رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

207

أمل عبدالملك

شغفكَ أولاً

06 يوليو 2025 , 07:00ص

انتهت الامتحانات، وبدأ الصيف، وها هي الأسئلة الكبرى تتسرب إلى عقول الخريجين: ماذا أريد أن أكون؟ ماذا أدرس؟ وما هو التخصص الذي يناسبني؟أسئلة ثقيلة، لكنها مفتاح المستقبل، في زمن السرعة والمنافسة، لم يعد اختيار التخصص الجامعي قرارًا روتينيًا، بل هو أول خطوة في طريق الحياة المهنية، لكن قبل أن يختار الطلبة من الجنسين تخصصاتهم، عليهم أن يعرفوا ما هو شغفهم؟ فالشغف ليس رفاهية، بل هو الطاقة التي تدفع الإنسان ليُبدع، ويصبر، ويتميّز في مجاله.

والسؤال الذي قد يتبادر للذهن، كيف نكتشف الشغف!

الخطوة الأولى هي الفضول: جرّب، اقرأ، تطوّع، شارك في ورش عمل، شاهد تجارب الآخرين، قد تكتشف أنك تعشق التصوير، أو أن ريادة الأعمال تشعل فكرك، أو أن عالم البرمجة يفتح أمامك آفاقًا غير محدودة، الشغف لا يأتي في رسالة، بل يُكتشف بالتجربة.

الخطوة الثانية: فهم الذات، ما الذي تستمتع به؟ ما المهارات التي تملكها وتحب تطويرها؟ ما نوع العمل الذي تحب أن تمارسه يوميًا دون ملل؟ التخصص ليس مجرد شهادة على الحائط، بل نمط حياة، وتحقيق للطموح.

ثم تأتي المرحلة الأهم: التوفيق بين الشغف وسوق العمل، صحيح أن الشغف أساسي، لكن لا يكفي وحده، من الذكاء أن يسأل الشاب: هل هناك مستقبل مهني في هذا المجال؟ هل أستطيع أن أطور نفسي فيه وأحقق الاستقرار؟ فهناك تخصصات رائعة، لكنها تحتاج إلى تطوير ذاتي مستمر حتى لا تتقادم.

هنا، يأتي دور الإرشاد المهني في المدارس والجامعات، وحتى عبر المنصات الرقمية، يجب أن نوجه الشباب نحو مصادر تساعدهم في استكشاف ميولهم، ومعرفة احتياجات سوق العمل محليًا وعالميًا، وفتح الأبواب أمامهم لاكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين: الإبداع، التفكير النقدي، والعمل الجماعي.

والنصيحة المُقدمة للأهل، هي تَفّهم رغبات ابنائهم وعدم قتل أحلامهم وطموحاتهم فيما يودون دراسته والعمل فيه بعد التخرج، فهم من سيعيشون حياتهم، ويجب أن يحبوا ما يدرسونه ويعملون به، فلا تفرضوا عليهم تخصصات لمجرد أنها مضمونة أو محترمة أو حلمكم القديم، قد ينجح فيها ظاهريًا، لكنه يتآكل من الداخل، إن أسعد الناس هم أولئك الذين يعملون في ما يحبون، فامنحوا أبناءكم الثقة، واسمعوا لهم أكثر مما تملون عليهم.

•    لكل الشباب من الجنسين لا تستعجلوا القرار اقرأوا أنفسكم بصدق، ولا تخافوا من تغيير الطريق إن اكتشفتم أنه لا يناسبكم، فالحياة ليست سباقًا، بل رحلة تستحق أن تعيشوها بشغف.

مساحة إعلانية