رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ارسم الابتسامة

في عام 1997 تأسست الجمعية القطرية للسرطان، برئاسة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني، وهي جمعية خيرية تعمل تحت مظلة الأعمال الخيرية وينصب نشاطها حول الوقاية من مرض السرطان وسبل علاجه، كما تهدف أنشطة الجمعية إلى التوعية الصحية لأفراد المجتمع، وتركز الجمعية على مرضى السرطان والناجين منه وتقّدم لهم الدعم النفسي والاجتماعي والمالي لتكاليف العلاج. والجمعية القطرية للسرطان عضو في الإطار الوطني لمكافحة السرطان في قطر، عضو في الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، كما انضمت للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان وعضو في التحالف الدولي للوقاية من السرطان، وفي 2017 تم افتتاح مركز أوريدو للتوعية بالسرطان وهو الاول من نوعه في الشرق الأوسط، وتتلخص رؤية الجمعية في تكوين منصة شراكة مجتمعية لجعل قطر رائدة في مجال الوقاية من السرطان وتخفيف آثاره، وحاولت الجمعية منذ تأسيسها إلى التركيز على التوعية بالسرطان وطرق الوقاية منه والكشف المبكر عنه، كما تسعى إلى دعم وتمكين ومناصرة المتعايشين مع مرض السرطان، وتركز على التطوير المهني والبحث العلمي في مجال السرطان، وتعمل الجمعية وفق قيّم مجتمعية منها الشفافية والثقة والمسؤولية والالتزام والعمل الجماعي، وتتلقى الدعم المالي من الشركاء المجتمعين ومن المتبرعين والساعين إلى الخير وهو واجب ومسؤولية على كل أفراد المجتمع المساهمة مادياً لتوفير علاج لمرضى السرطان باعتبارها صدقة تنفع المتصدق في حياته وبعد مماته، وكما ورد في الحديث الشريف ما نقص مال عبد من صدقةٍ، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلاّ زاده الله عزاً، ولا فتح عبد باب مسألةٍ إلاّ فتح الله عليه باب فقر. كلنا يعرف أن مرض السرطان مرض فتاك يهاجم الجسم فيحتله ويدّمره، ويحتاج مريض السرطان إلى إيمان بالله وبقضائه وقدره وإلى دعم معنوي ونفسي للتغلب على المرض، هذا بالإضافة إلى العلاج الكيميائي المكلف لاسيما على غير المواطنين، ولهذا تفتح الجمعية أذرعها للمتبرعين عبر أكثر من قناة منها الاستقطاع الشهري بالذهاب لمقر الجمعية مباشرة، أو بالتبرع البنكي الاسهل في التعامل، أو عبر صناديق التبرع المنتشرة في الاماكن العامة، كما أن حسابات الجمعية في التواصل الاجتماعي تسّهل عملية التبرع بضغطة واحدة عن طريق رابط التبرع الإلكتروني فيمكنك كسب الأجر ورسم ابتسامة على وجه مريض قد يتعافى من مبلغ لن يؤثر على ميزانيتك بل على العكس يزيدك بركة. ويظهر تأثير الجمعية عملياً حيث تم علاج ما يقارب الـ 1317 مريض سرطان بمبلغ وصل إلى أكثر من 19مليون ريال خلال عام 2020، بناء على تصريحات المسؤولين في الجمعية، كما وصلت الجمعية إلى أكثر من 140000 مستفيد من الجمهور والمرضى لاستخدامها منصات التواصل الاجتماعي وتنفيذ برامج توعوية وتسويقية وتثقيفية بالمرض وتقديم ندوات وفيديوهات علمية وتثقيفية تساهم في رفع الوعى عند الجمهور وإجراء الفحوصات اللازمة وطرق التعايش مع المرض في حالة الإصابة، كما تحتفل الجمعية سنوياً باليوم العالمي لمكافحة السرطان الذي يوافق الرابع من فبراير ببرامج توعية بكل أنواع السرطانات وتتوجه للشريحة المستهدفة لتوعيتهم بالمخاطر وكيفية تجنبها، وتخصص الجمعية بعض الأشهر للتوعية بأمراض السرطان كما هو متعارف عالمياً فمثلاً شهر يناير للتوعية بمخاطر سرطان الرحم لدى المرأة وأهمية الكشف المبكر، وشهر أكتوبر للتوعية من سرطان الثدي، ويكون شهر مارس للتوعية بسرطان القولون والمستقيم، ونوفمبر للتوعية بسرطان البروستات، فلا يمر شهر إلاّ وتنشط الجمعية بمبادرات توعية تستخدم فيها كافة الأساليب التوعوية الحديثة عبر الشركات المجتمعية والاعلامية التي يقّيمها مع مختلف الجهات. •أشكر ثقة القائمين على الجمعية القطرية للسرطان باختياري الشخصية التوعوية لشهر يناير، وحاولت من خلال منصاتي في التواصل الاجتماعي تقديم النصائح للسيدات وتوعيتهن بمرض سرطان الرحم ومحاولة دفعهن لإجراء الفحوصات المبكرة للتأكد من سلامتهن. •تحية للجهود غير المُعلنة التي يقوم بها المسؤولون في الجمعية القطرية للسرطان الذين يقومون بعمل إنساني يساعد على تخفيف آلام المرضى وتوعية المجتمع لتفادي الإصابة به. [email protected] @amalabdulmalik

2610

| 14 فبراير 2021

التأهيل أولاً

التعامل مع الجمهور يحتاج إلى مهارات متخصصة وصبر وروح رياضية، والأهم إلى لطافة وسلاسة، وفي الدول المتقدمة يتم اختيار الموظفين بعناية للوظائف التي يتعامل فيها الموظفون مع عامة الناس، ويجب أن يتمتعوا بمهارات وأخلاقيات عالية، وإلاّ سيتسبب ذلك في خسارة الشركة أو المؤسسة أو حتى المحلات التجارية، وقد يكون لاحظ أحدكم أن في بعض الدول والمحلات يتم سؤال الزبون عن اسم الشخص الذي تعامل معه وكيف كانت معاملته ومساعدته، وهذا يدل على حرص الشركة على رضا الزبائن والمتعاملين معها، لكن الملاحظ لدينا عدم الاهتمام بهؤلاء الموظفين أو تدريبهم التدريب اللازم إذا كانوا غير مؤهلين لهذه الوظائف وأكثر ما نجدهم في المستشفيات أو العيادات أو البنوك والمؤسسات الخدمية والاستعلامات، فنجد بعضهم لا يمتلك فن التعامل وتخلو من وجوههم الابتسامة وإذا سألتهم عن موضوع ينظرون إليك بنظرة تشعرك وكأنك تشحت منهم أو قد يردون عليك بكلمات مختصرة لا تجيب عن أسئلتك فتضطر لطرح أسئلة أخرى، مما يعّقد المسألة فتشعر بنرفزة الموظف، وآخر قد يرد عليك وهو يتحدث في الهاتف، فلا تعلم هو يجيب عليك أم يتحدث مع الخط الآخر، ناهيك عن أنه لا ينحرج من التحدث بصوت عالٍ فتسمع تفاصيل حياته وحياة الآخرين ممن يتحدث عنهم وبعضهم يتركك واقفاً وهو يطلب فطور من المطعم مما يجعلك أن تتخيل طاولة الطعام ماذا ستضم! أمر آخر يفتقره بعض الموظفين في خدمة العملاء هو المعلومة الصحيحة، وهذا أكثر ما يضايق الزبون، فإذا كان موظف المؤسسة لا يعرف أسماء المدراء، أو لا يعرف أين الأقسام، ولا يملك الرد عن استفسارات المراجعين، فمن إذا سيساعد الزبون أو المراجع! أما البعض فهم يعتقدون أنهم في وظيفة مدير ولا يسمح لأحد أن يكلمه أو يزعجه ولا يتردد في رفع صوته وبعصبية على الآخرين! وكما أن هناك نماذج سلبية من موظفي خدمة العملاء، بالمقابل هناك نماذج مشّرفة وتسعى لراحة وخدمة الزبون والمتردد عليهم وتعلو الابتسامة وجوههم ويعرضون عليك الخدمة قبل أن تطلبها، وهذا ما يرفع أسهم المؤسسة ويجعل الجمهور يتردد عليها بل، ويذاع صيتهم الطيب، وهذا ما نتمناه من كل المؤسسات الخدمية أن تحرص على سمعتها بالتدقيق على موظفي الواجهة وأن تخضعهم لدورات تدريبية بشكل دوري وتطلعهم على قواعد إتيكيت وأخلاقيات التعامل وتحفزهم بالمكافآت التشجيعية لأفضل موظف مثلا وتصمم استبيانات لمعرفة مدى رضا الجمهور عن أداء الموظفين والخدمات المقدمة واقتراحات التطوير. المعاملة أساس كل الأعمال ووصى الدين الإسلامي على حسن الأخلاق في التعامل واعتبر الابتسامة صدقة، وحث على إتقان العمل، نأمل أن يضع الموظفون ذلك نصب أعينهم، وأن يتركوا حياتهم الخاصة ومشاكلها وتفاصيلها بعيداً عن الجمهور وعامة الناس ممن يحتاجون خدمات واستفسارات هي من صميم عمل موظفي خدمة العملاء. * أكثر ناس بحاجة إلى معاملة خاصة مصحوبة بابتسامة هم المرضى والمترددون على المستشفيات، فيفترض أن يقّدر العاملون في المستشفيات الوضع الصحي والنفسي للمريض وأن يتم تأهيلهم لمثل هذه الوظيفة. ‏[email protected] ‏@amalabdulmalik

1613

| 07 فبراير 2021

المربع الأول

وصلت إصابات فيروس كورونا كوفيد-19 في العالم لأكثر من 102,059,807 وفاق عدد الوفيات 2,201,428، خلال عام من ظهور المرض، كما تطور الفيروس وظهرت سلالات جديدة منه في بعض البلدان نخشى وصوله إلينا، وكان العام المنصرم من أقسى الأعوام التي مرت علينا، ورغم أن المرض لم يكن مميتاً كأمراض أخرى، إلاّ أن سرعة نتشار العدوى هي التي أربكت العالم وأرهقت الطواقم الطبية التي لم تعد تستوعب عدد المرضى في بعض البلدان، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، ومتقدمون في العمر ويحتاجون إلى علاج خاص وأجهزة أوكسجين، وربما أكثر ما حَيّر البعض هو اختلاف حدة أعراض المرض من شخص لآخر ولا تفسير علمي دقيق لذلك. وخلال عام، الكورونا أغلقت الدول لشهور وعادت إلى الحياة بشكل مختلف تمامًا لما كانت عليه قبل يناير 2020، عندما بدأ ينتشر المرض في بعض الدول وكنّا نحسب أن ذلك بعيداً عنّا، ولكن سرعان ما وصلنا وأغُلقت كل الأنشطة الحيوية في البلد، وبقينا في البيوت ينهشنا الخوف والملل والتوجس، وبلغت الحالات الذروة في البلاد قبل الصيف، والحمدلله عادت للانخفاض ما سمح للانفتاح تدريجياً، وفرح الناس وبدأوا في ممارسة حياتهم الطبيعية لدرجة أنهم تغافلوا عن وجود المرض، وأنه مازالت كل يوم تُسجل حالات جديدة مصابة بفيروس كورونا، وكأن البعض يئِس من الوقاية وفضّل الاستهتار، فعادت المعارض وبكثرة وكلنا يعرف أن المعارض مكان تجّمع بشري ومنتجات تتعرض للمس من الجميع، فممكن أن تكون أرضاً خصبة لانتقال العدوى، الأعراس والحفلات اليومية بين المجتمع النسائي والرجالي زاد بشكل متهور، ولم يعد أحدٌ يحسب حساباً لكورونا، فنجد حفلات الأعراس وإن كانت في البيوت، إلاّ أن التجمع فيها كبير، ناهيك عن عمّال الضيافة الذين لا نعلم عن بيئتهم ومع من يسكنون، ورغم الشعارات الرنانة على بطاقات الدعوة أو عند باب الدخول بعدم المصافحة أو التقبيل، إلا إننا نجد أن الناس كلها تصافح وتُقّبل وهي على ثقه بأنها خالية من أي مرض خامل، ربما تململ الناس من ارتداء الكمامة ورغم فرض عقوبة وغرامة على عدم ارتدائها إلاّ أن البعض لم يعد يلتزم بذلك، عودة المدارس رغم أنها أفضل للتحصيل العلمي للطلبة، إلاّ أنها أيضاً كانت سبباً في انتشار المرض بين بعض الطلبة والمدرسين وعائلاتهم، وقد أوضحت الإحصائيات الأخيرة لوزارة الصحة بأن تجمعات المناسبات الاجتماعية قد تكون السبب الأول لارتفاع أعداد المرضى بالكورونا، وهذا يستدعي وقفة تأملية من أفراد المجتمع الذي باستمراره بتلك التجمعات الكبيرة قد يعرضون باقي المجتمع للحبس في البيوت، وربما نعود لمرحلة الإغلاق بسبب استهتارهم وتجمعاتهم شبه اليومية وبأعداد كبيرة، سواء النساء أو الرجال! ومن ناحية أخرى رغم توفر اللقاح وبدء تطبيق خطة التطعيمات، إلاّ البعض مازال متردداً في أخذ اللقاح، وقد يرفضه بشدة في الوقت نفسه لا يتقيد بالإجراءات الاحترازية ويريد أن تعود الحياة لطبيعتها، ويتذمر من تلك الاحتياطات والشروط. لم توفر الدولة اللقاح لو كان ضاراً بصحة البشر كما أثبتت الاحصائيات في قطر عدم وجود أي أعراض سلبية خطيرة بعد تلقي اللقاح سواء الجرعة الأولى أم الثانية، ولكي تعود الحياة لطبيعتها لابد من أخذ التطعيم لترتاح أنت وليرتاح غيرك ويشعر تجاهك بالأمان! كل مساعي الدولة ومخططاتها وتوصياتها إذا لم نلتزم بها فسنتعرض لكارثة نحن في غنىً عنها، كتلك الكوارث التي نسمع عنها ونشاهد تفاصيلها في الدول الغربية وأوروبا، لذلك لابد من الالتزام بالإجراءات الوقائية وعدم التسيب والاستهتار بها، فإذا كنتَ لا تخشى على نفسك فاحترم خوف الآخرين على أنفسهم وعائلاتهم وكبار السن المرضى، واستشعر الإنسانية، وإلاّ ستقوم الدولة بتلك المهمة وتُبقيكَ في البيت! •في ظل ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا لابد من وقفة ومراجعة لبعض القرارات المختصة بحفلات الأعراس والمعارض والفعاليات والأنشطة المتنوعة في البلد والأفضل ربما إيقافها أو تقليص الأعداد في الفترة الحالية. ‏[email protected] ‏@amalabdulmalik

1414

| 31 يناير 2021

إلغاء المتابعة

من إيجابيات شبكات التواصل الاجتماعي خاصية إلغاء المتابعة من الأشخاص الذين قد نتابعهم وبعد فترة نكتشف أن مبادئهم وطريقة حياتهم لا تتفق وأفكارنا ومبادئنا، وربما تجبرك أحياناً بعض المجاملات أن تضيف أشخاصاً لقائمتك منذ اللقاء الأول أو يجبركَ البعض على إضافته، وبعد أيام تنصدم من المحتوى الذي يقدمه هذا الشخص أو ينكشف لك المستور فتندم من إضافته، فإلغاء الإضافة هنا هي المنقذ من الاستمرار في متابعة ومشاهدة محتوى لا يليق بك ولا يعجبك ولا يضيف لك شيئًا، وتتوفر هذه الخاصية في كل برامج التواصل الاجتماعي، بل تتوفر خاصية الحظر أيضاً التي تسّهل عليك حياتك وتمنع المتطفلين من متابعة تفاصيل حياتك أو إزعاجك. تسمح برامج التواصل الاجتماعي للناس بالدخول لحياتك بعد زر الإضافة وهنا تكون مُعرضاً إما للإعجاب أو للنقد وطالما أنك قبلت بإضافات الآخرين أو تركت حسابك عام فأنت مُعّرض لكل ما يعجبك وما لا يعجبك، فلا تتوتر ولا تقلق وإن كنتَ كذلك فالأفضل أن تجعل حسابك خاصاً أو تحظر كل من يزعجك. من ناحية أخرى الناس متعددة الثقافات والمبادئ والمعتقدات والأخلاق، وكلٌّ يتعامل معك بأخلاقه، ولا يمكنك تعليم الآخرين الأدب في ظل الانفتاح الذي نعيشه وانعدام الالتزام واختلاط كل المبادئ، فما تعتقده خطأ يظنه غيرك صواباً، ولكثرة وتنوع المحتوى تتداخل الثقافات ويصبح كل شيء مألوفاً وعادياً ومقبولاً، وربما أكثر ما يثبت ذلك هو التعليقات الواردة تحت الصور أو التغريدات كم هي صادمة وتبين لك مستويات الثقافة والأخلاق التي ينتمي إليها المستخدم الذي غالباً ما يتوارى تحت اسم مستعار ليتمكن من التجول بين الحسابات وإضافة التعليقات بأي مستوى وإن كان تعليقاً خارجاً عن الأدب، بل البعض لا يفكر حتى بأن صاحب الحساب إنسان ولديه مشاعر وأهل وأصدقاء يتابعونه وقد يقرؤون ما يكتبه المتخفي من كلام جارح والذي يعتبر تَنمراً على الآخرين، ويتناسون مبدأ الحديث الشريف عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر، فليكرم جاره). وللأسف إن بعض الناس أصبحت تتباهى بقول وفعل السوء دون مراعاة لأي ظروف بل دون حياء، وأجد نفسي عاجزة عن تفسير بعض التعليقات التي أمر عليها تحت بعض الصور للمشاهير أو للمواضيع المتنوعة فيكف يجرؤ البعض على التعليق بهذه العبارات الهابطة، وكيف أن هناك بشراً بهذا المستوى من الانحطاط والتفكير القذر! وكيف وصل الناس لهذه الجرأة! وهل فعلاً شبكات التواصل الاجتماعي هي الملامة لأنها فتحت الباب على مصراعيه للمستخدمين دون توجيه، فجعلت البعض يتجرأ في المحتوى، وفي المقابل يأتي الرد من المتابعين أكثر جرأة، ولم تعد هناك حدود فالبعض لا يتجرأ على الأشخاص فقط بل وصلت للحكومات ورؤساء الدول ولنا في ذلك تجربة واضحة خلال السنوات الماضية. كل ماتنطق به أو تكتبه يعكس أخلاقك ومبادئك والقيم التي تعتنقها وكلما ترّفعت عن المهاترات، كلما تميزت بحكمتك، ولك الحق في عرض رأيك ومشاركته مع الآخرين، ولكن ليس لك الحق في التطاول عليهم أو قذفهم أو استخدام ألفاظٍ وعبارات هابطة، خاصة في وجود قانون للجرائم الإلكترونية يعرضك للمساءلة القانونية، فقبل أن تنشر عباراتك توقف لحظة وكرر قراءتها وضع نفسك مكان الآخر، واشعر بشعوره وإذا ما شعرت بإهانة أو تطاول، ألغِ ذلك الرأي أو استبدله بكلمات ذات محتوى هادف وناصح وأخلاقي، لتشعر بالاحترام مع نفسك أولاً وتنال احترام الآخرين ثانياً، أما إذا كنت تفتقر إلى الاحترام والأخلاق فلن يفيد محتوى هذا المقال معك! •قانون الجرائم الإلكترونية يعاقب بالحبس والغرامة كل من يتطاول على المغردين أو مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي لذلك احذر من كل ما يصدر منك لأنك قد تجد نفسك محبوساً بعد شكوى من صاحب الحساب! •من يتمتع بالأخلاق سيتعامل بها أينما كان، سواء في المواجهة مع الآخرين أو خلف الأسماء المستعارة في شبكات التواصل الاجتماعي! •لا تجبر نفسك على متابعة أشخاص يستفزونك أو يقدمون محتوى لا يتناسب وأخلاقك، بكل سهولة ألغِ متابعتهم! [email protected] @amalabdulmalik

3528

| 24 يناير 2021

السياحة إلى أين؟

خلال السنوات الأخيرة احتلت قطر المركز الأول في العديد من المجالات لما تتميز به من جودة تخطيط وإستراتيجية واضحة وعمل مُتقن، فمثلاً حصدت المرتبة الأولى عربيًا والثالثة عالمياً في ريادة الأعمال وفقاً لتقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال والذي يقوم برصد مستويات ريادة الاعمال في جميع أنحاء العالم منذ 21عاما، كما حلت قطر في المرتبة الأولى عالمياً في الأمن والأمان، وفقاً للتقرير العالمي لمؤشر الجريمة في 2020 الصادر عن موسوعة قاعدة البيانات العالمية (نامبيو) التي تعد من أكبر وأشهر قواعد البيانات على شبكة الإنترنت على العالم، وتهتم بتقييم مستوى الجريمة ودرجة الأمان في العالم، وتعد قطر الأولى عربياً في تصنيف المواهب العالمي، كما هي الأولى في مؤشر السلام العالمي 2020 في قائمة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومنذ افتتاح مطار حمد الدولي في 2014 حافظ على لقبي أفضل مطار في الشرق الاوسط وأفضل خدمة موظفين في الشرق الاوسط، كما حاز على المركز الثالث ضمن أفضل المطارات في العالم حسب جوائز سكاي تراكس العالمية للمطارات 2020، وتميزت الخطوط القطرية أيضاً وحصدت جوائز عدة لأفضل شركة طيران في العالم وأفضل درجة أعمال في العالم وغيرها من الجوائز، وفي 2020 حافظت قطر على المرتبة الأولى لعامين متتاليين ضمن أقوى 13 دولة في مؤشر الغذاء، أما في تقرير جودة التعليم فكانت قطر الرابعة عالمياً، كما أن إنجازات الرعاية الصحية عام 2019 وضعت قطر ضمن المراتب الأولى عالمياً في مؤشر الصحة، ناهيك عن اعتبار الدوحة عاصمة الرياضة لتميزها في استضافة البطولات الرياضية العالمية، وها هي تستعد لأهم مونديال عالمي في 2022، وقد تكون الدولة الأولى في العالم التي خصصت يوماً للرياضة تشجيعاً على الاهتمام بالرياضة. كل تلك الإنجازات التي لا تسع المساحة لسردها جميعها نفخر بها ولكننا نأمل أن يكون للسياحة في قطر تمّيز وتصّدر لمراتب أولى، ففي بحث سريع على الإنترنت للسياحة في قطر تجد بروز الفنادق والمجمعات التجارية فقط، في حين لا تجد ترويجياً سياحياً لكثير من المناطق السياحية في قطر التي تحتاج إلى اهتمام وترتيب وترويج لها، فهناك شواطئ كثيرة تحتاج إلى اهتمام أسوة بشاطئ سميسمة مثلاً لتكون مقصدا سياحيا مثل شواطئ دخان والغارية وفويرط والفركية والوكرة، فلو تم إضافة بعض الخدمات والمرافق العامة وبعض الالعاب للأطفال والفعاليات البسيطة وأكشاك المطاعم والمقاهي أو تخصيص أماكن للأسر المنتجة على أطراف الشواطئ وإن كان برسوم معقولة لأقبل عليها الناس ولانتعشت السياحة الداخلية، زكريت مثلاً من المدن الجميلة وبها آثار ومدينة تراثية جميلة يمكن استغلالها سياحيًا بإضافة مرافق ومقاهٍ وفعاليات مثل السينما المكشوفة وغيرها من الفعاليات تكون وجهة سياحية في الإجازة الأسبوعية، قلعة الزبارة كذلك بحاجة إلى بعض المرافق حولها واكشاك المقاهي ليتم استغلال المكان سياحياً ومحل لبيع التذكارات القطرية، تصّرف الدولة ملايين على الحدائق العامة التي تشرف عليها وزارة البلدية، ولكن لا يوجد استغلال سياحي لتلك الحدائق بتنظيم فعاليات جاذبة مناسبة لكل فئات المجتمع قد تكون فنية أو حرفية أو ثقافية وغيرها خاصة في فصل الشتاء والجو المعتدل. تُعّد كتارا الحي الثقافي الوجهة السياحية الاولى في قطر لما تتميز به من تنوع في الانشطة البحرية والبرية والثقافية والفنية وتوفر المطاعم بانواعها وممشى للرياضة وجهة للتسوق، تجربة سياحية متميزة لا تتكرر وتنظيم رائع وعمل متقن وبهدوء ينم عن رؤية وإستراتيجية ناجحة وإدارة واعية تضع المصلحة العامة نصب عينيها، فلماذا لا يتم الاقتباس من تجربة كتارا ومحاولة تنفيذ فعاليات متفرقة في الاماكن السياحية في قطر والترويج لها! تشَبع المجتمع من المعارض التجارية المتكررة التي يشرف عليها المجلس الوطني للسياحية وهم بحاجة إلى الخروج من الصندوق للترويج للسياحة لاسيما ونحن مقبلون على بطولة العالم 2022 ويتوجب عليهم رسم استراتيجية للترويج السياحي وأخرى للفعاليات خاصة وأن الدولة مليئة بمناطق مهمة يجب تسليط الضوء عليها والترويج لها لتحظى بإقبال العامة. أتوقع لو كان هناك تنسيق فعّال بين البلدية والمجلس الوطني للسياحة ووزارة التجارة والصناعة وربما كتارا لكانت المخرجات السياحية أكثر حيوية وإقبالاً من الجمهور ووصل صيتها خارجاً، أكثر من أن يكون دور السياحة مجرد تحصيل رسوم من بعض المشاريع السياحية الصغيرة مثل مراكب الكورنيش ومحلات تأجير البطابط في سلين مثلا، وفي المقابل لا تقدم لهم أية تسهيلات ولا خدمات ولا ترويج لمشاريعهم السياحية!. •لا يجب الاعتماد على الفنادق والمجمعات التجارية كواجهة سياحية بل لابد من وضع سياسة سياحية دائمة يمكن استغلالها في الصيف والشتاء، وتنفيذ فعاليات وأنشطة سياحية تروج لمدن ومناطق جميلة في قطر كل ما تحتاجه الاهتمام والتخطيط السليم! •كلنا يعاني من ارتفاع أسعار المنتجعات في قطر ولهذا لابد من تجهيز الشواطئ الممتدة على شبه الجزيرة القطرية وتجهيزها سياحياً وتوفير المرافق العامة ولا مانع من فرض رسوم معقولة والترويج عنها بحملات إعلامية مُنظمة!. [email protected] @amalabdulmalik

2133

| 17 يناير 2021

التقليد الأعمى

في عصر تتصدر فيه برامج التواصل الاجتماعي وتحتل حيزاً كبيراً من اهتماماتنا فإن تأثر البعض خاصة الفئة المراهقة أصبح واضحاً، والبعض أصبح مهووساً بتفاصيل حياة المشاهير ونجوم التواصل الاجتماعي، أو تلك الشخصيات العادية والتي فجأة أصبحت لامعة، وأغلب المشاهير لا يبالون لتنوع ثقافة المتابعين وتباين أعمارهم فلذلك يقدمون محتوى يناسبهم، ويعرضون حياتهم بأدق تفاصيلها غير مكترثين بمن يتأثر بهم أم لا، في الوقت نفسه يتأثر بعض المتابعين بشكل مباشر وسريع وقد يصل لحالات مرضية تُدخله في صراع مع نفسه ومبادئه وإمكانياته ومجتمعه، وهنا تكمن الكارثة التي قد يكون سببها نجوم برامج التواصل الاجتماعي والاستخدام غير المسؤول لها. بعض مستخدمي التواصل الاجتماعي يعرضون يومياتهم وتفاصيل رحلاتهم وممتلكاتهم الفارهة وسفراتهم المتعددة والأماكن والمقاهي التي يترددون عليها، والمتاجر الغالية التي يشترون منها ملابسهم ويكملون أناقتهم، وقد يقومون بذلك مجاناً من باب عرض اليوميات أو مدفوعة الأجر، فالبعض قد لا يحب الماركة الفلانية ولا العطر الفلاني ولكنه يروج عنه من أجل الإعلان، ويتهافت متابعوه لشرائه أو اقتنائه دون تفكير في ذوقهم أو مدى مناسبته لهم أم لا وبعضهم قد ينصدم من ردائه المنتج أو أكل المطعم وغيره، والبعض قد يتأثر بسيارة أحد النجوم ويضع على نفسه ديون لا تحصى فقط من أجل التقليد والتباهي بأنه اشترى نفس المشهور الذي قد يكون حصل على السيارة هدية! البعض يذهب لمطعم فيطلب كل المنيو وقد لا يأكل نصف الكمية فقط تقليد لأحدهم، تأثّر بعض المتابعين بالمشاهير فيلجؤون لعمليات التجميل والتقليعات الغريبة التي يقومون بها فيعرضون أنفسهم وصحتهم للخطر، أسلوب الكلام وتصنع نبرة الصوت واتباع سلوكيات دخيلة على عاداتنا من الجنسين كلها نتاج لتأثرهم بنجوم التواصل الاجتماعي ومحاولة تقليدهم، والمشكلة أن أكثر المتأثرين هم المراهقون ويعتقدون أن حياة هؤلاء النجوم مغرية ومثيرة ويتمنون أن تكون حياتهم مثلهم وللأسف أن الكثير يجهل أن بعض النجوم يمثلون ويتصنعون ما يظهرونه في التواصل الاجتماعي وحياتهم الطبيعية مختلفة تماماً، فبعضهم يتبنى أفكاراً ويروج لمبادئ لا يعتنقها ولا يطبقها في حياته وذلك ليزيد من عدد متابعيه أو ليشتهر وتصدمك أفكاره وتصرفاته لو قابلته شخصياً!. نعرض أنفسنا لضغط نفسي إذا ما قارنا حياتنا مع الآخرين وحاولنا تقليدهم في أسلوب حياتهم وسفراتهم وذوقهم، فظروفهم تختلف عن ظروفنا، كما أن إمكانياتنا متفاوتة ولا يوجد ما يجبرنا على تقليد الغير أو الاقتداء بهم، ويجب أن تكون تصرفاتنا نابعة من ثقة في قدراتنا وقناعة باحتياجاتها لا تقليدا للآخرين أو غيرة منهم ولا خوفاً من كلام الناس!. * لا مشكلة من متابعة المشاهير في التواصل الاجتماعي والتعرف على تفاصيل حياتهم، ولا مانع من الاستفادة من المواد التي يعرضونها إن كان لها قيمة، ولكن الخطأ التأثر بهم دون تفكير وتقليدهم دون قناعة!. [email protected] @amalabdulmalik

9877

| 10 يناير 2021

الخوف من القادم

انتظرنا نهاية عام 2020 منذ شهوره الأولى وبداية أزمة فيروس كورونا "كوفيد - 19"، الذي حجرنا في البيوت وفرض علينا قيوداً لم نفكر فيها من قبل، بل وأدخل عادات جديدة في تصرفاتنا وسلوكياتنا مع الآخرين، وزرع في نفوسنا الخوف، الخوف من المرض، الخوف من الناس وإن كانوا الأقرب لنا، والخوف من القادم، انعدمت الثقة في المحيطين بنا، وبمجرد عطسة أو كحة أحدهم ينتابنا الخوف ونردد (ها يمكن كورونا)، اختلطت علينا أعراض الأنفلونزا و"كوفيد - 19"، ومن شدة الخوف أصبحنا نهاب أي أعراض وإن كان زكاماً، ومع دخول موسم الشتاء زاد الذعر أيضاً، فرضت علينا الأزمة في بدايتها التباعد عن الناس حتى أفراد البيت الواحد، وكان من يخرج من البيت وكأنه ارتكب إثماً كبيراً، كان الذهاب للجمعية الأكثر ذرعاً، فكنا نُعقم كل ما نشتريه قبل إدخاله المنزل، أهلكت المعقمات أيدينا وتسببت بحساسية للبعض، تحولت معظم المُدن إلى مدن أشباح خلت من الناس ومن الحياة، وحل السكون على الطرقات وأقفلت المحلات وبارت السلع، والأكثر تأثيراً على معظم الناس حرمانهم من السفر، فقد عُلقت رحلات الطيران بل وأغلقت المدن فلا جدوى من السفر، خضنا تجربة العمل عن بُعد وتحولت غُرفنا إلى مكاتب، واجتمعنا افتراضياً، وتجّمدت الأشياء حولنا، وطال الجمود مشاعرنا، وأصبحنا أكثر أنانية نفكر بأنفسنا فقط وكيف نتجنب المرض، وإن سمعنا بمرض أحدهم وكأن مصيبة حلت عليه، خُنقنا بارتداء الكمامات وتخفينا وراءها، بل وعاقب على عدم ارتدائها القانون، تغير مسار الحياة بشكل كامل على المستوى الشخصي والأسري والمجتمعي والعملي والعالمي، واختلفت معالم الحياة وروتينها وأصبحت أكثر بساطة وتعقيداً في الوقت نفسه. ومنذ أن انتشر فيروس كورونا والمجتمعات في كل مكان تبحث عن لقاح وتنادي بضرورة توفر اللقاح، في الوقت نفسه تحركت الشركات العالمية لاختراع هذا اللقاح الذي يقينا من هذا الفيروس، وكُنا ننتظر طول عام إنتاج هذا اللقاح، وها هو اللقاح توفر بشكل معجزة، ففي أقل من عام وقبل نهايته توزع اللقاح على معظم البلدان، وبدأت الآن تساؤلات جديدة حوله، خاصة بعد انتشار فيديوهات عبر شبكات التواصل الاجتماعي لمختصين غربيين يحذرون من اللقاح وعدم أمانه وجاهزيته وعدم إجراء الاختبارات السريرية الكافية عليه، ورغم إلحاح الناس على اللقاح إلاّ أنه وبمجرد توفره انقسم الناس إلى مؤيد ومعارض بشدة، البعض أقبل على التطعيم وأخذ اللقاح والبعض يعيش في حيرة وحذر وخوف من النتائج السلبية لهذا اللقاح على المدى البعيد. ومنذ بداية أزمة فيروس كورونا كانت خطط دولة قطر مدروسة مما لم يسمح لانتشار المرض بشكل كبير، وقد وصل الذروة فعلاً وارتفعت الأعداد ولكن لشهور ظل المرض تحت السيطرة بفضل الإجراءات الوقائية المتبعة سواء في العمل أو الأماكن العامة وغيرها، ولم تحرص الدولة على توفير اللقاح إن لم يكن آمناً، فمصلحة المواطن وصحته دائماً تأتي في الأولوية، لهذا علينا الوثوق في صنّاع القرار، وإذا كان هذا اللقاح سيعيد لنا حياتنا الطبيعية ويغنينا عن الكمامة ويسمح بالتنقل والسفر بأمان ويبدد شبح كورونا عنا فيفترض أن يحرص على أخذه الجميع. كَثر الحديث واللغط حول فيروس كورونا "كوفيد - 19" الذي طّور من نفسه في أقل من عام وظهر "كوفيد - 20"، ولا نعلم إن كان فعلاً هو فيروس طبيعي أم أنه نتاج مختبرات تسعى لتدمير البشرية، وبغض النظر عن ذلك فهو فعلاً فيروس فتاك ليس على صحة الإنسان الجسدية بل النفسية لتأثيره السلبي على نمط حياتنا وتغيير مشاعرنا، فحفظنا الله وإياكم من شر الأمراض والأسقام وجنبنا الوباء ورفع البلاء. [email protected] @amalabdulmalik

1815

| 27 ديسمبر 2020

للضرورة أحكام

مرت شهور عام 2020 ثقيلة على البشرية، وطغت علينا مشاعر الخوف والتوجس والترقب بسبب جائحة فيروس كورونا كوفيد-19، وتغيرت أنماط حياتنا بل تفكيرنا ونظرتنا تجاه الأمور، عملنا عن بُعد من المنزل، وحُبسنا في البيوت، وأصبحنا نخشى الآخرين ومن فيهم عائلتنا، مُنعنا من السفر وممارسة حياتنا بشكل طبيعي، تعّلقنا بهواتفنا لملاحقة آخر أخبار تطّور الفيروس وانتشاره وترقّبنا اللقاح، الذي لا نعلم ما خطورته وانعكاسه على حياتنا في المستقبل، شُلّت الحياة بأكملها لأشهر، بل توقفت الصلاة في المساجد وخَلت الكعبة من المعتمرين والمصلين، ومهما وصفنا تلك الفترة وصعوبتها لن نستطيع أن نعّبر عن بشاعتها، وقد يكون الوضع أحسن حالاً هذه الأيام هنا في قطر، إلاّ أن بلدان أخرى أُقفلت من جديد نتيجة ارتفاع حالات المصابين بالكورونا، ومازالت أعداد الموتى في ازدياد نتيجة ذلك، وقد يكون السبب في عدم التقّييد بالتعليمات أو فرض عقوبات حازمة كما هي سارية في قطر، ولكن ما نخشاه هو انفتاح كبير، خاصة فيما يخص المعارض، فنجد أن الإقبال على المعارض كبير، وللأسف لا يتم تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، كما أن المنتجات يتم لمسها من أكثر من شخص ولا يتم تعقيمها بالشكل المأمون، وفي أحد المعارض أكتظ الزبائن في المعرض مما اضطر إدارة المعرض لإغلاق أبواب المعرض مؤقتاً، ناهيك عن أن بعض المنتجات يجب تجربتها مثل العطور مثلاً، وأعتقد أن ذلك غير آمن فالبائع يمسك زجاجة العطر دون تعقيم ويناولها للزبون الذي بدوره يضعها قريب من أنفه ويتنفسها ويعود يناولها للبائع، فتخيل كم زبون لَمَس العطر وشمه! كما أن الزبون يضطر إلى إنزال الماسك الوقائي ليشتم العطر وهذا يعارض قانون ضرورة ارتداء الماسك في الأماكن العامة، وكان هناك بعض الاستثناءات لبعض المشاهير الذين حضروا من الدول المجاورة فلم يخضعوا للحجر كالمواطنين القادمين من السفر، ولم يتقّيدوا بلبس الكمامات، فهل تلك المعارض مهمة جداً لدرجة ممكن أن تضر بصحة الآخرين وربما تتسبب بكوارث! بالتأكيد أن التّجار بحاجة إلى إنعاش تجارتهم بعد أزمة كورونا والتي استمرت لعام وربما تطول، ولكن أعتقد أن التروي ودراسة مشروع المعارض بشكل مفصل أمر مطلوب، والمخاطرة بدعوة ضيوف من خارج البلد أمر لابد من دراسته وأخذ كل الاحتياطات اللازمة قبل ذلك، في الوقت الذي لم نشهد فيه دعوة نجوم قطر إلى الدول الأخرى لحضور معارض أو فعاليات! خلال الإجازة الأسبوعية تم تناقل فيديو لغفير من الناس المشاركين في المعارض مجتمعين في أحد الفنادق لإجراء فحوصات كوفيد-19، الفيديو أظهر العشوائية وعدم الترتيب والفوضى، واكتظاظ الناس على بعضهم دون ترتيب مما يسمح لكورونا بالانتشار بشكل كارثي إن كانت موجودة، كما أن الفحوصات أُجريت بعد افتتاح المعارض وأعتقد أنه إجراء متأخر وينم عن عدم تنظيم، لذلك كان لابد من وضع دراسة دقيقة قبل الشروع في الموافقات على إقامة المعارض، فالوضع الصحي المُعلن في استقرار لعدد الحالات ونتطلع لانخفاضها أكثر، ولكن قد تكون المعارض سبب لعودة موجة جديدة من المرض، خاصة وأن الطقس في تَقّلب ودخول فصل الشتاء وارتفاع عدد الإصابات بالإنفلونزا الموسوية أو أي فيروسات أخرى! •أتفّهم تعّطش التجار لإنعاش تجارتهم وإقامة المعارض، ولكن صحة المجتمع والمحافظة على عدم انتشار فيروس كوفيد-19 أهم من التجارة التي يمكن استمرارها بشكل افتراضي كما تحولت الحياة كلها عن بُعد في بداية الأزمة! [email protected] @amalabdulmalik

2205

| 29 نوفمبر 2020

من يراقبك؟

هل فكر أحدكم يوماً أنه فعلاً مُراقب، وإن لم يكن شخصية عامة مشهورة ولا سياسية ولا مستهدفة؟ نعم فالجميع مُراقب مهما كنتَ صغيراً أم كبيراً، تشغل وظيفة عادية أو حساسة، وأينما كنت ومع من تكون فأنت مراقب، ولا أقصد المراقبة الأمنية هنا، بل مراقبة الناس لك ولتصرفاتك وأفعالك في أي مكان تكون به. بعد أن أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، أصبحت حياتنا مكشوفة على الآخرين، وانعدمت الخصوصية، فأصبحنا لا شعورياً نوّثق كل تحركاتنا والأماكن التي نكون بها ومن بصحبتنا وننشرها عبر الشبكات، أصبحت أفكارنا ومشاعرنا متاحة للآخرين وبسهولة يمكن معرفة وضع مزاجك إن كنت سعيداً أم حزيناً أم مكسوراً، وربما أحدهم يتعاطف معك بكلمة طيبة والغالبية سيعّلقون على ما تنشر وربما يتشمتون بصمت ويتناقلون حالتك مع أصدقائهم دون علمك وتكون حديث المجالس، البعض يدقق ويفسر كل كلمة تكتبها ويحاول في خياله نسج قصص حول ما بين السطور في كلماتك أو تغريداتك ومحاولة اكتشاف من المقصود، وقد يتسبب بأذى لك، لأنه ذهبَ لأحدهم ووشى بأنه هو المقصود، وبذلك يَخلق عداوة بينكما مبنية على افتراض، لا سيما وأن (المُتسببين) عليك كما نقولها بالعامي كُثر وهم حولك ولا تشعر بهم. هناك مراقبة من نوع آخر تتوجب عليك الانتباه لتصرفاتك أينما كنت، وهي مراقبة البشر لك، فقد تكون في مطار، جامعة، مطعم، طريق عام، سيارة، محلات تجارية وغيرها من الأماكن وتتصرف بطبيعتك ولكنك تثير فضول الآخرين مما يجعلهم يراقبونك، فقد تكون طريقة أكلك غير لطيفة فينتبه لك الآخرون، وربما صوتك عالٍ وأنت تروي قصص بطولاتك، أو ربما تشاهد مقاطع فيديو أو تتابع سنابات أحدهم بصوت مرتفع فيراقب أحدهم تصرفاتك، قد تتصرف تصرفات غير لائقة مع الجرسون في المطعم، أو تقوم بتصرف خال من الأدب، وربما تقوم بتصرف غير مقبول في كافيه، كأن تُرضع أم طفلها وهي على طاولة الطعام وزوجها يساعدها على ذلك دون حرج وإن كانت تضع خماراً يغطيها، فالمكان غير مناسب لمثل هذا التصرف، وكان يمكنها البحث عن مكان هادئ بعيدا عن أعين الناس وليس بين طاولات الكافيه المزدحم!. تصرفاتنا تعكس ثقافتنا وأخلاقنا ومبادئنا، وكلما كانت تصرفاتنا محسوبة في الأماكن العامة قل النقد علينا، ولم نخضع لمراقبة الناس الذين يدفعهم فضولهم أحياناً للبحث عن هويتك ومن تكون، لأنك قمت بتصّرف مشين أو لافت للنظر، وبعدها لن يتركوك في حالك وستكون قصة الموسم في المجالس!. هذا بالإضافة إلى أن ما تقوم به قد يتم توثيقه دون علمك وتداوله عبر شبكات التواصل الاجتماعي (وإن كان ذلك يعّرض الشخص للمساءلة القانونية وفقاً لقوانين البلد)، ولكن الحذر واجب في كل ما نقوم به ونحن خارج المنزل، وعندما تجلس في مكان عام تأكد من حولك، وأن قصصك لن يسمعها إلاّ من معك، فعندما يكون صوتك عالياً سيعرف من حولك مأساتك وسيسمع نميمتك على فلان أو علاّن، وسيعرف مخططاتك القادمة، فانتبه لتصرفاتك ولا تتصرف وكأنك في البيت ولا أحد بجانبك على اعتبار أنها حرية شخصية. أبناؤك أيضاً مراقبون، فعندما تجلس في أحد المطاعم والأماكن العامة مع أصدقائك وتتجاهل ما يفعله أبناؤك من إزعاج للآخرين فأنت مراقب، أو يكون المكان هادئاً وتأتي بطفل لا يكف عن الصراخ أو الصياح أو اللعب بألعاب لا تصلح لهذا المكان فأنت مُنتقد وأنت تنتهك حرية الآخرين، ولهذا عليك أن تنتبه لتصرفات أبنائك عندما تكون في مكان عام ولا تستمتع بوقتك على حساب الآخرين الذين يتأذون من إزعاج أبنائك. • مراقبة تصرفاتنا واجب محّتم علينا، حتى لا نتعرض للنقد ولا نزعج الآخرين، فنحن أحرار ولكننا لا نعيش في العالم بمفردنا وعلينا احترام الآخرين. • تصرفاتك تعكس أخلاقك، فأنت تحدد ما يظهر للآخرين منك. [email protected] amalabdulmalik@

3589

| 22 نوفمبر 2020

القيادة حكمة

يسعى البعض إلى تَقّلد المناصب بأي شكل كان ومهما كان الثمن، والبعض قد لا يملك المؤهلات لذلك المنصب ولا الخبرة الكافية إلا أنه (يَحشر) نفسه ليستحوذ على منصب ما، وتلعب المحسوبية والوساطة وأحياناً المعرفة والصداقة دوراً في ذلك، لذلك نجد عددا ممن يشغلون مناصب مهمة ليسوا أكفاء لها، وهي أكبر بكثير من إمكانياتهم وخبراتهم، وهذا ما يجعلهم يتخبطون في إدارتهم، وعندما يتخبط المسؤول يضيع الموظفون بين قرار والآخر، فنجدهم يصدرون قرارات غير مدروسة نابعة من مزاجية أو رأي أحدهم ممن ينقصه الخبرة أيضاً، وبعدها يتم التراجع عن ذلك القرار ليتم استبداله بقرار آخر يناقض الأول، ناهيك عن التفنن في اتباع سياسة "فرق تَسد"، فنجد المسؤول يُقسم الموظفين إلى مجموعات ويشحنهم على بعض، ويحاول تشويه سمعة فلان على حساب فلان، ويَشعر كل موظف بأنه الأقرب له وأن الآخر مكروه وغير مهني، وأنه الأقرب للإدارة، فتنشأ العداوات والبغضاء بين الموظفين بسبب الإدارة الفاشلة التي لا تتردد في التخفي وراء الموظفين وتحملهم الأخطاء والقرارات الفاشلة، ولا تحاول تحمل المسؤولية في حالة الخطأ، في حين تنسب لها النجاح دون أدنى تفكير في الموظفين وإنجازاتهم وتقدير مهامهم. عندما تكون الإدارة متخبطة وغير مستقرة وتتعامل بمزاجية، وتسمح للتدخلات الخارجية، وتفتح أذنها لكلام الواشين، فإن ذلك ينعكس على البيئة العامة في العمل، ونجد أن الموظفين يدخلون مرحلة التوجس من الآخرين ويدب الشك فيما بينهم على بعض، وتنعدم الثقة وتقل دافعية العمل ويُقتل الإبداع ويكثر الإحباط، فقد تتم الموافقة على مشروعك وتبدأ في العمل فيه ولكن يتقلب مزاج المسؤول فتذهب أحلامك مع الريح، وتعود لنقطة الصفر، عندما تكون الإدارة غير واعية لنوعية عملك فإنها تفرض عليك مهام لا تناسبك، وتخلق بداخلك التردد ويتبدد لديك الطموح، فتنهار المؤسسة من الداخل وينخر السوس كل ارجائها نظراً لسوء الإدارة. وأخطر ما قد يواجه الإدارة الفاشلة الشخصيات الوصولية، التي تتقرب من الإدارة وتتعرف على نقاط الضعف لديها، ومن ثم تقتنص الفرص لعزل المسؤول عن كل من يحاول التواصل معه ليكون هو في الواجهة، ويقوم بمهام المسؤول فيسحب الصلاحيات مع الأيام ليتهيأ للإحلال مكانه، قد يعتقد البعض أن ذلك ذكاء مهني، ولكن للأسف هذه الوصولية بعينها وخيانة للأمانة وانعدام للنزاهة، فالحق أن تصل بخبرتك وبمعاملتك الطيبة وبتسلسل إداري نظيف وأن تكون أُولى أولوياتك مصلحة المؤسسة وتهيئة البيئة الصحية للموظفين؛ ليعملوا في جو من الود والألفة والتعاون والتنافس الشريف، ودون ذلك فإن الإدارة فاشلة مضموناً وإن كانت ناجحة في خلق جو من الخوف والرهبة وانعدام للثقة في بيئة العمل. • قطر تستحق الأفضل من أبنائها، فهل تأملتم هذه الجملة الجميلة، وهي وصية لنا جميعاً بالحفاظ على بلدنا بالقيام بواجباتنا دون استغلال للسلطة ومترفعين عن الفساد، أم إن البعض يعيش عالماً فاسداً تطغى عليه المصلحة الخاصة، ويرفع الشعارات الوطنية رياء؟!. ‏[email protected] ‏@amalabdulmalik

1980

| 01 نوفمبر 2020

وردة الحياة

طالما نادى الغرب بحماية المرأة من العنف بكل أشكاله وبوقف استغلالها، ومنذ تأسيس الأمم المتحدة في أكتوبر 1945، جعلت المرأة من أولوياتها وأعلنت الاهتمام بقضايا المرأة وحمايتها من العنف وعدم المساواة. في نوفمبر 1948 ورد في الإعلان التاريخي: ( يولد جميع الناس أحرار ومتساوون في الكرامة والحقوق، ولكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أي نوع، ولاسيما التمييز بسبب ( العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة وغيره)، وفي عام 1975 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة السنة الدولية للمرأة، ونظمت مؤتمراً دولياً لأول مرة معّني بشؤون المرأة، وقد عَرّفت الأمم المتحدة العنف الممارس ضد المرأة بأنه: أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه أذى أو معاناة للمرأة من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء في الحياة العامة والخاصة. ورغم ذلك إلاّ أن أعداد النساء اللواتي يتعرضن للعنف حول العالم في تزايد ناهيك عن تلك الحالات التي تتعنف وتصمت ولا يمكنها الشكوى لعدة اعتبارات منها: الجهل أو الخوف المجتمعي أو اليأس من عدم وجود حلول ناجحة. يؤكد موقع هيئة الأمم المتحدة أن من 1-3 نساء في العالم تعرضّن لعنف جسدي على الأقل لمرة في حياتهن، وحوالي 30% تعرضن لعنف قبل الزواج، و70% من النساء يتم الإتجار فيهن، و37% من النساء في العالم العربي تعرضن لعنف جسدي أو جنسي على الأقل لمرة واحدة. وتتعرض المرأة للعنف لعدة أسباب اجتماعية وسياسية واقتصادية ولعّل الجهل والفقر والحروب أهم الأسباب، ورغم كل ذلك الاهتمام الذي توليه المنظمات العالمية بالمرأة إلاّ أنها مازالت تُهان وتتعرض للاستغلال ولعّل المتابع للأفلام الوثائقية أو العالمية الأجنبية يستطيع تمييز حجم مأساة المرأة في الغرب، ومدى تعرضها للتحرش والاستغلال والعنف بكل أنواعه واستخدامها كسلعة تُباع وتشترى، ويتم توظيفها في أبشع وأقذر الأعمال دون احترام لإنسانيتها وحريتها في الاختيار، وقد شاهدت "وثائقي" مؤخراً عن طفلة لم تتجاوز السادسة عشرة وكيف تم الاعتداء عليها من محارمها، وكيف حُرمت من تعليمها ومن العيش بحياة كريمة، وكيف أن حتى القانون لم ينصفها ؛ فعاشت مشتتة مع أطفالها غير القانونيين!. من الناحية الأخرى ومنذ نزول القرآن الكريم، حفظ الدين الإسلامي حقوق المرأة وكرّمها وأوصى بمعاملتها اللينة الطيبة، وحث على عدم استخدام العنف وسوء المعاملة، ونادى بالإحسان، ونظّم طريقة التعامل معها وبَيّن محارمها، وما واجباتها وما واجباتهم تجاهها، ومنعها من كل ما قد يعرضها للاستغلال والعنف والتَحرش وإهدار الكرامة، ولم يمنعها من التمتع بحقوقها مثل التعليم أو العمل أو غيره، وإن كانت هناك أية ممنوعات أو قوانين تحد من حرية النساء أو تعرضهن للعنف من وجهة نظرهن فهي قوانين عائلية تندرج تحت العرف والعادات. تعتقد بعض النساء العرب والخليجيات أن المرأة في الغرب مُصانة ويتخذن منهن أمثلة رائدة، ويجهلن كم الأذى النفسي الذي قد تتعرض له المرأة منذ بلوغها سن الـ 18سنة، وبداية اعتمادها على نفسها وخروجها من محمية الأهل، وما قد تتعرض له لتتمكن من العيش دون اللجوء لأحد من عائلتها وكم الاستغلال والتنازلات التي قد تقدمها لتعيش وربما دون أدنى كرامة، فَهَلاّ شكرنا الله على إسلامنا وعلى نظام حياتنا الذي يحفظ عزّتنا ويجعلنا نتمتع في كل مراحل حياتنا، واقتنعنا بطريقة حياتنا وآمنّا بقوانيننا الإلهية التي تحفظنا وتوقفنا عن المناداة بحياة الغرب!. •منظومة الأسّرة حماية لكل إنسان وليس للمرأة فقط، ويمكن معالجة الرغبات والاحتياجات بشتى الطرق مع الأهل عوضاً عن الحلم بالعيش حياة الغرب المرعبة!. •النساء كالورود تُطرز الحياة بالجمال، وتَفوح منها رائحة العبير، وتتفانى لإسعاد الآخرين، ولا تستحق إلاّ كل تقدير واحترام من ذاتها أولاً ومن حولها ثانياً فهي وردة الحياة. ‏[email protected] ‏@amalabdulmalik

1643

| 18 أكتوبر 2020

عّود نفسك !

تصرفاتنا وأفكارنا عبارة عن عادة نعتاد عليها بشكل تلقائي، وقد تبدأ هذه العادة منذ الصغر وتكبر معنا، لذلك يُنصح دائماً بحسن تربية الصغار وغرس القيم الأصيلة فيهم وتعليمهم العادات الصحيحة وطريقة التفكير الإيجابية؛ لأنهم أن اعتادوا على ذلك سيحملون هذه العادة معهم طول العمر وتنعكس على تصرفاتهم مع الآخرين، وقد يورثونها لأبنائهم، هل تساءلنا يوماً عن طبيعة تصرفاتنا وأفكارنا كيف تكونت؟ هل تفكّرنا يوماً في عاداتنا اليومية شرب القهوة الصباحية مثلاً؟، كيف اعتدنا على ذلك ومن أين بدأت هذه العادة؟. ومن هذه السلوكيات العامة إلى طريقة التفكير والتحكم في الانفعالات فهي كذلك عبارة عن عادة نكتسبها مع الأيام، فمثلاً أن يكون الشخص عصبياً وكثير الغضب هو بالتأكيد لم يُولَد عصبياً ولكن مع الأيام عُوّد نفسه على الانفعال السريع والغضب، ولو أنه وجد من يهدئ من نفسه ويعّوده على الهدوء لكان هادئاً، مثال آخر حول القلق، لماذا نشعر بالقلق والبعض منّا يصل لحالة مرضّية من شدته؟، فكرة أخرى حول الشكوى نجد أن البعض دائم الشكوى وبمجرد ما يقابلك يبدأ في الشكوى حول مرضه، أو حول أبنائه أو وضعه الاجتماعي والوظيفي وغيره، ومن العادات السيئة المنتشرة ملاحقة الغير وحسدهم على حياتهم وعدم التأمل في حياته والاستفادة من الخيرات التي ينعم بها وعدم حب الخير للغير، وللأسف هذا ما يشحن النفوس تجاه الآخرين، ويجعل الشخص سلبياً وغير قانع بما أعطاه الله تعالى من نِعْم واستغلال خيراته بشكل مرضٍ. في الحياة يجب أن نعتاد على أفكارنا ومبادئنا كما نعتاد سلوكياتنا، فنحن قد نُحب أحدهم بعد الاعتياد عليه، وبإمكاننا الاعتياد على السعادة؛ إن برمجنا أنفسنا عليها، كما نستطيع الاعتياد على الرضا والقناعة إن تأملنا كل ما لدينا وعرفنا كيف نستمتع بها وإن كان قليلاً، فالبعض يمتلكون ثروات طائلة لكنهم ليسوا سعداء والعكس صحيح، التفكير الإيجابي عبارة عن عادة كلما استخدمناها تعّودنا عليها، الهدوء والتحكم في الغضب والانفعالات عادة كلما سيطرنا على هذا الشعور كلما استطعنا التخلص منه وغيرنا أنفسنا، ويمكن أن يحدث ذلك بسهولة مع قليل من التمرين إلى أن يصبح عادة ستقوم بها تلقائياً، فمثلاً عندما يمر أمامك موقف يثير غضبك ابتعد عن هذا الموقف، وانشغل بأمر آخر ولا تترك مجالاً لكثرة النقاش الذي سيؤدي لارتفاع ضغطك وبالتالي عصبيتك، ردد بعض الأدعية المريحة وكرر الاستغفار وستهدأ وبإمكانك تغيير وجهة نظرك في الموضوع دائماً، عندما تكون تعودت على الشكوى اكبح جماح نفسك وقرر أن تغير أسلوبك، وعندما يسألك أحدهم عن حالك وصحتك قُل الحمد لله وتكلم بإيجابية وغيّر الموضوع لآخر، وتيقن بأنك لستَ الوحيد المريض أو الذي لديه مشاكل، فالكل يعاني من آلام بشكلٍ أو بآخر، حاول أن ترى نصف الكأس الممتلئ وتجاهل الفارغ منه، فاستمتع باللحظات التي يكون فيها أبناؤك وأصدقاؤك حولك ولا تتأمل الوقت الذي كانوا منشغلين فيه، لأنك أنت أيضاً تنشغل عنهم في أوقاتٍ أخرى، لا تردد أنك محروم من أمر ما، بل تذكر أنك كنت تحصل عليه وبغزارة قبل فترة وأنه الآن لديك أمور أخرى تشغلك أو حصلت عليها لم تكن في الحسبان، لا تندب حظك لأنك لم تتزوج أو لم يستمر زواجك، أو لأنك لم تُرزق بالذرية فأنت لا تعلم أين هو الخير الذي يُخبئه لك الله تعالى. * كُن راضياً بما لديك وتأمل الخير حولك وانظر للصورة الكاملة دائماً وتجاهل صغائر الأمور وتَرّفع عن التدقيق في بعض الأمور التي قد تألمك أكثر من أن تسعدك. * إن كنت لا تجرؤ على تغيير وضع ما يؤرقك، تعايش معه وحاول الاستفادة من الإيجابيات التي يحتويه وتجاهل باقي الأمور المزعجة حتى ترتاح أنت وتشعر بالطمأنينة، لأنك عندما تتألم ستكون وحدك ولن يشعر بألمك أحد ولن يستطيع أحد إزالة ألمك إلاّ أنت، فأنت من تختار كيف تكون حياتك!. [email protected] @amalabdulmalik

1821

| 11 أكتوبر 2020

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4566

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

3387

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1356

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1197

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

1104

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1059

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

885

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

852

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

765

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

693

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
كورنيش الدوحة بين ريجيم “راشد” وعيون “مايكل جون” الزرقاء

في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...

633

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النعمة في السر والستر

كيف نحمي فرحنا من الحسد كثيرًا ما نسمع...

615

| 30 سبتمبر 2025

أخبار محلية