رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جواهر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

300

جواهر آل ثاني

لا تمانع التعاسة!

04 فبراير 2025 , 02:00ص

كتب ايكهارت تولي في كتابه (الأرض الجديدة) عبارة مهمة: «إذا لم تكن تمانع التعاسة، فأين تذهب التعاسة؟». و تكمن في هذه العبارة دروس عديدة. فإذا لم نكن نمانع الشعور بالحزن.. أين سيذهب الحزن؟ إذا لم نمانع السعادة.. أين ستذهب السعادة؟ إذا لم نمانع الشعور باليأس.. أين سيذهب اليأس؟ إذا لم نمانع الشعور بالخوف.. فأين سيذهب الخوف؟ أين ستختبئ المشاعر إذا لم نمانع الشعور بها؟ ماذا سيحدث لها لو تركناها كما هي؟ ماذا سيحدث للمشاعر لو لم نقاومها ونحاربها؟ ماذا يحدث للمشاعر بعد ان نشعر بها كما هي؟

الحقيقة ان كل المشاعر وأي مشاعر ستذهب وتتلاشى وتختفي ما إن نشعر بها ونعيشها دون مقاومة او حرب.

حل التخلص من المشاعر وخاصة السلبية.. الحزن.. الخوف.. اليأس.. الغيرة.. الحسد.. الحقد.. ليس بمحاربتها او دفنها او مقاومتها، بل بالسماح لأنفسنا بالشعور بها بكل ما فيها.

إذا كنت تشعر بالحزن بعد طلاق زوج او فقدان قريب او خسارة وظيفة او بعد المرور بأزمة صحية، لا تحارب هذه المشاعر.. لا تكبتها.. لا تحاول التكبر عليها.. لا تُهمشها.. لا تعطها أكبر من حجمها ولا اقل من حقها.. اعطها حقها بالكامل.. اشعر بها في تلك اللحظة والمكان، وعش تلك اللحظة بكل ما فيها، وستمر المشاعر، قد لا تمر بسهولة ولكنها ستمر في النهاية.

عندما تشعر بمشاعرك كاملة وتجعلها تمر من خلالك.. تتحرر منها وتتخلص من قبضتها عليك. لا تعود هذه المشاعر تملكك ولا تتحكم فيك ولا تحركك أفكارها يمينا وشمالاً. عندما تشعر بتلك المشاعر ولا تمانع الشعور بها، تكون اقدر على المضي قدماً وعيش حياتك، وهذا ما يتناوله ديفيد هاوكينز في كتابه (السماح بالرحيل). عندما تشعر بمشاعرك ولا تقاومها، تصبح انت سيدها بدل ان تصبح عبداً لهذه المشاعر.

وجزء من شعورك بمشاعرك هو ان ترضى بها.. ان ترضى بما تمر به وبما تشعر به فلا تقاوم شيئاً منه. وعندما ترضى بما انت فيه وما تشعر به، تتجاوزه بشكل اسرع، ولا يعود عائقاً لك. وللتوضيح اكثر، شاهد الفرق بين شخص أصابه عارض صحي فاستسلم للحزن واليأس والسخط على مرضه والقدر الذي وضعه امامه، وشخص مر بأزمة صحية مماثلة، فحزن في بداية الامر ثم تقبل وضعه ورضا به ثم اكمل حياته بما يقدر عليه، واثقاً بأن القدر مثل المشاعر، لا يستمر على وتيرة واحدة، بل في حالة تغيّر دائمة.

اشعروا بكل المشاعر التي تمر من خلالكم. لا تخافوا منها، فهي ما ستساعدكم في المضي قدماً في المستقبل. اشعروا بمشاعركم كي تمر ولا تتعلق بكم وبسعادتكم.

مساحة إعلانية