رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يتغير الكون من حولنا بشكل مستمر، وحدثت ومازالت تحدث التغييرات المناخية والكونية والطبيعية، كل شيء حولنا يتعرض للتغيير، الطرقات والأماكن التي تعّودنا عليها، الاشخاص في حياتنا يتغيرون يذهب البعض ويأتي غيرهم، تحدث الحياة تغيرات مستمرة في تفاصيل حياتك، وتنذرك بعض الأحداث بضرورة التغيير في نفسك، ربما تمر عليك مئات المواقف ولا تتغير، ولكن حتمًا سيأتي موقف سيغير مفاهيمك وستصل إلى قناعة التغيير وستتغير. التغيير سُنّة الحياة، كما أنه صحي ويبعث على التجديد لذلك فنحنُ نغّير في مقتنياتنا وملابسنا وأماكن سفرنا وكل أمورنا، ولكن نتوقف عن تغيير أنفسنا بسهولة في حين أننا نطالب بتغيير سلوكيات من نتعامل معهم، إلاّ إننا لا نعي تماماً ضرورة تغييرنا، الأزواج يسعون لتغيير سلوكيات بعض ليكونوا كما يرغبون، والآباء يلحّون لتغير صفات أبنائهم ليجعلوهم نسخة منهم، والأصدقاء كذلك، فالنفس البشرية تميل إلى التحكم بالاشياء وبالناس الذين تتعامل معهم، وتتمنى أن تُسيرهم حسب رغباتها ولكن هذا ضرب من المستحيل. يمر الإنسان خلال مراحل حياته بالعديد من الظروف التي تُشكل شخصيته منذ صغره مرورًا بفترة مراهقته إلى شبابه وتقدمه في السن، ولكل مرحلة مزاياها في شخصيته، وقد يغير سلوكياته بسهولة وفقاً للمؤثرات حوله أو أنه يتمسك بمبادئه، صحيحة كانت أم خاطئة إلى أن يصل لتلك القناعة التي يتغير فيها، وقد تكون نتيجة موقف مؤثر أو خيبة أمل أو صدمة قاسية وغالباً قُرب من الله وتأمل في ملكوته وسلام داخلي للنفس تكون قابلة التغيير دون سعي منها، فعندما يُلح الشخص على أمر ما ويظل يفكر به كثيراً لا يحدث ما يتمناه، في حين انه إذا ما ترك الأمر لله وأشغل نفسه بأمور أخرى يتحقق له ما كان يتمناه أو يعوضه بما هو أفضل منه ويرضيه أكثر مما كان يتوقع. من أصعب الأمور التي قد تواجهها التغيير في نفسك، خاصة عندما يُلح عليك البعض بوجوب تغيير هذا السلوك أو تلك العادة التي غالباً ما تكون غير ملائمة أو غير مفيدة بالنسبة لك، وقد تشعر بتمرد في داخلك من رغبة الآخرين في تغييرك ولن تستسلم بل على العكس ستتمسك بتلك الصفات أكثر، وعندما تصل للنضج الداخلي وتبتعد عن المؤثرات وتعيش في تأمل ستتمكن من تغيير بعض المفاهيم والقناعات لديك ووقتها فقط ستتمكن من تغيير عادات كثيرة لم تتوقع أن تغيرها، بل أنك ستسعى إلى تغير محيطك والناس الذين تتعامل معهم، وستتغير نظرتك لأشخاص كنت تعتقد أنهم الأهم والافضل في حياتك وسترى حقيقتهم المجردة من عاطفتك، وستكتشف أنك أسرفت في مشاعرك وعطائك وتضحيتك لمن لا يستحقون، وأنك استخدمت طيبتك وثقتك مع الأشخاص الخطأ وقدمت لهم أكثر مما قدموه لك، وقتها ستتوقف تلقائيًا عن العطاء، وسيصبح شعورك أصم لا روح فيه! دائماً ما يرتبط التغيير بالإيجاب وبالأحسن لذلك يجب أن تحرص على أن يكون تغييرك لأفضل مما كنت عليه في كل مجالات حياتك والأهم المجال النفسي، فالنكسة التي يصعب علاجها هي أن تتغير للأسوأ وأن تكون طاقة سلبية وقنبلة موقوتة ممكن أن تنفجر بالشر في أي لحظة وتؤذي الآخرين، فكلما تقدم الإنسان في عمره كان أكثر سلاماً ومحباً للخير لأن مواقف الحياة تثبت دائماً بأن الخير هو الأبقى وإن كان الشر محيطاً بنا. • لا تتعجل التغير، لأنك ستتغير في الوقت المناسب والصح ودون إلحاح منك، وستجد ابتسامة تعتلي وجهك كلما مر موقف يستدعي غضبك قبل التغيير! • اجعل هدفك التغيير للأفضل، في طريقة حياتك، في عملك، في نجاحك والأهم في سلوكياتك وصحتك النفسية! [email protected] @amalabdulmalik
3625
| 20 يونيو 2021
من الكلمات التي أفرزتها شبكات التواصل الاجتماعي مصطلح Trend، وله عدة معانٍ باللغة العربية مثل اتجاه، توجه، تيار، مجرى، منحنى، وغالباً ما يتم استخدامه إذا توجه الرأي العام نحو قضية معينة وأصبح تياراً للأغلبية، ونطلق الترند على مواضيع تأخذ صيتاً في تويتر أو في شبكات التواصل الاجتماعي، فنجد الغالبية العظمى يشاركون في الوسم أو الهاش تاغ الذي يتناول هذه القضية، ويكون هو حديث المجالس أيضاً، وقد يكون موضوعاً أو حدثاً أو شخصاً ما، فيتهافت مستخدمو التواصل الاجتماعي بتسجيل رأيهم حول ذلك، أو من باب الفضول يتم الإطلاع على الموضوع. هناك مواضيع تستحق أن تصل للترند، قد تكون سياسية أو قضية اجتماعية أو حدثاً ثقافياً مهماً أو شخصاً قام بمهام وله مواقف جليلة ضروري التعرف عليها، ولكن للأسف أن كثيراً من الموضوعات والأشخاص الذين يصلون لمرحلة الترند لا يستحقون ذلك، بل وتكون مواضيعهم تافهة وسخيفة، وقد تعتمد على التشهير أو الخروج عن الآداب العامة، وما يثير إقبال الناس على ذلك المحتوى الذي قد يُصنف تافهاً بل ومنحطاً أحياناً وهذا ما يثير الفضول!. طالما كان للمجتمعات الخليجية والعربية خصوصية في طرح الموضوعات، وفي الصورة النمطية التي يظهر بها المشاهير في الإعلام، فكان الاتزان واضحاً في ظهور الفنانين والإعلاميين والمحافظة على الصورة المثالية والظهور بأفضل وأرتب شكل، وكانت الصور المتناقلة لها معنى وأهمية، ولكن مع اكتساح شبكات التواصل الاجتماعي، نلاحظ أن الصورة النمطية اختلفت، انكسر حاجز الخصوصية، بل أصبح الجميع يتبارى في كشف خصوصياته وتفاصيل حياته التي تصل لغرفة النوم أحياناً ودون الشعور بالخجل أو التردد من نشر تلك الخصوصيات، كما أن بعض حسابات المشاهير ينعدم منه المحتوى حتى الترفيهي، بل على العكس كل ما تراه إعلانات متتالية وعرض للمقتنيات الثمينة التي تُسّطح الرأي العام وتجعله مجتمعاً استهلاكيا يبحث عن الماديات فقط، وتصبح الماركات هي هوسه في الحياة كتقليد لفلان أو علان من المشاهير، كما أن محتوى البعض خاصة من أزواج المشاهير والذين يعرضون تفاصيل حياتهم يعدم شعور الغيرة والحمية لدى الشباب، فنجد البعض يفكر بأن تصوير تفاصيل الحياة الزوجية سبب للشهرة والثراء وزيادة عدد المتابعين بغض النظر عن الأبعاد الاجتماعية والدينية من جراء ذلك!. أصعب ما تمر به المجتمعات الخليجية هي الـ (عادي) في طرح كل الموضوعات وتصوير كل التفاصيل، وعدم التحرج من مشاركة أي موضوع مع المتابعين وعدم المحافظة على الشكل العام في الظهور، فنجد البعض لا يتردد في التصوير من السرير أو بملابس البيت وهو للتو استيقظ من النوم مثلاً ومن الجنسين، مُعللاً تصوير حياته الطبيعية بعفوية، إلاّ إن ذلك يعتبر خدشاً للحياء العام وأدب الظهور، فما الرسالة التي تصل للمتابعين خاصة فئة صغار السن والمراهقين؟، وما المفاهيم التي ستتولد لديهم من متابعتهم لهذا الكم من المحتوى غير الهادف الذي لا يحترم آداب الذوق العام، ويتلفظ بألفاظ لا يجب أن تقال على الملأ؟. الفضول أصبح يدفع الكبار والفاهمين في متابعة بعض التفاهات التي تعرضها شبكات التواصل الاجتماعي، فما بالك بالمراهقين الذين أدمن البعض منهم على مشاهير التواصل الاجتماعي ويعرفون تفاصيل حياتهم ربما أكثر من أهلهم، ويعتبرونهم مثالا يقتدون به، فما شكل الأجيال القادمة وما القيم والمبادئ التي ستحملها وتتقيد بها؟. • هل فعلاً نحن في طوفان لا يمكن إيقافه، ومن يحاول أن يسير عكس التيار يطلق عليه رجعي وقديم ومن جيل الطبيين؟. • هل يحاول الأهل إدارة بوصلة أفكار أبنائهم الذين ربما لا يعرفون من يتابعون! وهل يحاولون إقناعهم بأن تلك الحياة التي يشاهدونها ليست الحياة المثالية ويعلمونهم الحياة الصحيحة القائمة على المبادئ الإسلامية والعادات المجتمعية؟. [email protected] @amalabdulmalik
2796
| 13 يونيو 2021
يعيش الكثير على مبدأ (شيلني وأشيلك) كما نقولها بالعامي، ويعني ذلك التعاون بين الناس في الاعمال والوظائف والتجارة وغيرها، وقد يكون مبدأ محمودا في بعض المواقع، ولكن عندما تتضارب المصالح فيتحول المبدأ إلى حرام واستغلال المناصب وسوء إدارة المال العام، فمن هنا يبدأ الفساد، حيث يستغل المسؤولون صلاحيات مناصبهم في إعطاء فرص لشركاتهم الخاصة أو تتداخل مصالح الوظيفة مع المشاريع الشخصية، ويتشارك كبار المسؤولين في المصالح وتتستر عليهم الفئة المتوسطة في الوظيفة من مبدأ لا أرى لا أتكلم لا أسمع، أو ربما تتداخل مصالحهم الخاصة أيضاً فينتشر الفساد بين شرائح المجتمع وكلٍ يغطي على الاخر لينهي مصالحه وأعماله! سابقاً كانت المعاناة تقتصر على المرتشين الذين لا يترددون في أخذ مقابل لإنهاء معاملاتك التي هي من صميم وظيفتهم التي يتلقون عليها راتبا من الدولة، وكان يختلف مستوى الرشوة حسب المعاملة وصاحبها ومركزه، وليس شرطاً أن تكون مالية فأحيانا تجاوز بعض القوانين في المعاملات أهم من المبالغ المالية، ومع الطفرة الاقتصادية التي نعيشها وتوسّع الوظائف ارتفع مستوى الرشاوى ليشمل كل ماله علاقة بتضارب المصالح! كم من مسؤول في الدولة تتضارب مصالحه مع منصبه الرسمي، وكم من شركات ترسى عليها صفقات مهمة يكون مالكها أحد الموظفين، ولذلك حيل كثيرة فالبعض لا تكون شركته باسمه بل باسم أحد أفراد العائلة وبذلك يستفيد بطريقة غير مباشرة، ناهيك عن بعض المسؤولين الذين يوظفون أقرباءهم وأصدقاءهم وكل من يعّز عليهم في وظائف لا تتناسب وتخصصاتهم في حين أن المناسبين لشغل تلك الوظائف مازالوا على قائمة الانتظار ذلك أيضاً يندرج ضمن تضارب المصالح والفساد. ولعل قرار موافقة مجلس الوزراء الموّقر على قانون مكافحة تضارب المصالح يأتي في وقت مناسب جداً، فالبعض بات غارقاً في فساده ولا يعلم كيف ينتشل نفسه منه وسحب معه سلسلة من المتورطين وقد يطالهم القانون في أي وقت، فالإفصاح على الأعمال والتجارة الخاصة يمنع المسؤول من الانجراف نحو الفساد ( في حالة لديه ضمير ويخشى الله) أما ذلك الذي لا مبادئ ولا قيم له فسيجد منفذاً دائماً للفساد عافانا الله. حذر الله تعالى ورسوله الكريم من أكل المال الحرام، وبناء ثروة على أساس تمرير المصالح للشركات الخاصة أو الصديقة فانها ثروة زائلة مهما طالت مدتها، والمال الحرام لا يقتصر على الأموال النقدية بل يشمل كل ما يمكن أن يُمتلك أو هدايا لا يجب القبول بها أو التعمد للاستفادة على حساب الإضرار بالاخرين، وعواقب ذلك وخيمة وأن كانت مغرياتها مثيرة فكل ما يُبنى على باطل هو باطل وسيكشفه الله سبحانه يوماً وسينال عقابه في الدنيا والأخرة. التربية والتنشئة لها الدور الأساسي في تجنب وقوع الإنسان في دائرة الفساد، كما تعويد النفس على التروي في اتخاذ القرارات والدخول في المشاريع يجنب الإنسان الفساد ناهيك عن وضع المصلحة العامة وشرف المهنة وسمعة الشخص وعائلته وثقة الحكومة به كلها أسباب يجب أن لا يغفل الموظف عنها حتى لا ينخرط في الفساد دون دراية منه، فالبعض شاطر في توريط المحتاجين أو من تتعرقل لديهم أمور بإغرائهم بتخليص معاملاتهم نظير تمرير بعض الصفقات، ومن يفعل ذلك مرة سيجد نفسه غارقاً في وحل الفساد. ما نحتاجه من الحكومة هو تفعيل دور الجهات الأمنية في مكافحة الفساد بشتى أنواعه وبتطبيق القانون على الجميع دون استثناءات، وأن تضمن الجهات الامنية السّرية للموظفين الشرفاء الذين يرون الفساد بأعينهم ولكنهم يخشون البوح به ليتمكنوا من السيطرة على الأمور قبل وصولها لأعلى المستويات وانجراف الكثير في المستنقع! •القضاء على الفساد يجب أن يبدأ من الأعلى فالأسفل، بالتدقيق على المسؤولين وأصحاب المناصب وإذا ما كانوا يستحقون مناصبهم التي يشغلونها ويراعون الله في إداراتهم ويخشون الفساد، فإذا صلح رأس الهرم كان الأساس مقتدياً به!. [email protected] @ amalabdulmalik
2505
| 06 يونيو 2021
(تذكروا دائماً أن الأزمات ترحل، وأنتم الباقون بمعارفكم وخبراتكم)، جملة بألف معنى ذكرتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في حفل تخريج جامعات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع دفعة 20/21، حيثُ ألقت كلمتها عبر فيديو مُسجل عن بُعد نظراً للإجراءات الاحترازية التي تشهدها البلد جرّاء جائحة كورونا كوفيد - 19، وكعادة سموها في كل محفل ومناسبة رسمية تُلقي بخطابات مؤثرة وثرية بالحِكم التي ترسم خارطة مبادئ الإنسان إذا ما تمسّك بها، وفي كلمتها الأخيرة هذه وتحديداً هذه الجملة ألقت الضوء على الأزمات التي يمكن أن تمر على حياة الإنسان والمنعكسة على المجتمع بالتأكيد، خاصة أننا ومنذ عام 2020 نعيش أزمة عالمية طالت انعكاساتها الجوانب الإنسانية والصحية والاقتصادية بل وحتى السياسية، ولأول مرة منذُ عقود يتأثر العالم بكامله بِدوُلهِ الكبيرة والصغيرة بالجائحة التي حصدت أرواحاً كثيرة، ولم يخل مجتمع من إصابات لفيروس كورونا، الذي أرهق الطواقم الطبية في كل العالم، وما يجعل التوتر مستمراً لدى العالم هو استمرار تَمّحور هذا الفيروس وظهور تبعات جديدة له مما يَشعُرنا وكأننا أمام مسلسل رعب لا نهاية له. الأزمات التي أشارت لها صاحبة السمو وإن كانت تقصد الأزمة الراهنة، إلاّ إننا إذا ما تأملنا في الأزمات سنكتشف أن حياتنا عبارة عن أزمات متتالية تمر علينا باختلاف شدتها ونوعيتها وانعكاساتها سواء شخصية أو اجتماعية أو دولية، كما أن الأزمات تتطور شدتها كلما تَقدمنا في العمر، فمثلاً عدم الحصول على اللعبة المفضلة للطفل يعتبرها أزمة، والحصول على علامة كاملة في الامتحانات المدرسية أزمة للطالب، والمجموع التراكمي للتخرج في الجامعة أزمة للخريج والحصول على وظيفة أزمة، وتحديات العمل أزمة، ومن ثم تكوين عائلة أزمة، تربية الأبناء وتوفير حياة كريمة لهم أزمة، في بعض الدول غير المستقرة أمانهم أزمة، والهجرة أزمة والحروب أزمة، والنزاعات السياسية أزمة والفقر والجوع أزمة وعدم الإجماع الدولي على حل للدول المغتصبة أرضها مثل فلسطين أزمة لا تنعكس على الفلسطينيين فقط بل المجتمعات المسؤولة ككل. إذا نعيش الأزمات بكل أشكالها، ولكل شخص منّا أزماته التي يعتقد بأنها أكبر وأسوأ أزمة في العالم، ويظل يبحث عن حلول مناسبة لها، وإن وجد وحُلت بدأت أزمة جديدة من نوع آخر سواء كانت صحية أو مادية أو اجتماعية وغيره، والأمر الوحيد المُستفاد من كل أزمة التجربة التي يمر بها الشخص خلال هذه الأزمة، والتي تصنع منه القيِم والمبادئ والمعارف والخبرات، وبالتالي البصمات الإيجابية، ومن لم تعكس أزمته نتائج إيجابية على تصرفاته وسلوكياته فهو فاشل ولم يتعلم من الدروس، بل قد يكون ليس سوياً ويعاني من اضطرابات نفسية، لأن الله عندما يضعنا في الأزمات فهو يختبر قوتنا وصبرنا وإيماننا بعدله، ويتأمل منّا أن نتعلم من تلك الأزمة الدروس، فإذا ما تم تجاهلها وعدم الاستفادة وتكرارها فهذا يعني أن الشخص ميؤوس منه بل وكما وصفه الله في كتابه (في طغيانهم يعمهون). الأزمات ترحل، وتأتي غيرها ونحنُ الباقون بمعارفنا وخبراتنا التي كونتها تلك الأزمات وحِرصنا على التعّلم واستقاء المعرفة، وكلما اشتدت الأزمة كانت المعرفة والحكمة أعمق، لهذا لابد من الاستثمار في الإنسان نفسه لأنه أعمق ما قد يستمر في الكون، وعليه أن يحرص على تثقيف نفسه ويتسلح بالمعرفة والعلم وأن يكون حاضر الذهن لما يحدث حوله ومتيقظاً لما يدور حوله من أحداث وما قد يُحاك ضده في الخفاء، وأن يعي أن الأزمات بمرورها تكشف له نفسيات الناس من حوله وتفتح بصيرته التي ربما تعميها طيبته وعفويته، وتجعله أكثر حرصاً ومعرفة بنفوس الناس المتغيرة والجائعة والحاسدة والحاقدة حوله فينتفض من سباته ويبتسم بصمت لكل الخبثاء حوله، ليشكر تلك الأزمات التي ضافت لمعرفته وخبرته الكثير. • خطاباتها مؤثرة وكلماتها العميقة تحتاج لأبحاث في التحليل وبساطتها وقربها من القلب يجعلانها نافذة لقلوب الناس ولإطلالتها رُقي نفخر به، ولأناقتها فخامة نتعلم منها، إنها أم الجميع وقدوتنا صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله. [email protected] @amalabdulmalik
3225
| 30 مايو 2021
حرصاً من وزارة التعليم والتعليم العالي في قطر على تعزيز الهوية الوطنية والقيم الإسلامية والحفاظ على اللغة العربية، ألزم قطاع شؤون التعليم الخاص جميع المدارس الخاصة بتقديم مواد إلزامية لكل المراحل الدراسية من رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر مادة اللغة العربية، التربية الإسلامية، التاريخ القطري، واستقبل الجمهور خاصة أولياء الأمور القرار الصائب بتجاوب كبير لما له من أهمية في تنشئة الأطفال وتعليمهم تعاليم دينهم الإسلامي ولغتهم العربية وتاريخ قطر الذي يُشّكل الهوية القطرية. والمراقب لوضع الطلبة الصغار ممن يدرسون في مدارس أجنبية خاصة يجد أنهم بعيدون كل البعد عن الهوية العربية والقطرية وإن كانت بعض المدارس تقدم حصصاً للغة العربية والدين اختيارية للطلبة وربما في أوقات يكون الطالب استهلك طاقته في المواد الأخرى، ناهيك عن التحدث والمراسلات مع الطلبة كلها باللغة الانجليزية مما لا يسمح للطالب بممارسة اللغة العربية إلاّ في أداء بعض الواجبات التي يشعر بأنها ثقيلة وأنه غير قادر على التحدث بها لغرابتها خاصة اللغة العربية الفصحى!؟ لا ننكر أهمية اللغة الانجليزية في عصرنا، حيث تعتبر اللغة الأولى في التخاطب والتفاهم، كما أنه من المحبب تعّلم لغات متعددة على ألا يكون ذلك على حساب اللغة الأم، فمن فقد لغته الأم فقد هويته وأصبح مسخاً من هويات متعددة لا ينتمي إليها فعلياً وسيجد نفسه في فترة من مراحل حياته ضائعاً ولا يمكنه الاندماج مع المجتمع ومتطلباته، وربما تُقّبل بعض العائلات على إلحاق أبنائها بالمدارس الخاصة لاعتقادها بأن التعليم في تلك المدارس أكثر صلابة وتَحضّراً، وأن الوسائل المعتمدة أكثر تطوراً من المدارس الحكومية إلاّ أن الحقائق تثبت أن المدارس الحكومية والتي خَرّجت أجيالاً واعين مثقفين أكثر دراية بهويتهم العربية وأكثر معرفة بتعاليم الدين الإسلامي وأصول الفقه وتاريخ العرب لما كان التركيز على هذه المواد في التعليم سابقاً، وما زالت رغم بعض الملاحظات على المناهج الدراسية في المدارس الحكومية إلاّ أنها تظل قريبة من الهوية العربية أكثر من المدارس الأجنبية التي تُخّرج أجيالاً متأثرين بالثقافة الغربية، فتجدهم في الأماكن العامة يتحدثون فيما بينهم باللغة الإنجليزية بل ويساعدهم الأهل في ذلك ويغّربونهم أكثر وتستاء عندما تسمعهم باللغة العربية الركيكة، وعدم مقدرتهم على التواصل بشكل متواصل بها. وساعدت شبكات التواصل الاجتماعي في تغّريب الجيل الجديد، فنجد إقبالهم على المواقع الإلكترونية والألعاب الأجنبية ويتهافتون على الشخصيات المؤثرة الغربية، في حين أنهم لا يعرفون أياً من المواقع أو الشخصيات العربية، وهذا ما يجعلهم في تغّريب مستمر وانسلاخ من الهوية خاصة إذا لم يتم توجيههم من قِبل الأهل. وأعتقد أن قرار إلزام المدارس بالمواد العربية والدين والتاريخ القطري خطوة إيجابية في عودة النشء لعروبتهم ودافع لتمسكهم بدينهم الإسلامي وتعاليمه حتى لا يكونوا مجرد مسلمين بالاسم ويجهلون التعاليم الدينية وأركان الإسلام وأحكام الفقه التي إذا ما شبوا عليها تمسكوا بها العمر كله وهذا لن يحدث إلاّ بتعاون الأسرة والمدرسة، ربما ينظلم جيل لم يتلق التعليم العربي كما يجب قبل فرض هذا القرار ولكن أن يبدأ متأخراً أفضل من ألا يبدأ أبداً، هذا الإلزام بالمواد الأساسية لكل عربي ومسلم وقطري. • خطوة يُشكر عليها القائمون على وزارة التعليم والتعليم العالي، وأعتقد أنه من الجيد الالتفات للمدارس الخاصة، وبالإضافة لفرض المواد الإلزامية، لابد من مراقبة رسوم التسجيل ومصروفات تلك المدارس. [email protected] @amalabdulmalik
2333
| 23 مايو 2021
تقوم الدول على المجتمعات التي تتكون من أفراد تتفاوت تنشئتهم الاجتماعية والثقافية والتعليمية والاقتصادية والنفسية وكلها أمور تكّون شخصية الفرد وبالتالي تؤثر سلوكياته في المجتمع، ولأننا لا نعيش في مدينة فاضلة ولأن الدنيا فيها الخير والشر والطيب والشرير والجميل والقبيح لذلك هناك ظالم ومظلوم وفاسد وواشي ومحاكمة وعقاب بالدنيا والأخرة. وللفساد أسباب عديدة البعض منها متأصل في النفس منذ التنشئة، أو قد تفرضها الظروف على الشخص فيتحول إلى شخص فاسد كأن يتعرض لصدمة مالية أو ضغط ابتزاز يدفعه لمجاراة فاسدين غيره ويجد نفسه عالقاً معهم وربما أسباب اجتماعية أخرى، ولكن مما لا شك فيه هناك شخص فاسد بالفطرة ومنذ طفولته يقوم بأفعال مشينة وتكبر معه كلما كبر فإذا ما حَصَل على منصب استغله وسقط الخوف من الله من قلبه وافترى على الناس وعاملهم بفوقية ومزاجية وأجبرهم على القيام بأفعال تغطي على الفساد الذي يملأه، هذا النوع لا أمل من إصلاحه بل على العكس كلما كبر في العمر ازداد سوءًا نظراً لتأصل الفساد فيه ونشأته عليه، أمّا النوع الآخر الذي يكون صالحا في تنشئته ولكن تجبره الظروف على اتباع طريق الفساد وقد تكون صحبة فاسدة أو رفقاء وشركاء فاسدون فينخرط معهم لشدة الاغراءات التي يقدمونها إليه، فيبدأ بأمور صغيرة لا تؤثر بشكل مباشر وينتهي بمصائب كبيرة واختلاسات أو جرائم لا تُغتفر. للفساد أشكال وأكثرها شيوعاً الفساد المالي مثل الرشوة، الاختلاس، واستغلال الثقة والمنصب للمصالح الشخصية، الغش، التدليس، الاحتكار، توزيع الأموال بطرق غير مشروعة وغير متكافئة. الواسطة والمحسوبية التي تعاني منها معظم المجتمعات الخليجية والعربية والتي لا تقوم على مهنية واضحة للشخص هي شكل من أشكال الفساد فنجد البعض يشغلون مناصب هم ليسوا أهلا لها ويعانون من الجهل ولكن الواسطة خدمتهم. الفساد السياسي ويظهر واضحاً في بعض الدول العربية ونجد أن الحكومات الفاسدة تعيش في نعيم في حين يموت الشعب جوعاً، كما نجد التناحرات السياسية بين الأحزاب والأديان والمذاهب بسبب فساد تلك الحكومات وعوضا عن خلق تآلف بين أطياف الشعب الواحد، فكل حزب يريد أن يستأثر بالسلطة والمال لنفسه وإذا فسدت الحكومة فسد الشعب المستعد للفساد نظراً للضغوطات الاقتصادية التي يعيشها. الفساد الاخلاقي وهو أشد أنواع الفساد فإذا كانت الأخلاق فاسدة فسد كل شيء ولن تنفع القوانين ولا الأحكام، ومن ساءت أخلاقه ساءت سلوكياته وقراراته مع الآخرين سواء أهل بيته أو زملائه في العمل أو إن كان حاكما، فسوء الاخلاق يكون واضحا في الحوار مع الفاسد باستخدامه عبارات خارجة عن الاخلاق ناهيك عن تصرفاته واستباحة كل الأمور لديه فليس لديه حدود ولا يردعه قانون فيفعل ما يراه مناسباً من وجهة نظره وكأنه يعيش في هذا العالم لوحده بمبدأ قانون الغاب!. كيف تبعد نفسك عن الفساد بأنواعه، خاصة إذا ولدت ونشأت في بيئة معتدلة وسعى أهلك أن يوفروا لك حياة صحية وطبيعية منذ صغرك، التقّرب إلى الله وفهم تعاليم الدين الاسلامي والخوف من الحرام والإحسان في المعاملة أكثر ما يجب أن تُعّود نفسك عليه، التَسّلح بالعلم والمعرفة والثقافة فهي تعزز الثقة بالنفس وتجعل الانسان رزينا في أحكامه، التمسك بالقناعة والرضا بما قدّره الله لك من نصيب اجتماعياً وعلمياً وعملياً ومادياً مما يجعلك تطمح دون استغلال لنفوذك أو نفوذ الغير ودون أن تتسلط وتفسد فمتى كان الإنسان قنوعاً سأل الله التوفيق دون التنازل عن المبادئ ودون طمع يدفعه لأكل مال حرام أو القيام بأفعال مشينة تسيء لشخصه ولعائلته. •الغنى ليس بالأموال والسلطة والخدم والحشم وامتلاك العقارات وارتداء أفخم الماركات والسفر وغيره من مظاهر البذخ لأنها كلها زائلة، الغنى بالنفس أن تكون نفسك مُترفعة عن الأموال الحرام وعدم استغلال المناصب وإساءة معاملة الناس وأن تترك الأثر الطيب أينما حللت وأن تكون مكتفيا بنفسك متوكلا على الله في كل أمورك وتخشاه في كل تعاملاتك. •كم من غني فقير في أسهمه عند الناس ولا تجد ملائكته ما تدونه من حسنات في صفحته، وكم من فقير خاف الله وعاش غنياً برضا الله محبوباً بين الناس فاعلاً للخير مساعداً للغير وأغناه الله بالسمعة الطيبة. [email protected] @amalabdulmalik
1830
| 09 مايو 2021
قَدّمت قناة الريان الفضائية هذا العام خلال شهر رمضان المبارك مجموعة من الأعمال والبرامج، التي فَرّضت نفسها على المشاهد، فَتّميزت بأعمالها المنّوعة بين البرامج الدينية والاجتماعية والشأن المحلي والمطبخ المتميز مع طاهيات قطريات ماهرات، والمسابقات التراثية التي تَعّود عليها أهل قطر، ولعّل أهم الأعمال المقدمة العمل الكوميدي فلاشات والكاميرا الخفية المُقدمة بأفكار جديدة شبتسوي، كما أن اختيار الوقت المناسب لعرضها بعد الإفطار يدل على تخطيط مناسب من إدارة القناة ورؤية واضحة بالتّنوع لعرض البرامج خلال اليوم. وفي ظل الظروف الصعبة التي نعيشها تحت جائحة كورونا، التي تُصّعب الإنتاج والعمل إلاّ أن قناة الريان الفضائية قدمت أعمالاً تحدت فيها الظروف وإن كانت الإمكانيات متواضعة، وهذا ما يعكسه عمل فلاشات الذي طرح مواضيع محلية تلامس المجتمع ومواكبته للانفتاح والتطور اللذين نعيشهما ولم يخل من الكوميديا غير المبتذلة التي نحتاجها، بالإضافة إلى الجهد الواضح للمؤلفين طالب الدوس وضحى العوني وإخراج جان يمين وللفنانين المحليين الذين مَثلوا بأسمائهم أمثال القدير سعد بخيت وأبو هلال وفيصل رشيد وسعد فرج وعلي الشرشني وعبدالحميد الشرشني وزينب العلي ومريم الفهد وأسرار وباقي طاقم العمل، الذي تمّيز في العمل رغم تجربة البعض المحدودة، وقد أعادنا هذا العمل إلى العهد القديم للإنتاج الدرامي القطري الرمضاني، ولعل أكثر ما رسخ في الذاكرة مسلسل فايز التوش للعملاق الفنان غانم السليطي والمرحوم بإذن الله الفنان عبدالعزيز جاسم الذي ترك غيابه مكاناً فارغاً لا يمكن أن يسّده أحد في الدراما والمسرح القطري، كم كنّا ننتظر شهر رمضان الثري بالأعمال الدرامية التي قُدّمت بأفكار قطرية لكتّاب ومخرجين وفنانين محليين وخليجيين وعرب وما زالت محفورة في ذاكرتنا للآن. التَميّز أيضاً طال شبتسوي وهو عمل من فكرة محمد القحطاني وإنتاج منال الهاشم وإخراج نويل غزارة، والمقالب التي كُتبت ببساطة وبكوميديا كانت ممتعة، وتم إدخال أفكار نعيشها حالياً كتلك المتعلقة بالاحتراز الأحمر الذي يسبب للجميع ذعراً لدليل إصابة أحدهم بالكورونا، وباقي الأفكار التي تعكس ردة فعل المجتمع القطري وفزعته وتعامله مع المواقف، بالإضافة إلى حُسن أداء الممثلين في العمل مثل فيصل رشيد وعبدالله العثم ومحمد عادل وعبدالفتاح غندور وباقي الشباب المشاركين في العمل والتقديم للفنان الكبير فالح فايز. ومنذ انطلاقة قناة الريان الفضائية وهويتها ورؤيتها واضحتان، وتسّلط الضوء على كل ما هو محلي، وتبرز الأدوار المتنوعة للمجتمع القطري، وتُقّدم مادة إعلامية بجودة فنية عالية وتُقّدم العلوم الطيبة وسَنّع أهل قطر واهتماماتهم، وتكون متواجدة في كل المحافل والفعاليات المحلية وتقدم الدعم الذي يحتاجه القطري وتسّلط الضوء على إنجازاتهم ومشاركاتهم المجتمعية وتَشهد تطوراً في محتواها كل عام. تحية تقدير لكل القائمين والعاملين في قناة الريان الفضائية على جهودهم المبذولة في تقديم خطة برامجية متنوعة بين الثقافة والدين والشأن المحلي والترفيه وفازت بمتابعة الأغلبية من الجمهور. • صناعة المحتوى تحتاج لجهد وفريق متعاون ومتقبل للرأي الآخر، والتحدي الأكبر الفوز برضا الجماهير والإقبال على متابعة المحتوى المُقّدم وإن كان بميزانية متواضعة. • حرص قناة الريان على وصول محتواها لأكبر شريحة من المجتمع، جعلها تواكب العصر بتحميل الحلقات على الموقع الإلكتروني لمن لم يسعفه الوقت بمتابعة الشاشة وهذا تَطّور يُشكرون عليه. [email protected] @amalabdulmalik
1685
| 02 مايو 2021
تَمر الأيام بنا سريعة، وكنا قبل أيام ننتظر شهر رمضان المبارك الذي يأتينا بظروف استثنائية للعام الثاني على التوالي، نقضي أيامه بتوجس من فيروس كورونا، وبمتابعة أعداد المصابين والمتوفين بشكل يومي، ودون تجمعات الأصدقاء في الغبقات الرمضانية التي اعتدنا عليها، سائلين المولى أن يرفع عنا هذا الوباء، وأن تعود حياتنا لطبيعتها، وها قد انتصف شهر رمضان المبارك وعادت ليلة القرنقعوه، وهي الاحتفال بليلة النصف من رمضان، وذلك بتوزيع الحلويات والمكسرات على أطفال العائلة وأطفال الحي، وجرت العادة أن توضع الحلويات والمكسرات في (جفير) وهو إناء شعبي كبير، ويأتي الأطفال بملابسهم التقليدية حاملين أكياسا مصنوعة من القماش، ويملؤونها بالحلويات والمكسرات وهم يطوفون ببيوت (الفريج)، مرددين أهازيج القرنقعوه تظهر على ملامحهم السعادة والفرح، الذي حُرم الاطفال منه ومن هذه العادة الشعبية التراثية المحببة للوضع الصحي المؤرق الذي يعيشه العالم. ويظل لهذا الاحتفال الشعبي ميزة وذكريات جميلة للجيل القديم الذي عاش طقوس القرنقعوه بتفاصيلها البسيطة الشعبية دون تكلف، عندما كان يخرج أطفال الحي بمجموعات يطوفون على بيوت الجيران للحصول على القرنقعوه، والكل كباراً وصغاراً ينتظرون الاحتفال بهذه الليلة، وإحياء مظاهر التراث من خلالها، كما أن القرنقعوه فرصة لزيارة الأهل في رمضان وهو أمر مستحب، وإسعاد الأطفال بالحلويات وإحياء التراث بالرجوع للملابس التراثية وتعليم الأطفال عاداتنا الخليجية الطيبة في ظل عالم التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية وثقافة المدارس الأجنبية، وهذا ما نتمنى عودته بعد السيطرة على جائحة فيروس كورونا التي جمّدت مظاهر الاحتفالات والتجمعات. وعودة للقرنقعوه نلاحظ أن الاحتفال به أصبح مبالغاً فيه، فلم تعد الحلويات والمكسرات هي الهدية الرئيسية للأطفال، فالبعض أدخل النقود ضمن القرنقعوه، ودخلت هدايا أخرى مُكلفة مثل الالعاب والمجوهرات، وأصبحت المحلات تتفنن في ابتكار هدايا القرنقعوه وتبيعها بأسعار باهظة، وخلت من بساطة التقديم، وباتت عبئا على بعض العوائل، والبعض أصبح يجهز لهذه المناسبة قبل دخول رمضان بشراء الملابس المناسبة والتي ابتعدت عن البساطة، فالكل يود أن يدخل المنافسة في تقديم قرنقعوه أبنائهم أكثر تميزاً من أقرانهم. المناسبة اجتماعية رائعة ونحب إحياءها والاحتفال بها، لنرى فرحة الأطفال بالتواصل مع الأهل وبحصولهم على الحلويات ومن منهم ملأ كيسه أكثر، ولكن ما وصل إليه حال الاحتفال بالقرنقعوه اعتقد لا رجعة فيه، فهم يتفنون كل عام بالأفكار التي طمست المناسبة البسيطة وحولتها إلى مظهر للبذخ والإسراف والتفاخر كحال باقي المناسبات الاجتماعية، وعوضاً عن إسعاد الأطفال وتعويدهم على مظاهر العادات التراثية حولتهم إلى مستهلكين وبذلك تنتفي البساطة والبراءة لديهم. * جميل أن نحيي العادات والتقاليد التراثية ونورثها للاجيال، ولكن دون تبذير وإسراف على كماليات فنحن في شهر الخير، والخير في رمضان تقديمه للمحتاجين وإظهار الصدقات والزكاة لتطهير أموالنا ومساعدة المحتاجين وإضفاء السعادة على أرواحهم!. [email protected] @amalabdulmalik
2197
| 25 أبريل 2021
منذ أن اجتاح الإعلام الرقمي عقول المُتلقين، تأزم الإعلام التقليدي فأصبح في محك بين أن ينافس الإعلام الرقمي في تقديم محتوى يجذب المتلقين وبين أن يُهجر ويكون موضع انتقاد وربما ظل البعض يتابعهم ولبرامج معينة أو نشرات الإخبار والمباريات الرياضية فقط. وخلال السنوات الاخيرة انتشرت منصات إلكترونية تتيح للمتلقي فرصة مشاهدة الأعمال الدرامية المميزة ودون إعلانات وفي الوقت المناسب للشخص دون الحرص على موعد بث ذاك المسلسل في وقت معين بناء على جدولة البرامج لتلك القناة أو غيرها، ولنعترف أن الإقبال على متابعة التلفزيون تضاءل مقارنة بمواقع الإنترنت التي تعرض المسلسلات والافلام الحصرية وبكل اللغات ولكل شركات الإنتاج المُنوعة وبأفكار جديدة قد يناسبنا البعض منها ونتجاهل ما لا يناسبنا، ولكنها دخلت المنافسة الإنتاجية فنجد تهافت شركات الانتاج على حجز مكان لاعمالها في تلك المنصات التي يمكن مشاهدة بعضها بالمجان أو مقابل اشتراك رمزي يتيح للعائلة بكاملها متابعة ما يناسب ذوقها وفئاتها العمرية. الوضع ذاته للإذاعة التي تقلص مستمعوها إلى قائدي المركبات أثناء تنقلاتهم في السيارات، وبعد انتشار مواقع الاغاني المجانية أصبح معظم الناس يستمعون إلى اغانيهم أو برامجهم المفضلة وهم في السيارة والكثير هَجر الإذاعات التي كانت مُتنفسا للمستمعين بدءا من السبعينات وإلى آخر خمس سنوات تغَيّر الذوق العام وتوجه الاغلبية لمواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت التي تتيح لكل شخص ان يكون مذيعا ويقدم موضوعا يشاركه مئات الأشخاص دون قيود وحدود معينة، وأصبح المتلقي يقضي وقته في السيارة متنقلاً بين هذه المواقع ويسمع ما يناسبه ويخطط جدولة برامجه بعفوية وفقاً لمزاجه ووضعه. هذا التطور يُلزم صنّاع المحتوى في الإعلام التقليدي بالخروج عن المألوف وبالبحث عن مبدعين في كافة المجالات، لتقديم ما يدخلهم المنافسة مع الإعلام الرقمي الذي استحوذ على إعجاب الصغار والكبار، فالأغلبية إن لم يكن الكل اصبح مولعاً ببرامجه الخاصة على تلك المنصات بل حتى الأطفال أصبحوا منذ نعومة أظفارهم يتابعون عن طريق أجهزتهم اليدوية برامج تحاكيهم بعفوية وبأسلوب محبب لهم وينشؤون عليها، بل وللأسف قد تصل عند البعض لدرجة الإدمان، ويمكنك رصد ذلك في الأماكن العامة فترى الاطفال منشغلين عن العالم حولهم بأجهزتهم اليدوية إما يلعبون مع اصدقائهم الافتراضيين أو يتابعون برامج قد يكون محتواها متواضعا، ولكنها بعفوية تحاكي ذائقتهم وتمتعهم وترسم الضحكة على وجوههم وقد يتعلمون منها رغم بساطة الانتاج وربما عدم وجود أي تكلفة إنتاجية لتقديم تلك البرنامج إلا أنه يصبح ترند عند اليافعين، بل ويشتهر مقدمو تلك البرامج بشكل واسع ويكسبون شهرة ومالا من الاعلانات المقدمة قبل وبعد البرامج على تلك المنصات، وهذا يوصلنا إلى حقيقة أن التقليدية في تقديم المحتوى أصبحت لا تتناسب والذوق العام لكل الفئات العمرية، لأن الجميع أصبح على وعي وعلى معرفة بما يحدث، ولم يعد الإعلام التقليدي المحرك الأول للرأي العام كما كان في زمانه الاول، بل كلنا يعرف أن الاعلام الجديد ومنصات شبكات التواصل الاجتماعي أصبح يرسم توجهات الرأي العام بل وقد قامت الثورات العربية من خلاله في حين أن بعض وسائل الاعلام التقليدي يبث محتوى جامدا وكأنه من كوكب آخر ولا يحاكي الواقع الذي يعيشه الشباب والذي أبهر المتقدمين في العمر وأدمنوا عليه أيضاً، وعندما يُصر القائمون على الإعلام التقليدي على وضع خطط لبرامج تنتمي لحقبة الثمانينات فهم يُصرون على طرد المتلقين عن قنواتهم، فصناعة المحتوى ليست بالمادة المقدمة فقط بل تشمل الديكورات والإخراج الفني وطريقة التقديم في البرامج والأعمال الدرامية التي تنزل درجات للأسفل كل عام، وكأن المنتجين على تلك الاعمال لا يشاهدون فن الاعمال الجديدة التي تعرض على المنصات الرقمية، فالقصص هي نفس القصص منذ الأزل ولا تجد قصة مميزة أو حبكة درامية، الصراخ وعرض وجوه مصطنعة من كثرة العمليات التجميلية وأزياء مبالغ فيها إن كانت رثة أو يظهر عليها العز وفقاً للشخصية وكأن المجتمع الخليجي والعربي فقير أو غني فقط ولا توجد طبقة وسطى، تكرار القصص بزوايا مختلفة أصبح واضحاً، واخطاء إخراجية لا تنتهي في "الراكور" وتسلسل المشاهد واستخدام بعض الاكسسوارات أو تلك اللقطة التي انتشرت موخراً لأحد المسلسلات التي يمسك فيها الممثل جهاز الموبايل بالمقلوب ويتحدث في مكالمة!. أين العفوية والطبيعية والإقناع التام الذي نشاهده في الاعمال الدرامية الغربية بل وحتى الآسيوية، فالاحداث تجعلك جزءا من العمل وتعيش تفاصيله وتشعر بالتشويق في كل مشهد، وتفاجئك الاحداث بتشعباتها ويصعب عليك التكهن بالنهاية غير المتوقعة، فمتى يتعلم صنّاع المحتوى طريقة جذب المتلقين ومتى يبتعدون عن التقليدية في إنتاجهم ويكونون أكثر واقعية ويحترمون عقول وذائقة الجمهور الذي أصبح أكثر وعياً لما يقدمه الإعلام التقليدي المهجور!. • صناعة المحتوى فن وإبداع ويحتاج إلى فريق مبدعين مطلعين على الثقافات يتبادلون الآراء ولديهم وعي بالواقع والإعلام الرقمي وتطور الذوق العام ليتمكنوا من إنتاج محتوى ترفيهي ممتع وهادف يمكن أن يكون له مردود مادي، ويتحرر من حصرية شاشات التلفزيون ويحجز له مقعداً متميزاً في المنصات الرقمية!. [email protected] @Amalabdulmalik
1568
| 18 أبريل 2021
لم نشاهد يوماً مسرحية قائمة على ممثل واحد، فأساس المسرحية الحوار سواء كان ناطقاً أو استعراضياً أو فناً صامتاً، في النهاية لابد من ممثلين يكملون بعضاً، وإن كان أحدهم يعتقد بأنه البطل الأساسي في المسرحية، رغم أن حتى البطل الأول لولا المخرج لن يتمكن من التمثيل، بل لولا ذلك الشخص الذي يرفع ستارة العرض لَما تَمكّن من التمثيل، فالعمل الفني لا يقوم على الشخص الواحد بل هو سلسلة مترابطة من المبدعين يكّملون بعضاً، بدءاً من صاحب الفكرة وكاتب القصة والسيناريو والممثلين والمخرج والطاقم الفني ومهندسي الديكور والإضاءة والصوت وعمال النظافة والجمهور، فإذا لم يكن هناك جمهور فلا معنى للمسرحية. لينجح العمل المسرحي، لابد أن يعرف طاقم المسرحية مهامهم، أين يقف الممثلون ومتى يتكلمون ومتى يصمتون ومتى يختفون، يعرف مهندسو الإضاءة متى تتغير الإضاءة بناء على الحوار، ويعرف فنيو الصوت متى يغلقون سماعات الميكرفون، وفريق الديكور متى يغير ديكوره، لا يمكن أن يطغى شخص على شخصٍ آخر، ولا يمكن أن تكون مهام أحد منهم أهم من الآخر مثلهم كمثل الفرقة الموسيقية يعزف الجميع بترابط وتآلف وبهورمني عالٍ يعكس التعاون والحب الذي يعيشونه فيظهر العمل رائعاً للجمهور. إذا حاول أحدهم في المسرحية أو أي عمل فني التسّيد واستأثر لنفسه بالعمل فإن العمل يفشل لا محالة، أو سيكون غير متناسق ومتجانس، لأنه ظهر برأي واحد وذوق واحد ولم يكن لبقية الفريق رأي كما أنه ليس بالضرورة أن تكون الأفكار رائدة وسليمة، وإن كان صاحبها من كبار المبدعين فالأفكار يجب أن تتحرر من الأنانية، ويتشارك كل الفريق في تشكيلها لتكون أكثر نجاحاً وجذباً، كما أن احترام التخصص من أهم الأمور التي تُنجح العمل أو تفشله، فلابد أن يقوم كل فريق بمهامه وفقاً لتخصصه وخبرته واحترام رأيه، وإن كان مخالفاً لرأي أحدهم، فربما يكون هذا الرأي المخالف هو الصواب وهو سبب للنجاح. في كل عمل مسرحي وفني يُراعى الذوق العام للجمهور واهتماماتهم، ولذلك لابد من محاكاة الواقع، وتقديم ما يلامسهم ويغذي فضولهم ويليق بذوقهم، فنرى مثلاً أن الأعمال المسرحية التاريخية لا تناسب كل فئات المجتمع، لذلك تُقدم في المهرجانات ولفئة معينة، في حين أن المسرحيات الفنية الكوميدية والاستعراضية هي الأكثر إقبالاً من الجماهير، ويدفع المشاهد ثمن تذكرة لحضورها وهو مستمتع، لهذا لابد من احترام ذوق الجمهور ومعرفة توجهاته، وعلى أساس ذلك تقديم الأفكار الإبداعية، ولهذا فكر الرأي الواحد المتسيّد لا يناسب المسرحيات والأعمال الفنية. يبتعد الناس عادة عن صاحب الرأي المتسيّد والمركزي بل ينفرون من التعامل معه، فما بالك عندما يكون أحد أعضاء الفريق، تحدث المشاكل بسببه ويستاء أعضاء الفريق الآخرون وينزعجون منه، وربما يضطرون للعمل معه على مضض وهم غير مقتنعين بأدائه وأفكاره، وهنا تتصدع المسرحية، لأن فريقها غير متناغم فينعكس سلباً على كل تفاصيلها وتفشل وإن تم عرضها، وسيشعر الجمهور بأن خللاً في المسرحية التي استنزفت مبالغ طائلة، في حين أنها لم تِلب ذوق الجمهور ولم تقدم له المتعة. • لا تقوم مسرحية على شخص واحد، كما لا يمكن أن يتسيّد شخص واحد على حساب الآخرين، ويعتقد بأنه الوحيد الذي على صواب ويعامل الآخرين وكأنهم كومبارس رغم أنهم الأبطال الحقيقيون. [email protected] @amalabdulmalik
3142
| 11 أبريل 2021
تتنوع هموم الناس حسب ترتيب أولوياتهم في الحياة، ومهما كان نوع الهم الذي يعاني منه الشخص فلن يشعر به غيره، لأن الأخير لديه هموم من نوع آخر، ومن يرى أن همك بسيط ولا يحتاج كثرة التفكير فهو لم يعش تفاصيل شعورك، لهذا أنت أيضاً قد لا تشعر بهمومه ومدى عمقها وتأثيرها عليه. الصحة والمال والعلاقات الاجتماعية مثلث الهموم الذي تتفرع منه باقي الهموم، فالبعض مُبتلى بصحته أو بصحة أحد أفراد عائلته فتتوقف في عينيه باقي الأمور، ويرى أن الصحة تأتي على قائمة الأولويات وأنه إذا ما توفرت الصحة، فإن باقي الهموم تهون، شخص آخر لديه ضائقة مادية ويعاني من ديون أو من تَعثر في التجارة أو ليس لديه مصدر رزق ولا عمل، فهو يرى أن عدم توفر المال السبب الأول لهمومه، ويشعر أن الدنيا أغلقت في وجهه ولا يعرف الطريقة الصحيحة لتوفير المال، وإذا ما كان ملتزماً بدينه ومبادئه فإنه لن يسمح لمال الحرام أن يسري في يده فسنجده يعاني ويلات الهموم ويضرب كفاً بكف لتوفير قوت يومه أو احتياجات عائلته أو سداد ديونه حتى لا تتراكم عليه، أما هموم العلاقات الاجتماعية فقد تكون بين أفراد العائلة الواحدة وانقسامهم لأسباب عدة، منها اختلاف وجهات النظر أو عدم الاتفاق كما يحدث بين الأزواج، والتي قد تصل للطلاق أو مشاكل الأبناء أو أهل الزوج والزوجة وتدخلاتهم في تفاصيل الحياة، أو ربما الاختلاف على الميراث أو الحساسية التي تحدث بين الأخوة أو عيال العم وغيرها من الأسباب التي تؤدي إلى نفور بين الأقارب ومن ثم تُخلق الهموم التي تُولد بغضاء وعدم تَقّبل الآخر ويُخيم الحزن على كل الأطراف وقد يصابون بالعزلة ويلجأون للقطيعة نتيجة عدم إيجاد حلول مناسبة لهذه الهموم. الهموم عندما تتمكن من الإنسان تستهلك طاقته، وتحوله من إنسان حيوي إلى إنسان انطوائي يتجنب الآخرين حتى لا يوّرد لهم طاقته السلبية فهو لا يشعر بتصرفاته ومهما حاول الخروج من تلك الدائرة يجد نفسه مسجوناً بها لا محالة، وقد ينعكس ذلك مع الأيام على صحته ويصبح الهم هَمّين، الهم الأول مهما كان نوعه وهم تدهور الصحة، فالعلاقة مرتبطة بين الذهن والجسم وتلعب أفكارنا وعواطفنا دوراً مهماً في صحتنا، كما تبث الدراسات أن ارتباط الذهن بالجسم يؤثر إيجاباً أو سلباً على الصحة، فالمواقف والحالات العاطفية تؤدي إلى سلسلة من التفاعلات التي تؤثر على كيمياء الدم ومعدل ضربات القلب ونشاط كل خلية وعضو في الجسم مثل أعضاء الجهاز الهضمي والجهاز المناعي، ويمكن أن تؤثر على تفاعل الجسم مع التوتر الذي يمكن أن يسبب ألماً في الرأس أو الظهر، لذلك لابد من خفض مستوى الضغوطات النفسية التي يعيشها الفرد، لأنها تنعكس على مزاجه وأدائه وتعاملاته مع الآخرين، وربما قد يكون التكيّف مع الهموم والضغوطات قدر الإمكان أحد الحلول حتى لا يتعرض المهموم للأذى الجسدي، كما أن مراقبة النفس وتحديد أسباب التوتر وتدوينها قد تكون حلًا ولا مانع من اللجوء للمساعدة من الأهل أو الأصدقاء أو الأطباء المتخصصين لتجاوز هذه الهموم، تشتيت الغضب حل أيضاً، فعندما يحدث موقف يضايقك حاول التأني في ردة الفعل وربما لو تحدثت بالأمر قبل القيام بردة فعل ستختلف ردود أفعالك وستكون أقل حدة وتوتراً، النوم بعمق ومحاولة تصفية الذهن والبحث عن أدوات تجعل النوم هادئاً حل أيضاً، الخروج لمساحات خضراء أو أماكن طبيعية يساعد على خفض التوتر، لأنها تساعد على خفض الدم ومعدل ضربات القلب وتحسين الحالة المزاجية، فالجسم يملك القدرة على التأثير على الذهن والعكس صحيح، لذلك لابد من الاهتمام بالصحة النفسية والابتعاد قدر الإمكان عن الهموم والضغوطات النفسية ومراعاة مشاعر الآخرين، فكل مليء بهموم ولا تحتمل طاقته عُقد الآخرين النفسية، وكما تود أن تحظى بمزاج خالٍ من الهموم ابتعد عن أذية الغير لتنعم بعالم خالٍ من الهموم قدر الإمكان وبصحة جسدية معافاة. • (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) سورة البقرة في كتاب الله، وهي دعوة لكل مهموم ولكل محتاج ولكل مظلوم بالتوجه إلى الله فهو علام الغيوب وعارف بالنفوس وأدرى بالخير لكل منّا، وهو الوحيد القادر على قلب الموازين وتبديد همومك وتحويلها لسعادة بين ليلة وضحاها وما يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وأن أراد أمراً فيقول له كُن فيكون. [email protected] @amalabdulmalik
2462
| 04 أبريل 2021
من كان يتخيل أنه سيأتي علينا يوم نفكر فيه أننا نعيش بنظام الفقاعة الآمنة، والتي صرحت بها وزارة الصحة مؤخراً، والتي تعني المحافظة على الالتقاء مع نفس المجموعة بشكل متكرر ولا تختلط مع أشخاص خارج الفقاعة قدر الإمكان، وذلك لمحاصرة فيروس كورونا من الانتشار، خاصة أننا في مرحلة حرجة، حيث تتزايد أعداد المصابين خاصة بالسلالات الجديدة والمتحورة من الفيروس، والتي تُعتبر أشد فتكاً بالإنسان وأسرع في الانتشار، وما يثبت ذلك ارتفاع أعداد الإصابات اليومية، ونسأل الله الشفاء لكل المرضى، وأن يبعد عنا هذا الفيروس. المتأمل في القرارات الأخيرة التي صرحت بها وزارة الصحة والتي تفرض قيودا على أنشطة كثيرة للحد من انتشار الفيروس، يرى أن بعض القرارات صائبة وفي محلها مثل منع حفلات الزواج، والتي عادة ما يكون الاختلاط بها كبيراً، وتخفيض الطاقات الاستيعابية للمطاعم والمولات وغيرها والمحافظة على الفقاعة التي يجب أن تتكون من نفس الناس، ولكن أعتقد أن بعض القرارات الاخرى لم تضع في حسبانها قرار الفقاعة، فمثلاً ذهاب الطلاب للمدارس يُعتبر خروجا من الفقاعة، والالتقاء بطلاب آخرين وكادر تعليمي لا نعلم مدى اختلاطه بالآخرين فعندما يعود الطالب إلى فقاعته في البيت قد يحمل الفيروس لأهل بيته!. كما أن الطلاب الأطفال وإن كان حضورهم 30% فيمكن أن يتسبب طالب واحد أو أكثر بنقل المرض لعائلته ومن ثم افراد العائلة لزملائهم بالعمل، ولا يمكن السيطرة حينها على المرض، خاصة وأن الأطفال ومهما كانوا ملتزمين بالكمامة والتعقيم إلا أنه لا يمكن السيطرة على تصرفاتهم، والأسطح التي يلمسونها والتي قد تكون مليئة بالفيروسات!. أحد القرارات يخص إغلاق النوادي الرياضية التي يُقبل عليها الكبار والذين قد يكونون مسؤولين أكثر عن تصرفاتهم، وبإمكانهم التحكم في غسل اليدين وعدم ملامسة الوجه وترك مسافة آمنة مع الاخرين، فالمنطق أن يجلس الصغار في البيت، لأنهم غير قادرين على التحكم في تصرفاتهم، وأن تظل النوادي مفتوحة ولو بطاقة استيعابية أقل!. القرارات المتنوعة الأخيرة وتحديد عدد التجمع بخمسة أشخاص، أصاب الذين تلقوا اللقاح بالإحباط، فالكثير أقبل على التطعيم ليكون أكثر حرية في حركته، وليكون له امتيازات كإلغاء الحجر عند العودة من السفر، فكان من الأولى خص المطعمين بامتيازات مثل التجمعات العائلية أو مع الأصدقاء، السماح بدخول المطعمين فقط للنوادي والمجمعات التجارية وغيرها، مما قد يُحفز البقية ممن لم يتلقوا اللقاح أن يُقبلوا على التطعيم، ولكن ردة فعل الكثير كانت عكسية، ونرى عزوفاً وإصراراً أكثر على عدم تلقي اللقاح بعد القرارات الاخيرة، خاصة وأن البعض لديهم شكوك حول اللقاح وبعد إصابة البعض بفيروس كورونا ودخوله العناية المركزة رغم تلقي جرعتي التطعيم!. التجمعات في مقر الأعمال أيضاً تعتبر خروجا من الفقاعة وإن كان عدد الاشخاص في الاجتماعات قليلا ولكن في النهاية الموظفون يختلطون ببعضهم وبالمراجعين، وبذلك لا يمكن السيطرة على انتشار الفيروس!. الفعاليات الثقافية والرياضية وغيرها التي أقيمت مؤخراً أو التي ستقام أيضاً احد أسباب انتشار الفيروس، فاختلاط الناس ببعضهم وعمال شركات الخدمات لتلك الفعاليات سبب لانتشار العدوى فلو شخص واحد فقط حامل للفيروس قد يصاب الجميع به!. تجربة العام الماضي وإن كانت حازمة وصعبة على المجتمع إلا أنها ساهمت بتقليل الأعداد بعد تحويل الدراسة والاعمال عن بُعد، ومع وجود اللقاحات الآن أعتقد ستكون عملية أكثر، إذا تم إعطاء امتيازات للمطعمين وإمكانية مخالطتهم لبعض مع اخذ الاحتياطات اللازمة، وإلا سنرى تردداً وعزوفاً عن التطعيم في الفترة القادمة ولن يخدم ذلك الخطة الإستراتيجية!. [email protected] @amalabdulmalik
1826
| 28 مارس 2021
مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو...
17457
| 11 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل...
10014
| 10 نوفمبر 2025
في عالم تتسابق فيه الدول لجذب رؤوس الأموال...
9681
| 13 نوفمبر 2025
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس...
8130
| 11 نوفمبر 2025
على مدى أكثر من ستة عقود، تستثمر الدولة...
4647
| 11 نوفمبر 2025
تستضيف ملاعب أكاديمية أسباير بطولة كأس العالم تحت...
3570
| 11 نوفمبر 2025
تشهد الصالات الرياضية إقبالا متزايدا من الجمهور نظرا...
2139
| 10 نوفمبر 2025
تحليل نفسي لخطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن...
1662
| 11 نوفمبر 2025
وفقًا للمؤشرات التقليدية، شهدت أسهم التكنولوجيا هذا العام...
1656
| 16 نوفمبر 2025
يبدو أن البحر المتوسط على موعد جديد مع...
1122
| 12 نوفمبر 2025
في بيئتنا الإدارية العربية، ما زال الخطأ يُعامَل...
1119
| 12 نوفمبر 2025
يحتلّ برّ الوالدين مكانة سامقة في منظومة القيم...
1050
| 14 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل