رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
- تخيلوا أن الأزمة قد انتهت والعدوان توقف وعاد أهل شمال غزة لأنقاض منازلهم ونشطت الطواقم الإنسانية في انتشال من تبقى تحت الردم لدفنه وتكريمه بصلاة وداعية وأدعية تحف مرقده وتطفئ من آلام فقده ورحيله.
- تخيلوا أن تتبارى الدول العربية وبعض الدول الغربية في آلية إعمار القطاع المنكوب وتبدأ عمليات الإعمار للبيوت والممتلكات لستر مئات الآلاف من النازحين الذين عادوا من العراء في الجنوب للعراء في الشمال وسط مباركة شعبية فلسطينية لسرعة البدء في الإعمار وبدء حياة افتقدها أبناء غزة شهورا طويلة.
- تخيلوا أن تخرج إسرائيل بقواتها وذكرها السيئ من القطاع بأكمله وأن يكون التنقل بين القطاع متاحا وحرا لجميع شعبه دون أن ينهمر عليه رصاص العدو الإسرائيلي أو تغدر بهم رصاصة قناص إسرائيلي نهم للدم مثل نهم أهل غزة للعودة آمنين على بيوتهم وإقامة سرادق العزاء لشهدائهم وبناء ما يمكن بناؤه وترقيع ما يمكن تجميله من الدمار التي تسببت به إسرائيل النازية في عدوانها الدامي على أطفال وشعب القطاع المكلوم.
- تخيلوا أن تُفاجأ إسرائيل بالصديق وقد أصبح غريبا وبالحليف وقد بات عدوا وأن تتخلى عنها الولايات المتحدة عرّابتها الودود إلى عدوتها اللدود والتي تصر على إعلان إخلاء مسؤوليتها من التكفل بدفع أثمان إسرائيل الباهظة أو حتى تمويل هذا الكيان المحتل بالسلاح والعدة والعتاد والتراجع عن الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل الأبدية بل والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية كما ينص القرار الدولي الذي وافقت عليه واشنطن آنذاك.
- تخيلوا أن تساند بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وممن ساند تل أبيب في عدوانها الفاشي على رُضع وأطفال ونساء ورجال القطاع الدول الفلسطينية المحررة ويعترفون جميعهم بهذه الدولة ولا يلقون بالا للاستياء والغضب الإسرائيلي الذي ما عاد مهما والعالم كله سعيد بالإعلان عن دولة فلسطين العربية.
- تخيلوا أن يقطع المطبعون مع إسرائيل علاقاتهم معها ويعودون للحاضنة العربية التي ما كان فيها يوما صديقا للكيان المحتل ولا محتضنا له وأن يدعموا غزة وفلسطين عموما بكل ما يمكن أن تتقدم به دولة فلسطين الشقيقة التي سوف تحيا وسط شقيقات عربيات يتبارين فيما بينهن لإبقاء (فلسطين) آمنة ومطمئنة بينهن.
- تخيلوا أن تنمو دولة فلسطين وهي تتمتع بعدتها الحربية وعتادها العسكري وتحظى مخازنها بكل من شأنه أن يكون مدافعا عن حدودها وسيادتها مثلها مثل أي دولة عربية حرة.
- تخيلوا أن تزدهر غزة وتكون منفتحة مع بقية المدن والمحافظات الفلسطينية بعد قطيعة فرضها الاحتلال الإسرائيلي بين سكان كل مدينة وأخرى والعزلة التي كانت بين غزة والضفة والقدس وغيرهم من بنات هذا البلد الجميل المبارك.
- تخيلوا أن تعود الحياة للعائلات المنكوبة أو لمن تبقى منها من أبناء شهد كل فرد منهم كيف ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلية مجازر الإبادة بحق أطفالهم وذويهم حتى تم محو كثير من العوائل من السجل المدني بأكمله وانتُزعت أشجار العائلة لها وعادت الأرحام الفلسطينية تنجب المزيد من الأجيال الفلسطينية التي سوف تنمو على بلد كان محتلا وبات حرا.
- تخيلوا أن تسقط الخيانة والتواطؤ والاستعراض والعمالة من كل المتعاونين العرب مع إسرائيل وتصفو النية تجاه إقامة دولة فلسطينية مستقلة وأن يكونوا خير من يستشيره الفلسطينيون الذين يبدأون ألف باء الدولة المستقلة الحرة.
- تخيلوا أن تتضمن كتب التاريخ الفلسطينية والعربية ما ارتكبته قوات إسرائيل وكيف احتلت وكم بقيت وكيف طُردت وعاد منتسبوها رعاعا كما جاءوا من أزقة أوروبا ثم تتعمق الأجيال الجديدة الفلسطينية بهذا التاريخ ويفخرون بأبطالهم الذين ضحوا بأرواحهم ليعيشوا بهذه العزة التي ولدوا بها وسيموتون عليها بإذن الله.
هل تخيلت كل هذا وأكثر أيها القارئ وأيتها القارئة والابتسامة ترسم ملامحها الجميلة عليكما؟!
جميل جدا! استيقظوا فإنها أضغاث أحلام كتبتها مواطنة عربية وصدقها العرب وسخر منها الغرب!
(تكلمنا فألجمناهم) هذا أقل ما يمكن أن توصف به كلمة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني... اقرأ المزيد
177
| 28 سبتمبر 2025
خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، من على منبر الأمم المتحدة، ليس... اقرأ المزيد
162
| 28 سبتمبر 2025
في 23 سبتمبر 2025، ألقى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، كلمة قوية... اقرأ المزيد
165
| 28 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله مشهدا سياسيا قلب المعادلات، الكلمة التي ألقاها سموه لم تكن خطابًا بروتوكوليًا يضاف إلى أرشيف الأمم المتحدة المكدّس، بل كانت كمن يفتح نافذة في قاعة خانقة. قطر لم تطرح نفسها كقوة تبحث عن مكان على الخريطة؛ بل كصوت يذكّر العالم أن الصِغَر في المساحة لا يعني الصِغَر في التأثير. في لحظة، تحوّل المنبر الأممي من مجرد منصة للوعود المكررة والخطابات المعلبة إلى ساحة مواجهة ناعمة: كلمات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضعتهم في قفص الاتهام دون أن تمنحهم شرف ذكر أسمائهم. يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها.. اللغة العربية تعرف قوة الضمير، خصوصًا الضمير المستتر الذي لا يُذكر لفظًا لكنه يُفهم معنى. في خطاب الأمير الضمير هنا مستتر كالذي يختبئ خلف الأحداث، يحرّكها في الخفاء، لكنه لا يجرؤ على الظهور علنًا. استخدام هذا الأسلوب لم يكن محض صدفة لغوية، بل ذكاء سياسي وبلاغي رفيع ؛ إذ جعل كل مستمع يربط الجملة مباشرة بالفاعل الحقيقي في ذهنه من دون أن يحتاج إلى تسميته. ذكاء سياسي ولغوي في آن واحد».... هذا الاستخدام ليس صدفة لغوية، بل استراتيجية بلاغية. في الخطاب السياسي، التسمية المباشرة قد تفتح باب الردّ والجدل، بينما ضمير الغائب يُربك الخصم أكثر لأنه يجعله يتساءل: هل يقصدني وحدي؟ أم يقصد غيري معي؟ إنّه كالسهم الذي ينطلق في القاعة فيصيب أكثر من صدر. محكمة علنية بلا أسماء: لقد حول الأمير خطابًا قصيرًا إلى محكمة علنية بلا أسماء، لكنها محكمة يعرف الجميع من هم المتهمون فيها. وهنا تتجلى العبارة الأبلغ، أن الضمير المستتر في النص كان أبلغ حضورًا من أي تصريح مباشر. العالم في مرآة قطر: في النهاية، لم يكن ضمير المستتر في خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله - مجرد أداة لغوية؛ بل كان سلاحًا سياسيًا صامتًا، أشد وقعًا من الضجيج. لقد أجبر العالم على أن يرى نفسه في مرآة قطر. وما بين الغياب والحضور، تجلت الحقيقة أن القيمة تُقاس بجرأة الموقف لا باتساع الأرض، وأن الكلمة حين تُصاغ بذكاء قادرة على أن تهز أركان السياسات الدولية كما تعجز عنها جيوش كاملة. فالمخاطَب يكتشف أن المرآة وُضعت أمامه من دون أن يُذكر اسمه. تلك هي براعة السياسة: أن تُدين خصمك من دون أن تمنحه شرف الذكر.
2640
| 25 سبتمبر 2025
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على كتفه صندوقًا ثقيلًا ويعرض بضاعة لا تشبه أي سوق عرفته من قبل. لا يصرخ مثل الباعة العاديين ولا يمد يده نحوك، لكنه يعرف أنك لن تستطيع مقاومته. في طفولتك كان يأتيك خفيفًا، كأنه يوزّع الهدايا مجانًا. يمد يده فتتساقط منها ضحكات بريئة وخطوات صغيرة ودهشة أول مرة ترى المطر. لم تكن تسأله عن السعر، لأنك لم تكن تفهم معنى الثمن. وحين كبُرت، صار أكثر استعجالًا. يقف للحظة عابرة ويفتح صندوقه فتلمع أمامك بضاعة براقة: أحلام متوهجة وصداقات جديدة وطرق كثيرة لا تنتهي. يغمرك بالخيارات حتى تنشغل بجمعها، ولا تنتبه أنه اختفى قبل أن تسأله: كم ستدوم؟ بعد ذلك، يعود إليك بهدوء، كأنه شيخ حكيم يعرف سرّك. يعرض ما لم يخطر لك أن يُباع: خسارات ودروس وحنين. يضع أمامك مرآة صغيرة، تكتشف فيها وجهًا أنهكته الأيام. عندها تدرك أن كل ما أخذته منه في السابق لم يكن بلا مقابل، وأنك دفعت ثمنه من روحك دون أن تدري. والأدهى من ذلك، أنه لا يقبل الاسترجاع. لا تستطيع أن تعيد له طفولتك ولا أن تسترد شغفك الأول. كل ما تملكه منه يصبح ملكك إلى الأبد، حتى الندم. الغريب أنه لا يظلم أحدًا. يقف عند أبواب الجميع ويعرض بضاعته نفسها على كل العابرين. لكننا نحن من نتفاوت: واحد يشتري بتهور وآخر يضيّع اللحظة في التفكير وثالث يتجاهله فيفاجأ أن السوق قد انفض. وفي النهاية، يطوي بضاعته ويمضي كما جاء، بلا وداع وبلا عودة. يتركك تتفقد ما اشتريته منه طوال الطريق، ضحكة عبرت سريعًا وحبًا ترك ندبة وحنينًا يثقل صدرك وحكاية لم تكتمل. تمشي في أثره، تفتش بين الزوايا عن أثر قدميه، لكنك لا تجد سوى تقاويم تتساقط كالأوراق اليابسة، وساعات صامتة تذكرك بأن البائع الذي غادرك لا يعود أبدًا، تمسح العرق عن جبينك وتدرك متأخرًا أنك لم تكن تتعامل مع بائع عادي، بل مع الزمن نفسه وهو يتجول في حياتك ويبيعك أيامك قطعةً قطعة حتى لا يتبقى في صندوقه سوى النهاية.
2424
| 26 سبتمبر 2025
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست مجرد مهارة إضافية، بل ضرورة تمس حياة كل فرد وإذا كان العالم بأسره يتجه نحو تنويع اقتصادي يخفف من الاعتماد على مصدر واحد للدخل، فإن قطر – بما تمتلكه من رؤية استراتيجية – تدرك أن الاستدامة الاقتصادية تبدأ من المدارس القطرية ومن وعي الطلاب القطريين. هنا، يتحول التعليم من أداة محلية إلى بوابة عالمية، ويصبح الوعي المالي وسيلة لإلغاء الحدود الفكرية وبناء أجيال قادرة على محاكاة العالم لا الاكتفاء بالمحلية. التعليم المالي كاستثمار في الاستدامة الاقتصادية القطرية: عندما يتعلم الطالب القطري إدارة أمواله، فهو لا يضمن استقراره الشخصي فقط، بل يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. فالوعي المالي يساهم في تقليل الديون وزيادة الادخار والاستثمار. لذا فإن إدماج هذا التعليم يجعل من الطالب القطري مواطنا عالمي التفكير، مشاركا في الاقتصاد العالمي وقادرا على دعم قطر لتنويع الاقتصاد. كيف يمكن دمج الثقافة المالية في المناهج القطرية؟ لكي لا يبقى الوعي المالي مجرد شعار، يجب أن يكون إدماجه في التعليم واقعًا ملموسًا ومحاكيًا للعالمية ومن المقترحات: للمدارس القطرية: • حصص مبسطة تدرّب الطلاب على إدارة المصروف الشخصي والميزانية الصغيرة. • محاكاة «المتجر الافتراضي القطري» أو «المحفظة الاستثمارية المدرسية». للجامعات القطرية: • مقررات إلزامية في «الإدارة المالية الشخصية» و»مبادئ الاستثمار». • منصات محاكاة للتداول بالأسهم والعملات الافتراضية، تجعل الطالب يعيش تجربة عالمية من داخل قاعة قطرية. • مسابقات ريادة الأعمال التي تدمج بين الفكر الاقتصادي والابتكار، وتبني «وعيًا قطريًا عالميًا» في آن واحد. من التجارب الدولية الملهمة: - تجربة الولايات المتحدة الأمريكية: تطبيق إلزامي للتعليم المالي في بعض الولايات أدى إلى انخفاض الديون الطلابية بنسبة 15%. تجربة سنغافورة: دمجت الوعي المالي منذ الابتدائية عبر مناهج عملية تحاكي الأسواق المصغرة - تجربة المملكة المتحدة: إدراج التربية المالية إلزاميًا في الثانوية منذ 2014، ورفع مستوى إدارة الميزانيات الشخصية للطلاب بنسبة 60%. تجربة استراليا من خلال مبادرة (MONEY SMART) حسنت وعي الطلاب المالي بنسبة 35%. هذه النماذج تبيّن أن قطر قادرة على أن تكون رائدة عربيًا إذا نقلت التجارب العالمية إلى المدارس القطرية وصياغتها بما يناسب الوعي القطري المرتبط بهوية عالمية. ختاما.. المعرفة المالية في المناهج القطرية ليست مجرد خطوة تعليمية، بل خيار استراتيجي يفتح أبواب الاستدامة الاقتصادية ويصنع وعيًا مجتمعيًا يتجاوز حدود الجغرافيا، قطر اليوم تملك فرصة لتقود المنطقة في هذا المجال عبر تعليم مالي حديث، يحاكي التجارب العالمية، ويجعل من الطالب القطري أنموذجًا لمواطن عالمي التفكير، محلي الجذور، عالمي الأفق فالعالمية تبدأ من إلغاء الحدود الفكرية، ومن إدراك أن التعليم ليس فقط للحاضر، بل لصناعة مستقبل اقتصادي مستدام.
2373
| 22 سبتمبر 2025