رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جواهر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

336

جواهر آل ثاني

على الدول العربية أن تحذر!

16 سبتمبر 2025 , 02:46ص

قصفت إسرائيل، الدوحة في التاسع من سبتمبر. وقطر ليست أول ولا آخر دولة تقصفها إسرائيل. قصفت اسرائيل من قبل عددا من الدول، منها في الآونة الاخيرة لبنان وإيران وسوريا واليمن وحتى تونس. لا تتوقعوا أن المسافات البعيدة تمنع اسرائيل عن القصف أو الاغتيالات (التي تعدها إسرائيل أدوات استراتيجية لها).

منذ النكبة في عام ١٩٤٨ واسرائيل تغتال من تطوله يدها شرقا وغربا.. جنوبا وشمالا. اغتالت في عام ١٩٤٨ الكونت السويدي فولك برنادوت (الوسيط الأممي في فلسطين). اغتالت بعد ذلك وحاولت اغتيال العديد من القيادات والعلماء والمفكرين الفلسطينيين والعرب والإيرانيين والأجانب من دول مختلفة في مدن عدة منها بيروت وروما وباريس ولندن وغزة والضفة الغربية. هذا بالطبع إلى جانب الحروب التي شنتها إسرائيل على مر السنين والمجازر التي ارتكبتها بحق الدول والشعوب القريبة والبعيدة منها. اسرائيل لا يوقفها ضمير ولا يردعها شيء. و من بعد كل ذلك ترفع بطاقة الضحية لدى الأمم المتحدة وتتبكبك عند الشعوب.

عندما نتكلم عن قصف إسرائيل لقطر الأسبوع الماضي، يجب أن ننتبه كثيراً. 

قطر استضافت حماس في الدوحة بناء على طلب من الولايات المتحدة الامريكية. قطر كانت وسيط سلام بين عدة دول منذ قيامها. قطر ساعدت على إطلاق العديد من الرهائن وقدمت وساطتها بين دول كثيرة منها أخيراً بين إسرائيل الصهيونية وحماس بمشاركة مصر والولايات المتحدة الامريكية، وبين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية بمشاركة الولايات المتحدة الامريكية ايضاً..

 قطر دخلت هذه المفاوضات الأخيرة سعياً منها لإحلال السلام في المنطقة ولوقف الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة منذ أكتوبر 2023، والإسرائيليون يعرفون بهذا الامر، بل ان قيادات في حكومتهم وحتى عائلات الرهائن التي احتجزتهم حماس في 7 أكتوبر 2023، ناشدت قطر مراراً و تكرارً للتدخل والمساعدة في المفاوضات وإعادة الرهائن الى إسرائيل. بل ان معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية كان يقابل احدى عائلات الرهائن الإسرائيليين في اليوم نفسه التي قصفت إسرائيل قطر. ما الذي يمكن ان نتعلمه من كل ما حدث؟ الدرس واضح لنا في قطر، والبقية للدول العربية. إسرائيل دولة مارقة ليس لها حدود ولا رادع، وتعطي لنفسها حرية فعل ما تشاء في المنطقة. لا دولة بعيدة عنها ولا دولة تخاف من العبث فيها. هم قالوها بأنفسهم عن أنفسهم: «يد إسرائيل طويلة وستطال الكل». وأنا أقول إلى كل الدول العربية وخاصة القريبة من إسرائيل: احذروا إسرائيل ولا تأمنوها أبداً فهي لديها أجندتها الخاصة التي توليها على كل دولة، مهما كانت لديها مصالح كبرى معها.

حان وقت وقوف الدول العربية وقفة واحدة امام إسرائيل وأطماعها وعربدتها وتهورها المستمر في المنطقة. إسرائيل لن تتوقف، ومن السذاجة الاعتقاد بان هناك دولة محمية من إسرائيل حتى وإن اخذت من إسرائيل او دول أخرى تعهدات وضمانات بعدم تعرض إسرائيل لها. من مصلحة إسرائيل فرقة الدول العربية أمامها، ومن مصلحة المنطقة اجتماعهم ضد إسرائيل وأجندتها الصهيونية.

مساحة إعلانية