رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عبر سطور الأسبوع الماضي عن بعض المخرجين المتميزين.. وكيف أصبحوا علامة مضيئة في عالم الإخراج السينمائي في العالم.. فإني أؤكد أن المخرج أي مخرج هو الذي يتحمل المسؤولية كاملة بدءا من السيناريو المكتوب حتى خروجه إلى صور متحركة يعهد بها – وتحت إشرافه إلى فنان المونتاج كي يتم صنع فيلم منها.. ويصبح الفيلم جزءا من الحياة تم إخراجه بمعاونة العديد من العناصر التي تكمل بعضها سواء الكتابة والتمثيل والإضاءة والديكور والإكسسوار والتصوير وغيرها.. فالسينما فن جماعي، سواء أردنا أم لم نرد، الفن الجماهيري الأوسع انتشارا في العالم أجمع ومرآة حقيقية لأي مجتمع يتناوله.لكن كيف يمكن للمخرج أن يكون مخرجا متميزا؟! سؤال بديهي لكن يحمل في طياته الكثير من المعطيات والحيثيات.. إنه هو المخرج الحرفي الذي يتمكن عبر تفسيره للنص الذي يقدمه للجمهور من تقديم قصة جاذبة.. وأداء متميز يجذب المشاهدين وعناصر وديكور ومناظر جميلة وموسيقى معبرة.. وإيقاع سريع وحركة كاميرا وفكر جديد وتفسير لا يبعد كثيرا ولا يشتت المشاهد المتفرج المتابع لما يراه عبر الشاشة..والجمهور – يذهب إلى دور العرض السينمائية بحثا عن إثارة أو راحة نفسية أو ضحكات في حاجة إليها أو حدوتة سمع عنها.. ويأمل أن يراها..ببساطة شديدة يريد المتفرج رحلة وحدانية من العمل الفني الذي يراه وقد يؤدي ذلك إلى ما يطلق عليه ويتم تدريسه لطلاب السينما عملية "التطهير".. وهو تعبير كان يردده دائما كل من الأساتذة محمود مرسي ويوسف شاهين وصلاح أبو سيف أثناء محاضراتهم لنا بالمعهد العالي للسينما – إضافة إلى أن الجمهور أساسا يبحث عن عنصر المفاجأة عن طريق الأحداث الدرامية والتحولات في الحبكة التي نراها في الفيلم السينمائي عبر مراحل السيناريو الخاص به مثال "فيلم زد" إخراج كوستا جافراس إنتاج 1969 بطولة ايف مونتان وايرين باباس والذي يتناول قصة التحقيق حول مقتل أحد قواد الحزب اليساري الفرنسي وبمجرد بدء التحقيقات تبدأ حملة قوية لإخفاء أدلة الجريمة من قبل شخصيات مرموقة كرئيس الشرطة وعدد كبير من كبار الضباط مما يجعلنا نكون أمام واحدة من أضخم المؤتمرات فالكل كان يشارك في تلك الجريمة من الكبير قبل الصغير. وكوستا غافراس الذي ولد عام 1933 اشتهر بالأفلام السياسية الصريحة وكان قد ترك دراسته للقانون واتجه لدراسة السينما في فرنسا وعمل مساعدا لرينيه كلير ومن أشهر أفلامه: زد، حالة حصار، الباب، ديكلير والمرأة، المفقودين، رأس المال، حنا ك، صندوق الموسيقى، آمين، لو، شاهد عيان، غرب عدن. إن كوستا غافراس واحد من المخرجين المتميزين في عالم الإخراج السينمائى.. له بصمات واضحة على كل فيلم يقدمه.. وعودوا لمشاهدة بعض أفلامه التي تثير الفكر والجدل مما جعله حقا رائد الأفلام السياسية..
399
| 21 مايو 2013
المخرج المتميز هو الذي يضيف قيمة إلى المشروع الذي أمامه كنص.. وكيف يمكن لهذا المخرج أن يدير الممثلين وكيف يستخدم الكاميرا.. بل وكيف يمكن له أن يخلق عنصر المفاجأة.. والتشويق ويضيف معنى جديدا يعمق مشاهدتنا للفيلم أو النص الذي يقدمه.. أتذكر ونحن طلاب بالمعهد العالي للسينما أن المخرج الكبير صلاح أبوسيف كان يعدد أنماط الإخراج ومدارسه المختلفة فى العالم وعلى سبيل المثال أنطوني مان المخرج المعروف بإخراجه لأفلام الويسترن كيف كان يقدم المكان كمفاجأة ثم يكشف الشخصية الرئيسية فالويسترن التقليدي يضع الشخصية الرئيسية في مكان البطل الأخلاقي أما الخصم فهو مدان أخلاقيا.. وقد أضفى انطوني مان على الشخصية الرئيسية والخصم ملامح إنسانية قوية مؤثرة لذلك تغيرت توقعات المتفرج من النمط التلقيدي وهو ماجاء في فيلم "وينشستر73".. بينما في أفلام رومان بولانسكى نجد أن الشخصيات الرئيسية تعاني الهجران.. ويكون السؤال هو إذا ماكانت تسيطيع أن تستمر في الوجود وفي بعض الأحيان تكون الإجابة بالنفي مثلما كان الحال في فيلم "المستأجر" 1976. وفي أحيان أخرى تكون الإجابة بالإيجاب.. بينما نجد في أفلام أخرى له أن الشخصية تعيش وقد أصابتها جروح أقل ظهورا لكنها ليست أقل عمقا مثل فيلم "عازف البيانو" 2002 والحي الصيني 1974. ويظل السؤال المتواصل في عالم هذا المخرج لو كان الإنسان منا وحيدا.. هل يمكن أن نستمر في الحياة ونحافظ على أنفسنا؟! كان بولانسكي حقا من أهم المخرجين الذين تفردوا في هواجسهم حول طبيعة الوحدة وفى قدرته لان يأخذنا نحن المتفرجين – إلى فضاء من الوحدة خاصة حينما يؤكد في أعماله على أن الظروف تتغير وأن الزمن يمضى بلا عودة وفي إطار الكتابة عن المخرجين المتميزين فلا يمكن أن ننسى أحد هؤلاء.. وهو ستيفن سبيلبرج صاحب العديد من الأفلام أشهرها "الفك المفترس".... وغيرها.. الذي كان دائما وأبدا يسمو بأفكاره الإخراجية ويقدم الجديد دوما فسبيلبيرج كان دائم الحفاظ على القصة بوضوح وكذلك الحفاظ على تقدمها للأمام وضرورة التوحد مع الشخصية الرئيسة وأهمية ذلك وكيف يمكن أن تساعد التفاصيل المحددة في تقدم الحبكة والشخصية كما أنه كان دائم الحفاظ على الإثارة في أفلامه مع سرعة الإيقاع ووجهة النظر التي يطرحها في الفيلم إذ يرى أن هذه مسألة مهمة جدا لصانع ومبدع الفيلم إضافة إلى ضرورة أن يغلف الفيلم بمتعة لمن يشاهده كما يحدث في معظم أفلامه ولعل مشهد الضحايا المحتمل في فيلم الفك المفترس ومهاجمة سمك القرش لهم خير دليل على الإثارة والمتعة ودفع الأم لطفلها الصغير نحو حافة الماء خير دليل على ذلك.. ولهذا حديث قادم.
554
| 15 مايو 2013
تعددت في الوطن العربي المهرجانات الفنية بشكل عام والسينمائية بشكل خاص، فإلى جانب مهرجان القاهرة السينمائي الدولي – "أقدمها" هنالك أيضاً مهرجانات السينما في دمشق ودبي.. وقطر.. وسلطنة عمان ومراكش وغيرها.. من نوعية المهرجانات التي يشكل جانب منها اهتمام القائمين عليها بفن السينما وعناصره وعوالمه المختلفة. ومؤخراً اختتم مهرجان الخليج دورته السادسة.. وفي تلك المهرجانات تتفاوت الأفلام المشاركة عبر أقسامها المختلفة من حيث القيمة الفنية.. والموضوعات التي تدور حولها.. والأهداف التي ترمي إليها.. ويكون التنافس حتميا من خلال ما يُعرض من أفلام خاصة وأنها أصبحت "قلة" في الظروف المحيطة الآن في عالمنا العربي ومنذ قيام ثورات الربيع العربي.. أي أن كل صانع من صناع تلك الأفلام يسعى بالطبع لأن ينال مكانة متميزة من خلال جائزة يحصل عليها في عنصر من عناصر تلك الأفلام المتقدمة للمسابقات. وفي حوار نشر بجريدة "الشرق الأوسط" السعودية أشار مسعود أمر الله آل علي مدير مهرجان الخليج إلى نقطة في غاية الأهمية – ألا وهي أن السينما الخليجية تملك من المواهب الكثيرة التي تدفعها كي تكون واقعاً.. إذ أن بها كفاءات واستعدادات للعمل باتت واقعاً لابد من الاعتراف به وتأكيده. وكان أمر الله آل علي صريحاً واضحاً حينما قال إنه لا توجد صناعة سينما.. وأنها غير موجودة بالفعل.. وأنه لا يتوقع لها أن تتم سريعاً.. ما جذبني إلى كلام مدير مهرجان الخليج السينمائي هو قوله إن هناك أفلاما قصيرة تشارك في المهرجان.. ومهرجانات سينمائية كثيرة – تلك الأفلام التي يقدمها ويشارك بها الهواة أو الطلاب وتكون ذات قيمة فنية مهمة تحمل في طياتها أفكاراً طيبة وتحصل على جوائز في الكثير من التظاهرات الفنية، إلا أن هذه النوعية من الأفلام القصيرة لا تجد طريقها إلى العرض التليفزيوني.. فلا تهتم بها محطات التليفزيون ولا تخصص لها مساحة من الوقت إلا فيما ندر وحتى إذا قامت محطات التليفزيون بشرائها، فإنها تشتريها بأسعار مجحفة وبأرخص سعر يمكن أن يتصوره أحد. نعم .. أؤيد كلام آل علي.. وأتمنى من محطات التليفزيون أن تسهم في انتشار هذه النوعية المتميزة من الأفلام وأن تخصص لها مساحات لعرضها حتى يتعرف المشاهد العربي إليها.. وإلى أفكار شبابنا السينمائيين المتميزة!!
