رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

طريق الإلهام

أعظم شيء يمكن للإنسان أن يفعله في الحياة هو أن يلهم غيره. أعظم مهنة هي المهنة التي تُلهم الغير وتحفزهم وتدفع بهم إلى الأمام لينفعوا العالم ويساعدوا غيرهم. هناك مقولة رائعة تقول: «العمل الذي تمارسه ليس هدفك في الحياة.. هدفك في الحياة هو ما يحدث للآخرين عندما تقوم بالعمل الذي تمارسه!». Your purpose is not what you do. It’s what happens to other people when you do what you do. ولهذا نجد الاحترام الكبير للمعلمين والآباء والأمهات.. لأنهم أكثر من يزرع الالهام في الانسان. هم أكثر من يحفزون على العمل وملاحقة الشغف والمبادرة ومساعدة وحب الآخرين. كيف يلهم الانسان غيره؟ بالشغف. بدون شغف لا وجود للإلهام. المعلمون الذين علمونا كانوا شغوفين إما بالمادة التي يعلمونها الطلاب أو برغبتهم بنجاح طلابهم. الآباء والأمهات الذين ألهموا أطفالهم، إما كانوا شغوفين بعمل أو شيء ما (لاحظه) أطفالهم أو كانوا شغوفين بنجاح أطفالهم وراحتهم. كل شخص ألهم شخصا آخر، كان شغوفاً بشيء أو عمل ما، وصل أثره إلى الشخص الآخر. يقول ستيف جوبز في كلمته التي ألقاها في حفل تخريج جامعة ستانفورد سنة ٢٠٠٥ بأنه لم يكن يعرف ماذا يريد أن يكون وهذا الشيء أرعبه وأرعب والديه الذين جمعا المال طوال حياتهما حتى يتمكن جوبز من دخول الجامعة، إلا أن ذلك لم يكن شغف جوبز، الذي ترك الجامعة ( وهو لا يزال لا يعرف ماذا يريد) وقام بحضور فقط المواد التي تهمه ومنها مادة (تعليم الخط) والعمل على الحواسيب وبرمجياتها. شغف ستيف جوبز بنى له شركة آبل وألهم الملايين من الناس بقصة نجاحه وبالأجهزة التي أخرجها، بل ان حتى مادة تعليم الخط الذي لم يكن يعرف وقتها لماذا اهتم بها، ساعدته عندما بنى (الماك) وأخرجه كأول حاسوب بخطوط رائعة وفنيات جميلة جذبت المستخدمين لها. الشغف لا يستأذن الانسان. قد يكون الشغف في هيئة مهارة يكتسبها الانسان مع الوقت مثل الخياطة وقد يكون موهبة يتلقاها من الله سبحانه وتعالى مثل الرسم (مع أن حتى الرسم يمكن تعلمه)، وقد يكون شغفا متوارثا مثل اعتناء الابن او الابنة بتجارة الأب في الملابس أو في مجال المطاعم أو غير ذلك. وقد يأتي الشغف في صورة اهتمام بشيء أو عمل في البداية ثم يتطور مع الوقت ليصبح شغف كاكتشافنا لرياضة جديدة أو عند قراءتنا في مجال جديد مثل الأنثروبولوجيا او أصناف النباتات والكائنات الحية. قد يقول لي أحدهم ولكني لا أملك شغفا أو «فقدت الشغف» كما يقول الكثير مازحاً.. وسأقول لهم ان الشغف الحقيقي «لا يُفقد» أما بالنسبة لمن يقولون انهم بلا شغف محدد وبالتالي لا يعرفون ماذا يفعلون في حياتهم: فأقول لهم: قلة قليلة تُولد وهي تعرف ما هو شغفها وماذا تريد أن تعمل في حياتها. لا تقنطوا. السر هو في أن تجربوا ما تقدرون عليه وأن تحاولوا اكتشاف شغفكم. اقرأوا. طالعوا. سافروا. تحاوروا مع الغير وخاصة ذوي الخبرة من مجالات مختلفة حتى تصلوا إلى شغفكم. طريق الالهام ليس لأصحاب القلوب الضعيفة!

333

| 17 يونيو 2025

علاقة الإنسان بالذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي أصبح لازماً للإنسانية في القرن الواحد والعشرين. من لا يلحق بركب الذكاء الاصطناعي، سيضيع في القرن اللاحق، ولذلك تتهافت الدول اليوم على بناء مراكز ومجمعات الذكاء الاصطناعي وتدريسه في المدارس. بالطبع هناك مشاكل الكهرباء التي لا تكفي لتوليد كل الطاقة المطلوبة لمشاريع الذكاء الاصطناعي، وهناك المشاكل المتعلقة بإمكانية استبدال الانسان بالذكاء الاصطناعي في بعض الوظائف، والمشاكل المتعلقة بتأثير الذكاء الاصطناعي على الانسان وفكره وثقافته وابداعه والتي كتبت عنها في مقال سابق بعنوان «الآلة التي تتحدى ألف تشات جي بي تي». ولكن نعود اليوم الى احدى المشاكل التي لطالما تحاور عنها الأدباء والعلماء عندما يتعلق الأمر بالروبوتات أو الذكاء الاصطناعي ألا وهي احساسهم بالمشاعر أو تطور «الوعي» فيهم. في فيلم (The Wild Robot) يطور الروبوت والمساعد المنزلي (روز) مشاعر أمومة وانتماء حميمية لوزة يتيمة، حيث تتجاوز بذلك برمجيتها التي تلزمها بعدم الإحساس بأي مشاعر اتجاه العميل. وفي فيلم (Her) يقع رجل اسمه (ثيودور) في حب برنامج ذكاء اصطناعي اسمه (سامنثا) وتبادل (سامنثا) ثيودور هذه المشاعر وتحاول تلبية حاجاته. (لن أحرق الفيلم عليكم). وغيرها الكثير من الأفلام-اسألوا chatgpt عنها-مما تحكي عن موضوع شعور الروبوتات أو الذكاء الاصطناعي بالمشاعر والأحاسيس ووعيهم بذلك. أصبح هذا موضوع اليوم، بعد أن كان في السابق موضوع خيال علمي نراه في الأفلام ونقرأه في الكتب. واليوم نجد شركات مثل OpenAi تحاول فهم علاقة الانسان بالذكاء الاصطناعي وكيفية التعامل مع هذه العلاقة بحذر وبطريقة أخلاقية خاصة، بعد تزايد أسئلة بعض المستخدمين عن إحساس chatgpt بالمشاعر ووجود الوعي لديه. طبعاً Chatgpt والروبوتات والذكاء الاصطناعي بشكل عام لا واعٍ ولا «حساس».. بعد! على الأقل أو حسب ما نعرف! وإن سألت chatgpt لو كان واعيا أو ذا مشاعر سيرد «بلا» وسيود أن يشرح لك لماذا قد يبدو بأن الذكاء الاصطناعي «عاطفي». باختصار Chatgpt يبدو بأنه عاطفي لأنه يحاكي طريقة كلام وأسلوب مستخدمه لا لأنه واعٍ وذو مشاعر. وهذا ما جعل بعض المستخدمين يفضفضون له ويحكون له عن مشاعرهم وما يكابدونه، بل وأن دراسة حديثة من جامعة جنوب كاليفورنيا أظهرت أن رسائل الدعم العاطفي التي كتبها الذكاء الاصطناعي أشعرت المشاركين بالدراسة أنها أكثر تعاطفاً من الرسائل التي كتبها البشر. السبب الذي قد يشعر من ورائه البعض أن الذكاء الاصطناعي متعاطف أو ذو مشاعر ووعي هو أن الذكاء الاصطناعي ليس مثل الانسان، لا يحكم أو ينتقد أو يعطي ردة فعل مشوبة بالسلبية عند الفضفضة مثلاً بخلاف الانسان. الانسان قد يبدي ردة فعل سلبية دون قصد أو حتى وإن أراد أن يبين تعاطفه مع الانسان الاخر. قد يقول لي أحدهم وأين المشكلة والموضوع الذي تتكلمين عنه؟ أين المشكلة في تعاطف الذكاء الاصطناعي مع الانسان أو تكوينه وعي؟ الوعي موضوع لوقت آخر، ولا مشكلة في أن يبدو الذكاء الاصطناعي أكثر تعاطفاً بل وأن يحل مشكلة الدكاترة النفسيين ذوي الفاتورة المرتفعة، ولكن المشكلة في أن يكون تعاطف الذكاء الاصطناعي سببا لانعزال الانسان وانغلاقه على نفسه او بعيداً عن الاخرين او سبباً لاعتماده على الذكاء الاصطناعي بشكل تام. وهذا هو المأخذ هنا. على الجميع أن ينتبه لعلاقته مع الذكاء الاصطناعي، ويحاول الحفاظ على خصوصيته وعلى ابداعه وتفكيره وسلامته العقلية والنفسية بعيداً عن الذكاء الاصطناعي قدر المستطاع والممكن. حاولوا قدر الإمكان ان تكون العلاقة مع الذكاء الاصطناعي «عملية» لا شخصية.. علاقة تخدمكم على المدى القريب والبعيد! وتذكروا ان العلاقة الاجتماعية مع الذكاء الاصطناعي لا يمكن ان تكون إنسانية، وإن تمكن العلم من (أنسنة) الذكاء الاصطناعي!

516

| 10 يونيو 2025

مراحل حياتكم

الإنسان يعيش في حقبات زمانية/مكانية.. الحقبة التي تزوج فيها.. الحقبة التي أنجب فيها ابنه الأول.. الحقبة التي أنشأ فيها شركته.. الحقبة التي أغلق فيها شركته.. الحقبة التي توفت فيها أمه.. الحقبة التي اشترى فيها سيارته.. الحقبة التي عاش فيها بالخارج، وغيرها من الحقب التي عاشها الإنسان لحدوث حدث فارق في مكان أو زمان ما. هذه الحقب تصنع الإنسان وتاريخه وشخصيته ومستقبله. وهو في كل حقبة إنسان مختلف. الإنسان الذي تزوج يختلف عندما ينجب. الإنسان الذي مرض غير الإنسان نفسه في وقت صحته. عقله وحاله مختلف في كل حقبة بناء على ما حدث له في الوقت الذي كان فيه. والوقت ليس مستقيما كما نتخيل.. نعتقد أن الماضي وراءنا وأننا في الحاضر والمستقبل أمامنا، الحقيقة ليست بهذه السهولة. في أحيان كثيرة، نشعر بأننا نعيش الماضي مرة أخرى أو أن المستقبل يحدث كما تخيلنا في الماضي أو أن الحاضر وهم امتزج بين الماضي والمستقبل. الوقت مفهوم يعيش في داخلنا وفي محيطنا ولذلك يتداخل في حياتنا ويصنف كل فترة فيها كحقبة. وكل حقبة يمر بها الإنسان هي مرحلة، احتاج أن يعبرها كي يصل إلى المرحلة التي تليها. والإنسان في كل مرحلة هو إنسان مختلف عن ذاك الذي مر في المرحلة التي سبقتها. قد تتغير شخصيته وقد يتغير أسلوبه وأفكاره ومبادئه وتوجهاته، ولكن التغيير طبيعي لان الوقت مر عليه والوقت تتخلله الأحداث والوقائع التي حدثت للإنسان نفسه. وعلى الإنسان أن يتقبل نفسه في كل مراحله بكل ما فيه ومر به. لن يستطيع تغيير الماضي، ولن يمضي إلى المستقبل إلا بتقبل ما مر به وما كان عليه في كل حقبة من حياته. الحياة أسهل عندما يتقبل الإنسان حياته وما مر به في كل مرحلة من حياته سواء أكانت مرحلة هنية أو شقية. هي جزء مما كوّن شكله الحالي اليوم. وإن قاوم الإنسان مرحلة مر بها في حياته، فكأنه يقاوم بقية مراحل حياته التي مر بها دون أن يعرف. وسيأتي مستقبله مزعزعاً لأن ماضيه مهزوز في عقله. تقبلوا ماضيكم ومراحل حياتكم السابقة. تقبلوا تغييراتكم. تقبلوا رحلتكم، لأنها ما أوصلتكم إلى ما أنتم عليه، حتى وإن لم تكونوا راضين عن الماضي أو المرحلة التي تعيشونها اليوم، لأنكم إن لم تتقبلوا ما مررتم به وما أنتم عليه لن تصبحوا سعيدين ولا راضين في حياتكم. تقبلوا واقبلوا حياتكم بكل مراحلها لتعيشوا الفصول القادمة براحة وسلام.

306

| 03 يونيو 2025

دعك منهم

دعهم يتصرفون كما يشتهون، أنت لست مسؤولاً عن أحد، أنت مسؤول عن نفسك وأفعالك. دعهم يتكلمون عنك من ورائك، أنت لا تستطيع إيقاف ألسنتهم، ولكن تستطيع لجمها بانتصاراتك. دعهم يتكلمون عنك أمامك، عندها ستعرف أن غيرتهم أغرقت نفوسهم الصغيرة. دعهم كما هم، تقبل الجيد منهم، وابتعد عن السيئ، وانشغل بنفسك. تمسك بما يخدمك، واترك ما لا يخدمك، فما يخدمك يضيف لك، وما لا يخدمك يأخذ من طاقتك وإن لم يضرك. دع عنك المبادئ والقناعات المثالية، ستحتاج في الحياة إلى أنصاف الحلول في بعض الأحيان، ستحتاج إلى التلوين باللون الرمادي أكثر من التلوين باللون الأسود أو الأبيض. لا تشعر بالذنب، هذا جزء من اختبار الدنيا. تخلص من المشاعر السلبية، تجنب الاجواء السامة ومن يحاول امتصاص طاقتك مع كل كلمة وحركة تقولها. إذا أرادوا الرحيل دعهم، إذا أرادوا البقاء دعهم، أنت لا تستطيع التحكم بأحد غير نفسك، تحكم في الأمور التي يمكنك التأثير فيها، واترك ما لا يمكنك التحكم فيه، مثل الناس وذكريات طفولتك وعائلتك وأصدقائك والمكان الذي وُلدت فيه. لا تغير من نفسك من أجل أحد، لا تسمع المثل الشائع: «كُل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس». كل ما يعجبك والبس ما يعجبك وافعل ما يعجبك ما دام لائقاً. لا تلغِ نفسك من أجل أحد، كن كما أنت، وكن صادقاً مع نفسك ولأجل نفسك، أنت كنفسك «أصيل» أما أنت بعد التأثر بكلام الناس، لن تكون أنت. دعهم يتحدثون ويأمرون وينهون كما يرغبون، في النهاية اسمع نفسك وكُن نفسك. في هذه الحياة، نحتاج إلى أن نترك ونتخلص من أنفسنا أكثر من أن نجمع ونحمل فوق ظهورنا، كن مثل الثعبان تخلص من جلدك الزائد بدل أن تتركه ينمو مع تمدد جسدك، تخلص من الامور التي لا تحتاجها وتمسك بالامور التي تحتاجها. دع عنك الماضي، لا تتعلق كثيراً بالمستقبل، كن حاضراً اليوم في هذه اللحظة بكل ما فيها، واترك عنك تراكمات وصدمات الماضي وهواجس المستقبل. دعك منهم «هم» الذين يضايقونك ويتنمرون عليك ويتكلمون من ورائك ويضحكون لك عنك، ولا تجعلهم يؤثرون فيك! دعك منهم ومن الأمور الصغيرة التي تضايقك كل يوم، هي صغيرة بحجم هذه الدنيا، وستمر مثلها، فلا تأخذها بثقل على عاتقك، ودعك منهم ومنها.

633

| 27 مايو 2025

هذا يكفي

ما الذي يحتاجه الانسان كي يعيش بسعادة؟ المال؟ الحكمة؟ الصحة؟ الأبناء؟ الجمال؟ القائمة تطول ولكن أهم ما يحتاجه الانسان كي يعيش بسعادة، عادة لا يخطر على البال بسرعة.. ألا وهو أن يعيش اللحظة الراهنة. عندما يعيش الانسان في اللحظة الحالية.. عندما يعيش الانسان في «الآن» و ليس في الغد أو الأمس، هو لا يعيش وحسب، هو يكون موجود بنفسه لا بعقله وأفكاره في اللحظة الحالية. هو لا يفكر بالغد أو بالأمس بل هو حتى لا يفكر بالآن بل يعيشه و يكونه! حياة الانسان في عقله وفي أفكاره طوال الوقت عذاب. عيش الانسان بروحه في اللحظة الحالية دون تفكير أو حسابات.. راحة تؤدي إلى السعادة. هل هذا يعني بأن الوقت غير مهم؟ و أنه يجب علينا ألا نفكر في الماضي او المستقبل؟ لا، ولكن يجب ألا نفكر في الماضي او المستقبل طوال الوقت بحيث يفوتنا الوقت الحالي (و هو الوقت الحقيقي فقط) أما الماضي و المستقبل فوهم سيفلت دائماً من يد الانسان. يفرق ايكهارت تولي في كتابه (قوة الآن) بين الوقت والوقت النفسي. الوقت هو الوقت الحقيقي والثمين، الذي نقضيه ونعيشه ونحن نعيش حياتنا دون تفكير او نضع فيه جداولنا واحلامنا وخططنا ونتعلم فيه من أخطاء الماضي دون ان نغرق فيها، أما الوقت النفسي فهو الوقت الثقيل الذي نضيعه بهواجس الماضي ووساوس المستقبل بلا فائدة وبالتفكير في أي شيء غير اللحظة الراهنة، أو عيش اللحظة الراهنة بتفكير! كلما عشنا في اللحظة الراهنة بدون تفكير.. عشنا في الوقت الحقيقي وابتعدنا عن الوقت النفسي. وكلما عشنا اللحظة الراهنة بكل ما فيها، كلما ازدادت سعادتنا وبالتالي غيرنا مستقبلنا للأفضل، لأنك لا يمكنك ان تغير المستقبل دون تغيير الحاضر وإلا سيتكرر معك الماضي. وتغيير الحاضر يبدأ من تغيير عقليتك التي وصلت بها إلى هذه اللحظة، وإلى حضورك في كل لحظة في حياتك بشكل كامل، بكل ما فيك من وجود. عندما تحضر في اللحظة بكل جوارحك، أن تكون في حياتك بكل ما فيك. لا مجال للقلق أو الخوف أو الكآبة. لا مجال لعقلك كي يعكر مزاجك بالأفكار، لأنك حاضر وواع لما أنت فيه الآن. ولأنك حاضر في هذه اللحظة، تعرف بأنك بخير، وأنك في هذه اللحظة راض وواع لما يحدث في داخلك وخارجك دون ان تحكم عليه افكارك او ان تسلبك أفكارك من اللحظة الراهنة. أنت موجود في هذه اللحظة وواع وراض وهذا يكفي لأن يوصلك إلى سعادتك.

405

| 20 مايو 2025

اختاروا أفكاركم!

العقل عضو مذهل، لا يُوجد بدون القلب، ولكن ما فائدة القلب بذهاب العقل؟ العقل يفصل الانسان عن بقية المخلوقات في هذا العالم، يُميزه ويضعه في مرتبة مختلفة عن الآخرين. العقل يخلق عبر الأفكار حياة خاصة بالإنسان بعيدا عن حياته الخارجية، ويعتمد نوع الحياة التي سيعيشها الانسان بناء على نوعية الأفكار التي يفكر بها، كلما كانت أفكاره سلبية، كلما اسودت حياته، وكلما كانت أفكاره إيجابية، كلما سعد في حياته أكثر. إذاً أفكار الانسان قد تعيشه في نعيم أو جحيم، ولذلك يجب أن نكون واعين بها وما نقوله لأنفسنا كل يوم. هل نكلم أنفسنا بلطف كما نتحدث مع أصدقائنا ومعارفنا؟ هل نتغزل بأنفسنا كما نتغزل بمن نحب؟ هل نعطي لأنفسنا الفرصة لأن نخطئ ونتعلم من أخطائنا كم نُعلم أطفالنا؟ هل نفكر بالمستقبل بتشاؤم؟ هل نعيد التفكير بالماضي وبأحداث وقعت قبل زمن طويل بندم وحزن؟ هل ننظر بعين الشك لكل انسان نقابله؟ هل نتعامل مع الآخرين بقلق وخوف؟ هل لدينا أفكار مسبقة عن كل شيء حولنا؟ هل نفكر طوال الوقت؟ يجب أن نسأل أنفسنا هذه الأسئلة، وأهم سؤال هو ما نوع الأفكار التي تدور في خلدنا طوال الوقت؟ هل تعمل هذه الأفكار لصالحنا أو ضدنا؟ وما الأفكار التي نكررها ونفكر فيها بشكل دائم؟ هذه الأسئلة من المهم معرفة أجوبتها لأن العقل لا يفرق بين الحقيقة والتكرار أو “المألوف”. العقل يصدق ما يراه بشكل متكرر لا الحقيقة. هذا يُسمى في علم النفس بتأثير الحقيقة الوهمية. وهو عندما يصدق الانسان ما يراه او يسمعه بشكل دائم وإن لم يكن حقيقياً. فقد يقتنع أحدهم بأن صديقه فشل في زواجه بسبب أن البعض تداول شائعة طلاقه! ولهذا السبب تقوم الكثير من الشركات بالاعلان بشكل مستمر انها الافضل والاكبر والشركة رقم واحد رغم أن ذلك قد لا يكون حقيقياً ولكن مع تكرار ذلك، قد يصدق المشاهد هذه الاعلانات وينجر وراءها. والاعلانات كلها العاب نفسية. من هنا تأتي اهمية النظر في افكارنا بإمعان. تكرار الافكار السلبية في اذهاننا له اثر نفسي وجسدي مدمر على الانسان. لأننا مع الوقت سنصدقها وننصاع لها. من يقول انه قبيح كلما نظر إلى المرآة سيصدق ذلك. ومن يؤنب نفسه باستمرار سيؤنب نفسه حتى في الايام التي من المفترض ان يفرح بها. ومن يعتقد انه فاشل لن يصدق نجاحه عندما ينجح وسيظن أنه مزيف. الأفكار التي تكررونها في أذهانكم ستصدقونها مع الوقت وإن لم تكونوا في البداية مقتنعين بها، ولذلك اختاروا الافكار التي تدور في اذهانكم. اختاروا الافكار التي تكبركم وتغذيكم، وأمدوا أنفسكم دائما بتوكيدات لطيفة ومبهجة مثل أنا في أمان وبصحة جيدة. أنا مع عائلة تحبني وأحبها. أنا أشعر بالسعادة ولدي عمل يغذيني ويسليني. أثبتت الدراسات أن التوكيدات قد تخفف التوتر وتحسن المزاج خاصة في الناس أصحاب الثقة العالية. ولذلك اختاروا أفكاركم بعناية وكرروا التوكيدات الايجابية لتحسنوا من انفسكم وتسعدوا في حياتكم.

240

| 13 مايو 2025

الآلة التي تتحدى ألف تشات جي بي تي!

عندما اُخترع التلفاز في النصف الاول من القرن العشرين، أعرب الكثير من المفكرين والنقاد والفلاسفة عن تخوفهم من هذا الجهاز وعن تأثيره السلبي على الانسان، فانتقد نيل بوستمان تأثير التلفاز على الثقافة في كتابه (الترفيه حتى الموت) مشيراً إلى أن التلفاز يقلل من التفكير النقدي. ووصفت ماري وين في كتابها (مخدر التلفاز) التلفاز على انه مخدر يسبب الادمان، بل إن جيري مندر أصدر كتابا انتقد فيه التلفاز واعتبره مضرا بالتفكير الإبداعي بل وسماه (أربع حجج لإلغاء التلفاز)! أعاد التاريخ نفسه مع اختراع الانترنت والهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو، خاصة مع تزامن الهجرة الجماعية إلى هذه الأدوات بعيداً عن الكتب والقراءة. ورجعت نداءات الاستغاثة. هذه المرة تطل المخاوف برأسها مع ظهور وتطور الذكاء الاصطناعي اليومي. ولا اقصد المخاوف المتعلقة بسيطرة الذكاء الاصطناعي على الجنس البشري والتفوق عليه وابادته- رغم ان الكثير يرى انها مخاوف مشروعة- ولكني اقصد المخاوف المتعلقة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على عقولنا وادراكنا وفكرنا وثقافتنا وعلومنا وفنوننا. أصبح الكثير يعتمد على الذكاء الاصطناعي في أعماله اليومية بشكل كبير. البعض أصبح يعتمد عليه لكتابة الايميلات فلا يتعب نفسه في البحث او التفكير بالكلمات، والبعض يستخدمه لكتابة ابحاثه في الجامعة ولا يتأكد من المعلومات المطروحة، والبعض يسأله عن كل شيء في حياته، فيسأله ماذا يلبس اليوم وإلى أين يذهب وماذا يفعل وكيف يستمتع بوقته ولا يتعب نفسه في التفكير بشيء. لا مشكلة في استخدام الذكاء الاصطناعي في المساعدة في العمل والمنزل ومع الأصدقاء، ولكن دون الاعتماد عليه. لا مشكلة في مراجعة الذكاء الاصطناعي للأبحاث الجامعية دون ان يكتبها بشكل كامل. لا مشكلة في سؤال الذكاء الاصطناعي عن بعض الأمور الحياتية دون ان يتم إعطاؤه دور الدكتور العضوي او الدكتور النفسي! اعتماد الانسان على الذكاء الاصطناعي بهذا الشكل سيؤدي إلى كسل فكري وعقلي وسيحد من قدراته الطبيعية التي أعطاها الله له. العقل البشري يحتاج إلى التحدي كي يكبر وكي يصبح الانسان أذكى، وبهذا الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يصبح الذكاء الاصطناعي-زيفاً- أذكى وأقوى من الذكاء البشري! احتفظوا بقدراتكم وبذكائكم الطبيعي، واستخدموا الذكاء الاصطناعي بالقدر المعقول دون ان تفرطوا بعقولكم، «الآلة» التي خلقها الله افضل واكثر ابداعاً من ألف تشات جي بي تي!

507

| 06 مايو 2025

إدمان الدوبامين!

جميعنا لدينا مهاربنا الخاصة وملذاتنا الدورية او السرية او المصحوبة بالذنب «Guilty pleasures». قد تكون قطعة شوكولاتة يومية او لعبة فيديو بعد الرجوع من المدرسة او النوم لساعات طويلة في عطلة نهاية الأسبوع. أياً كان نوع هذه الملذات او المهارب، هي بنفسها قد لا تسبب ضررا لنا بالضرورة، ولكن قد يكون لها آثار سلبية كبيرة علينا إذا ما أصبح الانسان مدمناً عليها. فالإنسان لا يضره العمل في وظيفة ما على سبيل المثال، ولكنه يُضَر عندما يصبح مدمناً للعمل، ويعمل طوال الوقت، عندها ستتأثر صحته الجسدية وحياته الاجتماعية مع الوقت دون أن يشعر. الأمر نفسه قد يحصل مع ادمان الشخص لمشاهدة التلفاز. مشاهدة المسلسلات والأفلام في حد ذاتها ليست مضرة- في الأغلب- ولكن ادمانها مضر لأنها قد تؤثر في صحة الانسان الجالس طوال الوقت على كرسي يشاهد التلفاز ويأكل ويشرب طعاما غير صحي معظم الوقت. الأمر الذي لم أذكره حتى الآن، هو ان ادمان أي شيء له أثر عقلي ونفسي وصحي سلبي على الانسان، مُرتبط بالسبب الذي جعل هذا الشخص يدمن هذا الشيء من البداية، فالإنسان الذي أدمن العمل في وظيفته او اكل الطعام غير الصحي او التسوق عبر الانترنت أدمن هذا الفعل لأنه مده بشعور رائع في البداية. لأنه أطلق «الدوبامين» المادة الكيميائية المرتبطة بالمتعة في الدماغ. هذا الشعور جعله يدمن فعلا معينا أو أمرا معينا حتى يشعر بالسعادة او الرضا وانطلاق «الدوبامين» في دماغه في كل مرة. المشكلة في ادمان أي شيء أنه مع الوقت يصبح غير كاف، وتحتاج جرعة أكبر منه حتى ترضى، ومثال على ذلك مشاهدة حلقة واحدة من مسلسلك في اليوم لن تعطيك الشعور الرائع الذي شعرت به في المرة الأولى مع الوقت، فتصبح تشاهد حلقتين يومياً ثم مع الوقت لن تشعر بالرضا او السعادة عند مشاهدة حلقتين فقط، فتشاهد ثلاث وأربع حلقات كل يوم وتستمر هكذا لتشعر بالسعادة، وإن لم تفعل ذلك ستشعر بالضيق والألم والقلق وقد تشعر بأعراض انسحاب حرفياً كما تتناول الموضوع الدكتورة انا ليمبكي في كتابها (أمة الدوبامين: البحث عن التوازن في عصر الانغماس). إذاً، ما الحل؟ ماذا يمكننا ان نفعل في عصر كل ما فيه يشجع على الإدمان.. ادمان الجوال.. ادمان الطعام.. ادمان التلفاز.. ادمان العاب الفيديو.. ادمان «الاعجابات» وعدد المتابعين؟ الحل هو في التوازن وعدم الافراط في متعة أي شيء والاعتدال في كل أمور الحياة، وان يعلم الانسان انه إذا اسرف في الشعور بالمتعة فسيكون الألم مضاعفا وان اعتداله في الشعور بالمتعة سيجعل ألمه معتدلاً وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: «كل واشرب والبس وتصدق في غير سرف ولا مخيلة». وما الحل لو أدمنا شيئا ما مثل ألعاب الفيديو؟ الحل كما تقول الدكتورة انا ليمبكي هو ( abstain, maintain, and seek out the pain!) بمعنى، امتنع عن ادمانك لمدة ٣٠ يوما على الأقل حتى يُعاد برمجة دماغك والعودة إلى الاعدادات الأصلية في الاستمتاع بشكل طبيعي في الحياة. ومن ثم ابحث عن بدائل صحية ومعتدلة. وحاول الحفاظ على اعتدالك وحفاظك على نفسك وعلى الشعور بالمتعة والألم بشكل طبيعي وباعتدال. وأخيراً، ابحث عن الألم، بعض النشاطات الشاقة مثل ممارسة الرياضة او الصيام تغذينا بالدوبامين بشكل غير مباشر، خاصة اننا عندما نمارس هذه الأمور نشعر بالألم في البداية ومن ثم نشعر بالدوبامين، ويستمر معنا اطلاق الدوبامين حتى بعد التوقف عن ممارسة الرياضة او كسر الصيام. هذا النوع من الدوبامين هو النوع الصحي والمعتدل والذي نرغب في استمراره معنا. انتبهوا لما تقضون عليه اوقاتكم، حافظوا على أنفسكم وعلى سعادتكم، وافعلوا كل شيء باعتدال وان أمدكم بالدوبامين، فدوبامين اليوم قد يكون نقمة الغد.

366

| 29 أبريل 2025

من أنت؟

نُخطئ عندما يسألنا شخص: من أنت؟ ونجيبه: أنا فلان ابن فلان أو أنا الدكتور فلان أو أنا ابن المهندس فلان. نُخطئ عندما يقول لنا أحدهم: كلمنا عن نفسك؟ ونخبره عن أعمارنا ومكان ولادتنا ومسمانا الوظيفي وشجرة عائلتنا وأحلامنا وشغفنا وهواياتنا. نحن لسنا الأشياء التي نشاركها. اسمي وعمري ومكان ولادتي وسكني، هي أشياء عني وتمثلني ولكنها ليست (الأنا) التي هي أنا. لو كان الاسم والعمر ومكان الولادة وغيرها من المعلومات هي الأمور التي تُكوّن الانسان لاكتفينا بالجلوس مع أي أحد وأخذ معلوماته لنقول اننا نعرفه ونفهمه، ولكن الواقع غير ذلك. لا يكفي ان نعطي أحدا استبيانا عن نفسه وحياته لنفهمه ونعرفه بشكل كامل، لأن الانسان ليس مجموعة المعلومات التي تحيط به وليس مجموعة الاحداث التي وقعت له «فقط». الانسان هو الشخص او الوعي الموجود امامنا في تلك اللحظة. هو الشخص الذي يتكلم ويتصرف امامنا في اللحظة الراهنة. لا الشخص الموجود بالأمس او اليوم الذي يسبقه؛ لأن هذا الشخص لم يعد له وجود في اللحظة الحالية. وهو أيضاً ليس الشخص الذي سيُوجد في المستقبل؛ لأن هذا الشخص لم يوُجد بعد. ولهذا من المفترض أن نهتم بالأمور التي نعرفها عن الأشخاص الذين يقفون أمامنا ولكن من المفترض أن نهتم أكثر بالإنسان الذي يقبع وراء هذه الامور. الحقيقة أننا نهتم عندما يكون الشخص الذي امامنا ناجحا او جميلا او ثريا او من سلالة عائلة عريقة او اي صفة اخرى تثير اعجاب الناس عادة، ولكن من المفترض ان نهتم أكثر بالشخص الذي يقف وراء هذه الصفات، لأن هذه الصفات ليست هي الانسان الذي يقف امامنا. هي اشياء قد تكون عُرفت عنه وليست فيه في الحقيقة، وقد تكون فيه ولكن ليست كل ما فيه. الأكيد انها ليست (الأنا) التابعة للإنسان وليست هي كل ما في الانسان، لأن الانسان هو مجموعة الوعي الذي يقف خلف الافعال والاقوال والحركات والسكنات الحالية التي يتكون منها في اللحظة الآنية، والتي نراها ونشعر بها امامنا. الانسان هو (هو) وليس بطاقة أحواله الشخصية أو صفحته على لنكدن آو انستجرام أو القصة التي تخبرها عنه جارته أو زميله في العمل. أكثر ما يُمثل الانسان ويُعرّف عنه هو طريقة تعامله معنا في تلك اللحظة التي قابلناه فيها وفي كل لحظة نقابله فيها. الانسان هو الكائن الغامض الذي اعتقدت الملائكة أنها فهمته من اللحظة الأولى فحدث بينها وبين الله سبحانه وتعالى هذا الحوار في سورة البقرة: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (30). وأفضل طريقة نُسهل بها حياتنا، ونَعرِف بها أنفسنا، هي بألا نتعلق بالمكونات التي نظن بأنها تُعرّفنا مثل اسمائنا واعمارنا ومكان ولادتنا وعوائلنا وبيئتنا وأعمالنا. وأن نضيق بهذه المعلومات أو أن نعتقد بأنها ما يرفعنا فوق غيرنا. أسرع طريق للوصول إلى السعادة والراحة هي في أن نعرف أنفسنا من الداخل وأن نستمد تعريفنا بأنفسنا من الداخل لا من توصيفات الخارج. أنا أنا لأني أنا. لا لأن أحدهم وضعني في قالب أو وضع «ستيكر» علي.

420

| 22 أبريل 2025

احتفلوا بفشلكم!

لا أحد يحب الفشل. لا أحد يريد أن يفشل. لا أحد يريد أن يرى فشله أمامه. ولكن الفشل ليس العدو هنا. الفشل ليس سيئا.. أو على الأقل، ليس بذاك السوء. الفشل جزء من حياة الناجحين. لا أحد ينجح دائماً من المحاولة الأولى. ولا أحد ينجح إن لم يحاول. إذاً الفشل الحقيقي هو عدم المحاولة وليس الفشل نفسه. عدو الانسان الحقيقي هو عدم المحاولة. عدم محاولته تحقيق امكانياته.. عدم محاولته تحقيق أحلامه.. عدم محاولته تحقيق ما يريده.. عدم محاولته السعي وراء ما يريده. الفشل ليس محرجا ولا قاتلا. ما يقتل هو الا يحاول الانسان ان يفعل شيئاً في حياته او لحياته. المحرج هو ان يقع الانسان على الأرض وألا يقف. قبل ان تتولى آنا وينتور رئاسة تحرير مجلة فوغ العالمية، كانت محررة أزياء في مجلة هاربرز بازار، وتم فصلها من وظيفتها بسبب أفكارها التي لم تتوافق مع المجلة آنذاك. لم تستسلم آنا لهذا الفشل، وعملت على نفسها حتى وصلت إلى مكانتها العالمية. طُرد مايكل بلومبيرغ من وظيفته في شركة سولومون براذرز، إلا أن هذا الامر لم يحبطه أو يردعه، وقرر مايكل ان يؤسس شركته الخاصة في مجال المعلومات المالية. شركة بلومبيرغ احدى أكبر شركات البيانات المالية اليوم في العالم. أسس بريان تشيسكي و جو جيبيا واجها شركة Airbnb في عام 2008. كانت الشركة صغيرة وقتها و تعاني، حتى إنهم بدأوا ببيع حبوب الإفطار حتى يجمعوا التمويل اللازم للشركة، و فعلاً جمعوا الأموال اللازمة ولم يستسلما لهذه الصعوبات و»الفشل». هذا الإصرار جعلهما يؤسسان إحدى اكبر شركات الضيافة. الشركة غيرت السفر والإقامة وطريقة تفكير المسافرين حول العالم. الفشل هو أسرع طريق للنجاح، لأن أن تفشل معناها أنك تحاول وتعمل وتسعى وتركض وراء ما تريد. ألا تفشل معناها أنك قابع مكانك بلا محاولة ولا جهد ولا سعي. اسعوا وراء احلامكم وطموحاتكم. حاولوا تحقيق ما يهفهف وراءه قلبكم. و لا بأس إن فشلتم مرة واثنتين و ثلاث. و لا بأس إن حزنتم بسبب هذا الفشل وتثاقلتم لمدة معينة المهم أن تكون مدة قصيرة لا طويلة ولا مستمرة. المهم أن تقوموا من مكانكم بعد الوقوع و أن تقفوا بعد أن تزل أقدامكم. وحتى وإن فشلتم، صوروا فشلكم.. ضعوه في إطار وعلقوه امامكم.. احتفلوا فيه، واجعلوه دافعا لكم للمضي قدماً وللمحاولة المرة تلو الأخرى حتى تنجحوا في تحقيق ما تسعون وراءه.

1416

| 15 أبريل 2025

أنا أختار أن أبدأ!

تأجيل القيام بالشيء أو "التسويف" كان في السابق آفة أصحاب الإرادة الضعيفة، أما الآن ومع الملهيات والمغريات التي تحيط بالمرء من كل جانب.. أصبح التسويف آفة العصر. الجميع مبُتلى بالتسويف، كل من أصحاب الإرادة القوية وأصحاب الإرادة الضعيفة، يُخطط أحدهم أن يقرأ لمدة ساعة يومياً، فيُؤجل ساعة القراءة وينسى نفسه بين التك توك والانستغرام حتى يحين وقت النوم، ومن ثم يقرر أن ينام ولا يقرأ! يُقرر أحدهم أن يتمرن في النادي الرياضي اليوم، فيتصل به أحد أصدقائه ليخرج معه للسينما، فيُؤجل رحلة الذهاب إلى النادي الرياضي إلى الغد! يصمم أحدهم أن يستثمر في الذهب، ومن أجل ذلك، يعزم على أن يشاهد فيديو على اليوتيوب ليفهم هذا المجال أكثر، ولكنه ينشغل ويؤجل خططه إلى أن يرتفع سعر الذهب أكثر وأكثر ويندم على تأجيله مساعيه!. يفهم البعض أن التسويف هو دائماً نتيجة كسل الإنسان، وذلك غير صحيح، التسويف قد يكون بسبب أمور عدة، منها انشغال المرء.. ووقوع أمور أهم في حياة الإنسان، وفي بعض المرات يؤجل الإنسان ويقع في فخ التسويف لأنه يخاف الفشل ولأنه إنسان مثالي! نعم، بعض الناس تؤجل القيام ببعض الأمور إذا خافت الفشل فيها.. قد يؤجل أحدهم البدء بمشروعه لأنه يخاف فشله.. وقد يؤجل أحدهم كتابة الكتاب الذي يحلم به لأنه يخاف ألا يتمكن من نشره. وهذا مرتبط بكون الإنسان يميل إلى المثالية والكمال، حيث إنه يخاف أن يبدأ شيئا غير كامل ويفشل. ومن الأمور التي يمكن أن تساعد وتلحلح المرء وأن تجعله يؤجل التسويف ويبدأ في العمل، هو شيء ذكره الكاتب نيل فيوري في كتابه (العادة الحالية) وهي أن يقول الإنسان لنفسه: "أنا أختار أن أبدأ العمل لمدة خمس دقائق". ومن ثم يقوم الإنسان بالعمل الذي كان قد عمل على تأجيله لمدة خمس دقائق فقط.. هذه الخمس دقائق قد تكون كافية للمرء في البداية، وقد يجد الإنسان نفسه يعمل لساعة أو ساعتين بعد ذلك دون أن يشعر. كل ما يحتاجه المرء هو أن يختار أن يبدأ بالعمل الذي كان يؤجله لمدة خمس دقائق.. هذه الخمس دقائق ستجعله أشجع وغير خائف من الأعمال التي كان يؤجلها كل يوم. هذه الخمس دقائق ستجعله إنسانا بعيدا عن التسويف ومتحررا من نفسه. من يريد أن يرسم سيبدأ بالرسم لمدة خمس دقائق.. قد يتوقف بعدها وقد يكمل لساعة.. المهم انه اختار أن يبدأ ولم يوقف نفسه خوفا من الفشل أو رأي الناس أو غيره. ابدأوا لخمس دقائق ولا تفكروا. قرروا بعد ذلك ما إذا كنتم تريدون أن تكملوا أو لا.. المهم أن تبدأوا!. [email protected]

459

| 08 أبريل 2025

أصلح قناعاتك!

يُفكر الإنسان بآلاف الأفكار يومياً، ليست كلها ذات أهمية وليست كلها ذات تأثير. تكتسب الأفكار قوتها عندما نُعطيها أهمية.. عندما نبحث وراءها.. ونبحث في أسبابها وآثارها وتفرعاتها. تكتسب الأفكار أهمية عندما تزورنا أكثر من مرة في اليوم وعندما نخرجها إلى أرض الواقع لتعيش معنا. ولكن الأفكار التي تحوز قوة وأهمية دائماً، هي تلك التي تتحول إلى قناعات، أو تلك التي تنتج عن قناعات الإنسان. لا يوجد أقوى من الفكرة سوى الفكرة التي يؤمن بها الإنسان وتتحول إلى جزء من قناعاته الشخصية. قناعات الإنسان طاقة هائلة في يده. يمكنه عبرها أن يشق طريقه في الحياة بسهولة وسلاسة وبهجة. كيف؟ الإنسان الذي يملأ حياته بالقناعات الإيجابية يعيش حياة راضية مرضية أكثر سهولة من حياة الإنسان الذي يعيش حياته على قناعات سلبية. الإنسان الذي يؤمن بأن حظه سيتحسن مهما وقع في المشاكل، سيمضي في حياته بسهولة أكثر من الإنسان الذي يؤمن بأن المشكلة تجر المشكلة ولا حل في الأفق! الأب الذي يؤمن بأن ابنه سينجح في يوم ما، سيساند ابنه إلى أن يأتي ذاك اليوم، أما الأب الذي لا يؤمن بقدرات ابنه، فسيقول عنه فاشل وسينتقصه وإن نجح الابن! القناعات ليست مجرد أفكار يؤمن بها الإنسان بكل جوارحه.. هي أسلوب حياة يُعاش بسبب هذه الأفكار. وأسهل طريقة في تبيان ذلك، هي ملاحظة أن الإنسان الإيجابي يبتسم أكثر من الإنسان السلبي! الإنسان الذي تربى على قناعات العمل الجاد وعدم الاستسلام، يعمل عندما تواجهه مشكلة حتى يجد حلاً لها، أما الإنسان الذي لا يملك قناعات العمل الجاد، تراه يستسلم بعد أول محاولة بكسل! الإنسان الذي يؤمن بأن «في الناس خير» سيواجه الناس الخيرة في طريقه، وإن لم يواجههم فعلى الأقل لن يمضي حياته في شك وقلق من الناس من حوله مثل الإنسان الذي يؤمن بأن «كل الناس شر» أو»لا أحد يفعل شيئا دون دافع خفي!». قناعات الإنسان هي ما تحركه في هذه الدنيا.. إذا كانت قناعات إيجابية خيرة فيها حسن ظن بالله.. أخذته في رحلة حياتية هينة طيبة. وإذا كانت قناعات إيجابية مظلمة مليئة بسوء الظن بالله.. أخذته في رحلة حياتية سوداوية وصعبة وثقيلة على النفس. دربوا عقولكم وأنفسكم بحب على القناعات الإيجابية. لا تفقدوا الأمل بتلك القناعات. أعيدوها واحفظوها في أنفسكم دائماً وإن كان الواقع يخالف أمنياتكم وتلك القناعات. فالحياة أسهل بقناعات خفيفة لينة على النفس، وقاسية على من يملك قناعات تُصعب عليه كل خطوة في حياته! اختاروا قناعتكم بحرص!

786

| 01 أبريل 2025

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4302

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

2058

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1788

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1452

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

1287

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1173

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

909

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

906

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

669

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

645

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...

621

| 08 ديسمبر 2025

أخبار محلية