رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
موظف يذهب لعمله دون كلل ولا ضجر ولا ملل، يعشق وظيفته، مكتبه عبارة عن حاوية من العلب الفارغة وبقايا اطعمتنا اليومية، ولولا وظيفته لما استطعنا ان نتجول بالشوارع ولما ارتحنا في بيوتنا دقائق، هذه هي وظيفة (عامل النظافة)، بكل بساطة هذا الشخص من الصباح الباكر يتجول بسيارته ليلتقط القمامة التي وضعت على جانب المنزل، او التي وضعت في مكانها المعهود، ويأتي صاحبنا بسيارته ثم يقوم بأخذ الامانة التي وضعناها له، ليحافظ على المنظر الطيب للبيئة التي نعيشها.
لا أحد يستطيع الاستغناء عن هذه الفئة، لولاهم (لانتشرت الامراض والاوبئة )، ولكن لحظة واحدة لنرى كيف يعملون؟ يقوم من السابعة صباحا (ويبدأ بالتجول يمنةً ويسرة )، ويجمع كل القذارة التي وضعت امام المنازل، ومنهم من ينظف بقايا الرحلة التي نقوم بها، نأكل ونتمتع ثم نرمي ما تبقى هنا وهناك، ويأتي هذا العامل المتواضع ليجمع ما طرحناه أرضاً، وهذا ما يحدث اكثر ايام (العطل الرسمية)، نجد الاطفال يرمون ما بيدهم، والكبار يأكلون ويرمون البقايا، بلا مبالاةٍ.. إن هناك روحاً قد (تتعب) وهي تلملم في هذا الحر الشديد، وهي وظيفته بلا محالة، ولكن نسينا ان وظيفتنا تكمن في ان نحافظ ايضاً على نظافة المكان الذي نجلس فيه، فنظافته تعكس شخصيتنا، ولا تنس ان الدين وصانا بالنظافة، ووصانا بالعطف على هذه الفئة، فمن لا يرحم لا يُرحم.
هذه الفئة لا تجد الاحترام والعطف منا، وكأنها منبذوة، سألت أحدهم لمَ لا تحترمهم وتقوم بدل ذلك بإظهار (عضلاتك) عليهم، تعاملهم كالبهائم، فقال: العيب ليس منا بل منذ أن كنا صغاراً كنا نجدهم هكذا يُعاملون، ويسخرون من مهنته ورائحته، فما هي إلا وراثة ورثناها من الكبار (ليس اللوم عليه بل على من لا يتربى على الخلق الحميد، واللوم على من لا يتأثر بالنبي عليه السلام، فقد كان عطوفا رحوما ونحن لا نستطيع وراثة صفة طيبة من صفاته، نسأل الله ان يليِّن هذ القلوب التي تحجرت وأصبحت (ألعنَ) من الحجارة.
عامل النظافة ان رتبنا جدولاً وكتبنا كم يجد بالمائة في الامور التالية (المكانة الاجتماعية، الاحترام، الصحة، العطف، المحبة) لوجدنا الجواب بين القوسين (صفر % )، ولو كان هناك اقل من الصفر لكتبته، ناهيك نسياننا ان الحديث الشريف يقول: (الايمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان) صدق صلى الله عليه وسلم، فصاحبنا أعتبره أفضل مني ومنك، نحن من يستحق الصفر، وليس هو.
موقف:
في يوم من الأيام وأنا أستمع الاذاعة، شدني الحوار بين المذيعة واحد المشاركين، اذ بها تسأله، لماذا رميت ما بيدك بالشارع، ولم ترمِه بالمكان المخصص له؟ أجاب: حتى يحلل عامل النظافة راتبه، فان جاء بالغد ولم يجد شيئاً ينظفه سيذهب دون ان يكون قد عمل شيئاً في هذا اليوم، انتهى حديثه.. (وأترك لكم التعليق على تصرفه وقوله).
لحظة:
إن حرارة الجو لا يطيقه اي شخص منا، والدليل أننا نجد الكثير من الناس قد اتجه خارج قطر هرباً من الحر، فكيف يتحمله هذا المتجول بالشوارع، انا لا أقصد أن نشتري له تذكرة سفر الى لندن، ولكن أقصد أضعف الإيمان نمد له يد العون بمبلغ قد لا يتجاوز (عشرة ريالات)، أو إعطاؤه (غرشة ماء بارد يروي ظمأه) نطمع أن يقينا الله بها عطش يوم الدين، لماذا لا نعلم كيفية التعامل مع من هم أدنى منا، ولا نعلم ما هي أخلاق الاسلام؟، لكن لنتذكر أمراً واحداً (من لا يرحم لا يُرحم).
واجبك نحوه ببساطة:
1 — ابتسم بوجهه وضع يدك على كتفه.. اجعله يشعر بأنك تخفف عن تعبه بتعاملك هذا، فوالله شعوره بهذا الشيء يجعله ينسى تعب يومه.
2 — لو كان وقت الظهيرة ووجدته عند باب منزلك لا تبخل عليه بالماء البارد او بشيء يسد جوعه، فأنت لا تعلم هل هذا الشخص قد أكل شيئاً من الصباح أو ظل على فراغ معدته.
3 — إن كانت لديك بعض الملابس النظيفة بدلاً من رميها قدمها له بطريقة طيبة، فأنت تحتاج بالغد ان يكسوك الله يوم يكون الخلائق عراة.
وهناك عدة طرق لتجعله يفرح منك ومن تعاملك، وتخيل قبل كل ذلك لو أن أحداً من أقربائك يعمل بهذه الوظيفة ألا ترحمه؟.. الرد أتركه لك، اجعل شعارك ان تمشي بالارض وانت (ملاك الرحمة) ولا تكن متسلطاً وقاسياً خاصة على هذه الفئة.
همسة:
تعهد بينك وبين ربك الا تقوم بإيذاء هذه الفئة، فلولا الحاجة لما جاؤوا وقبلوا هذه الوظيفة، ولولاهم (لقمت أنت بتنظيف قمامتك وحملها لمكان بعيد عن منزلك)، فارحموا تُرحموا.
جحا.. تعويذة كأس العرب FIFA قطر 2025
بادرة مباركة وموفقة تلك التي قامت بها اللجنة المحلية المنظمة لكأس العرب FIFA قطر 2025 بإطلاق التعويذة الرسمية... اقرأ المزيد
267
| 26 نوفمبر 2025
قمة وايز.. الإنسان أولاً وكيف لا يكون؟
صباح الاثنين ٢٤ نوفمبر٢٠٢٥م وبحضور فارع علما ومعرفة تم افتتاح القمة العالمية للابتكار في التعليم «وايز» بدولة قطر.... اقرأ المزيد
114
| 26 نوفمبر 2025
مشاهير.. وترندات
عندما سئل الشخص الذي بال في زمزم عن سبب فعله؟... فرد معللا بأنه أراد الشهرة فاشتهر، ولكن بهذا... اقرأ المزيد
132
| 26 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
13716
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1815
| 21 نوفمبر 2025
شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا مميزًا من حكامنا الوطنيين، الذين أثبتوا أنهم نموذج للحياد والاحترافية على أرض الملعب. لم يقتصر دورهم على مجرد تطبيق قوانين اللعبة، بل تجاوز ذلك ليكونوا عناصر أساسية في سير المباريات بسلاسة وانضباط. منذ اللحظة الأولى لأي مباراة، يظهر حكامنا الوطنيون حضورًا ذكيًا في ضبط إيقاع اللعب، مما يضمن تكافؤ الفرص بين الفرق واحترام الروح الرياضية. من أبرز السمات التي تميز أدائهم القدرة على اتخاذ القرارات الدقيقة في الوقت المناسب. سواء في احتساب الأخطاء أو التعامل مع الحالات الجدلية، يظل حكامنا الوطنيون متوازنين وموضوعيين، بعيدًا عن تأثير الضغط الجماهيري أو الانفعال اللحظي. هذا الاتزان يعكس فهمهم العميق لقوانين كرة القدم وقدرتهم على تطبيقها بمرونة دون التسبب في توقف اللعب أو توتر اللاعبين. كما يتميز حكامنا الوطنيون بقدرتهم على التواصل الفعّال مع اللاعبين، مستخدمين لغة جسدهم وصوتهم لضبط الأجواء، دون اللجوء إلى العقوبات القاسية إلا عند الضرورة. هذا الأسلوب يعزز الاحترام المتبادل بينهم وبين الفرق، ويقلل من التوتر داخل الملعب، مما يجعل المباريات أكثر جاذبية ومتابعة للجمهور. على الصعيد الفني، يظهر حكامنا الوطنيون قدرة عالية على قراءة مجريات اللعب مسبقًا، مما يسمح لهم بالوصول إلى أفضل المواقع على أرض الملعب لاتخاذ القرارات الصحيحة بسرعة. هذه المرونة والملاحظة الدقيقة تجعل المباريات أكثر انتظامًا، وتمنح اللاعبين شعورًا بالعدالة في كل لحظة من اللعب. كلمة أخيرة: لقد أثبت حكّامُنا الوطنيون، من خلال أدائهم المتميّز في إدارة المباريات، أنهم عناصرُ أساسيةٌ في ضمان نزاهة اللعبة ورفع مستوى المنافسة، ليكونوا مثالًا يُحتذى به على الصعيدين المحلي والدولي.
1263
| 25 نوفمبر 2025