رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
انقضى شهر الصيام والحمدلله الذي بلغنا الله قيامه وصيامه، ونسأل الله القبول، بالأمس كنا نبارك بحلول شهر رمضان، وبغمضة عين نبارك بحلول العيد، فما هذه الحياة الدنيا إلا ساعات، ونرجو أن نستغل الساعات فيما يرضي الله تعالى.. بدايةً نبارك لكم حلول عيد الفطر المبارك وكل عام وأنتم بخير، أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية باليمن والبركات. يبدأ المسلمون باإعلان فرحة العيد بالساعات الأولى بعد صلاة الفجر بقليل، فصلاة العيد هي إعلان ببدء الفرحة على نفوسنا، تنطلق أصوات المساجد بقول: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً )، يا لها من تسبيحات تجعل المرء يستعشر معاني الدين، لنقف لحظة ونرى أن ديننا لا تخلو فيه ساعة من ذكر الله (فالحمد لله على نعمة الإسلام)، لا نريد أن نستقبل العيد بالأغاني الماجنة التي تذيعها القنوات، بل نريد مقاطعتها كما كنا في رمضان (اللهم ثبتنا على الدين). هذه المقالة تحمل بعض الذكريات الجميلة أرجو أن تكون خفيفة وتنال رضى القراء، لنرجع بالذاكرة قليلاً، وننظر كيف كان عيدنا منذ أزمان، ذكريات العيد دوماً أكررها وفي كل سنة، أشعر أنني أرجع بذاكرتي عشرين سنة (الى الوراء)، وأستشعر العيد كيف كان، للعيد في تلك الأيام طابعه الخاص الذي لا نجده في هذه الأيام، كانت لرائحة الحناء في ليلة العيد رائحة جميلة تجعلنا نتلهف ان يمر الليل بسرعة البرق كي نحضن بالغد (العيادي)، كنا قبل العيد بأيام ندور حول الفستان الجديد الذي يجملنا، ونكون بأبهى زينتنا، وما أن نلبسه حتى نفرح فرحاً شديداً ونتجادل أينا فستانها اجمل وليس الأغلى كما اليوم نفعل، ما أن تنتهي الصلاة نبارك للوالدين، ونتسارع لطرق الأبواب وجمع أكبر عدد من (الريالات)، ونفرح بها فرحاً ولو كانت بحوزتنا خمسون ريالاً، وهل يا ترى كانت العيديه لنا، لا والله لم نكن نريد ان تظل بين ايدينا (كنا نعطيها كهدية لامهاتنا)، رحم الله كل من فقد والديه، هم رحلوا ولكن في قلوبنا ذكراهم ذكرى أبديه، وبالمساء كنا نلعب بالطرقات، كانت الحياة بريئة لا خوف ولا ضجر، بل كان الأهل يتركوننا الى منتصف الليل، كنا فعلاً نشعر بأننا نعيش أجواء العيد نلهو ونمرح، ونتناول الحلوى التي فعلاً خصصت للعيد، وهي تعطي للعيد معنىً جميلاً، إنها أيام رحلت، وليتها تعود ونشعر بفرحة العيد. اليوم لا نشعر بتلك الفرحة، تغيرت أمور كثيرة، لم يعد العيد كما كان، تغيرت نفوس البشر، تغير كل شيء حولنا، وهذا ما يجعل عيدنا يفقد معناه الذي نريد (فالله المستعان على عباده). هذه كلمات تمر بخاطري في هذه المناسبه ولا أريد أن أكتمها في قلبي، وتقبلوا مني أجمل التهاني بهذه المناسبة السعيدة (وكل عام وأنتم بخير). لحظة: لكل من فقد والديه أو أحدهما، كما هو حالي أنا، أقول: لا تنسوا أن تعطوهم هدية بسيطة.. هي الدعاء، فهم لا يريدون منا الدمعات، بل يريدون أن ترفع الأكف بين يدي الرحمن، ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، رحمكِ الله يا (أمي) وجعلكِ سيدة من سيدات الجنة، إنه قريب مجيب. بصمة حب: صاحبي لا أريد منك (هدية ولا حلوى العيد) فأنت ألذ وأطيب هدية بالوجود، ولن أقول لك (عيدك مبارك) كما يقولون لك، بل أقول (زادك الله جمالاً ويا فرحة العيد بك، فأنت من يزين العيد بوجوه، لا حرمني الله منك، فانت عيدي ومصدر سعدي). [email protected]
1015
| 28 سبتمبر 2011
كم من الأقلام لا تريد أن يجف مدادها، وكم من المواضيع التي تريد اثبات مكانتها، لتجد نصيبها على طاولة التحرير ومن آراء الناس. لدينا موضوع في غاية الأهمية وقد يتناساه البعض منا، الموضوع هو احترام دخول المساجد التي هي بيوت الله في الأرض، للأسف الشديد نجد الكثير يقصد المساجد وهو بهيئة (تهرب) منه حتى الشياطين، يأتي لبيت الله تعالى (بجلابية نومه) او (برمودا تظهر نصف سيقانه)، ويقف بصفوف المصلين ناسياً انه يقف امام رب العالمين!!. كيف تقف امام من يسبح له من في السموات ومن في الأرض، كيف تتجرأ وتقف امامه بهذا اللبس؟ سبحان الله حين ذهابك لعملك تختار اللبس الجميل والنظيف، وتكون بمظهر حسن، ولو كنت امام كبار شخصية من الدولة لتهيأت له جيداً واقتنيت اجمل ما لديك، ألا يستحق ربنا تعالى ان نتزين امامه ولو لخمس دقائق، فالصلاة هي لقاء بين العبد وربه، وما اروع هذا اللقاء الذي تجد ربك امامك، والله انني ليحزنني حين اجدكم في عجلة تقفون اما الباريء بلبسِ لا يقبله العقل (برمودا والساق كاشف) لاحول ولا قوة الا بالله، نعيب الاجانب ونقول انهم يصلون بلبسهم وهي قطعه يلفونها امام الارجل وتسمى (الوزار) وانتم بماذا تختلفون عنهم؟(من عاب استعاب)، او (جلابية نوم) لا ندري كيف رائحتها وماذا وقع عليها، او كم درجة نظافتها، بالله عليك الا تخجل وانت تدعو ربك ولم تلبس له اللبس الجميل والنظيف؟ اسأل الله ان يزيدنا ايماناً ويجعلنا ممن يقابلونه وهم في ابهى صورهم ولباسهم (امين يارب). لحظة: حين سفري ذات مرة (لدولة باكستان الإسلامية)، واختلاطي ببعض الفئات، وجدت عند الصلاة احد الشباب قد خصص (اللبس الابيض والمكون من السروال والقميص) وهو لبسهم التقليدي، المهم انه قد خصص هذا اللبس للصلاة، يذهب للمسجد ويلبسه وما ان تنتهي الصلاة يضعه في مكانه ويلبس غيره، جاءني فضول رغم علمي الكبير بجوابه، سألت لما هذا التصرف؟ فاجابني وكما توقعت، قد جمعت مصروفي الخاص لاشتري هذا اللبس، واخصصه للقاء ربي، لانه افضل لبس لدي واثمن، سبحانك يا الله، هناك من فعلا يخصص شيئاً لله، هذا الشاب الميسور الحال قام بجمع بعض( الروبيات) ليخصص لباساً يلاقي ربه ويقف امامه اما نحن (خلنا ساكتين افضل). دقيقة: حين لا تستطيع ان تمنح لقاءك بالله كل الاهمية فلا تلقاه (ببرمودا او جلابية نوم )، فالله تعالى ملك الملوك ورب الارباب افلا يجب ان نلقاه ونحن بافضل صورة، حاول ان تكسب رضاه، بالاهتمام لمواعيد اللقاء به اولاً، ثم عليك ان تثق بانه جل في علاه ينظر اليك فهل ترضى ان يراك بذلك اللبس الذي استحقره حينما اجدك تلبسه قاصداً بيت الله، افلا تخجل حين تنتهي من الصلاة وتدعو الله وانت تظهر سيقانك امامه او بجلابيتك والاكتف ظاهرة وما خفي كان اعظم؟ افلا تخجل قليلاً انه يسمع نداءك وقد يعطيك ما اردت لانه كريم ومنان ورزقه لا ينفد وانت لم تستح وجلست امامه كانك تجلس مع اناس عاديين، لا يا عزيزي انت مع ربك وتخاطبه وتطلب منه وتؤمن على دعائك، وكل ذلك اعتقد يكون جميلاً حين تكون هيئتك طيبة امام الله، فالله تعالى لا يكلف نفساً الا وسعها، وبالمقابل لا تقل لي ان الله ينظر لاعمالنا اكثر من صورنا، فاقل لك هل تستطيع ان تذهب لمقابلة العمل وانت تلبس ذلك اللبس؟ طبعاً لا تستطيع، او تستطيع ان تذهب لاحد من كبار رجال الدولة وانت بهذا الحال، لا تستطيع واجزم لك بذلك؟ فكيف تتهاون امام الله؟ اترك لك الجواب؟ [email protected]
431
| 25 سبتمبر 2011
مجرد ذكريات لا اقصد من ورائها رد اي اعتبار، ذكريات لا اعلم كيف كنتُ اعيشها، ولماذا لم افهم معنى الحياة جيداً، بين فترة واخرى اعطي لنفسي ساعة استجمام، كي اعيد ذكريات ترسخت في ملف حياتي. كان لدي مصروف بسيط يومياً، كنتُ (اقصر) على نفسي ولا اريد ان اتمتع كباقي الاطفال، منذ ان كان عمري الثانية عشرة تقريباً وانا استمع للاغاني الماجنة، كان لدي دولاب كبير مخصص للاشرطة، وكنت قد خصصت دفتراً لكل من يستعير مني شريط، كم كنتُ مهتمة بذلك الامر لدرجة انني كنت شهرياً اخصص يوماً لترتيب الدولاب، وما ان بلغت العشرين حتى اصبحت اتفنن في دمج الاغاني، وعمل المقاطع والمنوعات، بل واحفظها وادندن بها ليل نهار، يالله كم كنتُ تافهة في تلك الفترة، والاردى من ذلك ان والدي كان لا يرفض لي اي طلب، لدرجة انني كنتُ اكتب له ما اريد من الاشرطة، وحبه لي جعله يستجيب لطلبي دون ان يقول (لا)، اطال الله بعمرك يا والدي ليتك صفعتني كي اعلم انني على خطأ. وفي يوم من الايام، احضر والدي بعض الكتيبات الدينية وكأنها كانت طريقة غير مباشرة كي افهم ان الدنيا تزول، وما ان بدأت أتأثر بما اقراه حتى جاء بفضل الله تعالى ذلك اليوم الذي جلست امام الدولاب كي ارى ذنوبي كثيرة، بكل حرف وبكل اغنية يغنيها الماجن سأشاركه الذنب، اخذت تلك الاشرطة ورميتها وتخلصت منها، فلله الحمد كانت لدي عزيمة قوية، احترق قلبي ان مصروفي البسيط كان يذهب لتشجيع المغني، احترق قلبي ان والدي يعمل ليل نهار ليوفر لي ما احتاجه وانا اقوم بتضييع جهده على الاغاني السخيفة، حتى في صلاتي كان الشيطان يذكرني ببعض المقاطع، كم كنتُ لا ابالي، خجلتُ من ربي اذ انه انعم عليّ وانا لا احافظ على النعمة، هناك من يموت جوعاً وانا (اتسلى)، اللهم رحمتك وسعت كل شيء فارحمنا. هذه ذكريات بسيطة تذكرتها فاحببت ان اكتبها لكل من يقرأ سطوري. وكم اخجل من ربي حينما اتذكر انني بعد كل صلاة اجلس امام الاشرطة وارتبها (اللهم اغفر لي ما قد كان مني). نصيحة: ارجو من الجميع عدم تضيع الوقت فيما لا ينفع فوالله سيأتي ذلك اليوم الذي سنحاسب على وقتنا وفي ما اضعناه. دقيقة: في زهور عمرها، اختطفها الموت، وهو الذي لا يقارن بين صغير وكبير، تألقت بسطورها وطريقة سردها للمواضيع، بلغت الستة عشر ربيعاً، غادرت للعلاج ولكن اختارها الله بجواره، هذا هو الموت الذي سمي بمفرق الجماعات، إنا لله وإنا إليه راجعون...رحم الله الكاتبة هند السويدي، وأسكنها فسيح جناته، وصبر أهلها على هذه المصيبة (إنا لله وإنا إليه راجعون). [email protected]
456
| 18 سبتمبر 2011
نوعان يجعلان من حولك يدرس شخصيتك ويعلم جيداً من تكون، حينها يقرر هل يستمر بالأخذ والعطاء معك، ام يتوقف وينهي معرفته لك؟ وكلنا المسؤول عن فقد ممن كانوا معنا بالامس، وايضاً السبب باستمرارية من لم يترك طرف وشاحنا وظل متمسكاً به الى اليوم. (الإسلوب)، كلمة خفيفة بسيطة سهلة تتداول على اطراف ألسنتنا، كثيراً ما نقول (حسن اسلوبك)، فالأسلوب هو الذي يجعلك تكسب او تفقد من حولك، او نقول (اسلوبه يجبرنا على احترامه)، كم هو طيب ان نكون من النوع الآخر وتقال فينا تلك الكلمة. حينما نتسلم بعض الفواتير التي تطلب دفع المال بمقابل خدمة اشتركنا فيها، نتذمر بالدفع، ونتأفف خاصة ان كان المبلغ كبيراً، ولكن هذه المرة يختلف الدفع وتختلف معاني الفواتير لدينا ونحن مطالبون بدفع نوعين من الفواتير: اولاً: لندفع الفواتير الخاصة باسلوبنا، فواتيرنا لا تصلنا عن طريق البريد او من جهة معنية فحسب، بل هي كمركز وسيط بيننا وبين الناس، نحن من يدفع الفاتورة وهم من يبعثها الينا، فان كانت كبيرة وحجمها يسع الكون فنحن سعداء بها، ولا ترى في وجوهنا تلك العلامات الدالة على الضجر والقهر، فكم نسعد حينما تكون (فواتيرنا) كبيرة، كبيرة بعدد الاشخاص الذين يمتدحون حسن اخلاقنا و(اسلوبنا) في التعامل معهم، بذلك نحوز فناً من الفنون الدفينة التي باتت قليلة في عصرنا هذا، نحوز رضا من حولنا وننال قربهم وقرب من لم نعرفهم جيداً، فهذه طريقة لجذب الناس (كالمغناطيس) الذي يجذب برادة الحديد ولا يجعله يتنافر، كم هو طيب ان تجعل من حولك يسعد بك ويرجو الجلوس بجوارك، فاتورة اسلوبنا دفعنها بمقابل ابتسامة الناس حولنا وحبهم لنا، وكم نحن سعداء وفخورون بـ (الدفع)، فكلما كان عدد الاشخاص كبيراً كانت فاتورة اخلاقك مكونة من عدد كبير من الصحبة والسمعة الطيبة بل وحب الناس ايضاً. دقيقة (اعتقد ان فاتورتي ولله الحمد كبيرة ومليئة بالمحبة، فكيف هي فاتورتك اخي القارئ)؟! ثانياً: لن اقول عن الطرف الآخر سوى (هل يا ترى ستفتخرون بدفع فواتيركم) ام لن تجدوا من يبعثها اليكم؟ راجعوا ملفاتكم فالدفع اسهل من القبض، اترك تحليل هذه الكلمات للبعض، فلن يفهمها الا من فهم قصدي في الفقرة الاولى. بصمة حب: فواتير حبي لك زادت، ارجو ان تأتي لتتسلمها، ولديك فقط 24 ساعة من الآن، أرجو عدم التأخير في الحضور، بالمقابل تدفع لي (اشواقك) فالمثل يقول (سلم واستلم). [email protected]
720
| 11 سبتمبر 2011
بعدما انقضى شهر الصيام، واقبل العيد فرح المسلمون بهدية الرحمن لهم، هناك امر عظيم واجر ما زال في انتظارنا، ونرجو الا نضيعه بل نكسبه ونتهافت ونتنافس على كسبه، ألا وهو صوم (ستة من شوال)، هذه الستة مستحبة وليست بواجب، ولا يجب ان تبدأ صومها كما يزعم البعض من (ثاني أيام العيد) بل المجال مفتوح لك الى قبل انتهاء شهر شوال، إن اردت في "أوله، أو في أثنائه، أو في آخره فلك ذلك"، وصيامها كأجر صيام سنة كاملة، قال النبي عليه الصلاة والسلام (من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر )، قد يسأل سائل كيف يكون كصيام الدهر؟ الجواب (صيام شهر رمضان بعشرة أمثالها وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة) سبحان الله كم ديننا يسر وليس بعسر، وكم فيه من الامور التي تقربنا لله وللدرجات العلا، نسأل الله العظيم باسمائه وصفاته ان يسهل علينا كافة العبادات انه مجيب الدعوات. ان مما سهله الله علينا اذ فتح باب صيام الستة من شوال وكأنها فرصة لتعويض التقصير الذي بدر من المسلم في رمضان، فنحن لسنا معصومين من الخطأ، وبالمقابل لسنا مغفلين ان نضيع هذا الاجر الذي يمسح تقصيرنا ويزيد اجرنا، والله ولي التوفيق. على المرأه ان تقضي الايام التي فطرت فيها، ثم تنوي صيام شوال، فالحديث واضح وضوح الشمس من (صام رمضان) والمرأة التي فطرت بعض الايام عليها قضاء تلك اولاً ثم تصوم الستة من شوال، وحبذا لو نبدأ بالصيام فالايام تمر ولا ندري ماهو مكتوب لنا، ولا نعلم ما الذي يخبئه القدر لنا، قد نتعرض لمرض لا سمح الله، او لشيء يحول بيننا وبين الصيام، (هذا رأيي ولكم ماترون)، والذي ينبغي لمن كان عليه شيء من أيام رمضان أن يصومها أولا ثم يصوم ستة أيام من شوال. تقدير ثواب الأعمال التي يعملها العباد لله هو من اختصاص الله جل وعلا، والعبد إذا التمس الأجر من الله جل وعلا واجتهد في طاعته فإنه لا يضيع أجره، كما قال تعالى: "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً". كانت تلك مقتطفات مختصرة ارجو ان اكون قد وفقت في طرحها، كما ارجو ان يسهل الله علينا صيام هذه الايام انه القادر على ذلك. [email protected]
503
| 04 سبتمبر 2011
عروس الليالي تزف خلال الأيام القادمة، هي بهاء الأيام والسنوات، هي التي فُضِّلت على الليالي، يتحراها المسلمون، ويرجون أن تكون من نصيبهم هذه الليلة، ولكن لحظة: لماذا سُميت هذه الليله بهذا الاسم؟ الكثيرون لا يعلمون سبب التسمية وهي ان فيها تتنزل المقادير من السماء الى الارض، وسميت بذلك نسبة الى التقدير.. فيها تضيق الارض بعدد الملائكة، فان الملائكة هذه الليلة تتنزل الى الارض ويكون عددها اكبر من حبات الحصى لتؤمِّن على دعاء المسلمين (اللهم بلغنا ليلة القدر ولا تحرمنا أجرها).. في هذه الليلة توجد أنواع من المقادير (ازلية، يومية، سنوية)، في هذه الليله تستطيع تغيير ما قد كتب لك بفضل الله تعالى، حين تدعو بإخلاص يأمر الله تعالى ملائكته بتغيير ما كتب في صحيفتك من شقاء أو بلاء إلى سعادة كما دعوت، لقوله تعالى "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب" صدق الله العظيم. للأسف الشديد.. الكثير منا لا ينتهز فرصة هذه الليلة المباركة، منهم من يجلس لساعات متأخرة أمام التلفاز، ومنهم من يأكل لحم أخيه ويغتاب، ومنهم من يقضي ليله ونهاره بين النوم والاسواق، فيا خسارة من خسر هذه الليلة وهي اكبر خسارة من الولد والجاه. اخي الفاضل: اِحرص كل الحرص بالتصدق في هذه الليالي العشر المتبقية، فصدقتك ادخار لك طوال العمر، واحرِص على قيام الليل فقد يكون قيامك نوراً تضيء به ظلمة قبرك، واحرِص كل الحرص على قراءة القرآن فقد تكون هذه القراءة وداعية.. أخي العزيز: ليلة القدر هي هدية من الله لنا، ومن شهد تلك الليلة كأنما كسب هدية الرحمن وقبلها، من منا لا يريد أن يرضى عنه ربه؟ من منا لا يريد أن يُغفر له ذنبه، من منا لا يريد أن يصافحه جبريل هذه الليلة؟ أحبتي.. إن الدموع تغسل الوجنتين، والكلمات تأبى أن تطرح بين السطور، فالأيام معدودة، بالأمس كنا نبارك بقدوم رمضان، واليوم نبكي لوداع هذا الشهر الفضيل، انظروا الى المدة التي انقضت، كيف مرت هذه الايام كلمح البصر، العمر قصير لا نعلم متى يأتينا الأجل، هل ننتظر رمضان السنة المقبلة، ام يدعو لنا اهلونا وذوونا بالرحمة ويذكرون وجودنا بينهم؟ قبل أن ننهي وقفتنا مع هذه الليلة المباركة، إليكم بعض علاماتها: 1 — أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع لقوله عليه السلام "إنها تطلع يومئذ ٍلا شعاع لها". 2 — قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة. 3 — الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر. لحظة: الأيام معدودة، والعمر قصير، ولا تعلم متى يأتيك الأجل، ولا تدري لعلك لا تبلغ رمضان، وإن بلغته لعلك لا تكمله، وإن أكملته لعله يكون آخر رمضان في حياتنا. دعاء ليلة القدر: (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا)، العفو هو المحو والطمس، تقول العرب عفت الريح الأثر أي أزالت الأثر، محو الذنب والتجاوز عنه وترك العقوبة عليه، هذا هو العفو الذي نرجوه من الله تعالى، فما أعظمك يا الله. [email protected]
632
| 21 أغسطس 2011
قبل حلول رمضان بأيام قليلة بدأت الاستعدادات بتجهيز الخيام التي تحمل شعار "إفطار صائم"، بلادنا بفضل الله تعالى تعم بالخير وتنتهز هذه الفرص لكسب الأجر ومساعدة من هم دون مأوى يأويهم، فهذه الخيام بمثابة البيوت التي تستقبل الضيوف وتعد لهم مما طاب وأمكن، وبكل منطقة نجد اكثر من نقطة تجمع لهذا العمل الخيري، فجزى الله خير الجزاء لكل من ساهم فيها. ان هؤلاء الذين يقصدون الإفطار بهذه الخيام يجمعهم رمضان كل سنة، بفضل الدولة وخيراتها، ثم بفضل من يقومون بإنشاء هذه التجمعات ومساعدة الصائمين فلله الحمد والمنة. قال النبي عليه الصلاة والسلام (من فطر صائما في شهر رمضان من كسب حلال صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها، وصافحه جبريل ليلة القدر، ومن صافحه جبريل عليه السلام يرق قلبه وتكثر دموعه)، فالمصافحة التي جاءت في الحديث دليل تام على ان الشخص قد فاز بنيل الاجر الكامل في تلك الليلة التي هي عروس الليالي، وهي افضل من الف سنة، فهنيئاً لمن يُفطر صائماً، ومن لم يجد الكثير فتمرة وماء تكفيان لافطاره والاجر كبير عن الرحمن، اللهم اجعلنا منهم ولا تحرمنا الأجر الكبير. من منا يتفقد البيوت كل يوم؟ وممن منا يخرج قبل الاذان بساعة ويتجول عله يجد من المسلمين من هو صائم فيمد له ما يفطر عليه؟ من منا يحث أهله على زيادة الفطور لتوزيع جزء منه لمن لايجدون كفايتهم؟ ومن منا يفكر ان يقوم بدعوة بعض المحتاجين ليفطروا من خير منزله، ليس منا من وصل تفكيره الى هذا الحد، ولكننا نقيم المآدب لمن يأكلون ويشربون ولا ينقصهم شيء، سبحان الله كم هي عظيمة هذه الدنيا بمفاهيمها. امثلة بسيطة وستعلمون المغزى من كلامي: 1 — كان عبد الله ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين (فلماذا ياترى)؟ 2 — كان حماد بن أبي سليمان يفطر كل ليلة في شهر رمضان خمسين إنساناً فإذا كان ليلة الفطر كساهم ثوباً ثوباً.. (هل نحن نفطر صائماً واحداً في ظل ظروف اليوم الميسره؟). 3 — كان ابن شهاب (الزهراوي) اذا دخل رمضان فإنما هو في تلاوة قرآن وإطعام الطعام. (اما نحن فحدث بلا حرج نقضي يومنا في صيام والتجول بالاسواق استعدادا لاستقبال عيد الفطر وكأننا ودعنا رمضان.. يا لتفكيرنا القذر). ألاحظتم الفرق بيننا وبينهم؟ غفر الله لنا جهلنا، وهدانا اجمعين انه سميعُ قريب مجيب. سؤال (3): قبل الخروج من المنزل حملنا معنا (غرشة ماء + تمر) وقصدنا الذهاب لقضاء مشوار بسيط، اثناء العودة وقبيل الاذان بدقائق وجدنا احد المارة، هل فكرنا في اعطائه ما بحوزتنا؟ ام بخلنا عليه، لقد مررنا بهذا الموقف، فماذا فعلنا؟ رادار رمضان (3): هذا الحديث كرادار لننتبه قليلاً وهو كذكرى تنفع الذاكرين: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء "، قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً، على مذقة لبن، أو تمرة، أو شربة ماء، ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها، حتى يدخل الجنة" اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع احسنه. لحظة: ما زال هناك وقت لنطعم ونفطر صائماً، طمعاً في مصافحة جبريل لنا في ليلة القدر هل هناك افضل من ذلك؟ اترك الجواب لكم. [email protected]
2972
| 16 أغسطس 2011
بغمضة عين قد انتهى اول اسبوعٍ من رمضان، وها نحن نستقبل الاسبوع الثاني منه، فيا ترى هل نسارع في الخيرات كما سارعنا في اول ايامه، ام يبدأ الكسل يخيم علينا الى ان نستقبل اواخر الشهر الفضيل؟ وضعنا اقدامنا على اعتاب الاسبوع الثاني وواجب علينا ان نشكر الله ونتذكر هذه النعمة العظيمة التي اسداها الينا دون غيرنا، كتب الله لنا بلوغ رمضان، وشهدنا الايام الاولى وهي بالنسبة لنا افتتاح لهذا الشهر الكريم، ومرت الليالي لنشهد ما تبقى من شهرنا الفضيل، اليست نعمة عظيمة يُحمد الله عليها؟ كم من القلوب اشتاقت للقاء هذا الشهر ولكن القدر جاء وأخذها لمكانٍ لا نعلم كيف هم الآن؟ وكم من الاشخاص تمنى وحن قلبه للقائه لكنه اليوم طريح على الاسرة البيضاء وتجد ونيسهم تلك الاجهزة المختلفة؟ فقل بلسان حالك اللهم لك الحمد والثناء اذ جعلتني اشهد رمضان.. فالنعم تدوم بالشكر (ولئن شكرتم لأزيدنكم ). في الاسبوع الثاني من الشهر الفضيل يجب علينا الآتي: 1 — نجدد العزم بيننا وبين خالق السموات السبع، ونتعهد بالمُضي نحو الطاعات والعبادات، فلا تدري اخي هل تختارك المنية ام ماذا سيحل بك؟ وبالعزم والنية سيعطيك الله تعالى الاجر الكامل لكن بشرط ان تكون النية خالصة لتنال الاجر ولو لم تشهد ما تبقى من ليالي رمضان. 2 — نبدأ بقيام الليل فهذه ايام مباركة تمرعلينا، فلا تدري قد تُستجاب لك دعوة والناس نيام، ترفع اكفك للباري المتعال، فيعطيك سؤالك، ويستجيب دعاءك، ويغفر ذنبك، وتنال الدرجات العلا بفضله، فانتهز هذه الساعات ولا تضيعها، فهي ان ذهبت فلن تعود، عندها يحق لك ان تبكي ندماً على تضيعها ولكن اتفيدك الدموع؟ 3 — عود لسانك على عدم التفوه بما لا يرضي الله، والصمت قدر المستطاع، فإن سابك او شتمك احد فقل (الله اني صائم)، فللصيام معانٍ كثيرة ليس فقط الامساك عن الطعام والشراب بل افضل الصيام (هو صومك عن الحديث الذي لا فائدة منه ). 4 — الرجوع الى الله تعالى، والتوبة قبل فوات الاوان، فمن لم يتب الى الله في رمضان فمتى يا ترى سيتوب؟ لحظة: هناك الكثير من العبادات يجب ان نعطيها كامل الحق، منها الصدقة وتفقد احوال المحتاجين، مساعدة الاسر المتعففة، هذه الاعمال تقربنا لله وتفتح لنا ابواب الخير والسعادة (فهل من مُشمرٍ لها ). سؤال (2): (هل هناك مقارنة) بين: تضييع الوقت بكثرة النوم، والمكوث في بعض الاحيان امام القنوات لساعات طويلة، وقراءة القرآن لخمس دقائق؟ ارجو ان تكون فعلاً هناك مقارنة جذرية. رادار رمضان (2): جلس امام الفطور، وما ان ارتفع صوت الحق (الله اكبر) حتى بدأ بالتهام كل ما وضع امامه ولم يرحم بطنه، ثم نام عن التراويح متحججاً انها سنة وليست بفرض، وهكذا قضى الاسبوع الاول من رمضان (فأين الايمان). [email protected]
3662
| 08 أغسطس 2011
بدايةً.. كل عام وانتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم الطاعات وسائر العبادات.. وجعلنا الله ممن ترفع أعمالهم وينالون الرضا والقبول انه سميع مجيب. اقبل شهر الصيام، شهر الطاعات والتقرب إلى الله، شهر فضله الله على باقي الشهور، ننتظره بكل حنين، فهو لنا ونيس، يقربنا من الجنات ويبعد أجسادنا عن النار، نتقرب إلى الله مشتاقين، فيه من العبادات الكثيرة التي حبذا لو نداوم عليها في كل الشهور، وفيه ليلة تعادل ألف شهر.. ها قد استقبلنا ضيفنا، وبانت لحظات الاستعداد قبل مجيئه، كل البيوت تفرح به، وتستقبله بفرحٍ غامر، ولكننا نستقبله بطريقه خاطئة واليكم: 1 — التنوع في إحضار "الإفطار" وكأننا لأول مرة نأكل، وما يتبقى أكرمكم الله مصيره القمامة، قد نسينا أن هناك اسرا فقيرة لا تجد ما يسد جوعها، نسينا أن هناك أناسا نمر عليهم ليل نهار ولا نسأل عن أحوالهم، واقرب مثال "العمال الآسيويون" الذين يعملون في هذه الشمس الحارقة ومنهم المسلمون.. فهل يا ترى يجدون للإفطار شيئاً أو ربع ما نرميه؟!! وعلى الجانب الآخر نجد المرأة تقضي يومها في المطبخ، وينتهي اليوم دون أن تشعر بلحظة روحانية تبين لها معنى "الشهر الفضيل". 2 — السهر إلى أذان الفجر والنوم بعد الصلاة إلى قُبيل الظهر، والوجوه عليها علامات الغضب، والحجة الوحيدة وسبب النوم لساعات طويلة هو أننا (صائمون)، أخي الفاضل ان صيامك يفقد المعنى الحقيقي للعبادة، فالصيام لا يعني النوم الكثير والهرب من الجوع، بل يعني المجاهدة والمثابرة والصبر بل التصبر أيضا عن كل مالم تتعود عليه، وتشعر بإخوانك الذين لطالما شعروا بالجوع ونحن عنهم غافلون. فهذا الشهر مجيئه ورحيله كغمضة عين، وهو هبة من الله كي تكفر عن سيئاتك، تتوب إليه، وتتلذذ بالعبادات، ثم تشعر انك ممن اختارهم الله ليعيشوا الشهر بين إخوانهم، تذكر كم منا من رحل عن الدنيا قبل رمضان بأيام بسيطة، لله الحمد على كل حال. 3 — الجلوس لساعاتٍ طويلة أمام التلفاز ومتابعة تحدي البرامج والقنوات، فكأنما شهر رمضان جاء ليتحدى الجميع بتقديم أفضل مالديهم، وليتهم يقدمون ما يليق بالشهر وحرمته، ليتهم يقدمون برامج تحثنا على التقرب من الله، وتعلمنا كيفية احترام هذا الشهر الفضيل، وللأسف الشديد القائمون على إدارة التلفاز هم أول من يحمل على عاتقه ذنوب الصائمين. 4 — السرعة في ختم القرآن الكريم دون التمعن بآياته وأحكامه، لم يكتب الله انه من شروط الصوم أن تختم المصحف ألف مرة، لماذا نتنافس بطريقة خاطئة لختم المصحف؟ لماذا جعلنا القرآن يقرأ في هذا الشهر الفضيل أكثر من غيره؟ انسينا كيف كان الصحابة متمسكون به ويقرأونه ليل نهار، بل كان بعضهم يختم أكثر من ختمه واحدة في اليوم، أما نحن فنرجو الله أن يهدينا ونستشعر جيداً ماهو القرآن وما تعني معانيه، حتى نحترمه ونقرأه على الطريقة التي ترضي الله جل وعلا شأنه. وهناك أمور كثيرة وأخطاء رمضانية وإن جلستُ أعدها فلن تنتهي ابداً، أرجو من الله تعالى أن يهدينا لما فيه الخير، وان نعيش رمضان كما ينبغي، ويتقبل منا كل الأعمال انه سميع مجيب، وأن نحاول جاهدين ترك هذه الأخطاء وتوديعها. سؤال (1): هل كنا ننتظر رمضان للصيام أم لمتابعة القنوات؟ تردد هذا السؤال كثيراً فأحببت أن تشاركوني الرد؟ رادار رمضان (1): قصد الذهاب للدوام وما أن وصل وضع رأسه على طاولة المكتب، من الساعة الثامنة إلى الواحدة ظهراً، فصلى الظهر وخرج متجهاً للبيت، أي صيام هذا؟ وأي عمل قمت به؟ أنسيت أن العمل عباده؟ وأنت سترد علي وتقول النوم عبادة أيضا.. ولا تعليق ابداً. [email protected]:
458
| 31 يوليو 2011
اوتار تعزف لحناً حزيناً بين المدارات، تلك الاوتار كان لها لحن الحب يوماً من الايام، واليوم اصبحت كاليتيم تبكي على الاطلال وتتذكر ذلك المكان الذي جمع بين (الاحباب)، تلك الاوتار وجدت نصيباً من الذكريات وعزفت سيمفونيتها على كل القلوب، التي حتماً تحتاج اليوم لكلمات تخفف عنها العذاب.. بالأمس كانت القلوب تخشى الفراق، وكانت الايادي متشابكة ببعضها البعض، كانت الايام تغني وتعزف لحن المودة، وفجأه حلت ساعة الفراق والقلوب اصبحت حيارى من امرها، كيف ومتى ولماذا افترقنا؟ الفراق وما ادراك ما الفراق، هو الذي يفرقنا عن الحاضر والمستقبل فيجعلنا مشردي الذهن، لا نفكر الا بالماضي الذي جمعنا بين كل من عاشرنا بصدق وجعل الفرحة تغمرنا، اجل اخطأنا في حقهم ونعترف ولكن بالمقابل من الذي لا يخطئ، فالخطأ ملح العلاقات العفوية بين الأطراف كلها، اصبحنا بعد فراق الاصحاب نعيش ماضياً ليس له حنين، وصوته مليء بالالم والانين، ولن تمحوها السنين، أهكذا ابعدتنا الايام وابكتنا الذكريات حتى كادت الدمعات تعاندنا ان تسيل، فهي تجمدت بأعيننا كالمحيط، ألا ليت شعري ان يشعر بنا الحبيب، ويكفكف الدمعات فلا طاقة لنا بتحمل المزيد. تبكي القلوب الم الفراق، يزيد النبض بنطق الاهات، وتعزف لنا تلك الاوتار لحناً يذوب منه الجليد، نحاول ان نتحدث ونفسر احزاننا بالدمعات، شعور مؤلم يجتاح الفؤاد، ولكن اللسان عليه الأقفال فلا طاقة لنا بالبوح عن المكنون. همسة: عاشر من تعاشر فلابد من الفراق، آمنا بهذا القول وعشناه، ذرفت الدموع كثيراً وليس هناك من يشعر بالحال، هذا هو القضاء والقدر الذي كُتب علينا، فلنحيا ما تبقى من عمرنا على أطلال الذكريات، فبحوزتنا هذا الكنز الذي لن يسلبه منا الزمان والمكان. بصمة حب: بعدكم أعلنت البصمة ان تفارق سطوري، فهي كانت اسيركم، وتضم بين شفاهها اسماءكم، واليوم تبكي فراقكم، فعلاً هذا هو الفراق الذي ابكاني وجعل بصمتي تبوح باحزانها بين يديكم، علكم تجدون ان الرجوع الينا هو ملاذكم. [email protected]
963
| 24 يوليو 2011
سأتحدث اليوم عن الآلة البشرية، التي لا توجد في منزلنا، فهذه نعمة أحمد الله عليها، ولكنها توجد في أكثر البيوت، هذه الآلة ليس لها الحق في تتفوه برأي بل عليها أن تأخذ الأوامر والنواهي حتى من الطفل الذي يبلغ العاشرة من العمر، فهو لا يحترمها (ولا يُلام) على قلة أدبه معها، لانه يجد مَن في المنزل (يتميزون بقلة الأدب معها)، فيقلدهم، هذه الآلة يجب ان تكون لها مميزات، فمثلاً نريدها بأيدٍ أخطبوطية تعمل لهذا وذاك ولا يجب ان تتأخر دقيقة واحدة، فالوقت محسوب عليها والعمل يجب أن ينتهي بالوقت المحدد، ويجب ألا تنسى فلابد أن يتميز عقلها بميزة الكمبيوتر والا فالعقاب يكون شديداً، تعيش ذليلة أكثر من سعيدة، تركت أبناءها وزوجها وجاءت لخدمة البيوت، ولم تجد الراحة وكأنها تركتها معهم ايضاً.. (الآلة التي أتحدث عنها هي الخادمة). هذه الخادمه التي لا يستطيعون الاستغناء عنها ولكن انظروا كيف يعاملونها إن أخطأت، ينادونها بأبشع الكلمات والألقاب، وان تمكن الغضب منهم (يرفعون أيديهم) عليها والضرب يأخذ نصيبه منها، ألا تخشون الله فيها، لنتخيل أنها يتيمة تبحث عن مصدر رزقٍ ولم يُكتب رزقها الا في بيتكم، اهكذا نعامل اليتيم؟ اعتبروها ابنتكم التي لا تعرف شيئاً وكبرت امام اعينكم.. فهل هكذا تُعامل الابنه؟ ليست هذه اخلاق الإسلام ولا اخلاق النبي عليه السلام فهو كان يرأف بأنس بن مالك (خادم الرسول عليه السلام )، وكان النبي صلى الله علية وسلم (يحب أنساً ويقربه إليه ويمازحه )، ومن منا يجلس ويمازح الخادمة، فالجلوس معها (يفقدنا البرستيج )، وما يجعل قلبي يتفطر عليها أن أرى هذه المسكينة تحمل اكثر من طاقتها، وان بكت يُقال انها (تمثل)، وإن اشتكت هددوها (بالتسفير)، وان صمتت قالوا: ( انها تسحرنا أو تريد إلقاء الأذى بنا)، اختصر واقول ان الذي يؤذي خلق الله مصيره يتأذى يوماً بعون الله. هكذا تُعامل الآلة البشرية في اكثر البيوت، وبالمقابل اجد بيوتاً تعيش فيها هذه الآلة كالأم، تجد الاحترام والتقدير، وحُسن المعاملة، ولها زيادة سنوية تشجيعاً لها بالبقاء، والاخرون يساعدونها في اعطائها اجازة كل سنة لتزور أهلها، ويسهلون عليها الامور فيرزقهم الله بالأمن والطمأنينة، (ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء )، هنيئاً لهذا البيت الملائكي بأخلاقه وصفاته. لحظه: لنتخيل انها مريضة أو لا تستطيع العمل، سيتحول المنزل إلى (أنتم تعلمون إلى ماذا سيتحول)، اكتفي (بالضحك) على المنظر الذي ستكونون فيه يا مَن لا ترحمونها. همسه: أشكر كل مَن راسلني الأسبوع الماضي وانهالت على بريدي الردود الكثيرة، التي فعلاً أثلجت صدري، واشكر أيضاً مَن راسلوني من المملكة العربية السعودية، وهم قرائي الذين لا غنى لي عنهم، ومقال اليوم كانت فكرة أحد القراء وطرحته بطريقتي الخاصة، فللجميع تحياتي. [email protected]
2517
| 17 يوليو 2011
موظف يذهب لعمله دون كلل ولا ضجر ولا ملل، يعشق وظيفته، مكتبه عبارة عن حاوية من العلب الفارغة وبقايا اطعمتنا اليومية، ولولا وظيفته لما استطعنا ان نتجول بالشوارع ولما ارتحنا في بيوتنا دقائق، هذه هي وظيفة (عامل النظافة)، بكل بساطة هذا الشخص من الصباح الباكر يتجول بسيارته ليلتقط القمامة التي وضعت على جانب المنزل، او التي وضعت في مكانها المعهود، ويأتي صاحبنا بسيارته ثم يقوم بأخذ الامانة التي وضعناها له، ليحافظ على المنظر الطيب للبيئة التي نعيشها. لا أحد يستطيع الاستغناء عن هذه الفئة، لولاهم (لانتشرت الامراض والاوبئة )، ولكن لحظة واحدة لنرى كيف يعملون؟ يقوم من السابعة صباحا (ويبدأ بالتجول يمنةً ويسرة )، ويجمع كل القذارة التي وضعت امام المنازل، ومنهم من ينظف بقايا الرحلة التي نقوم بها، نأكل ونتمتع ثم نرمي ما تبقى هنا وهناك، ويأتي هذا العامل المتواضع ليجمع ما طرحناه أرضاً، وهذا ما يحدث اكثر ايام (العطل الرسمية)، نجد الاطفال يرمون ما بيدهم، والكبار يأكلون ويرمون البقايا، بلا مبالاةٍ.. إن هناك روحاً قد (تتعب) وهي تلملم في هذا الحر الشديد، وهي وظيفته بلا محالة، ولكن نسينا ان وظيفتنا تكمن في ان نحافظ ايضاً على نظافة المكان الذي نجلس فيه، فنظافته تعكس شخصيتنا، ولا تنس ان الدين وصانا بالنظافة، ووصانا بالعطف على هذه الفئة، فمن لا يرحم لا يُرحم. هذه الفئة لا تجد الاحترام والعطف منا، وكأنها منبذوة، سألت أحدهم لمَ لا تحترمهم وتقوم بدل ذلك بإظهار (عضلاتك) عليهم، تعاملهم كالبهائم، فقال: العيب ليس منا بل منذ أن كنا صغاراً كنا نجدهم هكذا يُعاملون، ويسخرون من مهنته ورائحته، فما هي إلا وراثة ورثناها من الكبار (ليس اللوم عليه بل على من لا يتربى على الخلق الحميد، واللوم على من لا يتأثر بالنبي عليه السلام، فقد كان عطوفا رحوما ونحن لا نستطيع وراثة صفة طيبة من صفاته، نسأل الله ان يليِّن هذ القلوب التي تحجرت وأصبحت (ألعنَ) من الحجارة. عامل النظافة ان رتبنا جدولاً وكتبنا كم يجد بالمائة في الامور التالية (المكانة الاجتماعية، الاحترام، الصحة، العطف، المحبة) لوجدنا الجواب بين القوسين (صفر % )، ولو كان هناك اقل من الصفر لكتبته، ناهيك نسياننا ان الحديث الشريف يقول: (الايمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان) صدق صلى الله عليه وسلم، فصاحبنا أعتبره أفضل مني ومنك، نحن من يستحق الصفر، وليس هو. موقف: في يوم من الأيام وأنا أستمع الاذاعة، شدني الحوار بين المذيعة واحد المشاركين، اذ بها تسأله، لماذا رميت ما بيدك بالشارع، ولم ترمِه بالمكان المخصص له؟ أجاب: حتى يحلل عامل النظافة راتبه، فان جاء بالغد ولم يجد شيئاً ينظفه سيذهب دون ان يكون قد عمل شيئاً في هذا اليوم، انتهى حديثه.. (وأترك لكم التعليق على تصرفه وقوله). لحظة: إن حرارة الجو لا يطيقه اي شخص منا، والدليل أننا نجد الكثير من الناس قد اتجه خارج قطر هرباً من الحر، فكيف يتحمله هذا المتجول بالشوارع، انا لا أقصد أن نشتري له تذكرة سفر الى لندن، ولكن أقصد أضعف الإيمان نمد له يد العون بمبلغ قد لا يتجاوز (عشرة ريالات)، أو إعطاؤه (غرشة ماء بارد يروي ظمأه) نطمع أن يقينا الله بها عطش يوم الدين، لماذا لا نعلم كيفية التعامل مع من هم أدنى منا، ولا نعلم ما هي أخلاق الاسلام؟، لكن لنتذكر أمراً واحداً (من لا يرحم لا يُرحم). واجبك نحوه ببساطة: 1 — ابتسم بوجهه وضع يدك على كتفه.. اجعله يشعر بأنك تخفف عن تعبه بتعاملك هذا، فوالله شعوره بهذا الشيء يجعله ينسى تعب يومه. 2 — لو كان وقت الظهيرة ووجدته عند باب منزلك لا تبخل عليه بالماء البارد او بشيء يسد جوعه، فأنت لا تعلم هل هذا الشخص قد أكل شيئاً من الصباح أو ظل على فراغ معدته. 3 — إن كانت لديك بعض الملابس النظيفة بدلاً من رميها قدمها له بطريقة طيبة، فأنت تحتاج بالغد ان يكسوك الله يوم يكون الخلائق عراة. وهناك عدة طرق لتجعله يفرح منك ومن تعاملك، وتخيل قبل كل ذلك لو أن أحداً من أقربائك يعمل بهذه الوظيفة ألا ترحمه؟.. الرد أتركه لك، اجعل شعارك ان تمشي بالارض وانت (ملاك الرحمة) ولا تكن متسلطاً وقاسياً خاصة على هذه الفئة. همسة: تعهد بينك وبين ربك الا تقوم بإيذاء هذه الفئة، فلولا الحاجة لما جاؤوا وقبلوا هذه الوظيفة، ولولاهم (لقمت أنت بتنظيف قمامتك وحملها لمكان بعيد عن منزلك)، فارحموا تُرحموا. [email protected]
861
| 10 يوليو 2011
مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور...
13593
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...
1797
| 21 نوفمبر 2025
في لحظة تاريخية، ارتقى شباب المغرب تحت 17...
1173
| 20 نوفمبر 2025
شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا...
1128
| 25 نوفمبر 2025
في مدينة نوتنغهام الإنجليزية، يقبع نصب تذكاري لرجل...
1044
| 23 نوفمبر 2025
كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية للبنين في...
996
| 20 نوفمبر 2025
في عالم يتسارع كل يوم، يصبح الوقوف للحظة...
918
| 20 نوفمبر 2025
أصبحت قطر اليوم واحدة من أفضل الوجهات الخليجية...
720
| 25 نوفمبر 2025
حينما تنطلق من هذا الجسد لتحلّق في عالم...
702
| 21 نوفمبر 2025
في زمن تتسارع فيه المفاهيم وتتباين فيه مصادر...
690
| 25 نوفمبر 2025
أقرأ كثيرا عن مواعيد أيام عالمية اعتمدتها منظمة...
657
| 20 نوفمبر 2025
مع إعلان شعار اليوم الوطني لدولة قطر لعام...
624
| 19 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية