رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جاسم إبراهيم فخرو

مساحة إعلانية

مقالات

579

جاسم إبراهيم فخرو

مستقبل الوطن يبدأ من أحلام شبابه

02 أكتوبر 2025 , 05:05ص

الشباب هم عماد المستقبل وبناة الأوطان، والاستثمار فيهم ليس خيارًا ثانويًا، بل ضرورة وجودية لدولة مثل قطر، خاصة انها تُعد من أقل دول العالم عددًا من حيث السكان، رغم ما حققته قيادتها الرشيدة من حضور عالمي لافت في السياسة والاقتصاد والرياضة والتعليم. وقلة عدد السكان تعني أن فئة الشباب محدودة أيضًا، وهو ما يجعل كل فرد منهم ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها وتنميتها كما يجب وينبغي.

إن كل شاب وفتاة في قطر ينبغي أن يجدوا الدعم الكافي لتحقيق طموحاتهم ورغباتهم في تخصصاتهم ودراساتهم وأعمالهم. فقلة العدد تفرض أن يكون كل عقل منتج في موقعه الصحيح، يسد فجوة في احتياجات الدولة العلمية والاقتصادية. وهنا تبرز مسؤولية مؤسسات التعليم والجامعات ومراكز التدريب، فهي البوابة التي تؤهل الشباب وتفتح أمامهم آفاق المستقبل، وكذلك مؤسسات العمل العامة والخاصة التي يجب أن تحتضن هذه الطاقات وتمنحها الفرص دون مماطلة أو تعطيل في مجال تخصصاتهم، بما يحقق التوازن بين احتياجات الدولة وطموحات الأفراد.

إن احترام اختيارات أبنائنا وبناتنا في التعليم والعمل واجب وطني. ففرض التخصصات أو المهن عليهم يقتل روح المبادرة ويزرع الإحباط، بل يدفع بعضهم إلى البحث عن “واسطة” بدل البحث عن إنجاز. وما نشهده اليوم من تخرج شباب في تخصصات قوية ثم وقوفهم على أبواب الوظائف بلا جدوى، يكشف عن خلل إداري لا يليق بدولة طموحة كقطر، ويستنزف طاقات وطنية نحن في أمسّ الحاجة إليها.

الواجب أن نتعامل مع الطالب والطالبة، مع الشاب والشابة القطريين، بكثير من الاحترام، بل وبنوع من القدسية لقراراتهم. علينا أن نتيح لهم ممارسة تخصصاتهم التي يرغبون بها، أو نقنعهم – بالحوار لا بالفرض – بالمسارات التي تحتاجها الدولة. أما أن نضع العراقيل في طريقهم ونحبط مستقبلهم، فهذا ما لا يقبله منطق ولا عقل ولا دين.

إن بناء مستقبل الوطن يبدأ بتمكين شبابه اليوم. فإذا أردنا لاسم قطر أن يظل عالميًا ورافعًا للراية في كل ميدان، فعلينا أن نحمي أحلامهم ونفتح أمامهم الأبواب لا أن نغلقها، فـطموحاتهم ورغباتهم هي طموح الوطن ذاته، ونجاحهم هو الضمانة الحقيقية لاستمرار نهضتنا، فهل من ينتصر لهم؟!

مساحة إعلانية