رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام آل سعد

@Ebtesam777 

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

267

ابتسام آل سعد

ورقة برسيم لا ورقة توت

22 سبتمبر 2025 , 02:40ص

يحاول نتنياهو تبرير عدوانه الغادر على دولة قطر التي أثبتت للعالم من خلال مكانها الرسمي في مجلس الأمن إدانتها الكبيرة للعدو الإسرائيلي واستطاعت أن تثبت للجميع أن إسرائيل لا تريد سلاما ولا وقفا للعدوان الآثم على شعب وأطفال غزة من خلال استهداف المفاوضين الفلسطينيين والذين يمثلون الطرف الآخر من العصا التي تتأرجح بينهما بل واستهداف الدولة الوسيط التي نجحت في تحرير ما يزيد على مائة رهينة إسرائيلية في الصفقتين اللتين نُفذتا سابقا وتحاول جاهدة حتى الآن إنجاح صفقة كبرى مماثلة تهدف إلى تحرير باقي الأسرى الذين في قبضة حماس ووقف دائم لإطلاق النار في القطاع.

 إن تل أبيب بفعلتها الشائنة الأخيرة أثبتت للعالم تعطشها المريض للدم والقتل وإن قطر قد طرحت أسئلة على لسان سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لم تنتظر الدوحة إجابات لها بقدر ما أثبتت للعالم أنها تعرضت لعدوان غير مبرر من إسرائيل التي سرعان ما أرادت التراجع عنه وعودتها إلى كرسي المفاوضات وهذا ما فشلت به الآن

وتحاول اليوم تشويه الدوحة بأنها تفرض حصارا إعلاميا عليها مما يدل على الغباء لهذا الكيان متمثلا الجزء الأكبر منه في رئيس وزرائها نتنياهو الذي يريد ضرب إسرائيل أمام العالم وتبرير ضربته الجبانة التي لم يعطه العالم عذره فيها بعد أن استنفر الإعلام القطري وحوله إعلام المنطقة وقياداتها في إدانة الهجوم الإسرائيلي مما أظهر قطر في موقف المعتدى عليه بينما وقفت إسرائيل في خانة المعتدي غير المتسلح بأي عذر يمكن أن يبرر له فعلته الشائنة هذه ولذا من الطبيعي أن تشعر تل أبيب بهذا الضغط الإعلامي العالمي لأول مرة رغم أنها لم تعترف بقوته عليها طوال عامين من العدوان على أطفال وشعب غزة الذين يموتون جوعا وعطشا بجانب حملات القتل والاغتيالات التي تستهدفهم من قلب القطاع وترمي بالسباب على قطر الدولة التي تعرضت لاعتداء غير مبرر ويظهر السياسة الدموية التي تقوم عليها حكومة إسرائيل التي يشتكي رئيس وزرائها اليوم من ضغط إعلامي على كيانه لا يمكن من خلاله أن يستجيب الجانب الإسرائيلي لمفاوضات جادة من شأنها وقف الحرب في القطاع وكأنه يحاول رمي الثقل على الدوحة في أنها سبب في وقف هذه المفاوضات في محاولة يمكن أن توصف بالغبية فعلا وأنا أكرر هذا الوصف الذي يمكن أن يكون الأبرز في وصف ما اتهم فيه نتنياهو قطر التي لا يمكن أن تتبرأ من هذه الحملة بعد الهجوم الدموي الغادر الإسرائيلي على أرضها واستهداف مواطنيها ومقيميها في وضح النهار.

ولذا فإن الاتهام الإسرائيلي لقطر يبدو حقيقة أكبر من كونه تهمة يمكن أن تُلقى على عاتق القطريين الذين لم يخفوا تهجمهم واستهجانهم الصريح والرسمي والشعبي من الهجوم الإسرائيلي على أرضهم على أي منصة يأخذون فيها جانب المتحدث بالأدلة والحقائق والبراهين بعد تلك الهجمة وعليه فإن نتنياهو الفاشل مستمر فيما يراه لصالحه بينما في الحقيقة هو يغطي فشله أمام شعبه بورقة برسيم بالية لا بورقة توت تبدو في هذا الموضع تزين الجانب الإسرائيلي الإرهابي الذي يحاول رمي الأسباب على عاتق غيره ممن لا يعنيه في ذلك سوى حق المواطن الفلسطيني ووقف الإبادة الجماعية في غزة أولا وأخيرا.

مساحة إعلانية