رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

276

أمل عبدالملك

أخلاق الحياة

15 يونيو 2025 , 02:00ص

الإنسانية ليست مجرد كلمة تُتداول في الخُطب أو تُكتب في المعاجم، بل هي جوهر الوجود الإنساني وروح القيم التي تميز البشر عن سائر الكائنات، إنها تعني التعاطف، الرحمة، الإحساس بآلام الآخرين، وتقديم العون دون انتظار مقابل، الإنسانية هي ما يجعلنا ننظر إلى الآخر، مهما كان مختلفًا عنا، بعين المساواة والمحبة.

تتجلى أهمية الإنسانية في تفاصيل حياتنا اليومية. فهي تظهر في طريقة تعاملنا مع كبار السن، في عطفنا على الأطفال، في مساعدتنا لمن يحتاج، وفي إحساسنا بالآخر حتى وإن لم نعرفه شخصيًا، نمارسها مع الجار، مع الزميل، مع الغريب، بل حتى مع الحيوان والبيئة من حولنا، الإنسانية لا تُحدّ بحدود الجغرافيا أو الدين أو العرق، بل تتخطى الحواجز لتُؤكد أن جميع البشر يستحقون الكرامة والاحترام.

الإنسان الرحيم هو من يمتلك قلبًا حيًا، يشعر بالحزن حين يرى المظلوم، ويفرح لفرح الآخرين، ويعمل على تخفيف الألم متى استطاع، من صفاته: اللين، والتواضع، والإيثار، والصدق، والقدرة على احتواء الضعفاء دون تجبر أو تعالٍ، هو الذي يرى في كل موقف فرصة لزرع بذور الخير، وفي كل إنسان شريكًا في الإنسانية.

لكن هذه القيم تُختبر بشدة في أوقات الحروب والأزمات السياسية، حيث تطغى المصالح والقوة على المشاعر، ويُهمّش الضعفاء وتُرتكب المآسي، في مثل هذه الظروف، تتعرض الإنسانية للخذلان، وتُرتكب الجرائم باسم السيادة أو العقيدة أو الثأر، ومع ذلك، تبرز نماذج مضيئة لأشخاص ومنظمات اختاروا التمسك بإنسانيتهم، فسعوا لإنقاذ الأرواح، وإيواء اللاجئين، وتضميد الجراح، رافضين أن تنكسر قلوبهم أمام آلة الحرب.

في عالم يتجه نحو الفردية والأنانية، ويعج بالمادية والصراعات، يصبح الحفاظ على إنسانيتنا تحديًا حقيقيًا، ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى إعادة إحياء الضمير، وتعليم الأطفال قيم التعاطف، وتقدير دور الرحمة في المجتمع، علينا أن نكون يقظين في مواجهة مظاهر القسوة، سواء في الإعلام أو السياسات أو حتى في تفاصيل حياتنا البسيطة.

• الإنسانية ليست ضعفًا، بل هي أعظم قوة يمتلكها الإنسان، إنها اللغة الوحيدة التي يفهمها القلب، والطريق الوحيد لبناء عالم أكثر سلامًا وعدالة، وفي زمن الوحشية، من يتمسك بإنسانيته هو البطل الحقيقي.

مساحة إعلانية