رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

411

أمل عبدالملك

الصورة الذهنية للمرأة العربية بين التشويه والتألق

25 مايو 2025 , 02:00ص

تُعد الصورة الذهنية للمرأة العربية في الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي من القضايا التي أثارت الكثير من النقاش في العقود الأخيرة، حيث تسهم هذه الوسائل بشكل مباشر في تشكيل الوعي الجمعي حول المرأة، إما بتكريس صور نمطية سلبية، أو بتقديم نماذج إيجابية تبرز إنجازاتها وقدراتها المتنوعة. في كثير من الأحيان، تم استغلال صورة المرأة بشكل سلبي في الإعلام التقليدي والإعلام الرقمي، فقد جرى تصويرها إما كعنصر جمالي يُستغل لأغراض ترويجية وتسويقية، أو حصر دورها في أدوار هامشية مرتبطة بالعاطفة والمظهر، دون إظهار عمقها الفكري أو مساهمتها الفعلية في المجتمع، وتكررت صور المرأة المستهلكة، التابعة، أو المغلوبة على أمرها، في المسلسلات والإعلانات ومقاطع الفيديو المنتشرة على الإنترنت، ما ساهم في ترسيخ مفاهيم مغلوطة عن مكانتها الحقيقية. أما على شبكات التواصل الاجتماعي، فقد تضاعف التأثير السلبي نتيجة الحرية الواسعة في النشر والانتشار السريع للمحتوى. ففي كثير من الأحيان، يتم تصدير المرأة في قوالب سطحية، تُركّز على المظهر والموضة والتجميل، وتغفل الجوانب العلمية والمهنية والثقافية، وازدادت هذه الظاهرة مع بروز «المؤثرات» اللواتي حوّلن محتوى المرأة إلى ساحة استعراض للرفاهية والمظاهر، مما خلق فجوة بين الصورة المعروضة والواقع الذي تعيشه ملايين النساء العربيات في مجتمعاتهن.

لكن، في مقابل هذا الاستغلال السلبي، برزت نماذج نسائية عربية مشرّفة استطاعت أن تفرض حضورها في الإعلام وشبكات التواصل، وتغيّر الصورة النمطية السائدة، فمنصة «نتفليكس» قدّمت مؤخراً مسلسلات عربية تبرز شخصية المرأة القوية والمثقفة والطموحة، كما ظهرت في برامج الواقع والفيديوهات القصيرة نماذج لنساء يعملن في الطب، والهندسة، والسياسة، وحقوق الإنسان، ويقدمن محتوى ثرياً ومؤثراً، في الطب، التربية، الاقتصاد، السياسة وكل المجالات المعرفية.

وعلى مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، برزت مؤثرات إيجابيات يقدمن محتوى علميا وتثقيفيا، كبعض الطبيبات اللاتي يرفعن الوعي حول حقوق المرأة، أو المرشدات الاجتماعيات اللاتي تنشرن رسائل فكرية قوية من خلال منشوراتهن.

إن مواجهة الصورة السلبية لا تتم فقط من خلال الانتقاد، بل عبر دعم وتمكين المحتوى الإيجابي، والترويج للنماذج الملهمة، وتوعية الجمهور بأهمية التوازن في تناول صورة المرأة، كذلك، يجب أن تتبنى المؤسسات الإعلامية والمجتمعية سياسات واضحة لمناهضة التنميط الجندري، وتعزيز تمثيل المرأة في مواقع القرار الإعلامي. تبقى الصورة الذهنية للمرأة العربية في الإعلام وشبكات التواصل مرآةً تعكس الواقع، لكنها في الوقت ذاته أداة لتغييره، وكلما زادت مساحة الوعي والتمثيل العادل، اقتربنا من تحقيق صورة أكثر اتزانًا وعدلاً، تليق بقدرات المرأة ومكانتها الحقيقية.

• على النساء إبراز أدوراهن العملية والمجتمعية ليساهم ذلك في صورة ذهنية إيجابية عن المرأة العربية.

مساحة إعلانية