتراكم في جدول العيادات، وفي حال التغيب عن موعد فإن الموعد القادم قد يكون بعد ستة أشهر وأيضاً دون سؤال المريض عما إذا كان مناسباً له أم لا!. إحدى أكثر النقاط المثيرة للاستغراب هو التشدد في عدم السماح للمريض بالتأخر لبضع دقائق عن موعده، في حين أن المرضى يُجبرون أحيانًا على الانتظار لأكثر من ساعة بعد الموعد المحدد دون تفسير واضح، ما يخلق شعورًا بعدم المساواة ويؤثر على تجربة المريض بشكل عام. ويمكن حل تلك المشكلة ب إنشاء نظام تواصل مرن مع المرضى قبل تحديد المواعيد، مثل إرسال رسالة نصية أو إجراء مكالمة للتأكد من ملاءمة الموعد، إعادة تقييم جدول العيادات وزيادة عدد الكوادر في التخصصات الأكثر طلبًا لتقليل فترات الانتظار، تطبيق نظام أولويات مرن يراعي الحالات الحرجة والمزمنة، إتاحة فترة سماح معقولة لتأخر المريض (مثلاً 10-15 دقيقة)، مع مراعاة ظروفه الشخصية أو المرورية، تحسين تجربة الانتظار من خلال إشعارات توضح المدة المتوقعة للانتظار، أو تقديم خدمات ترفيهية وتثقيفية أثناء الانتظار. لقد قطعت دولة قطر شوطًا كبيرًا في تطوير القطاع الطبي، وأصبحت في مصاف الدول المتقدمة من حيث جودة الخدمات الصحية والمرافق الطبية، ومع ذلك، فإن السعي نحو الكمال يتطلب الاستماع المستمر لملاحظات المرضى وتحسين أنظمة الحجز والخدمة، لضمان تجربة صحية متكاملة تحفظ كرامة المريض وراحته. تحية للكادر الطبي على جهودهم المبذولة في المؤسسات الطبية والصحية والتي تتطلب إخلاصاً في العمل ومستوى عالٍ من المسؤولية والإنسانية.

501

| 04 مايو 2025

صُنع في..؟!

في السنوات الأخيرة، أصبحت الصين واحدة من أكبر الأسواق العالمية وأكثرها تأثيراً في توجهات المستهلكين، حيث باتت تقاريرها وتحليلاتها حول الماركات العالمية تلعب دوراً محورياً في تشكيل الرأي العام حول جودة المنتجات وقيمتها الحقيقية. وقد كشفت العديد من التقارير الصادرة من مؤسسات استهلاكية ومراكز أبحاث صينية أن كثيراً من الماركات العالمية تعتمد استراتيجيات تسويق ذكية تركز على بناء صورة ذهنية قوية أكثر من تقديم منتج يتناسب فعلياً مع السعر المرتفع الذي يُطلب من المستهلكين دفعه. أحد التأثيرات المباشرة لهذه التقارير هو زعزعة الثقة في بعض العلامات التجارية التي طالما اعتُبرت رمزاً للجودة والفخامة، على سبيل المثال، أظهرت بعض التحقيقات الصينية أن منتجات بعض الماركات تُصنّع في دول نامية بجودة مماثلة أو حتى أقل لكنها تُباع بعشرات أضعاف السعر الحقيقي فقط بسبب الشعار المطبوع عليها، هذا النوع من المعلومات بدأ يدفع كثيراً من المستهلكين، خصوصاً من الفئة الشابة، إلى إعادة النظر في أولوياتهم الشرائية. من الناحية الاقتصادية، فإن هذا الكشف يساهم في خفض القيمة الشرائية لبعض الماركات في الأسواق، خصوصاً عندما يدرك المستهلكون أن جزءاً كبيراً من السعر الذي يدفعونه لا يُنفق على الجودة بل على الدعاية والتسويق والتغليف، وبالفعل، بدأت موجة من «الاستفاقة الاستهلاكية” تنتشر بين عموم الجمهور في الصين ودول كثيرة، إذ باتوا يميلون إلى دعم المنتجات المحلية أو البحث عن بدائل تقدم جودة عالية بسعر منطقي. في المقابل، استغلّت بعض الماركات العالمية مكانتها الراسخة في السوق لزيادة الأسعار دون مبرر حقيقي سوى الحفاظ على هالة الفخامة التي تحيط بها، هذا السلوك يعكس استغلالاً واضحاً للزبائن، خصوصاً من فئة الشباب الذين ينجذبون إلى المظاهر ويعتبرون امتلاك المنتجات الفاخرة دليلاً على النجاح أو الرقي الاجتماعي. وهنا تبرز الحاجة إلى التوعية، وخاصة بين الشباب من الجنسين، بأن الماركات لا تصنع الإنسان ولا تضيف إليه قيمة حقيقية، فالقيمة الحقيقية لأي شخص تكمن في أخلاقه، علمه، إبداعه، وطموحه، وليس في الحذاء الذي يرتديه أو الحقيبة التي يحملها، يجب أن نُعلّم أبناءنا أن الثقة بالنفس لا تُشترى، وأن الانبهار بالمظاهر غالباً ما يكون وهمياً ويقود إلى استهلاك مفرط لا طائل منه. كما يمكن الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات التعليمية لعرض تجارب حقيقية لأشخاص ناجحين لم يتكلوا على المظاهر، بل بنوا أنفسهم بالعلم والعمل، نشر ثقافة التواضع والواقعية والاستهلاك الذكي هو السبيل إلى بناء جيل أكثر وعياً واستقلالية في تفكيره وقراراته الشرائية. * الماركات مجرد أسماء لبضائع يمكن أن تُصنع في أي دولة وبأيدٍ عاملة رخيصة، وأن القيمة الحقيقية للإنسان شخصيته وأعماله وأفكاره وثقافته وهو من يضيف القيمة للملابس والأشياء وليس العكس!

384

| 27 أبريل 2025

يوم الأسرة القطري

تُعدّ الأسرة اللبنة الأولى في بناء المجتمع، فهي النواة الأساسية التي ينمو فيها الفرد ويتشكّل وجدانه، وتُغرس فيها القيم والمبادئ التي تسهم في تشكيل شخصية الإنسان منذ نعومة أظافره، إنّ أهمية الأسرة لا تقتصر على توفير المأكل والمسكن، بل تتعدى ذلك إلى دورها المحوري في التربية، والتوجيه، والدعم العاطفي، مما يجعل التماسك بين أفرادها ضرورة لا غنى عنها لبناء مجتمع صحي ومتماسك. يُعدّ التماسك الأسري عاملاً حيويًا في تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي داخل الأسرة، عندما تسود المحبة والاحترام والتفاهم بين الآباء والأبناء، تنشأ بيئة آمنة يشعر فيها كل فرد بأنه مقبول ومحبوب ومُقدَّر. هذا التماسك لا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة للجهود المتواصلة التي يبذلها الآباء في تربية أبنائهم، ومشاركتهم في تفاصيل حياتهم، والاستماع إليهم، والتفاعل معهم بإيجابية. من أهم أسس التماسك الأسري هو احتواء الأبناء، ويعني ذلك فهم احتياجاتهم النفسية والعاطفية، والتعامل معهم بروح المحبة والتسامح، وتقدير مشاعرهم وآرائهم، فالأبناء بحاجة إلى من يستمع إليهم دون إصدار الأحكام، ويشجعهم على التعبير عن ذواتهم بحرية، عندما يشعر الطفل أو الشاب بأن عائلته هي الملاذ الآمن والداعم، فإنه ينشأ واثقًا بنفسه، قادرًا على مواجهة تحديات الحياة دون خوف أو تردد. ومن المهم أن يغرس الوالدان في نفوس أبنائهما حب الأهل والتقدير لهم، ويتم ذلك من خلال القدوة الحسنة، فالأطفال يتعلمون من سلوكيات والديهم أكثر مما يتعلمون من كلماتهم. حينما يرى الأبناء علاقة قائمة على الاحترام والمودة بين الوالدين، يتشربون هذه القيم ويعيدون إنتاجها في علاقاتهم المستقبلية، سواء داخل الأسرة أو خارجها، كما يجب تعليم الأبناء أهمية الروابط العائلية، وزيارة الأقارب، والتواصل معهم، مما يعزز من روح الانتماء ويقوي العلاقات الاجتماعية. إنّ للأسرة المتماسكة دورًا محوريًا في بناء مجتمع متماسك وسليم، فالأبناء الذين نشأوا في أسر مليئة بالحب والدعم يكونون أكثر قدرة على الإسهام الإيجابي في مجتمعاتهم، لأنهم يحملون بداخلهم قيم الاحترام، والتسامح، والعمل الجماعي، كما أنهم أقل عرضة للانحراف السلوكي أو الوقوع في أزمات نفسية، مما يخفف من أعباء المجتمع في التعامل مع الظواهر السلبية. إنّ الأسرة هي الأساس الذي يُبنى عليه المجتمع، وإنّ تماسكها واحتواءها لأفرادها ينعكس بشكل مباشر على استقرار المجتمع وتقدّمه، ومن هنا، لا بد من إعطاء أهمية قصوى لتقوية الروابط الأسرية، وتعزيز ثقافة الحوار والمحبة داخل البيت، لأن الاستثمار الحقيقي يبدأ من داخل الأسرة. تحية لوزارة التنمية الاجتماعية على أنشطتها في يوم الأسرة في قطر الذي يعزز القيم المجتمعية.

780

| 20 أبريل 2025

كثير من النزاهة

من أبشع صور الفساد بشكل عام الرشاوى والمحسوبيات وغيرها من تسهيلات المعاملات في الجهات الرسمية والتي تكون تحت الطاولة، فكم من مشروع لم يتم الموافقة عليه إلاّ بعد دفع مبلغ وقدّره أو تأدية خدمات معينة مقابل ذلك، وكم من الأشخاص ارتفعت حساباتهم في البنوك بسبب تأديتهم خدمات وتسهيلات لإرساء العطاء على مناقصة دون غيرها، وكم مسؤول أبعد عرضاً مناسباً ومعقول التكلفة وأرسى العطاء على شركة أحدهم الذي قّدم له هدية ما أو ( كومشن) في المصطلح المتعارف عليه، وربما كلّف الدولة مبالغ إضافية لذلك! كلنا سمعنا ومرَّت علينا شخصيات غير أمينة على المال العام، ولا يهمهما الجودة ولا الفائدة العامة بقدر اهتمامها بالربح الخاص لها، وكم القيمة المُضافة في حساباته الخاصة، ونفس الإنسان أمَّارة بالسوء وبعض النفوس ضعيفة أمام المادة وتفضل مصلحتها المادية على سمعتها ولا تحسب حساب الآخرة ولا تفكر بطعم المال الحرام وتبعاته، فقد نهى الإسلام عن الرشاوى والغش كما نهت عنه كل المواثيق الأخلاقية في كل بقاع الأرض إلاّ وأنه للأسف مازالت بعض النفوس تلجأ للرشاوى بطريقة وأخرى وربما بعضهم لا يحسبونها رشوة وقد يتبادلون المصالح دون مقابل مادي فمثلاً يطلب من أحدهم خدمة ما أو تسهيلات في موضوع ما مقابل أن يتم مشروعه أو تفوز مناقصته في جهة معينة، فيصّر أحد الأطراف على إنجاز المشروع حتى لا يفقد (الواسطة) التي وعد بها! * تم إنشاء هيئة الرقابة والشفافية علم 2011 وبقرار أميري قضى بإعادة تنظيم هيئة الرقابة الإدارية والشفافية في عام 2015، وذلك لاقتراح الوسائل والإجراءات الكفيلة بتعزيز النزاهة في إدارة أملاك الدولة ولوضع معايير واضحة للشفافية في إجراءات المناقصات والمزايدات وإعداد ميثاق لنزاهة الموظفين العموميين والمقاولين وغيرها من الاختصاصات التي تحث على الأمانة والنزاهة في المعاملات الحكومية والخاصة، وربما لتعدد الثقافات في البلد واختلاف النفوس البشرية فإنه رغم كل الاحتياطات التي وضعتها الحكومة ومكافحتها للفساد بشتى أنواعه إلاّ أنه للأسف مازالت تعاني بعض الجهات حكومية والخاصة من الفساد بشتى أنواعه، وربما يشاهد ويعاني بعض الموظفين هذا الفساد لكن خوفهم على وظائفهم ومستقبلهم يدفعهم للصمت رغم شعورهم بالمرارة والمسؤولية ورفضهم المشاركة والمساهمة في تلك الصفقات المشبوهة ولكن (الهوامير) دائماً تؤذي صغار السمك! * كيف يمكن القضاء على آفة الفساد! هذا السؤال الصعب، فالشيطان موجود ومغريات الدنيا كثيرة، والأشخاص الذين يعيشون على المبادئ موجودون ولكن قد تخذلهم الظروف ويجبرهم مدراؤهم على عمليات يغمضون عنها أعينهم فيكونون كمن لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، ورغم أن الإسلام وصانا بقول كلمة الحق والنهي عن المنكر ولكن الأغلبية ينهونه بقلوبهم لأن ظروفهم وجبروت من فوقهم أكبر منهم إلى يوم الحساب الذي سيحاسبهم الجبار المتكبر ولن يستطيعوا تبرير أفعالهم. التنشئة على القيم والتربية على الأخلاق والتعاليم الدينية والخوف من الله وأكل المال الحرام تساهم في خلق موظف نزيه يخشى الفساد والتحايل على الأنظمة ولا يقبل أن يبيع مبادئه ويعّرض أسمه وعائلته للشكوك، ويفضل البقاء في الحال الميسور على الغنى الفاحش الذي يغلّفه الشك والمال الحرام، وهذا ما يجب تربية الأبناء عليه! *للأسف الفكر العام السائد (خلص لي معاملة أخلص لك مناقصة، أو كم بيطلع لي من المناقصة) دعاؤنا أن يبعد الله عنّا كل من يفكّر بمال الحرام.

426

| 13 أبريل 2025

alsharq
بائع متجول

يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...

5157

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4392

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
كبار في قفص الاتهام.. كلمة قطر أربكت المعادلات

في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...

4236

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
الفن ضد الدمار

تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...

1581

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1302

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

1299

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1185

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1053

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
قطر في الأمم المتحدة.. السيادة والإنسانية

يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...

1050

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
الأمير يكشف للعالم حقيقة الكيان الإسرائيلي

صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....

936

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
حضور فاعل للدبلوماسية القطرية

تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...

831

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
خطاب صريح أقوى من السلاح

• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...

825

| 25 سبتمبر 2025

أخبار محلية