رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

276

أمل عبدالملك

بين حزن القلب وقوة الإيمان

27 يوليو 2025 , 04:13ص

حين يمرّ أحد أعز الناس على قلوبنا بمرض أو همٍّ شديد، يشعر القلب وكأنه قد فُجع، وتغمر النفس مشاعر الحزن والعجز، ويبدو كل شيء حولنا باهتًا، فمن أصعب ما يواجهه الإنسان في حياته، أن يرى من يحب يتألم، ولا يستطيع أن يخفف عنه أو يداوي جراحه، هذا الشعور بالعجز يُنهك الروح، ويجعلنا نعيد التفكير في كل تفاصيل الحياة.

الحزن في هذه اللحظات ليس مجرد دمعة تسقط، بل هو صمت طويل، ونظرة ممتلئة بالقلق، ودعاء خافت نرفعه إلى السماء، نحاول أن نتماسك، لكن أحيانًا نبكي بعيدًا عن الأنظار، لأننا نريد أن نظهر أقوياء أمام من نحب، نحاول أن نرسم ابتسامة على وجهنا كي لا نزيد من ألمه، لكن بداخلنا تنهار جدران الصبر.

قد نشعر بالضيق من أنفسنا، ونلومها لأننا لا نملك القدرة على الشفاء أو الحل، وقد يتسلل إلينا الإحباط، خاصة عندما يطول البلاء. وهنا تتجلى حقيقة الإيمان، ويتضح الفرق بين من ينهار تحت وقع الابتلاء، ومن يزداد صلابة وتعلقًا بالله.

الإيمان لا يعني أن نخفي حزننا، بل يعني أن نوجه هذا الحزن إلى الله، أن نبوح له بكل شيء، أن نقول له بقلوب منكسرة: “يا رب، لا حول لنا ولا قوة إلا بك”، فالله وحده يعلم ما في القلوب، ويقدر على شفاء الأجساد والصدور، وهو القائل: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.

في مواجهة هذه المشاعر، لا بد أن نسمح لأنفسنا بالشعور، بالبكاء، بالحزن، ولكن دون أن نستسلم، علينا أن نستمد من إيماننا طاقة الصبر، وأن نُذكر أنفسنا بأن البلاء مهما طال، فإنه مؤقت، وأن الله أرحم بنا وبأحبتنا من أنفسنا.

ومن الواجب علينا في مثل هذه الظروف أن نكون بجانب من نحب، لا فقط جسدًا، بل دعمًا روحيًا وعاطفيًا، كلمة طيبة، لمسة حنان، دعاء صادق، قد تصنع في قلبه ما لا تفعله أقوى العلاجات.

علينا أن نُذكر أنفسنا بأن المرض، أو الهم، قد يكون ابتلاءً فيه رحمة، وتطهيرًا للذنوب، ورفعة للدرجات، وإذا أحب الله عبدًا ابتلاه، فربما كانت هذه الشدة بابًا من أبواب رحمته، لا عقوبة.

وفي النهاية، لا بد أن نُسلم الأمر كله لله، أن نثق بأنه لن يضيع دموعنا، ولا دعاءنا، ولا صبرنا، وأن الليل مهما طال، فلا بد أن يعقبه فجر، وأن الله مع الصابرين.

• اللهم اشفِ من نحب، وداوِ قلوبنا التي لا تحتمل رؤيتهم يتألمون، وقرّ أعيننا بفرحٍ ينسينا كل هذا الوجع.

مساحة إعلانية