رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الصورة المؤثرة

نُكّون الصور الذهنية عن الآخرين من خلال متابعتنا لهم أو مشاهدتهم في الأماكن العامة، فعندما تكون في أحد المقاهي أو المجمعات التجارية أو المطارات أو أي مكان عام يمر عليك مئات البشر الذين يتصرفون وفقاً لطبيعة نشأتهم وتربيتهم وأخلاقهم ومبادئهم، وبما أن الاختلافات بين البشر هي أساس تكوين الكون، فإنك ستشاهد مواقف تُثير الاستغراب، وربما تُثير غضبك وامتعاضك، وغالباً ما يترك أبطال المشاهد أثراً وانطباعاً عنهم وتَعلق صورهم في ذاكرتك وإن لن تلتقي بهم مرة أخرى، وسعيد من يترك انطباعاً إيجابياً، أمّا أولئك الذين سيتركون صوراً مشوهة منهم فسيكونون نماذج سيئة يتم الاستشهاد بهم لتقديم صورة سلبية عن السلوكيات. وليس بالضرورة أن تكون مشهوراً أو أحد نجوم التواصل الاجتماعي لتكون مؤثراً سواء بالإيجاب أو السلب، فالأشخاص العاديون، الذين نصادفهم في الأماكن العامة وفي مقر الدوام وقطاع الخدمات تؤثر سلوكياتهم فينا، فإذا أحدهم قابلك بابتسامة وساعدك بدون أن تطلب منه وأنهى معاملاتك فسيترك أثراً طيباً عنه في داخلك والعكس صحيح، وإذا كنت في الشارع ورأيت أحدهم يتصّدق دون أن يُلفت النظر له فإنك ستتأثر وستسبقه في عمل الخير، وإذا ما دخل أحدهم مطعماً وأحدثَ فوضى بصوته العالي وفظاظة تصرفاته مع الجميع فإنه سيترك انطباعاً سلبياً عنه، خاصة إذا ما جاهر بمغامراته وأحاديثه المُشينة دون حرج، في حين أن المكان يكتظ بالناس وكأنه يفرغ عقدة النقص التي يعاني منها بلفت النظر!. عندما يُقدم أحدهم لك معروفاً ويقول في حقكَ كلمة حق فإنه يترك أثراً طيباً عن طيب أخلاقه، وعندما يوشي أحدهم عليك ولا يتردد في التسبب لمضرتك فإنه يترك أثراً عن أخلاقه المريضة والحقد الدفين، عندما تَقف مع صديقك في المواقف الصعبة فأنت تترك أثرا طيباً لمفهوم الإخوة والصداقة والعكس صحيح. لو تأملت في ذاكرتك ستمر عليك صور متعددة لأشخاص كانوا في محيطك وتركوا أثراً طيباً وما زلت تتذكر أدق تصرفاتهم، بل ربما تقوم بنفس العادات التي أعجبت بها، وفي المقابل ستتذكر أشخاصاً تتمنى لو باستطاعتك اقتلاعهم من ذاكرتك لكثرة أذيتهم لك وللآخرين وتتمنى لو لم تصادفهم في حياتك وإن كانوا ما زالوا على قيد الحياة تتمنى ألا تجمعك بهم الصُدف أبداً!. المواقف السيئة والسلبية تنهي الأشخاص في عيوننا، ويفقدون احترامهم بداخلنا، والنفس البشرية قد تنسى مئات المواقف الطيبة مقابل موقف واحد سلبي فتُنهي الشخص من حياتك، خاصة إذا ما أعطيته فُرصاً ولم يستغلها، لذلك كُن حريصاً على صورتك الحَسنة، وقبل أن تقوم بأي ردة فعل تَفَكّر وأدرس العواقب لتكون تصرفاتك موزونة وتترك أثراً طيباً مهما كان الظرف الذي تمر به صعباً. • تصرفاتك تعكس شخصيتك السّوية أو المضطربة وأخلاقك الحَسنة أو السيئة، فاختر شكل الأثر الذي تود تركه عنك عند الآخرين. [email protected] @amalabdulmalik

3786

| 19 سبتمبر 2021

لا تصفقوا للباطل!

يُعرف الفساد في اللغة بأنه التلف أو العطب وعدم احترام القوانين والأعراف وسوء الأخلاق، كما أنه الاضطراب والخلل، ويقال في اللغة فلان عاث في الأرض فساداً أي أفسد وأحدث فيها أضراراً أو خراباً، وحذر الدين الإسلامي من الفساد والمفسدين وورد ذكر المفسدين في آيات كثيرة في القرآن الكريم ومنها ما ورد في سورة البقرة: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ". وللفساد وجوه كثيرة، فمنها ما يكون فساداً أخلاقياً، اجتماعياً، سياسياً، إدارياً ومالياً، ولكل منها صفاتها وتداعياتها وسلبياتها على الشخص الفاسد وعلى المجتمع، وتحارب الدول بشكل عام، وفي قطر بشكل خاص، الفساد ويتم ملاحقة الفاسدين ومحاسبتهم ومعاقبتهم لتعديهم على المجتمع، وفي قطر تم إنشاء هيئة الرقابة الإدارية والشفافية بقرار أميري عام 2011 وذلك حرصاً منها على محاربة الفساد ومراقبة مؤسسات الدولة في أعمالها ومشاريعها ووضع الحدود للتجاوزات الإدارية والمالية ومحاسبة المخطئين، وكما أن الفساد أنواع، فإن للفساد زوايا يتفنن في استخدامها الفاسدون، فبعضهم يفسد ولكن بطرق لا توحي أنها فساد، بل قد يشعر بها الآخرون بأنها إصلاح، فيبدأ هؤلاء المفسدون بنشر الإشاعات ضد الآخرين واختلاق القصص واتهام الناس زوراً وبطلاناً وإقناع الآخرين، سواء أشخاصاً عاديين أو من المسؤولين وصناع القرار بأفكار مغلوطة محاولة منهم تشويه سمعة الآخرين أو إقصائهم أو نبذهم من الأوساط الاجتماعية، وحذر القرآن الكريم من اتباع رأي المفسدين بقوله تعالى في سورة الشعراء: "وَلاَ تطيعوا أَمْرَ المسرفين الذين يُفْسِدُونَ فِي الأرض وَلاَ يُصْلِحُونَ"، حيث يتم نشر الأمراض الاجتماعية في البيوت والأعمال ويتم محاربة المصلحين الحقيقيين ووضع العقبات في مسيرتهم وزرع الفتن وإثارة الآخرين عليهم، ناهيك عن تلفيق التهم وإحاكة المؤامرات وخراب البيوت وزرع الشك فيها أو في العمل بين الموظفين، والمشكلة الوحيدة التي تجعل الفاسدين يتمادون في فسادهم هي الإصغاء لهم وعوضاً عن إقصائهم يتم إعطاؤهم امتيازات تجعلهم في طغيانهم يعبثون، فهم لا يخدمون المصلحة العامة، بل يحققون مصالحهم الشخصية وفقاً لأجندات خاصة ويدسون السم في العسل، فينخرون في المجتمع ويجرون غيرهم للدخول معهم في مؤمراتهم وإغرائهم بأمور مادية زائلة وكم من نفوس ضعيفة تفتقر إلى المبادئ والقيم ولا تمانع في تقديم التنازلات من أجل مال أو منصب أو تزكية زائفة!! يمكن مراقبة الفساد الإداري والمالي وتأخير تسليم المشاريع بسبب الفساد والتجاوزات الإدارية ولكن كيف يمكن مراقبة الفساد الأخلاقي والنفاق والاستغلال والواسطة وغسيل العقول ونشر الإشاعات وتشويه سمعة الآخرين وانتهاك حقوقهم وحرمانهم مزاياهم، هذه الأمور وغيرها يصعب مراقبتها وملاحقة أصحابها إلا أنها تحتاج إلى فطنة وحكمة في تقدير الأمور وعدم التسرع في اتخاد القرارات والتحري والدقة والأهم عدم إعطاء الفرصة للفاسدين بالتحدث عن الآخرين واتهامهم إلا في وجودهم والعدل في إطلاق الأحكام ومراعاة أمر الله في كل ما ورد!! * أعلم أننا لا نعيش في المدينة الفاضلة إلا أن البعض لا يلتزم بأبسط قواعد الدين الإسلامي وليس له مبادئ ولا قيم، فيجب أن يتعقل أحدهم ويقف في وجه الباطل ويوقف الفساد وإلا سنعيش في مستنقع الفساد والظلم! * اللهم ارزق ولاة أمرنا وصنَّاع القرار البطانة الصالحة التي تعينهم على فعل الخير العام، وامنحنا أصدقاء يقفون معنا في الضراء قبل السراء واكفنا شر الفاسدين والحاقدين!! [email protected] Amalabdulmalik@

5020

| 12 سبتمبر 2021

من ينصفها؟

بالرغم من كل الشعارات العالمية التي تنادي بحقوق المرأة، وضرورة وقف العنف ضدها، إلاّ أن الدراسات تؤكد أن العنف ضد المرأة مازال مستمراً، بل كشفت تقارير حديثة صوراً مُرعبة، حيث تبين أن امرأة واحدة بين كل ثلاث تعرضت للعنف في حياتها سواء كان عنفا بدنيا أو جنسيا أو لفظيا، أي ما يُشكل حوالي 736 مليون سيدة وفتاة في العالم وفقاً للتقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية في مارس 2021. وقد لا تعتبر هذه الدراسة دقيقة وهذا الرقم صحيحا، نظراً لأن كثيراً من النساء يتعرضن للعنف ويبقين في صمت، ولا تصل لهنّ المنظمات الحقوقية، بل لا يجرأنَ على الإفصاح عن العنف الذي يتعرضن له في بيوتهن نظراً للخوف الذي يتملكهن وعدم وجود حلول ناجحة لوقف العنف، طالما أنهنّ سيستمرِرْنَ في العيش في نفس البيئة والبيت، ومع نفس الأشخاص الذين يُمارسون العنف ضدهنّ. وتختلف مظاهر العنف ضد المرأة من بيئة لأخرى وفقاً لثقافة البلد والعادات والتقاليد التي تحكمهم والمستوى المعيشي، وكلما كان المستوى المعيشي مُتّدنيا، كلما تعرضت المرأة للعنف والاستغلال الجسدي أكثر، في حين أنه في بعض المجتمعات الأكثر تقدمًا تتعرض المرأة لعنف جسدي ولفظي واستغلال بطرق أخرى، في كل الحالات يؤثر تعّرض المرأة للعنف على صحتها مدى الحياة، وأن توقف العنف ضدها فآثاره تبقى محفورة في داخلها مما يعرضها للإصابة ببعض الأمراض مثل القلق والاكتئاب وغيرها من الأمراض. ورغم الانفتاح العالمي والإعلامي الذي نعيشه، إلاّ أنه ما زال بعض الرجال لا يترددون في تعنيف المرأة وضربها بسبب وبدون سبب، وكأنهم يفّرغون طاقاتهم فيها، كما أنه ما زال قتل النساء مباحاً ومبرراً عند بعض المجتمعات حتى ولو لم تثبت إدانة المرأة، فمن أعطى الرجل الحق في قتل المرأة في حين أن الدين الإسلامي والشرع وضع ضوابط للتعامل مع المرأة وإن أخطأت، وهو نفس العقاب لكل من الرجل والمرأة، وللأسف غالباً لا يتم التقّيد بالضوابط الدينية، والأعراف هي السائدة. العنف له أشكاله وقد تتعرض له معظم نساء العالم، وقد عُرّف العنف في اللغة بأنه الخرق بالأمر وقلة الرفق به، وأعنف الشيء أي أخذه بشدة، والتعنيف هو اللوم واستخدام القسوة في محيط الإنسان، وهو سلوك صادر من قِبل إنسان ضد إنسان آخر سواء كان ذكراً أو أنثى، أما صور العنف تتمثل في العنف الجسدي، اللفظي، النفسي، الاجتماعي، الجنسي، العملي، الاقتصادي، الصحي. وللاعتبارات الاجتماعية يفرض الرجل سيطرته على المرأة ويستقوي عليها ويسلبها إما حريتها أو يتحكم في قراراتها أو يهينها بشكل مستمر سواء بالضرب أو اللفظ أو الاستغلال الجسدي أو يحتال على أموالها أو ورثها أو يستغل منصبه في العمل، فإما أن ترضخ لطلباته أو أنه سيمارس العنف عليها. الرجل أعطى لنفسه الحق ودون وجه حق في استغلال المرأة التي كرّمها الدين الإسلامي ووصى بها الرسول الكريم، ونادت كل المنظمات الحقوقية بضرورة المحافظة عليها من العنف وتكريمها، ومساواتها في الحقوق بالرجل، ولكن للأسف أن ذلك لم يتحقق على مر السنوات وربما تكون طريقة التنشئة الاجتماعية للرجل هي التي تدفعه أن ينظر للمرأة بنظرة دونية فيستغل قوته البدنية عليها ويتطاول عليها بالضرب والإهانة، وكلنا يعرف أننا نعيش في مجتمع ذكوري تُحترم فيه كلمة الرجل، والبعض يستغل ذلك ويُفسر مبدأ القِوامة على هواه وفقاً لاحتياجاته ومبادئه التي قد تكون خطأ غالباً، ونجد أن الذكور عندما يجتمعون على امرأة فإنهم يتفنون في وسائل العنف ضدها، فمثلاً بعض الاخوة قد يمارسون عنفاً على الأخت الوحيدة وحرمانها حقوقها التي قد تصل إلى سلبها حقها في الميراث، والحال نفسه مع الزوج الذي قد يسلب المرأة راتبها أو يقّصر في واجباته الزوجية في الوقت نفسه يحرمها حقها في التمتع في حياتها ناهيك عن الضرب والعنف والأنانية التي يتعامل بها معها. صورة أخرى عندما يتآمر الرجال على النساء في الحياة العملية ويحاولون النيل منهن أو منعهن من تقّلد المناصب ويتنمرون عليهن باعتبار أن المرأة لا تصلح لإدارة الأعمال ويحاولون إقصاءها واستغلال ضعفها رغم أن كل الثقافات ساوت في الحقوق والواجبات بين الموظفين، إلاّ أن المجتمع الذكوري لا يتردد في تعنيف المرأة بحرمانها حقوقها التي يكفلها القانون. صور كثيرة من العنف تعيشها المرأة في العالم وخاصة المجتمعات العربية، ومهما حاولت المنظمات الحقوقية محاربة عنف المرأة ووقفه، إلاّ أنها تفشل على مر السنوات، فالتغيير يحتاج إلى جهود مستمرة وجادة من الحكومات والمجتمعات لتغير السلوك الضار للرجل ضد المرأة، وتحسين إتاحة الفرص والخدمات أمام النساء وتعزيز العلاقات الصحية ومبدأ الاحترام المتبادل بين الطرفين منذ التنشئة وأن لا جنس أفضل أو أقوى أو أكثر سيطرة على الآخر، وهذا ممكن أن يتم باستخدام أدوات تعليمية في المدارس منذ المراحل الأولى وتعزيز تلك الأدوات في المجتمعات بالبرامج التوعوية للطرفين في التعامل مع بعضهم بالتقدير والمساندة والمساواة، فلا تكفي القوانين الوضعية إن لم تُطبق، ولا يكفي ترديد شعارات وقف العنف ضد المرأة في حين من يرفع الشعار يعّنف المرأة ويهضم حقوقها! • في مجتماعاتنا الذكورية يَحل الرجال مشاكلهم وتُلبى طلباتهم بفنجان قهوة في المجلس، أمّا النساء فَيَسلب الرجال حقوقهن بالعَلن ولا يَجدن من يَنصفهن! • لوقف العنف الذي تتعرض له المرأة، لابد من تغيير في طريقة التنشئة الاجتماعية لكل من الأنثى والذكر لتقوم على مبدأ الاحترام والتقدير وأهمية الطرف الآخر ومنحه حقوقه المكفولة من الدين والقانون. • القوانين أعطت المرأة حقها، ونجد كثيراً من النساء يعملن ويمارسن حياتهن ويحققن طموحاتهن، ولكن هناك نساء مازلن يعانين من العنف الذكوري إن لم يكن في البيت، ففي العمل أو المجتمع وهذا ما يجب محاربته! ‏[email protected] ‏@amalabdulmalik

3816

| 05 سبتمبر 2021

شكراً لا تكفي

واجه الكادر الطبي خلال أزمة انتشار فيروس كورونا كوفيد-19 ضغطًا كبيراً، وكانت الطواقم الطبية خط الدفاع الأول وقتها وإلى الآن، وفي الوقت الذي حوَّلت معظم المؤسسات عمل موظفيها عن بُعد كان الطاقم الطبي يعمل دون توقف وبعدد ساعات إضافية، مواجهاً خطر الإصابة بالفيروس الذي فَتَكَ بالبشرية وغَيّر شكل الحياة وما زالت تبعاته مستمرة، والضغط الذي واجهه الأطباء والممرضون لم يكن الخوف من الإصابة بقدر ما كان الخوف على عائلاتهم من نقل الفيروس لهم، كما أن ارتداء الكمامات والبدلات الواقية من الفيروس هي الأخرى تسبب ضغطاً نفسياً على الطبيب والممرض، ناهيك عن مهامهم في تطمين المرضى والتعامل مع خوفهم ومزاجهم السيئ وطلباتهم وتوجيههم بالتعليمات التي تحميهم وتحمي عائلاتهم، حالات الوفيات اليومية للمصابين بالفيروس أحد الضغوط التي كان يواجهها الطاقم الطبي، فليس بالأمر السهل أن يموت المرضى أمامهم وهم عاجزين عن إنقاذهم، ولو فكرنا في تجميع كل القصص التي تعّرضت لها الطواقم الطبية لن تكفيها مجلدات، ففي الوقت الطبيعي يمر الأطباء بمواقف عصيبة مع قصص المرضى، فكيف الحال أثناء جائحة سيطرت على العالم وليس لها علاج واضح خاصة في بداية انتشار المرض، فلكَ أن تتخيل حجم الضغط النفسي على الطاقم الطبي الذي قام بدور جبَّار ولم يتقاعس عن عمله الإنساني ولهذا كان لابد من مكافأة وتكريم للطواقم الطبية بعد كل ذلك الضغط في العمل خاصة وأنهم حُرِموا من إجازاتهم والبعض منهم كان يعمل ليلياً بشكل مستمر بعد إعلان حالة الطوارئ في البلد، ولكن خابت آمال الطواقم الطبية بعد قرار خفض رواتبهم بعد كل ما عانوه من ضغوطات خلال عام ونصف من انتشار فيروس كورونا كوفيد-19، فكم من الإحباط أصابهم خلال اليومين الماضيين، والذي حتماً سينعكس على أدائهم وحماسهم في العمل، فعندما يجتهد الموظف ويعمل تحت الضغط وظروف غير طبيعية يتوقع من المسؤولين المكافأة وليس العكس! كلنا يعلم أهمية القطاع الطبي، بل هو عصب المجتمعات، وكلنا يعلم أننا في قطر ونظراً للظروف الديموغرافية فنسبة المواطنين العاملين في القطاع الطبي قليلة نسبة للوافدين، وكلنا يعلم أن دراسة الطب ليست بالمجال السهل وتحتاج إلى مؤهلات متميزة ورغبة وإصرار على مواصلة عملية التعليم وخدمة البشرية وهذا ما يجعل الكثير من الشباب يعزف عن دراسة الطب، وعوضاً عن تقديم الامتيازات والحوافز للطاقم الطبي ليتشجع الشباب لدراسة الطب يتم خفض الرواتب مع زيادة الضغط، فكيف يمكن استقطاب الشباب لخوض تجربة دراسة الطب والرغبة في العمل الطبي إذا كان الحرمان من الامتيازات مكافأة للطواقم الطبية بعد ضغط جائحة كورونا؟! مسألة خفض الرواتب ليست المشكلة الوحيدة التي يعاني منها العاملون في القطاع الطبي خاصة المواطنين، فهناك ملف العيادات الخاصة والتضييق على الأطباء الذين يرغبون في فتح عيادات خاصة قد تصل لمحاربتهم في وظيفتهم في القطاع الطبي الحكومي، وهذه مشكلة تنعكس سلباً على المقبلين على دراسة الطب من المواطنين، فعوضاً عن تقديم التسهيلات لهم وتشجيعهم يتم وضع الصعوبات أمامهم مما قد تغريهم وظائف سهلة لا تحتاج إلى كل الجد والاجتهاد في الدراسة والعمل وبذلك يهجر الشباب المواطن من الجنسين العمل الطبي، فهل هذا يحقق أهداف وإستراتيجية القطاع الطبي في الدولة!؟ • رواتب الموظفين حقوقهم المفروغ منها ومهما عانت المؤسسات من ضغوطات في الميزانية عليها أن تخفض من مصروفات المشاريع ولا تمس الرواتب حتى لا تفقد الكفاءات ولا يتسرب العاملون في القطاع الطبي لأعمال أخرى، فليس بالأمر الهَيِّن الحصول على كفاءات، فأرواح الناس أمانة! • في مثل الظروف الشرسة التي واجهها القطاع الطبي أثناء جائحة كورونا والعبء النفسي الذي تكبده من مناوبات ليلية ودوام يومي ومواجهة التعرض للفيروس الفتَّاك فإن أقل ما يمكن تقديمه مكافآت ليشعروا بأهميتهم وتقدير المؤسسة لهم وليزيد حماسهم للعمل عوضاً عن خفض رواتبهم الذي يقتل الرغبة فيهم وفي كل من يفكر بالعمل في القطاع الطبي! [email protected] @amalabdulmalik

4185

| 29 أغسطس 2021

غير ما لا يرضيك

لفترات طويلة نعيش حياتنا بشكل روتيني، دون تغيير وقد لا نكون راضين عن أنفسنا ونفكر في التغيير ولكن لا تساعدنا الظروف أو يقف الكسل حاجزا بيننا وبين التغيير ونظل في سلبية قد تقصر أو تطول، وننتظر المعجزة التي تغير حياتنا لكنها لا تأتي فيتملكنا اليأس أكثر ونغرق في بحر السلبية ولا نكف عن ندب حظنا العاثر. ولكن! يجب أن نُدرك أن التغيير لن يأتي إلينا، بل علينا الذهاب إليه، وذلك لا يأتي إلا بالتمرد على أنفسنا وواقعنا واتخاذ القرار للتغيير وهو ليس بالأمر الهَيِّن إلا أنه بكثير من الإرادة والعزم والإصرار على التغيير سنتمكن من ذلك رغم الألم الذي سيعتصرنا ولحظات الضعف وربما التخاذل في مواصلة المضي في التغيير. فما الحالات التي يجب أن نتخذ فيها قرار التغيير؟، بالتأكيد إنها تختلف من شخص لآخر إلا أنها قد تتشابه عند الكثير، فمثلا: - زوجة تعاني الويلات في حياة زوجية باردة، لا تشعر بأنوثتها وتفتقر لأمومتها، ولا يُسمع لها رأي وليس لها قدر، لا تجد من يشاركها صباحها ولا من يناجيها ليلها، تحرق مخدتها بدموعها وتتجرع المرّ أيامها، وتقف حائرة في طريقها لا تجد من يأخذ بيدها، فعليها التمرد على واقعها واتخاذ القرار بالتغيير إما اعتدلت الحياة وإلا اختارت طريقا جديدا لترى النور وتجد السعادة. -تحمّل وظيفة لا تشبع طموحاتنا ولا تزيد من عطائنا ولا تحقق لنا الرضى الذاتي ولا تتفق وجهات نظرنا مع سياسة الإدارة، بل إنك ترى الفساد والأخطاء أمام عينك ولا تجد من يسمعك، فالأفضل أن تتمرد على هذا الوضع وتبحث عن التغيير في مكان آخر يتفق ومهَنيتك العالية. - شخص هَجَر الصلاة فساءت أخلاقه، وتَعَسّرت حياته فانغمس في شهواته وصادق الشيطان فاختلط نهاره بليله لا هدف له ولا نور في دربه، فالقرار ليس صعباً، يحتاج إلى تمرد على أصدقاء السوء وعلى هوى النفس والبحث عن القِبلة والاستسلام ليد الله واللجوء لما يُقرّب له بالأعمال والعبادات مع الإيمان بأن الحياة ستكون أفضل وسيعرف التوفيق طريقه. - أنثى أعتقدت أنها وجدت الأمان ورسمت أحلامها على الغيوم وقدمت قلبها مغلفاً بورود حمراء ونقشت اسمه بدمائها، وأغمضت عينيها إلا عنه وتنفست هواه وتوقفت حياتها عند بابه في الوقت الذي كان ينسج قصص الحب المخادعة مع غيرها ويتقاسم لحظات الهوى مع الأخريات ولا يعرف الإخلاص قلبه ولا تكفيه امرأة واحدة، فالقرار الذي يجب أن تتخذه هو التمرد على قلبها ونفض وهم الحب والوقوف في وجه الخيانة ولفظ الذكريات والتحرر من عذاب الانتظار وحفظ الكرامة عن الهوان بوقف الخداع ووضع نقطة النهاية. - أحدهم ترك والدته في دار المسنين وهَجَرَ زيارتها ونسي ما فعلته له وكيف سهرت الليالي من أجله وبخلت على نفسها لترضيه وتحقق أحلامه وعندما أصبح لديه عائلته الصغيرة قرر أن يخرجها منها ويحرمها من أحفادها، القرار الصواب الذي يجب أن يتخذه هو تغيير الوضع وإرجاع والدته للبيت وكسب رضاها لتعتدل حياته فرضاها من رضى الله. - صديق غير مخلص، عاملته بكل لطف وإخلاص وشاركته تفاصيل حياتك وتوقعت أن يكون السند والعون لك، ولكنك تكتشف نذالته بعد سقوط أقنعته وتلوم نفسك لأنك كنت واضحاً نقياً معه في حين أنه كان يتلون ويسعى لتدمير حياتك، غيّر نفسك حالاً واقطع علاقتك به ولا تكلف نفسك حتى عناء العتاب! - أمور كثيرة نكتشفها في شخصياتنا وحياتنا بحاجة إلى تغيير وهذا التغيير لا يحتاج إلا لقرار قوي يصحبه الرغبة الحقيقية في تصحيح الأخطاء أو قد لا يكون خطأ لكنه لا يحقق لنا الرضا وعليه يجب أن نتمرد ونغير خاصة إذا ما اكتشفنا أن تلك التصرفات التي نقوم بها ونعتقد أنها صواب قد تخسرنا المقربين منا أو ندفع من نحبهم بالابتعاد عنا!!! - ارفع شعار التغيير وغيّر للأفضل قبل أن تخسر نفسك من أجل الآخرين. [email protected] ‏@amalabdulmalik

3982

| 22 أغسطس 2021

القدوة الحَسنة

أكثر سؤال يمكن أن يمر عليك منذ صغرك هو من قدوتك! وتتفاوت الإجابات حسب التوجه المعرفي والثقافي، وتؤثر البيئة والتنشئة الاجتماعية في الإجابة، أغلبية الإجابات تتلخص في الاقتداء بالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وبأحد الوالدين الأم أو الأب، أو ببعض الشخصيات الثورية التاريخية لمن لديهم توجهات سياسية. وتُعرف القدوة الحسنة في اللغة بالشخص والمثال الأعلى الذي يُقتدى به والنموذج المثالي في تصرفاته وأفعاله وسلوكه بحيث يُطابق قوله عمله ويُصدقه، ويكون القدوة بالنسبة لفريقه باعتباره مثالاً سامياً وراقياً فيعملون على تقليده وتطبيق نهجه، كما أن من يريد أن يكون قدوة عليه أن يحقق ما يريده من الاخرين في نفسه أولاً، ولا يتوقع شخص فاسد وواش وغير ملتزم وغير منظم أن يكون من حوله ملائكة ولا يخطئون فهو من يُصدر لهم الصفات السيئة، وفي القول المأثور (إذا صلح الراعي صلحت الرعية). وكل شخص منا يسعى إلى أن يكون قدوة في موقعه، فالأم تحرص على أن تكون قدوة لأبنائها والأب كذلك، الإخوة الأكبر سناً، الحكام، الأصدقاء، المديرون، الإعلاميون وغيرهم، فالكل يجتهد ليكون قدوة وقد يصيب أو يخيب إذا كان يتظاهر بالسلوك السوي والمثالية العالية في تصرفاته في حين أنه غير ذلك فالممثل لا يستطيع أن يستمر بدوره للابد ولابد أن تنكشف حقيقته يوماً!. تابعت عبر النيتفليكس العمل الدرامي نيو امستردام ( New Amsterdam ) عمل جميل لا يخلو من التشويق وبه كثير من الأفكار والانتقادات الاجتماعية حول العنصرية، ونظام التأمين والصحة وتفضيل الارباح على صحة وحياة المرضى، العلاج النفسي وتفاصيله، أوضاع مرضى السرطان، مشكلات الطاقم الطبي وغيرها من الافكار قد أتفق مع بعضها وأعارض بعضها الأخر، إلا أن العمل جميل ويسلط الضوء على تفاصيل انسانية رائعة، ومحور العمل هو البطل والذي يشغل منصب الدكتور الإداري وكيفية قيادته للمستشفى وفريقه الطبي بعقلية شبابية منفتحة تعتمد على التعاون مع الفريق ومساعدتهم قبل توزيع المهام عليهم، واعطى مثالاً للإنسانية فأن تكون إنسانا أمر مفروغ منه، لكن أن تملك حس الإنسانية تجاه الآخرين فهذا ما يفتقده الكثير، كما أنه جَسّد دور الصديق مع فريقه فعندما تعمل في مؤسسة ضخمة وتقابل زملاءك كل يوم وتكون لديكم نفس الرؤية وتواجهون التحديات نفسها فبذلك تشكلون عائلة متماسكة يمكنها أن تتحدى كل الظروف الصعبة وتجدوا حلولاً لكل معضلة، عندما يكون المسؤول القدوة موجوداً بين فريقه لتقديم العون والمشورة لهم لا لتصيد أخطائهم فهنا يستحق أن يكون القدوة، عندما يتحمل أوجاعه وظروفه الخاصة من أجل المصلحة العامة ومن أجل تقديم المساعدة لكل محتاج من المرضى فهنا يستحق المسؤول أن يكون قدوة، وفي هذا العمل الشيق ستجد مثالاً لذلك المسؤول القدوة الذي تتمنى أن يصادفك يوماً في مسيرتك المهنية، كما أنك ستحرص على أن تكون هذه القدوة إذا كنتَ متصالحاً مع نفسك ويمتلئ قلبك بحب الخير للجميع دون غرور أو كبر أو عنصرية، فمن يسعى للخير الخالص لابد وان يكون متجردا من الأنانية ويُقدم المصلحة العامة على نفسه وأن يخلق البيئة النظيفة السليمة المتعافية المتعاونة لفريقه لينهضوا به وليكونوا عوناً له وليكونوا سداً منيعاً حوله في حالة واجه ظروفاً قاهرة ودون ذلك فلا يستحق المسؤول أن يكون مسؤولاً وبالتأكيد يفتقر للقدوة الحسنة وسينفر منه الجميع. •عَلّم أبناءك الإنسانية والرحمة وحب مساعدة الاخرين فما تزرعه فيهم سيكونون عليه عندما يشغلون مناصب من المفترض أنها تخدم الآخرين!. •ربما تعتقد أن الوقت فات لتعديل صورتك أمام الآخرين، ولكن يمكنك أن تقف مع نفسك وتلجأ للمختصين النفسيين لتقويم سلوكك لتتمكن من ترك بصمة إيجابية عنك وتكون قدوة حسنة يوماً!. [email protected] @Amalabdulmalik

4929

| 15 أغسطس 2021

صَوِّت للأفضل لا للأقرب

في إطار استكمال الدولة للمتطلبات الدستورية لانتخاب أعضاء مجلس الشورى، أغلق باب تسجيل قيد الناخبين الأسبوع الماضي والذي استمر لمدة أسبوع تقريباً، ودعت الجهات الحكومية المواطنين للتسجيل في قيد الناخبين وممارسة حقهم في انتخاب أعضاء مجلس الشورى لأول مرة في مسيرة المشاركة الشعبية القطرية، كما سهَّلت الجهات المختصة عملية تسجيل قيد الناخبين عبر برنامج مطراش2 أو بإرسال رسالة قصيرة لتسهيل عملية التسجيل على الجميع. وقد وضع قانون مجلس الشورى أحكاماً وشروطا واجب توفرها في الناخبين والمترشحين لعضوية مجلس الشورى وفقاً لأحكام الدستور والقواعد القانونية، كما يتضمن القانون ضوابط الدعاية الانتخابية والإشراف القضائي على الانتخابات وعقوبات الجرائم الانتخابية، ويعد مجلس الشورى هيئة تشريعية ومن مهامه مناقشة ما يحال إليه من مجلس الوزراء من مشاريع وقوانين والسياسة العامة للدولة والموازنات ليقدم توصيات بشأنها. وها نحن نقترب من مجلس شورى منتخب من المواطنين، فهم سيحددون من يمثّل وجهات نظرهم في صناعة القرار وهنا يجب التجرد من العواطف والمحسوبيات وربما رابط الدم ليكون الانتخاب للأجدر والأصح، فالمواطن في موقع مسؤولية أمام الله وأمام نفسه ووطنه في انتخابه للشخص الأقدر والأفضل لأن يشغل هذا المنصب الذي يضعه في مساءلة أمام الجميع، وبما أن الباب مفتوح للترشح لمن ينطبق عليه القانون فقد يتقدم الكثير وقد يكون البعض منهم غير مؤهل للالتحاق بعضوية مجلس الشورى ولكن يتفنن في الدعاية الانتخابية أو بحكم الانتماء القبلي والعائلي يُحرج الناخبين مما يجعلهم ينحازون له في حين قد ينافسه في نفس الدائرة من هو أكفأ منه وأصلح لعضوية الشورى، وقد مرت قطر بتجربة مماثلة لانتخابات المجلس البلدي المركزي والتي تجرى كل أربع سنوات ونأمل أن يتجنب المواطنون أخطاء ربما حصلت في انتخابات المجلس البلدي المركزي. وقد يترشح لعضوية مجلس الشورى صاحب قرار أو مسؤول سابق، فيجب عليك التحري قبل اختياره ومعرفة تاريخه أثناء منصبه وتعامله مع الموظفين، فمن كان يُقدم مصلحته الخاصة على العامة تأكد أنه لن ينفع البلاد ولن يكون من تتمنى أن يمثلك، فتلقائيا سيستخدم عضويته بأنانية وسينسى مصالح المجتمع، انتخب ذلك المرشح الذي يتقبل الرأي الآخر والذي يسمع الآراء المختلفة عنه ويتفكر بها ويقتنع بها ويحارب لأجلها، ابتعد عن انتخاب الفارغ فكرياً المليء مالياً، وذلك الذي يلعب على وتر القبلية والذي (يقطك في الشيّمه) كما نقولها بالعامية. إذًا الانتخابات المقبلون عليها فرصة لوضع قواعد الانتخابات للأجيال القادمة والتي ستكمل بناء مستقبل قطر وعليه يجب الحرص على الأمانة للمترشح وللناخب، فالمنصب ليس شرفياً، بل هو مسؤولية تحتاج إلى مرشح يتمتع بثقافة ووعي وفكر منفتح وأمين، لا تغريه الأموال ولا البهرجة الإعلامية وحريص على القيام بمسؤولياته أمام الله والأمير والوطن! • بانتظار مجلس الشورى المنتخب في أكتوبر القادم والذي نتمنى أن يخدم وجود أعضائه مصلحة البلاد ويعكس رؤية وتطلعات المواطنين. • عضوية مجلس الشورى تمتد لأربع سنوات فعليك أن تختار من هو الأجدر والأمين ليشغل هذه العضوية! • نأمل تساوي المواطنين في الحصول على فرصة الترشح والتصويت ومنح الفرصة للنساء الكفؤات للترشح ولأن يكون لديهن مقاعد في عضوية مجلس الشورى كما هو الحال للمجلس الحالي والذي ضم أربع سيدات مثَّلن المرأة القطرية خير تمثيل. • ربما كان مديرك أو وزير في الوزارة التي عملت بها لسنوات ذلك لا يعني أن تنحاز لانتخابه، فقد ينافسه أحدهم بفكر ورؤية جديدة تخدم المجتمع ولم يحظَ بمنصب يوماً! ‏[email protected] ‏@amalabdulmalik

3970

| 08 أغسطس 2021

للنجاح خطوات

كُلنّا نسعى للنجاح والتميّز في حياتنا، وكل حسب تخصصه ومجال عمله، وحتى أولئك الذين يعيشون على هامش الحياة وليست لديهم طموحات كبيرة، ولا يسعون لتطوير أنفسهم أيضاً يتمنون النجاح، ولكن دون أن يكّلفوا أنفسهم العناء، كما أن للنجاح فرحة لا يمكن أن يشعر بها إلا من تعب ومن اجتهد وثابر وأخلص في عمله، سواء كان في مرحلة تعليمية أو وظيفية، فالنجاح لا يأتي من فراغ ولا تحصل عليه وأنت جالس دون عمل، ومخطئ من حصل على منصب بالواسطة ودون اجتهاد فذلك ليس نجاحاً وإنما سطوّ على مكانة الناجحين والمميزين الذين قد يشّكلون خطراً عليه، فأقل ما يفعله هو إبعادهم عن طريقه. لتحقيق النجاح يجب أن يكون لديك الإيمان بالله تعالى، وأنه الوحيد القادر على تحقيق أحلامك، ومنها تتولد الثقة بنفسك والوعي الكافي لتقدير نفسك ومكانتك وقدراتك وتحديد مسارك وما تود أن تكون عليه بعد سنوات عملك بمعنى كيف ترى نفسك مستقبلاً، وهذا ليس بالأمر الهيّن، فهي أهم خطوات النجاح التي تجعلك مرتكزاً غير مهتم للظروف الصعبة التي قد تمر بها أو التي سيسعى أعداء النجاح لتدبيرها لك، ففي النهاية أنت تثق في نفسك وفي قدراتك فلن يهزك الريح. الخطوة التالية والتي لا تقل أهمية عن الأولى هي تحديد هدفك، فعندما تحدد أهدافك فإنك ستركز عليها وستّطور نفسك في سبيل ذلك، وستعلم أين هي نقاط الضعف والقوة لديك، وكلما كنت دقيقاً في هدفك ودونته وربما رسمته، فإنك ستصله لا محالة، لأنك ستعمل وفق خطة تقوم فيها بتسليح نفسك بالأدوات التي تساعدك على الوصول وتحقيق الهدف، ولا مانع من استحداث أهداف جديدة لم تضعها في القائمة في بداية عملك. خطوة النجاح الأخرى هي تحّمل المسؤولية والعمل بإخلاص من أجل تحقيق أهدافك، فالله سبحانه يعتبر العمل عبادة ويحاسبنا على تعاملاتنا مع الآخرين وعلى أمانتنا العملية، لذلك علينا مراعاة الله في عملنا ووضعه أمام أعيننا وتجنب ظلم الآخرين أو التعدي على حقوقهم، كما أن المسؤولية تحتم علينا تحمل أعباء العمل وإعطاؤه حقه وعدم التهاون في تنفيذ أعمالنا أو تأخير مصالح الآخرين. ومن خطوات النجاح أيضاً الاستفادة من الأخطاء وعدم الاستسلام للفشل، فكلنا نُخطئ ولا عيب في ذلك، ولكن العيب أن نستمر في الخطأ ونحن نعلم به، فتصحيح الأخطاء يجعلنا أكثر حكمة ومرونة وتواضعاً ويخلق الاحترام بيننا وبين الآخرين، كما أن الاستسلام للفشل منذ أول محاولة يُحّولنا إلى أشخاص سلبيين، فالأفضل تكرار المحاولة مع تغير بعض الخطط وأخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي الفشل الأول والتركيز على الإنجاز والإنتاج ليكون فوق مستوى التوقعات. للنجاح خطوات عدة تعتمد على سقف الطموح وعمق الأهداف، وكلما كان الطموح عالياً كانت الخطوات أصعب وتطلّب منك أن تكون أكثر حذراً وصبراً وحكمة. * الأخلاق وأسلوب التعامل وحب الآخرين والتجرد من الغيرة المدمرة والتنافس الشريف من أسباب النجاح، فلا خير في شخص يعتقد أنه ناجح وهو عديم الأخلاق ومكروه ممن حوله. [email protected] @amalabdulmalik

4467

| 01 أغسطس 2021

الحل في الصمت

التحكم في الانفعالات والتقاط الأنفاس قبل الرد يحتاج إلى تدريب ومهارة، فغالباً ما تسبق ردة الفعل التفكير، ولهذا قد يضع الشخص نفسه في مواقف لا يُحسد عليها أو أنه يتعرض للإحراج أو يخسر من حوله بسبب التسرع في اتخاذ القرارات أو ردود الأفعال غير المنطقية أحياناً، فمثلا قد يخسر أحدهم صديقه بسبب وشاية أو خبر تم نقله بالخطأ عن صديقه ودون أن يتحقق من ذلك، وأحد المسؤولين قد يتخذ إجراء ضد موظف بسبب قصص ملفقة من أحدهم وقد يتسرع ويفقد موظفاً كفؤاً جراء ذلك، وربما زوجة تقرر إنهاء زواجها بسبب إشاعة وصلتها عن زوجها أو سوء فهم في موضوع دون أن تتريث وتحاول فهم الأمور، ولو تأملنا حياتنا سنجد أننا مررنا بمواقف كثيرة كانت ردة فعلنا فيها سريعة وأحياناً كنّا على صواب وكان قرارنا حكيماً رغم سرعته، في المقابل في بعض المواقف تمنينا أن يعود بنا الزمن للوراء لنقرر قراراً آخر ولتكون ردة فعلنا مغايرة لما قمنا به. الكلمات التي ننطقها ما هي إلاّ تعبير عن انفعالاتنا، ومتى ما كنّا تحت ضغط فقد ننطق بما لا نتمنى، كما أن بعض ردود أفعالنا السلبية تكون بسبب شحن أو ضغط أحدهم علينا مما يفقدنا القدرة على التحمل، خاصة إذا ما كانت نقاط ضعفنا واضحة فيمكن استغلالها بسهولة لتكون ردة الفعل عنيفة وقد تضعنا في موقف لا يمكننا إصلاحه ولا تبريره، وقد يحاول أحدنا الرجوع عن موقفه إذا ما تيقن أنه تسّرع في ردة فعله أو قال كلاماً ليس من المفروض أن يقال، وهذا شيء طيب، ولكن المشكلة عندما يعلم أحدهم أنه على خطأ وأنه ردة فعله مبالغ بها لكنه يكابر ولا يعترف ولا يحاول إصلاح ذلك، بل قد يزيد في تشويه صورته ويقوم بسلسلة من الأخطاء المتكررة. وأحد الأمثلة على ردة الفعل السريعة تلمسها في شبكات التواصل الاجتماعي خاصة توتير فإذا ما كتبت تغريدة عن أمر ما يرد عليك البعض ردوداً (غبية ومتحاملة) وكأن بينك وبينه عداوة دون أن يحاول فهم وجهة نظرك، والتي لست مسؤولاً عن شرحها لكل قارئ، فالبعض أفكاره محدودة ومهما حاورته فيكون حواراً عقيماً، والبعض يعاني من خلل نفسي فيحب أن يخالفك الرأي أو يعبر عن رأيه بتعصب ووحشية، والبعض عوضاً عن أن يرد عليك بموضوعية يشخصن الأمور، وهذا ما يعاني منه الكثير فعندما لا يجدون حجة قوية لمحاربة أحدهم يتمحورون حول شخصية الشخص وينقبون في ماضيه وانتمائه وعائلته ويكذبون الكذبة ويصدقونها ويروجون لها، فهذه الفئات لا تشغل بالك بها ولا تضيع وقتك في الرد عليها أو محاورتها لأنه لا فائدة من ذلك، فأمض في طريقك ومن فهمك وقّدر أفكارك احترمه وحاوره بالحسنى ومن لم يقم بذلك فألغه من قائمتك ومن حياتك ولا تعطه أكبر من حجمه فالبعض نحن من نصنع منهم شيئاً باهتمامنا بما يقولون ويفعلون في حين أنهم لا يشكلون أهمية ولا أغلبية في حياتنا. * لا تستعجل في إطلاق أحكامك واتهاماتك وانتقاداتك للآخرين كما لا تكون ردة فعلك قاسية قبل أن تتحقق من صحة ما يقال وما يصلك. * لا تقرر وأنت في قمة العصبية والتوتر، كما لا تحاول أن ترمي الناس بالحجارة وأنت تعلم أن بيتك من زجاج. * الأزمات أثبتت أن الكثير يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي متخفياً هدفه إثارة الفتن وتأجيج الرأي العام. [email protected] @amalabdulmalik

4135

| 25 يوليو 2021

القرار الصحيح

كل المواقف التي تمر في حياتنا تحتاج إلى قرار، سواء كان قراراً مصيرياً أو مؤقتاً وعابراً، وتبدأ القرارات العابرة منذ اللحظة الأولى التي تفيق فيها من النوم لتقرر جدول يومك، بل حتى نكهة قهوتك تحتاج منك إلى قرار، والقرارات التي اتخذناها كثيرة والمصيرية منها انعكست على حياتنا، فمثلاً دراسة تخصص جامعي حدد وظيفتنا، الزواج أو الطلاق حدد الشكل الاجتماعي لنا، إذا تتحكم قراراتنا في مسيرتنا المهنية والاجتماعية والصحية والمالية وكل تفاصيل حياتنا، لهذا يجب أن تكون قراراتنا سليمة وملائمة لنا إن كان الموضوع يخصنا بشكل شخصي لكن عندما يكون القرار له انعكاس على الآخرين أو مجتمع كامل يجب أن يُدرس بشكل علمي ومنطقي وتُستبعد الأهواء الشخصية والمزاجية حتى لا تحدث بلبلة في المجتمع وتتضرر شريحة كبيرة من الناس ولا يجدون من ينصفهم وقتها فيتحملون هم نتائج قرارات رسمية غير مدروسة ولم تعتمد على المنهج العلمي والمنطقي ووضع كل الاحتمالات السلبية قبل الإيجابية وتحليلها، وبعد أن يتضرر الناس يتم التراجع عن ذلك القرار ويتم تعديله ولكن بعد وقوع الضرر للأسف! يُعّرف القرار بالاختيار الناجح بين موضوعين أو أكثر لحل مشكلة معينة أو قضية ما، ولاتخاذ القرار المناسب لابد من دراسة تحليلية وشروط، وغالباً ما يتم الاعتماد على اتخاذ القرار بالحدس الذي يأتي من مزيج من خبرات سابقة وقيّم شخصية واطّلاع للشخص أو المنطق، حيث يتم الاعتماد على الأرقام والحقائق المتوفرة عن القضية مع استخدام الورقة والقلم لتدوين السلبيات والإيجابيات والتوازن بينهم، ولابد من توفر الحدس والمنطق في اتخاذ القرار (إذا كان صاحب القرار يمتلك صفتي الحدس والمنطق ولديه من الخبرة ما يؤهله لذلك). وكلما كان الشخص يمتلك المعرفة والخبرة كلما كانت قراراته سليمة ونافعة له ولمن حوله أمّا دون ذلك فسيكون القرار عقيما وصعب التنفيذ وقد يُكّلف الجميع الكثير مادياً ومعنوياً وسيثير سخطا بين العامة، ولعل من أهم الخطوات التي يعتمد عليها اتخاذ القرار جمع المعلومات الكافية عن الموضوع ودراسة إمكانية تطبيقه وتنفيذه والإمكانيات المتوفرة لتسهيل تنفيذه، وخطوة مهمة أيضاً هي التأني في اتخاذ القرار وعدم التسّرع نتيجة العاطفة والمزاج أو الرغبة في الانتقام والتحدي، فلابد أن يُؤخذ القرار بهدوء وعقلانية وحيادية وهذا يتطلب حكمة وخبرة أيضاً، كذلك التفكير في انعكاسات القرار بعيدة وقصيرة المدى، فلا ينفع أن يُؤخذ قرار لحظي لمناسبة معينة يتعارض مع قوانين دستورية وواضحة دون أن يكون هناك بُعد نظر لمثل هذا القرار على العامة، فهذا ما قد يُحدث فوضى واستياء، وضع خطط بديلة لأي قرار قبل أن يُؤخذ يدل على مهنية صاحب القرار، بحيث يكون الشخص جاهزًا للمشاكل التي قد تواجهه بعد القرار بحيث لا يضطر إلى التراجع عن القرار، لأن ذلك يضعف مصداقيته أمام العامة خاصة إذا تكرر ذلك في قرارات سابقة، وعندما تصدر قرارات غير عملية وبعد أن يضج العامة منها يتم تغييرها دون توضيح سبب القرار السابق الذي لم يُدرس بالشكل الكافي، كما أن كثرة إلغاء وتعديل القرارات يدل على قصور في الخبرة والمعرفة والحكمة ويضعف الشكل العام لصاحب القرار، ومن المحبب مشورة أهل العلم والاختصاص والخبرة قبل التخطيط لإصدار قوانين وقرارات وترك المزاجية والتسّيد جانباً خاصة عندما يختص الموضوع بشريحة كبيرة من الناس وليس قراراً للحياة الشخصية، فكلما كان القرار صحيحًا كلما تحقق الرضا الاجتماعي وساد النظام وسُدّت الثغرات التي تُمكن الأعداء وضعاف النفوس من توجيه الانتقادات اللاذعة والحصول على مادة ثرية للتداول والسخرية. * أصعب ما يمكن أن تمر به هو الفشل في اتخاذ قرار يسيّر حياتك، فما بالك عندما تفشل في اتخاذ قرار مجتمعي تُحدث انعكاساته السلبية فوضى في المجتمع وتضطر لتغييره بعد ضغط الرأي العام فتفقد مصداقيتك! [email protected] @amalabdulmalik

3663

| 18 يوليو 2021

صندوق التفاح

كلنا سمعنا قصة التفاحة الفاسدة التي تسببت بإفساد باقي التفاحات في الصندوق، طالما كانت تلك القصة تُضرب كمثال لانتقاء الأصدقاء ومن نتعامل معهم، ليكونوا صالحين، وإن كانت بهم عيوب لا تصل للفساد الأخلاقي والفكري حتى لا نتأثر بهم فتتأثر أخلاقنا بهم من خلال معاشرتهم. وأكثر ما تُحّرص عليه العائلات الصالحة الصحبة الخيّرة لأبنائها وتحذرهم من الفاسدين، لأنهم وإن تربوا تربية صالحة فكثرة الاحتكاك بالفاسدين قد تأثر فيهم فيسلكون نفس طريقهم ويتبعون سلوكياتهم الخاطئة، وقديماً كانت الشخصيات الفاسدة تُحَارب ويشير لها الكبار والصغار، ويُحّذر من التعامل معها، وتُستخدم كمثال للشر والفساد وسوء الأخلاق للنشء الجديد لتحذيرهم من إتباع صفاتهم وبيان العقاب الذي يواجه الفاسدين سواء نظرة المجتمع لهم أم عقاب الله الذي سيحل عليهم. ولكن تبدل الحال الآن رغم توارث قصة التفاحة الفاسدة ليومنا هذا، ولم يعد التعامل مع الفاسدين كما كان جريمة، ففسادهم أصبح أمراً عادياً، والكثير يعلم بأنهم فاسدون ومضرون في المجتمع، ولكن لا توجد يد من حديد تضرب هذا التمادي في الفساد وتوقفه قبل أن يستفحل، بل على العكس تتم تزكية التفاحة الفاسدة واستخدامها في أكثر من مكان وتعطى مسؤوليات مهمة وقد تفشل للأسف، كما أنها تقوم بالتأثير السلبي على كل من يحتك بها فيفسد الصندوق ومن به ويعم العفن وتفوح الرائحة الكريهة وتصل لكل الأنوف، والغريب أنه لا يتم استئصالها ولا التخلص منها إلاّ بعد فوات الأوان، وكأن المفاهيم الصحيحة تغيرت، وكأن مبادئ الأخلاق لم تعد كما كانت، وكأن قوانين العقوبات الإلهية تم تجاهلها تجاه الظلم والفساد، والسكوت عن الكلام الحق والاعتراف بالذنب والنصيحة وإصلاح ذات البين وأكل المال الحرام وشهادة الزُّور واستلام الرشاوى وعدم المحافظة على حقوق الآخرين وتدبير المؤمرات وإشاعة الكلام الباطل وتفضيل المصالح الشخصية ومعاملة الناس بفوقية والتفرقة العنصرية وغيرها من السلوكيات المرفوضة دينياً واجتماعياً، أما الآن للأسف هي متفشية ومعروف أصحابها ولكن يتم التغافل عنهم بل ومكافأتهم على طغيانهم وفسادهم أحياناً، وكأن الفساد هو مثال للصواب يُقتدى به، ليحصلوا على مواقع مهمة وليكونوا صنّاع قرار ويديروا مصالح الناس ويساهموا في نهضة البلد!. كم منكم حوله تفاحة فاسدة، وقضت أو في طريقها للقضاء على باقي التفاحات الصالحات؟، نتمنى أن ننعم بصناديق خالية من العفن لأن قطر تستحق الأفضل. ** غلطان من يعتقد أن فساده سيبقى مستتراً فمهما طال الزمن سيفضح الله أمره. ** "لم نُخلق للبقاء فاصنع لروحك أثراً طيباً يبقى من بعدك" نجيب محفوظ. [email protected] ‏@amalabdulmalik

4604

| 11 يوليو 2021

وقفة مع الأسعار

في كل المجالس نسائية كانت أم رجالية تجد أن محور ارتفاع الأسعار يأخذ حيزاً كبيراً من الأحاديث حيث يشارك الأشخاص تجاربهم مع الأسعار في مختلف الأمور بدءا من الاحتياجات الضرورية للمنزل والمواد التموينية والغذاء انتهاء بأسعار تذاكر الطيران والسفر، والكل يجمع على أن الأسعار في قطر تعتبر الأعلى! كنّا نشكو من ارتفاع الأسعار ونطالب بالنظر فيها وتخفيضها، وفي 2017 ارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ نظراً لإغلاق المنافذ وصعوبة وصول البضائع بيسر إلى البلاد مع الأزمة الخليجية، وحاول الناس التأقلم مع ارتفاع الأسعار الذي استمر وإلى الآن، وإن كان مستوى الدخل للفرد في قطر عالٍ إلاّ أن المعيشة فيها أعلى وأغلى، يقارن الكثير بين الأسعار في الدول المجاورة ودولة قطر حيث أسعار المواد الغذائية هي الأعلى بلا منافس بل إن الجمعيات التعاونية هي الأعلى سعراً من بعض السوبرماركت الأخرى وهذا التساؤل الذي يشغل الكثير، كذلك تلاحظ ارتفاع في أسعار الأدوية في الصيدليات فمثلاً بعض الأدوية والفيتامينات يصل سعرها ثلاثة أضعاف سعرها في الدول المجاورة مما يسبب إرهاقاً للميزانية خاصة لأولئك الذين لا يملكون تأميناً صحياً أو تكون مواعيدهم متباعدة في المستشفيات العامة فهذا أيضاً يثير تساؤلات كثيرة! أسعار المطاعم والمقاهي في معظم ضواحي الدوحة مرتفعة بشكل عام، وقد لا تتمكن كل شرائح المجتمع التردد عليها، ويعود ارتفاع أسعار قائمة الطعام لارتفاع التكاليف مثل العمالة وإيجارات المحلات وديكوراتها وتجهيزاتها وباقي المستلزمات فيضطر التاجر إلى رفع الأسعار على المستهلك! أعمال البناء بشكل عام أسعارها مرتفعة وقد يكون ذلك بسبب إقبال الدوحة على استضافة كأس العالم 2022 مما جعلها نقطة جذب لشركات الاستثمار وبالتالي ارتفاع أسعار العقارات ومواد البناء وغيرها التي انعكست على المستهلكين بشكل عام! مكاتب الاستقدام للعمالة والموظفين هي الأخرى أسعارها نار، وتصل تكاليف استقدام عاملة للمنزل ما يفوق الـ 15 ألف ريال ناهيك عن تكاليف الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا، وكل ذلك يتحمله المستهلك، فما بالك بالتكاليف إذا ما فكّر أحدهم بمشروع تجاري بحاجة إلى عمالة!! المنتجعات السياحية في قطر محدودة ومرتفعة الأسعار في حين أن الخدمات المُقدمة متواضعة إلى جيدة، وقد تدفع مبلغا يصل لأكثر من 20 ألف ريال لقضاء ليلتين في الإجازة الأسبوعية في أحد المنتجعات مما يرهق ميزانية المستهلكين ولا يتيح الفرصة للجميع بزيارة المكان والاستمتاع به، وهذا أيضاً يطرح تساؤلا عن سبب استمرار هذا الارتفاع غير المعقول في الأسعار في كل المواسم صيفا وشتاء وعدم وجود منتجعات متوسطة الأسعار وتكون في متناول الجميع! رسوم الألعاب في المجمعات مرتفعة أيضاً، وترهق العائلات خاصة في وقت الإجازات والصيف التي يحتاج فيها الأطفال للخروج والتّنزه فإذا كان دخول الألعاب يّكلف لطفلين مايقارب الـ 500 ريال، فهذا أيضاً يُرهق الميزانية إذا كان أسبوعياً وإذا ما كان عدد الأبناء أكثر! أسعار تذاكر الطيران في ارتفاع، ورسوم المدارس الخاصة والتعليمية مرتفعة، ورسوم الاتصالات في ارتفاع وأسعار الصالونات النسائية ومحلات العبايات وغيرها ومحلات تغليف الهدايا والورد ومحلات تصليح السيارات والوكالات وتجّار المواقع الإلكترونية وغيرها الكثير من المشاريع التي تحتاج إلى وقفة من الجهات المختصة لمراقبة وفرض تخفيض الأسعار، فالظروف المعيشية أصبحت تُرهق المستهلكين وتسبب لهم ضغوطاً قد تنعكس على حياتهم في أمور أخرى! • الأسعار يجب أن تكون متفاوتة بحيث تناسب كل شرائح المجتمع مع المحافظة على الجودة! ‏ ‏@amalabdulmalik [email protected]

4090

| 04 يوليو 2021

alsharq
محكمة الاستثمار والتجارة

عندما أقدم المشرع القطري على خطوة مفصلية بشأن...

1578

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
العائلة الخليجية تختار قطر

أصبحت قطر اليوم واحدة من أفضل الوجهات الخليجية...

1509

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
ثقة في القرار وعدالة في الميدان

شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا...

1269

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
عندما تتحكم العاطفة في الميزان

في مدينة نوتنغهام الإنجليزية، يقبع نصب تذكاري لرجل...

1104

| 23 نوفمبر 2025

alsharq
حوكمة القيم المجتمعية

في زمن تتسارع فيه المفاهيم وتتباين فيه مصادر...

840

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
الصداقة العالمية.. في سماء قطر

الصداقة من خلال الرياضة.. الشعار العالمي للمجلس الدولي...

747

| 24 نوفمبر 2025

alsharq
هندسة السكينة

حين ينضج الوعي؛ يخفت الجدل، لا لأنه يفقد...

510

| 23 نوفمبر 2025

alsharq
قلنا.. ويقولون

* يقولون هناك مدير لا يحب تعيين المواطن...

507

| 24 نوفمبر 2025

alsharq
الذهب المحظوظ والنفط المظلوم!

منذ فجر الحضارات الفرعونية والرومانية وبلاد ما وراء...

477

| 24 نوفمبر 2025

alsharq
أيُّ عقل يتسع لكل هذا القهر!؟

للمرة الأولى أقف حائرة أمام مساحتي البيضاء التي...

438

| 26 نوفمبر 2025

alsharq
بكم تعلو.. ومنكم تنتظر قطر

استشعار نعمة الأمن والأمان والاستقرار، والإحساس بحرية الحركة...

408

| 27 نوفمبر 2025

alsharq
الصراع يبدأ

قرار مجلس الأمن أوقف اطلاق النار وأوقف حرب...

405

| 23 نوفمبر 2025

أخبار محلية