989
| 07 مايو 2013
ما أن انتهيت من كتابة سطوري السابقة عن كتاب يوسف إدريس الجديد الذي تضمن فصلاً عن كتاباته عن السينما.. حتى بادرني صديقي "بويوسف".. وهل تتوقف عن "نداهة" يوسف إدريس فقط في السينما.. ثم أضاف: لقد أشرت إلى "النداهة" بشكل متميز فلماذا لا تتحدث عن يوسف إدريس وأعماله الأخرى.. ألا يستحق ذلك! توقفت كثيراً.. عند كلمة صديقي المهتم جداً بالأدب والسينما.. وقلت له: لديك حق.. فيوسف إدريس كان بعده الإنساني والأدبي والقصصي قد فاق كل تصور واستطاع بموهبته أن يترك بصمات سينمائية عديدة، فقد أخرجت له السينما 11 فيلماً روائياً... إلى جانب مسلسل في التليفزيون وشارك في كتابة حوار لبعض أفلامه وكانت أولى مجموعاته القصصية "أرخص ليال.. فاتحة عهد جديد في أدبنا العربي.. ثم هل ينسى أحد فيلم "الحرام" الذي أخرجه بركات عام 1965.. ويعد هذا الفيلم تحفة فنية ذات عناصر مكتملة في السيناريو والحوار والإخراج والتصوير والماكياج.. ولعبت بطولته الفنانة الكبيرة فاتن حمامة التي كانت الشخصية المحورية في الفيلم.. فنحن أمام فلاحة بسيطة فقيرة وعزيزة.. كان زوجها يعمل أجيراً.. ضمن عمال التراحيل.. وتحت ضغط الحاجة وبؤس الفلاحين.. تسقط المرأة وتموت عزيزة إثر الحمى بعد مولد الطفل الحرام فيما يشبه الانتحار!! فيلم آخر من الأفلام التي قدمتها السينما ليوسف إدريس ولعبت بطولته سيدة الشاشة فاتن حمامة.. وهو فيلم "لا وقت للحب.." مع رشدي أباظة وصلاح جاهين.. والذي كتب حواره نفس الأديب وكانت القصة في الأصل بعنوان "قصة حب" كتبها عام 1957 وأخرجها صلاح أبوسيف.. فكان ذاك الفيلم يعبر عن مرحلة ما بعد الثورة والتغيير المطلوب – والكفاح الشعبي المسلح ضد الاحتلال البريطاني في مدن القناة وعلى ما أشار بعض النقاد أيامها إلى أن تلك الأحداث عاشها يوسف إدريس بنفسه وشارك فيها على نحو ما.. أي أن الفيلم أقرب إلى سيرة ذاتية للكاتب في مرحلة شبابه! هل ننسى كيف تم إنقاذ الفدائي من الكمين الذي أعد له وباشتراك كل سكان الحي في أغنية شعبية تحذره من الخطر!
2610
| 01 مايو 2013
للكوميديا عناصر وقواعد.. حتى لو كانت "هزلية" فلابد من أساس لها يتحرك من خلاله الممثل أو المؤدي ناهيك عن أنه لابد لمن يقدمها أن يكون صاحب خفة ظل.. وحضور متميز وسريع البديهة.. حتى يلتقط الخيط ليقول ما يريده للمتفرجين وهو على المسرح حينما يكون عليه أكثر من فنان.. فما أن ينتهي الأول من كلامه حتى يلتقط الآخر الذي يتحاور معه.. ولذا كان لابد من سرعة البديهة لهذا الممثل أو ذاك في تواصل الحوار بينهما. والممثل أحمد آدم السكندري الأصل الذي جاء إلى القاهرة باحثاً عن فرصة عمل.. وظهر كممثل في أدوار ثانوية ضعيفة في عدد من المسرحيات الكوميدية التي قدمها وأنتجها الفنان محمد نجم – لا يتمتع بالموهبة التي تجعله كعادل إمام أو دريد لحام أو محمد صبحي أو سمير غانم.. فهو كممثل محدود مهما أسند إليه من أدوار.. عُرف برعشة يديه فقط لا غير وأسلوب نمطي لم يطوره أو يجدد فيه.. ولأن السوق الفنية المتاحة أمام أحمد آدم أصبحت إلى حد ما محدودة غير متسعة كما كانت.. وقد لا تتحمله بطلاً كوميدياً صانعاً لجديد يقدمه.. فقد اتجه إلى تقديم البرامج وما يطلق عليه "الستداند آب" في محاولة التعليق على بعض الأحداث، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ظاهرة اجتماعية.. إلخ.. المهم أن الأخ آدم يظهر عبر برنامجه في قناة "الحياة" متخيلاً بخفة ظله أنه محلل سياسي واجتماعي.. واقتصادي وأنه درس كل الظواهر وعليه أن يبدي رأيه فيها والسلام معتبراً أنه صاحب وجهة نظر ولديه مقومات التحليل والتعليق!! وقد شاهدته مؤخراً يتحدث عن دولة قطر وتعجبت من هذا الممثل مستخف الظل أنه يتحدث عما لا يعرفه ولا حتى اقترب منه ويبدي بـ"سخافة" تعليقات لم يكن من اللائق قولها. وكأنه العالم ببواطن الأمور، نعم فقد أخذ يطلق ألفاظاً كان يجب أن يترفع عنها وكان يجب أن يقرأ أكثر عن تلك المعلومات المغلوطة التي ذكرها.. والتعليقات التي بدرت منه.. إن من يقدم برنامجاً أو يكتب تحليلاً لابد أن يتحرى الدقة في ما يقوله.. ويتجنب المعلومة غير الدقيقة التي تكون قد وصلت إليه من فريق إعداده.. لأنه هو الذي يظهر في الصورة أمام المشاهدين.. أقول هذا حتى لا يضحك من يشاهده على ما يقوله ويكون عارياً تماما عن الصحة – فيصبح مقدم البرنامج – وكأنه عقل بلا تفكير.. يهزي دون أن يدري حقيقة ما يردده.. معتقداً أن هذه هي خفة الظل!! احترموا المشاهدين يحترمكم الناس.. وكونوا صادقين يلتف حولكم المتفرجون.. فالكوميديا ليست
1279
| 25 أبريل 2013
في عام 1996 أصدر الكاتب القصصي يوسف إدريس رواية "النداهة" التي ما لبث أن حولتها السينما إلى فيلم متميز لعب بطولته إيهاب نافع وماجدة والفنان العظيم شكري سرحان وأخرجه حسين كمال.. وتناول فيه إدريس حكاية الإنسان البريء القادم من الريف الذي بهرته المدينة وجذبته حتى إنه تاه فيها.. ولم يعد يرغب في العودة إلى جذوره.. تناول الدكتور يوسف إدريس في الرواية إنسانية الإنسان وفطريته في مواجهة الواقع.. وتصوير المتناقضات الصارخة التي تواجهه وكان ذلك من خلال زوجة البواب التي جاءت من أعماق الريف لتبهرها المدينة وتجذبها التقنيات الحديثة التي تحيط بها والتي تتعامل معها حتى إنها فقدت عقلها في ذلك المشهد الرائع بمصاحبة الأغنية المؤثرة التي كانت بعنوان "شيء من بعيد ناداني" التي لحنها محمد الموجي بصوت ليلى جمال والتي غناها بعد سنوات المطرب محمد منير. وكانت تصاحب ماجدة وهي تلهث في شوارع المدينة !! كان يوسف إدريس يرى أن الفن لا تنبع قيمته إلا من محليته والبيئة التي أنتجته.. فقد كان يؤكد أن العلم عالمي بطبعه بحكم قوانينه ومنهجه.. والفن محلي بحكم الطبيعة ومزاج الإنسان الذي يبدعه هكذا كان يرى مؤلف قصص أفلام "الحرام" (فاتن حمامة وعبدالله غيث)..و"حادثة شرف ".".ليلة صيف" العيب.".قاع المدينة".. إلى جانب أشهر مسرحياته " ملك القطن" جمهورية فرحات". ". اللحظة الحرجة".. المخططين.. "الفرافير".. المهزله الأرضية".. وغيرها وغيرها. من الأعمال الدرامية والقصصية ومقالاته النقدية.. أكتب هذه السطور بمناسبة صدور كتاب " لغة الأعماق البعيدة" لمجدي عفيفى الذي صدر هذا الأسبوع وتناول فيه دراسة في البناء الفني لأعمال يوسف إدريس.. وكيف أن إدريس كان يشكل عبر أعماله الأدبية والفنية.. مساحة واسعة متمايزة في عالم الإبداع الفني بما تطرحه من رؤى عميقة ومتطورة للإنسان والعالم والكون.. وكيف أنها كانت تحمل معطيات فكرية ذات مرجعيات معرفية وأخلاقية وجمالية وبما تصوره من أبنية واتساقات فنية يفض بعضها إلى بعض في منظومة متناسجة في تجلياتها السردية..وكما أكد النقاد حقا أن الدكتور إدريس ذاك الرجل الذي ترك مهنة الطب ليتفرغ للأدب تماما – كان بحق وحده إبداعية واحدة على تباين أشكالها.. رحم الله يوسف إدريس التي تحين ذكرى وفاته في مايو القادم. هذا الإصدار حقا إضافة إلى المكتبة العربية فقد سلط الضوء على أعمال هذا الكاتب الذي كان عنده "السارد" هو الصوت الأهم في معر ض الإدراك السردي في فنه وعبر سطوره التي استطاعت أن تحتل مكانا في قلوب كل عشاقه من دراسي الفن والأدب..
617
| 17 أبريل 2013
اتجاه عدد من الفنانين لتقديم البرامج في القنوات المختلفة ليس في صالحهم تماما.. فالفنان الممثل يجب أن يركز في تقديمه لشخصيات يبدعها على الشاشة سواء السينما أو التلفزيون.. يلعب دوره ويتقنه ويعايشه حتى يظهر بالشخصية التي رسمها المؤلف في العمل بما لها من أبعاد اجتماعية ونفسية وغيرها.. فإذا كان هذا الفنان يحب فنه ويعشقه.. فإذا به يختار أعمالا ليقدمها كممثل وقد يتجه إلى الإنتاج مثلما فعل كل النجوم الذين عشقوا الفن وأخلصوا له.. فقد أنتج أنور وجدي وعبد الوهاب وفريد شوقي ومديحة يسري وعبد الحليم وماجدة وصلاح ذو الفقار وغيرهم من كبار الفنانين.. أما نجوم اليوم فهم إن وجدوا كسادا فنيا يحيط بهم ويؤثر عليهم فإنهم يتجهون فورا إلى تقديم البرامج.. وهناك، ما شاء الله، العديد من القنوات الفضائية في معظم العواصم العربية، يحدث اتفاق بين الفنان وبين الفنانة.. وتبدأ "تسريبات" الأرقام المتفق عليها في العقد المبرم الخاص بالمبلغ.. وتبدأ الخطوة التالية لذلك.. وهي البحث عن فكرة، أي فكرة والسلام.. وأن فلانا الفنان سيقدمها بحضور عدد من الجمهور "المؤجر" للتصفيق الفوري مع بث موسيقى ضاحكة أو غيرها والسلام.. هاني رمزي.. يقدم برنامجا لا يرقى إلى مستوى أدواره في أفلامه التي يقدمها ويكون حريصا على اختيار موضوعاتها بعناية.. انظر جيدا إلى ما يقدمه في برنامجه لن تجد إلا محتوى مسطحا دون عمق، وإفيهات لا تثير الضحك وحوارا أي كلام والسلام.. سمية الخشاب.. أصبحت تريد أن تتواجد في أي مكان وأن تصبح على خريطة التواصل الفني مهما كان، فهي مرة كما نعرف، تمثل في مسلسل ومن قبل مغنية ثم مصممة أزياء والآن تحضر لبرنامج جديد لتقدمه للمرأة وممكن طبعا تتناول فيه كل ما يهم المرأة وكأنها باحثة في شؤون المرأة ولديها ما يؤهلها لذلك !!. حتى محمود عبد العزيز، وهو فنان كبير أعماله متميزة وأدواره مؤثرة، بحث هو الآخر عن برنامج يقدمه.. وبالفعل يجري حاليا الاتفاق معه كي يقدم برنامجا عن السينما.. تاريخها وأهم الأفلام التي قدمتها السينما العربية منذ ما يزيد على المائة عام.. للعلم نور الشريف هو الآخر يقدم نفس الفكرة في إحدى القنوات بشرحه للأفلام وتاريخها السينمائي.. والسؤال: إذا كانت البرامج ستضيف لهؤلاء الفنانين "ماديا".. ألم يكن من الأفضل لهم المشاركة في إنتاج أعمال فنية "سينما وتلفزيون".. وأعتقد، والحمد لله، أن لديهم ما يمولون ويشاركون به ماديا.. في ظل الكساد السينمائي حاليا!
376
| 27 مارس 2013
إذا كان للسينما عبر أفلامها العديد من الحكايات والروايات.. فإن خلف كواليس هذه الأفلام طرائف تثير الابتسامات وتجلب الضحكات وتكشف شخصية هؤلاء.. ومن الحكايات الطريفة حقا.. ما في كواليس فيلم "زينب" – عن رواية كتبها الدكتور محمد حسين هيكل والتي تناول فيها قصة الفتاة الريفية زينب التي تتميز بجمالها وفتنتها عن بنات قريتها وحب حامد أحد أثرياء القرية لها ويشاركه في حبها حسن أحد شباب القرية والذي صدته.. بينما كان إبراهيم الوحيد الذي أحبها من أعماقه.. إلى أن تنتهي القصة باعتلال صحة زينب بمرض السل وتغرب حياتها عن القرية وتموت. البطولة كانت لراقية إبراهيم - التي كانت تحمل أحيانا أفلامها بنفسها للخارج لعرضها في المؤتمرات والمهرجانات الدولية- واستطاعت بجهودها أن يحصل الفيلم على شهادة تقدير خاصة من رئيس مهرجان برلين السينمائي الدولي. من أطرف ما حدث أثناء تصوير الفيلم أن بطلته راقية إبراهيم كانت لا تنادي بهيجة حافظ التي لعبت بطولة النسخة الأولى من الفيلم عام 1930 وتعتبر إحدى مؤسسات السينما في مصر باسمها إلا مسبوقا بكلمة السيدة من باب الاحترام للفارق بين مكانة كل منهما في الفن.. ومضت سنوات لتصبح راقية هي بطلة الفيلم الجديد الذي أعيد تصويره عام 1952بشكل جديد وأبطال جدد منهم يحيى شاهين وفريد شوقي ومضت سنوات إلى أن التقت راقية مع بهيجة في مدخل أستوديو نحاس" بالهرم" لمشاهدة عرض خاص لفيلم "زينب" في نسخته الناطقة والحديثة بوجود عدد من الفنانين والصحفين وعلى باب الأستوديو التقت الاثنتان فإذا براقية إبراهيم تمد يدها في تكلف إلى بهيجة حافظ وهي تقول: إزيك يابهيجة؟ وكادت بهيجة حافظ تفقد صوابها وقالت لها: بهيجة هانم اسمك بالكامل أم رتبة أنعم بها الملك فاروق عليك؟ ثم يبدأ بعد ذلك فاصل من المشاجرة الحادة والصراخ والاعتداد بالكلمات النابية.. وتدخل الممثلون لإنهاء المشاجرة- وتعطل عرض الفيلم ساعتين بعد أن عادت راقية إبراهيم إلى منزلها لكي تستبدل بملابسها الممزقة ملابس أخرى!! طرفة أخرى موازية من طرائف هذا الفيلم..فقد كانت راقية إبراهيم تقوم في الفيلم بدورها مرتدية الملابس الريفية وتتكلم بلهجة الفلاحين.. وتعمل خادمة في أحد منازل الأثرياء.. وفي يوم من الأيام أثناء عرض الفيلم كانت لدى راقية – خادمة تصادف أن رأت مخدومتها في الفيلم تمثل دور الفلاحة وبدأت تصرفات الخادمة تثير أعصاب راقية وقامت بينهما مشاجرة فقالت الخادمة لمخدومتها. أنت فاكرة نفسك مين؟! أنت خدامة.. ح تعملي عليا ست!! وطار صواب راقية وطردت الخادمة من منزلها ومن هذا اليوم قررت ألا تمثل مرة أخرى دور الخادمة!
483
| 14 مارس 2013
فكرة جيدة دون أدنى شك.. تمتزج فيها الثقافة بالتراث بالفن المعماري.. كذلك تجمع بين الأصالة والمعاصرة، التي نرى فيها الماضي الجميل.. والحاضر الرائع.. في جو احتفالي يعلن عن هذا التمازج إضافة إلى المتعة والترفيه وإسعاد الحضور. اكتب عما رأيته في سوق واقف وتحديدا مهرجان الربيع الذي يستضيف نجوم الغناء من قطر والخليج.. والوطن العربي.. وجدت اهتماماً بالمهرجان حتى أن المسرح الذي تقام عليه فعالياته الغنائية والطريفة يتسع من عام لعام وكما علمت من بعض المسؤولين أن المسرح كان يستوعب "3" آلاف، ثم أصبح الآن يتسع لـ"6" آلاف مشاهد من أجل استيعاب الزيادة الواضحة من الإقبال على متابعة الحفلات اليومية على مدى أيام المهرجان يستضيف كل عام كوكبة من الفنانين يرسمون البسمة والمتعة لجماهيرهم. ولعل هذه الفعاليات الغنائية توفر للعائلات والباحثين عن أماكن الترفيه فرصة للتواجد .. ففيها الملاذ الممتع والسعادة التي ينشدها المواطن والمقيم، إضافة إلى البرامج الأخرى المتنوعة كحفلات التراث الشعبي الجاذبة للكبار والصغار حتى أن السياح الأجانب يتوافدون لمشاهدتها والاستمتاع بها. وكما ذكر لي أحد الحضور أنه فضَّل البقاء في الدوحة في هذه العطلة، وحينما شاهد أطفاله بعض هذه الفعاليات أحسوا بقدر كبير من الاستمتاع وعاشوا البهجة والسرور.. وأنه زاد الحضور ومتابعة تلك الفعاليات بمهرجان الربيع وهو ما لم يجعله يحس بملل أو ندم لأنه لم يسافر للخارج. وفكرة إقامة المهرجان بسوق واقف هي فكرة جيدة.. تستحق الكتابة عنها.. لأن منطقة سوق واقف كما هو معروف موقع متميز يربط الدوحة كمدينة بالبحر كما أنها منطقة أسواق تحمل عبق التاريخ.. وأمامها الكورنيش ذاك المنظر الجذاب. ومن يزر سوق واقف لن يتوقف عند زيارة واحدة له.. بل تتعدد زياراته إليه كتحفة معمارية شامخة جمعت بين الأجداد مع الآباء ليتوارثها الأبناء، محافظاً على طابعه العربي الأصيل بما يحمله من طراز متفرد بين الأسواق العربية، له خصوصية في هذا الإطار حتى أنه أصبح معلماً سياحياً بارزاً لمدينة الدوحة.. ويكفي أن السياح يقبلون عليه وهم في غاية السعادة طالبين التقاط الصور التذكارية والتعرف على التراث القطري. ناهيك عن ذكاء من فكر في إقامة هذا المهرجان الذي يعتبر بحق – فرصة لالتقاء الأصوات الجديدة المدربة مع نجوم الغناء والتواصل معها.. فـ"شكراً" لـ"بيت الطرب".. وإذاعة "صوت الريان" والقائمين على تنظيم هذا الحدث الربيعي الجميل..!
813
| 11 فبراير 2013
من المعروف أن وسائل الإعلام تلعب دورا حاسما في ر بط العالم بأفراد المجتمع ومن ثم كان لابد من ربط أفراد المجتمع بالعالم من خلال التلفزيون كأحد أنشط الوسائل الإعلامية الجماهيرية الحالية.. التي تصل إلى الإنسان أينما كان.. ووقتما وجد.. وعلى مدى الأيام الأخيرة التي تقارب الشهر تابعت تلفزيون قطر خاصة بعد التطوير الذي حدث له في الشكل والمحتوى.وجدت شعارا جديدا إذ حلت كلمة "قطر" كشعار جديد للتعبير عن هوية الدولة والتأكيد على البعد المحلي للتلفزيون الرسمي وإيلائه الاهتمام الأكبر بالبيئة القطرية.. ومما استوقفني كذلك هو الصورة الجديدة التي بدأ عليها البث التلفزيوني.. إذ نجد صورة عالية وفائقة الجودة جاذبة لمن يتابعها حلت مع التطوير الذي بدأ منذ شهر تقريبا واختلف الشكل بل كما ذكرت أيضاً عند المحتوي.. وجدت برامج تهتم بالواقع المعاش.. واختيار أمكنة ومواقع تصوير جديدة – بعيدة عن الأستوديو – وهو ما نطلق عليه التصوير الخارجي.. كذلك عن المحتوي الذي يلفت النظر.. برامج تعبر عن البيئة والتراث القطري.. والتراث هو تراكمات أجيال وراء أجيال.. تضيف للجديد وتعبر عن ماض أصيل. نستخرج منه الحكمة والتأمل والعبرات.جذبني أيضاً برنامج "برواز" بضيوفه وحواره الممتع الذي أعادنا إلى زمن جميل هادئ كان يحمل أملا وطموحا في مستقبل زاهر يبشر بالخير وكذلك البرنامج الخاص بالأزياء الذي يعبر عن البيئة القطرية وتميزها في هذا التخصص وغيرها من البرامج.إنني أتمنى حقا ألا يتوقف هذا التطوير خاصة أنه وضح تماما لكل المشاهدين والمتابعين للتلفزيون وبرامجه وكما علمت وتيقنت من حجم أعمال هذه اللجنة المتواصل من إنشاء استوديوهات والاستعانة بخبرات وكوادر مختلفة ومتخصصين في المجال واستقدمت وجوها جديدة رأت فيهم أملا وتدفع بهم للأمام والمستقبل الباهر والزاهر أتمنى فعلا أن تستمر عملية التطوير والتحسين فالتطور هو سنة الحياة والتنمية الدائمة من أصول الإنسان لأنها نمط هام من أنماط تلك الحياة فالتلفزيون أصبح جزءا هاما ومكونا ضروريا في حياة الإنسان خاصة إذا وجد فيه ما يميزه وما يجذبه من برامج وأخبار ومواد تثقيفية وتسجيلية ودرامية أصبحت جزءا من حياته واهتماماته.* ألف مبروك للناقد الكبير الدكتور حسن رشيد تكريمه أخيرا من قبل مهرجان المسرح العربي فقد تأخر هذا التكريم لهذا الرجل الذي يتابع ويجاهد بقلمه وحضوره مختلف المهرجانات العربية المسرحية مشيدا دوما بالموضوعية والحيادية في معظم الأعمال التي يشارك فيها سواء كعضو لجان تحكيم أو برؤيته الفنية وخبرته الطويلة في المجال الفني.. مرة أخرى مبروك "لأبي علي " على التكريم وللإضافة الجديدة التي تضاف وتنضم إلى شقيقاتها من الجوائز وشهادات التقدير في دولاب صالونه.
343
| 16 يناير 2013
منذ سنوات وأنا أتابع هذا الفنان الشاب.. التقيته في الدوحة.. وفي مهرجانات خارجها يشارك فيها.. أجد فيه الحماسة والطموح ومحاولة الابتكار وعدم التقيد بالمتاح.. إذ أن أعماله تحمل دائماً وجهات نظر تفوق الموجود وتصل إلى الرمزية اللامحدودة.. كاشفاً من خلالها قضايا تهمه.. ويتواصل معها عبر فكره وفنه خاصة أنه يجمع بين التأليف والإخراج والإعداد وغيرها من عناصر العمل الفني. كنت أتمنى أن أشاهد آخر عروضه "همس الكراسي" التي توجت كمسرحية بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل ضمن عروض المهرجان المسرحي الشبابي الثالث الذي أقيمت فعالياته على مسرح قطر الوطني.. كنت خارج الدوحة ولم يكن لي الحظ السعيد في مشاهدتها.. وحينما علمت بنبأ فوز مسرحيته بأكثر من جائزة.. رأيت أنه من الموضوعية الكتابة عن هذا المخرج المؤلف الشاب الذي لم يشغله عمله كمراقب للدراما بإذاعة قطر عن التواصل مع فنه الذي يحبه ومسرحه الذي يعشقه وخياله الثري الذي يتواصل معه دائماً في أعماله ومشاركاته المختلفة. أحمد المفتاح في مسرحيته الأخيرة "همس الكراسي" لم يبتعد عن الواقع المحيط به وكيف هي الحياة بعد الربيع العربي الذي عاشته بعض دولنا العربية وكيف استخدم المخرج الرمز.. فيما تعلق بتكوين المشهد المسرحي من إسقاط بدا على العناصر المختلفة من كلمة أو حركة للممثلين واختياره للإضاءة والموسيقى المصاحبة لذلك العمل. عبر أحمد كمؤلف عن فكرته من خلال موضوع نشر في مجلة الدوحة، ونهل من الفكرة وطور بها وشخصها كأحداث وعناصر فنية.. وجاء بشباب فأحسن توظيفهم كمخرج.. فظهروا وكأنهم يقدمون لوحة فنية بسيطة معبرة متكاملة توحي بما نحن نمر به في حياتنا ومواقفنا.. عبروا فيها عن مدى انغماسهم في أدوارهم وكأنهم لا يمثلون. أتمنى أن تعرض "همس الكراسي" أكثر من مرة في الدوحة.. وأن تشارك في المهرجانات الخليجية والعربية فهي نموذج جيد للمسرحيات الفكرية.. ومبروك لمركز شباب الدوحة جائزة أفضل عمل مسرحي متكامل.. ولأحمد المفتاح جائزة أفضل إخراج مسرحي.. ويبقى الأهم هو التواصل مع الجيد والجديد دائماً، مع الإبداع.. والفن الرقي. * آخر السطور: كنت أتمنى أن تلقي وسائل الإعلام خاصة المسموعة والمرئية الضوء أكثر وأكثر على شباب المسرح الذين أحبوا هذا الفن وأبدعوا فيه.. في الوقت الذي يلقون الضوء للأسف على بعض النجوم الذين لا يستطيعون الوقوف على خشبة المسرح فصلا واحدا!!
725
| 08 يناير 2013
كان المشهد السياسي في مصر حاضرا كالوهج في ذهنه ووجدانه.. لا تشرد منه شاردة.. في كل جوانب المشهد طاف بالمتابع له والذي انتظر حواره – طويلا- حينما تحدث عن مصر أين وإلى أين؟ تحدث كعادته بكلمات صادقة ورؤية صحيحة للموقف بعد أن وصلت مصر إلى مرحلة الغليان. وعن لحظة ديسمبر الحرجة والتي قال عنها إنها لحظة مهمة وحرجة ولكنها لا تدعو إلى اليأس.. لأنها طبيعية، فمثل هذا طبيعي في حياة الأمم في أوقات الأزمات. وضرب أمثلة عديدة لذلك في العالم وخصص الثورة الفرنسية بما حدث بعدها والفترة الزمنية التي أعقبت ذلك... إنه الأستاذ الكبير محمد حسين هيكل في حواره مع تلفزيون سي بي سي متحدثا عن إرادة الشعب المصري وقواه التي حضرت في الدقيقة الأخيرة أيام ثورة 25 يناير وكيف كانت على نحو باهر أدهش العالم أجمع... أشار الأستاذ إلى ما حدث في مصر في الـ30 سنة الأخيرة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وكيف تدفقت على مصر المليارات التي وصلت لتريليونات من الدولارات.. ولكن للأسف الشديد كان حجم الفساد كبيرا. وأكد الأستاذ أنه كان قلقا جدا على 25 يناير لأنها كانت ولادة على الهواء مباشرة.. وأشار إلى أن الإخوان كانوا عنصرا فاعلا في تلك الثورة ضمن عناصر أخرى أدوا أدوارهم... وكانوا الطرف الوحيد المنظم فاستغلوا الفراغ الناشئ. فأنت لأول مرة أمام حالة ثورة دون قيادة وبلا فكر... لكن الشباب المصري عمل فكرة لا تخطر ببال أحد لأنه أوصل 4 ديسمبر بـ25 يناير مباشرة "شال" كل الفواصل وأظهر وجه الثورة أكثر تصميما وأكثر شبابا وأكثر قوة.. حقا إنه الأستاذ الكبير والكاتب الصحفي الفطين الذي كانت تدرس لنا مقالاته "بصراحة" التي كانت تنشر صباح كل يوم جمعة بالأهرام أثناء دراستنا للصحافة بكلية الإعلام في السبعينيات من القرن الماضي، تحية لهذا الرجل الأشهر صحفيا في عالمنا والذي شهد وشارك في صياغة السياسة العربية إضافة إلى عشرات الكتب التي أصدرها وكتبها عن السياسة والعالم وكبار الساسة وأشهر مواقفهم.. والتي ترجمت إلى 32 لغة في العالم. ولعل من أجمل ما قيل عنه هو ما قاله أنتوني نانتج وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية في وزارة أنتوني إيدن: عندما كان قرب القمة كان الكل يهتمون بما يعرفه.. وعندما ابتعد عن القمة تحول اهتمام الكل إلى ما يفكر فيه.. إن هيكل الأستاذ والمفكر السياسي هو أهم صحفي وكاتب سياسي في تاريخ العرب، وكما قيل عنه أيضا: إنه زمن اختزل في رجل!!
364
| 03 يناير 2013
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...
4398
| 26 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...
4059
| 25 سبتمبر 2025
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...
3942
| 29 سبتمبر 2025
تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...
1533
| 26 سبتمبر 2025
في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...
1260
| 29 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1242
| 28 سبتمبر 2025
أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...
1173
| 28 سبتمبر 2025
يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...
1047
| 24 سبتمبر 2025
من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...
1038
| 29 سبتمبر 2025
في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...
945
| 23 سبتمبر 2025
صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....
915
| 24 سبتمبر 2025
تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...
831
| 25 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية