رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لو كان لنا أن نعطي هذا الوقت من الزمان اسماً، لسميته زمن شاشات الهواتف.. زمن التلفاز.. زمن الأغاني.. زمن الأفلام والمسلسلات.. زمن نوافذ السيارات وطاولات المقاهي والمطاعم.. زمن بلكونات الفنادق والأسماء على الجرائد.. زمن الساعات الثمينة والمجوهرات النادرة.. باختصار زمن الظاهر والمظاهر. من يُعرف في وسائل التواصل الاجتماعي يصبح مرغوباً.. من يظهر في الأفلام والمسلسلات يصبح مشهوراً.. من يركب السيارات الغالية ويرتدي الساعات الثمينة ويشتري المجوهرات النادرة يصبح مطلوباً.. من يرتاد المقاهي والمطاعم الراقية يصبح عصرياً ورائعاً.. ومن يسكن فنادق خمس نجوم ويظهر اسمه في الجرائد والمجلات يصبح معروفاً. ما هو الشيء المشترك بين جميع من ذكرتهم آنفاً؟ الناس لاحظوهم من الخارج كما يفعلون عندما ينظرون إلى شبابيك المتاجر. نظروا إليهم نظرة مادية ملؤها الإعجاب والتقدير. أصبح الناس ينظرون إلى حياة غيرهم على وسائل التواصل الاجتماعي والتلفاز وغيره، ويتمنون بأن يكونوا مكانهم! البعض يتمنى لو أنه كان مكان مالك تلك السيارة الفارهة التي لمحها في الشارع، والبعض يتمنى لو كان يستطيع أن يجرب كل يوم هواية مثل ذاك المليونير الذي يسجل نشاطاته في إنستجرام، والبعض يتمنى لو انتمى لتلك العائلة التي تُصيّف كل عام في دولة مختلفة.. وهكذا تتعدد أمنيات الناس اليوم حسب ما يرونه أمامهم! ولكن ماذا عما لا يرونه أمامهم؟ ماذا لو كانت تلك السيارة مملوكة ومُجهزة لإنسان مُقعد لا يستطيع المشي؟ ماذا لو كانت تجربة الهوايات الجديدة هي طريقة المليونير في محاربة مرض نفسي يعاني منه؟ ماذا لو كان أفراد تلك العائلة التي تُصيّف كل عام في دولة مختلفة لا يطيقون ويكيدون لبعضهم كلما سنحت الفرصة؟ المظاهر تخفي في أحيان كثيرة البواطن، خاصة في عالم مليء بالفلاتر والإعلانات المدفوعة والحلول التي تشتريها الأموال والقوة والجمال. الحل في هذا الزمن، هو أن يعيش الإنسان حياة كريمة لنفسه، وكيف يفعل ذلك؟ ألا يتمنى أن يكون غير نفسه، وأن يعيش حياته بأصالتها وكل ما فيها، فالمقارنة وتمنِّي الإنسان بأن يصبح غير نفسه، أمر متعب، خاصة وأنت لا تعرف قصة غيرك الحقيقية، ولم تعرف سوى ما شاهدته من وراء حجاب!
303
| 18 فبراير 2025
لكل عمر إيجابياته وسلبياته. لكل عمر مميزاته ومساوئه.. لكل عمر أحداثه الفارقة ولحظاته المنسية. في الطفولة تتكون أساسات الإنسان النفسية والجسدية بل وقبل ذلك تُقرر منذ إن كان في بطن امه، يُخلق من جينات اجداده وتواريخهم. في المراهقة، تتركز شخصية الإنسان أكثر، فهو إما أن يكون اجتماعيا أو انطوائيا.. وإما أن يكون عمليا أو نظريا.. وإما أن يكون مجتهدا أو كسولا. تبان شخصيته وتتحدد ملامحه أكثر وأكثر. في عمر العشرين، يشعر الانسان بأن حياته الحقيقية بدأت فعلاً.. لماذا؟ لأن الجميع بدأوا يعاملونه كانسان بالغ. فيحاول أن يكون عند حسن ظنهم في الوقت نفسه الذي يشعر فيه من الداخل بانه لا يزال طفلا.. فيعمل في الوقت نفسه الذي يطارد فيه شهواته ونزواته. والشهوات والنزوات تتفوق على العمل والاجتهاد في عمر العشرين. في عمر الثلاثين يبدأ يشعر الانسان بقيمة الأشياء المهمة والحقيقية في حياته.. العائلة أهم من المتعة.. الصحة أهم من المال.. السلام الداخلي اهم من امتلاك المجوهرات. في عمر الثلاثين والأربعين يشعر الانسان بأنه مشغول وليس لديه وقت لشيء.. لا لنفسه ولا غيره، بعكس عمر العشرين الذي يشعر فيه الانسان بأنه متفرغ ولديه الوقت لعمل كل شيء طوال الوقت. في عمر الخمسين، يرجع الانسان إلى شعوره بالفراغ الذي كان يشعر به في عمر العشرين.. فهو متفرغ لحضور المناسبات والسفر وللقيام بشتى الاعمال التي اهملها في عمر الثلاثين والأربعين.. ولكن بنشاط مختلف. ومن هنا يفهم الانسان فعلياً قيمة الأشياء المهمة في الحياة. العائلة.. الأصدقاء.. الصحة.. مساعدة الناس.. الشغف.. المغامرات الثرية. هذه هي الأشياء الحقيقية. هذه هي الأمور التي كان على الانسان التركيز عليها في عمر العشرين والثلاثين والأربعين، لأنها كل ما سيفكر به الانسان بعد ذلك. هذه هي الأمور التي سيفكر بها الانسان عند اقتراب أجله. ماذا قدمت في حياتي لحياتي؟ كيف ساعدت الناس؟ كيف ربيت أبنائي؟ اين صرفت أموالي؟ كيف ابليت جسدي؟ هل استحق عملي كل ذلك الجهد؟ لماذا لم اعمل أكثر على شغفي؟ لماذا لم اتحدث مع والديّ أكثر على الهاتف؟ لماذا لم أزر جدتي؟ في عمر العشرين أو الثلاثين أو الأربعين او أي عمر.. هناك أشياء لا تتغير، ولكن الانسان قد يفهمها او يعيها متأخراً. الأشياء المهمة مثل الصحة والعائلة والأصدقاء والشغف والمغامرات ومساعدة الناس ثابتة، وكلما ركزنا عليها مبكراً كلما سعدنا في حياتنا، سواء أكنا في العشرين أو السبعين.
585
| 11 فبراير 2025
كتب ايكهارت تولي في كتابه (الأرض الجديدة) عبارة مهمة: «إذا لم تكن تمانع التعاسة، فأين تذهب التعاسة؟». و تكمن في هذه العبارة دروس عديدة. فإذا لم نكن نمانع الشعور بالحزن.. أين سيذهب الحزن؟ إذا لم نمانع السعادة.. أين ستذهب السعادة؟ إذا لم نمانع الشعور باليأس.. أين سيذهب اليأس؟ إذا لم نمانع الشعور بالخوف.. فأين سيذهب الخوف؟ أين ستختبئ المشاعر إذا لم نمانع الشعور بها؟ ماذا سيحدث لها لو تركناها كما هي؟ ماذا سيحدث للمشاعر لو لم نقاومها ونحاربها؟ ماذا يحدث للمشاعر بعد ان نشعر بها كما هي؟ الحقيقة ان كل المشاعر وأي مشاعر ستذهب وتتلاشى وتختفي ما إن نشعر بها ونعيشها دون مقاومة او حرب. حل التخلص من المشاعر وخاصة السلبية.. الحزن.. الخوف.. اليأس.. الغيرة.. الحسد.. الحقد.. ليس بمحاربتها او دفنها او مقاومتها، بل بالسماح لأنفسنا بالشعور بها بكل ما فيها. إذا كنت تشعر بالحزن بعد طلاق زوج او فقدان قريب او خسارة وظيفة او بعد المرور بأزمة صحية، لا تحارب هذه المشاعر.. لا تكبتها.. لا تحاول التكبر عليها.. لا تُهمشها.. لا تعطها أكبر من حجمها ولا اقل من حقها.. اعطها حقها بالكامل.. اشعر بها في تلك اللحظة والمكان، وعش تلك اللحظة بكل ما فيها، وستمر المشاعر، قد لا تمر بسهولة ولكنها ستمر في النهاية. عندما تشعر بمشاعرك كاملة وتجعلها تمر من خلالك.. تتحرر منها وتتخلص من قبضتها عليك. لا تعود هذه المشاعر تملكك ولا تتحكم فيك ولا تحركك أفكارها يمينا وشمالاً. عندما تشعر بتلك المشاعر ولا تمانع الشعور بها، تكون اقدر على المضي قدماً وعيش حياتك، وهذا ما يتناوله ديفيد هاوكينز في كتابه (السماح بالرحيل). عندما تشعر بمشاعرك ولا تقاومها، تصبح انت سيدها بدل ان تصبح عبداً لهذه المشاعر. وجزء من شعورك بمشاعرك هو ان ترضى بها.. ان ترضى بما تمر به وبما تشعر به فلا تقاوم شيئاً منه. وعندما ترضى بما انت فيه وما تشعر به، تتجاوزه بشكل اسرع، ولا يعود عائقاً لك. وللتوضيح اكثر، شاهد الفرق بين شخص أصابه عارض صحي فاستسلم للحزن واليأس والسخط على مرضه والقدر الذي وضعه امامه، وشخص مر بأزمة صحية مماثلة، فحزن في بداية الامر ثم تقبل وضعه ورضا به ثم اكمل حياته بما يقدر عليه، واثقاً بأن القدر مثل المشاعر، لا يستمر على وتيرة واحدة، بل في حالة تغيّر دائمة. اشعروا بكل المشاعر التي تمر من خلالكم. لا تخافوا منها، فهي ما ستساعدكم في المضي قدماً في المستقبل. اشعروا بمشاعركم كي تمر ولا تتعلق بكم وبسعادتكم.
363
| 04 فبراير 2025
في مسار حياة الانسان، تُواجهه المصاعب والمُفرحات.. المسرات والمضرات.. الأوقات الجيدة والأوقات السيئة. هذا جزء من كينونة الحياة.. لا شيء يستمر للأبد ولا شيء يُفقد للابد. وما يُسهل الحياة علينا هو قيامنا بتقبلها بكل ما فيها، والعيش فيها وبكل ما فيها. إن أصابتنا مشكلة، صبرنا وحمدنا ربنا عليها. وإن نالنا نصيب طيب من الدنيا تقبلنا الاختبار وحمدنا الله عليه. وما بين الأوقات المتغيرة والمحيرة نصبر ونحمد ونتقبل ونستسلم لما كتبه الله لنا. ومن سبل الاستسلام التي تُحسن حياة المرء في هذه الدنيا، هي قيام الانسان بالاستسلام للحظة الراهنة وعيشها بكل ما فيها بدون تفكير او سيناريو متخيل في عقله. عش اللحظة الحالية بدون تفكير او تحليل. فإنه من سبل تعاسة الانسان السريعة، ان يعيش مع أفكاره طوال اليوم فلا تهدأ أفكاره ولا هو يهدأ. لا تكن كذلك. لا تستسلم لأفكارك طوال الوقت. عش اللحظة التي امامك وكن حاضراً فيها 100%. لا تشرب قهوتك وانت تفكر بالكلام الذي ستقوله لرئيسك بعد استراحتك. لا تتمرني في النادي وانت تفكرين بالمهام المنزلية التي تنتظرك في البيت. لا تذهب إلى السينما وانت تفكر بنوع العشاء الذي ستأكله بعد الفيلم. اشرب قهوتك وتمرن واذهب الى السينما واستمتعوا بكونكم في تلك اللحظة بدون تفكير للحظة التي تسبقها في المستقبل او اللحظات التي سبقتها في الماضي! لا تكونوا حبيسي الماضي والمستقبل. فالعيش في الماضي يجلب الاكتئاب والعيش في المستقبل يؤدي إلى القلق. لا مشكلة في التفكير نفسه ولكني اقصد هنا التفكير عديم الفائدة. لا تشوهوا حياتكم بأفكار عديمة الفائدة. فكروا إذا ما احتجتم لحل مشكلة ما، فان لم تجدوا ما تحتاجونه توقفوا عن التفكير، والفكرة التي تحتاجونها ستطرأ لكم في الوقت المناسب عندما تكونون حاضرين في حياتكم ولحظاتكم. قد يسأل أحدهم: كيف اتوقف عن التفكير وأعيش اللحظة بكل ما فيها؟ اولاً، لا تستطيع التوقف عن التفكير دائماً، ولا بأس في ذلك. تستطيع ان تحاول على الأقل. ثانياً، التوقف عن التفكير مرتبط بعيشك للحظة الراهنة بكل ما فيك وفيها. عندما تنغمس بما تعيشه او تفعله او تقوله، لا تفكر، بل تكون انت فقط، أنت في اللحظة الراهنة. وقد يساعدك ان تعيش اللحظة، ان تراقب تنفسك. وان ترى ما حولك وان تحاول ان تشعر بالمكان الذي انت فيه بدون حكم، فقط كملاحظة. لاحظ الألوان التي حولك والرائحة التي تملأ المكان والأصوات التي تتنقل من زاوية وزاوية، وعش في اللحظة والمكان. عيشك في اللحظة بدون تفكير، سيريحك. سيريح عقلك وجسدك. ستكون اهدأ واسعد، لأنك ستكون متقبلا لما يجري في حياتك الآن، لا تسبقه بلحظة ولا تحاول إعادة عيش لحظة مرت عليك. يتكلم عن هذه الراحة الكاتب ايكهارت تولي في بودكاست اوبرا، ويقول بانه عندما عرف بانه يعاني من سرطان القولون، وانهم سيضطرون الى اجراء عملية عليه، اخذ لحظة أولى لاستيعاب الامر، ومن ثم عاش الأيام التي سبقت العملية بحضور كبير في اللحظة حتى يكون اكثر هدوءا وتقبلا. لا يمكننا جميعنا ان نكون مثل ايكهارت تولي، ولكن يمكننا ان نحاول وان نعيش اللحظة بكل ما فيها، لنحيا حياة افضل واسعد بكثير من حياة المقاومة.
420
| 21 يناير 2025
اختار معجم أوكسفورد كلمة (تعفن الدماغ) أو(عفن الدماغ) ككلمة عام ٢٠٢٤. ولا عجب من هذا الاختيار، فالناس اليوم تعيش مع هواتفها ووسائل التواصل الاجتماعي اكثر من عيشها واحساسها بالحياة الواقعية. وهذا الاعتماد والعيش مع وسائل التواصل الاجتماعي له اثره السلبي على صحتنا الجسدية والنفسية. فتقوقعنا على اجهزتنا «الذكية» قوس ظهورنا وأعناقنا، وادماننا على وسائل التواصل الاجتماعي هو ما احبطنا وهوى بنفسياتنا وجعلنا كسالى وسلبيين اكثر. ليس هذا وحسب بل ان المحتوى الذي نقضي عليه وقتنا تردى كثيراً واصبح لا يحفز ادمغتنا. وهذا ما يجعلني اشعر بالأسف اتجاه جيل (بيتا) وهم مواليد (٢٠٢٥) حتى عام (٢٠٣٩) هذا الجيل الذي لن يعرف في حياته سوى التكنولوجيا والأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي والمحتوى الذي لا يلامس سوى اسطح العلوم والآداب الموجودة في العالم حقيقة. وإذا كانت للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي اثرها السلبي اليوم علينا فتخيلوا اثرها السلبي في المستقبل على جيل بيتا كان الله في عونهم! ولمحاربة الآثار السلبية النفسية والجسدية التي أوقعتنا التكنولوجيا فيها، يمكننا القيام بعدة أمور: أولاً، الرياضة والحركة. المشي لمدة عشرين دقيقة يومياً مع رفع الاثقال ثلاث مرات في الأسبوع، بإمكانه تحسين المزاج وزيادة معدل عمر الانسان. ثانياً، الاكل الصحي. اكتشف العلماء رابطا قويا بين المعدة والدماغ. كلما اكلنا اكلا صحيا ومغذيا نغذي به اجسادنا، يتغذى دماغنا وتتحسن مع نفسياتنا وكلما قللنا من الاكل المصنع، تحسنت نفسياتنا واجسادنا. ثالثاً، القراءة والتبحر في محتوى يحفز ادمغتنا ويزيدنا علما. وكما قال الدكتور مصطفى محمود، كلما زاد علم الانسان، زادت حريته. رابعاً، التقليل من الوقت الذي نقضيه على اجهزتنا الذكية والعيش في العالم اكثر. ورفع رأسنا من مرة لأخرى عن هواتفنا لكي نمشي في الطبيعة او نقضي بعض الوقت مع عائلتنا او نسافر او نقرأ او أي نشاط لا يتطلب منا حمل الهاتف! خامساً، ان يكون لدينا هدف في حياتنا نحاول تحقيقه والعمل عليه. ان يكون للإنسان هدف أسمى يعمل من اجله هو ما يعطي الانسان دافعا كي يحيا حياته ويُحسن من نفسه دائماً. لا تستصغروا أثر هواتفنا ووسائل التواصل الاجتماعي علينا وعلى حياتنا وصحتنا النفسية والجسدية. فالأثر اليومي يتراكم لينتج اثراً كبيرا في النهاية قد يكون زيادة في اوزاننا او قلقا او اكتئابا يصيبنا او غيره. كلها أمور يجب علينا ان نهتم وننتبه عليها اليوم قبل الغد لنكون قدوة لجيل «بيتا»!
636
| 14 يناير 2025
في شهر أغسطس ٢٠٢٤، صدر فيلم (It Ends With Us) في السينما، ومعه حدثت ضجة كبيرة لا بشأن الفيلم وحسب بل بشأن الممثلين أيضاً وخاصة الممثلة بليك لايفلي والممثل جستن بالدوني، حيث بدأ الامر كتوقعات وتساؤلات بين المعجبين والمتابعين للفيلم حول سبب عدم تواجد الممثلين بليك لايفلي وجستن بالدوني مع بعضهما البعض في الجولة الصحفية للفيلم، ثم تعاظم الامر وأصبح هناك تشويه سمعة وهجوم الكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الممثلة بليك لايفلي وشخصيتها وكيف انها بعيدة عن الواقع بخلاف الممثل جستن بالدوني. قامت بليك لايفلي برفع دعوى قضائية في الشهر الماضي على الممثل جستن بالدوني وشركة الإنتاج بزعم ان بالدوني تحرش بها جنسياً طوال مدة الفيلم وحاول تشويه سمعتها بعد الانتهاء من تصوير الفيلم خوفاً من ان تقوم لايفلي بالتصعيد ضده بعد الانتهاء من الفيلم. وفي الوقت نفسه قامت صحيفة نيويورك تايمز العريقة، بنشر تحقيق صحفي ورسائل نصية بين مدير العلاقات العامة للممثل جستن بالدوني وشركة العلاقات العامة التي قام بالدوني بتعيينها لتشويه سمعة الممثلة بليك لايفلي وكيف ان الشركة قامت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتغذية وتشجيع أفكار الكره والعداء اتجاه لايفلي. وعلى اثر هذا التحقيق الصحفي، قام جستن بالدوني برفع قضية على نيويورك تايمز بدعوى تشويه سمعته وقامت بليك لايفلي برفع دعوى أخرى اتجاه بالدوني بدعوى تشويه سمعتها. هذه القضية بيّنت لنا وجه-ليس جديدا ولكن قاس-من أوجه وسائل التواصل الاجتماعي الا وانه يمكن التحكم فيها ويمكن التحكم بالرسالة التي قد يُريد احدهم ايصالها لنا! فعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي استطاع فريق جستن بالدوني توجيه الناس إلى التعليقات بشكل سلبي وفي النهاية إلى تشويه سمعة بليك لايفلي بسهولة وفي غضون اشهر! ولربما لو لم تكن بليك لايفلي وزوجها راين رينولدز من اقوى واشهر الممثلين الامريكان، لاستطاع في النهاية فريق جستن بالدوني «إلغاءهم» ( Getting them Cancelled) أي ان يرفضهم الناس ولا يتقبلونهم هم او أعمالهم. المثير في القضية هي ان شركة العلاقات العامة التي عينها جستن بالدوني هي الشركة نفسها التي عينها الممثل جوني ديب اثناء قضيته مع زوجته السابقة الممثلة امبر هيرد، والتي انتهت قضيتهما بتشويه سمعة امبر هيرد وافلاسها وهجرتها من الولايات المتحدة الامريكية الى اسبانيا هرباً من الناس وألسنتهم! محاولة تشويه سمعة الناس والهجوم عليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس حالة غربية بل توجد أيضا في عالمنا العربي حيث يكون الهجوم «عبر خلايا الكترونية» والذي قد تقوم به جهات أو أفراد ضد افراد أو جهات أو حتى دول أخرى. ومع اعتمادنا على الانترنت وعلى اجهزتنا الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي اكثر واكثر قد تتزايد هذه الهجمات وتكثر مع الوقت، المهم ان نفرق بين الهجوم الحقيقي والهجوم المسيّر والمزيّف والذي يخدم مصالح أناس آخرين! الوعي والوعي ومن ثم الوعي بما نراه و نقرأه ونسمعه على وسائل التواصل الاجتماعي هو ما سيؤدي بنا الى تكوين آراء حقيقية وصحيحة حول ما نراه ونسمعه ونقرأه دون أن ننجر وراء القطيع.
354
| 07 يناير 2025
نمضي في حياتنا معتقدين باننا نعرف ما هو الافضل لنا. ننشأ ونحن لا نسمع كلام والدينا، لأننا نظن باننا من نعرف مصلحتنا لا هم! نكبر وننجر وراء مشاغل الحياة ونلهث وراء العمل والمال والصيت والسيطرة والقوة والجمال و و و بلا كلل وكأننا بلا غد ينتظرنا! نُضيع مع الوقت بوصلة الأمور المهمة في الحياة. تُلهينا الحياة بأنوارها وسرعتها فتتبعثر أولوياتنا وتتشكل على هوى الحياة لا هوانا! نادراً ما نُولد ونحن نُقدر الأمور المهمة حقيقةً في الحياة مثل العائلة والصحة وعلاقتنا بربنا ومساعدة الاخرين وخلق عالم افضل للأجيال القادمة. في بعض الأحيان نصل إلى هذا التقدير عبر البحث والتجربة، وفي بعض الأحيان تُغالبنا الحياة بحوادث ومواقف ومشاكل تجعلنا نقدر فيها الأمور المهمة والحقيقية في الحياة. في كتابه (أنا قادم أيها الضوء) يتناول الصحفي المصري محمد أبو الغيط رحمة الله عليه رحلة صراعه مع مرض السرطان، وكيف تغيرت نظرته للحياة بعد تشخصيه بمرض السرطان في عمر الثلاثين. وكيف أنه كان يعطي عمله الأولوية على حساب عائلته بل وحتى صحته، وكيف انقلبت الأمور بعد التشخيص. وكيف تعلم بالطريقة الصعبة بأن عائلته هي أهم ما في حياته، وكيف ان بعض الأمور الصغيرة في الحياة والتي قد لا نوليها أهمية كبرى مثل الاعتناء بحديقة، هي من امتع وأجزى الأمور. وفي الفيلم الوثائقي (Blink) تنقلب حياة عائلة كندية بعد ان شُخص ثلاثة من أطفالهم الاربعة بمرض جيني نادر بلا علاج سيجعلهم يصابون بالعمى مع تقدمهم بالعمر. فيقوم الاب والام بالسفر حول العالم والقيام بشتى أنواع المغامرات بصحبة أطفالهم حتى يتشربوا جمال العالم وحتى يستعدوا لمستقبلهم المختلف. في هذا الفيلم نرى كيف تغيرت أولويات العائلة ونظرتهم إلى العالم وكيف وضعوا مصلحة ومستقبل أطفالهم أولا وقبل كل شيء. ما جمع محمد أبوالغيط والعائلة الكندية، كان حدث اثر في حياتهم جعلهم يغيرون من حياتهم وانفسهم ويعيدون ترتيب اولوياتهم المهمة. نستطيع ان نرتب اولوياتنا دون الحاجة إلى احداث صادمة في حياتنا. فلنسأل انفسنا ما الذي سيهمني فعلاً بعد خمس سنوات؟ ما الشيء الذي سأسأل نفسي عنه بعد خمس سنوات؟ هل سأسأل نفسي عن الوظيفة التي أفني يومي فيها لأرجع الى المنزل دون ان أرى عائلتي؟ هل سأسأل نفسي عن صحتي النفسية والجسدية التي تجاهلتها؟ هل سأسأل نفسي لماذا لم اتزوج حتى الان او لماذا لم اترك التدخين بعد؟ هل سأسأل نفسي لماذا لم احقق حلمي بفتحي مشروعي الخاص او السفر حول العالم؟ رتبوا أولوياتكم وأوراقكم من الآن ولا تنتظروا الحياة ان ترتبها لكم، فمن طبع الحياة بعثرة الأوراق قبل جمعها.
960
| 31 ديسمبر 2024
غالباً ما يكون جحيم الانسان أو جنته من صنع يديه أو لنكون دقيقين أكثر من صنع رأسه ! الأفكار التي تعصف بالإنسان منذ استيقاظه من النوم و حتى رجوعه إلى النوم و خلال النوم على شكل «أحلام» ليست بالأمر البسيط. الأفكار هي رسائل من جسد الانسان إلى الانسان.. هي رسائل من وعي الانسان الى الانسان.. هي رسائل من لا وعي الانسان الى وعي الانسان.. هي رسائل من نفسية الانسان الى الانسان.. هي رسائل من روح الانسان إلى الانسان.. هي رسائل من الاخرين إلى الانسان.. هي رسائل من الانسان الى الانسان! و لذلك عندما تصلح أفكار الانسان يسعد في حياته، وعندما تفسد الأفكار يبتئس الانسان في حياته. إذاً كيف نحمي أنفسنا من الأفكار السلبية حتى نسعد في حياتنا؟ لنتفق بأنه لا يمكننا إيقاف الأفكار السلبية.. هل يمكنك ان توقف قلبك عن النبض؟ الامر سيان، لا يمكنك ان توقف الأفكار السلبية إلى الابد و لكن يمكنك ان تحمي نفسك منها وألا تجعل حياتك وسعادتك اسيرة لها. أولاً، لا تلقِ بالاً ولا تصدق كل فكرة سلبية تمر في ذهنك، لأنك ستتعب. لا تصدق الفكرة التي تقول بانك ستموت في الأربعين لان والدك توفى في الأربعين من عمره. لا تلقِ بالاً للأفكار التي تقول بانك لن تأنس بحضور عشاء اصدقائك لان لا تستلطف احد المدعوين، فقد لا يحضر هذا الشخص لأنه لم يتلق دعوة اصلاً! ثانياً، لا تحارب الأفكار السلبية وتستبسل امامها لأنك ستخسر المعركة. إذا مرت في ذهنك فكرة سلبية راقبها و دعها تمر من امامك دون ان تستجيب لها او ان تحكم عليها او على نفسك، وإن كانت الفكرة قوية التأثير عليك، حاول شغل نفسك، اعمل عملاً بيديك يحتاج إلى التركيز كالرسم او اللعب بالتركيبة او غيره لمدة عشر دقائق على الأقل، لتخرج من دوامة الأفكار السلبية و تُريح نفسك. ثالثاً، شاهد طريقتك في التفكير في الأمور. في أحيان كثيرة نكون نحن السبب في تعاستنا. انظر إلى طريقتك في النظر إلى الحياة. هل انت متشائم؟ إذاً بالتأكيد ستغزوك الأفكار السلبية. هل انت متفائل؟ إذاً انت في حال أفضل! حاول الا تغذي نمط افكارك السلبي، و كما يقول الدكتور أسامة الجامع في بودكاست (مشاعر) حاول ألا تسأل نفسك لماذا دائماً.. لماذا أنا هكذا؟ لماذا أشعر بالحزن؟ لماذا لا يحبني احد؟ لماذا لا يدعوني أحد إلى منزله؟ بدل ان تسأل نفسك لماذا.. اسأل نفسك كيف! كيف يمكنني الخروج من حزني؟ كيف يمكنني ان أصبح صديق فلان؟ كيف يمكنني ان اكون أفضل؟ رابعاً، لا تصبح انسانا تجنّبيا، تتجنب الخروج من المنزل او فعل الأنشطة بسبب الأفكار السلبية. تجنبك للأمور بسبب الأفكار السلبية سيجلب لك المزيد من الأفكار السلبية على المدى البعيد، وهكذا ستدخل في دوامة لن تستطيع الخروج منها بسهولة! الأفكار السلبية تسبب التوتر، و مع ازديادها و مرور الوقت قد تسبب القلق والكآبة للإنسان.. لا تستهينوا بها ولا تستصغروها ولا تتركوا أنفسكم لها! كونوا اقوى منها لتعيشوا حياة أسعد!
582
| 24 ديسمبر 2024
الإنسان مُسير ومُخير كما يقول العلماء. فهو مُسير بحيث إنه لا يمكنه أن يخرج عن أقدار الخلق التي قدّرها الله تعالى قبل ان يخلقهم بخمسين ألف سنة كما جاء بالحديث الشريف. وهو مُخير فيما خُلق له، أي أن الأعمال التي يقوم بها الانسان في هذه الدنيا هو مُخير بها، وهو من يختارها. وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: إنه ما من الناس أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ومقعده من النار، فقال الصحابة: يا رسول الله ففيم العمل؟! قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له فأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة، ثم تلا قوله سبحانه: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (الليل:5-10). وقد رد الغزالي على التساؤل (هل الانسان مخير أو مسير؟) بقوله إن الإنسان مخير فيما يعلم مسير فيما لا يعلم.. ويضيف الدكتور مصطفى محمود أن الانسان يزداد حرية كلما ازداد علما. هذا السؤال الازلي عن تسيير وتخيير الانسان في هذه الدنيا، كبير ولا تكفيه مقالة صغيرة، ولكن يمكننا التطرق إلى الجزء الذي يمكن للإنسان ان يتحكم به ألا وهو ما يختار فعله الانسان او عدم فعله في هذه الحياة. يُمكن للإنسان ان يتحكم في الكثير مما يجري في حياته مما سيؤدي به إلى السعادة في هذه الحياة والحياة الآخرة. يتحكم الانسان بما يمكنه ان يتعلمه والعمل الذي سيجني منه قوت يومه والأصدقاء الذين يختارهم والأفلام التي يشاهدها والأماكن التي يرتادها وماذا سيفعل بالأموال التي يجنيها وما هي الهوايات التي يُفضل قضاء وقته فيها وما هو الأكل الذي سيأكله والرياضة التي سيلعبها. في المقابل، هناك القليل مما لم يختره الانسان مثل اسمه ولونه وعائلته والمكان الذي وُلد فيه والبيئة التي تربى فيها. وفي الوقت نفسه، للإنسان حق اختيار كيفية التعامل مع أفراد عائلته والآخرين ممن يتعاملون معه كل يوم. للإنسان اختيار توسيع دائرة التحكم والاختيارات في حياته مقابل دائرة الأمور التي لا يمكنه التحكم فيها. وكلما اتسعت الدائرة الأولى زادت سعادة الانسان، وكلما كبرت الدائرة الثانية زاد قلقه وحزنه. عندما يختار الانسان ما يؤثر ويتأثر به وما يتحكم به في حياته يكون اسعد. عندما يختار الانسان العمل الذي يسعده والكلام الذي يتأثر به والاكل الذي يضعه في جسده وغيرها من الخيارات الكثيرة.. يسعد! وعندما يزنق ويسجن نفسه ضمن خيارات الغير والخيارات التي وُلد فيها، ستضيق عليه حياته وقد يجد نفسه بعد سنين طويلة يعيش حياة بائسة لم يتمناها لنفسه! احسنوا الاختيار من أجل الدنيا والآخرة، ووسعوا على أنفسكم الخيارات التي تختارونها، واجعلوا الخيار الأول لكم ولا تجعلوا الآخرين أو الحياة تختار لكم!
270
| 17 ديسمبر 2024
يُحكى بأنه كانت هناك فتاة جميلة، وُلدت لعائلة عادية مما جعلها بلا أحلام أو طموحات كبيرة. تزوجت هذه الفتاة من رجل يحبها يعمل في احدى وزارات الدولة. ورغم وضعها الجيد إلا انها لم تكن سعيدة. كانت تتمنى دائماً لو انها كانت في منزلة أعلى أو ذات نسب أفضل. وكانت بسبب ذلك بائسة طوال الوقت، لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب كما يقولون! حتى انها كانت لديها صديقة ثرية كانت تعرفها منذ أيام المدرسة الا انها توقفت عن زيارتها لأنها كانت تشعر بالسوء في كل مرة ترجع الى المنزل. وفي احد الأيام فاجأها زوجها بدعوة إلى حفل يُقام في منزل الوزير. فعبست الفتاة وتذمرت بأنها لن تذهب لأنها لا تملك فستانا مناسبا، استغرب الزوج من ردة فعلها واقترح عليها ان تلبس الفستان الذي تذهب به إلى المسرح فرفضت الزوجة، فأعطاها الزوج النقود التي طلبتها لتشتري فستانا جديدا. اشترت الزوجة الفستان ثم تذمرت بانها لا تملك أي مجوهرات لتلبسها للحفل وانها لن تكون في مستوى الحاضرين، فاقترح زوجها ان تطلب من صديقتها اعارتها إحدى المجوهرات. أعجبت الزوجة بالفكرة وطلبت من صديقتها اعارتها عقد الماس. وفعلاً ذهب الزوجان الى الحفلة واستمتعا بوقتهما، إلى ان رجعا الى البيت. فانتبهت الزوجة انها فقدت عقد الألماس، واستنفرا وبحثا عن العقد في كل مكان الا انهما لم يجدوه. قرر الزوجان ان يشتريا عقدا يشابهه ليعيده الى الصديقة، وهذا ما حدث بعد ان استدان الزوج مبلغا كبيرا ذا فوائد اكبر حتى يتحملا ان يشتريا هذا العقد ويعيداه إلى الصديقة. وفي سبيل دفع ديون العقد اضطر الزوجان إلى العمل ليل نهار لمدة عشر سنوات لدفع الديون، فأصبحت حياتهما أسوأ من قبل وتغير شكل الزوجة التي كبرت عشرين عاما. وحتى صديقتها الثرية لم تعرفها عندما رأتها في الشارع بالصدفة، وسألتها عن سبب تغير شكلها فذكّرتها الفتاة بالعقد واعترفت لها بأنها ضيعته واضطرت الى شراء آخر يشبهه لتعيده لها. صُدمت الصديقة بهذا الخبر، وأخبرت الفتاة بأن العقد التي استعارته منها لم يكن عقد الماس بل عقد مزيف. هذه القصة التي كتبها قاي دو موباسانت، قبل اكثر من مائة سنة، لا تزال تلامس الكثير من الجوانب اليوم. لا زلنا إلى اليوم ننظر إلى العشب على الجهة الأخرى من السياج و نظن انه اكثر خضرة! لا زلنا نظن بأننا غير كافيين في انفسنا واننا مهما فعلنا نحتاج اكثر ونرغب بأكثر ولا يكفينا الأكثر! ما زلنا نختبئ وراء الصورة التي نحاول رسمها للآخرين! ما زلنا نخاف من فكرة وظنون الاخرين عنا وكأنها حكم بالسجن مدى الحياة! ما زلنا لا نرضى بما نحن فيه حتى يفاجئنا الأسوأ فنغرق اكثر في عدم الرضا في دائرة مجحفة لأنفسنا! الانسان يصنع في أحيان كثيرة مشكلته وعقده بنفسه ثم يلبسه حول عنقه كعقد مزيف، ليُذكر نفسه بمصابه ونصيبه في هذه الدنيا ولينكد على نفسه. والانسان بنفسه أيضاً من بيده فك هذا العقد المزيف ووضعه في اقرب قمامة. الاختيار بيده. إما ان يعيش الحياة التي اختارها الله له بحب وقناعة، أو أن يعيش الحياة التي اختارها هو لنفسه بحزن ويأس. وقد قال الله تعالى في سورة الإسراء (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلزَمناهُ طائِرَهُ في عُنُقِهِ وَنُخرِجُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ كِتابًا يَلقاهُ مَنشورًا) (13).
417
| 10 ديسمبر 2024
غالباً ما تظن بأنه عندما يسألك أحدهم من قدوتك في الحياة؟ بأن جوابك سيكون-من بعد النبي محمد عليه الصلاة والسلام-اسم عالم او قائد او أديب او طبيب أو مؤثر او شخص مشهور-على الأقل- ممن وضع بصمته في هذه الحياة. ولكني أبصم لك بأن جوابك سيختلف ١٠٠٪ عن ذلك. على الاغلب انك ستختار شخصا تعرفه قد يكون مشهورا او مغمورا، ولكنك لن تختاره لهذا السبب، ستختاره لأنه أثر فيك شخصياً. لأنك عرفته وعرفت حياته وماذا فعل فيها وكيف واجه مخاوفه ومصاعب ومتاعب الدنيا. سواء اعترفنا او لم نعترف. الانسان ليس مصنوعا من الاسفنج ولا من الحديد. هو في حالة وسطية بينية، مصنوع من طين، مهما حاول ان يكون صعب التأثر بمن وما حوله سيتأثر به ونحن نتأثر أكثر بمن حولنا، بمحيطنا.. ببيئتنا.. ولهذا نحمل مشاعرنا الأشد لمن وما حولنا، نحب من نعرفهم أكثر، ونكره من نعرفهم أكثر، ونشتاق لمن نعرفهم أكثر، ونعجب بمن نعرفهم أكثر، ونعتب على من نعرفه اكثر، وهكذا. هم الأشد تأثيراً علينا، هم من نضعهم قدوة لنا، لأنهم من لامسونا، هم من ساعدونا في محنتنا، هم من أيقظونا من غفلتنا، هم من غيروا افكارنا، هم من وضعونا على مسارنا، هم من حددوا رغباتنا، هم من وضحوا افكارنا، هم من أعانونا على تفسير انفسنا، هم من عاونونا على تدوين قصتنا. فكروا بقدوتكم في الحياة؟ من هو هذا الشخص الذي اخترتموه من بين مليارات الناس الأحياء والأموات؟ ولماذا اخترتموه؟ لماذا وكيف اثر فيكم؟ هذه الأسئلة المهمة ستقودكم إلى أجوبة أهم، أجوبة ستعرفون معها أن أثر الانسان يهم اكثر من متعته واهوائه وأفكاره ورغباته الوقتية. ستفهمون ان عليكم ان تقدموا لهذه الحياة أكثر مما قدمتموه لتكونوا امثلة وقدوة حسنة لغيركم وخاصة ممن تعرفونهم. عن ابي هريرة رضي الله عنه ان الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «ذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له». وضح الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الشريف كيف يكون للشخص او يكون قدوة حسنة أو ذا أثر طيب. اعملوا بإحسان لدنياكم. تعاملوا مع غيركم بإحسان وبأخلاق. دعوا لغيركم علما ينتفع به العباد او ربوا أبناء صالحين يخافون الله او اعملوا اعمالاً حسنة تكون صدقة جارية لكم بعد مماتكم، تؤثر بغيركم بشكل إيجابي. كونوا قدوة حسنة دون ان يُطلب منكم او تنتظروا من احد اعترافا او شكرا. كونوا كذلك لأن كل شيء بحساب عند الله ولأنه سيتم نسيانكم عاجلاً غير آجل، فاحرصوا على ان يكون الوقت الذي يتم تذكركم فيه وقتا طيبا.
387
| 03 ديسمبر 2024
الإنسان العادي يعيش في عقله معظم الوقت. تأخذه الظنون والحكايات والسيناريوهات والتخيلات التي يضعها لنفسه ولغيره ثم يتفاجأ على حين غرة بأن ما رسمه لنفسه او لغيره غير صحيح او لن يحدث. وسأعطيك عزيزي القارئ أمثلة على بعض هذه الظنون. تظن بأنك مهم وأنك مختلف عن غيرك وان ما في احد مثلك ولا في احد قدك ثم يصدف ان تذهب لأداء العمرة في مكة، وتدخل المسجد الحرام وترى الناس تلبس مثل لباسك وتدعو بمثل دعائك «يا رب اشفيني وارزقني ووفقني وادخلني الجنة» وترى الناس تبكي مثل بكائك، ثم تعرف بأنك لست مختلفاً عن احد. وتظن بأنك وصلت مرحلة جيدة من الإيمان والصبر في الحياة والقرب من الله وممارسة العبادات ثم يحدث لك حدث يزلزل حياتك.. مرض.. وفاة قريب.. هجرة لبلد آخر.. تغيير عمل او غيرها من الحوادث الكبيرة، فتعود لزيارة ايمانك الذي كنت واثقاً منه؛ لتعرف بعدها أن الايمان ليس مستوى تصل إليه فتربح الدنيا والآخرة. بل هو شعور تعيشه وتحتاج إلى تجديده طوال الوقت دون نسيان او تعب لأنه ما سيسهل عليك الحياة التي تعيشها. وتظن أنك حليم ثم تنفجر في وجه صديقك لسبب تافه. وتظن أنك صبور ثم تمرض وتجزع وتبكي امام الناس والله. وتظن أنك رجل عائلة ثم تغضب على اخيك وترفض محادثته لأيام. وتظن أن لا احد افضل منك في وظيفتك ثم يتم استبدالك بموظف اصغر منك سناً. وتظن أنك اخترت مستقبلك ومستقبل ابنائك وعائلتك ثم تكتشف أن الله اختار لكم مستقبلاً أفضل. وتظن أنك فهمت الحياة ثم تحدث لك امور لا تفهمها. وتظن أنك أُوتيت من الحكمة ثم تكتشف أن هناك من هو أكثر حكمة منك، كما حدث مع النبي موسى عليه السلام عندما ظن أنه أعلم أهل الأرض ليكتشف ان هناك من هو اعلم منه الا وهو العبد الصالح الخضر. وتظن وتظن وتظن أيها الانسان، والظنون كثيرة! معظمها خاطئ وبعضها يصح، ولكن الظن الوحيد الذي لا يخطئ هو الظن بالله، فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً). أحسنوا الظن دائماً بالله، ليعطيكم بقدر ما ظننتم وآمنتم ورغبتم!
372
| 26 نوفمبر 2024
مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
3906
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
2253
| 03 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
2160
| 04 نوفمبر 2025
في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف...
1701
| 05 نوفمبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1317
| 04 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
1002
| 04 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
972
| 05 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
972
| 05 نوفمبر 2025
عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...
954
| 09 نوفمبر 2025
تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...
879
| 03 نوفمبر 2025
ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...
876
| 06 نوفمبر 2025
الناس في كل زمان ومكان يتطلعون إلى عزة...
834
| 07 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية