رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كُنّا ونحنُ صغار نتهافت على زيارة معرض الكتاب، وكانت السعادة تَغمُرنا عندما تقرر المدرسة أن تأخذنا في رحلة لمعرض الكتاب، وكُنّا نتجول بين الكُتب مبهورين بعددها وبكم المؤلفين والكتّاب وكانت اقصى أحلامنا رؤية المؤلفين والذين يندر وجودهم في المعارض سابقاً بعكس العُرف السائد حديثاً بوجود الكاتب والاحتفال بتوقيع كتابه وفرصة أن يلتقي بالقراء ويتحدث عن كتابه وآخر مؤلفاته، ثم دخلت ثقافة المعارض للمنتجات المتنوعة كالملابس واكسسوارات البيت وغيرها، كانت المعارض مُنظمة وهادئة ويُقبل عليها الجمهور من أجل التسّوق فعلاً ورغم عدم استعانة منظمي المعارض بالفشنستات للترويج عن المنتجات إلاّ ان الإقبال كان كثيفاً عليها خاصة إذا كانت تلك المعارض تتزامن مع المناسبات مثل شهر رمضان المبارك أو في فترة الصيف قبل العودة للمدارس، كما كانت تشارك شركات ومحلات مميزة وتقّدم الجديد في المنتجات، ونلاحظ أن الوضع تغير حالياً فنجد عزوف كثير من الجمهور عن هذه المعارض، مما استدعى الاستعانة بنجوم شبكات التواصل الاجتماعي للترويج عن المنتجات وقد يَقتنع الجمهور ويزور المعرض وربما يكتفي بمتابعة المنتجات المُصّورة في شبكات التواصل الاجتماعي، كما أن عرض المنتج وصفحته في الانستغرام وإمكانية التواصل والحصول عليه بطريقة مباشرة وأسهل من الذهاب للمعرض ساهم في هذا العزوف! وموخراً راجت معارض العطور في الخليج ودخلت في منافسة مع معارض الكتاب والمعارض التجارية وقد يختلف الجمهور في تقييم تلك المعارض، فمنهم من يجدها ناجحة وآخر يرى أنها مجرد (شو) وذلك لاعتماد منظمي تلك المعارض على دعوة نجوم التواصل الاجتماعي للترويج عن العطور، وبعضهم يروج عن عطور بإسمه تختلف في الزجاجة والعلبة وتتشابه في رائحتها، وليس هذا الموضوع الاهم فلا بأس من الاجتهاد وانتاج عطر باسم النجم الفلاني أو العلاني، ولا بأس من تخصيص معارض للعطور أسوة بالمعارض المتخصصة مثل الكتاب والمجوهرات والعبايات وغيره ولكن ما يحدث في معارض العطور خلال الفترة الأخيرة هو ما يجب التَفكّر فيه، فاعتماد المنظمين على شهرة نجوم التواصل الاجتماعي ودفع مبالغ خيالية لهم من أجل جذب المراهقين من المتابعين للمعارض فهو استغلال للمستهلك، ولو كانت تلك العطور ناجحة لما احتاجت كل تلك الزخم الإعلاني من النجوم، وقد زرت أحد تلك المعارض التي أُقيمت موخراً في الدوحة ولاحظت أن التشابه في روائح تلك العطور فتكاد تكون مكررة بأسماء وزجاجات مختلفة فقط، كما أن معظمها العطور طيّارية بمعنى أن ريحتها لا تدوم، وبعض الزبائن يعتمدون في توجيه ذوقهم على النجوم وربما يجبرون أنفسهم باقتناء عطور أو منتجات غير مقتنعين فيها ولكن بعد متابعتهم لتلك الحسابات يودون اقتناءها فقط للتباهي أمام أقرانهم بأنهم شروا ذلك المنتج وغيره، وقد يكون هذا هو التأثير السلبي لنجوم التواصل الاجتماعي الذين يرُوجون لمنتجات قبضوا مبالغ مقابل ذلك الترويج بغض النظر عن جودة وروعة المنتج، كما أن إختلاف الأذواق وارد بين الناس وما قد يعجبك لا يعجب غيرك وليس له علاقة بأن ذوقك جميل أو لا، خاصة في العطور لأنها تلامس الجسم ويختلف انبعاثها من الجسم من شخص للآخر فإذا ما ناسبت النجم الفلاني أو العلاني فإنها ليس بالضرورة تناسبك ولا عيب في ذلك! أستغرب من البعض الذين يشترون العطور دون أن يجربوا رائحتها على جلدهم، ويطلبونها من المواقع الإلكترونية بناء على مدح وإعلان مشاهير التواصل الاجتماعي وكم من النماذج مرت عليّ واشتكوا من عدم إعجابهم بالعطر بعد وصوله وطبعاً لا يمكن استبداله! منذ أن فطنّا للعطور ونحن نقتنيها من أهم الماركات العالمية المُصّنعة للعطور، وكثير منّا تَعّود على عطور قديمة ومازال يحبها ويتعطر منها ومازالت الماركات تُصّنعها ويمكنك تَمّيزها بسهولة نتيجة لثبات العطر وتَمّيّز مكوناته، ولم تقم تلك الشركات بالإعلانات المبالغ بها مع نجوم التواصل الاجتماعي لثقتها بعطورها وجمال رائحتها وثباتها، وقد تكون أسعارها مرتفعة وذلك لندرة المكونات ولأنها من الماركات الفرنسية الأشهر ولكن عندما تكون أسعار العطور المصنعة محلياً ومن مكونات متكررة مرتفعة السعر فهنا تشعر بالاستغلال واستغفال تلك الشركات لك كزبون تتبع أحدهم فيؤثر فيك برأيه (المدفوع) فتقوم أنت بشرائه وأنت أعمى للاسف! *ليكن لك رأيك الخاص وشخصيتك وذوقك في العطر واللبس وطريقة الحياة، شاهد وتَعّرف على تجارب غيرك وجَرّب قبل أن تقتني أو تنجرف بآراء غيرك دون تفكير، ولا تنسى أن كُل ما يُعرض عليك هو إعلان مدفوع الأجر والمبالغة في الاعلان مطلوبة وواجبة! * من العجيب الغريب أن معارض الكتاب لا تجد الإقبال الذي تشهده معارض العطور والكاتب لا يجد هذا التصفيق من الجمهور كـ الفشنستات! [email protected] @amalabdulmalik
3504
| 06 مارس 2022
يعاني الموظفون في كل القطاعات من ضغوطات العمل باستمرار ومن ضيق الوقت في إنجاز المهام الحياتية نظراً لسيطرة المهام الوظيفية، والكل ينتظر الإجازة الاسبوعية بفارغ الصبر إلاّ أنها تنقضي دون إنهاء المهام المخطط لها لعدة اسباب أهمها احتياج الراحة وصفاء الذهن وربما البقاء مع العائلة فقط أو الاصدقاء وعدم الرغبة في الالتزام بمواعيد أو أمور أخرى، وتبدأ دورة الأسبوع كطاحونة للموظف يجد نفسه يلهث ولا يجد وقتاً لنفسه وينتظر نهاية الأسبوع وهكذا، وبالتأكيد أن كثرة المهام تولد الضغوطات على النفس البشرية ناهيك عن مقاومة المنافسة مع الغير والتصدي للحروب التي قد يتعرض لها الموظف خاصة إذا ما كان ناجحاً ومنظماً ولا يقبل بالخطأ ويرغب في التطوير وخلق بيئة عمل ناجحة وغيره من الصفات التي تسبب مشكلة لدى الناقصين وممن يعانون من رُهاب الناجحين، هذا بالاضافة إلى ضغوطات العائلة والأبناء واحتياجاتهم وربما ضغوطات مادية وغيره، فكل ذلك يُعّرض الموظف لضغوطات قد تؤثر على صحته الجسدية والنفسية ويُصاب بإرهاق مُزمن لا يرتاح منه حتى في الإجازة الأسبوعية، ولهذا ولأسباب اخرى اعتمدت بعض المؤسسات والدول نظام الدوام لأربعة أيام في الاسبوع على أن يتمتع الموظف بثلاثة أيام إجازة اسبوعية مع عدم المساس براتب الموظف ومخصصاته المالية، وقد تَصّدرت ايسلندا بتنفيذ هذا النظام ونيوزلندا وفلندا وأسبانيا وكندا واستراليا وبعض الشركات في بريطانيا وشركة مايكروسوفت في اليابان ومؤخراً اعتمدت دولة الإمارات إجازة ليومين ونصف باعتبار يوم الجمعة نصف دوام والإجازة الأسبوعية السبت والاحد، وقد أظهرت النتائج عوامل إيجابية عادت على المؤسسات وعلى الموظفين بعد اعتماد الإجازة الاسبوعية لثلاثة أيام، فقد زادت الانتاجية وارتفعت الروح المعنوية للموظفين كما كان هناك انعكاس على البيئة وتخفيف الضغط على الطرقات والمرافق العامة واستهلاك أقل للطاقة والكهرباء وتخفيض بعض الخدمات العامة المقدمة في المؤسسات والتي كانت تُرهقها مادياً، وقد أجريت دراسات في كلية الإدارة في جامعة اوكلاند وجامعة جورجيا ومونتانا على موضوع الدوام لأربعة أيام في الاسبوع واتضح تحّسن في مستوى الطلاب وارتفع تحصيلهم الدراسي بالاضافة إلى النتائج الإيجابية الأخرى. وخلال جائحة فيروس كورونا وتَحّول العمل عن بُعد اتضح أن هناك وظائف كثيرة يمكنها العمل عن بُعد او يمكن اختصارها وتقليص عدد الموظفين فيها، كما أن التَطّور التكنولوجي سهّل حياة الموظفين وأصبح بإمكانهم إنجاز أعمالهم من أي مكان ولا يتطلب وجودهم في مقّر الاعمال وهذا ما يجب ان تركز عليه إدارات الموارد البشرية في كل المؤسسات حيث إن الإنجاز وسرعة الانتاج غير مرتبطة بساعات الدوام المحددة بل يمكن الإنجاز من البيت او المقهى او أي مكان آخر وذلك لطبيعة بعض الوظائف ومرونتها، وعلى العكس تماماً فيمكن أن يلتزم الموظفون بساعات الدوام لكنهم لا ينجزون ما يُطلب منهم ناهيك عن البطالة المُقنعة المنتشرة في كثير من المؤسسات نتيجة لسوء التخطيط الاستراتيجي والإداري. لاحظت الدول التي اعتمدت إجازة الثلاثة أيام للموظفين بأنهم أصبحوا أكثر صحة جسدية ونفسية نظراً لتوفر الوقت الكافي للعناية بأنفسهم وممارسة هواياتهم المفضلة وقضاء وقت أطول مع عائلاتهم وتلبية متطلبات الأبناء المعنوية، وتجّدد الروح المعنوية والنشاط مما يجعلهم يبدأون الأسبوع بحماس أكثر. البعض يرى أن هذا النظام له توابع سلبية نظراً لعدد الساعات الطويلة خلال الأيام الاربعة فقد تصل إلى 10 ساعات في اليوم الواحد، مما يجعل الموظف اكثر إرهاقاً وربما لن يستغل الإجازة الاسبوعية كما يجب، بالرغم من وجود شركات حالياً تعتمد نظام عمل 12 ساعة لمدة خمسة أيام في الأسبوع ومازالت ايام الاجازة الاسبوعية يومين فقط! الفكرة رائدة وقد تحدث تغييراً جذرياً في المسارات المهنية وتَطّورها، وربما بحاجة إلى دراسة مُتمعنة قبل اعتمادها وبالتأكيد يجب أن يُأخذ بعين الاعتبار الموظف في المرتبة الأولى فهو سبب الإنجاز وإذا ما كانت البيئة العملية صحية ومريحة (وهذا نادر ما يحدث) فإنه سيبدع وسينجز أكثر! • للأسف أن كثيرا من الموظفين لا يتوقفون عن العمل حتى بعد انتهاء ساعات الدوام الرسمية بل ولا يتمتعون بالإجازة الاسبوعية وفي المقابل لا يحصلون على التقدير الذي يستحقونه، لذلك لابد من برمجة النفس على إعطاء كل أمر في الحياة حقه، فكما للعمل حقه لنفسك ولعائلتك ولاصدقائك حق فتمتع بإجازتك الإسبوعية ولا ترد على اتصالات ورسائل تأتيك بعد ساعات الدوام فالشركات لا تدفع بدلات لذلك، وإذا ما ساءت صحتك لن تعّوضك ولن تقف معك وإذا خسرت عائلتك لن تشعر بك ولا تتعاطف معك، فكُن معتدلاً في كل الأمور! [email protected] @AmalAbdulmalik
4248
| 27 فبراير 2022
مع تطور الحياة وربما تَعقدها وانفتاحها على الثقافات المتعددة تواجه تربية الابناء تحديات كبيرة، خاصة وأن الأطفال في وقتنا الحالي اصبحوا أكثر اطلاعاً وربما ساعدت على ذلك طرق التدريس الحديثة لاسيما في المدارس الأجنبية التي تغذي الاطفال بثقافة غَربية لم يتربى عليها الآباء فنجدهم أكثر جرأة وفضولاً ولديهم قدرات عالية في البحث والإطلاع وعرض وجهات نظرهم وحفظ للكلمات وتقليد لسلوك الغير، ويظهر ذلك بعد دخلوهم مرحلة المراهقة حيث تتعمق لديهم تلك الافكار وقد يخرج البعض عن السيطرة أحياناً. تحتاج تربية الأبناء في وقتنا إلى حزم وحكمة وفن كما تحتاج إلى تعاون بين العائلة والمدرسة والتي تُعتبر المُربي المساند وطالما كانت المدرسة هي المُربي فالأجيال السابقة بالإضافة إلى تربية عائلاتهم لهم تلقوا التربية والتعليم في مدارسهم التي كانت تضع خططا للتربية والتعليم وكان للمُعلم هيبة وأثر وكان يُساهم في تربية الطلاب الاشقياء ويقّوم سلوكهم حتى لو اضطر الأمر بمعاقبتهم وأحياناً ضربهم، وهذا أصبح ضرباً من المستحيل في وقتنا الحالي فقد استجرأ الطالب على المعلم الذي لم تعد هيبته كالسابق ولم تعد مهامه شاملة التربية كما كان! واجهت موقفاً مع طفلة ذات السبع سنوات كانت تسبب إزعاجاً في أحد المطاعم في الوقت الذي لهت فيه والدتها ولم توجهها بعدم إزعاج الاخرين وكأنهم في فناء بيتهم، وعندما طلبت منها عدم الإزعاج ردت عليّ بجرأة ووقاحة بعد أن وضعت يدها في خصرها وحدقت في عيني، تفاجأت من سلوكها الوقح ولم أعرف كيف أرد عليها، وعوضاً عن اعتذارها أو خجلها من توجيه الملاحظة لها ترد عليّ ( بعين قوية) كما نقولها بالعامية، استغربت من الموقف ومن طريقة التربية التي يمكن أن تكون تربت بها وعدم توجيهها باحترام الغير خاصة الاكبر منها سناً، وتخيلت سلوكها الفظ الذي ممكن أن تكون عليه إذا ما بلغت الخامسة عشر! موقف آخر سمعت أحد الأطفال يردد جملة غير لائقة ادبياً وأخلاقياً على مسمع من والدته التي لم تُحرك ساكناً ولم توجه طفلها بعدم قول مثل هذا الكلام لأنه غير لائق، فتفكرت في طريقة التربية وما سيئول إليه هذا الطفل عندما يكبر! المعروف أن الطفل عجينة يمكن تشكيلها بكل سهولة لذلك فهو سيردد ما سيسمعه من أهله وسيقلد تصرفاتهم وسلوكياتهم وكلما كان الآباء والأهل على خُلق وينتبهون لكلامهم أمام أبنائهم سينشأ الأطفال مُهذبين والعكس صحيح فالاطفال يتأثرون بما يحدث في المنزل من معاملة الاباء لبعضهم والمستوى المعيشي وغيره، وبما يحدث في المدرسة من اعباء مدرسية وتَنمر بعض الاصدقاء وتعامل المدرسين معهم، كما يتأثرون بالوضع الصحي لهم من غذاء صحي متوازن ومن نوم متزن فبعض الاهالي يسمحون لأبنائهم بالسهر لساعات متأخرة ولا يراقبون غذاءهم مما يعرضهم لمخاطر كبيرة. بعض الاباء يعتقدون أن كل ما يحتاجه الطفل هو مسكن ومأكل وإلحاق بمدرسة خاصة وتوفير آي باد وغداء في الإجازة الاسبوعية في احد المطاعم وسفرات ومقاعد في الدرجة الأولى وتوفير ملابس من الماركات العالمية، في حين أن احتياجات الطفل الفطرية هي الحديث مع الاباء والتعبير عن فضولهم ومشاعرهم ومشاركتهم تفاصيلهم الصغيرة (التي يشغلها المربيات حاليا) وليس الاستماع بانشغال الام في أمورها الخاصة أو الاب في هاتفه بل بتوجيه كل الاهتمام والانتباه والاتصال البصري ليشعر الطفل بأهميته وبوجودهم حوله، وفتح مواضيع متنوعة معه وتغذيته ثقافيًا وعلمياً وصحياً والحديث معه في كل المواضيع الحياتية التي يكون للطفل رأي فيها لكنه لا يجد من يستمع إليه، فبعض الأهالي غير مدركين أن الاطفال لن تهمهم الماركات إذا لم يعودهم الاباء عليها، وأنهم سيكونون أكثر حرصًا على الالتزام بالصلاة إذا تعودوا عليها، وأن اكلهم سيكون متزنا إذا كان الاهل قدوتهم، وسينشأ الابناء على الادب والسنع إذا ما تم تعليمهم ذلك عملياً وكان الاهل قدوة لهم في كل ذلك، لذلك إذا صلح الآباء والامهات صلح الابناء، وهذا يُرجعنا لموضوع الزواج المبكر الذي قد يحرص عليه الاهل في حين أن ابناءهم مازالوا غير ناضجين وبالتالي عندما يُرزقون بالأطفال لا يصلحون تربيتهم ويتركونهم على المربيات أو شبكات التواصل الاجتماعي تربيهم وتثقفهم دون حب واهتمام ومشاعر فينشأ جيل غير سوي لا يمكن الاعتماد عليه وربما ينظر لأقرانه والذين تم تربيتهم بشكل صحيح على أنهم نماذج مثالية لا يتقبلها المجتمع وكأن الحال انقلب والمفاهيم تغيرت وأصبح الخطأ صحيحا! • تكّوين عائلة مسؤولية تقع على الوالدين وإذا كانوا غير مستعدين للتربية الصحيحة فالأفضل أن يؤجلوا الزواج إلى أن يكونوا جاهزين لإعداد جيل المستقبل! •ما يتفوه به الاطفال انعكاس لمستوى التربية في العائلة لذلك أحسنوا تربية ابنائكم وكونوا القدوة الحسنة لهم! [email protected] @amalabdulmalik
10185
| 20 فبراير 2022
هل تتخيل أن أكثر من مليار شخص يعاني من اضطرابات نفسية حول العالم! وذلك وفقاً لتقرير نشرته منظمة الصحة العالمية منتصف العام الماضي، كما تشير الدراسة أن مؤشر البحث عن الصحة النفسية والأخصائيين النفسيين عبر محرك غوغل في ارتفاع مستمر خلال السنوات الخمسة الأخيرة، مما يدل على وجود أشخاص غير مُسجلين في العيادات، وربما يحاولون البحث عن طُرق لمعالجة أنفسهم دون اللجوء للذهاب لاخصائي لعدة اعتبارات منها العيب أو الخوف من نظرة الآخرين وتأثيرها على مكانتهم الاجتماعية والعملية، رغم أن معالجة الاضطربات النفسية والتردد على العيادات المختصة حاله كحال أي عيادة أخرى ممكن التردد عليها للاطمئنان على الصحة النفسية التي إذا ما تعبت فإن الجسم يتضرر هو الآخر، فتثبت الدراسات أن كثرة الضغوطات اليومية والالتزامات العملية والعائلية والمجتمعية والمالية تؤثر بشكل سلبي على الجسم، فالصداع وأوجاع الجسم واضطربات المعدة والقولون والألم في الصدر وسرعة ضربات القلب والأرق وتساقط الشعر ونزلات البرد المتكررة، وارتفاع ضغط الدم وطنين الأذن وفقدان الشهية ونوبات القلب المفاجأة وأمراض السرطان وغيرها من الأمراض تعود أسبابها للاضطرابات النفسية. والضغوطات النفسية تعود لعدة أسباب ومختلفة من شخص لآخر وفقاً لظروفه الاجتماعية والمالية والعملية، فهناك من يضطرب نفسياً لعدم قدرته على سداد ديونه أو توفير مصاريف عائلته أو خسارته في مشروع، وآخر قد يضطرب لمشاكل يواجهها في عمله وآخر لتعرضه لصدمة عاطفية أو طلاق، واحدهم لفقدان شخص قريب، الأسباب كثيرة ويصعب حصرها نظراً لاختلاف الشخصيات والمواقف التي تتعرض لها، ولكن بالتأكيد أن كل شخص لديه ضغوطات معينة تؤثر على صحته النفسية لفترة وانعكاساتها ستكون واضحة على جسده وقد تسبب له أمراضا مزمنة، وإذا ما أهملها ولم يتمكن من التغلب عليها فستؤدي به إلى الأمراض النفسية التي قد تدخله في دائرة يصعب الخروج منها لاسيما الاكتئاب والقلق والفصام وغيرها من الامراض التي يكون علاجها بالأدوية التي هي بدورها لديها آثار سلبية على الجسم والصحة، لذلك لابد من مراقبة النفس منذ اضطرابها أو تعرضها للمواقف المحزنة والصعبة ومحاولة السيطرة عليها قبل أن تتفاقم المشكلة وتدخل النفس البشرية دوامة الأمراض النفسية والعقلية. كيف يمكن المحافظة على الصحة النفسية! بالتأكيد هناك عدة طرق وعلاجات تجعلنا في صحة نفسية مُتزنة بحيث نبقى أقوياء ونتعامل مع المواقف الصعبة بتعقل ودون أن نفقد سيطرتنا على صحتنا النفسية مما يوثر على جسدنا، ولعّل الإيمان بالله وقضائه وقدره هو العلاج الاول لتَقّبل أي محنة ممكن أن تمر على الإنسان واعتبارها لبتلاء يجازينا الله بها خيراً على صبرنا واحتسابها أمرنا له تعالى، وبالتالي التقّرب إلى الله بالعبادات والدعاء هو الحل الأنجح للخروج من الأزمات ثم تأتي الأمور الأخرى مثل المحافظة على القيام بنشاطات رياضية والمشي على الاقدام، الأكل المُتزن والصحي له تأثير إيجابي أيضاً على صحتنا النفسية، تجنب السهر والنوم ليلاً لثماني ساعات يومياً يساعد على استرخاء العضلات وبطء التنفس وصفاء الذهن مما يغذي الصحة النفسية، تجنب المنشطات والمنبهات بكثرة لما لها من تأثير سلبي على الجسم، قبول الذات والقناعة والتفكير الإيجابي يحافظ على صحتنا النفسية، الاهتمام بالاخرين والمشاركة في النشاطات الاجتماعية والانسانية يُشغلنا وبالتالي يحافظ على صحتنا النفسية، ممارسة الهوايات وتَعّلم مهارات جديدة والمشاركة في دورات تدريبية يحفز الذهن على التفكير ويُحسن من الثقة بالنفس، الابتعاد عن الشخصيات السلبية والعلاقات السّامة التي تستنزف من طاقة الإنسان والتي تتسبب في ضغط دائم مما يُرهق الصحة النفسية، عدم التردد في طلب المساعدة من الاشخاص المقربين أو الجهات الصحية المُعتمدة إذا لم تستطع إدارة الأزمة التي تمر بها، فالحديث عن افكارك ومخاوفك وعرض تفاصيل المشكلة على من تثق بهم سيساعدك في تجاوز الازمة بسلام دون الإضرار بصحتك النفسية والجسدية، فأحياناً يكون الحل في الكلام فقط، تكون بحاجة إلى من يسمعك وأن تتحدث بصوت عالٍ وربما يرشدك لاتخاذ قرارات أنت متردد في اتخاذها وبالتالي تعود إلى اتزانك النفسي.! • حافظ على صحتك النفسية فهي مفتاح نجاحك وهي الدرع الواقي لصحة جسدك، من صلحَت نفسيته صَلَحَ جسمه! [email protected] @AmalAbdulmalik
5805
| 13 فبراير 2022
هل فعلاً يعيش البعض هوس الماركات! ومن خَلق هذا الهوس! وهل الماركات أمر مستجد في الاسواق! أسئلة قد تدور بذهن البعض لما يرونه من تَعّلق غير مبرر بالماركات، والمصيبة الكبرى أنها أصبحت تحدد مكانة الشخص وأهميته عوضاً عن الاخلاق والفكر والثقافة التي يجب أن تكون عنوانًا لشخصية المتحدث أمامك ولكن للأسف أصبحت المظاهر وما يرتديه الشخص من ساعات ويقتنيه من سيارات وغيره هو مقياس لأهميته! الماركات موجودة منذ عقود طويلة في الاسواق العالمية وكثير من العائلات التي كانت تسافر في الستينات والسبعينات لأوروبا وأمريكا اعتادت على اقتناء الماركات وتعرف بيوت الموضة العالمية، وتعرف كيف تقنن اقتناء الماركات والمكان المناسب لارتدائها، ولا تجعلها أغلى ما يظهر عليها كما يفعل البعض في الأيام الحالية وممن يُعتبرون حديثي النعمة، فنجدهم يتهافتون على اقتناء كل موديل تطرحه الماركات ويدفعون مبالغ خيالية للحصول على القطعة النادرة والمحددة الإنتاج وكأنها سترفع من قدرهم، وتلاحظ أن المواضيع المطروحة للنقاش هي مواضيع تزيد من الحساسية ومستوى الاستهلاك فيتناولون خبر أحدث الموديلات المطروحة للماركات وأسعارها بل يتفاخرون بأسعارها الخيالية وأنها أسعار مناسبة في حين أن مستواهم المادي متوسط أو معقول ولشراء تلك القطع ممكن أن يقترضوا من البنك أو يحرموا انفسهم من أمور أساسية أخرى في الحياة فقط لاقتناء الساعة أو الحقيبة أو السيارة او غيره! وفي الوقت الذي تستغل فيه هذا الهوس والإقبال على الماركات تلك الشركات فنجد أنها تستمر في رفع الأسعار بشكل جنوني، وتُعلل ذلك بأسباب غير منطقية، ويحق لها ذلك لأنها تجد الزبائن الذين لا يكفون عن اقتناء منتجاتها مهما ارتفع سعرها، إلاّ أن هذا يدخل في الاستغلال المباشر للمستهلك ولكن في النهاية ستُطرح فكرة أن السوق عرض وطلب وأنك غير مُجبر على شراء واقتناء هذا المنتج أو السلعة طالما أن سعرها لا يناسبك وهذا المبدأ منطقي جداً إلاّ غير المنطقي هو تَعّلق المستهلكين بشراء تلك المنتجات بل والبحث عنها من فرع لآخر وحول العالم للتباهي فقط باقتنائها وكأن الشخص حقق انتصاراً ونجاحاً في حياته، المصيبة أن البعض يعتقد أن اقتناء الماركات يعزز ثقتهم في أنفسهم، ويعتقدون أنهم الاكثر تميزًا عندما يرتدون تلك الماركات وكأنهم ملكوا العالم في حين أن عقولهم قد تكون فارغة وأخلاقهم سيئة! لعل أكثر من خَلق هذا الهوس والصراع في المجتمع هم المشاهير من نجوم التواصل الاجتماعي والذين يتفنون بعرض مقتنياتهم الخاصة ويتباهون بشراء الماركات بشكل فوضوي مما يجعل الجمهور والمتابعين يشعرون بالرغبة في تقليدهم وشراء مقتنياتهم رغم أن البعض منها تكون للعرض فقط أمام الكاميرات أو هي هدايا نظير إعلان، كما أننا لا يمكننا التأكد من أن تلك المنتجات أصلية فعلاً خاصة الحقائب والساعات والمجوهرات فشركات التقليد تتفنن في تقليد أصل الماركات كمتابعين لا يمكننا التأكد من ذلك! ولهذا الهوس انعكاسات سلبية في الاسرة فنجد أن الخلافات الزوجية قد تشتد بسبب الحصول على تلك الماركات لأنها تُرهق الزوج او رب الأسرة خاصة للنساء غير العاملات أو البنات الطالبات واللاتي يتفاخرن بالماركات من جيب والدهم الذي بالتأكيد لديه اولويات أخرى واهم من شراء ملابس وإكسسورات باهظة الثمن ولا لشيء إلاّ لان النساء يردن التفاخر أمام صديقاتهن أو إثارة غيرة فلانة أو علانة أحياناً! المشكلة التي ستظهر أكثر في الأجيال القادمة هي تربية الجيل الحالي على الماركات فنجد طفلا لم يتجاوز العام يرتدي ملابس الماركات فينشأ على ذلك ويسبب إرهاقاً في ميزانية العائلة، ويولد لديه نظرة دونية لكل من يرتدي ملابس من ماركات أقل، وهنا تنشأ مشكلة اجتماعية طبقية أخرى سيعاني منها الاجيال القادمة وستضع العائلات الفقيرة أو متوسطة الدخل في مأزق مع أبنائها، مما قد يجعلهم يقومون بمهام غير إخلاقية وغير قانونية للحصول على المال الذي يمكنهم من خلاله اقتناء الماركات ومجاراة أصحابهم، فهل فعلاً الماركات تستحق كل هذا الدمار المجتمعي، وهل فعلاً الإنسان لا يُحترم إلاّ بالماركات التي يقتنيها! التوعية ضرورية في هذا الموضوع وربما توعية الأهل في المقام الأول، وإذا كانت الأسرة ميسورة الحال حالياً فنحن لا نعلم بتقلبات الدهر ودورة الايام لذلك يجب حساب ذلك في توفير مستوى معيشة مناسب للعائلة من خلال الاساسيات في الحياة، وألا تكون الكماليات هي الأساس، فالماركات لن تجعل منك إنسانا مثقفا ولا ستهذب أخلاقك ولن تترك أثرا طيبا عند الاخرين، كذلك توعية المراهقين والذين تتشكل شخصياتهم من خلال ما يتعرضون له في الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لذلك لابد من مراقبة ما يتابعونه ومحاولة شرح الفرق بين الحياة الطبيعية وحياة بعض المشاهير الذين يستعرضون ممتلكاتهم وطريقة حياتهم بالثراء الفاحش فنحن لا نعلم السر وراء ذلك، ومهم تعزيز الثقة والقناعة والرضا لدى النشء حتى لا يدخلوا في صراع نفسي مع كل ما يشاهدونه من مقتنيات كمالية وزائلة ولا ترفع من قدر الإنسان بقدر أخلاقه وإنجازاته العملية والإنسانية. [email protected] @AmalAbdulmalik
11881
| 06 فبراير 2022
هل انتهت جائحة كورونا؟ تُشير الإجراءات المُتبعة في أمريكا وأوروبا أن جائحة كورونا كوفيد -19 وسلالتها من الفيروسات المتحورة في طريقها إلى الانتهاء أو ربما التوجه للتعايش مع الفيروس كحال باقي الامراض العادية، فقد رفعت معظم الدول القيود الاحترازية من الالتزام بالكمامات والحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي وغيره وجعلت تلك الإجراءات خيارا شخصيا ومسؤولية تقع على الفرد نفسه، بل حتى من يُصاب بالفيروس يمكنه عزل نفسه أياما معدودة ومن ثم يعود لعمله ونشاطاته اليومية كحال الإنفلونزا الموسمية العادية، بعد أن عاش العالم عامين من الخوف والقلق من هذا الفيروس الوحش الذي حَصد أرواحًا كثيرة خاصة من كبار السن وكأنه كان يقصدهم ربما ليخفف العبء على بعض الدول التي تتحمل مصاريفهم وتعتقد بأنهم غير منتجين للبلد!. وبعد أن حَصَد أرواح المرضى ببعض الامراض المزمنة والذين يحتاجون إلى عناية فائقة ويكلفون بعض الدول أكثر من طاقتها!. بعد أن بَث الرعب في قلوب الناس وغيّر عاداتهم جعلهم أكثر ميلاً للوحدة والتوجس من الآخرين والتعامل معهم وكأنهم مرضى أو حاملون للفيروس فبالتالي فَضّل البعض الانعزال عن الآخرين وتقوقع على نفسه ليحمي نفسه من خطر الإصابة!. رُفعت القيود العالمية بعد فرض التطعيمات التي لم تأخذ وقتها في الدراسات والابحاث المطلوبة وتهافتت دول العالم على توفير اللقاحات لمواطنيها بل وفُرضت قيود على من لا يخضع للتطعيم وحرمانه من ممارسة حياته الطبيعية مما أثر في شريحة كبرى ففضلت أخذ اللقاح الذي بدأت تظهر بعض أعراضه الجانبية على البعض!. تعود الحياة الطبيعية لمعظم دول العالم بعد أن تأثر الاقتصاد العالمي وخسرت كثير من المشاريع الصغيرة، في حين انتعش سوق الأدوات الصحية من كمامات وقفازات ومعقمات وملابس وقاية وغيرها، وانتعشت شركات الادوية لاختراع لقاحات ضد الفيروس الذي لم تؤثر فيه كل أنواع اللقاحات واصاب حتى المُلقحين بالجرعات الثلاث وتفاوتت اعراض المرض لديهم كل حسب مناعته، كما انتعش سوق اجهزة الفحص سواء المخبري أو المنزلي والذي تهافت الجميع على اقتناء المئات منه ليتمكن من إجراء الفحص لنفسه والتأكد من سلامته بل أصبح لدى البعض هاجس من المرض لدرجة إجراء الفحوصات بشكل يومي!. كشفت جائحة كورونا الخلل في القطاعات الصحية في كل الدول وسياسة التعامل مع الجائحة وان اجتمعت على معظم إجراءات البروتوكول في التعامل معها إلا أن كل دولة اتبعت سياسة خاصة بها وفقاً لنظامها الصحي ورؤية الحكومة ومتطلبات الشعب وطبيعة البلد!. استفادت الفنادق من الجائحة بعد أن تم فرض حجر المرضى فيها خلال اشتداد الجائحة وارتفعت أسعار تذاكر الطيران نتيجة خسارة بعض شركات الطيران الاخرى ولم تكن هي الوحيدة التي رفعت أسعارها بل بشكل عام ارتفعت الاسعار في الوقت الذي خَسر كثير من الموظفين أعمالهم وربما يواجهون مشكلات في الحصول على عمل إلى الآن!. فوضى عارمة عشناها خلال العامين الماضيين وتصدرت الاخبار الصحية وأرقام إصابات ووفيات فيروس كورونا وسائل الاعلام وحديث العامة، وكانت الانظار متجهة نحو منظمة الصحة العالمية وقراراتها المتحكمة في العالم، وبعد كل التضييق وكل التهويل ها هي تُنذر بقرب انتهاء الجائحة وضرورة عودة الحياة لطبيعتها ولم تعد كل الاجراءات إلزامية، وان كوفيد -19 وسلسلة المتحورات التي أنتجتها فيروسات عادية ويمكن التعايش معها وأنها ليست بتلك الخطورة التي كانت عليه سابقاً!. فما هي قصة جائحة فيروس كورونا! وما هي مسبباتها ودوافعها وكيف نشأت وكيف انتهت؟، ستبقى الإجابات سراً وربما ستكشفها الأجيال القادمة! [email protected] @AmalAbdulmalik
7432
| 30 يناير 2022
أُسدل الستار على معرض الدوحة الدولي للكتاب، العرس الثقافي، الذي بدأ به عام 2022 العام المنتظر، الذي سيشهد العديد من الفعاليات المهمة، وقد اُفتتح المعرض في الثالث عشر من يناير الجاري، واستمر حتى الثاني والعشرين، وتعد هذه النسخة 31 منذ قيام معرض الكتاب قبل 50 عاماً تقريباً، وقد شارك في المعرض 37 دولة و430 دار نشر مباشر و90 توكيلاً غير مباشر، كما شاركت بعض المؤسسات والجامعات في الدولة، وشاركت دور نشر أمريكية لأول مرة، وكانت للسفارة الإيطالية مشاركة بجناح مهتم بالأطفال، وبعض السفارات مثل فلسطين وسوريا وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وروسيا وغيرها. قد ضمت النسخة الاستثنائية من المعرض مجموعة من الفعاليات الثقافية المصاحبة، والتي توزعت في أكثر من موقع في أرض المعرض، الذي شهد حراكاً ثقافياً وأدبياً وفنياً، فتم تنظيم العديد من الندوات والورش التثقيفية، التي استضافت الأدباء والمفكرين والشعراء والفنانين، ولعّل أكثر ما أبهر الجميع أثناء تجولهم في المعرض هو التنوع الثقافي، فبالإضافة للكتب المتنوعة والقيّمة التي تعكس رأي المفكرين والأدباء، تستوقفك الندوات المقامة في المسرح الرئيسي، الذي شهد عدة محاور أدبية ومُفكرين ومؤلفين نقلوا تجاربهم وآراءهم بكل أريحية، وناقشوا هموم المثقف العربي وتحدياته، كما كان يشهد ملتقى المؤلفين حراكاً ثقافياً وتوقيع كتب عدد من المؤلفين والكتّاب، وكان لنادي الجسرة دور في تنظيم الندوات، حيث استضاف الكتّاب والخبراء في الأدب، وعجت أروقة المعرض بورش متنوعة، أشرفت الجهات المشاركة على تنفيذها، مثل مكتبة قطر الوطنية وهيئة المتاحف وشبكة الجزيرة الفضائية. وليكتمل المشهد الثقافي كان للفن حضور بارز وجميل من خلال تواجد الفنانين ورسم لوحاتهم من وحي المعرض، وكانت فرصة للتعرف على إبداعاتهم، بالإضافة إلى وجود الموسيقى التي كانت تزيد من سحر المكان، سواء كان عزف البيانو أو التخت الشرقي. ولعّل أكثر ما ميّز المعرض هذا العام هو دوار التلفزيون وهو عبارة عن استوديو تلفزيون قطر المباشر، فقد صُمم بطريقة جذابة في منتصف المعرض تقريباً وعّبر عن عراقة تلفزيون قطر، كما تم عرض مجموعة من المقتنيات القديمة للتلفزيون متمثلة في بعض الأجهزة مثل المكسر والكاميرات وأشرطة الفيديو التي استخدمت في الثمانينيات، وكان أقرب للمتحف خاصة للأجيال الجديدة التي لم تشهد مثل تلك الأجهزة، فهذا ما ميّز تلفزيون قطر هذا العام. ولعّل تشريف صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله معرض الكتاب يدل على عمق رسالته، وسعي الدولة لتعزيز أهمية الثقافة والتشجيع على القراءة والنهل من العلم مما يحفز الكتّاب والأدباء لتقديم أعمالهم المختلفة، وتشريف معالي الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية افتتاح المعرض يعزز أهمية معرض الكتاب ويبين الرؤية السديدة للحكومة في تشجيعها على الثقافة، ونجد حرص الشخصيات العامة من وزراء وشيوخ على حضور المعرض وتسجيل إعجابهم بالفعاليات التي أتت مختلفة هذا العام لهو دليل على أهمية هذا الحدث الثقافي. وقد خُتم المعرض بحفل صباحي، شرّفه سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة باعتبار الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2021، كما حضرت الحفل معالي الدكتورة هيفاء النجار وزيرة الثقافة الأردنية، والتي شهدت مشكورة العديد من فعاليات معرض الكتاب. وشارك أبو الفنون (المسرح) في فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب بعروض لمسرحية الأصمعي باقوه، التي تضمنت فكرة جديدة جسدها مجموعة من الفنانين القطريين القديرين، وكتبها المبدعان عبدالرحيم الصديقي وتيسير عبدالله وأخرجها القدير سعد البورشيد، فاكتمل العرس الثقافي بكل تفاصيله وعاش المجتمع القطري والثقافي بشكل خاص أياماً زادت من معرفته وتجاربه. • تحية لكل القائمين على معرض الكتاب في نسخته الـ 31، فقد شهدت الدوحة عرساً ثقافياً أدبياً جميلاً، ويُسجل في الذاكرة وتحية للسيد جاسم البوعينين مدير معرض الدوحة الدولي للكتاب وفريقه على جهودهم في تنظيم المعرض، وتحية خاصة لسعادة وزير الثقافة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، والذي كان حاضراً في كل أيام المعرض ومشجعاً لكل الأدباء والمؤلفين والناشرين مما يعكس حبه للثقافة والأدب ودعمه للحراك الثقافي في الدولة، فهنيئاً لنا بهذه الرؤية وهذا الدعم. [email protected] @amalabdulmalik
8450
| 23 يناير 2022
أنانية النفس البشرية تجعل الشخص يرى نفسه كاملاً دائماً بالرغم من قناعته الداخلية بأنه لا أحد كاملاً، وأن الكمال لله وحده، ولهذا نرى أن بعض الأشخاص تتملكهم الأنانية لدرجة أنهم يرون أنفسهم فوق الناس، وأن الآخرين لا يفهمون، لا يعون، لا يعرفون التفكير والتصرف، بل تصل بالبعض أن يعتقد بأن الآخرين لا يستحقون العيش!، وهذه النماذج يسكنهم التعّصب لأفكارهم وانتمائهم. حاولت معظم القنوات الإعلامية على مدار السنوات الماضية أن تُقّرب من وجهات النظر وتفرض الرأي الآخر ليتم تَقّبله وربما استطاعت ذلك مع بعض الفئات، ولكن للأسف ما زالت شريحة كبيرة لا تتقبل الآخر، بل ربما حتى بعض من أولئك الذين ينادون بحقوق الإنسان وحرية التعبير لا يتقبلون الفكر الآخر أو الأعراق الأخرى، ويرون أنهم أقل منهم فكراً وقد يصفون من يختلف معهم بأنه ضد حقوق الإنسان بالرغم من أن حرية التعبير والمعتقد أحد أهم بنود حقوق الإنسان!. لقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم: (يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا، وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) سورة الحجرات، وفي هذه الآية رسالة من الله تعالى بأهمية التعارف بين الشعوب والقبائل، والتعارف يشمل التقّبل والمعاملة بالتقوى، لذلك لابد من الانفتاح على الآخرين وتقّبل آرائهم ومعتقداتهم واحترام عاداتهم ورغباتهم، لأنك في المقابل تحتاج إلى من يتفهم وضعك ومن يحترم أفكارك وآراءك. قد لا يكون قبول الآخرين سهلاً، ولكنه ككل العادات التي يجب أن تعّود نفسك عليها من جهة وأن تتربى على ذلك منذ صغرك وهذا دور العائلة التي يجب أن تعلم أبناءها أهمية تَقّبل الآخرين، والانفتاح عليهم وعدم النظر لغيرهم بنظرة دونية أو تعصبية، بل تغذي فيهم التسامح والقناعة وقبول الآخرين مهما كان وضعهم. ولعدم تَقّبل الآخر أشكال متعددة، منها عدم قبول الرجل للمرأة مثلاً، خاصة في مجال العمل، عدم تَقّبل أشخاص من عائلات وقبائل أخرى، عدم تَقّبل الأجانب مهما كانت جنسيتهم، عدم تَقّبل الأفكار المبتكرة وغير الاعتيادية، عدم تَقّبل أصحاب بعض المِهن، عدم تَقّبل أشخاص لديهم معتقدات لا تناسبك، عدم تَقّبل ذوق وموضة، عدم تَقّبل من يكون أكثر نجاحاً منك، وغيرها من الأمور التي لم تَعتد عليها وربما يمارسها غيرك أو يعتقدون بها فتنظر إليهم بنظرة دونية وغير متقّبلة وترفضها، في حين أنك لا تَقّبل أن تكون مرفوضاً من الآخرين! قبول الآخرين يجعلنا نعيش بسلام ذاتي مع أنفسنا ويسلحنا بالسعادة والرضا والقناعة، سواء كان الآخرون أقل منّا أو أعلى منّا، ففي كل الحالات علينا القبول والتعامل برضا، وقد يأتي هذا القبول عندما تكون لديك قناعة ذاتية بأن شخصيتك هي لك وحدك وأنك لست مثل الآخرين والعكس، فاختلاف البشر أحد شروط التطور البشري، يأتي القبول أيضاً عندما لا تكون مُجبراً على إقناع أحد والعكس، فلا أحد يشبه أحداً في الأفكار والآراء ولا الشكل، وهذا أمر طبيعي ولا أحد يجبرك على الاقتناع واعتناق الفكرة الأخرى فقط تقبلها، غالباً لا يرى الناس الأشياء بعين متساوية، فما أراه صحيحاً ومقبولاً تراه أنت العكس واختلاف نسبة الجمال تختلف من شخص لشخص، لهذا عليك تّقبل فكرة الآخر ليتقبل رأيك، كذلك تشعر بالقبول عندما تؤمن بأن ما يصلح لك لا يصلح لي والعكس، سواء في وظيفة أو دراسة أو ذوق عام في الملابس والأكل والقراءة والهواية وحب الألوان والتعامل مع الأشخاص وكل تفاصيل حياتنا، فكل منا لديه قناعاته بما هو أصلح له وما يناسب شخصيته وليس بالضرورة يناسب الآخرين، كما أن معاملة الآخرين باحترام وتقدير مهم جداً، لأنك في المقابل تسعى للحصول على هذا التقدير، لذلك عامل الناس كما تحب أن يعاملوك، فإذا كنتَ قاسياً معهم توقع القساوة منهم وإن كنتَ متفهماً طيباً بشوشاً ستشعر بالسلام مع نفسك ومع الآخرين. • برامج التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين قد تجعلكَ متقبلاً للآخرين ومنفتحاً عليهم أو العكس تماماً، تجعلك ترفض الصالح والطالح لأنه مختلف عنك وأنت تبحث عمن يُمثلك تماماً، وهذا ضرب من المستحيل، كما أنك قد تعيش تناقضاً بين إعجابك ومتابعتك لما يُطرح وفي الوقت نفسه رفضك التام له ولو رأيته في بيتك لقامت القيامة فيه!. [email protected] @amalabdulmalik
8275
| 16 يناير 2022
يُعّرف الاحتكار في الاقتصاد بأنه الحالة التي يكون السوق فيها عبارة عن شركة واحدة فقط تؤمن منتوجا أو خدمة إلى جميع المستهلكين وتكون هذه الشركة مسيطرة على كامل السوق ولذلك تسمى بالمحتكِرة، وعندما تحتكر شركة ما السوق فإنها تفرض الاسعار المناسبة لها لعدم وجود شركات منافسة وتتحكم بجودة المنتج أو الخدمة وتفرجها على المستهلك الذي ليس لديه خيار آخر فيكون مجبراً على التعامل معها أو شراء منتجاتها، وبذلك تزيد أرباح الشركة على حساب المستهلك، وحتى لو استطاعت تلك الشركة المحتكرة بتوفير المنتجات والخدمات للجميع إلاّ أنها ستكون متحكمة بالسعر ويجد المستهلك نفسه مجبراً على شراء تلك المنتجات والتي يمكن أن تنفذ أو تتعمد الشركة حجبها من السوق أو توفيرها برفع الأسعار. والاحتكار في زمن منفتح كالزمن الذي نعيش فيه مرفوض، وقد مرت الدولة بظروف سياسية صعبة وإغلاق للمنافذ إلاّ أن التنوع في السلع كان متوفراً ومن كل الدول، وهذا ما يجب أن يكون عليه السوق، مُنفتحاً ومُتنوعاً وأن يظل البقاء للأجود والأفضل سعراً، لا أن نُلغي المنتجات الخارجية ونقتصر على منتجات شركة واحدة تكون مفروضة على المستهلكين بالأسعار والشروط التي تحددها، فهي بذلك تثبت عدم ثقتها في جودة منتجاتها ولو كانت الثقة موجودة لخاضت المنافسة مع الشركات الأخرى ووضعت خطة للتميز ولإقبال المستهلكين عليها إما بعروض السعر أو جودة المنتج أو توفير منتجات جديدة لا توفرها شركات أخرى. ويدخل الاحتكار ضمن الدائرة المُحرمة في الاسلام خاصة إذا كان المنتج المُحتكِر طعاماً، خاصة إذا أضر بالناس وتضييق عليهم، وقد وردت مجموعة أحاديث نبوية عن الرسول صلى الله عليه وسلم يحذر فيها من الاحتكار منها (من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام والإفلاس) رواه ابن ماجة، كما أن الاحتكار يبث مشاعر الحقد والبغضاء لما فيه ضرر على الناس وعلى أصحاب الشركات الاخرى، كما تترتب سلبيات على الاحتكار منها ارتفاع الاسعار، انخفاض في عدد المستهلكين، انخفاض الكفاءة في تقديم المنتج لعدم وجود المنافس، حصول المُحتكر على النفوذ السياسي، سلطة المحتكر على السوق ودفع أجور قليلة للعاملين، تعظيم حجم ثروة المحتكر في زمن قياسي نظراً لتحكمه في الأسعار، ضعف في دور الجهات الرقابية والتي قد تكون سببا في انتشار الفساد لضمان بقاء المنتج الأوحد مسيطراً على السوق. العزوف عن شراء واستخدام المنتج المُحتكر من قِبل المستهلك هو الحل الاول ثم يأتي التدخل من الجهات المعنية في البلد والتي يجب أن تضع مصلحة المواطن نصب عينيها، كما أن الاحتكار في عصر الإنفتاح التجاري العالمي فكرة ليست رائدة فكل ما تريده تجده في مواقع الانترنت اللامحدود وسيصل إليك خلال أيام من أقصى البلاد، لذلك من الذكاء جذب المستهلك لشراء المنتجات بعيداً عن الاحتكار وحجب المنتجات الاخرى ففي النهاية السوق يعتمد على العرض والطلب فاعرض ما لديك واترك الخيار للمستهلك باختيار ما يرغب بل وافتح السوق لكل الشركات المنافسة محلية كانت أو عالمية، ففي النهاية كل مجتهد سيأخذ رزقه ولن يَحجب الله رزق أحد! • قبل أن تفكر بالاحتكار طّور من خدماتك وقدّم عروضا بأسعار مغرية واجذب المستهلك لخدماتك ومنتجاتك في ظل وجود التنوع! [email protected] @amalabdulmalik
8806
| 09 يناير 2022
انطوت آخر صفحات سنة 2021 بكل ما بها من أحداث على كل الأصعدة، سواء السياسية حيث أبرزها كان المصالحة الخليجية، والرياضية حيث استمتع العالم العربي بمونديال العرب في قطر، وخوض تجربة انتخابات مجلس الشورى المنتخب لأول مرة، والتشكيلات الوزارية الجديدة، وأحداث كثيرة تضمنها عام 2021، إلا أن وباء فيروس كورونا ومتحوراته كان وما زال هو متصدر المشهد من عام 2020 ويبدو أن المسلسل مستمر فأعداد المصابين في تزايد وبدأت بعض الدول فرض الإجراءات الاحترازية من جديد وربما تتجه للإغلاق إذا استمر الوضع. كُل ما حدث في العام الماضي أصبح ذكرى نتعلم منه ونأخذ العِبرة، فكل المواقف التي تمُر علينا تتخزن في تجاربنا التي تكَوّن مبادئنا ومواقفنا تجاه الآخرين وتجاه الحياة، وما يجب علينا فعله تطوير ما نجحنا به، والاستفادة من أي موقف لم نحقق به ما كنّا نتمنى ولن أذكر كلمة الفشل فليس هناك فشل، فما لم يكن لم يُقدره الله لنا لما فيه مصلحتنا وبالتأكيد أنه حفظنا من سوء ونحن لا نعلم فيجب أن لا نحزن. البداية الجديدة تدعو للتفاؤل دائماً ونشحن أنفسنا بالطاقة الإيجابية في البدايات ومع الأيام قد تزيد تلك الطاقة أو مع الظروف وخيبات الأمل تتبدد إلا أننا يجب أن لا نفقد إيماننا بالله وثقتنا به وإن لم تتحقق بعض من أمنيات العام الماضي إلا أن الله يعلم ما هو خير لنا فسيسّره لنا وعلينا تَقبُّل ذلك برضى. لنشحن أنفسنا بالأمل والتفاؤل بأن العام الجديد سيكون أفضل مما مضى ولنبدأ بدايات جديدة نبتعد فيها عن كل المنغصات ونلغي الأشخاص الخطأ من حياتنا ونركز على أنفسنا وتطويرها وتغيرها للأفضل والأهم تطهير النفس من الحقد والحسد وأذى الآخرين الذي يجلب التعاسة على صاحبها. عام جديد ننتظر فيه الحدث الأهم في الدولة والذي طالما رددنا أنه بعيد وتفصلنا سنوات كثيرة ها نحن وصلنا للعام المنتظر الذي تحتضن فيه قطر مونديال العالم 2022 والذي عملت عليه الكوادر طول السنوات الماضية ونجحت في تنظيم مونديال العرب النسخة المختصرة من مونديال العالم، وتتجه أنظار العالم كلها لقطر هذا العام وسيركز الإعلام على التفاصيل وربما سيحاول البعض تصيد الأخطاء إلا أنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح وبإذن الله سيكون عام الإنجازات وتحقيق الأمنيات. • نسأل الله أن يجعلها سنة توفيق وخير وأن نرى فيها كل ما يسُرّنا والله يرفع عنا البلاء والوباء ويتمم علينا الأمن والأمان والصحة والعافية. [email protected] @amalabdulmalik
7787
| 02 يناير 2022
عندما كُنّا صغاراً كُنّا ننتظر تساقط المطر مع وجود الشمس لنفرح بالظاهرة الطبيعية الفيزيائية قوس قزح الجميل، والذي تتدرج ألوانه من اللون الأحمر والبرتقالي فالأصفر فالأخضر فالأزرق وبعدها أزرق نيلي ف بنفسجي من الداخل مُشّكلة ألوان الطيف المُبهجة، ومعظمنا رَسَمَ وهو صغيراً قوس قزح تعبيراً عن الفرح والسعادة، إلاّ أنه مؤخراً أصبح مصدر قلق وخوف، لأنه ارتبط بظاهرة غير طبيعية أبداً بل هي ضد الطبيعة والأديان السماوية والمنطق والأخلاق، فقد أتخذ المثليون من تلك الألوان الجميلة شعاراً وعلماً أطلقوا عليه علم فخر المثليين، وقد ظهرت تلك الأعلام لأول مرة في الولايات المتحدة ومن ثم انتشرت حول العالم. وعندما نُعّرف المثلية فهي الانجذاب العاطفي لشخص من نفس الجنس، وهو ما يُعتبر ضد الطبيعة البشرية، فقد خلق الله الكون من ذكر وأنثى سيدنا آدم وحواء وأباح تزاوجهما ومنهما تكونت البشرية، وقد نبذت كل الديانات المثلية وحاربتها إلاّ أن للأسف القوانين الوضعية في بعض البلدان الغربية منحت تلك الفئة حقوقاً تحت مظلة حقوق الإنسان، وهو ما شجعهم على الظهور وتشكيل الجماعات التي تنادي بفرض حقوقهم أكثر، قد تكون تلك الفئة موجودة منذ الأزل إلاّ أنهم كانوا متخفين ويقومون بنشاطاتهم في السر، ولكن في السنوات الأخيرة أصبحت كل أنشطتهم في العلن بل نشاهد أن دور الأزياء الشهيرة تنتج تصاميم مُزيّنة بعلم المثليين وتنشر صورا لرجال يضعون مساحيق التجميل على وجوههم دون حرج واستحياء، ومع ظهور منصات البث التلفزيوني والفيديو عبر تطبيقات الإنترنت، التي تنتج وتبث أفلاماً ومسلسلات بكل اللغات شجعت أكثر على دس السم في العسل فلا يخلو عمل درامي في إحدى المنصات الشهيرة من وجود مثلي أو مثلية، والإشارة إلى قبول هذه الفئة في صياغ المحتوى الدرامي وكيفية التعامل مع الرفض إن وجد من العائلة أو المجتمع أو غيره فهم يقدمون حلولاً غير مباشرة لهم في الوقت نفسه يفرضونهم على أفراد المجتمع الذي قد يتقبل وجودهم ويتعاطف معهم ويسمح أن يكونوا جزءاً منه. قبول تلك الفئة عند بعض المجتمعات شجع الفئات الخامدة التي في مجتمعنا المحافظ وجعلهم أكثر تمرداً وظهوراً في المجتمع، وأصبحوا لا يخجلون من مشيتهم التي تبين شذوذهم سواء كان ذكرا متشبهاً بالإناث أو العكس، بات واضحاً في الأماكن العامة وجود ( كابل- زوجين) سواء من الذكور أو الإناث، ويظهر ذلك واضحاً في التصرفات والمشية والاهتمام والغيرة وباقي التفاصيل التي من الطبيعي أن تحدث بين أنثى وذكر فقط، والمشكلة المُحيرة هي موقف الأهل، فقد رأيت بعيني عائلة يظهر فيها الابن الذكر بشكل أنثوي ويتدلع، ويضع بعض المكياج ولبسه بألوان قوس قزح وهو يجلس مع والدته وأخوته وكأنهم يتباهون به!، وفي موقف ثان البنت تتصرف بسلوكيات الأولاد وتضخم صوتها ومشيتها ولبسها من قسم الرجال، وكل ذلك أمام عين أمها التي تعتقد أن ابنتها رياضية وعملية في حين أنها لا تعي أن الموضوع أكبر من ذلك، وهنا تكمن المصيبة فبعض الأمهات يشجعن أبناءهن على الانخراط في المثلية ربما دون دراية منهن، فعندما تخاف الأم على الأولاد وتعاملهم كأنهم بنات فتصبح شخصيتهم مهزوزة ولا يتحملون المسؤولية ويكونون ناعمين لدرجة يمكن استمالتهم للدخول لعالم المثليين بكل سهولة، كما أن دور الأهل يجب أن يكون مُضاعفاً حالياً مع عالم الإنترنت ومنصات البث ومواقع التواصل الاجتماعي التي هي بدورها تُحاصر الأطفال والمراهقين بقوس قزح لاسيما الإعلانات التي نشاهدها بالغصب أثناء الدخول لأي من المواقع أو عبر الصور المنشورة أو الأفلام بل وحتى للألعاب ومؤخراً انتشرت لعبة غير هادفة بألوان قوس قزح، واكتسحت السوق وأصبحت في يد كل الأطفال وكأنه اعتراف المجتمعات بالمثلية، والمشكلة أنه لم يع الكثير هذا الخطر وتعامل معه على أساس لعبة يحبها الأطفال!. مؤخراً انتشر فيديو يروج للمثلية بين المسلمين ويُسلط الضوء على إمام مسجد تزوج برجل، ويظهر وهو في المجسد ويحاول فاشلاً إقناع المشاهد العاقل بأن ما يفعله لا يدخل دائرة الحرام وبأن الحب مشاع بين الجميع، علينا الانتباه لكل هذا الغزو من العالم المثلي الذي يسعى للسيطرة على العالم وتحويل البشرية لما هو ضد الطبيعة مما يزيد من المشاكل النفسية وانعدام الدين والأخلاق والقيم التي قد تؤدي للانتحار، فمن أبشع ما رأيت في أحد الأعمال الدرامية ذكران يقومان بتربية أطفال بالتبني ويبحثان عن رحم امرأة للاستئجار ليكون لديهما طفل. فكل تلك المفاهيم تُشكل أزمة معرفية وثقافية عند المراهقين إن كانوا يتابعون مثل هذه الأمور دون رقيب ولا حسيب، خاصة ونحن في زمن ارتفعت فيه معدلات الطلاق وانشغل الآباء والأمهات بأنفسهم عن أبنائهم المهددين بالفساد الأخلاقي والانحراف!. الموضوع لا تكفيه مساحة واحدة وبحاجة إلى الغوص في الأسباب التي قد تجعل الذكر يستأنث والعكس، وغالباً سيكون البيت هو السبب الأول والأصدقاء والإنترنت والمدرسة الأسباب الأخرى، ولهذا لابد من تعاون بين الأهل والمدرسة في حالة اكتشاف حالة غير سوية ومحاولة علاجها قبل تفاقمها، وإلاّ سينتهي بنا المطاف باختفاء الرجال والنساء وسيفسد المجتمع وتنهار قيمه. * مراقبة سلوكيات الأبناء وتقويمها واجب على الآباء لأنهم يتحملون مسؤولية صلاحهم أو فسادهم، وتعزيز سلوك المراجل في الذكور وصفات الأنوثة في الإناث مهم جداً ولا يجب إغفاله، ناهيك عن الاطلاع على كل ما يشاهده الأطفال والمراهقون من برامج وألعاب ومسلسلات حتى لا تدع مجالاً للأفكار الفاسدة أن تجرفهم لمستنقع الشذوذ. [email protected] @amalabdulmalik
10274
| 26 ديسمبر 2021
كيف نحافظ على إرث الوطن؟! كيف يمكن أن نكون القدوة للأجيال القادمة؟! حافظت الأجيال المتعاقبة خلال السنوات الماضية على الهوية القطرية والعادات الأصيلة وبفضل رجالها ونسائها الأشراف بُنيت نهضة قطر ووصلنا للعالمية، فقد أصبح اسم قطر علماً مقروناً بالإنجازات والسياسة الحكيمة والانتصار وهذا ما يجب أن نحافظ عليه وتسعى الأجيال القادمة لرفعته وصونه وهذا لا يتم إلا برد الجميل للدولة لما تقدمه لنا من حياة كريمة ورفاهية يحسدنا عليها الجميع. تحافظ على إرث الوطن بإخلاصك في عملك ومحاربة الفساد وعدم اعتبار مؤسسات الدولة ملكاً لك فتتعامل مع الموظفين بعنصرية ومزاجية وتُطوع القوانين حسب رغبتك فتؤذي فلاناً ظلماً وتقبل بتضارب المصالح، بل تسعى إليها فتستغل مكانتك أسوأ استغلال! تحافظ على إرث الوطن إذا حافظت على هويتك العربية والشعبية داخل وخارج قطر، وقدمت صورة مُشرفة لأخلاق القطري في الخارج لما يتمتع به أهل قطر من دماثة أخلاق وكرم عُرفوا بها، فلا يتطاولون على غيرهم ويتجنبون المشاكل، لذلك لابد من المحافظة على هذه الصورة الراقية خاصة ونحن نعيش في مجتمع متعدد الثقافات ومتنوع الطوائف، ونُسافر لبلدان عدة تتوقع أن ترى القطري المُتزن الذي يعكس صورة بلده وأخلاق شعبه الذي عرفوا بها. تحافظ على إرث الوطن بالالتزام بقوانين البلد كالمرور والنظافة العامة والابتعاد عن التجاوزات في كل المجالات التجارية والاقتصادية والاجتماعية، بحفظ الأمن والأمان وعدم إثارة الفتن والقبلية. تحافظ على إرث الوطن بحب الوطن الخالص وولائك لِحكامه وموقفك الثابت والراسخ لرؤية الحكومة وتنفيذ القرارات الصادرة منه إيماناً بصوابها. * حُب الوطن ليس شعارات ليوم أو شهر وإنما عمل وجهد وإخلاص وتحمل مسؤولية وأمانة على كل مواطن التحلي بها. • حَفظ الله قطر من كل شر وأدام عِز أميرها وحكومتها وشعبها. [email protected] @amalabdulmalik
6800
| 19 ديسمبر 2021
مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور...
12528
| 20 نوفمبر 2025
وفقًا للمؤشرات التقليدية، شهدت أسهم التكنولوجيا هذا العام...
2460
| 16 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...
1770
| 21 نوفمبر 2025
شخصيا كنت أتمنى أن تلقى شكاوى كثير من...
1347
| 18 نوفمبر 2025
في لحظة تاريخية، ارتقى شباب المغرب تحت 17...
1149
| 20 نوفمبر 2025
القادة العظام يبقون في أذهان شعوبهم عبر الأزمنة...
1131
| 18 نوفمبر 2025
كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية للبنين في...
954
| 20 نوفمبر 2025
في عالم يتسارع كل يوم، يصبح الوقوف للحظة...
909
| 20 نوفمبر 2025
الاهتمام باللغة العربية والتربية الإسلامية مطلب تعليمي مجتمعي...
894
| 16 نوفمبر 2025
نعيش في عالم متناقض به أناس يعكسونه. وسأحكي...
804
| 18 نوفمبر 2025
يُعد البيتومين (Bitumen) المكون الأساس في صناعة الأسفلت...
687
| 17 نوفمبر 2025
أقرأ كثيرا عن مواعيد أيام عالمية اعتمدتها منظمة...
645
| 20 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل