رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
جسد الإنسان يختزل الكثير من الأمور، وكذلك دماغه قد ينسى بعض الأمور غير المهمة ويتذكر بعض الأمور التافهة والسطحية دون أن يكون له معيار منطقي في بعض الأحيان. نخزن الكثير في أجسادنا وأرواحنا وعقولنا. الكثير من الأفكار والذكريات والصدمات والمشاعر والأحاسيس. كلها لها أثرها على حياتنا وأعمارنا وعلاقاتنا وأعمالنا وصحتنا، وقد يكون الأثر سلبيا أو إيجابيا بحسب المؤثر. البعض يعرف أن يتصرف ويتعامل مع ما يواجهه في الحياة، فلا يخزن في داخله الأذى الذي يتعرض له لأنه يعرف أنه سيضطر يوما ما لإخراجه، آجلا أم عاجلا. وأن الأثر الذي يترتب على عدم تخزين المشاعر السلبية وإخراجها في أسرع وقت ممكن، أفضل من الإخراج المتأخر. لماذا من المهم أن نتخلص من صدماتنا والمواقف السيئة التي تواجهنا بشكل صحي؟ لأنها كما قلت تؤثر على الإنسان بشكل سلبي وتأكل في صحته النفسية والجسدية وتقصر من عمره. كيف نتخلص منها بشكل صحي؟ الطريقة الصحية هي أن نتخلص منها دون أن نؤذي بها غيرنا. كيف؟ فلنفترض أن أحدهم مضطر إلى العمل في بيئة عمل سامة، يمكنه أن يحاول أن يتخلص من مشاعر مقته لعمله عبر الكلام مع صديق أو الكتابة عما يواجهه في عمله أو عبر التفريغ برياضة ما مثل الركض. أما الطريقة غير الصحية بالتخلص من هذه المشاعر فستكون مثلا عبر الصراخ في أهل بيته كل يوم لسبب وبدون سبب بسبب ضغوطات عمله. ويستطيع الإنسان أيضا أن يفرغ من حمول جسده وعقله وروحه عبر التعبير عن نفسه والكلام عما يحصل له يومياً لنفسه أو لغيره! نحن اليوم في القرن الواحد والعشرين وكلام الإنسان لنفسه لا يعتبر جنونا بل أثبتت الدراسات أن أقوى الناس مناعة هم الأشخاص الذين يتحدثون لنفسهم بصوت عالٍ عن مشاعرهم وأفكارهم وأحاسيسهم بل وتمت تسمية هذا الفعل «هضم المشاعر المسموع» لأنهم يحللون المشاعر التي يشعرون بها ولا يكتمونها في أجسادهم والجسد يحتاج أن يحلل المشاعر مثلما يقوم بتحليل الطعام الذي يأكله. وفي كتابه (the body keeps the score) يتناول الكاتب باسل فان دير كولك احتفاظ الجسد بالصدمات وأن ذلك قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية وجسدية مثل القلق والمشاكل في العلاقات الاجتماعية وأنه يمكن للإنسان أن يتخطى هذه الصدمات المحتفظة بالجسد عبر ممارسة اليوقا والدخول في علاقات اجتماعية آمنة. وسيلة أخرى لتخطي الصدمات التي نخزنها في أجسادنا هي الرياضة المستمرة. حيث تشير الأبحاث إلى أن الرياضة تساعد على نسيان الإنسان للصدمات التي عصفت به في حياته مع الوقت بحيث يصبح تأثيرها عليه أقل بكثير من السابق. أياً كانت طريقتك في التعامل مع الضغوطات تأكد من أنها طريقة صحية ومستدامة ولا تؤثر في صحتك الجسدية أو النفسية أو في علاقاتك الاجتماعية، فمع كبر السن أنت بحاجة لجسد قوي صحي يحملك لسنوات الكهولة والشيخوخة لا جسد مثقل بالهموم والصدمات.
240
| 02 ديسمبر 2025
منذ صغرنا ونحن نشاهد الأفلام والدعايات التي رسخت في عقولنا الشكل والجسم الذي يجب أن نظهر عليه. أتحدث هنا عن حقبة التسعينات وعن أجسام عارضات الأزياء النحيفات البيضاوات والشكل الأوروبي القوقازي على وجه التحديد. وكبرنا اليوم وتغيرت هذه الصورة نوع ما وإن لم تتغير بشكل جذري. ولكن الأساسيات بقيت كما هي لتكون صورة الجمال هي للعرق الأوروبي الأبيض ذي العيون الملونة والأنف الدقيق. هذه معايير الجمال التي تثبتت فينا وإن كانت اليوم معايير الجمال أكثر تنوعا مما سبق فأصبحنا نرى في الأفلام والمسلسلات الهوليودية تمثيلا أكبر لأصحاب البشرة السوداء والبنية الصفراء وغيرها من الألوان والأعراق، ولكن تبقى المقارنة مع معايير الجمال التي توطدت عبر القرون ليكون معيار الجمال الأول والاهم هو الجمال الأبيض الأوروبي والدليل على ذلك تنامي تجارة كريمات تفتيح البشرة والعمليات التجميلية التي تجعل الأنف أصغر وأدق. كيف وصلنا إلى هنا؟ كيف وصلنا إلى اعتبار أن هذا اللون أو ذاك غير جذاب او جميل؟ وصلنا إلى هنا لأن معايير الجمال حتى اليوم كانت قد وضعت منذ قرون من قبل الرجل الأوروبي الأبيض القوقازي. وتحديدا في القرنين ١٥ و١٦ ميلادي عندما نشأت حركة فكرية تفاخر بالإنسان الأوروبي ومثاليته الجسدية والعقلية. وتم التركيز في ذلك الوقت على البشرة الفاتحة والعيون الملونة وتناسق الوجه لإثبات تفوق النموذج الأوروبي. ومن ثم كان الاستعمار في القرون 17 و19 ميلادي، وصناعة الهرم العرقي وتوسع الاستعمار الأوروبي الذي جعل من الجمال الأوروبي «متحضراً» و»فطرياً» وما غيره في أدنى الهرم. وتعززت هذه الصورة عبر الطب وقياسات الجمجمة التي جعلت من الأوروبيين جميلين وعقلاء وغيرهم ممن يختلفون عنهم في قياسات الجمجمة قبيحين مجرمين حسب بعض نظريات علم الاجرام والعقاب. ومن ثم ظهرت السينما في هوليوود والتي دعمت معايير الجمال الأبيض والشعر الاشقر والنحافة والطول الذي خلق الوعي الجمعي بأن الجمال هو ما يرى على الشاشة الكبيرة والصغيرة. الشاشة الذهبية والفضية. الجسد الجميل هو الجسد الضعيف والأنف الصغير والشعر الطويل والعيون الملونة وهكذا. من المهم أن نعي أصول هذه المعايير وإن تغيرت اليوم بعض الشيء فخرجت لنا مثلا موجة الإيجابية الجسمانية body positivity والتي تحث المرء على تقبل جسده وشكله أياً كان. معايير الجمال تتغير مع تغير الأوقات حسب عوامل كثيرة، ولكن من المهم للإنسان ألا ينجر وراءها انجراراً أعمى يلاحق به هذه المعايير على حساب صحته الجسدية والنفسية. فمعايير الجمال متغيرة، وعوالم الجسد والشكل متغيرة مع التقدم في العمر، ولكن يبقى الجوهر جوهراً والأصل الطيب ثابتا لا يتغير مع تغير الأوقات، وهذا ما يجب علينا الالتفات اليه والاهتمام به اكثر.
201
| 25 نوفمبر 2025
نعيش في عالم متناقض به أناس يعكسونه. وسأحكي لكم بعض هذه التناقضات. الأهالي يفعلون ما بوسعهم حتى يدخلوا أطفالهم في مدارس تدرس أحدث المناهج مع تقديمها أفضل المعدات الإلكترونية للاستخدام، وفي الوقت نفسه يمنع الأهالي أطفالهم من استخدام الهواتف في البيت. الأشخاص الذين أهدوا للعالم مايكرسوفت وفيسبوك وجوجل يمنعون أو يحدون من استخدام أطفالهم لهذه المنصات. الناس يتوقون إلى الاتصال البشري ومع ذلك لا يرفعون رأسهم من على الهاتف. الزيارات الاجتماعية أصبحت مكالمات هاتفية مع انتشار الهواتف الأرضية، ثم أصبحت رسائل نصية مع ولادة مواقع التواصل الاجتماعي. أصبحنا ملتصقين بأدواتنا وألعابنا الإلكترونية من هواتف وحواسيب حتى بتنا لا نعرف ولا نحتمل الملل، ولا نعي بأن لذلك أثرا سلبيا كبيرا علينا، فإدماننا على هذه الأدوات يزداد مع الوقت بشكل تلقائي كما يجعل أدمغتنا تعمل طوال الوقت حتى في الأوقات التي لا نريدها فيه أن تعمل! إدماننا على هذه الأدوات يسحب السيطرة على أنفسنا من بين أيدينا. ولذلك سأسألكم متى كانت آخر مرة قرأتوا فيها كتابا ورقيا أو خرجتوا فيها من المنزل من غير هواتفكم. أعرف أن السؤال صعب، ولكن ماذا لو تركتوا الهاتف في غرفة النوم وقمتم بجولة مشي في الحديقة؟ هل تستطيعون الإجابة الآن؟ قد تجدون هذه الأسئلة أو التعليقات تافهة ولا تستحق وقتكم، فما المشكلة في التصاقنا في هواتفنا وأجهزتنا الإلكترونية؟ الحقيقة أنها ليست مشكلة كبيرة ما دام استخدام الهاتف لم يصل إلى مرحلة الإدمان.. وأقصد بذلك الإدمان على العمل عبر الهاتف والإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة الأخبار والناس. والإدمان على اشغال النفس عبر عوامل خارجية (الهاتف)، يعني انه ما أن تختفي هذه العوامل حتى نصبح ضائعين باحثين عن هويتنا الحقيقية التي نعلقها عندما نمسك هواتفنا. من هنا تبدأ المشكلة التي قد تتعدى إلى التأثير على الصحة النفسية والجسدية. والحقيقة اننا نعيش في وقت لا يمكننا ان نتخلى فيه بشكل كلي عن الهاتف واستخدام الإنترنت، ولكن يمكننا ان نقلل منه. ومن الحيل التي تستطيعون تجربتها لتقللوا من استخدامكم للهاتف هي ان تزيلوا كافة أنواع التنبيهات من هواتفكم حتى لا تلتفتوا إليه مع كل تنبيه، والأفضل أن تجعلوه على الصامت طوال الوقت إن كنت من مدمني العمل Workaholic. وهناك تطبيقات يمكنكم استخدامها لتحديد الأوقات التي تستخدمون فيها وسائل التواصل الاجتماعي لتكون مثلا ساعة في اليوم، وما أن تنتهي الساعة حتى يغلق التطبيق بشكل نهائي الى الغد وهكذا. وجميعها حيل مفيدة إلا أن أفضل طريقة هي بإقناع النفس بأهمية تحديد وقت للهاتف بحيث لا نكون مدمني عمل او مدمني مواقع تواصل اجتماعي، لان ما سنكتشفه بتركنا هواتفنا والتفاتنا على أنفسنا أكبر واهم بكثير ما قد نشاهده على شاشة هواتفنا في حسابات أصحابنا على الإنستغرام أو التك توك!.
828
| 18 نوفمبر 2025
فاز الأسبوع الماضي زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك. المرشح الأضعف، والأقل حظاً ظفر بأقوى منصب في إحدى أثقل الولايات الأمريكية. لو سأل أحدهم «نيويوركر» أي شخص من مدينة نيويورك، قبل عدة أعوام وحتى قبل عامين هل تتوقع فوز رجل مسلم عمره 34 سنة بمنصب عمدة نيويورك لضحك وقال: اغرب عن وجهي! حدث غير متوقع في المدينة التي تسكنها أكبر جالية لليهود في العالم، والمدينة التي وضعت على المسلمين إكس كبير أحمر منذ عام ٢٠٠١. ورغم كل ذلك، حاول منافسو زهران بضربه في خبرته وقدرته على إدارة مدينة كبيرة مثل نيويورك، وكيف سيديرها وهو بلا خبرة سابقة في إدارة المدن. وعندما سُئل زهران عن هذا الأمر وعن خبرته وقال له اندرو كومو (الحاكم السابق لمدينة نيويورك) بأنه بلا خبرة يستطيع أن يدير بها مدينة مثل نيويورك. رد زهران بأن ما لا يملكه من ناحية الخبرة لا يستطيع اندرو أن يغطيه أبداً من ناحية النزاهة. والحقيقة أن زهران يملك نوعاً ما خبرة في قيادة الفرق الكبيرة، وهو عمل لصالح مدينة نيويورك في الكثير من المبادرات التي ساعد فيها سائقي سيارات الأجرة مثلاً وقاد فرقا كبيرة ساعدته إلى الوصول لمنصب العمدة ولكن ما قاله زهران يقودنا إلى واقع نعيشه وهو أن الخبرة في مجال ما قد لا تعني بأن الشخص قادر على القيادة والإدارة بالضرورة. وقد يحصل أن شخصا ما بلا خبرة في مجال معين ورغم ذلك يستطيع أن يقود فرق عمل كبيرة في هذا المجال او ذلك، لأن القيادة والإدارة وإن كانت الخبرة في بعض الأحيان مهمة فيها، إلا أنها غير كافية لوحدها للقيام بالمهام القيادية والإدارية. هناك صفات معينة في القائد أو المدير يجب أن توجد فيه، وإن لم تكن فيه ستفشل إدارته في ناحية من النواحي عاجلاً أم آجلاً. ومن هذه الصفات، أن يكون لدى المدير خطة واضحة لفريقه، وأن يكون قادرا على التواصل معهم بفعالية وتحفيزهم ودفعهم إلى الأمام. وأن يكون المدير شخصا ذا ذكاء عاطفي واجتماعي قادر على اتخاذ القرارات بثقة، ويملك نزاهة وأمانة يلهم بها الآخرين. وأن يكون القائد قادرا على التكيف مع التغيرات. ويستطيع إدارة الوقت وتوزيع المهام على فريق العمل بذكاء. هذه الصفات و الخصائص لا يشتريها المال ولا تنصبها الواسطة. هذه الامور إما أن تكون في القائد أو لا تكون فيه. وتكون فيه بالفطرة أو لأنه عمل على اكتسابها. وفي الحالتين هي الأمور التي ما أن تكون في المدير أو القائد حتى يشعر فريق العمل بكلمة «أنا منكم وإليكم» عندما يقولها لهم القائد الحقيقي، كما شعرت بها مدينة نيويورك عندما قالها زهران ممداني.
369
| 11 نوفمبر 2025
كثيرا ما تقوم بعض المراكز الاحصائية والتعليمية والجامعات حول العالم بنشر قوائم وإحصائيات حول ترتيب الدول في بعض المجالات مثل استقرار الأمن أو قوة التعليم أو جودة الخدمات الصحية، وبعض هذه القوائم تكون سياسية المنشأ أو من وراء اجندة معينة، وبعضها تكون حقيقية ومُسندة إلى بيانات واقعية ودقيقة، أياً كان اصل هذه القوائم، غالبا ما نجد التعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة إذا كانت هذه القوائم تشمل دولة عربية أو أكثر فيها أسلوب عدائي واستهزائي واستعلائي على دول أخرى قد لا تشملها حتى القائمة التي تم التعليق عليها. فنجد مثلا قائمة حول أفضل الجامعات في العالم ولنفترض بأن جامعة عربية جاءت قبل جامعة أخرى، فنجد أن مواطنين تلك الدول يتحدثون حول أفضلية هذه الجامعة أو تلك، ويشككون بصحة البيانات المذكورة رغم أن هؤلاء المعلقين قد لا يكونون قد ارتادوا هذه الجامعات. وللأسف نجد تكرار هذا الأمر كثيرا وخاصة بين مواطني الدول العربية. وفي المقابل لا نجد مثلا مواطني الدول الأوروبية يتقاتلون فيما بينهم حول وجودهم في تلك القائمة أو غيرها بل بالعكس نقرأ تعليقاتهم الواقعية حول تلك القوائم، فنجدهم ينتقدون تلك المعلومات حتى وإن كانت لصالحهم فإن كانت مثلا دولتهم في قائمة أفضل الدول من حيث الخدمات الصحية نراهم ينتقدون القائمة ويشتبهون في صحة هذه المعلومات او يطالبون بما هو أفضل لهم ولدولهم. الجميع يتمنى أن تكون دولته هي الأفضل والأعظم، تلك ليست بمشكلة، المشكلة هي أن يظن أن مهاجمات الغير واستهزاءه بغيره يجعله أفضل واعظم. المشكلة هي الظن بأن القول والكلام أقوى من الفعل، المشكلة هي عندما يكون هدفنا هو قوائم فقط والوصول إليها كما نهتم بالمانشيتات الصحفية والفرقعات الاعلامية وتكون الحقيقة بخلاف ذلك. نعم يستحب وصول دولنا إلى قوائم الأفضل والأعظم، ولكن ما فائدة قوائم الأفخم والأطول؟ هناك قوائم يفترض سعينا ورائها وهي القوائم التي تخدم العلم ورفاهية المواطن وارتفاع مستوى معيشته وتحسين وطنه، هذه القوائم التي علينا الاهتمام بها وعندما نهتم بها ونكون من ضمنها يجب علينا أن نفرح عندما تنضم إلينا دول أخرى تشبهنا ونشبهها ونتشارك معها اللغة والدين والنسب والحسب، هذا هو التنافس الشريف وهذا هو التكامل الذي يجب علينا أن نسعى له بدل التقاتل على المراكز في قائمة ستتغير في الغد.
267
| 04 نوفمبر 2025
أصبحنا نعيش في عالم تملأه الماديات، نظرة بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي تجعلنا نرى أثر الحياة السريعة المادية علينا وعلى غيرنا، فأصبحنا نركض وراء المتعة السريعة المادية ونطمع فيها. فما عاد الهدف أن يصل المرء إلى أقصى درجات العلم أو الطموح بل أصبحت الأغلبية العظمى تطمح إلى الوصول إلى الثراء ويفضل أن يكون الثراء السريع. والثراء بتعريف اليوم هو المال والكثير منه، وكيف لا يبتغي المرء المال وهو ما أن يفتح مواقع التواصل الاجتماعي حتى تنهال عليه صور وفيديوهات السفر المناظر الطبيعية والفنادق الفارهة والحقائب الغالية والساعات البراقة والأجساد الجميلة والحياة الفارهة؟ وكيف لا يركض وراء المال وهو حديث وشاغل الناس؟ كيف لا يركض وراء المال وهو يرى الجميع يركض وراءه ابتغاء له وللنفوذ والأشياء التي يشتريها؟ للأسف هذا ما أمسى عليه تعريفنا للثراء والمختصر في المال.. والحقيقة أن أي أزمة حقيقية أخرى تمر بنا مثل وعكة صحية أو مرض قريب أو موت صديق تجعلنا نعي ماهية الثراء الحقيقي.. فإن سألنا المريض سيقول الصحة وإن سألنا إنساناً وحيداً سيقول الصحبة وإن سألنا الضعيف سيقول القوة وإن سألنا العجوز سيقول الشباب وإن سألنا المكتئب سيقول الحيوية أو الرضا.. وأخيراً إن سألنا الفقير سيقول المال!. الثراء أشكال وأنواع وألوان ولا يقتصر على المال كما يظن الكثير، في كتابه (أنواع الثرواث الخمسة: طريقك لتصميم حياة أحلامك) يُفصّل الكاتب سهيل بلوم في أنواع الثروات التي يجب على الإنسان أن يحصل عليها ويوازن بينها، وهي (ثروة الوقت والثروة الفكرية وثروة العلاقات وثروة الصحة النفسية وثروة الصحة الجسدية والثروة المالية). والإنسان يحتاج إلى كل هذه الثروات في حياته، وإن كان يظن في مرحلة من حياته أن واحدة منها تكفيه، فثروة الوقت تعني امتلاك الوقت الكافي لرؤية أحبائك أو قيامك بهواياتك أو حريتك في قضاء وقتك كيفما تريد حتى لا تأتي الشيخوخة بمشاعر الندم والتأسف على أيام الشباب الضائعة. والثروة الفكرية هي ثروة العقل والشغف والأفكار التي تعطينا معنى للحياة وتمنح الإنسان قيمة حقيقية لا يمكنه العثور عليها في الخارج. وثروة العلاقات هي ثروة الحياة الاجتماعية التي تمد الإنسان بالسعادة والطاقة الإيجابية بل وتمد من عمره كما ذكرت أطول دراسة في العالم والتي أجرتها جامعة هارفارد، وخلصت إلى أن سبب السعادة الأول هو العلاقات الاجتماعية الثرية. وثروة الصحة الجسدية والنفسية هي من أهم الثروات والنعم التي قد يمدنا الله بها.. وتقول مقولة شهيرة: يعتقد الإنسان أنه يمتلك مائة مشكلة، حتى يمرض، فتصبح لديه مشكلة واحدة وهي المرض! و بدون ثروة الصحة الجسدية والنفسية لن نتمكن من التمتع بأي ثروة أخرى. أخيراً، الثروة المالية التي يضعها الكثير في المرتبة الأولى قبل الكثير من الثروات في معظم الأوقات، المال والمادة مهمان، فهما ما يمكنانا من قضاء الوقت مع من نحبهم وكيفما نريد، ولكن من المهم أن نتذكر دائماً بأنه ليس غاية في ذاته بل وسيلة لامتلاك الإنسان لوقته وحريته وقوته. وأنت... كم تبلغ ثروتك؟
333
| 28 أكتوبر 2025
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح توثيق كل كلمة وصورة سهلا وفي متناول اليد. وكل صواب وخطأ يمكن الوصول إليه للأبد إذا ما بحثنا جيداً في دفاتر الانترنت. كل بوست على الفيسبوك واكس.. كل صورة على الانستجرام.. كل فيديو في التك توك.. كل أثر لنا على الانترنت باقٍ إلى الابد. لماذا أقول للأبد؟ لأنه قد يقوم مستخدم آخر بنسخ محتوانا قبل مسحه، أو قد تحتفظ بعض المنصات في بعض الأحيان بنسخ من المحتوى المحذوف لأسباب «أمنية» او»قانونية» أو غيرها من الاسباب. ولأن الأثر باق للأبد، البعض يبحث عن زلة الآخرين والبعض يقع في الخطأ بدون قصد فيجد الآخرين ينتظرونه بالمرصاد. والويل كل الويل لمن تطأ قدماه محكمة الانترنت التي لا ترحم أحدا. ورأينا امثلة كثيرة على ذلك. كُتاب كثر غيروا آراءهم بعد سنين فتمت مهاجمتهم وتذكيرهم بآرائهم القديمة. رجال أعمال يخطئون في التعبير أو يخطأ أحد موظفيهم بحركة أو فعل فتتم مقاطعة اعمالهم فورا. وآخرون تنتشر لهم صور أو فيديوات وهم يقومون بفعل خاطئ قد يكون بشكل عفوي أو بريء، فتقوم الدنيا عليهم ولا تقعد، فيقلبون عليهم أهاليهم وقبائلهم وأصدقاءهم، والبعض يُطرد من وظيفته، وكل ذلك بسبب غلطة نجد أن صاحبها تأسف عليها مراراً وتكراراً، وأعلن توبته عنها دون أن يرحمه أو أن يغفر له أحد! ثقافة الالغاء هذه (cancel culture) انتشرت كثيراً في كل مكان حتى في دولنا العربية والمسلمة، على الرغم من أنها ليست من ثقافتنا الاسلامية. فالإسلام يحث المسلم على مسامحة أخيه المسلم إن أخطأ بشأنه، فما بالكم إن كان الخطأ لا يمسه أصلا؟ قال الله تعالى في سورة النور» وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (٢٢). وقال في سورة المائدة: «... فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» (١٣). الله يرحم ويغفر أكبر الكبائر وأعظم الذنوب ما إن يتوب العبد، فما بالنا نتمسك بأخطاء غيرنا وكأنها كنز ننتظره نزل علينا من السماء؟ ولماذا لا نعفو عن الناس، والعافين عن الناس لهم مكانة خاصة عند الله؟ قال الله تعالى في سورة الشورى « فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ» (٤٠). اعفوا واصفحوا واستروا على غيركم، ليستر الله عليكم. عاقبوا من يستحق العقاب لتأديبه واعفوا على مستحق العفو الذي تاب. ولا تتدخلوا في نيات الناس، فالله هو عالمها. ولا تتمسكوا بأخطاء غيركم أو ان تلغوا وجودهم لخطأ تافه. فكلنا خطاؤون. والأيام دول بين الناس، والله يحب العافين الراحمين في الأرض.
327
| 21 أكتوبر 2025
انتهيت من مشاهدة الحلقة الأخيرة من المسلسل الأمريكي Six Feet Under، وقصته تدور حول عائلة تملك دار جنائز، وبطبيعة الحال، كانت الحلقة حول موت كل شخصية رئيسة في المسلسل. والأخت «كلير فيشر» أصغر الشخصيات توفت بعمر ١٠٢ أي في سنة ٢٠٨٥. وأنا أشاهد الحلقة وعيت بأنه قد أحيا للعام ٢١٠٠، أو لعمر ٨٣ سنة وهو معدل عمر حياة القطريات أما معدل عمر حياة القطريين هو ٨١ سنة والأعمار بيد الله سبحانه وتعالى. عندما نفكر في الأعوام ٢٠٥٠ أو ٢١٠٠، لا نتخيلها أو نتخيل أنفسنا فيها. هذه السنوات بالنسبة لنا أرقام بعيدة، لا نراها إلا في الأخبار، لا تشغل بالنا معظم الأوقات، لأن الإنسان غارق في الآن والمستقبل القريب. ولا يفكر كثيراً بما سيحدث بعد عشرين أو ثلاثين سنة. وإن كان إنسانا ناصحا، سيفكر بالخمس أو العشر سنوات القادمة على أفضل حال. إذاً، كيف سيكون عليه العالم في العام ٢١٠٠؟ دعني أحكي لك عزيزي القارئ بما أننا لا نمضي حياتنا ونحن نفكر بالتغييرات المستقبلية البعيدة. بطبيعة الحال، لا يمكننا التنبؤ بحال أو أحداث العام ٢١٠٠، ولكن هنالك أمور يتوقع بعض العلماء حدوثها بحلول القرن القادم، منها انخفاض معدل الولادات مع تقدم الرفاه والتمدن، مع استمرار زيادة عدد السكان في الدول ذات الخصوبة الأعلى. وارتفاع نسبة كبار السن في الكثير من الدول، مما سيضغط على نظم الرعاية الصحية والمعاشات. بالإضافة إلى حدوث موجات هجرة كبيرة بسبب ارتفاع منسوب البحر بنسبة متر على الأقل أو أكثر. في المستقبل قد تعتمد الدول بشكل أكبر على الطاقة الشمسية أو تعتمد على مصادر جديدة. كما قد تندمج هويات البشر عبر هويات رقمية، بحيث ترسل الأفكار والمشاعر بدون الحاجة إلى الأدوات التي نستخدمها اليوم مثل الهواتف النقالة والكمبيوترات. الأكيد أن في المستقبل هناك مكان كبير للتكنولوجيا في حياتنا، أكبر مما هو عليه اليوم، ودخول التكنولوجيا والعوالم الرقمية في جميع أجزاء حياتنا العملية والشخصية، فحتى شكل العمل في المستقبل قد يتغير بحيث أن يتم ترك الأعمال الروتينية والمادية للروبوتات والذكاء الاصطناعي، واكتفاء الإنسان بالإدارة والابتكار وتوليد الأفكار الجديدة. وهناك طبعاً التوقعات بغزو الإنسان للفضاء والنزاع على ملكية الكواكب (ولكن أظننا بعيدين عن ذلك). أياً كانت توقعاتنا للمستقبل، قد يحدث بعضها أو كلها أو أكثر منها في المستقبل. هنالك عوامل كثيرة قد تؤثر وتغير في المستقبل.. قد تؤثر الحروب النووية أو الرقمية أو الأمراض أو الكوارث الطبيعية بمستقبل العالم. لا أحد يمكن أن يتوقع ما قد يحدث في العالم بالضبط، ولكن يمكننا أن نتخيل حياتنا وما يمكننا أن نفعل فيها وبها.. يمكننا أن نكون مثل كلير فيشر في مسلسل Six feet under وهي تلتقط صورة لعائلتها عند باب المنزل قبل أن تتركهم لتسافر إلى نيويورك حيث ينتظرها مستقبل غامض مليء بالإمكانيات والفرص التي لا تعرفها، لتعيش حياتها حتى عمر ١٠٢.
606
| 14 أكتوبر 2025
تقول مرآة السيارة: الأجسام المرئية على المرآة ليست على المسافات أو من الأبعاد الحقيقية.. كما هو الحال مع مرآة الحياة. في الواقع نرى الأشخاص والأشياء على غير مسافاتها وأبعادها الحقيقية. لا شيء كما يبدو. لا الأشياء على ما تبدو عليه ولا الناس كما يظهرون. كل ظاهر له باطن. وكل ظهر له بطن. وكل صورة، لها انعكاسها الذي لا يظهر الصورة كما هو في الحقيقة ولكن يظهرها بصورة مختلفة وإن لم نلاحظ التفاصيل الدقيقة. الحال نفسه بالنسبة للإنسان الذي ينظر إلى نفسه بالمرآة ويرى شخصا لا يشبهه أو عندما يصور نفسه بالكاميرا ويرى شخصا مخادعا لا يمثله (imposter). والناس بدورها أيضا ترى بعضها بصور مختلفة. ما هو السبب الذي يجعل الإنسان يرى نفسه بصورة مختلفة عن نظرة الناس له؟ ما هو السبب الذي يجعل الناس لا يرون الإنسان على حقيقته التي يعرفها عن نفسه و في نفسه؟ الناس لا تعرف خفايا هذا الإنسان. ولا هو يعرف تكوين الناس الذي يجعلهم يرونه بصورة معينة او حتى نمطية في بعض الأحيان. ولهذا السبب يقال دائما لا تحكموا على الكتاب من عنوانه. لا تحكموا على الفيلم من البوستر. لا تحكموا على الأغنية بسبب تاريخ مؤلفها. لا تحكموا على الإنسان من فعل واحد فعله لأن الظاهر قد يكون مختلفا عن الباطن بسنين ضوئية. عادة الاحكام المسبقة التي نطلقها على الناس قبل معرفتهم تحد من واقعنا ومن حياتنا ومن قدراتنا، لأن الاخر امتداد لنا ونحن امتداد للآخرين. الحكم على الآخرين من ظاهرهم وخاصة في هذا الزمن ظلم لهم لأننا في زمن المظاهر. يحرص الناس اليوم على ظاهرهم أكثر من مضمونهم وبالتالي تخرج لنا صور غير حقيقية من الآخرين. لا يمكننا أن نصدقها كلها، لأننا بذلك قد نخسر فرصة مع ناس مواطنهم الجميلة لم تظهر للبيان، وقد نقع في فخ خداع المظاهر التي تجذبنا كنحل إلى زهرة ثم يتبين لنا عن قرب بأننا ننجذب نحو مصيدة. علينا نعطي فرصة للناس كي يعطونا فرصة قبل أن يحكموا علينا. حكمنا على الناس قبل معرفتهم قد يحمينا من بعض البشر ومن أخطار كنا نستطيع أن نتجنبها لو حكمنا على الكتاب من عنوانه واستمعنا إلى حدسنا. ولكن الحكم على الناس قبل معرفتهم قد تضيع علينا فرص عمل وصداقات عمر وحتى شريك حياة كنا لنتعرف عليه لولا أحكامنا المسبقة. قد نظلم أناس بناء على أشكالهم على أساس المظهر والانتماء والصور النمطية التي تشربناها طوال حياتنا. والأهم من كل ذلك، أنه عبر قيامنا بالحكم على الناس بناء على ما نراه فقط، سيحكم علينا الناس بناء على ما يرونه مننا بدورهم. هكذا تدور دائرة الحياة.
270
| 07 أكتوبر 2025
ثقافة الأجيال الحالية يتم تشكيل معظمها عبر الانترنت، للأسف. ما إن نفتح صفحات وسائل التواصل الاجتماعي حتى تُصب علينا المعلومات والنصائح والتقارير من الحسابات الشخصية وحسابات الشركات التجارية وكافة أنواع القنوات الأخرى. الكل يدلي بدلوه، والجميع يحاول بيع دلوه على أنه الدلو الصحيح «المختار»! وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مخزن نصائح مساعدة ذاتية على غرار: «أحب نفسك كما أنت» و»تقبل نفسك» و»جدْ من يعتني بك» و»تخلَّ عما يزعجك» وغيرها الكثير من النصائح حول الذات والعلاقات الاجتماعية. المؤسف أن الكثير من الناس لا يعرفون أن معظم هذه الحسابات تنتهج أسلوب النصح لأنه «بزنس» مربح لها لا بهدف المساعدة وحسب. وبالتالي، الكثير من النصائح تكون «ترند» بلا عمق وفهم كافٍ للمسائل الكبيرة التي يتم طرحها مثل حب الذات وأسس العلاقات الاجتماعية. وهذا برأيي ما سبب وما سيُنتج خللا في ديناميكية العلاقات الاجتماعية في المستقبل. عندما نسأل رجلا أو امرأة ما الصفات والخصائص التي تبحثون عنها في شريك الحياة؟ سيكون الجواب على الأغلب: غني، وسيم، يحبني كما أنا، يهتم بي طوال الوقت.. إلخ. وهذه كلها صفات وخصائص مشروعة ومطلوبة، ولكن المشكلة عندما تتشكل الأفكار وتصبح على أنه «في حال لم يهتم بتفاصيلك.. فهو لا يحبك» أو «إذا لم يعتن بك طوال الوقت اتركيه! يمكنك أن تجدِ من هو أفضل منه!» أو «إذا لم يشترِ لك ما تريدينه فهو لا يحبك بشكل كافِ»، وغيرها من تراكمات وسائل التواصل الاجتماعي! الواقع أعمق من هذه النصائح وهذا الغث الذي وجد طريقه في مجتمعاتنا. في العلاقات الاجتماعية وخاصة بين الزوجين، هناك أمور أكبر من المال والاهتمام بالتفاصيل والعناية بالشخص الآخر. هناك عوامل أخرى بذات الأهمية مثل المواقف والأفعال والاحترام والثقة وتقاسم الهموم والاهتمامات والأدوار. وهناك أمور أخرى لا تتكلم عنها معظم الحسابات «الناصحة» في وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تأثير علاقة الزوجين على الأبناء وتأثر وتشكّل علاقة الأبناء مع والديهم. قرأت نصا جميلا عن أب يقول: «عندما ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻳﻨﺤﻨﻮﻥ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺃﻣﻬﻢ، ﻭﻻ ﻳﻨﺤﻨﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻨﻲ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ. ﻻ ﺃﺗﻮﻗﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ »ﺍﻟﺘﻄﻨﻴﺶ»، ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺃﺳﻤﻊ ﺃﻣﻬﻢ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ: »ﺳﻠﻤﺘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﻛﻢ؟ ﺭﻭﺣﻮﺍ ﺳﻠﻤﻮﺍ». ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺭﺑﻊ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ. ﻭﻻ ﺃﺗﻮﻗﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ »ﺍﻟﺘﻄﻨﻴﺶ» ﺃﻳﻀﺎً. ﻓﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﺯﺣﻤﺔ، ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﺆﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﺯﺩﺣﺎﻣﺎً ﻣﺮﻭﺭﻳﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً، ﻭﻗﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻲّ ﻭﻗﺘﺎً ﺃﻃﻮﻝ. ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻧﺤﻮﻱ ﻓﺮﺍﺩﻯ ﻭﺳﻼﻡ ﻭﺗﺤﻴﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ! ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻻ ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﻥ ﺣﺒﻬﻢ ﺍﻟﺠﺎﺭﻑ ﻵﺑﺎﺋﻬﻢ ﺇﻻ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍً، ﺇﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ، ﻭﺇﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ!». هل سيميل الأبناء نحو الأم عندما يكون تفكيرها كله حول المظاهر والماديات في علاقتها مع الاب، وفي حياتها بشكل عام؟ هل سيكتشف الأولاد حبهم نحو والدهم عندما يكون كل همه هو ركضه وراء متعته لا الحفاظ على علاقته معهم ومع أمهم؟ هذه بعض الأسئلة المشروعة التي يجب على الجميع ان يفكر فيها قبل أن يحددوا ما «يناسبهم» أو «ما لا يناسبهم» في شريك الحياة وفق معايير وسائل التواصل الاجتماعي.
282
| 30 سبتمبر 2025
ليست الدنيا ما يهلك الإنسان. والدليل هو أن هناك الكثير من الناس الذين يفترض بهم أن يكونوا تعساء على الورق ووفق حساباتنا الدنيوية- والسطحية في الكثير من الأحوال-، ومع ذلك نجدهم سعيدين في الواقع وقد يكونون أسعد منا. وهناك من لديهم الدنيا وما فيها، ويبقون أتعس خلق الله. الفقر يرهق الإنسان. المرض يتعبه، القبح يؤثر في مسيرته ويعرقلها، الفشل يسقطه. ولكنها ليست ما يقضي على الإنسان. الانسان هو من يقضي على نفسه. الإنسان وطريقة تفكيره وأسلوبه في التعامل مع الحياة هي ما قد تكون سبب نهايته. الإنسان قوي بقدر مرونة فكره واتساع روحه وصلابة إرادته. ذوو الإرادة القوية والراغبون في الحياة لا يمكن للحياة أن تقضي عليهم. هؤلاء أقوى من الحياة. وهناك خصائص وميزات لو توافرت لدى الانسان، لاستطاع أن يتغلب على أي صعوبة تمر في حياته. ومنها، المرونة او الصلابة النفسية. الأشخاص الذين يمتلكون هذه المرونة، يتعاملون مع الألم والمعاناة بشكل افضل ويكونون قادرين على التكيف أكثر مع المفاجآت التي ترميها الحياة عليهم. وقد وجدت الدراسات ان أصحاب الصلابة النفسية، عادوا إلى وظائفهم بشكل أسرع من غيرهم بعد التعرض لأحداث كارثية مثل الزلازل او الحروب. ومن الأمور المهمة للإنسان امتلاكها، هي ان يكون لديه هدف في حياته يضيف لها معنى ومغزى. يقول فيكتور فرانكل الطبيب الناجي من معسكرات الاعتقال النازية ومؤلف كتاب (بحث الانسان عن المعنى): «من يملك سبباً للعيش، يمكنه تحمل أي شيء تقريباً». من المهم أيضاً ان يكون الانسان متفائلا بدرجة واقعية لحاضره ومستقبله، وألا يكون متشائما طوال الوقت، لأن ذلك سيؤثر فيه وفي جودة حياته. ومن الأمور المهم وجودها في حياة الانسان، هي الروابط الاجتماعية القوية. الانسان الذي يملك عائلة وأصدقاء محبين ومساندين، سيكون أسعد واقوى نفسيا من الانسان الذي لا يملك أحدا. وآخر الخصائص والصفات التي تساعد الانسان على الاستمرار في حياته بهمة، هي ان يكون متدينا او ذا توجه ديني او روحاني. الدين يساعد في الصبر وتحمل مشاق الحياة. الصلابة النفسية والقدرة على التكيف والتفاؤل والتحلي بالإيمان وامتلاك المعنى والهدف والروابط الاجتماعية القوية. أمور توصل الانسان إلى آخر حياته برضا وسعادة. وكلها أمور مكتسبة، يستطيع الانسان الحصول عليها عن طريق العمل وتنميتها في داخله. ويجب على الانسان ان يحاول الحصول على هذه الخصائص والصفات، لأنها من اهم أسباب السعادة والاستمرارية في الحياة، وهي اهم من المال والصيت والجمال. ومن يحصل عليها يستطيع ان يعيش حياته بأفضل قدراته.
300
| 23 سبتمبر 2025
قصفت إسرائيل، الدوحة في التاسع من سبتمبر. وقطر ليست أول ولا آخر دولة تقصفها إسرائيل. قصفت اسرائيل من قبل عددا من الدول، منها في الآونة الاخيرة لبنان وإيران وسوريا واليمن وحتى تونس. لا تتوقعوا أن المسافات البعيدة تمنع اسرائيل عن القصف أو الاغتيالات (التي تعدها إسرائيل أدوات استراتيجية لها). منذ النكبة في عام ١٩٤٨ واسرائيل تغتال من تطوله يدها شرقا وغربا.. جنوبا وشمالا. اغتالت في عام ١٩٤٨ الكونت السويدي فولك برنادوت (الوسيط الأممي في فلسطين). اغتالت بعد ذلك وحاولت اغتيال العديد من القيادات والعلماء والمفكرين الفلسطينيين والعرب والإيرانيين والأجانب من دول مختلفة في مدن عدة منها بيروت وروما وباريس ولندن وغزة والضفة الغربية. هذا بالطبع إلى جانب الحروب التي شنتها إسرائيل على مر السنين والمجازر التي ارتكبتها بحق الدول والشعوب القريبة والبعيدة منها. اسرائيل لا يوقفها ضمير ولا يردعها شيء. و من بعد كل ذلك ترفع بطاقة الضحية لدى الأمم المتحدة وتتبكبك عند الشعوب. عندما نتكلم عن قصف إسرائيل لقطر الأسبوع الماضي، يجب أن ننتبه كثيراً. قطر استضافت حماس في الدوحة بناء على طلب من الولايات المتحدة الامريكية. قطر كانت وسيط سلام بين عدة دول منذ قيامها. قطر ساعدت على إطلاق العديد من الرهائن وقدمت وساطتها بين دول كثيرة منها أخيراً بين إسرائيل الصهيونية وحماس بمشاركة مصر والولايات المتحدة الامريكية، وبين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية بمشاركة الولايات المتحدة الامريكية ايضاً.. قطر دخلت هذه المفاوضات الأخيرة سعياً منها لإحلال السلام في المنطقة ولوقف الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة منذ أكتوبر 2023، والإسرائيليون يعرفون بهذا الامر، بل ان قيادات في حكومتهم وحتى عائلات الرهائن التي احتجزتهم حماس في 7 أكتوبر 2023، ناشدت قطر مراراً و تكرارً للتدخل والمساعدة في المفاوضات وإعادة الرهائن الى إسرائيل. بل ان معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية كان يقابل احدى عائلات الرهائن الإسرائيليين في اليوم نفسه التي قصفت إسرائيل قطر. ما الذي يمكن ان نتعلمه من كل ما حدث؟ الدرس واضح لنا في قطر، والبقية للدول العربية. إسرائيل دولة مارقة ليس لها حدود ولا رادع، وتعطي لنفسها حرية فعل ما تشاء في المنطقة. لا دولة بعيدة عنها ولا دولة تخاف من العبث فيها. هم قالوها بأنفسهم عن أنفسهم: «يد إسرائيل طويلة وستطال الكل». وأنا أقول إلى كل الدول العربية وخاصة القريبة من إسرائيل: احذروا إسرائيل ولا تأمنوها أبداً فهي لديها أجندتها الخاصة التي توليها على كل دولة، مهما كانت لديها مصالح كبرى معها. حان وقت وقوف الدول العربية وقفة واحدة امام إسرائيل وأطماعها وعربدتها وتهورها المستمر في المنطقة. إسرائيل لن تتوقف، ومن السذاجة الاعتقاد بان هناك دولة محمية من إسرائيل حتى وإن اخذت من إسرائيل او دول أخرى تعهدات وضمانات بعدم تعرض إسرائيل لها. من مصلحة إسرائيل فرقة الدول العربية أمامها، ومن مصلحة المنطقة اجتماعهم ضد إسرائيل وأجندتها الصهيونية.
402
| 16 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2568
| 30 نوفمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1524
| 02 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1251
| 04 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1179
| 01 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1143
| 03 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1104
| 04 ديسمبر 2025
في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات...
654
| 28 نوفمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
624
| 03 ديسمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
612
| 30 نوفمبر 2025
في مايو 2025، قام البابا ليو الرابع عشر،...
540
| 01 ديسمبر 2025
كل دولة تمتلك من العادات والقواعد الخاصة بها...
510
| 30 نوفمبر 2025
ليس بكاتب، إنما مقاوم فلسطيني حر، احترف تصويب...
477
| 03 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية