رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

309

أمل عبدالملك

موسم الإيمان والتراحم

08 يونيو 2025 , 01:31ص

يُعد عيد الأضحى من أعظم المناسبات الدينية عند المسلمين، ويحل في العاشر من ذي الحجة بعد أداء ركن الحج الأعظم، وهو الوقوف بعرفة، هذا العيد يحمل في جوهره معاني الإيمان العميق والطاعة الخالصة، إذ يستحضر المسلمون فيه قصة نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وتجسيدًا لقيم التضحية والامتثال لأمر الله.

يمثّل العيد فرصة روحية عظيمة لتجديد العهد مع الله، ولتطهير النفس من الأحقاد والضغائن، إذ تنبع فيه مشاعر الفرح من أعماق الإيمان، ففي هذه الأيام المباركة، تفيض القلوب بالمحبة وتُفتح الأبواب للتسامح، حيث يسارع الناس إلى الصفح والمصالحة، ويغتنمون اللحظة لتصفية ما علق بالنفوس من خلافات.

عيد الأضحى أيضاً مناسبة لتعزيز صلة الرحم، وهي من أعظم ما حَثَّ عليها الإسلام، فيزور الناس أقاربهم، ويتبادلون التهاني، ويجتمعون على موائد الطعام، فتتقارب القلوب، وتلين النفوس، وتتجدد المحبة بين أفراد العائلة الواحدة، هذا التواصل العائلي يعيد بناء الروابط الاجتماعية التي قد تضعف مع مشاغل الحياة، ويذكّر الجميع بأهمية العائلة والدفء الأسري.

أما مشهد الأضحية، فيضفي على العيد روحًا من التكافل والتآلف، إذ يتقاسم الناس لحوم الأضاحي مع الفقراء والمحتاجين، فيشعر الجميع بأنهم شركاء في الفرح والرزق، وهو تذكير عملي بأن السعادة لا تكتمل إلا حين تُشارك، وأن نعمة الله ينبغي أن تُبذل في الخير.

في عيد الأضحى، تتعالى التكبيرات وتسمو الأرواح، وتتحوّل المدن إلى لوحات من الفرح الممزوج بالإيمان. الأطفال يفرحون بالهدايا والملابس الجديدة، والكبار يغمرهم شعور بالرضا والسكينة، إنه عيد تتجلّى فيه الوحدة الإسلامية، حيث يحتفل به المسلمون في كل بقاع الأرض في وقت واحد، موحِّدين قلوبهم ودعاءهم.

إن أهمية هذا العيد لا تكمن فقط في مظاهره، بل في رسالته العميقة: دعوة دائمة للعودة إلى الله، للتسامح مع الناس، للتراحم مع الأقارب، ولتعزيز قيم التضحية والعطاء، ولغرس الإيمان في النفوس والتي تكتمل بالحب والتسامح.

مساحة إعلانية