ها هي مصر تستعد لجولة الإعادة لمرشحي الرئاسة المصرية خلال أيام قادمة، وخلال الفترة الماضية شهدت مصر وما تزال نشاطا إعلامياً مكثفاً عن السباق الرئاسي.. وبسبب هذا السباق تم تشكيل لجنة لرصد الأداء الإعلامي في تلك الانتخابات.. وقد جلست مع أكثر من عضو من أعضاء تلك اللجنة وشاهدتهم وهم يتابعون برامج الفضائيات المختلفة حول الأداء الإعلامي.. فما كان لدى تلك اللجنة إلا أن تكتشف العديد من الأمور.. نعم حتى أنني وعضو اللجنة والإعلامي الكبير فهمي عمر والدكتورة عزة هيكل اكتشفنا تجاوزات عديدة مما يثبت حقاً أن لكل قناة هدفا موجها.. وتوجها أكيدا نحو بعض المرشحين مما يدعونا لنتحدث عن حيادية الإعلام ونزاهته والدقة في استخدام الألفاظ أو الإجابات.. فقد تحيز بعض مقدمي تلك البرامج بشكل ملحوظ جداً تجاه مرشح رئاسي وأخذ يمتدح في سلوكه وأهمية انتخابه في الوقت الذي أخذ يشدد على عدم ترشيح مرشح بعينه.. كان ذاك المذيع يبالغ في التعبير عن مرشح ويناصره ويوجه الدعاية المضادة له.. بل ان بعض هؤلاء من مقدمي تلك البرامج كان يفتقد تماما الموضوعية مما جعله يخرج عن إطار المهنية والحرفية محاولا التأثير على سلوك واتجاهات الجماهير وحاول بعضهم تضخيم بعض الأحداث وربطها بمرشح ما.. لتوجيه الدعاية المضادة وإسناد بعض الوقائع غير الدقيقة لذاك المرشح مما يساعد في تشويه صورته أمام الرأي العام والناخبين وقد يتسبب هذا في انصراف العديد من الناخبين عن تأييد هذا المرشح. الملاحظة الأخرى أن هناك ضيوفاً لتلك البرامج كانت تنتقل من برنامج لبرنامج آخر في قناة مختلفة.. واستخدام نفس الكلام ونفس التأثير لمجرد أن فلاناً يعتبرونه من تيار ما.. ويرون فيه ما لا يعجب هذا أو ذاك. مطلوب في الفضائيات ووسائل الإعلام الحيدة والنزاهة والدقة وإظهار الدور التوعوي والتنويري للناخبين وليس مجرد بث سموم وأحقاد يراها البعض في خصوم له.

وغابت عنا وردة الفن الجميل بجسدها بينما ستظل معنا بفنها سواء أغانيها المميزة أو أفلامها القليلة المتميزة. وردة هي مرادف لزمن الغناء الجميل "الذي كان يضم العمالقة".. صوت شديد النقاء والوضوح، مساحة صوتية عريضة وكبيرة يأخذك في لحظات الفرح والشجن إلى أبعد الحدود.. كانت ترفع الراية في وجه الزمن.. رفضت الاستسلام لقانون الأيام.. شهرت سيفها في وجه المرض.. كانت تصر على الغناء حتى آخر نفس فيها.. هكذا هي وردة الأيام والغناء والسنين.. وردة التي بدأت الغناء وهي صبية في باريس في مطعم والدها المتواضع.. والتي لم يعترف بها كمطربة إلا حينما قال لها الرئيس جمال عبدالناصر أنت صوت الجزائر في الوطن العربي.. بعدما شاهدها في الأوبريت الشهير "وطني حبيبي الوطن الأكبر" وكان عبدالناصر نفسه هو الذي طلب من عبدالوهاب أن يضم وردة مع عبدالحليم حافظ وشادية وصباح وفايدة كامل للأوبريت بعدما شاهدها في فيلم "ألمظ وعبده الحامولي" مع المطرب عادل مأمون. حكايات كثيرة أعرفها عن وردة.. صاحبة الصوت النقي الرومانسي الحساس وكيف كان اهتمامها الكبير بتفاصيل ألحانها واختيارها للأغنيات وإجراء البروفات.. شاهدتها حينما كنت معها في مهرجان الدوحة الثقافي وكيف اهتمت بكل تفصيلة قبل طلوعها على المسرح وظهورها لتغني وتستقبل جمهورها بأغنية "وحشتوني"... والتي نالت تصفيقا حادا استمر لدقائق.. وعايشتها أيضاً وهي تشارك في مهرجان موازين في المغرب وكيف كانت تتحدث بتواضع شديد للصحفيين وبصراحة مطلقة عن حبها للجيل الجديد من المطربين والتي أعلنت يومها أنها اتفقت مع أكثر من ملحن من الشباب ليضع لها ألحانا لأنها تحب أن تنوع في أغانيها وتطور من ألحانها وتشجع الشباب الجديد الموهوب وهو ما كان سيضمه ألبومها الذي كانت تحضر له. من محطاتها التي كانت تفتخر بها وتتذكرها وتحكي عنها يوم أن كانت في دمشق في بدايتها وقد غنت أغنية عن جميلة بو حريد فأعجب بصوتها المخرج والمنتج المصري حلمي رفلة الذي كان يحضر لفيلمه "ألمظ وعبده الحامولي".. فوجه لها الدعوة إلى مصر ورشحها لبطولة الفيلم الذي كان وش السعد عليها.. وبداية معرفة الجمهور بوردة. وإذا كانت هذه نقطة انطلاقتها الفنية إلا أن هناك محطة هامة في حياتها وهي التي غنت فيها أغنية سيد مكاوي الشهيرة "أوقاتي بتحلو معاك" فتلك الأغنية كانت في الأصل لكوكب الشرق أم كلثوم إلا أن رحيل أم كلثوم عام 1975 جعل سيد مكاوي يحتفظ بالأغنية حتى قدمها لوردة سنة 1979.. وقد كانت محطة فنية من أشهر محطاتها سارت جنبا إلى جنب مع أغاني بليغ حمدي الذي أحبها وتزوجها وقدم لها عددا من الألحان ترنم بها جماهير الوطن العربي في كل مكان. رحم الله وردة التي كانت نموذجا جيدا للمطربة التي تعرف ماذا يمكن أن يغنى ومتى وكيف!!

قرأت هذا الكتاب أكثر من مرة.. كانت المرة الأولى حينما جذبني غلافه البسيط – وكنت في جناح قطر بمعرض الكتاب في الدار البيضاء في فبراير الماضي تصفحت سطوره والتهمت عيوني موضوعاته التي تنوعت بين الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية وغيرها.. فقد أدركت أن كاتبه المتنوع في مقالاته جعله نبراسا ومنبرا لآرائه وأفكاره وما يراه وما يحس به وما يحدث له وما يشاع حوله من قضايا. والكاتب رجل إعلام معروف.. تولى العديد من المناصب منها مديرا لإذاعة قطر.. وحاليا هو الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام. الجديد الذي وقعت عيناي عليه هو أنه جعل ابنته الكبرى هي التي تتولى كتابة مقدمه إصداره الذي تميز بالسهل الممتنع في طرحه لقضاياه والتواصل مع قرائه.. أعجبني في مقالاته التي ضمها كتابه "صباح الأحد" هو جرأته في تناول الموضوعات دون أي تحسس.. وأتذكر ما قاله في بعض سطوره ترى الصعب مرعوبا.. والسهل يعافونه.. كذلك حينما ابتعد عن الكتابة لمسؤوليته الإدارية قال: من يريد أن يكتب.. يجب أن يقرأ! ويا ليت الجيل الجديد يمتهن الكتابة ليدرك ذلك! مبارك جهام الكواري إنسان عرفته منذ ما يقرب من 25 عاما دمث الخلق، متواضع.. يتفانى في عمله.. لا يتحدث كثيرا بقدر ما يفعل.. يفكر قبل أن يتخذ قراراته.. يسلك الموضوعية بابتسامة ذكية! من سطوره والتي توقفت عندها كثيرا يوم" فراق العروس".. وكيف أرسل رسالة لأهله يقول فيها لطفلته الثانية لا تكبري بسرعة! حتى لا تذهب وتتركه كما تركته عائشة وراحت لبيت زوجها! منتهى الحنان! إحساس لا يعرفه إلا الذي حدث معه هذا الموقف مثلما حدث أيضا مع كاتب هذا السطور! (صباح الأحد) لا يجعلك تتوقف عند مقال معين.. بل يجذبك لقراءته أكثر من مرة لماذا؟! لأن معظم مقالاته تحوي قضايا هامة. وهو حينما يتحدث عن وطني الحبيب صباح الخير يؤكد أن هذا البرنامج هو شريان الإذاعة الحيوي وقلبها النابض.. وكيف أنه يستقطب أكبر عدد من المستمعين من داخل وخارج قطر. وأعود مرة أخرى إلى الكتاب مرة أخرى بعد أن أهداني مبارك إياه وهو يستقبلني بمكتبه العامر.. وأتوقف هنا عن "الثلاثية" وبالطبع لم يكن يقصد بها الثلاثية المعروفة لنجيب محفوظ ". السكرية.. وقصر الشوق.. وبين القصرين " والتي قدمها حسن الإمام في 3 أفلام.. ولا المقصود ثلاثية الكاتب القطري أحمد الخليفي.". سوالف اليصاصة" وسوالف أهل الرق.. وتجار المخشر.. وإنما قصد مبارك ثلاثية أجسادنا السكر والضغط والكولسترول.. ولضيق المساحة.. لا أستطيع إلا أن أقول لمبارك رحم الله والداك.. ويا ريت تعود فتكتب أكثر وأكثر.. وكما قلت في سطورك.. مهما كانت نصائح المخلصين.. فلابد من الأخذ برأي المختصين!!

هذا المهرجان يختلف تماما عن المهرجانات المشابهة له في عالمنا العربي له طقوسه المتميزة من حيث الفعاليات المتعددة التي يتضمنها أتحدث إليكم من منطقة طانطان التي تعتبر همزة وصل بين شمال المغرب وجنوبه يحدها من الشمال إقليم كليم وجنوبا العيون وترجع أهمية هذا المهرجان إلى أن منظمة اليونسكو اعتبرت هذه المنطقة تراثا شفويا إنسانيا عام 2004 ولذا نجد الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة المغربية اهتماما كبيرا حتى إنه يقام تحت رعاية الملك شخصيا ويدعى إليه نجوم العالم من المنطقة العربية والأوروبية ومن أخرى تهتم بالتراث الإنساني وتعشق البيئة الصحراوية وحياة الخيام ومن ثم نجد أن من ضمن فعاليات المهرجان الذي افتتحه مولاي رشيد ولي العهد إبداعات أهل الصحراء الفنية والصناعية والثقافية كما يزخر الإقليم بمؤهلات سياحية عديدة ويتميز بشاطئه ذي الرمال الذهبية والكثبان الرملية مثلما المنطقة المميزة خور في تناسق بديع مما يجعله محط أنظار العديد من المستثمرين بواحاته ومناطقه التي تجذب كل من يزورها خاصة النخيل الذي يحيطها ويلتف حولها حتى إن المواقع الأثرية هناك أصبحت قبلة للسياح والذين يتوقون كثيرا أمام المواقع الأثرية مثل النقوش الصخرية ووادي الواعر ووادي الجريفة ووادي بوعاكه المتابع لفعاليات المهرجان الذي يتابعه شخصيات عربية عديدة وأوروبية انبهروا بالكثير مما يحتويه هذا المهرجان الذي حضرته الشرق وعايشت التراث الشعبي الأصيل والمتميز لأهل البادية فأنت أمام صفاء البحر والطقس الصحراوي النقي الجاذب لمن يزوره. ربما من أهم ما يجذب الكاتب إلى المغرب هو أنها لا يمر شهر إلا وتقيم مهرجانا سواء فنيا أو أدبيا أو موسيقيا ولا تتوقف الاحتفاليات عند هذا الحد بل إن كل مدينة لها مهرجانها الشهري مثلا نجد في طنجة مهرجان سينمائي وآخر في الرباط سينمائي أيضاً وفي الدار البيضاء مهرجان للسينما أيضاً وهكذا في سلا وفاس وأغادير إضافة إلى المهرجان الدولي للفيلم في مراكش وغير ذلك حتى الموسيقى الروحية لها مهرجان اهتمام المغرب بالأغنية والسينما والمسرح يلفت النظر أتمنى أن يحدث هذا في عواصمنا العربية وإن كانت الدوحة حقيقة تتميز هي الأخرى بالعديد من الفعاليات على مدى العام وتتنوع هذا الفعاليات وتؤثر في العديد من يحضرها ويتابعها الحياة هنا في طانطان تترك انطباعا جيدا لكل زائريها من حفاوة الاستقبال وفطرة هؤلاء البشر الذين يعيشون حياة البادية الهادئة والبعيدة عن تلوث المدن والذين يكتنفهم السلام والوئام والهدوء الملازم لهم ومن ثم كانت اليونسكو على حق حينما اختارت هذا الإقليم ضمن التراث العالمي الذي يجب الحفاظ عليه خلال افتتاح المهرجان استمتع الحضور بألحان الموسيقى والأغاني الحسانية واستمعوا لأنغام آردين وتيدينيت وقدم موسيقيو البيظان اكاون لكل المدعوين ألحانهم الفريدة بوقار وعزم فقد كانت الأغاني زاهدة على غرار تجرد الصحراء بلا تكلف ولا تصنع. مبروك الدورة الجديدة لطانطان.