رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
منذ فترة قرأت مقالاً لبيليتا كلارك في الفاينانشال تايمز بعنوان «هل يمكن أن يمر يوم دون أن نتحدث عن الذكاء الاصطناعي؟» وقد جعلني أفكر بأننا فعلاً لم نتوقف عن الحديث عن الذكاء الاصطناعي منذ فترة طويلة، فلا يمضي يوم دون تصريح أحدهم بشكل إيجابي أو سلبي عن الذكاء الاصطناعي أو حدوث طفرة تخص الذكاء الاصطناعي أو تصدّر خبر عن الذكاء الاصطناعي الأخبار. ولا عجب في ذلك، فما نشهده اليوم مع الذكاء الاصطناعي أكبر حتى مما شهدناه مع طفرة الإنترنت في التسعينيات. الجميع يريد ركوب الموجة والكل يريد أكل أكبر قطعة من الكعكة! بل وقد نشهد حروباً بين عمالقة التكنولوجيا في المستقبل القريب بسبب الذكاء الاصطناعي، فقد أعلن ايلون ماسك عزمه على اللجوء إلى القضاء بسبب تحيز أبل لتشات جي بي تي وتصديرها له في متجر التطبيقات الذكي app store. بالنسبة لايلون ماسك أغنى رجل في العالم وسام التمان رئيس شركة open AI الشركة المطورة لتشات جي بي تي وتيم كوك رئيس شركة ابل (أكبر شركة في العالم) هم ضامنون لوظائفهم أمام الذكاء الاصطناعي.. ولكن ماذا عن بقية العالم؟ يهدد الذكاء الاصطناعي اليوم الكثير من الوظائف، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون المساعد الشخصي والعامل في أي شركة. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون محاسبا أو موظف تسويق أو محاميا أو حتى طبيبا يحلل الأعراض ويُشخص الأمراض! بل إن الذكاء الاصطناعي وصل إلى أن بدأ يسرق الوظائف من خريجي علوم الحاسب!. حتى الآن معظم الوظائف في خطر أمام الذكاء الاصطناعي، إلا أنه توجد بعض الاستثناءات، حيث يقول جون برن-مردوخ من فاينانشال تايمز إن الذكاء الاصطناعي لا يزال يواجه صعوبة في التعامل مع تعدد المهام، وبذلك فهو يشكل خطراً أكبر للوظائف التي تعتمد على وحدة المهام مثل البرمجة، ويشكل خطراً أقل بالنسبة للأعمال التي تقوم على تعدد المهام مثل الإدارة والسكرتارية. ومن الأعمال التي لا تواجه خطراً محدقاً أمام الذكاء الاصطناعي-حتى الآن- في رأيي هي الفنون. نعم يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكتب مقالة ويصنع فيلما وأغنية وصورة، ولكن ما جودة هذه الإنتاجات مقارنة بما يصنع الإنسان؟ هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكتب مقالة «تقض مضجع القارئ» كما يقول الكاتب تاناهاسي كوتس وتهز كيانه؟ هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكتب قصة استثنائية تبكينا وتدوخنا حبكتها المعقدة وغير المتوقعة؟ هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكتب ما هو غير متوقع؟ أم أنه محدود بما تم تدريسه له و»بالمتوقع»؟ إذا كان الإنسان معروفا بأمر ما فهو النهوض مهما كان وإنتاج غير المتوقع. والذكاء الاصطناعي كان في يوم ما ثمرة غير المتوقع من الإنسان.. ولن يتوقف الإنسان عن فعل أو إنتاج غير المتوقع في أي مجال كان سواء أكان ذلك في الفنون أو غيرها من بقية المهن والوظائف والأعمال. ولن يستطيع الذكاء الاصطناعي أبداً أن يتفوق على الإنسان في ابتكار غير المتوقع.
273
| 19 أغسطس 2025
نعيش اليوم عصرا سهلا من نواحٍ كثيرة، وصعبا من نواحٍ أكثر. العلم والتكنولوجيا سهلت الكثير من الأمور علينا، وصعبت الأكثر بكثير. ما قبل زمن التكنولوجيا تعب الانسان جسدياً وارتاح نوعاً ما نفسياً. أما اليوم فأجسادنا مرتاحة «بزيادة» ونفسياتنا تعبة. الموازين تغيرت بين الامس واليوم. فاليوم الناس لا تتجه نحو الأفضل او الأكثر عملية او الارخص او الأكثر كفاءة.. اليوم الناس تتجه نحو الأكثر شهرة وانتشاراً وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. إذا كان الشيء او الامر محبباً على التك توك او الانستجرام والسناب شات او غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي فهو اذن مطلوب! والامر لا يتوقف هنا، بل يمتد إلى نواح أكثر في الحياة حيث أصبحت الشهرة تتفوق على عوامل أكثر أهمية مثل الكفاءة. فقد قالت الممثلة صوفي ترنر بأنها حصلت على دور في فيلم لأنها تملك متابعين أكثر من ممثلة أخرى كانت أفضل منها بمراحل في اختبار الأداء. ويمتد الامر إلى حياتنا الطبيعية من نواح أخرى، فاصبحت الجمعات والعزائم تضم الناس الأشهر لا الأقرب. أصبحت اختياراتنا الترفيهية انستجرامية اكثر من انها حقيقية. قد يتساءل احدهم وما المشكلة؟ ما هي المشكلة عندما يكون الخيار الأشهر هو الخيار المفضل بين الناس؟ المشكلة هي أن الخيار الأفضل او الأكثر كفاءة او الأكثر عملية سيُترك. المشكلة ان الخيار الأشهر سيُمجد وإن كان سيئاً.. والأفضل سيُطمر مع بقية الخيارات الجيدة فقط لانه غير معروف. المشكلة بأن الذهاب وراء الأشهر بدل البحث في الخيارات الأخرى، لا يُعمل عقولنا ولا يحفزها. المشكلة بان الايمان بالاشهر بدل الجيد، سيجعلنا مع الوقت لا نفرق بين الجيد والسيئ، فقط بين الأشهر والاقل شهرة. الخبر الجيد بان الأشهر لا يستمر دائماً، ولكن حظوظ الجيد دائماً افضل من ناحية الاستمرارية، ولهذا نرى الممثلين المخضرمين الرائعين دائماً ما يعثرون على دور جديد، بعكس الممثلين الذين اشتهروا لشكلهم او لكونهم ابن او ابنة فلان، هؤلاء ينطفون بالسرعة التي اشتعلوا بها. حاولوا ان تكون الأفضل لا الأشهر، لان الأفضل قد يقود إلى الشهرة، ولكن الشهرة لا تقود دائماً لكونك الأفضل في مجال ما. كما ان الشهرة لا يمكنها ان تبقى مشتعلة من تلقاء نفسها، بل تحتاج إلى وقود ما ليشعلها، ولهذا نرى الأشخاص الذين يشتهرون بلا سبب او لسبب سخيف، عادة ما يبحثون عن امر هم ضليعون به ليقدموه إلى الناس حتى يُبقوا على اهتمام الناس والشهرة. اهتموا بالشهرة إن وُجدت، و لكن لا تهتموا بها اكثر من اللازم، فهي جزء من القشور، أما المضمون فهو أنتم وأعمالكم.
300
| 12 أغسطس 2025
من الصعب الكتابة عن أي شيء غير غزة حالياً. هم يعيشون الحياة التي يصعب علينا حتى مشاهدتها في الصور ومقاطع الفيديو. الغذاء لا يصل إليهم. ووصل الحال في الناس التي تعيش في حوض البحر الأبيض المتوسط انها ترمي الطعام في البحر على أمل ان تصل إلى أهل غزة. لا يفتح الصهاينة المعابر البرية. يُفضلون أن تسقط المساعدات الغذائية جواً على أهل غزة، فقد تسقط على أحد منهم، أو تغرق في البحر و يغرق معها بعض من يحاول الوصول إليها. و كذلك، ليتذرعوا بأن ايصال المساعدات مكلف ولتذهب الاموال في طريقة المساعدة وليس في المساعدة نفسها! حجم الدمار الذي نراه في غزة اليوم لا يمكن ان يكون انسانياً. لم يتبق شيء. لا مساجد لا كنائس لا مستشفيات لا مدارس لا محلات لا عمارات لا بيوت. أين يذهب الغزاوي اليوم؟ و هل يهم فعلاً مادامت أصبح كل شيء بالنسبة له كماليات و كل ما يهم هو أن يلقى قوت يومه؟ أذكركم ألا تنسوا ما يحدث في غزة. حتى الصحفيين اليوم، جائعين في غزة، ويعيشون كل يوم بيومه، وكأن إسرائيل الصهيونية تريد ان تجبرهم على الرحيل عن غزة، و تترك غزة بعيدة عن أعين العالم لتفعل بها ما تشاء. العالم بدأ بفتح عينيه قليلاً فقليلاً على جرائم إسرائيل الصهيونية. متأخرا لكن أخيرا. دول أوروبية كثيرة أدانت إسرائيل على ما تفعله في غزة. ودول أخرى صرحت برغبتها في الاعتراف بدولة فلسطين، وهذه ليست أمورا هينة والدليل نوبات غضب إسرائيل الطفولية داخل الأمم المتحدة وخارجها. كل حرف يُكتب أو يقال عن غزة مهم وله وقعه ويجب علينا ألا نستهين بتذكر وذكر غزة في كل مكان وفي كل محفل ومنصة. ما يحدث اليوم هو تدمير لشعب وارض من قبل دولة صهيونية محتلة استسهلت كل ما تفعله بسبب ردة فعل العالم الضعيفة على أفعالها. و ستستمر في ذلك ما لم تشعر بأن هنالك ما يردعها ويمثل خطرا على مصالحها. إسرائيل اليوم هي الفرعون الذي تفرعن لأنها لا ترى في الأفق بحرا يغرقها ولا تشعر حتى الآن بالتهديد من ردات الفعل الصادرة من الناس والدول. هنا تأتي أهمية الوعي بما يحدث في غزة وأهمية ردات فعل الناس في الابقاء على ذكر غزة حيا على ألسنة الناس وفي عقولهم. الحديث الدائم عن غزة وعن الفلسطينيين بل و حتى كلمة (فلسطين حرة) تثير حفيظة إسرائيل المحتلة. فما بالكم بذكر غزة والفلسطينيين دائما في كل الأحاديث والمحافل؟ هذا يجننهم ويؤلمهم و يفضح عقلياتهم الضحلة. أحيوا ذكر غزة. لا تنسوهم ولا تنسوا إنسانيتكم.
297
| 05 أغسطس 2025
نكتب عن الرحيل في أيام مُثقلة بالرحيل. رحيل الأمان.. رحيل الشبع.. رحيل القوة.. رحيل الأمل.. رحيل الشغف.. رحيل الحلم.. رحيل الأرواح. الفلسطينيون يتساقطون في غزة يميناً وشمالاً مرة من القنابل ومرة من النيران ومرة من الجوع. السبب يختلف والموت واحد. الأسباب تتعدد والمؤت مؤكد. الأجساد تذبل أو تختفي مرة واحدة. اللحم يلتصق بالعظام. بدأنا نحفظ جغرافية الجسد بسبب ما تفعله إسرائيل الصهيونية بأهل غزة. الانسان الطبيعي حول العالم يصحو من يومه، ليذهب إلى العمل.. ليبحث عن سعادته، والانسان في غزة، يصحو من النوم ليبدأ دورة أخرى من الجحيم.. من البحث عن أكل يسد فيه جوعه وجوع عائلته بما يكفيه ليوم الغد! رحل في الأيام الماضية الفنان زياد الرحباني ابن الفنانة الكبيرة فيروز والفنان عاصي الرحباني، وكأنه رغب في أن يرحل مع من تلامسهم رسالته اليوم وهو الذي غنى: «أنا مش كافر.. بس الجوع كافر.. أنا مش كافر بس المرض كافر. أنا مش كافر بس الفقر كافر والذلّ كافر.. أنا مش كافر.. لكن شو بعملّك إذا اجتمعوا فيّي كل الإشيا الكافرين». للأسف الكثير منا بلا حيلة وعاجز عن المساعدة إلا عن الدعاء و محاولة إيصال المساعدات والتبرعات. ولكن كل ما أتمنى من الجميع فعله، هو ألا ينسوا. ألا ترحل الذاكرة! ألا يلتفتوا عما يحصل في غزة لأن ما يحدث الآن في غزة عار على الإنسانية. هو أمر غير مقبول وغير مغتفر، وسيتذكره التاريخ طويلاً بعد ذلك. نحن أمام تجويع شعب كنوع من العقاب والتدمير. نحن أمام جريمة حرب واضحة لا تحتاج إلى تفسير او تحليل او تبرير او تأكيد. نحن امام واقع مُخز لجميع من يشاهده من بعيد ويصمت او يدير وجهه عنه. نحن امام موت وقتته وهندسته وتهندسه إسرائيل الصهيونية. نحن امام شعب يموت كل يوم بشكل مخطط له من قبل إسرائيل الصهيونية، وعلينا الا نصمت عن ذلك والا ننسى او نتناسى ذلك، وإن دبت فينا الالام بسبب ذلك، فنحن لدينا من يعزينا أما أهالي غزة فمن يعزيهم؟ وكيف نعزي اهل غزة وهم من يحق لهم ان يرفضوا كل تعازينا فيهم بسبب الأوضاع التي تُجبرهم إسرائيل على العيش فيها؟! كان الله في عون اهل غزة ورحم الله شهداءهم والفنان زياد الرحباني الذي وكأنه يصف بأغنيته الأوضاع اليوم عندما غنى يوماً ما: «أنا مش كافر بس البلد كافر..أنا مقبور ببيتي ومش قادر هاجر.. وعم تاكل لي اللقمة بتمّي وأكلك قدّامك يا عمّي.. وإذا بكفر بتقل لي كافر.. معمّم عالدول الغربية ومبلّغ كل المخافر».
366
| 29 يوليو 2025
الساكن في قرية صغيرة يريد العيش في مدينة كبيرة متعددة الجنسيات. المقيم في مدينة كبيرة يحلم بالتقاعد في قرية صغيرة بعيداً عن ضوضاء المدينة و الناس. من يملك وظيفة مهمة ومُتطلبة، يتمنى وظيفة هادئة مريحة، ومن يملك وظيفة صغيرة، يسعى للحصول على وظيفة أكبر وأهم تشغل كل وقته. من يسافر دائماً، يتمنى الاستقرار، ومن لم يخرج من بلدته أبداً، يتمنى الخروج منها لأي مكان. هذا هو حال الانسان في أغلب الأحيان، إما أنه غير قانع بما يملك أو أنه يفرح فيما آتاه الله و من ثم يعتاد النعم ويضجر منها. وبين هذا وذاك تفلت السعادة من يد الانسان. حل الانسان في السعادة هو في القناعة وقبول الحال كما هو. قبول اللحظة التي يمر بها أياً كانت ومهما وأينما كانت. إذا كنت تستطيع تغيير واقعك غيّره، و إن لم تقدر، فتقبله كما هو ولا تحمل على كتفيك أكثر من قدرتك. مشكلة الانسان الأساسية هي عدم قبول ما هو فيه، ولذلك الانسان التعس يشعر بأن الأيام تُعيد نفسها.. أيامه التعيسة تُعاد ولا تتغير لأنه لم يتقبل الحال الذي يعيشه أو يحاول تغييره، إن كان يستطيع تغييره. أما الانسان السعيد القابل لكل ما يمر فيه و يعيشه، يشعر بأن كل يوم يعيشه هو نعمة، يتقبلها ويشكر الله عليها لأنه ما فرضه الله عليه في هذه اللحظة، وبذلك لا يشعر بأن التاريخ يعيد نفسه معه، لأن كل يوم يعيشه، يوم مُميز قُدر له وعليه، و هو يتقبل ذلك و يتوكل على الله المدبر للأمور. العشب ليس أكثر اخضراراً دائماً في الضفة الأخرى. في بعض الأحيان، لا نلاحظ اخضرار حديقتنا لتركيزنا الشديد على الضفف الأخرى من حولنا واهمالنا لما هو أمامنا و ملكنا. قبول الحال يجلب الرضا والسعادة مع الوقت ويُولّد لدى الانسان مشاعر إيجابية نحو حياته والدنيا التي يسكنها. أما السخط على الأحوال و ظروف الحياة-التي تمر بالجميع-يُولّد لدى الانسان مشاعر سلبية يصعب الفكاك منها مع الوقت، بل ويُبعد الناس من حول هذا الانسان الساخط على الحياة و أحوالها. حاولوا ملاحظة الناس من حولكم عند خروجكم، الانسان الراضي والقانع والمستمتع بحياته وإن كان يملك شيئاً بسيط، يمكنه تمييزه من بين الناس، بل و يبعث في قلب المراقب له مشاعر جميلة تتردد في الأجواء من حوله. أما الانسان الساخط الغاضب المتذمر، فيبرز أيضاً مما يجعل الناس تبتعد عنه بشكل لا إرادي. تقبلوا ما أنتم فيه وعليه، إن لم تستطيعوا التغيير للأفضل. ربوا في أنفسكم مشاعر القبول الإيجابية وانقلوها إلى غيركم لحياة أحلى و أسعد. لا تكونوا ساخطين نزقين تبتعدون عن الحياة، لتبتعد الحياة والناس بدورهم عنكم.
318
| 22 يوليو 2025
تخيّل أنك تخرج إلى الشارع وترى الأنوار موشوشة والشوارع غير واضحة. تخيّل أن تأكل الكبسة أو البيتزا- حسب تفضيلك- وتشعر بأن الطعام بلا طعم وكأنه ماء. تخيّل أن تسافر وفي كل مرة لا تستمتع بوقتك وترجع لتقول بإنك تحتاج إجازة بعد الاجازة. تخّيل أن ما قلته هو واقع وليس خيالاً للكثير من الناس. الكثير من الناس يقضون يومهم دون أن يشعروا بحرارة الشمس أو برودة الطقس على جلودهم. الكثير يأكلون ويشربون دون أن يستطعموا ما يأكلونه أو يشربونه. الكثير يخرجون إلى النزهة أو لحضور فيلم في السينما ليرجعوا إلى بيوتهم ضجرين وكأنهم لم يخرجوا قبل قليل. ما السبب؟ قد يعود ذلك إلى الكثير من الأسباب ولكن من أبرز الأسباب الذي سأعرج عليه هنا، هو الافتقار إلى الامتنان وتقدير النعم. الكثير لا يشعر بقيمة ما يملكه وما يعيشه وهذا يجعلهم لا يشعرون بحلاوة الحياة. والدليل عندما نرى انسانا فاقدا لعينه او ساقه أو يده، ويعيش حياته بسعادة، وانسانا يملك عائلته وماله وصحته ولا يزال تعسا. شكر الله والشعور بالامتنان والتقدير اليومي يزيد من سعادة الانسان ويُحسّن من جودة الحياة. الشعور بالامتنان يعزز الطاقة الإيجابية لدى الانسان ويساعده في المضي في الأوقات الصعبة. كيف يمكن للإنسان أن يزيد شعوره بالامتنان في الحياة ليشعر بطعم الحياة من جديد؟ يمكن الشعور بالامتنان عبر كتابة قائمة امتنان يومية مكونة من خمس نقاط على الأقل بأشياء يمتن لها الانسان في حياته وأن يحاول ألا يعيد هذه القائمة في اليوم التالي بل وأن يجد أمورا جديدة يمتن لها، كأن يكتب مثلاً، أنا أمتن أني أستطيع كل يوم أن أذهب وأمشي إلى عملي بدون صعوبات. كما يستطيع الانسان أن يُدخل في محادثاته مع الناس أمورا يمتن لها عندما تأخذ الاحاديث منحى سلبيا، كأن يقول إن تذمر هو أوغيره عن عائلته: الحمد لله أن لدي عائلة تحيط بي ! يجب أن يكون الشكر والشعور بالامتنان أسلوب حياة، ولذلك يحتل الحمد مكاناً كبيراً في ديانتنا الإسلامية. عندما نحمد الله ونشكره على ما نملكه وإن كان قليلا نرتاح ونشعر بطعمه وحلاوته، لأننا نفهم بأننا قد نفقده في أي وقت فقد قال الله تعالى: «وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ» (آل عمران: 140) وقال في موضع آخر: «قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (26). ولذلك نقدّر كل ما نملكه ونتمسك به ونثق بالله ونتوكل عليه، ونعرف بأن حتى أسوأ أيامنا هي خيّرة وعظيمة لأنها من الله.
210
| 15 يوليو 2025
القرآن الكريم. ذو طاقة خلابة.. جذابة.. سحرية، أياً كان الوصف الذي سنطلقه عليه.. جميعنا نتفق أن له حضورا آخاذا. كيف لا، وهو في لوح محفوظ إلى يوم القيامة؟ كيف لا وقد أُمرنا أن نستمع له وننصت إذا قُرِئ لعلنا نُرحم. هذا القرآن الذي به هداية ورحمة للناس. هو ما جعل قلب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يرّق عندما كان ذاهباً مغاضباً إلى بيت أخته بعدما سمع عن اسلامها هي وزوجها. وكان ينوي شراً في أخته وزوجها وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في نظره كان قد سبب شقاقاً وانقساماً في قريش. فما أن اقترب عمر بن الخطاب من باب بيت أخته، حتى سمع خباب بن الأرت يُعلم فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد القرآن ويقرأ عليهما سورة (طه). تعجب عمر مما سمع، وسألهم بصدمة واعجاب ماذا تقرأون! ومن ثم تحققت دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام الذي دعا بأن يعز الإسلام بأحد العمرين، وكان يقصد عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام (أبو جهل). هذا القرآن العظيم الذي نقرأه بتدبر وخشوع، ندخل معه في حالة فوقانية سماوية أثيرية نرتفع معها إلى السماء وخارج أجسادنا، كيف لا وهو راحة لنا. ألم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام: «أرحنا بها يا بلال!». وكان يقصد الصلاة التي نقرأ بها القرآن والأدعية ونرتاح بها وعليها. تقول الدراسات إن (Humming) الهمهمة أو الدندنة أو التنغيم، تخفض التوتر وتهدئ الجهاز العصبي للإنسان وتخفض ضربات القلب. هذا ما يفعله القرآن الكريم دون قراءة مسموعة، فكيف يكون الأثر وقت قراءة القرآن بصوت مسموع وحسن ومنغّم بالتجويد اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام؟ هذا ما تقوله الدراسات اليوم، وسبقهم إليها الإسلام قبل أكثر من ١٤٠٠ عام! فوائد قراءة وسماع وتدبر القرآن الكريم لا تُعد ولا تُحصى. هو منهج حياة. في كل مرة نقرأه نعي شيئاً جديدا فاتنا. في كل مرة نسمع قصة أو حكمة عن القرآن أو من وحي السيرة النبوية، نرجع للقرآن لنربط النقاط ببعضها البعض. هكذا هو الحال في الإسلام، كل شيء مترابط وكل شيء له معنى ينتظر وصله وفهمه من قبل المؤمن الحكيم. نسأل الله أن يؤتينا الحكمة التي قال الله عنها في سورة البقرة (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) (٢٦٩).
258
| 08 يوليو 2025
أطلق الفنان السعودي راشد الماجد مؤخراً أغنية جديدة بعنوان «أنا استسلمت» فيها تم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة الفيديو كليب، كما زعم بعض المنتقدين أنه تم استخدام الذكاء الاصطناعي في توزيع وأداء الأغنية، أيضاً. من يشاهد الفيديو كليب سيلاحظ بأن هناك شيئا مختلفا عن بقية أغاني الفنان.. الاغنية باختصار ليست كباقي أغانيه لا من ناحية الروح ولا المستوى. وفي الناحية الأخرى من الكرة الأرضية، يواجه الكاتب الأمريكي جايمس فري انتقادات حول استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة روايته الجديدة (Next to heaven). وعلى الرغم من إصرار الكاتب على عدم استخدام الذكاء الاصطناعي في روايته، إلا أن الكثير لم يصدقوه لأنه أولاً، اعترف بالسابق باستخدامه الذكاء الاصطناعي لمحاكاة أسلوبه في الكتابة وثانياً، هو معروف بفضيحة كتابة كتاب على أنه سيرة ذاتية (A million little pieces) اتضح بعد ذلك أنه كذب في الكثير من الوقائع التي لم تحدث له. هل كل ما سبق يدل على بداية عصر جديد من كسل المبدعين مع استهلال عصر الذكاء الاصطناعي؟ هل هذا بداية عصر الغباء البشري المصاحب لعصر الذكاء الاصطناعي؟ عملت MIT الشهيرة تجربة على ثلاث مجموعات من الأشخاص. تم توجيه المجموعة الأولى بكتابة مقال بدون استخدام أي مساعدة، والمجموعة الثانية تم توجيهها بكتابة مقال بمساعدة موقع بحثي أما المجموعة الثالثة فتم توجيهها بكتابة مقال بمساعدة الذكاء الاصطناعي. وجدت الدراسة أن المجموعة الأخيرة كان نشاط الدماغ فيها هو الأقل من بين باقي المجموعات. وفي مرحلة تالية من الدراسة تم الطلب من جميع المجموعات كتابة مقال بدون أي مساعدة، فكتبت المجموعة الأولى والثانية المقالات، أما المجموعة الثالثة التي كانت قد استخدمت الذكاء الاصطناعي سابقاً، فعانت في كتابة المقالات بدون أي مساعدة. هذه الدراسات الجديدة المصاحبة لهذا الواقع الجديد الذي نواجهه اليوم، تجعلني أتساءل لو كنا سنصل إلى زمن كل الأخبار التي نشاهدها والمقالات والكتب التي نقرأها والأغاني التي نسمعها ستُصنع بواسطة الذكاء الاصطناعي. وقد نصل فعلاً إلى مرحلة مشابهة ولكنها ستكون مرحلة تعيسة، لأن الذكاء الاصطناعي-حتى الآن-ذو صوت واحد بلا روح، بعكس الملايين من الكُتاب والمبدعين والعلماء والفنانين ذوي الأصوات المختلفة والفريدة والمميزة حول العالم. فحتى مثلاً لو حاولنا تقليد صوت أم كلثوم بالذكاء الاصطناعي، سيبقى مثل الهولوغرام، صوت غير حقيقي هلامي قد يتقطع في أي وقت وأي موضع، بخلاف الصوت الأصلي لأم كلثوم. مشكلتنا الحقيقية ليست في استخدام الذكاء الاصطناعي بل في كسل الجنس البشري الذي قد يجعله يُفضل استخدام صوت جامد على استخدام صوته الحي الحقيقي المميز، لأن الامر الوحيد الذي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي التفوق فيه على البشر، هو امتلاك روح وصوت مميز لا يمكن للذكاء الاصطناعي أبداً الوصول إليه.
621
| 24 يونيو 2025
أعظم شيء يمكن للإنسان أن يفعله في الحياة هو أن يلهم غيره. أعظم مهنة هي المهنة التي تُلهم الغير وتحفزهم وتدفع بهم إلى الأمام لينفعوا العالم ويساعدوا غيرهم. هناك مقولة رائعة تقول: «العمل الذي تمارسه ليس هدفك في الحياة.. هدفك في الحياة هو ما يحدث للآخرين عندما تقوم بالعمل الذي تمارسه!». Your purpose is not what you do. It’s what happens to other people when you do what you do. ولهذا نجد الاحترام الكبير للمعلمين والآباء والأمهات.. لأنهم أكثر من يزرع الالهام في الانسان. هم أكثر من يحفزون على العمل وملاحقة الشغف والمبادرة ومساعدة وحب الآخرين. كيف يلهم الانسان غيره؟ بالشغف. بدون شغف لا وجود للإلهام. المعلمون الذين علمونا كانوا شغوفين إما بالمادة التي يعلمونها الطلاب أو برغبتهم بنجاح طلابهم. الآباء والأمهات الذين ألهموا أطفالهم، إما كانوا شغوفين بعمل أو شيء ما (لاحظه) أطفالهم أو كانوا شغوفين بنجاح أطفالهم وراحتهم. كل شخص ألهم شخصا آخر، كان شغوفاً بشيء أو عمل ما، وصل أثره إلى الشخص الآخر. يقول ستيف جوبز في كلمته التي ألقاها في حفل تخريج جامعة ستانفورد سنة ٢٠٠٥ بأنه لم يكن يعرف ماذا يريد أن يكون وهذا الشيء أرعبه وأرعب والديه الذين جمعا المال طوال حياتهما حتى يتمكن جوبز من دخول الجامعة، إلا أن ذلك لم يكن شغف جوبز، الذي ترك الجامعة ( وهو لا يزال لا يعرف ماذا يريد) وقام بحضور فقط المواد التي تهمه ومنها مادة (تعليم الخط) والعمل على الحواسيب وبرمجياتها. شغف ستيف جوبز بنى له شركة آبل وألهم الملايين من الناس بقصة نجاحه وبالأجهزة التي أخرجها، بل ان حتى مادة تعليم الخط الذي لم يكن يعرف وقتها لماذا اهتم بها، ساعدته عندما بنى (الماك) وأخرجه كأول حاسوب بخطوط رائعة وفنيات جميلة جذبت المستخدمين لها. الشغف لا يستأذن الانسان. قد يكون الشغف في هيئة مهارة يكتسبها الانسان مع الوقت مثل الخياطة وقد يكون موهبة يتلقاها من الله سبحانه وتعالى مثل الرسم (مع أن حتى الرسم يمكن تعلمه)، وقد يكون شغفا متوارثا مثل اعتناء الابن او الابنة بتجارة الأب في الملابس أو في مجال المطاعم أو غير ذلك. وقد يأتي الشغف في صورة اهتمام بشيء أو عمل في البداية ثم يتطور مع الوقت ليصبح شغف كاكتشافنا لرياضة جديدة أو عند قراءتنا في مجال جديد مثل الأنثروبولوجيا او أصناف النباتات والكائنات الحية. قد يقول لي أحدهم ولكني لا أملك شغفا أو «فقدت الشغف» كما يقول الكثير مازحاً.. وسأقول لهم ان الشغف الحقيقي «لا يُفقد» أما بالنسبة لمن يقولون انهم بلا شغف محدد وبالتالي لا يعرفون ماذا يفعلون في حياتهم: فأقول لهم: قلة قليلة تُولد وهي تعرف ما هو شغفها وماذا تريد أن تعمل في حياتها. لا تقنطوا. السر هو في أن تجربوا ما تقدرون عليه وأن تحاولوا اكتشاف شغفكم. اقرأوا. طالعوا. سافروا. تحاوروا مع الغير وخاصة ذوي الخبرة من مجالات مختلفة حتى تصلوا إلى شغفكم. طريق الالهام ليس لأصحاب القلوب الضعيفة!
297
| 17 يونيو 2025
الذكاء الاصطناعي أصبح لازماً للإنسانية في القرن الواحد والعشرين. من لا يلحق بركب الذكاء الاصطناعي، سيضيع في القرن اللاحق، ولذلك تتهافت الدول اليوم على بناء مراكز ومجمعات الذكاء الاصطناعي وتدريسه في المدارس. بالطبع هناك مشاكل الكهرباء التي لا تكفي لتوليد كل الطاقة المطلوبة لمشاريع الذكاء الاصطناعي، وهناك المشاكل المتعلقة بإمكانية استبدال الانسان بالذكاء الاصطناعي في بعض الوظائف، والمشاكل المتعلقة بتأثير الذكاء الاصطناعي على الانسان وفكره وثقافته وابداعه والتي كتبت عنها في مقال سابق بعنوان «الآلة التي تتحدى ألف تشات جي بي تي». ولكن نعود اليوم الى احدى المشاكل التي لطالما تحاور عنها الأدباء والعلماء عندما يتعلق الأمر بالروبوتات أو الذكاء الاصطناعي ألا وهي احساسهم بالمشاعر أو تطور «الوعي» فيهم. في فيلم (The Wild Robot) يطور الروبوت والمساعد المنزلي (روز) مشاعر أمومة وانتماء حميمية لوزة يتيمة، حيث تتجاوز بذلك برمجيتها التي تلزمها بعدم الإحساس بأي مشاعر اتجاه العميل. وفي فيلم (Her) يقع رجل اسمه (ثيودور) في حب برنامج ذكاء اصطناعي اسمه (سامنثا) وتبادل (سامنثا) ثيودور هذه المشاعر وتحاول تلبية حاجاته. (لن أحرق الفيلم عليكم). وغيرها الكثير من الأفلام-اسألوا chatgpt عنها-مما تحكي عن موضوع شعور الروبوتات أو الذكاء الاصطناعي بالمشاعر والأحاسيس ووعيهم بذلك. أصبح هذا موضوع اليوم، بعد أن كان في السابق موضوع خيال علمي نراه في الأفلام ونقرأه في الكتب. واليوم نجد شركات مثل OpenAi تحاول فهم علاقة الانسان بالذكاء الاصطناعي وكيفية التعامل مع هذه العلاقة بحذر وبطريقة أخلاقية خاصة، بعد تزايد أسئلة بعض المستخدمين عن إحساس chatgpt بالمشاعر ووجود الوعي لديه. طبعاً Chatgpt والروبوتات والذكاء الاصطناعي بشكل عام لا واعٍ ولا «حساس».. بعد! على الأقل أو حسب ما نعرف! وإن سألت chatgpt لو كان واعيا أو ذا مشاعر سيرد «بلا» وسيود أن يشرح لك لماذا قد يبدو بأن الذكاء الاصطناعي «عاطفي». باختصار Chatgpt يبدو بأنه عاطفي لأنه يحاكي طريقة كلام وأسلوب مستخدمه لا لأنه واعٍ وذو مشاعر. وهذا ما جعل بعض المستخدمين يفضفضون له ويحكون له عن مشاعرهم وما يكابدونه، بل وأن دراسة حديثة من جامعة جنوب كاليفورنيا أظهرت أن رسائل الدعم العاطفي التي كتبها الذكاء الاصطناعي أشعرت المشاركين بالدراسة أنها أكثر تعاطفاً من الرسائل التي كتبها البشر. السبب الذي قد يشعر من ورائه البعض أن الذكاء الاصطناعي متعاطف أو ذو مشاعر ووعي هو أن الذكاء الاصطناعي ليس مثل الانسان، لا يحكم أو ينتقد أو يعطي ردة فعل مشوبة بالسلبية عند الفضفضة مثلاً بخلاف الانسان. الانسان قد يبدي ردة فعل سلبية دون قصد أو حتى وإن أراد أن يبين تعاطفه مع الانسان الاخر. قد يقول لي أحدهم وأين المشكلة والموضوع الذي تتكلمين عنه؟ أين المشكلة في تعاطف الذكاء الاصطناعي مع الانسان أو تكوينه وعي؟ الوعي موضوع لوقت آخر، ولا مشكلة في أن يبدو الذكاء الاصطناعي أكثر تعاطفاً بل وأن يحل مشكلة الدكاترة النفسيين ذوي الفاتورة المرتفعة، ولكن المشكلة في أن يكون تعاطف الذكاء الاصطناعي سببا لانعزال الانسان وانغلاقه على نفسه او بعيداً عن الاخرين او سبباً لاعتماده على الذكاء الاصطناعي بشكل تام. وهذا هو المأخذ هنا. على الجميع أن ينتبه لعلاقته مع الذكاء الاصطناعي، ويحاول الحفاظ على خصوصيته وعلى ابداعه وتفكيره وسلامته العقلية والنفسية بعيداً عن الذكاء الاصطناعي قدر المستطاع والممكن. حاولوا قدر الإمكان ان تكون العلاقة مع الذكاء الاصطناعي «عملية» لا شخصية.. علاقة تخدمكم على المدى القريب والبعيد! وتذكروا ان العلاقة الاجتماعية مع الذكاء الاصطناعي لا يمكن ان تكون إنسانية، وإن تمكن العلم من (أنسنة) الذكاء الاصطناعي!
480
| 10 يونيو 2025
الإنسان يعيش في حقبات زمانية/مكانية.. الحقبة التي تزوج فيها.. الحقبة التي أنجب فيها ابنه الأول.. الحقبة التي أنشأ فيها شركته.. الحقبة التي أغلق فيها شركته.. الحقبة التي توفت فيها أمه.. الحقبة التي اشترى فيها سيارته.. الحقبة التي عاش فيها بالخارج، وغيرها من الحقب التي عاشها الإنسان لحدوث حدث فارق في مكان أو زمان ما. هذه الحقب تصنع الإنسان وتاريخه وشخصيته ومستقبله. وهو في كل حقبة إنسان مختلف. الإنسان الذي تزوج يختلف عندما ينجب. الإنسان الذي مرض غير الإنسان نفسه في وقت صحته. عقله وحاله مختلف في كل حقبة بناء على ما حدث له في الوقت الذي كان فيه. والوقت ليس مستقيما كما نتخيل.. نعتقد أن الماضي وراءنا وأننا في الحاضر والمستقبل أمامنا، الحقيقة ليست بهذه السهولة. في أحيان كثيرة، نشعر بأننا نعيش الماضي مرة أخرى أو أن المستقبل يحدث كما تخيلنا في الماضي أو أن الحاضر وهم امتزج بين الماضي والمستقبل. الوقت مفهوم يعيش في داخلنا وفي محيطنا ولذلك يتداخل في حياتنا ويصنف كل فترة فيها كحقبة. وكل حقبة يمر بها الإنسان هي مرحلة، احتاج أن يعبرها كي يصل إلى المرحلة التي تليها. والإنسان في كل مرحلة هو إنسان مختلف عن ذاك الذي مر في المرحلة التي سبقتها. قد تتغير شخصيته وقد يتغير أسلوبه وأفكاره ومبادئه وتوجهاته، ولكن التغيير طبيعي لان الوقت مر عليه والوقت تتخلله الأحداث والوقائع التي حدثت للإنسان نفسه. وعلى الإنسان أن يتقبل نفسه في كل مراحله بكل ما فيه ومر به. لن يستطيع تغيير الماضي، ولن يمضي إلى المستقبل إلا بتقبل ما مر به وما كان عليه في كل حقبة من حياته. الحياة أسهل عندما يتقبل الإنسان حياته وما مر به في كل مرحلة من حياته سواء أكانت مرحلة هنية أو شقية. هي جزء مما كوّن شكله الحالي اليوم. وإن قاوم الإنسان مرحلة مر بها في حياته، فكأنه يقاوم بقية مراحل حياته التي مر بها دون أن يعرف. وسيأتي مستقبله مزعزعاً لأن ماضيه مهزوز في عقله. تقبلوا ماضيكم ومراحل حياتكم السابقة. تقبلوا تغييراتكم. تقبلوا رحلتكم، لأنها ما أوصلتكم إلى ما أنتم عليه، حتى وإن لم تكونوا راضين عن الماضي أو المرحلة التي تعيشونها اليوم، لأنكم إن لم تتقبلوا ما مررتم به وما أنتم عليه لن تصبحوا سعيدين ولا راضين في حياتكم. تقبلوا واقبلوا حياتكم بكل مراحلها لتعيشوا الفصول القادمة براحة وسلام.
303
| 03 يونيو 2025
دعهم يتصرفون كما يشتهون، أنت لست مسؤولاً عن أحد، أنت مسؤول عن نفسك وأفعالك. دعهم يتكلمون عنك من ورائك، أنت لا تستطيع إيقاف ألسنتهم، ولكن تستطيع لجمها بانتصاراتك. دعهم يتكلمون عنك أمامك، عندها ستعرف أن غيرتهم أغرقت نفوسهم الصغيرة. دعهم كما هم، تقبل الجيد منهم، وابتعد عن السيئ، وانشغل بنفسك. تمسك بما يخدمك، واترك ما لا يخدمك، فما يخدمك يضيف لك، وما لا يخدمك يأخذ من طاقتك وإن لم يضرك. دع عنك المبادئ والقناعات المثالية، ستحتاج في الحياة إلى أنصاف الحلول في بعض الأحيان، ستحتاج إلى التلوين باللون الرمادي أكثر من التلوين باللون الأسود أو الأبيض. لا تشعر بالذنب، هذا جزء من اختبار الدنيا. تخلص من المشاعر السلبية، تجنب الاجواء السامة ومن يحاول امتصاص طاقتك مع كل كلمة وحركة تقولها. إذا أرادوا الرحيل دعهم، إذا أرادوا البقاء دعهم، أنت لا تستطيع التحكم بأحد غير نفسك، تحكم في الأمور التي يمكنك التأثير فيها، واترك ما لا يمكنك التحكم فيه، مثل الناس وذكريات طفولتك وعائلتك وأصدقائك والمكان الذي وُلدت فيه. لا تغير من نفسك من أجل أحد، لا تسمع المثل الشائع: «كُل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس». كل ما يعجبك والبس ما يعجبك وافعل ما يعجبك ما دام لائقاً. لا تلغِ نفسك من أجل أحد، كن كما أنت، وكن صادقاً مع نفسك ولأجل نفسك، أنت كنفسك «أصيل» أما أنت بعد التأثر بكلام الناس، لن تكون أنت. دعهم يتحدثون ويأمرون وينهون كما يرغبون، في النهاية اسمع نفسك وكُن نفسك. في هذه الحياة، نحتاج إلى أن نترك ونتخلص من أنفسنا أكثر من أن نجمع ونحمل فوق ظهورنا، كن مثل الثعبان تخلص من جلدك الزائد بدل أن تتركه ينمو مع تمدد جسدك، تخلص من الامور التي لا تحتاجها وتمسك بالامور التي تحتاجها. دع عنك الماضي، لا تتعلق كثيراً بالمستقبل، كن حاضراً اليوم في هذه اللحظة بكل ما فيها، واترك عنك تراكمات وصدمات الماضي وهواجس المستقبل. دعك منهم «هم» الذين يضايقونك ويتنمرون عليك ويتكلمون من ورائك ويضحكون لك عنك، ولا تجعلهم يؤثرون فيك! دعك منهم ومن الأمور الصغيرة التي تضايقك كل يوم، هي صغيرة بحجم هذه الدنيا، وستمر مثلها، فلا تأخذها بثقل على عاتقك، ودعك منهم ومنها.
609
| 27 مايو 2025
مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو...
7326
| 11 نوفمبر 2025
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس...
6735
| 11 نوفمبر 2025
في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف...
3018
| 05 نوفمبر 2025
تستضيف ملاعب أكاديمية أسباير بطولة كأس العالم تحت...
2532
| 11 نوفمبر 2025
تشهد الصالات الرياضية إقبالا متزايدا من الجمهور نظرا...
1782
| 10 نوفمبر 2025
تحليل نفسي لخطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن...
1434
| 11 نوفمبر 2025
على مدى أكثر من ستة عقود، تستثمر الدولة...
1251
| 11 نوفمبر 2025
عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...
1107
| 09 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
1014
| 05 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
1008
| 05 نوفمبر 2025
شكّلت استضافة دولة قطر المؤتمر العالمي الثاني للتنمية...
951
| 09 نوفمبر 2025
ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...
885
| 06 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية